رواية صغيرة فى قفص الطحاوي الفصل الثانى 2 – بقلم شيماء طارق
ملك: قررت إيه؟!
آسر:نتجوز.”
ملك:
(شهقت بصدمة)
“إييييه؟! إنت بتقول إيه؟!”
آسر:
“أنا آسر الطحان… لما أقول حاجة، بتتنفذ.
وانتي دلوقتي في قصري… ومش هتخرجي منه إلا وانتي مراتي مفهوم؟!
ملك:
“ليه بتعمل كده؟! إنت مش بتحبني حتى ولا تعرفني ولا انا اعرفك ازاي نتجوز كده علشان سبب مش مقنع!
آسر:
(يبتسم ابتسامة خفيفة) انا اول مره شفتك شفت فيكي حاجه جديدة ما شفتهاش يا بنت غيرك دي اول حاجه ثاني حاجه انا حبيت احميكي من كلام الناس لان انا وانتي الصحفيين صورونا كتير
جدا قدام الجريدة وده طبعا هيدمر حياتك وهيقولوا عليكي انك بنت مش كويسه او عشيقتي فانتي لو رفضت هتكوني انتي اللي خسرانه مش انا كمان انا حاسس ان انا منجذب ليكي وعايزك إيه المنع بقى اللي احنا نرتبط؟؟؟
ملك:
(بصوت مخنوق)
“بس أنا… مش جاهزة للجواز! مش كده! الجواز مش بالغصب وانا مش عايزاك هو بالعافيه !
آسر بغضب وبصوت عالي قال لها: يا متخلفه هيقولوا عليكي عشقتي
ووقتها انتي اللي هتتكسري… بس لو اتجوزنا،ما فيش حد هيقدر يتكلم عليكي وكمان انتي كنت تطولي تتجوزي واحد زيي دي بنات مصر كلها بيتمنوا بس ان انا ابص لهم وانت بترفضي ؟!
ملك:
(ساكتة، ودموعها بتنزل وهي حاسة بالعجز)
آسر:
(بصوت هادي)
“خدي وقتك وفكري… بس العَقْد الجواز هيكون جاهز قبل نص الليل؟؟!
ملك:
“ولو رفضت؟”
آسر:
“هسيبلك القرار… بس اعرفي إن حياتك مش هترجع تاني زي الاول للاسف ؟!
(بيخرج وهي بتنهار على الأرض بصمت، قلبها بيترعش من الخوف… والتوهان… وشيء غريب بدأ يتولد جواها… ناحيته)
(الساعة 11 ونص بالليل في أوضة فخمة في القصر)
ملك:
(واقفة قدام الشباك، بتبص للشارع وهي ماسكة طرف فستانها، و دموعها نشّفت من كتر ما هي بتعيط وبتقولي نفسها)
“هو ليه بيعمل كده؟
ليه حاسه إن الدنيا كلها بتتأمر عليّا؟
بس… هو لما وقف جنبي… حماني من الناس يعني هو كان قصده ان هو يحميني يعني هو خايف عليا بس انا ليه خايفه منه هو باين عليه ان هو قوي وده اللي مخوفني منه في حاجه غريبه هو شكله حلو جنتل مان بس باين عليه قاسي ؟
(بتسمع خبط على الباب، قلبها بيدق بسرعة)
آسر:
(دخل بهدوء، شايل عقد الجواز في إيده)
فاضل نص ساعة ونبدأ يوم جديد…يا تبقي مراتي يا ترجعي من مكان ما جيتي ولو انتي عندك حد من عيلتك قوليلي وانا هعرفه كل حاجه والموضوع هيخلص على طول؟!
ملك:
(بصوت واطي ودموع وقهر) انا يتيمه وكنت عايشه مع صاحبتي في شقه انا وهي مع بعض انا موافقه على الجواز؟!
آسر:
(تفاجئ، عينه وسعت من الصدمه وقالها):إيه؟!
ملك:
(بثبات غريب)
قلت إني موافقة!
بس اسمعني كويس… أنا مش لعبة، ومش هكون زي ما أنت عايز يعني انا اتجوزتك بس علشان خايفه من كلام الناس علشان سمعتي مش اكثر ولو عايز تتجوزني علشان تحميني من الناس حاولي ان انت تحميني من نفسك الاول ويا ريت ما تقربش مني ولا تلمسني علشان انا مش عايزة اقرب منك؟؟
آسر:
(اتنفس بعمق، وحط العقد على الترابيزة جنبها وعنيه احمرت وكان متضايق جدا من كلامها بس احاول ان هو يمسك نفسه لحد ما تمضي على عقد الجواز)
“أنا وعدتك بالحماية…ومش آسر الطحاوي اللي يجبر بنت على ان هي تبقى معاه تمام اتفضلي خلصيني؟؟؟
ملك:
(بصّت له في عينه لأول مرة بتركيز، شافت فيها حاجات كتير… خوف، وغضب، بس كمان حنية مدارية)
“أنا مش بكرهك يا آسر…بس انا اول مره اشوفك النهارده وفي اليوم اللي انا شفتك فيه واتعرفت عليك بقيت جوزي فاهم يعني بجد انا تعبانه انا مش عارفه أعمل وكل ده حصل ازاي؟؟؟
آسر:
(قرب منها بهدوء) زي ما قلتلك انا مش هاجي جنبك ولا هقرب منك انا بحاول احميكي ومن بكره قدام كل الناس هتكوني ملك الطحاوي مراتي على سنه الله ورسوله وما فيش حد يقدر يتكلم عليكي نص كلمه حبيتي تكملي معايا تمام ما حبتيش براحتك انا مش هجبرك على اي حاجه؟!
(بيسيبها ويخرج، وهي بتبص العقد الجواز… وبصوت مهزوز بتقول)
ملك:
انا مش عارفه هو انا بحلم ولا اللي انا فيه ده كابوس ولا ايه بالظبط انا مش عارفه افكر ازاي ربنا يستر؟
(الصبح – في أوضة ملك في القصر)
ملك:
(قاعدة على طرف السرير، لبسة بيجامه بيضاء
بسيط، وشها هادي لكن عينيها فيها ألف سؤال)
“هو أنا اتجوزت فعلاً؟!
طب هو فين؟ ماشفتهوش من إمبارح ؟!
(كانت بتبص في كل مكان علشان تعرف هو ياسر راح فين في الوقت ده دخلت عليها
واحدة من الخدم وهي بتقولها)
نرجس:
الفطار جاهز يا هانم…
آسر بيه مستني حضرتك تحت وقال لي ابلغك علشان تنزلي حالا؟!
ملك:
(بتقوم بتوتر ابتسامه رقيقه بتقولها)
هاجي حالاً هغير هدومي بس؟!
(ملك تنزل للقاعة الكبيره في وسط القصر كان آسر قاعد على السفرة، لبس بدلة شيك، ووشه فيه نظرة غريبة… مزيج بين الهدوء والتملك)
آسر وهو بيشاور لها الكرسي اللي جنبيه بيقولها:
“صباح الخير… يا مدام آسر اتفضلي تعالي علشان تفطري؟!
ملك:
(بصيت لي باستغراب و قالتله)
“صباح النور.”
آسر:
“تعالي افطري، شكلك ما نمتيش كويس؟
ملك: عادي علشان مش متعوده اغير مكاني علشان كده ما نمتش كويس؟!
آسر:
(بضحكه مليانه جاذبيه وهو بيقولها) شويه شويه وهتتعودي يلا بقى علشان تبداي تاكلي انتي ما اكلتيش حاجه خالص اكيد جعانه وعلى فكرة بوكيه ورد اللي هناك ده لك أنتي ؟!
(بتلف ملك وشها تلاقي باقة ورد ضخمة مكتوب عليها: إلى من اقتحمت قفص الطحاوي )
ملك:
(بصوت مهزوز) ازاي يعني هو انتي بتحبني اصلا انت تعرفني منين علشان تحبني انت ما شفتنيش غير امبارح ؟! وايه قفص الطحاوي ده هو انا دخلت سجن ولا إيه؟
آسر:
(بهدوء وهو بيصب لها عصير) قصر الطحاوي بالنسبه لي هو القفص اللي دخلت فيه عصفورتي وانتي دخلتي قفص الطحاوي برجلك يا امورة انا عمري ما حبيت قبل كده…
بس إنتي علمتيني إن الحب مش اختيار… حاجه كده بتيجي من غير ارادة اوقات كثيرة بيسموها
الحب من أول نظرة وللأسف أنا وقعت فيه !
(قبل ما ترد، بتدخل “داليا” – بنت عم آسر اللي كانت داخله بصوت عالي وباين عليها ان هي متعصبه جداً من آسر وبتتكلم بطريقه مستفزة وبتقوله)
داليا:
آسر! إيه اللي أنا سمعته؟! إنت اتجوزت بجد ولا بتهزر عشان لو بتهزر هعديها بس لو بجد هيبقى ليله اهلها سوداء اللي فكرت تاخدك مني؟!
آسر:
(بنظرة حادة وبعصبية قال) انتي ازاي تدخلي هنا وتتكلمي معايا بالطريقه دي احترمي نفسك أما تيجي تتكلمي عن مراتي تتكلمي عليها باسلوب احسن من كده انتي إيه اللي جابك هنا اصلا وازاي تدخلي القصر من غير ما تستاذني هي سايبه ولا إيه؟!
داليا بغضب شديد: هي اكيد الملزقه اللي واقفه وراك ديت انا مش هسيبها انا عارفه ان أنت عمرك ما بصيت لاي بنت ازاي من يوم وليله حبيت واتجوزت؟! انت جايب بنت من الشارع وبتقول عليها مراتك وتسيب بنت الحسب والنسب شكلك اتجننت يا اسر؟؟؟
(ملك توطّي راسها في الارض واتكسفت جدا من الكلام اللي هي قالته عليها لانه فعلا هو جايبها من الشارع هي ملهاش حد وهو يوم ما راح جابها كام من قدام الجريده ما راحش حتى البيت ولا طلبها ولا عاملها بشكل رسمي زي اي بنت)
آسر:
(قام من مكانه فجأة، وعينيه بتطق شرار وهو رايح اتجاه وهو بيقولها ) عارفه لو الكلام ده اتقال مره ثانيه انا ممكن اعمل فيك إيه هخليكي عبرة لكل اللي يفكر يغلط في مراتي أنت فاهمه انت غلطت في مين دي ملك الطحاوي مرات آسر الطحاوي ما فيش حد يتجرا يتكلم معاها بالطريقه دي وكمان مش اسر الطحاول اللي يجيب واحده من الشارع يا بتاع انتي قبل ما تتكلمي على مراتي بصي لنفسك في المرايه روحي وجهي نفسك بعيوبك ؟!
واللي مش عاجبه… الباب يفوت جمل ؟!
داليا بتتراجع وهي خايفه من اسر وبتطلع بسرعه من القصر وبتطلع تجري.
(آسر بيبص لملك بحنيه وبيقولها )
آسر:
وعدتك بالحماية… بس الظاهر قلبي قرر يزيد العرض
ملك:
(بصوت واطي وهي تحاول تداري خوفا وهي بتقول)
“أنا مش عارفة أقولك إيه بس ليه البنت دي بتعمل كده هو إيه اللي حصل انا مش فاهمه باين عليها ان هي حد قريب منك…؟!
صغيره_في_قصر_الطحاوي
البارت_التاني_لكاتبه_شيماء_طارق
تابع؟؟؟؟؟
• تابع الفصل التالى” رواية صغيرة فى قفص الطحاوي ” اضغط على اسم الرواية