رواية راما الفصل الثاني والثلاثون 32 – بقلم اسماعيل موسى

 رواية راما الفصل الثاني والثلاثون 32 – بقلم اسماعيل موسى 

                  

“في المقهى القريب من المستشفى. بعد ساعة.”

عندما دخل آدم المقهى، لم يكن يبدو متفاجئًا برؤيتها، لكن في عينيه ظهر شيء… مزيج من الحذر والاستفهام.

جلس أمامها بصمت، ونظر إليها كما لو كان يراها لأول مرة بعد زمن طويل.

_جين لم تبتسم. لم تحاول حتى أن تبدو بخير._

— “كيف حالكِ؟” سألها بصوت هادئ.

نظرت إلى كوب القهوة أمامها، ثم إليه.

— “لن أضيّع وقتك، آدم.” قالت بهدوء، ثم وضعت أمامه ظرفًا صغيرًا.

لمس الورق بأطراف أصابعه 

— “جين، ما هذا؟”

رفعت عينيها إليه، نظرتها كانت مستقرة، ثابتة بطريقة لم يكن يتوقعها.

— “أوراق الطلاق.”

صمت. للحظة، بدا وكأنه لم يسمعها بشكل صحيح، ثم فتح الظرف وسحب الأوراق. عينيه مرّتا على الكلمات المكتوبة، لكن شفتيه ظلتا مغلقتين.

— “جين، هل هذا حقيقى؟ 

ضحكت ضحكة صغيرة، بلا مرح قبل أن تردف 

— “لا تسألني وكأن الأمر مفاجئ لك، آدم. نحن انتهينا منذ وقت طويل. أنا فقط أضع نهاية رسمية لهذا كله.”

أغلق الملف ببطء، ثم نظر إليها بجدية.

— “لماذا الآن؟”

شعرت بحرارة في صدرها، لكنها حافظت على هدوئها.

— “لأنني لم أعد أريد أن أعيش كظل، كخيار مؤجل، كشيء يمكن تركه جانبًا دون أن يؤثر على حياتك.

لأنني استحق أن أكون أكثر من مجرد ذكرى في عالمك، وأنت لم تعد في عالمي بعد الآن.”

آدم لم يرد. عيناه كانت تقرآن ملامحها، وكأنهما تبحثان عن تردد، عن شك، عن لحظة ضعف قد تجعله يوقفها. لكنه لم يجد شيئًا.

جين نهضت، وضعت معطفها بهدوء، ثم دفعت الأوراق نحوه مجددًا.

— “وقّعها، آدم. لا أريد شيئًا منك، فقط هذا.”

نظرت إليه نظرة أخيرة، تلك النظرة التي كانت تحمل وداعًا صامتًا لكل شيء كان بينهما، ثم استدارت ومشت نحو الباب.

هذه المرة، لم تنتظر أن يناديها.، لأنها عرفت أنه لن يفعل

وحتى لو فعل لن تلتفت نحوه

فى الخارج بدت لها الشوارع التى مشت فيها للتو غريبه عنها

كان تستطلع وجوه الناس كأنها تخشى ان يكون أحد يعرف ما يحوى ذلك المظروف آلقابع فى يدها

لاشيء سهل على الأطلاق حتى إلذى نرغب به ونسعى له بقوة يفقد قيمته عندما يصبح بين ايدينا

اسدلت جين الستارة على قلبها الذى ينبض بعنف، كشراعه منزل تطل على شارع مترب…

يتبع

 •تابع الفصل التالي “رواية راما” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق