رواية محامية قلبي الفصل الخامس 5 – بقلم أمل شعبان
بقلم امل شعبان محاميه قلبي 5
ركنت العربية بهدوء قدام الفيلا.
عم رمضان قالها بابتسامة فيها ندم طفولي:
> “والله يا بنتي كنت بهزر معاك، بلاش تزعلي… أنا بس بحب أخوّف كده كده يعني، عشان الجو! بس كله هزار والله.”
زينب ردّت عليه وهي بتبلّ ريقها:
> “هزار إيه بس يا عم رمضان… أنا خلاص كتبت وصيتي في دماغي وانت سايق!”
ضحك، وقال وهو بيوطي صوت الراديو:
> “وصلنا يا أستاذة زينب.”
زينب بصّت من الشباك وقدامها…
مشهد خرافي.
فيلا كبيرة كأنها طالعة من مجلة ديكور عالمية،
حواليها كذا فيلا، كل واحدة أجمل من التانية،
بس اللي قدامها دي بالذات كانت عاملة زي العروسة في فرح وسط أخواتها…
أنوارها هادية، بوابتها الحديد مفتوحة، والجنينة مفيهاش ورقة واقعة.
نزلت من العربية ببطء وهي ماسكة شنطتها،
لسان حالها بيقول: “أنا جاية أسلم ورقة مش أدخل فيلم رعب!”
عم رمضان مد راسه من الشباك وناد عليها:
> “أنا هستناكي هنا يا بنتي، ما تخافيش… مش همشي غير لما ترجعي.”
ابتسمت له وقالت:
> “ربنا يخليك ليا يا عم رمضان.”
ودخلت من البوابة.
—
الجنينة كانت جميلة لدرجة تشكّك،
ورود متصفّفة كأن حد بيرتبها بمسطرة،
وطريق ممهد بحصى صغير أبيض،
والشجر متشذب كأن الجنينة عندها كوافير.
زينب ماشية في وسط الجمال ده،
شكلها برّه بيقول “أنا واثقة في نفسي”،
لكن جوّاها…
> “يا لهوي! إيه السكوت ده؟ ليه مفيش عصافير؟ هو مفيش كلب حتى ينبح؟!”
وفجأة…
سمعت صوت خطوات وراها.
حاولت تطّمن نفسها:
> “أكيد هوا… أو ضلّي… أو خيالي، أو… أمّي!”
لكن الخطوات قربت…
وبقت سريعة، كأن حد ماشي بنية غريبة.
زينب شدّت شنطتها على صدرها، وعدّت وشها بإيدها كأنها بتحاول تشيل الفزع،
وبصّت بسرعة وصرخت:
> “مين؟
صوت جه بسرعة وهو بيترجّاها:
> “لااا لا لا، ما تخافيش يا بنتي! ده أنا… عم رمضان!”
زينب وقفت مصدومة، الشنطة لسه مرفوعة، عينيها متوسعة:
> “عم رمضان؟!!!”
هو ضحك ضحكة خفيفة، فيها شوية خوف هو كمان:
> “آه والله، قولت ما ينفعش أسيبك لوحدك… حبيت أطمّن عليكي… بس ما كنتش عارف إنك عنيفة كده!”
زينب وهي بتحاول تلملم نفسها:
> “ما أخافش إيه يا عم رمضان؟! ده انت كنت هتجيبلي سكتة قلبية…
عم رمضان وهو بيضحك طب يلا خلينا نودي المستند ده
مشيوا باتجاه باب الفيلا
وقفوا هما الاتنين قدام بوابة الفيلا الكبيرة، زينب بصت على الجرس الرئيسي، وبصت لعم رمضان كأنها بتسأله بعينيها: “أرن؟”
هو هز كتافه وقالها بخفّة:
> “إرني يا بنتي… هو إحنا جايين نبيع ترمس؟ إحنا جايين في طلب محترم.”
زينب مدت إيدها، وضغطت على الجرس.
تررررن… تررررن… صوت الجرس كان عالي ورنان، كأنك خبطت على قصر من أفلام الأبيض والأسود.
بعد لحظات، الباب تفتح ببطء، وطلعت لهم واحدة ست شكلها غريب شوية…
وشّها مجهد، شعرها طاير من كل اتجاه، وبصتها فاضية.
عينها الحمره قالت إنها تقريبًا ما نامتش بقالها يومين.
بصّت لهم من ورا الباب وقالت بصوت ناصف نعاس ناصف زهق:
> “أيوه؟ عايزين مين؟”
قبل ما زينب تفتح بقها…
بوووم!
خَبطة قوية جدًا جت من فوق…
كأن في حاجة اتكسرت أو حد وقع…
الصوت كان عالي لدرجة إن الباب تهز في إيد الشغالة.
زينب سابت نظرها من على الست وبصّت لفوق وهي بتبلع ريقها.
القلق دخل عينيها، ورجع نزل على وشّ عم رمضان…
اللي كان واقف جنبها، عينه برقت، وقال بصوت مبحوح:
> “يلا يا زينب نمشي… أنا قلبي مش متطمن.”
زينب لسه بتحاول تفهم اللي بيحصل، بتمطّ رقبتها، بتسمع بتركيز، ولسان حالها:
> “هو الصوت ده كان إيه؟ في حد وقع؟ في شجار؟ ولا إيه؟”
راحت تفتح بقها تقول:
> “هو الأستاذ ياسين المحامي…”
بس قبل ما تكمل…
صوت راجل من فوق صرخ:
> ” “امسكه بسرعة!! هات الإبرة يا سعاد!!”
> “امسكه بسرعة!! هات الإبرة يا سعاد!!”
عم رمضان أول ما سمع الجملة…
عم رمضان ما استناش حتى يشوف مين سعاد.
لف ورجع يجري بكل ما فيه!
رجليه سبقوا نيّته، وكأن قلبه بيزعقله: “امشي يا بني، النجاة قبل الندم!”
مش جري عادي…
ده جري اللي قلبه سبق جسمه، ورجله بتقول: “سلام عليكم بقى!”
بقلم امل شعبان محاميه قلبي
زينب بصّت بسرعة للست الخدامة…
وش الست اتبدّل كأنها شافت عفريت بيقولها “اسمي مش لطيف”.
رجعت تبص على عم رمضان…
زينب وقفت لحظة مصدومة، لحد ما شافته بيعدّي البوابة…
> “استنى يا عم رمضان! بتجري ليه؟!”
رد وهو بيجري ولسانه بيتلخبط في ريقه:
> “استنى إيه يا زينب!؟ إنتي مش سامعة؟! بتقولك امسكوه هات الإبرة!! دي شكلهم بيتاجروا في الأعضاء يا بنتي!!”
جري.
فتح باب التاكسي، زقّ نفسه جواه، وقفل الباب بقوة كأن بيقفل عليه عمره كله.
زينب جريت وراه وهي بتزعق:
> “عم رمضان! استنى! هتسيبني لوحدي؟!”
مسكت في شباك التاكسي قبل ما يتحرك، عينيها بتبرق من الذهول:
> “يعني هانت عليك العِشرة؟!”
بصّ لها من ورا الإزاز، عينه فيها رعب وخوف من اللي شافه جوه الفيلا، وقال بصوت عالي وهو بيزغرد من التوتر:
> “عشرة إيه يا بنتي؟ أنا معرفكيش غير من ساعة! عشرة مين يا أمّ وَ…!”
فجأة التاكسي اتحرك.
هي فضلت ماسكة في الشباك لثواني:
> “عم رمضان! عم رمضااان! يا جدع طيب
لكن لا حياة لمن تنادي…
هو اختفى في آخر الشارع، سايب ورا العربية سحابة تراب… وزينب.
واقفة قدام البوابة…
هي، والفيلا، والصوت اللي قال “هات الإبرة يا سعاد”.
سكتت لحظة، وبصّت حوالينها…
> “أهو… يوم ما قررت أشتغل بكرامة… لقيت نفسي بطّولة فيلم رعب بعنوان:
سَلِّم الورقة واهرب!”
بقلم امل شعبان محاميه قلبي
زينب كانت واقفة بتبص في اتجاه التاكسي اللي اختفى، وعينيها رايحة جاية بينه وبين الفيلا اللي بتقف قدامها دلوقتي كأنها بتسأل نفسها:
> “أجري وراه؟ ولا أكمّل؟”
حطّت إيدها في جيبها تطلع تليفونها…
> “خليني أكلم ندى… يمكن تلحق تبعتلي لوكيشن تاكسي أو تيجي تاخدني!”
لكن…
> “يلاااا! فصل شحن؟ دلوقتي؟! ساعه ما كنت بتكلم ندى!؟”
بصّت للتليفون كأنها بتعاتبه:
> “ما تستحيش على دمك… يوم أسود تختار تموت فيه!”
لفّت حواليها… الشارع هادي، مفيش لا عربيات، ولا حتى صوت نملة بتمشي.
كأن الزمن اتوقف، أو الدنيا قررت تعملها اختبار صبر مفاجئ.
قالت في سرها وهي بتحاول تطمّن نفسها:
> “أنا يمكن بتوهم… إيه يعني؟ صوت، خناقة، حاجة وقعت… عادي!”
“وبعدين الأستاذ ياسين يمكن محتاج مساعدة، أو يكون في حد دخل بيته… أهو أهو، لازم أتصرف كحد محترم!”
شدّت نفسها، وعدّلت شنطتها على كتفها، ودخلت الفيلا.
—
من جوه؟
الفيلا كأنها طالع من كتالوج أوروبي فاخر.
أرضيات رخام، نجف بيتلألأ فوقها كأنه نجوم سماء،
كنب مودرن مرصوص كأنه مرسوم برسمة ديكور على إنستجرام.
كل حاجة بتقول: “اللي عايش هنا… عايش صح.”
زينب تلفّ حواليها ببطء، عينها بتلمع من الانبهار:
> “ده أنا كنت جاية أسلّم ورقة… طلع لازم ألبس فستان سهرة!”
بصّت حوالين الريسيبشن، مفيش حد.
نادت بصوت مش عالي أوي، بس فيه احترام:
> “أستاذ ياسين؟ أنا زينب… من طرف مكتب أ.مروان… معايا المستند اللي حضرتك طلبته…”
مفيش رد.
عينها راحت تلقائي على السلم.
السلم كبير، مغطّى بسجادة ناعمة لونها خمري، وحوافه خشب غامق،
شكله مهيب، كأنك طالع على طابق بيخبّي سر.
خطّت أول خطوة…
وثانية…
وثالثة…
> “أستاذ ياسين؟”
وهنا…
صوت زعيق جه من فوق!
بقلم امل شعبان محاميه قلبي
زينب كانت طالعة السلم بخطى حذرة، كل خطوة بتصدر صوت خفيف على الخشب،
وبين كل درجة والتانية كانت بتنادي:
> “أستاذ ياسين؟ حضرتك فوق؟ أنا زينب… من طرف مكتب الأستاذ مروان!”
الصوت الوحيد اللي بيرد… هو الصمت.
لكن فجأة، زعيق طالع من فوق…
صوت راجل بيزعق بعصبية:
> “سيبني في حالي!! أنا قلت كفاية!!”
وبعده… صوت تاني، نبرته هادية ومرهقة:
> “ممكن تهدى يا أحمد؟ بالله عليك… إهدى.”
القشعريرة مسكت في ضهر زينب، بس كملت…
لأن الرجوع بقى أصعب من المواجهة.
وصلت للطابق اللي فوق.
الطابق جميل، مرتب بطريقة تخض…
زي ما يكون معمول لبيت في إعلان تلفزيون.
الأوض مترتبة جنب بعض،
بس فيه أوضة واحدة بس بابها مفتوح…
والصوت… خارج منها.
زينب مشيت بهدوء، قربت من الباب المفتوح…
كل حواسها مشدودة،
عينها رايحة جاية بين الباب والطرقة…
قلبها بيخبط في صدرها كأنه بيقولها “ارجعي”.
لكن فجأة…
صرخة أنثى شقّت الهدوء!
> “آآآاه!!”
زينب اتجمّدت.
بصّت قدّامها، وشافت الخدامة اللي كانت فتحتلهم الباب أول مرة…
واقعة على الأرض، بتتزحف وهي بتبص وراها،
كأنها بتهرب من حاجة شافتها وشعرت بالرعب منها.
زينب عينيها اتعلقت بالمنظر، لسانها اتخرس،
بتحاول تفهم إيه اللي بيحصل…
لكن ما لحقتش حتى تلتقط أنفاسها…
شاب خرج جاري من جوه الأوضة!
كان شكله مألوف لكن عشوائي،
مربّي دقنه كأنها ليها شهرين ما شافتش ترتيب،
وشعره منكوش، نازل على جبهته،
لابس لبس بيتي، ووشّه عليه ملامح تعب… وتوهان.
بس كان في حاجة في عينه…
حاجة مش مطمّنة.
ولما شاف زينب…
لفّ بسرعة، وجرى ناحيتها.
زينب، من هول المفاجأة، رجعت خطوة بسرعة،
بتحاول تلف نفسها تهرب…
لكن قبل ما تلحق…
مسكها من دراعها!
صرخت صرخة عالية من قلبها:
> “سيبنيييي!! إنت مين؟!!”
يتبع
بقلم امل شعبان محاميه قلبي
✨ تابعونا في الفصل الجاي من
“محاميه قلبي ” 🖤
وفيه هنعرف:
💥 الشاب ده جاي منين وليه؟
📂 وإيه السر اللي ياسين مش بيقوله؟
👣 وهل زينب فعلاً اتزنقت ولا القدر شايفلها حاجة تانية؟
ما تنسوش:
🌸 اللايك الحلو يفرّحنا
🗨 والتعليق بتاعكم هو اللي بيشجعنا نكمل
وإنتوا بقى…
تتوقعوا إيه اللي هيحصل؟ 😏
بقلم: أمل شعبان – محامية قلبي
• تابع الفصل التالى ” رواية محامية قلبي ” اضغط على اسم الرواية