رواية حب فى الدقيقة تسعين الفصل الحادى والعشرون 21 – بقلم نعمة حسن
_ ٢١ _
~ العشق الممنوع! ~
———————
_ أنا أطلب منك يد حياة يا عمي!
شهقت حياة بصدمة وكأنها قد أصابها ضربا من الجنون ومالت عينيها نحو أختها التي تقاطرت الدمعات من عينيها بقهر، ثم نظرت إلى والدها الذي كان يطالعه بوجه مجردًا من التعابير.
_ أعرف أن ما قلته قد أثار دهشتكم، البعض منكم بالتأكيد لا يرى حياة مناسبة لي، ينظرون إلى الفروق بيننا من كل جانب، ولكنني أرى أن تلك الفروق لن تشكل حاجزًا بيني وبين حياة، فحياة إنسانة ذكية، واعية بالقدر الذي يسمح لها بالحكم على الجوهر وليس المظهر.. وفي النهاية الرأي يعود لها ولعمي وأنا شجاع بما يكفي لكي أستمع لقبولهما أو رفضهما أمامكم.
انسحبت حياة على الفور من بينهم وركضت إلى غرفتها وما إن دخلت حتى انفجرت في نوبة بكاء شديدة، دخلت حنان فأسرعت إليها تضمها وهي تقول:
_ عزيزتي حياة، لا بأس حبيبتي لن يجبرك أحدٌ على شيء، يمكنك الرفض بشجاعة.. هذا زواج.. لا تكرري خطأ عنبر وتكوني زوجة لرجل لا تحبينه.
عانقتها حياة وهي تبكي وتقول:
_ ولكنني لا أريد الرفض، أنا لا أرفض قاسم، قلبي تعلق به وهذا أكثر ما يؤلمني.
صُعقت حنان لما سمعته ونظرت إليها بصدمة وهي تقول:
_ ماذا تقولين؟ هل تحبين قاسم؟
أومأت بموافقة وقالت:
_ أجل، إن كان ما أشعر يسمى حبًا فأنا أحبه، إن كانت لهفتي لرؤيته وسعادتي وضجيج قلبي عندما أراه يسمى حبا فأنا أحبه، إن كانت رغبتي في الحديث إليه طول الوقت وإدماني النظر في وجهه يسمى حبا فأنا أحبه..
عانقتها حنان بقوة وهي تقول:
_ أنتِ واقعة في الحب يا غبية، كفى اصمتي.
_ قلبي يؤلمني حنان، أشعر أنني خائنة، لا ينبغي أن يكون بداخلي أي شعور تجاهه لأنني أعرف أنه كان يحب أختي وأختي لا زالت تحبه، لا ينبغي أن أعترف بهذا الحب بيني وبين نفسي، هذا الحب مرفوضا، وممنوعا.. هذا هو العشق الممنوع حنان.
أجهشت بالبكاء وحنان تحتضنها وتربت على كتفها بحنان وتقول:
_ اهدئي حياة، دعينا نفكر بهدوء، وننتظر رأي عمي..
نظرت إليها حياة بخوف وهي تقول:
_ هل من الممكن أن يرفضه والدي؟
عقدت حنان حاجبيها بتعجب ونظرت إليها بحيرة وقالت:
_ يا إلهي! يا إلهي ما الذي دهاكِ حياة؟ ماذا تريدين بالتحديد ؟ أن يرفضه أم يقبل به؟
_ لا أعرف، حقيقةً لا أعرف، لا أريد أن يرفضه، وفي نفس الوقت لا يمكنني الارتباط به وأنا أعرف أن أختي لازالت تحبه، هذا مستحيلاً.
أسندت حنان جبهتها على يدها وهي تفكر بعجز وتقول:
_ ما هذا الذي نعيشه؟! واقعا أغرب من الخيال!
———-
تسمرت عنبر بمكانها وهي تنتظر رد والدها كمن ينتظر صدور الحكم ببراءته أو إعدامه وحانت منها التفاتة نحو قاسم الذي ينظر إلى والدها بترقب وتوتر لم يخبُ بريقه في عينيه، بينما علت الصيحات المستنكرة التي صدح بها عبدالله وهو يقول:
_ هذا مستحيلا، عمي لن يسمح بتلك المهزلة أبدا.. هل جننت أم ماذا؟ تريد أن تدنس شرف عائلتنا بزواجك من حياة؟ أنت يا رد السجون يا مجرم تتزوج حياة؟ هذا مستحيل.
نظر إليه قاسم متصنعا الضيق ولكنه لم يتخلَ عن ابتسامته وألقى بهدوء:
_ سامحك الله.
استشاط الآخر غضبا ونفرت عروقه بغضب وهو يتحدث إلى عمه ويقول:
_ هل ستسمح له أن يلوث عائلتنا أكثر من ذلك؟ هل ستعطيه ابنتك المتعلمة التي تركت الطبيب الصيدلي وتزوجها ابن الحرام ذاك!!
نظر إليه قاسم بصدمة وفجأة غلت براكين الغضب بعينيه وانتفخت أوداجه فباغتهُ بلكمة أطاحت بعقله من رأسه وجعلته يصطدم بالجدار من خلفه، ثم انقض فوقه وأمسك بتلابيبه بتحفز ووجه متجهم وهو يقول:
_ يا حقير يا خسيس، حتى بعد ما كل فعلته معي لم أجرؤ أنا على نعتك بمثل ذلك النعت يا عديم الشرف.
حاول عزيز أن يحول بينهما ويفرقهما عن بعضهما ولكن قاسم كان كمن فقد اتصاله بالواقع وغاص بنوبة من فقدان السيطرة التي ستبتلع عبدالله بالتأكيد وتلحق به أشد العذاب.
_ كفى، قاسم… ابتعد عنه…
قالها صالح بتعب وهو يدلك صدره وكتفه الأيسر بتعب مما أفزع زوجته فصرخت بهم قائلة:
_ عمكما سيموت!! حسبي الله ونعم الوكيل..
ابتعد قاسم عن عبدالله فورا متجها إلى عمه بقلق وأمسك بيده بخوف وقال:
_ عمي، عمي هل أنت بخير؟ هل أستدعي الطبيب؟
نظر صالح إلى عبدالله وأشار له قائلا:
_ هذا البيت محرم عليك دخوله طالما بصدري نفس يتردد، أخرج من بيتي حالا ولا تطأه بقدماك القذرتان مرة أخرى.
أرغم عزيز شقيقه على الخروج بالقوة وأغلق الباب وعاد للغرفة مرة أخرى حيث كانوا جميعهم يلتفون حول صالح بقلق.. وأولهم حياة التي هرولت إليه عندما استمعت لصوته المنفعل فأمسكت بيده بخوف وهي تبكي وتقول:
_ أبي، أرجوك لا تنفعل، أرجووك.. نحن بحاجتك أبي أرجوك .
_ اخرجوا جميعا.. أريد التحدث مع قاسم بمفردنا.
على مضض، خرجت عنبر تتبعها حياة ووالدتهما، وحنان وزوجها الذي يراقب التطورات عن كثب.
أوصد قاسم الباب وجلس بجوار عمه وهو ينظر إليه بقلق وقال:
_ أرجوك عمي لا ترهق نفسك ، يمكننا تأجيل الحديث فيما بعد.
_ ومن يدري هل سيكون هناك بعد أم لا يا قاسم؟
وتنهد ممسكًا بكتفه بتعب وقال:
_ لمَ؟ ما السبب يا قاسم ؟ أرجوك كن صريحا معي أنا أثق بك.
أومأ الآخر بتأكيد وأضاف:
_ لأنها حياة يا عمي، حياة النبتة النقية الوحيدة التي لم تنَلها أيدي الشياطين بعد، عبدالله يحارب باستماتة كي يقنع عزيز أن يتزوج حياة!
حدق به عمه بصدمة وقال:
_ ماذا؟؟؟؟
أومأ مؤكدا وقال:
_ أجل، سمعته أمس في المشفى وهو يحاول إقناعه بالزواج منها ويسعى لإقحام تلك الفكرة برأسه بكل إصرار كما سعى سابقا ونجح في جعله يساوم حنان على زواجه منها مقابل أن تشهد ضدي.
_ ولكن.. ولكن الأمر مختلف الآن.. عزيز لن يقبل بشيء كهذا، هو أساسا لن يجرؤ على طلب أمرًا كهذا!
_ أعلم، ولكن عبدالله لا يتوقف ولا يتراجع إلا وقد حقق مساعيه، عبدالله على استعداد أن يتعاهد مع الشيطان نفسه لأجل تحقيق مطامعه، إن رفض عزيز سيبحث عن ألف خطة بديلة كي ينفذ ما يريده عن طريقها.
تنهد صالح بقلة حيلة وهو يقر في قرارة نفسه بصدق كلام قاسم واقتناعه به فقال:
_ هل تريد الزواج من حياة فقط لأجل هذا السبب؟ كي تحميها من شرور ذلك الشيطان وأعوانه؟
تنهد قاسم بصمت، وطال صمته حتى أن عمه تعجب، ثم نظر إليه قائلا:
_ حياة هي التعويض الذي أستحقه يا عمي.
نظر إليه صالح متعجبا ولم يعقب لأنه كان ينتظر أن يكمل قاسم ما بدأه فقال:
_ حياة بريئة جدا، ملاك، صدقني لا أبالغ أنا أشعر بها فعلا كملاك، أحتاجها، أحتاج ملاكًا مثلها بحياتي، بداخلي نيران وبراكين غضب وشر، وحدها حياة من تستطيع إخمادها.. حياة تشبه كتلة الثلج التي أحتاجها لإطفاء نيران الغضب والحقد والكره بداخلي، أنا أحتاجها مثلما تحتاجني هي.
أغمض صالح عينيه وأسند رأسه على الحائط من خلفه وهو يفكر بما قاله بتمعن فقاطع قاسم شروده وقال:
_ أعدك ألا أبكيها أبدا، أفديها بعمري إن تطلب الأمر، كن واثقا من ذلك.
نظر إليه عمه بصمت وظلا هكذا لفترة ينظران لبعضهما بصمت وترقب، حتى تحدث عمه أخيرا وقال:
_ لا شك في أنني أثق بك قاسم.
////////////////
في الخارج..
كانوا يجلسون بصمت والتوتر سيد الموقف.
وكلا منهم يطالع الآخر بصمت وبداخله الكثير من الانفعالات..
كانت عنبر تجلس بثبات مزعوم، تشبك أصابعها ببعضها البعض بانغلاق وتوتر وضغط نفسي رهيب.
وبجوارها والدتها التي تبتهل إلى الله لئلا ينصاع زوجها لرغبة ذلك المجنون ويقبل به فيكون قد أشعل فتيل الفتنة بيديه.
وإلى جانبها تجلس حياة التي تجلس مغمضةً عينيها وتسند وجنتها فوق قبضتها وبداخلها صراعًا مهلكًا بين قلبها الذي يتمنى أن يعيش تلك المشاعر المدفونة بخوف في العلن، وبين عقلها الذي يرفض الاعتراف بها من الأساس.
وفي مقابلهم تجلس حنان التي تتحدث إلى نفسها وتقول:
_ يا إلهي، ألهذا الحد أصبحنا بعيدين يا أخي؟ لدرجة أنني لم أعد أفهمك وكأنك شخصا غريباً أتعرف عليه من جديد!
وبجوارها عزيز الذي يهز قدميه بعصبية وهو يحاول مراسلة أخيه المجنون بقلق، وفي نفس اللحظة ينتظر قرار عمه بفارغ الصبر ويتحدث إلى نفسه قائلا:
_ أرجوك عمي وافق، أرجوك .
وبينما كلٌ غارق في أفكاره انفرج الباب وخرج قاسم الذي تعلو وجهه علامات الارتياح وقال:
_ عمي يريدكم.
دخلوا جميعا إلى الغرفة فتحدث إليهم صالح برويّة قائلا:
_ لقد طلب مني قاسم يد حياة، وأنا وافقت!
ساد الوجوم على أوجه الجميع ورمقت عنبر والدها باتهام ولوم صريح وسرعان ما هربت من أمام الأعين التي تراقبها بشفقة.
_ حياة، الأمر متروك لكِ ابنتي، أنا عن نفسي لا مانع لدي، قاسم إنسان أمين وأنا أثق به ثقة عمياء، ولكن في النهاية أنتِ وحدكِ صاحبة القرار.
تنهد قاسم وهو ينظر لحياة التي تطالعه بوجوم وقال بهدوء:
_ لديكِ من الوقت ما تشاءين، لا تتخذي قرارًا إلا وأنتِ مطمئنة حياله.. أستأذن يا عمي.
وانصرف قاسم في هدوء بعد أن أضرم النيران بينهم وتركهم في شتات.
نظرت صفية إلى صالح باستياء وقالت بعصبية:
_ هل أنت جاد بشأن قرارك؟ هل قبلت زواج ابنتك من هذا التافه؟ ابنتي الوردة الشابة الجميلة تتزوج مجرم؟ لمَ؟ ما الذي ينقصها كي تلقي بها بزيجة فاشلة مثل تلك؟ بعد أن كانت ستتزوج طبيبًا له شأنه تتزوج هذا الفاسق؟!
نظرت إليها حنان بعصبية وقالت بنفاذ صبر:
_ إذا سمحتِ زوجة عمي لا تنسي أن من تتحدثين عنه بتلك الطريقة هو أخي ولن أسمح لأحد بالتجاوز في حقه بهذا الشكل!
نظرت إليها صفية باستهجان ومصمصت شفتيها بسخرية وهي تقول:
_ حقا يا عيون زوجة عمك؟ وأين كانت تلك الأخوة والمشاعر النبيلة عندما شهدتِ ضده لكي تنالي رضا حبيب القلب!
نظرت إليها حنان بصدمة ولم تقوَ على الرد، بينما نظرت إلى زوجها الذي يقف قليل الحيلة بنظرة آلمته وقد شعر بما جال في خاطرها ذلك الوقت وقال:
_ هيا بنا.
حينها صدح صوت صالح صارخا بهم بغضب وهو يقول:
_ كفى، كفى اصمتوا.. لقد قلت قراري والكلمة الأخيرة ترجع لصاحبة الشأن، إن وافقت فهذا قرارها وهذه حياتها، وإن رفضت فهذا قرارها وهذه حياتها.. انتهى.
نظر عزيز إلى عمه قائلا:
_ زال البأس عمي، نحن نستأذن.
خرج هو وحنان من الشقة فوجدها وقد توقفت أمام باب الشقة وكأنها تجمدت بأرضها فقال:
_ ما بكِ حنان؟ هيا..
نظرت إليه بضيق وقالت:
_ لن أعود معك.
قطب جبينه متعجبا وقال:
_ ماذا؟ ماذا يعني لن ترجعي معي؟ وأين ستذهبين إذا؟
نظرت بالأعلى وقالت:
_ سأبقى هنا لفترة.. بشقتنا.. شقة والديّ.
مسح وجهه بغضب قائلا:
_ حنان لا تختبري صبري أرجوكِ، هيا لنعد إلى بيتنا.
نزلت من عينيها دمعة مقهورة وقالت:
_ أنا من نفذ صبره عزيز، صدقني لم يعد لدي طاقة ولا قوة لأتحمل.. أود الانعزال قليلا من فضلك .
طالعها بضيق وقال:
_ حسنا انعزلي ولكن بشقتنا، صدقيني لن أزعجك أبدا..
_ من فضلك عزيز لا تضغط عليّ أرجوك، يكفي.
تركته وصعدت إلى شقة والديها، أخرجت مفتاح الشقة من حقيبتها وفتحت وهي تقول:
_ كنت أعلم أن ذلك اليوم سيأتي حتما.
///////////////
كانت عنبر بشقتها تبكي وترتجف وهي تردد بهيستيرية:
_ لا، لا يمكنك أن تفعل بي هكذا يا أبي، مستحيل.
مسحت دموعها وانتبهت لابنها الذي يقف بجوار باب الغرفة يطالعها بصمت فقالت بحدة:
_ ماذا تفعل عندك؟ لماذا تقف هنا؟
_ أود الاقتراب ولكني أخشى أن تضربيني.
_ تعال. ماذا تريد؟
وقف كريم أمامها يطالعها بنظرات مترددة وقال:
_ أرجوكِ لا تبكي، أنا حزين من أجلك.
تقوست شفتيه بحزن فضمتهُ إلى صدرها بحنان وانفجرت باكية وهي تقول:
_ لا تحزن.. أنا بخير.
لف يديه الصغيرتين حول عنقها وهو يحاول استمالة عطفها وقال:
_ أمي أنا أحبك.
أجهشت ببكاء مرير وزادت قوة عناقها له وقالت:
_ أعرف كريم، أساسا أنت الوحيد الذي يحبني.
هدأت بعد قليل وربتت على شعره بحنو وقالت:
_ أنا آسفة كريم، آسفة لأني أهملك وأتجاهلك دائما ولكني.. والله..
أغمضت عينيها بيأس ووضعت كفيها على عينيها وهي تبكي بقوة وتقول:
_ يا إلهي، كم أنا أم ميئوس منها، حتى كلمة أحبك لا أستطيع قولها.. اللعنة عليّ.. اللعنة على أم مثلي.
وأخذت تصفع وجنتها وهي تبكي فتعلق كريم برقبتها وهو يقول بخوف:
_ لا تفعلي هكذا أمي، أنتِ أمي الحنونة.
نظرت إليه بحزن وأمل يملؤها وقالت:
_ حقا؟ هل أنا أم جيدة؟
أومأ مؤكدا وقال:
_ نعم، أنتِ أروع أم بالعالم.
واحتضنها فاحتضنته بقوة وكم كانت بحاجة ذلك العناق البريء الصادق الذي هدأ من روعها قليلا.
انفرج باب الشقة فسقط قلبها بقدمها خوفا وهمست إلى ابنها قائلة:
_ هيا اذهب إلى غرفتك.. سنوفي حديثنا لاحقا.
دخل عبدالله الذي تفاجأ بوجودها فقال:
_ أهلا وسهلا زوجتي العزيزة .. وأخيرا رضيتِ عني وجئتِ لبيتك، هذا كرم أخلاق منك.
نظرت إليه بضيق وتجاهلته متجهة نحو الحمام فأمسك بذراعها وقال بلهجة حادة:
_ إلى أين عنبر هانم؟ عندما يتحدث إليكِ زوجكِ قفي واستمعي إليه بإنصات.
نظرت إليه بضيق وقالت:
_ ماذا تريد عبدالله ، أساسا من المفترض أن تشعر بالخجل من نفسك بعد الحالة التي وصل إليها أبي بسببك.
_ دعكِ من هذا عنبر، لمَ تفضلتي وعدتِ إلى هنا؟ ألم تكوني غاضبة من أجل والدك وقضيتِ الليلتين الماضيتين برفقة أمك وأختك بالأعلى؟ أتيتِ الآن تجرين خيبتك وآمالك المحطمة بعد أن وافق أبيكِ على زواجهما، اكتشفتِ فجأة أنكِ لا تهمين أحدا غيري، أدركتِ أن والدك الذي كنتِ تحتمين به لم ولن ينفعك فعدتِ إلى ملجأك الوحيد الذي لا تملكين غيره، أي أنكِ عدتِ إلى هنا مضطرة لأنك لا تملكين خيارا آخرا.
وشدد قبضته فوق ذراعها بقسوة وهو يقول بغضب:
_ ولكن للأسف أنا لستُ بديلا أو احتياطًا عندما تضيق بكِ السبل تأتين إليّ ركضا، طالما أنكِ قررت الوقوف بصف والدك فلا سبيل للتراجع.
وأشار إلى الباب وقال:
_ هيا، تعرفين طريقك.
أغمضت عينيها بقهر وهوان وهي تجاهد كي لا تسقط دمعاتها وقالت وهي تنظر أرضا:
_ لا مكان لدي لأذهب إليه.
ضحك ساخرا وقال:
_ أيعقل؟! وبيت والدك الحنون أين ذهب؟ وحضن والدك الحنون أين ذهب؟ ألم تهددي بقتلي من أجل والدك بالأمس؟
ورفع كفها وهو يهزها ويقول:
_ ويدك اللعينة تلك ألم تتطاول عليّ من أجل والدك؟ ماذا حدث الآن؟ هل لأن والدك وافق على زواج حبيب القلب من أختك وقطع الطريق أمام آمالك وأحلامك في العودة إليه ذات يوم أصبح الآن أبًا سيئًا ؟ أصبح أبا قاسيا تتبرأين منه؟
قالت وهي لازالت تنظر أرضا بهوان:
_ أرجوك كفى، ما فعلته كان نابعا من خوفي على والدي، أنا لم أقصد إهانتك.
أومأ متهملا وقال:
_ حسنا زوجتي العزيزة، سأغفر لكِ زلتك كما أفعل دوما، أساسا أنا لا أفعل شيئا سوى أن أغفر زلاتك منذ أن تزوجتك، ولكن هذه هي الأخيرة يا عنبر.
أومأت بطاعة وقالت بنبرة مبهمة:
_ أجل، هذه هي الأخيرة!
/////////////
_ هل أنت أب؟ بالله عليك هل تعتبر نفسك أبًا؟ ما هذا الجنون الذي ارتكبته؟ تزوج ابنتك الصغيرة لحبيب أختها الكبيرة؟ تشعل الفتنة بينهما بيديك؟!
نظر إليها بتحذير وقال بتعب واضح:
_ ألم يكن حبيبها حينما غصبتِ عليها كي تفتري عليه وتتهمه اتهامًا باطلًا؟ لماذا لم تفكري بمشاعرها وقتها؟ إياكِ والحديث عن أبوّتي صفية، إياكِ.
_ فعلت هذا لمصلحتها سيد صالح، لم يكن أمامي خيارا غيره.
_ أنتِ مخطئة، توهمين نفسك بأنكِ فعلتِ الصالح لها كي لا يتعذب ضميرك إذا كان لديكِ ضميرا من الأساس، تقنعين عقلك الغبي أنكِ فعلتِ الصواب كي لا تقعي فريسة لتأنيب الذات، ما فعلتِه لم يكن بصالحها أبدا، أقنعتيها وبكل بساطة تخلت عن حبيبها ذاك وظنت أنها ستنساه مع الأيام ولكن العكس هو ما حدث، ظلت صامتة طوال عشر سنوات كاملة كمن أصاب حواسه خدر، لا تشعر بشيء، لا تشتكي ولا تتذمر، ولكن عندما ظهر أمامها مرة أخرى انقلبت حياتها رأسًا على عقب، لدرجة أنها ذهبت لتتودد إليه مستغلة غياب زوجها.
أطرقت برأسها أرضا بخزي بينما استكمل حديثه قائلا:
_ هل تريدين للأخرى نفس المصير؟!
قطبت حاجبيها باستفهام وقالت:
_ ماذا تقصد؟ ما دخل حياة بقاسم انا لا أفهم؟
تنهد متعبا وقال باستسلام:
_ حياة تحب قاسم.
لطمت خديها بقسوة وهي تقول بانهيار:
_ ماذا؟؟ يا ويلي، يا ويلي، يا ويلي…. لاااا هذا مستحيـــل.
حدجها بنظرات تتطاير منها الشر والغضب وقال مشيرا إلى فمه:
_ اخرسي، كفاكِ نواحًا و ولولة، بماذا سيفيد عويلك الآن؟
نهضت من مكانها وجلست بجواره وأمسكت بيده في توسل وقالت:
_ أخبرني الحقيقة صالح، هل حياة هي من اعترفت لك بهذا؟ أم أنك تخمن مجرد تخمين؟ أخبرني أرجوك.
_ لا، حياة لم تعترف، ولكن الحب لا يحتاج لاعتراف يا صفية.. ابنتي واقعة في الحب، عيناها قالت ما تخفيه وتنكره.
أشارت بسبابتها بنفي وهي تقول:
_ لاا.. هذا الكلام لا ينطلي عليّ، ما شأني أنا بعينيها وما تقوله، سأذهب إليها وأجرها من شعرها أضعها تحت قدمي إن كان ما تقوله حقيقة!
هدر بها قائلا بانفعال:
_ أقسم بالله إن فعلتِ أيا مما تقولينه لن أبقيكِ على ذمتي ثانية واحدة، لا شأن لك بها، إن قالت أنها تقبل به فلن يثنيني أحد عن قراري أبدا.. لن أخلق بيديّ عنبر جديدة.. يكفي واحدة نالت من الظلم أضعافا.
///////////////////
بعد أن خرج عبدالله ذهب إلى المقهي المعتاد الذي يجلس به، وإذ به يرى أخيه يجلس مهموما ينفث دخان الأرجيلة بغل واضح.
جلس بجواره بعد أن رمقه بسخرية وقال متهكما:
_ ما بك ابن أمي؟ هل طارت العصفورة من العش؟!
تنهد بضيق مردفًا:
_أجل، تقول أنها تود الانعزال وحدها.
قهقه عاليا وقال بشماتة ضمنية :
_ يا إلهي! هل نحن في آخر الزمان أم ماذا؟ أصبحت المرأة منهن من تقرر هجر زوجها ومن تقرر وصاله، عجبتُ لك يا زمن.
_ الأمر ليس كما تفهمه، أنا أقدر المشاعر السيئة التي تشعر بها حنان، منذ موت أسيل وهي لم تتجاوز الصدمة بعد، تعتقد أن موت ابنتنا كان عقابا ربانيا على ما فعلناه بقاسم، وتلوم نفسها دائما لذلك.. وما أفاض الكأس اليوم كلام حماتك.. ذكرتها بالماضي وما حدث وكيف أنها شهدت ضد قاسم .. وفي النهاية وجدت نفسها على وشك الانهيار وطبعا هي تحقد علي بما فيه الكفاية وتحملني الذنب أولا وأخيرا؛ لذلك أرادت الابتعاد عني.
_ يا أسفي عليك يا أخي، ظننتك رجلًا حازمًا تستطيع السيطرة على زوجتك، كنت أعتقد أنّ كلمتك هي الكلمة العليا ولكني كنت مخطأ.
قلب عينيه بملل وهو ينفث دخان أرجيلته بضيق وقال بإيجاز : _ نعم أنت مخطئٌ بالفعل، لا تتعب نفسك بالحديث معي مجددا.
_ افهمني يا عزيز، لا تدع تلك الحمامة البيضاء تضيع من يديك، صدقني ستندم، أقسم لو كان يحل لي الزواج منها لفعلت .. ولكنني متزوج من البومة أختها..
نظر إليه بضيق وقال:
_ مجددا يا عبدالله ؟ أخبرتك أنني أعشق حنان ولن أتزوج غيرها أبدا ..
_ يا لك من غبي، حنان خاصتك تلك أعلنت حالة التمرد وانتهى، كانت حملًا وديعًا في غياب شقيقها والآن في حضوره أصبحت وحشًا كاسرًا تستعد للاستغناء عن أي شيء إن طلب منها ذلك، وصدقني ستكون أنت أول من تعلن عليه عصيانها..
شرد عزيز قليلا وقد أثارت كلمات أخيه الذعر بقلبه، ولما رأى الإذعان منه استطرد قائلا:
_ وها أنت ترى، الآن تود الانعزال، وغدا تود الانفصال، والشهر المقبل نجدكم في محكمة الأسرة تتنازعان حول السجاد والثريات.. صدقني عزيز زوجتك تلك ستنقلب ضدك في صف أخيها وسترى.
تنهد عزيز بتشوش ونفض رأسه من تلك الأفكار التي يدسها أخيه برأسه وقال:
_ لا، لا أنا وحنان روحنا واحدة لا تنفصل أبدا.. لا استطيع إيذائها بذلك الشكل أبدا.
تنهد عبدالله بيأس وقال بغيظ:
_ تبا لكما ولروحكما الواحدة التي لا تنفصل، أقسم بالله لم أرَ أغبى منك بحياتي.
تنهد عزيز بنفاذ صبر وقال بإيجاز:
_ حسنا أنت محق، ثم ما الذي أتى بك إلى هنا في هذا الوقت؟ لمَ لا تبقى برفقة زوجتك وابنك كرجل عاقل.
تمتم بهمس:
_ عاقل؟ وهل ظل لدي عقل!
_ ماذا؟ ماذا تقول؟
_ أبدا.. أخبرني.. صديقك أشرف هذا المهندس صاحب برامج الاختراق والتتبع وما شابه..
_ أجل أجل ما به؟
_ أريد رقمه.
_ لماذا؟ هل ستتبع مكالمات زوجتك؟ هل أنت خسيس لتلك الدرجة؟
حدجهُ عبدالله بغيظ وقال:
_ لقد صادرتُ هاتفها أساسا فلا حاجة لي بتتبع مكالماتها.. أريده من أجل أمر خاص.
_ أمر خاص؟ وما هو ذلك الأمر؟
قلب كفيه متعجبا واستطرد:
_ لا حول ولا قوة إلا بالله ، لمَ يسمونه أمرا خاصا إذًا طالما بإمكاني إفشاؤه، هيا.. هل ستعطيني الرقم أم لا؟
_ حسنا، أحضر هاتفك..
_ هاتفي ليس معي الآن..
نظر إليه بشك وقال:
_ لقد حاولت مراسلتك أكثر من مرة ولكن هاتفك غير متصل بالانترنت كالعادة؟ هل ضاع؟
_ أجل أجل..
تنهد وقال ببساطة:
_ حسنا هل ستكتب الرقم على راحة يدك أم ماذا؟
_ لا يا خفيف الظل، اكتبه بتلك الورقة ريثما اشتري هاتفا.
أعطاه الورقة فكتب بها الرقم ثم نظر إليه بشك وقال:
_ عبدالله أين سيارتك؟
ابتلع ريقه بتحفز ونفرت عروقه بغيظ مكتوم وقال:
_ بعتها.
_ بعتها؟؟ وما السبب؟؟
نظر إليه مغتاظا وقال بحدة:
_ يا رجل هل أنت ولي أمري؟ طبعا لا، هل أنت زوجتي؟ بالتأكيد لا.. لماذا تتساءل فيما لا يعنيك إذا؟
ونهض مغادرا متجها إلى وجهته التالية..
///////////////////
كان خالد يقف بصيدليته وأمامه أحد الزبائن يقول:
_ هل هذا يسبب النعاس؟
_ أجل، ولكن يكفي قرصًا واحدًا فقط..
_ حسنا، وأريد أن تصف لي شيئا يحسن المزاج.
نظر إليه خالد بضيق ونفاذ صبر ثم قال:
_ حضرتك أنا طبيب ولستُ عطارًا، أساسا قد تراجعت.. لن اصرف لك أي دواء بدون روشتة!
وسحب من يده أقراص المنوم بنفاذ صبر وأشار للباب قائلا:
_ هيا تصحبك السلامة.
رمقه الرجل بضيق وغيظ وخرج وهو يتمتم بينما زفر خالد وهو يقول:
_ يا إلهي، أكتشف يوميا أصنافا جديدة من البشر الذين لا يمكن التعامل معهم أبدا.
دخل عبدالله وهو ممسكا بيده سيجارة، يراقب الرجل الذي خرج لتوه وهو يلعن الصيدلية ومالكها، وخالد الذي لا ينذر وجهه بالخير أبدا.
_ مساء الخير حضرة الطبيب.
رمقه خالد بضيق وقال:
_ أهلا.
_ أهلا بك عديلي العزيز.
قال بنفاذ صبر واحتجاج:
_ لم أعد عديلك، أيعقل لم يصلك الخبر بعد؟
سحب نفسًا من سيجارته بعمق ثم نفثه بقوة وقال:
_ بلغني الخبر المؤسف، صدقني حزنت لأجلك كثيرا بقدر ما كان غضبي منك.
نظر إليه خالد متعجبا وقال:
_ غضبك؟ وما الذي أثار غضبك؟
_ سلبيتك.
قطب جبينه وترك ما كان بيده ونظر إليه بانتباه وقال:
_ سلبيتي؟؟
_ أجل، تنازلت عن حقك بكل سهولة وخنوع، تلك الطفلة قالت لقد انتهى فقبلت قرارها دون أن تحاول حتى.
_ وماذا كان عساي أفعل؟ هل أتزوجها رغما عنها؟ أم أقوم بتقييدها وأتزوجها بالإكراه ؟
طالعه بهدوء وهو يدوس ما تبقى من سيجارته بحذاءه وقال ببرود:
_ ولمَ لا؟
نظر إليه خالد متعجبا ولم يعقب بينما استطرد الآخر قائلا بثقة:
_ حياة من حقك أنت.. أنت أحببتها وخطبتها وسعيت لإرضاءها كثيرا، حتى أنك تخليت عن سفرك للخارج من أجلها أليس كذلك؟
_ بلى.
_ حسنا، وفجأة تبدل حالها وكأن ماردا تلبسها وتمردت عليك بدون سبب.
_ كيف بدون سبب؟ السبب واضح ومعروف.. المبجل ابن عمك قام بحشو رأسها الغبي وإقحام أفكار مسمومة ضدي.. وأقنعها كي تفسخ الخطبة.
نظر إليه عبدالله بتلاعب وقال بتشفٍ خفي:
_ وقام بطلبها للزواج..
_ ماذا؟؟
تصنع الحزن وقال:
_ للأسف عزيزي، ما لا تعرفه أنه تقدم لخطبتها ووالدها عمي المجذوب وافق بالفعل وينتظر موافقة العروس التي هي بالأساس موجودة.
استشاط الآخر غضبا، وعلت ملامح الوجوم والاستنكار وجهه وقال:
_ ستتزوجه؟
_ بالتأكيد سيحدث ، قاسم هذا شيطان.. لا أعرف كيف يستطيع الإيقاع بهم في شباكه..
وتمتم بغيظ صادق وحقد دفين:
_ حقا لا أعرف كيف يمكنه فعل ذلك.
كان خالد يقف صامتا بصدمة، يكاد الشرر يتطاير من عينيه، وهو يتخيلها بين يدي قاسم بغيرة وغضب، وهذا الشيطان ينفث سمومه بأذنيه قائلا:
_ على ما أعتقد أن قاسم قد خدعها وأوهمها أنه يحبها، ومن يدري ربما تكون قد حدثت بينهم بعض الأخطاء التي لا يمكن إصلاحها.. ولذلك قررت الاستغناء عنك وتريد الزواج منه.
تخضب وجهه بغضب وانتفخت أوداجه وقال:
_ الحقيرة!! ألهذا السبب كلما كنت اقترب منها تنفر مني؟
تحدث الآخر بمكر وقال:
_ حقيقةً لا أعرف ماذا كان يدور بينكما ولكن كل هذه مجرد تخمينات وتحليلات ليس أكثر، ولكن ما أود قوله هو أن حياة ملكك أنت وأنت من تستحقها لأنها لك من البداية؛ لذلك لا تتخلى عن حقك ابدا.
أومأ خالد مؤيدا ونظر إليه وقد أعمى الغضب عينيه وقال:
_ ماذا ترى؟ ما الذي يمكنني فعله؟
تململ متصنعا التفكير والحيرة، ثم نظر إليه ببرود قائلا:
_ حقيقة لا أعرف، ولكن على سبيل المثال يمكنك خطفها.
حدق به خالد بصدمة وقال:
_ ماذا ؟ أخطفها؟
_ ولمَ لا؟ إذا قمت بخطفها والاعتداء عليها سيضطر عمي لتزويجها منك درءًا للفضيحة، أعتقد هذة هي الطريقة المثلى!
صمت يفكر بتشوش وتخبط بينما أردف الآخر محاولا إقناعه بدهاء شيطاني:
_ لا تحمل هما، يمكنني مساعدتك وتدبير كل شيء ، وفي النهاية لا تجعل ضميرك يؤنبك أنت من ستصلح ما أفسدته، يعني أنت من ستعتدي عليها وأنت من ستتزوجها، ولكنك ستتزوجها خاضعة، ذليلة، تشعر بالامتنان نحوك هي وأهلها لأنك سترتها ودرأت عنها الفضيحة وحفظت سيرتها وسيرة والديها من أن تلوكها الألسن، بعد أن كانت تتكبر عليك وتنفر منك.
غامت عيناه بتفكير مرهق ولم يعقب، بينما تحدث الآخر قائلا:
_ على كل حال القرار قرارك.. أنا فقط كنت احاول اقتراح بعض الحلول، ولكن في النهاية أنت حر.. هيا اعطني علاجا للصداع، رأسي سينفجر.
////////////////////
كانت حياة تجوب غرفتها ذهابا وإيابا وهي تتمتم:
_ يا إلهي ساعدني ، هل أقبل؟ أم أرفض؟ وإن قبلت سأكون قد أعلنت الحرب بيني وبين أختي.. هي تحبه وأنا أعلم ذلك..
أمسكت بجانبي رأسها بتعب ومسحت دمعاتها البائسة وهي تقول:
_ ولكنني أيضا.. ولكن ماذا يا حياة؟ يا إلهي لا يمكنني نطقها حتى.
جلست على حافة الفراش وزفرت بحيرة وقالت:
_ إن رفضت سيظل قلبي معلقا به مدى الحياة، أنا .. حقا أشعر بأنني.. أنا أحبه!
قالتها بتخبط وتردد وأجهشت ببكاء مدوي:
_ نعم حياة أنتِ تحبينه، تحبينه يا بلهاء!! أنتِ تحبينه منذ رأيتِه وهذا ما رفضتي دوما الاعتراف به أو مواجهة نفسك الضعيفة الجبانة به.. ولكن.. لا يمكنني أن أكون أنانية أبدا.. إن وافقت سأكون حكمت على علاقتي أنا وعنبر بالموت.. لن أجد سعادتي معه وأنا أعلم أن أختي تتعذب ..
مسحت دموعها أخيرا وقد اتخذت قرارها النهائي وذهبت إلى غرفة والدها الذي كان يجلس يقرأ بمصحفه، طرقت الباب فدعاها للدخول بابتسامة، فجلست بجواره وقالت:
_ أبي، لقد حسمتُ قراري.
تنهد بتوتر وتحفز وابتسم مشجعًا وقال:
_ حسنا حبيبتي وما هو قرارك..
سحبت نفسا عميقا ملأت به رئتيها ثم قالت بخفوت:
_ أنا.. أنا أوافق!
____________
يتبع
حب_في_الدقيقة_التسعين!
• تابع الفصل التالى ” رواية حب فى الدقيقة تسعين ” اضغط على اسم الرواية