رواية التوأم والسحر الأسود الفصل الثانى 2 – بقلم رقية

 رواية التوأم والسحر الأسود الفصل الثانى 2 – بقلم رقية 

التوأم_والسحر_الاسود

بارت_2_

” عاش فريد حياة مليئة بالتحديات والضغوط. والده، سليمان زايد، رجل أعمال ملياردير، كان له دور كبير في توجيه مسار حياته، بينما والدته، ليلى، كانت تحمل طموحات كبيرة لأبنائها . فقد كان فريد هو الابن الأصغر، وعاش في كنف أخواته: جيهان، الشقيقة الكبرى، والتوأمان نايف ونوف. لكن موت نوف في سن مبكرة ترك أثراً عميقاً في حياته، تزوج فريد من ابنة صديق والده، ولكن هذا الزواج، الذي دام تسع سنوات، كان تحت ضغوط عائلية، حيث كانت العائلة تتطلع إلى إنجاب حفيد، وبعد الانفصال عن ابنة صديق والده،، خطبته  والدته  لابنة  شقيقها، وبعد فترة قصيرة من خطبة  ابنة خاله تعرف على نازلي خلال إحدى حفلاتها كان مندهشًا بجمالها وأناقتها. كانت لحظة اللقاء بينهما ساحرة، حيث خطفت نازلي قلبه من أول نظرة .، أصبح فريد  مهووسًا بحماية نازلي، وكانت نازلى حينها شابة في الثالثة والعشرين من عمرها ، و تزوجا في سرية بعيدًا عن عائلته، لكن بعد فترة قصيرة والدته اكتشفت الزواج وأثارت ضجة كبيرة. ، عائلة فريد أجبرته على الطلاق من نازلي، مهددين إياه بحرمانه من الميراث.، واجه فريد ضغوطًا هائلة من عائلته التي رفضت زواجه من نازلي، هذه الضغوط أدت إلى انفصالهما، بعد انفصاله عن نازلي، تزوج فريد من ابنة خاله، لكنه سرعان ما انفصل عنها أيضًا. على الرغم من إنجاب ابنته إليزا، إلا أنه رفض الاعتراف بها و اختار الابتعاد عن عائلته والسفر إلى سويسرا، رغم زواجه مرتين، لم ينجح فريد في تكوين عائلة جديدة ، بعد انفصاله عن نازلي  فقدان الحب والسعادة كان انفصاله عن نازلي مؤلمًا، حيث فقد الحب الحقيقي الذي جمعهما مما تركه في حالة من الحزن والندم.

_______

نازلي، امرأة قوية ومليئة بالمشاعر المتناقضة، واجهت تحديات الحياة بشكل غير متوقع. بعد أن تخلّى عنها زوجها فريد ببرودة،  لم تسمح للحزن أن يسود حياتها. بل اتخذت قرارًا جريئًا بالزواج مرة أخرى بعد أسبوع واحد فقط من الطلاق، في خطوة انتقامية أعادت إشعال العواطف المتوترة.

اختارت نازلي سعود، ابن عم فريد وأحد أعز أصدقائه منذ الطفولة، لكن هذا الزواج لم يكن مجرد خطوة عاطفية؛ بل كان له تأثيرات عميقة على العلاقات الأسرية. فقد أنهى زواجها من سعود صداقة دامت ثلاثين عامًا بين فريد وسعود.

لم تكن نازلي تعرف أنها حامل بشهرها الثاني عندما تزوجت سعود. وبعد أسبوع من زواجهما، اكتشفت أنها تحمل في أحشائها توأمان ، مما قلب حياتها رأسًا على عقب. وعندما رفض سعود فكرة أن يكون هناك طفل من رجل آخر، تعرضت لتهديدات بالطلاق إذا لم تتخل عن الطفل.

في نفس الوقت، كان فريد، طليقها، يرفض الاعتراف بالتوأمين ، مما زاد من معاناتها. كانت نازلي في صراع شديد، حيث حاولت التخلص من الحمل عدة مرات، مما كاد يكلفها حياتها.

لكن في لحظة حاسمة، غيّرت نازلي رأيها وقررت الاحتفاظ بالتوأمين، مدفوعة بشعور غريزي قوي تجاههنّ. وفي نهاية رحلة الحمل، أنجبت نازلي فتاتين توأمين جميلتين. رغم كونهما توأمًا متطابقًا في الهيئة، إلا أن كل واحدة منهما حملت ملامح مختلفة: الأولى كانت تتميز بعيون خضراء وشعر أشقر يضيء مثل والدتها، بينما الأخرى كانت بعيون عسليتان، وشعر حالك السواد، يذكّر بوالدها فريد.

في نفس اليوم الذي استقبلت فيه نازلي توأميها، كانت هناك سيدة أخرى في المستشفى أنجبت صبيًا. لكن خلف جدران غرف العمليات، كانت للطبيب وزوجته الممرضة خطة مروعة ستغير مصير التوأمين للأبد. قررا سرقة الصبي لأنفسهما، وبهدف التغطية على فعلتهما، قاما بإعطاء أحد التوأمين إلى تلك السيدة.

عندما استيقظت نازلي، أخبرها الطبيب أن إحدى طفلتَيها لم تنجُ بعد الولادة. وقع الخبر عليها كالصاعقة، حيث أغرقها الحزن وهي تضم طفلتها المتبقية إلى صدرها، تسميها بحبٍ عميق: إليزابيث فريدة دانيال. “ما لم تعرفه نازلي أن مصير طفلتها الثانية قد أصبح بين أيدي الغرباء، في حين اختفى الطفل الذي وُلِد للسيدة الأخرى، لتبدأ فصول جديدة من حياة معقدة ومليئة بالأسرار.

**

والدتهما نازلي : ، نشأت في ظروف غير عادية. والدها عبدالله  زايد  رجل عربي، هو عم  فريد وسعود ، كان تاجر أقمشة معروفاً، يستورد بضائع من الخارج ويسافر كثيراً بين الدول. في إحدى رحلاته إلى روسيا، التقى عبدالله بسيدة تدعى لولا روسية الجنسية ، وهي والدة نازلي. كانت لولا قد تزوجت مرتين من قبل وكانت مطلقة عندما التقت بعبدالله. على الرغم من فارق السن  كانت لولا في الخامسة والعشرين بينما كان عبدالله في الخمسينات – وقع في حبها من النظرة الأولى.

“تزوج عبدالله من لولا وأحضرها إلى بلده لتعيش معه في منزل العائلة. كان عبدالله متزوجاً بالفعل من امرأتين ولديه سبعة أبناء وابنة واحدة تدعى غزل. جميعهم كانوا يعيشون في بيت واحد، مما أثار غضب زوجاته اللواتي بدأن في تدبير المكائد ضد الزوجة الجديدة.

” لحماية لولا، اشترى لها عبدالله بيتاً بعيداً عن زوجاته الأخريات وسجله باسمها. هناك، أنجبت لولا ابنتهما نازلي، التي أصبحت مدللة والدها وأميرته الصغيرة.

لكن السعادة لم تدم طويلاً. عندما بلغت نازلي الخامسة من عمرها، خرج عبدالله ذات يوم مع أحد أبنائه من زوجته الثانية إلى سوق الفاكهة. هناك، أصيب برصاصة طائشة استقرت في صدره، مما أدى إلى وفاته على الفور.

بعد وفاة عبدالله، تغيرت حياة نازلي ووالدتها بشكل جذري. استولى إخوة نازلي غير الأشقاء على ممتلكات والدهم، رافضين الاعتراف بها وحرموها من حقها في الميراث. اضطرت لولا لبيع البيت الذي اشتراه لها زوجها والرحيل بعيداً عنهم.

منذ ذلك الحين، لم تلتق نازلي بإخوتها مرة أخرى. ورغم علمها بأن والدها كان رجلاً عربياً، لم تحاول التعرف على هويته أو أصوله بشكل أعمق. ”  

مرت الأيام سريعًا، وبلغت إليزا ثلاث سنوات من العمر.

” ذات يوم، تلقت نازلي دعوة لحضور عيد ميلاد صديقتها المقربة. كان الحفل مقامًا في حديقة منزلية جميلة، زُينت بالأضواء والزهور، والضحكات تملأ المكان. وبينما كانت نازلي تجلس بجوار إحدى الطاولات الزجاجية، تعثرت حافة ركبتها بحافة الطاولة، تاركة خدشًا بسيطًا.

لم تهتم نازلي كثيرًا بالأمر؛ اكتفت بتنظيف الجرح بمعقم ووضع منديل على الجرح قبل أن تلقيه في سلة النفايات. لكن ذلك المنديل البسيط أصبح لاحقًا أداة لفتح أبواب الشر.

من بين الحضور، كانت هناك “صديقتها المقربة”، أو هذا ما كانت تظنه نازلي. تلك المرأة، التي كانت تبتسم في وجهها دائمًا، كانت تضمر لها غيرة دفينة وحقدًا مكبوتًا. كلاهما كانتا تعملان في مجال الفن، لكن نازلي كانت النجمة الأكثر تألقًا وحبًا من الجمهور، وهو ما أشعل نيران الغيرة في قلب صديقتها.

لم تترك تلك المرأة الفرصة تفوتها؛ تسللت إلى سلة النفايات وأخذت المنديل الملوث بدم نازلي. في أعماق قلبها المظلم، كانت لديها خطة مدمرة. لجأت إلى إحدى الساحرات الشريرات، امرأة اشتهرت بقدرتها على تنفيذ أعمال السحر الأسود التي لا رجعة فيها. “أريدها أن تختفي من حياتي تمامًا… أريد أن تُسلب منها كل سعادتها ومجدها.” هكذا قالت المرأة للساحرة.

بدأت الساحرة في طقوسها الشريرة، مستخدمة دم نازلي كوسيلة لعقد تعويذة مدمرة. وفي تلك اللحظة، بدأت الغيوم تتجمع فوق سماء نازلي، دون أن تدري أن حياتها على وشك الانقلاب رأسًا على عقب.”

“بعد أيام قليلة، بدأت نازلي تشعر بألم غريب يزداد تدريجيًا في مكان الإصابة. حاولت تجاهله في البداية، معتقدةً أنه مجرد تهيج بسيط، لكن الورم والاحمرار لم يختفيا. في محاولة للتخفيف، ذهبت إلى الصيدلية، حيث نصحها الصيدلي باستخدام مرهم وسوائل مطهرة، لكنها لاحظت أن حالتها تتدهور بدلًا من التحسن .”مع مرور الوقت، أصبح الألم لا يطاق، وارتفعت حرارتها بشكل مفاجئ. قررت نازلي زيارة الطبيب. وبعد فحص دقيق، حملت نظرات الطبيب قلقًا واضحًا، وأخبرها بصوت جاد:

“جرحك تعرض لعدوى خطيرة. يبدو أن البكتيريا التي أصابتك من النوع النادر والقاتل، وقد بدأت تنتشر في مجرى الدم.”

كانت الكلمات كالسكاكين تخترق أذنيها، خاصة عندما أضاف الطبيب: “للأسف، العدوى هاجمت أعضاءك الداخلية، مثل الكلى والكبد. يجب أن نبدأ علاجًا مكثفًا على الفور.”

لم تكن نازلي تعلم أن هذا الألم ليس سوى نتاج خيانة قريبة منها. فقد تخلّت صديقتها عنها ببرودٍ مرعب، عندما لجأت إلى السحر الأسود للتخلص منها. تلك الصديقة، التي كانت تتظاهر بالود والقرب، لم تكن سوى شخص تغلي بداخله الغيرة والحقد. بالنسبة لها، كان اختفاء نازلي يعني أن الساحة ستخلو لها تمامًا، وأنها لن تضطر إلى منافسة حضورها المميز أو حب الجمهور لها.

رغم كل المحاولات الطبية لإنقاذها، بدا أن الفيروس كان أسرع وأقوى. يومًا بعد يوم، شعرت نازلي بأن جسدها ينهار، وأن الحياة تتسرب منها كالرمل من بين الأصابع. بعد شهرين من معاناة لا توصف، استسلم جسدها المنهك، وتوفيت نازلي وسط حزن عائلتها، تاركة ابنتها الصغيرة، إليزا، التي لم تكن تدرك بعد معنى الفقدان.

“بعد رحيل نازلي، انتقلت مسؤولية تربية إليزا إلى جدتها لولا. كانت لولا تعيش على ذكرى ابنتها الراحلة، وتكرس حياتها للعناية بحفيدتها، التي أصبحت تمثل لها كل ما تبقى من نازلي…

يتبع

• تابع الفصل التالى ” رواية التوأم والسحر الأسود  ” اضغط على اسم الرواية 

أضف تعليق