رواية التوأم والسحر الأسود الفصل الاول 1 – بقلم رقية

 رواية التوأم والسحر الأسود (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر كوكب الروايات بقلم رقية

رواية التوأم والسحر الأسود الفصل الاول 1 – بقلم رقية 

التوأم_والسحر_الاسود_1_

إليزابيث وهناء توأمتان، وُلِدتا من أب عربي يُدعى فريد وأم روسية تُدعى نازلي. فرقهما القدر بعد ولادتهما مباشرة، حيث أخذتهما الحياة إلى مسارات مختلفة.مما جعل كل واحدة منهما تحمل اسم والد مختلف. إليزا حملت اسم والدها وجدها  من طرف  والدتها  “إليزا  فريد دانيال” ، بينما هناء حملت اسم  “هناء احمد مروان” 

 رغم كونهما توأمتان ، إلا أن حياتهما كانت أشبه بعالمين متوازيين. إليزابيث ، التي نشأت في كنف عائلة ميسورة في المدينة، حظيت بفرصة التعليم والعيش في بيئة ثقافية مفعمة بالفرص، مما مكّنها من تحقيق إنجازات بارزة في حياتها. كانت شخصيتها طموحة ومليئة بالثقة، تستند إلى خلفيتها المتينة وتعليمها المرموق.

_____

“على الجانب الآخر” 

 كانت هنا تعيش في بلدة ريفية هادئة، بعيدة عن صخب الحياة الحضرية. افتقدت فرصة التعلم، رغم أنها كانت تمتلك ذكاءً استثنائيًا كان يظهر في مواقف حياتية يومية، وكأن العالم قد ظلمها بحرمانها من تحقيق إمكانياتها.

ورغم اختلاف طرق الحياة بينهما، كان القدر يمزج مصائرهما بخيوط خفية؛ كأن الأحداث الكبرى التي مرّتا بها كانت تعيد تشكيل حياتيهما بطرق متشابهة، وكأنهما انعكاسان لوجهين مختلفين لعملة واحدة.

و رغم اختلاف الظروف التي نشأت فيها كل من إليزا وهناء، إلا أن شخصياتهما حملت الكثير من التشابه، كأنهما جسدان بروح واحدة. تشاركتا نفس الطيبة والأخلاق، نفس الحس العالي باختيار الأصدقاء، والحب الكبير للعطاء . حتى في أبسط الأمور، كحب الطعام والعطور، كانتا تعكسان أذواقًا متشابهة بشكل مذهل.

كلاهما تمتع بذكاء حاد، لكن لكل منهما موهبة خاصة تميزها عن الأخرى:

إليزا :  امتلكت فراسة فطرية، قدرتها على قراءة ملامح الأشخاص وتحليل تعابيرهم بدقة جعلتها تبدو وكأنها ترى ما وراء القناع.

 هنا، على الجانب الآخر، وُهِبت موهبة الأحلام. كانت أحلامها أكثر من مجرد رؤى؛ أحيانًا، كانت ترى أحداثًا مستقبلية وأشخاصًا قبل أن تلتقي بهم، مما منح حياتها طابعًا غامضًا وساحرًا.

منذ طفولتها، أظهرت هناء شغفًا عميقًا بالرسم. كانت قادرة على رسم الوجوه بدقة متناهية، وكأنها تلتقط أرواح مَن ترسمهم. لوحاتها بدت وكأنها تنبض بالحياة، وتُظهر موهبتها الخارقة التي جعلت مَن حولها ينبهرون بها.

ومع مرور السنين، أصبحت كل واحدة منهما تحاول فهم قدراتها الغامضة. إليزا اكتشفت أنها قادرة على قراءة مشاعر الآخرين وأفكارهم، بينما كانت هناء تمتلك قدرة على رؤية أحلام تحمل أحداثًا قد تحدث في المستقبل أو تعكس أمورًا مخفية عن الواقع.

___

=إليزابيث فريد دانيال او كما يسمونها ابنة المغنية، فتاة في السادسة والعشرون من عمرها، تتمتع بشخصية استثنائية وجمال يخطف الأنفاس جميلة وذكية، تتميز بشعرها الأشقر اللامع وعينيها الخضراوتين اللتين تعكسان عمق روحها، ابتسامتها الرقيقة والساحرة تجعلها محط أنظار الجميع، حيث تضيء كل مكان تتواجد فيه منذ طفولتها كانت تحلم بأن تصبح طبيبة، وقد حققت حلمها بجدارة حيث تخرجت من كلية الطب بمرتبة الشرف، إليزابيث ليست فقط طبيبة جراحية موهوبة ، بل تتمتع أيضًا بذكاء حاد وقدرة على التفكير السريع تحت الضغط.

تتميز إليزابيث بطيبة قلبها وحرصها على مساعدة الآخرين مما جعلها محبوبة بين زملائها ومرضاها على حد سواء، تكرس وقتها وطاقتها لرعاية المرضى، وتعمل بلا كلل لتخفيف آلامهم وتحسين نوعية حياتهم. تملك القدرة على جعل من حولها يشعرون بالراحة والأمان، وهو ما يجعلها شخصية

محبوبة في كل مكان تذهب إليه ، بجانب مهنتها، تستمتع إليزابيث بالأنشطة التطوعية، حيث تشارك في حملات طبية في المجتمعات المحتاجة، مما يبرز شغفها الحقيقي بمساعدة الآخرين وتسعى إليزابيث لتحقيق التوازن بين حياتها المهنية والشخصية، وتؤمن بأن الجمال الحقيقي يكمن في القلوب النبيلة والرغبة في إحداث فرق إنها مثال يحتذى به في التوازن بين العمل والحياة،  إليزابيث تجسد القوة والجمال في شخص واحد، وتستمر في إلهام الكثيرين بمن حولها. 

___

هنا، احمد مروان  في السادسة والعشرين من عمرها، فتاة ذات جمال لافت يميزها بلون بشرتها الحنطية التي تتوهج تحت أشعة الشمس. شعرها الأسود الداكن ينسدل على ظهرها كستار من الليل الحالك، يضفي على ملامحها جاذبية غامضة. أما عيناها العسليتان، فتشعان بدفءٍ يأسر القلوب، كأنهما تخبئان قصصًا لا تُحكى بسهولة.

شخصيتها خليط مميز بين الهدوء الذي يبعث الطمأنينة والمرح الذي يضفي على حياتها نكهة خاصة. أناقتها تنبع من ذوقها البسيط والراقي، وقوامها الرشيق يعكس أسلوب حياتها النشيط. ما يميزها حقًا هو لطفها الطبيعي وابتسامتها الساحرة التي تبدو وكأنها تنير كل من حولها.

هنا  ليست فقط جميلة في مظهرها، بل في روحها أيضًا. إنها ذلك النوع من الأشخاص الذين يحملون في أعينهم حكايات وأحلامًا، وفي قلوبهم دفءًا نادرًا.

**

= سهيلة :  ذات الثامنة والعشرين، كانت صديقتها المقربة منذ الطفولة. نشأتا معًا في قرية صغيرة تحيطها الحقول والغابات. سهيلة كانت رفيقة الطفولة والذكريات التي لا تنسى، وكانت شاهدة على كل ما مرت به هناء من صعاب.

فقدت هنا والديها وشقيقتها الصغرى في حادث مأساوي عندما كانت في السادسة من عمرها، لتجد نفسها تحت رعاية جدتها من جهة والدها. تلك الجدة كانت مثالاً للحب والحنان، وخصت هنا بعناية تفوق ما قدمته لبقية أحفادها أصبحت هنا الحفيدة المدللة مما أثار حفيظة خالها أمجد الذي رأى أن هذا التدليل يفسدها.

عندما بلغت هنا السابعة عشرة، قرر أمجد أن يزوجها بابنه يزيد. كان يزيد شابًا سيئ السمعة، معروفا بفساد أخلاقه وتلاعبه بالآخرين. بالنسبة لهنا، كان يزيد أشبه بكابوس لا ينتهي، وشعرت أن خالها يريد التضحية بها الإرضاء نزوات ابنه. قاومت بكل ما أوتيت من قوة، لكنها أدركت أن البقاء في القرية يعني الخضوع لرغبات خالها. 

“الهروب إلى الحرية”

 بجرأة لا تتناسب مع عمرها، قررت هنا الهروب من القرية، تاركة خلفها ذكريات الطفولة وأحلامها الصغيرة. ركبت أول حافلة نحو مدينة مجاورة، واضعة بين يديها مستقبلا غامضًا ولكنه مليء بالأمل.

كانت الحياة في المدينة مختلفة تمامًا. لم تكن سهلة كما هي في قريتها الصغيرة، لكنها لم تستسلم. ورغم أنها لم تكمل تعليمها، إلا أن ذكاءها الحاد ولباقتها ساعداها على التكيف سريعًا.

كانت تعمل بجد لتعيل نفسها، تقضي نهارها في المتحف، بينما تسرق ساعات الليل لترسم الوجوه التي تروي قصصها الخاصة في كل لوحة، كانت تضع جزءًا من روحها، كأنها تحاول أن تعيد رسم حياتها بألوان أكثر إشراقًا، متجاوزة ظلال الماضي المظلمة.

رغم صغر سنها، إلا أن هناء أثبتت أن الإرادة يمكنها أن تغير المصير، وأن الهروب لم يكن نهاية الطريق، بل بدايته.. 

 والدتهما  نازلي كانت فتاة شقراء وجميلة، ذات العينين الخضراوتين، تتمتع بقوام رشيق منحوت تعمل مغنية وراقصة في أحد الفنادق الراقية، حيث تجذب الأنظار بأدائها الساحر وحضورها القوي. تتميز نازلي بشخصية مرحة وطاقة إيجابية، 

تضيء مسرح الفندق بابتسامتها الرقيقة ، كانت تجذب الأنظار بموهبتها  وأسلوبها الفريد، وتملأ الأجواء بألحان الموسيقى الهادئة التي تعزف على أوتار القلوب.

كان فريد، عاشق الموسيقى الكلاسيكية، يجلس في ركنه المفضل في الفندق، يشعر بـ أنغامها  تتسلل إلى أعماق روحه. لم يكن يعرف أن تلك الأمسية ستغير مجرى حياته. عند أول نظرة،بينهما، شعرت نازلي بأن قلبها يخفق بشدة، بينما

بدأ فريد يتخيل قصة حب لا تشبه أي شيء عرفه من قبل.

مع مرور الوقت، تطورت علاقتهما، حيث كانت نازلي تغني له أجمل الأغاني، وفريد ينقل لها حب الموسيقى الكلاسيكية، مما خلق تناغمًا خاصًا بينهما. كانت لحظاتهما تمتلئ بالضحك والأحاديث العميقة، ليكتشفا  سويًا أن الحب يمكن أن يكون أجمل لحن في الحياة ، حب فريد ونازلي ليس مجرد قصة رومانسية، بل هو سيمفونية من العواطف والمشاعر، تروي حكاية شغف وارتباط حقيقي، جعل من كل لحظة معًا ذكرى لا تُنسى.

= فريد هو رجل ينتمي إلى عائلة أرستقراطية، يتمتع بوسامة لافتة تجعل منه محط أنظار الجميع. يمتاز بذكاء حاد يتجاوز المعايير، حيث يتمكن من تحليل المواقف واتخاذ القرارات الصائبة بسرعة فائقة. يعتبر رجل أعمال ناجح، حيث أسس عدة مشاريع حققت نجاحًا ملحوظًا في السوق.

فريد ليس فقط رجل أعمال، بل هو أيضًا عاشق مجنون، يحمل في قلبه شغفًا كبيرًا تجاه من يحب. تظهر غيرة فريد على من يهمه أمرهم، مما يجعله في بعض الأحيان عنيدًا ومتسرعًا في ردود أفعاله. ومع ذلك، يحمل قلبه طيبة كبيرة، ويُظهر دائمًا اهتمامه بالآخرين.

“يعيش فريد في عالم من التناقضات. فهو يحب الهدوء والموسيقى الكلاسيكية الهادئة، حيث يجد فيها ملاذًا له من ضغوط الحياة. ورغم طبيعته العصبية في بعض الأحيان، يسعى دائمًا لتحقيق التوازن في حياته، مظهرًا جانبًا رومانسيًا يعكس حسه الفني وعشقه للجمال. ” باختصار، فريد هو شخصية مركبة تجمع بين الطموح والحنان، مما يجعله شخصًا فريدًا بحق في عالمه.

يتبع

• تابع الفصل التالى ” رواية التوأم والسحر الأسود  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق