رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح) الفصل الخامس عشر 15 – روزان مصطفى

رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح) – الفصل الخامس عشر 15

•عنوان الفصل/ العائِد.
” حين يعود مِن حافة الموت، لا ينظُر إلى الأشياء كما نفعل نحن، الوردة ليست مُجرد وردة بل مُعجزة صغيرة تشهد أن الحياة لازالت تمنحهُ وقتًا”
المكان: منزل مجهول.
تحديدًا: غُرفة القبو.
أمير شاف عزيز متوتر وبيعيط فـ قرب مِن عيسى وهو بيحُط صوباعين إيديه على رقبتُه، كان في نبض بسيط فـ قال أمير وهو بيشهق: لسه فيه الروح، شيلوه معايا بسُرعة!!
نوح نادى بعلو صوته على الأرانِب وأمرهُم ياخدوا الإتنين دول لبيتُه، شال أمير وعزيز عيسى ونوح معاهُم وهو بيكتِم الجرح اللي بينزل دم، كانوا بيجروا بيه وأمير بيقول: نزف كتير عاوزين نلحقُه بسُرعة!!
منال كانت هتنزل من العربية بس خافت يعرفوا إنها مشيت وراهُم، حطوا عيسى في العربية وساق أمير بأقصى سُرعة، وطلعت منال وراهُم بالعربية..
الوقت كان الفارِق.. هيلحقوه ولا لا، لكِن عيسى كان بينازِع وهو راسُه على رِجل عزيز اللي بيقوله: متسبنيش وتمشي يا صاحبي، وحياة الأيام اللي بيننا يا عقرب ما تمشي بالمنظر دا.
نوح وهو بيرفع تيشيرت عيسى بالراحة قال: في ثلاث جروح سطحية صابت اللحم والجلد بس، بس في جرح رابِع هو دا اللي عامل النزيف كله، هكتمه بإيدي عشان نلحق.
شاطِر نوح في التقطيع ومعرفة الجروح السطحية والعميقة، معاه شهادة خبرة مُعتمدة مِن عيلة أمه.
لقى أمير مستشفى على الجانِب فـ اخد اليوتيرن وركن العربية، نزلوا الثلاثة وهُما شايلين عيسى ونوح بيصرخ بعلو صوته: معانا واحد بين الحياة والموت، أي دكتور يلحقناا.
جريوا كذا دكتور ومُمرض عليهُم وهُما بيشيلوا عيسى بحذر وبيحطوه على الترولي، منظره كإنُه ميت مِن كمية الدم ومنظر التيشيرت وعدم إستجابتُه!
لكِن الدكتور عمل نفس الحركة اللي عملها أمير عند رقبة عيسى وقال بلهفة: في نبض بس ضئيل، على العناية المُركزة بسُرعة.
جريوا بالسرير ووراهُم عزيز ونوح وأمير.. ولما دخلوه العناية قفلوا الباب، عزيز رجليه مبقتش شيلاه وبقى ينهج مِن كُتر الجري والخوف فـ قعد على الأرض وسند ظهرُه على الحيطة وهو بياخُد نفسُه، ومع كُل نفس بياخدُه بيشهق شهقة فيها عياط، نوح بص على إيديه لقاها غرقانة دم فـ بلع ريقُه بتوتُر وحُزن، عُمر الدم ما خوفُه لكِن المرة دي الدم دليل على فِقد غالي.. فـ كان خايف مِنُه.
غطى أمير بوقه بإيديه الإتنين وهو متوتر وبيترعش.
نوح قال وهو بيبلع ريقُه: إيه اللي وداه لوحدُه هناك؟
قام عزيز وغضب الدُنيا كُله فيه وهو بيمسك نوح من هدومه وبيقول بعصبية: مش عارف إيه اللي وداه، ما تنضف وتبطل وساخة، دا إنت قعدتنا مع الرجالة اللي كانوا بيأذونا عشان يسموا بدنُه ويعرفوه حقيقة أبوه، إنت إديتُه الحبل وقولتله إشنُق نفسك بيه!!
أمير بعد بينهُم وهو بيقول: يا جدعاان بس بقى! الراجِل بيموت جوة وإنتوا بتعملوا إيه؟
عدل نوح هدومه وهو بيبُص بغضب لعزيز وقال: مش هرُد عليك دلوقتي،نتطمن على عيسى بس وبعدها لينا روقة.
خرج إتنين مِن المُمرضين بيجروا، والتوتُر زاد على الثُلاثي اللي واقفين مش فاهمين حاجة!
_________________________________________
المكان: حارة المنيل.
طلعت والدة عيسى بجلابيتها المشقوقة وهي بتصوت وقاعدة على رُكبها في الأرض بتقول: إنجدووووني هاتولي عيسى، إبني مااات يا ناااس.. إبنيييييي
خرج يوسف جري والبوهيمي وهُما ماسكين الواد اللي قال كدا، يوسف رج الواد وهو بيقول بعياط: إنت بتقول إييه!! عيسى مين اللي مااات!!!
الواد بعد إيد يوسف عنُه وهو بيقول بتبريقة: ياعم بقولك إتقتل مماتش! في ست كدا من الحكومة لابسة بدلة ميري قالت أبلغكُم!
بص يوسف بعياط للبوهيمي وقلبُه بيتنفض، والناس ملمومين حوالين بُثينة وأمها اللي بتصوت هي كمان.
البوهيمي من بين سنانُه: إتقتل يعني مات!
الواد ببرود: بتقول زمايله خدوه المستشفى وهو مقتول يعني مضروب بسكينة.. لسه مماتتش.
قامت أم عيسى وهي بتبُصله بغل ومسكت الولا وقعتُه على الأرض وبقت فوقه وهي بتضربه وبتخربشه في وشه وبتصوت: بتتبلى على إبني بالصوت الحياني، دا أنا هقطعك بسناني هاكُل مصارينك.
ويوسف والبوهيمي بيحاولوا يسحبوها مِن فوقُه، بص يوسف لقى مياسة واقفة في مدخل العُمارة وشهت أصفر ومسحوب سحبة صعبة، كإنها شافت عفريت
جري عليها وهو بيقولها: إنتِ كويسة يا ماسة؟
مكانتش قادرة تنطق، سمع صوت قمى بنت أخوه فـ جري جوة جابها ورجع لماسة وهو بيقول: مالِك!! عيسى بخير في المستشفى مماتش!! فوقييي!
مكانتش عارفة تتكلم ولا تتحرك كانت زي المحمومة، والناس شالت بُثينة في عربيتهم وجريوا بيها على المستشفى ومعاهُم أمها، كانت ليلة صعبة ولا يُجسد عليها سُطان حارة المنيل.
قامت أم عيسى من فوق الولد بعد ما رنتُه علقة وهي ماسكة هدوم يوسف وبتقول بصوت منبوح من الصويت: وديني لأخووك، أشوفه بعيني، هموت من بعده مستحملش فيه الشر، وديني عشان أراضيه.. لما أراضيه هيفووق.
البوهيمي بضيق: هيفوق إيه يماا هو واخد ضربة شمس دا مطعون بالسكينة، نعرف منين هو في أنهي مُستشفى.
بص يوسف حواليه لقى الولد نفد بجلدُه وجري، فـ قال بتكشيرة: قال صُحابه معاه، أنا معايا رقم عزيز هتصل أسألُه.
أمه بلهفة وعياط وكُل جسمها بيترعش: طب إتصل، إتصل بسُرعة.
قربت نيللي من مياسة وقالت وهي بتاخُد عنها قمر: سيبيلي أنا قمر وروحي معاهم عشان تتطمني على أليه عيسى، وبالله عليكم تطمنوني أنا لولا الحمل كُنت جيت.
سابت مياسة قمر مع نيللي وقربت من يوسف وجسمها بيتنفض زي ما تكون بتتمرجح من الرُعب والتوتُر والخوف، فتحت بوقها وهي بترمش بعينيها اللي مليانة دموع مش قادرة تنطق..
بعد رن كتير من يوسف على عزيز، رد عزيز أخيرًا فـ قال يوسف بلهفة: إنت مع عيسى؟؟
عزيز بصوت رايح من العياط: أيوة.
يوسف بلهفة ورُعب: مُستشفى إيه بسُرعة؟؟
عزيز: مُستشفى (…).
قفل يوسف معاه وهو بيحُط الفون في جيبُه وبيقول بنبرة عياط مكتومة: يلا يا بوهيمي نروح، خليكِ إنتِ يماا.
لطمت أمه وهي بتقول بصويت: أخليني فين هعملها على روحي، خُدني لأخوك.
إتحركوا كلهُم، والبوهيمي قلبُه كان بياكلُه على بُثينة بس برضو عيسى غالي عليه.
_________________________________________
المكان: المشفى الخاص
تحديدًا:الرُدهة امام العناية المُركزة
وصلوا أهل عيسى كان واقِف قُدام غُرفة العناية ثُلاثي السُفراء،دون الضِلع الرابِع اللي هو عيسى
والدة عيسى شفايفها كانت مضمومة بتحاول توقف العياط عشان تعرف تتكلم وبصت لعزيز وقالِت:عيسى يا عزيز،عيسى إبني مـ مات؟
عزيز عينيه كانِت حمرا مِن كُتر العياط وقال بصوت مبحوح:لسه فيه الروح لكِن نبض القلب ضعيف.
خبط نوح عزيز بكوعه عشان ميتعبش أم عيسى وقال نوح وهو بيحاول يتماسك:بإذن الله خير متقلقوش.
غطى عزيز عينيه بصوابِع إيدُه وهو بيمشي مِن قُدامهُم وراح للتويليت عشان كان صِدرُه مليان بـِ حُزن على عيسى،حاول يتمالك أعصابُه في الحمام وميعيطش وهو مش قادِر يستوعِب اللي حصل.
أما برا وقِف يوسف عند باب غُرفة العنايةوهو مرجع راسُه لورا وبيتمتِم بـِ دُعاء لأخوه إن ربنا يشفيه ويقومُه بالسلامة.. فات حوالي ثلاثه ساعات لغاية ما خرج الدكتور وهو بيجفِف عرق جبينُه وقال بإرهاق وتعب: إحنا هنستنى الـ ٤٨ ساعة الجايين عشان نشوف حالتُه هتستقِر ولا لا، محتاجين فصيلة دم تنفع لفصيلة دمُه عشان عندنا عجز في بنك الدم، وهو نزف كتير..
رفع أمير إيديه وقال: أنا إتبرعت ليه بـِ دم قبل كِدا.
شاورلُه الدكتور إنُه يروح مع الممرضة عشان تِسحب مِنُه دم. قرب نوح بملامح مُتجهِمة وهو بيحاول يخفي غضبُه وقال للدكتور: حالتُه إيه دلوقتي بالظبط؟
الدكتور بلع ريقُه وقال: مكذبش عليك نبض القلب ضعيف جدًا.. إحنا عملنا إنعاش كذا مرة لـِ قلبُه لغاية ما إستقر النبض، لكِن مُمكِن في أي لحظة يوقف! ودا اللي إحنا بـِ نسعى عشان ميحصلش، هيرافقوه مُمرض ومُمرِضة بالمُناوبة خِلال فترِة الـ ٤٨ ساعة الجايين.
مشي الدكتور مِن قُدام نوح اللي سند بضهرُه على الحيطة وهو مِش مستوعب إن مُمكِن يفقِد عيسى في أي وقت.
رجع عزيز مِن التويليت وكان مبلغ سيليا باللي حصل إختصارًا في الفون بعد ما قلقت وإتصلت عليه..
بص لوالدة عيسى اللي كانت مُنهارة وبتترعش ومش مصدقة إنها هتخسر سندها إبنها الكبير مِن بعد جوزها، ولـ نوح اللي كان دايمًا بيكِن معزة خاصة لعيسى عنهُم أجمعين، ولـ أمير اللي فواجِع الموت ملحقاه دون توقف مرة والدتُه ودلوقتي صديقُه
ولنفسُه.. كان عيسى صديقُه الوحيد والمُفضل قبل ما يبقواجماعة وأصدقاء، كان بيسمعُه وبيواسيه وبيخرجوا سوا مِن زمان.. جمعهُم طريق الهلاك ألا وهو المافيا
بيفتكر عزيز أد إيه كان غلطان وهو بيمنع سيلا مِن الإتصال بيه، ويمنعها تشوفه.. بعد اللي عملُه نوح فقد الثِقة فيهُم جميعًا، مقدرش يتحمِل وكان عاوز يعيط بس ماسِك نفسُه.
قربِت مِنهُم مُمرِضة وهي شايلة كيس فيه فون عيسى والتيشيرت الأبيض بتاعُه اللي جُه بيه المُلطخ بالدم، وساعتُه والسلسلة اللي كانِت مُتدلية مِن رقبتُه، قرب مِنها عزيز فـ إدتُه الكيس وهي بتقول بتعب: دي المُتعلِقات الشخصية بالمريض، لو تقدروا تجيبوله هدوم نظيفة عشان لو ربنا كتبلُه عُمر وفاق يلبسهُم، إحنا بنسيبهُم في الأمانات لغاية ما يتخطى مرحلة الخطر، كمان لإن الجو برد في المُستشفى.
عزيز وهو حاسِس إنُه هيوقع مِن طولُه: تمام هروح أجيبلُه أنا الحاجة.
أمير قال لعزيز بهدوء: أنا جاي معاك عشان نرجع هنا سوا.
عزيز كان مكشر بدل ما يعيط فـ إتحرك نوح وأمير وراه وهُما بيبصوا لمياسة اللي واقفة مبرقة وشكلها عندها صدمة عصبية مش قادرة تفوق منها!
خرجوا من المُستشفى وركبوا عربية عزيز اللي ساق وراح ناحية البيت بتاعُه هو وسيليا وقال بتعب: هروح بس أطمن الجماعة وأغير هدومي وبعدها نتحرك بسُرعة.
سند نوح راسُه على كف إيدُه وهو مش متحمِل الألم النفسي والجسدي اللي هو فيه بعد ما شاف منظر عيسى، إنك تقتـ| ل حد أو تشوفه متقكع قدامك حاجة، وإن الحد دا يكون حد إنت بتحبه وليه غلاوة عندك دي حاجة تانية مفيهاش ثبات، خوفك مِن فقدانه بيتخطى إعتيادك على مناظر الدم.
وصل عزيز بعربيتُه قُدام بيتُه وركنها..
كانت واقفة سيلا في إزاز الشباك بتاع الصالة بعد ما جريت عليه لما سمعت صوت عربية جت، وبقت تتنطط بسعادة وهي شايفة عزيز أبوها بيفتح الباب وبينزل من العربية وبينزل برضو نوح وأمير، جريت على مامتها وهي بتتنطط وبتقول بفرحة: بابا وعيسى جُم، بابا جه، عيسى جِه.
إتصدمت سيليا وبصت من الشباك لقت الثُلاثي بدون عيسى، فـ إترعشت وهي بتجري على سيلا اللي جريت على باب البيت بسُرعة وهي بتقول بصوت عالي بسعادة: عيسسى..
فتحت الباب فـ جريت سيليا عليها وهي بتحضُنها من ضهرها وواقفة بتبُصلهم، وبتشوف ملامح الحُزن على وشهُم.
خبى عزيز التيشيرت بتاع عيسى ورا ظهره لكن لمحتُه سيليا ولمحت الدم على هدوم جوزها فـ شهقت وهي بتلف وش سيلا اللي لوت بوزها وهي بتقول بحُزن: عيسى مجاش.
حركت سيليا شفايفها بكلمة (مات؟)؟
فـ حرك عزيز راسُه يمين وشمال بمعنى لا..
إرتبكت وهي باصة لـ نوح وأمير فـ قالت أخيرًا: تعالوا إتفضلوا، كُنت بغدي سيلا.. الغدا جاهِز.
نوح وهو باصص للأرض: مُتشكِر بس هنستنى عزيز يغير عشان نتحرك.
دخلوا البيت فـ قالت سيليا وهي ملاحظة دم عيسى على هدومهم وإيديهُم: الحمام من هنا خدوا راحتكُم.
طلعت مع عزيز فوق اللي قلع التيشيرت بتاعُه وحدفُه على الأرض بغضب، بعدين قعد على السرير وحط راسُه بين كفين إيديه بقلة حيلة.
دخلت سيليا وراه وقفلت باب الجناح وهي بتقول بهمس عشان سيلا متسمعش: طالما مماتش ليه وشوشكُم عاملة كدا؟ وإيه كمية الدم دي دا لو دبيـ| حة مش هتنزل الكمية دي!
وقف عزيز وهو بيدور بين هدومه على تيشيرت يلبسُه وقال بفتور: مطعون كذا طعنة صعبة، هو مماتتش بس لسه حالتُه مش مُستقرة، ومُمكِن في أي لحظة..
كتم الكلمة مقدرش ينطق بيها فـ غطت سيليا بوقها وهي بتقول: لا متقولش كدا، إحنا هنخرُج برا مصر ومش هنرجع، وهنبقى كويسين كُلنا.
خرج سويت شيرت إسود ورماه على السرير وهو باصصلها وجفونه بترِف وقال: مفيش هرب خلاص، وقتنا جاي جاي.. أنا بس نفسي يومي يبقى قبل يوم عيسى عشان..
حطت سيليا وش عزيز بين كفين إيديها وهي بتقول: متقولش كدا يا حبيبي، عيسى هيكون بخير وإنت كمان..
كاز باين عليه مش قادر يتماسك أكتر فـ شدتُه سيليا لحُضنها وبمُجرد ما حضنتُه بدأ يئِن ويعيط بعُمق وبصوت وجسمُه بيتنفض وهو بيقول: قتلوه يا سيليا، ااااه يا عيسى.
طبطبت سيليا على ظهره وهي بتحضُنه جامد وبتقول: متقولش كدا طالما لسه عايش ربنا مدينا الأمل.
بعد عنها شوية وهو بيتشحتف زي العيال وهي بتمسحلُه دموع وبتقول بزعل على عيسى: إهدى عشان خاطري عشان سيلا أصلًا بتسأل عليه.
مسح دموعه ووشه كويس وقال بصوت رايح من العياط: أنا هلبس وهنروح نجيبلُه هدوم من بيته تبقى موجودة إحتياطِ عشان لو فاق يلبسها..
لبس السويت شيرت بتاعُه وسحب تيشيرت عيسى تاني اللي مسكتُه سيليا بإيديها وهو في إيد عزيز وقالت: يالهوي التيشيرت مقطوع كذا قطعة ومليان دم!
سكت عزيز وخرج من الجناح وهو بيداري تيشيرت عيسى جوة السويت شيرت بتاعُه، جريت عليه سيلا وهي بتقول: بابا عاوزة عيسى.
عزيز من غير ما يبُصلها قال: هو في الشغل يا بابا يخلص وهيجيلك.
لوت بوقها لتحت فـ نزل على السلم، مسكت سيلا التليفون وإتصلت على رقم عيسى لقت صوت فون في جيب أبوها بيرن.
عينيها وسعت وبوقها إتلوى لتحت أكتر وهي بتبُص لمامتها، سيليا تماسكت عشان متعيطش لكِن عزيز تدارك الموقف وهو بيمثل الصدمة وبيقول لنوح: يااه عيسى نسي تليفونه معايا، يلا عشان نروحله الشغل نتغدى معاه ونديله التليفون.
خرجوا من البيت فـ قال أمير بحُزن: إنت واخِد حاجة عيسى معاك لجوة؟ دا إسمُه كلام!
عزيز وهو بيضيق عينيه: فكرت أسيبهم جوة بس خوفت سيلا تشوفهم فـ رجعت في كلامي.
نوح بغضب بيحاول يتحكم فيه: طب يلا على بيت عيسى عشان نجيبلُه هدوم نظيفة.
ركبوا العربية وإتحركوا ناحية بيت عيسى وهُما معاهُم المُفتاح في الكيس الخاص بمُتعلقاتُه..
__________________________________________
المكان:منزِل أعلى تل مُرتفِع
تحديدًا:غُرفة مُلحقة بالباحة الجانبية
دخلوا الأرانِب وهُما ساحبين الإتنين وبيرموهُم على الأرض بعُنف
إتألم واحًد منهُم وصرخ بهستيريا :أنا عايز اللي مشغلك ييجي يتكلم معايا،أنا مش خايف.
الأرنب بعُنف:مشغلني عندُه بروح أمك؟إسمها مشغلني معاه..والباشا ييجي وقت ما يحِب.
بص لأخوه بجنون بعدين بصلهُم وهو بيصرُخ أكتر:مش عايز أتحبس هنا،خرجوني مِن هنا.
سند واحِد مِن الأرانِب على الحيطة بظهره وهو بيولع سيجارة وبيقول:هنصحك نصيحة بس،أمور الجنان اللي بتعملها دي مش هتجيب نتيجة مع الباشا لإن الجنون لعبتُه،ولو صرخت بأخِر رمق في حنجرتك محدش هيسمعك الأبواب هِنا مُصفحة ومُنعزلين عن العالم..
الغُرفة اللي كانوا الأرانِب حابسين فيها كانت متوسطة نوعِا ما،جُدرانها باللون الرمادي الباهِت فـ تبعث في النفس إنها عمارة مهجورة أو شقة قيد التشطيب وأرضيتها باردة زي الثلج مِن شدة البرودة،بدأ عضمهم يوجعهم مِن البرودة فـ إبتسم الأرنب وهو مبين سنانه وبدأ يخرُج مِن الأوضة وهو ماسِك مِقبض الباب وبيقول: معلش بقى مفيش أكل ولا شُرب،واجِب الضيافة هيعملُه معاكُم الباشا لما ييجي . وخرج وقفل الباب وراه،بص المذعور لأخوه بعد ما أدرك إن دي نهايتهُم لا مفر راح صرخ بأعلى صوت عندُه بالفِعل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر يومين على عائلة الغُريبي والسُفراء،الإنتظار قاتِل..الوقت بيمُر بصعوبة
كانت مياسة ووالدتُه أشبه بالأموات مِن عدم النوم.. ومياسة ساكتة تمامًا في حالة مِن الصدمة والرعب منطقتش بقالها يومين،مُنكمِشة على ذاتها وتايهة،الأصوات مُتداخلة في راسها وصوت صفير في ودانها ..قمر فضلت مع نيللي تراعيها مع إبنها لغاية ما مياسة تفوق من اللي هي فيه ،ووالدة عيسى لسانها موقفش عن التمتمة بالدُعاء والرجاء لله سبحانه وتعالى،وطلب العفو عنها وعن عيسى عشان خبت اللي عمله جوزها لو دا ذنبها،ويسامح عيسى لو أخطأ.. ست على قدها في التعليم مش مُدركة يعني إيه مرض نفسي وعقلي ومعندهاش دراية كافية عن التحول في شخصية المريض على مدار السنين وتطور مرضُه مُمكِن يخليه يعمل إيه.
خرج الدكتور من أوضة عيسى وكانوا كلهُم مستنيينُه، قرب عزيز ويوسف وأمير ونوح منُه وهُما قلقانين والإرهاق باين عليهُم جدًا، لما شافهُم الدكتور قال بتعب: الحمدلله حالتُه إستقرت، لكِن لسه مفاقش.. يعني نقدر نقول بثقة إن بفضل الله تجاوز مرحلة الخطر.
عزيز ضيق عينيه وقال بعدم إستيعاب: طالما حالتُه إستقرت، ليه لسه مفاقش؟
بل الدكتور شفايفُه وهو شايف مياسة بتتسند على الحيطة بدوخة مِن كُتر العياط وقلة الأكل، رجع بص ليهُم تاني وهو بيقول: المُشكلة في المُخ، مبيديش للجسم إشارات إنه يحصله صحوة ويفوق.. المُخ واضِح إنه تعبان.
والدة عيسى بعد ما كانت مبسوطة إن إبنها تجاوز مرحلة الخطر رجعت خافت تاني وبدأت تعيط، قال نوح بهدوء للدكتور: يعني إيه؟ في إحتمال إنُه يدخُل في كوما؟
الدكتور قال بأسف: منقدرش نستبعد الإحتمال دا، إدعوله وربنا يعمل الخير، عن إذنكُم.
مشي الدكتور بعيد وهنا مياسة حطت إيديها على مُقدمة راسها بعدم إستيعاب وهي حاسة إنها عايزة تعيط.
الصدمة تملكت مِنهُم لمُدة رُبع ساعة، أستجمع نوح نفسُه وقال وهو بيتنهد: تمام، مدام ماسة هتيجي عندي البيت تقعُد مع رفيف لغاية ما عيسى يقوم بالسلامة، هتكون في حمايتي.
عزيز بإعتراض: في حمايتك إنت؟ متضحكناش بقى على المسا يا بتاع النو ريسك نو فان.
حرك نوح لسانه على طرف شفايفُه وهو بيقول بنبرة هادية بس ساخرة: هتسيبها مع مين خطيبها اللي شبه الدبدوب القُطن يحميها؟ أنا لسه مقعدتش مع الـ **** اللي عملوا في عيسى كدا ومعرفش ليهُم أطراف برا تساعدهُم أو لا، الحماية عندي إكسترا.
مياسة كانت عينيها حمرا وتحت عينيها هالات حمرا، مسحت دموعها وهي مكشرة وقالت لنوح: متخرفش، تحت حمايتك بتاع إيه؟ أنا وعيسى مُنفصلين ومتطلقين يعني هو ملهوش سُلطة عليا، وحتى لو مش متطلقين مش هروح مع مُختل مُنحرِف زيك.
رفع نوح صوباعُه في وشها بتحذير إنها متغلطش، وكان مبرق بعدها قال بتضييق عين؛ ولما هو ملهوش كلمة عليكِ ومتطلقين إنتِ هنا بتعملي إيه؟
بلت مياسة شفايفها بلسانها وهي بتقول بإنفعال: دا أبو بنتي، وبينا عِشرة وأيام حلوة الخاين اللي زيك ميفهمهاش.
نوح بحزم: من غير غلط، كدا كدا عزيز وأمير هييجوا معايا البيت عشان الـ*** اللي أنا حابسهُم هناك.. وإنتِ تيجي تقعدي مع رفيف.
مياسة بإنفعال: لا! لا مش عايزة ملكش دعوة بيا.
ظهر أيمن وهو بيقرب من مياسة، مسكها من دراعها وقال بغضب: بتصل مبترديش ليه! بتعملي أيه هنا أصلًا يلا إمشي معايا إنتِ هتبقي على ذمتي إقطعي صلتك بالماضي.
قطع نوح المسافة بينه وبين أيمن ومسكُه من رقبتُه وهو بيخبط جسمه في الحيطة جامد وبيقول بعُنف: صوتك ميعلاش ومتديهاش أوردر وأنا موجود، ولاا! أوعى تفتكر عشان عيسى في العناية يبقى حلال عليك تعمل فيها اللي إنت عايزُه؟ هتلاقيني في وشك.. وصدقني عداوتي وحشة لأبعد حد.
كان عزيز حاطط إيدُه ورا ظهرُه وبيتحرك يمين وشمال وهو بيهز راسُه وبيقول: أه أه صدقُه، دا حتى صداقتُه فيها غدر، ما بالك عداوتُه.
أيمن وهو بيحاول ياخُد نفسُه: جاي أخُد خطيبتي، دا حقي.
نوح بعصبية من بين سنانُه: كسر حُقك، لو شوفتك هنا تاني هعمل من وراكك شيش طاووق، إتكِل! مش عاوز أشوفك حواليها تاني لا إلا هتلاقيني أنا في وشك.
زقُه نوح ووقعه على الأرض فـ سند أيمن بإيديه الإتنين على الأرضية وهو بيتنفس بسُرعة، بعدها قام ومشي وساب مياسة اللي بدأ صوتها يعلى على نوح وقالت: إنت مين إنت عشان تتحكم فيا وفي اللي فـ حياتي، بُص أنا فعلًا أعصابي تعبانة ونفسيتي بايظة لو سمحت ملكش دعوة بيا يا نوح.
نوح بجدية لم يعهدها معاهُم: مدام مياسة أنا متتطاولتش عليكِ ولا قليت ذوقي معاكِ، دا واحِد **** بيعاملك مُعاملة مش تمام وقُدامي فـ بدافِع عنك، وسبب رغبتي في وجودك عندي مع رفيف هو بهدف حمايتك محدش معارض دا هنا غيرك.
بصت مياسة لحماتها اللي كانت حالتها يُرثى لها، فـ بادلتها والدة عيسى النظرات وهي بتقول بتعب: روحي معاهُم يا مياسة عزيز قال دا الأمان ليكِ.
قالت مياسة وعينيها بترِف بالدموع: أمان إيه دا خاين، مُستحيل أروح معاه، أنا هقعُد ببنتي في الحارة لغاية ما عيسى يفوق بالسلامة.
غمض نوح عينيه وهو بيوهب نفسُه الصبر بعدها فتحها وقال: أنا عارف إن اللي عملتُه مش هين وبالفِعل ندمان، ومزود ندمي وقهري وجود عيسى هنا ولسه مفاقش عشان يسامحني، صدقيني وخوفًا عليكِ وعلى بنتك عندي أمان أكتر، مدام سيليا عزيز ووالدها موجودين يعني عندها حماية إكسترا لكِن مكانها معروف ومدام صِبا نفس الوضع، بيتهيألي إنتِ فهماني ليه مينفعش أسيبك في مكان معروف.
بص على رقبتها! على سلسلة عيسى اللي هي لبساها، لمست طرف السلسلة بصوباعها وبصت ليه بذهول وهي بتحاول تستوعِب، هل عارِف عن الأمانة اللي معاها؟
بلعت ريقها وهي بتبُص للي واقفين فـ إبتسم نوح بهدوء إبتسامة ذات معنى لكِن مش مُتناسبة مع المكان والموقف وقال: يلا؟
عضت ضوافرها بقلق بعدين كشرت وقالت بعناد: متخرفش، متطلعش جنونك عليا.
قرب منها خطوتين فـ رجعت خطوتين لورا، وقف بينُه وبينها عزيز وهو مديلها ظهرُه وقال لنوح: إياك! لو مش حابة تروح معاك خلاص، دي مرات أخويا مش هسمحلك!
يوسف كان بيكلم نيللي في الفون، ووالدة عيسى قعدت وحطت راسها بين إيديها..
بص نوح لعزيز وقال بجدية:عشان مرات أخونا، بحاول أحميها لكِنها عنيدة.. لو عندك حل ياريت تقوله.
لف عزيز وبص لمياسة بحُزن عميق اللي رفعت عينيها وبصتلُه وهي بتتنفس بسُرعة وبتترعِش، قال عزيز بنبرة هادية: أنا عارِف إن الوضع مش أحسن شيء بالنسبالك بس للأسف هو معاه حق، هو أأمن مكان ليكُم دلوقتي، وقُريب هجيبلك سيليا تشوفيها.
رفع نوح أكتافُه وقال بتعب مِن المُناهدة: وكدا كدا رفيف هِناك يعني مش هتبقى لوحدها.
مياسة قالت بنبرة عياط: عايزة بنتي طيب سيبتها يومين مع نيللي كُنت تعبانة نفسيًا.
غمض عزيز عينيه وفتحها علامة الإطمئنان وقال: هجيبهالك، إركبي معاه وهنروح أنا ووالدة عيسى الحارة نجيب حاجتك وبنتك ونجيلك، حماتك هتقعُد معاكِ عند نوح.
لبِس نوح نظارتُه الشمسية وهو بيشاور لمياسة بإيديه تمشي معاه، مشيت جنبُه وهُما بيخرجوا مِن المُستشفى، بص أمير بـِ وش جامد خالي مِن المشاعِر وقال لعزيز: أنا هروح أتطمن على صِبا ومحمد، وبعدين هرجع هنا تاني.
عزيز ضم شفايفُه وقال: إنت معانا على الخط؟ بنقول هنروح عند نوح عشان اللي هو ماسكهُم هناك!
أمير قال بنفس البرود: معاكُم بقول هتطمن على مراتي وإبني وأجيلكُم!
عزيز بنفاذ صبر: ماشي على ما أوصل والدة عيسى الحارة وأجيب قمر تكون إنت خلصت ونتقابِل هناك.
إتحركوا كُل واحِد فيهُم في إتجاه، وقف نوح عند عربيتُه لقى مياسة بتفتح الباب الخلفي للعربية، رفع نظارة الشمس على شعرُه وهو بيقول: ما الكُرسي جنبي فاضي؟
رزعت مياسة الباب اللي ورا وفتحت الباب اللي جنبُه وركبِت، إتحرك نوح بالعربية وفضلوا ساكتين شوية، لغاية ما مياسة قالت: عايزة أبقى أجي أشوف عيسى مش تحبسني زي ما حابِس مراتك.
نوح بهدوء: أكيد لما الدكتور يبلغني إنُه فاق هاخدك ونروح نشوفه، المُهم إنُه تجاوز مرحلة الخطر.
سندت مياسة راسها على الشباك فـ بصلها نوح وقال بهدوء: أجيبلك إزازة مياه أو عصير؟
كشرت وقالت بقرف من التعب اللي هي حساه: مش عايزة حاجة، عايزة أستريح شوية بس واشوف بنتي.
بعد طريق طويل شوية، وصل نوح أخيرًا للبيت، فتح باب العربية بتاعُه ونزلت مياسة والهوا بيحرك شعرها وهي بتبُص للبيت اللي قُدامه الحرس بتاع نوح، والأبواب المُصفحة اللي في كُل جوانبُه، شاورلها نوح بإيدُه عشان تدخُل فـ دفت نفسها بدراعاتها، كانت لابسة شويت شيرت إسود مخطط أبيض خطوط عريضة وبنطلون إسود.. وشها باهت تمامًا وعينيها وارمة.
عدى نوح من قدام الحرس ومعاه مياسة ودخلوا لـ جوة
أول ما دخلوا سمعت مياسة أغنية مِن المطبخ، موسيقى تحديدًا..
هادية، تليق بليلة شتوية باردة..
إتخضت من صوت نوح اللي قال: لو تحبي تاكلي حاجة في المطبخ قبل ما أوديكِ جناح رفيف.
بصتلُه مياسة وهي بترجع شعرها ورا ودانها وقالت: لا وديني لرفيف أشوفها وأرتاح في أوضتها.
شاورلها تيجي وراه وعدت من باب مُصفح بمُجرد ما دخلت الحرس قفلوه وراها، طلعت على السلم وهي بتترعش من البرد والخوف، لغاية ما وصلت عند باب أوضة خشبي.
خبط نوح خبطتين فـ قالت رفيف من ورا الباب بصوتها الرقيق: إتفضل.
فتح نوح الباب ومد راسُه وهو بيبُصلها، كانت ماسكة كريم لجسم الأطفال وبتحطُه على جسمهُم، وهي لابسة الإسكارف بتاع الشعر وخُصلتين مُتمردين منها
وفُستان لونه أزرق رقيق..
تنح نوح شوية وهو باصصلها وسرح، فـ حركت راسها وقالت: عايز حاجة؟
نوح بهدوء: جبتلك مُفاجأة.
رفيف من غير ما تبُصله: شُكرًا مش عاوزة حاجة.
فتح نوح الباب على الأخر فـ بصت رفيف لقت مياسة واقفة وراه وكان حالتها صعبة، عيون رفيف وسعت وهي بتقول بسعادة حقيقية: مااسة!
جريت مياسة على جوة وحضنت رفيف جامد وهي بتعيط بصوت عالي، ورفيف مخضوضة وبتطبطب عليها وبتقول بهدوء: مالك بتعيطي كدا ليه؟
بعدها بصت لنوح بغضب وقالت: عملت فيها إيه؟ مش ناوي تكفي الناس من شرك!
بعدت مياسة عن حُضن رفيف وهي بتبُصلها بإستغراب وبتقول: هو إنتِ! إنتِ متعرفيش اللي حصل لعيسى؟
الذهول تملك ملامحها وهي بتنقل نظراتها ما بين نوح ومياسة وبتقول: إيه اللي حصل لـ عيسى؟؟ في إيه يا ماسة!
نوح كان ماسك فونه وبيبعت مسچ لواحد من الحراس يندهله مرام، مرام وصلت عند باب الأوضة اللي هو واقِف عندُه وقالت: تحت أمرك.
نوح بهدوء: خُدي مدام مياسة ودخليها أوضتها ترتاح وجهزولها أكل وحاجة تشربها.
بصت مياسة لنوح فـ قال بهدوء: إستجمعي نفسك خُدي شاور دافي وإرتاحي شوية بعدين إقعُدي مع رفيف، زمان عزيز جاي في الطريق وجايبلك قمر معاه.
طبطبت مياسة على ذراع رفيف وهي بتقول: هجيلك بالليل أقعد معاكِ ونتكلم، أنا فعلًا لازم أخد شاور لإن حالتي صعبة.
إتحركت مياسة مع مرام وفضلت رفيف واقفة مكانها مصدومة، فاقت من صدمتها على صوت قفل باب الأوضة وبصت لقت نوح بيقرب منها فـ رطعت لورا وهي بتصوب صوباعها في وشه وبتقول: متقربليش! لو سمحت إطلع برا أنا مرضيتش أقولك كدا قدام مياسة.
نوح بعناد: مش طالِع! رفيف أنا ملمستهاش!! إزاي هتكون حامِل!
رفيف عينيها إتملت بالدموع لكن كشرت عشان مينزلوش وقالت: كُل اللي بتقوله ميخُصنيش، اللي يخُصني ولادي ومستحملة كُل حاجة عشانهم، ويكون في معلوماتك هي مش هترمي نفسها في النار لو مفيش حاجة فعلًا.
بصلها نوح بجمود وقال: بيني وبينك تحليل الـ DNA.
وخرج من الأوضة ورزع الباب، إنتفضت رفيف على الرزعة وراحت ناحية ولادها تتطمن صحيوا من الصوت ولا لا.
________________________________________
المكان: حارة المنيل.
نزل عزيز من العربية وهو بيساعد والدة عيسى على النزول، لقوا شباب لابسين باك باج على ظهرهُم وماسكين بخاخات ألوان وفُرش بيرسموا على السور أمل وبُثينة وعيسى!
كانوا راسمين أمل ووراها أجنحة بيضاء وبُثينة وعيسى
وقفت والدة عيسى تشوف الرسمة وغطت بوقها بإيديها وهي بتعيط فـ حضنها عزيز وهو بيهديها وبيقول: بإذن الله هيفوق، بإذن الله، يلا نجيب قمر عشان نتحرك؟
بصتلُه والدة عيسى وقالت بحُزن: سيبني أنا معلش، محتاجة أقعُد في بيتي عشان أرتاح.. خُد قمر لأمها وخليها تحافظ عليها وأنا هجيلكُم لما أخلص اللي ورايا هنا.
عزيز بهدوء: طب إيه اللي وراكِ؟
رفعت والدة عيسى أكتافها بـِ قلة حيلة وقالت: مُحاولة أخيرة مني، روح يابني خُد البنت وديها لأمها.
دخلت والدة عيسى العُمارة وهي بتبُص عليهم بيرسموهُم، فضل عزيز واقِف باصص على السور والرسومات لغاية ما لقى يوسف جاي وشايل بنت أخوه، أول ما عزيز شافها إبتسم.. إبتسم يوسف بحُزن وهو بيديلُه قمر وقال: هو أنا لو عوزت أشوفها أعمل إيه؟
عزيز بهدوء: كلمني وهاخدك لغاية هناك.
بص يوسف لرسمة أخوه على السور وإبتسم بعدها بص للأرض وهو بيمسح عينيه الأتنين من الدموع اللي هتنزل، راح عزيز شادُه مِن التيشيرت بتاعُه وحضنه وهنا بدأ يوسف يعيط بقلة حيلة.
طبطب عزيز عليه وهو بيقول: أنا همشي وهكلمك لو في جديد.
يوسف بهدوء: تمام.
شال عزيز قمر بإيد وشنطة حاجتها بالإيد التانية وهو بيبوس خدها وبيقول: روح قلب عمو مِن جوة.
ضحكتله قمر فـ ضحك وهو بيبوسها تاني وبيقول: عسلية والنبي عسلية.
ركب العربية وإتحرك بيها على بيت نوح، عشان يبدأوا يتكلموا مع الإتنين اللي هُما ماسكينهُم.
_______________________________________
المكان: قسم الشُرطة.
تحديدًا: الردهة.
مشيت منال وهي شايلة كوباية ورق فيها لبن ورايحة ناحية مكتبها، كان باين عليها التعب والإرهاق بتوع الحمل، خرج ليث من مكتبُه أول ما شافها ومشي جنبها وهو بيقول: لسه زعلانة مني؟
بصتلُه بطرف عينها وقالت: أنا بشتغل بطريقة متتناسبش معاك فـ خلي كُل واحد فينا يشتغل لوحده بطريقتُه أفضل، وطريقتي اللي مش عجباك دي هي اللي أنقذت عيسى في اللحظة الأخيرة.
ليث إتنهد بضيق وقال: طريقتك غلط يا منال! نوح وعزيز وأمير خطفوا الرجالة اللي عملوا كدا في عيسى ووصلولهم قبلنا وإنتِ عارفة إن دي هيعكل سير القضية بشكل أو بأخر، رغم ناديتك وحاولت أمنعك تعملي حاجة زي دي لكِن مفيش فايدة فيكِ.
وقفت منال مكانها ولفت وبصتلُه وهي بتقول: كُنت عاوزني أعمل إيه؟ أضحي بواحد منهُم عشان أقبض على إتنين وأكسب القضية! اللي يهمني في القضية دي غير اللي يهمك أولوياتي غير أولوياتك!
ليث بإستغراب: إزاي يعني؟
غمضت منال عينيها وهي بتاخُد نفس عميق عشان متتعصبش وقالت: يعني يهمني إن الأربعة يتحجزوا في المصحة النفسية بدون أي عواقِب وخيمة زي فِقدان حد منهُم مثلًا، واللي حصل لعيسى سببلي ذُعر!
ليث بتبريقة: ما يولعوا بجاز ما هُما قتلوا كتير!
بينما منال وليث بيشدوا مع بعض في الممر، سمعوا صوت خطوات وراهُم، ولإن الدنيا كانت ليل فـ القِسم نوعًا ما كان فاضية شوية كإن الناس قررت تلتزم بالقوانين في اليوم دا.
بص ليث وراه هو ومنال لقوا ست قُصيرة ورفيعة، لابسة عباية سودا وجزمة حريمي للسيدات الكُبار سودا، شايلة شنطتها على دراعها والحجاب مبين شعؤها من قدام بـ لونه الأبيض.
قرب منهُم وهي بتقول بخوف وتوتُر: السلام عليكُم.
منال ضيقت عينيها وقالت بإستغراب: وعليكُم السلام، خير يا ماما؟
الست وهي بتستجمع نفسها: مكتب ليث بيه فين لو سمحتوا؟
ليث بهدوء: أنا ليث، خير في حاجة؟
بلت شفايفها وقالت: عندي حاجة تهِمُه يعرفها بخصوص نوح.
بص ليث لـ منال وبعدها ليها وبعدين قال بسُرعة: إتفضلي في مكتبي طيب.
دخلوا المكتب، قعد ليث ورا مكتبه والست قعدت قدامه على الكرسي وقدامها منال.
بصت الست لمنال فـ قالتلها الأخيرة: أنا ماسكة معاه نفس القضية.
رفعت حواجبها بإستنتاج وقالت: أه، أصل لامؤاخذة اللي هحكيه حرِج أوي، وخاص أوي.. مش عارفة هو هيفيدكُم ولا لا بس قولت أقوله لإن نوح رافض يقابل حد عيلة أمه، اللي عرفته إنه بيروحلهم بنفسُه عشان..
سكتت من الخوف وإيديها بدأت تترعش فـ قال ليث: تمام يا حجة أنا سامعِك.
بلعت ريقها وقالت: الموضوع بدأ لما الله يرحمها أم نوح قالت تسيبُه عند أهلها عشان.. عشان يعنس تروح تواطه عيلة أبوه باللي بيعملوه فيها من ظُلم وإفترا، ساعتها كان نوح صغير وفـ إيد أمه دايمًا، كان هادي ومُسالِم خالِص.. كان طيب.
أنا كُنت بشتغل في بيت جدتُه أم أمه، ولما سيدي إتوفى الله يرحمه، إخواتها الولاد وأختها البنت إتطمعوا في بيت أبوهُم دايمًا بحجة الميراث.
سابت الولا معاهُم ونبهت عليهم لو حد تبع عيلة أبوه جه ياخده يحاولوا يمنعوهم بأي شكل.
كُنت في المطبخ يوميها، وحاطين ورق وألوان لنوح قاعد على الترابيزة بيلون لغاية ما أمه ترجع، خالتُه الشيطانة.. أستغفر الله، ربنا يسامحها بقى.
قالتلُه تعالى يا نوح هلعبك لعبة.
وخدته برا..
بيني وبينك الفضول خدني ووقفت أتسنط (أسترِق السمع)
لقيتهُم حاطين مبخرة كبيرة على الأرض، والصالة كُلها دُخان بخور ريحتُه وحشة.. وفي راجل قاعد شكلُه عامل زي الدجالين
قال لخيلانه وخالته يمددوه على الأرض جنب المبخرة، الواد خاف وحاول يهرب منهُم كتفوه ونيموه على الأرض، الراجل حط على صدرُه وبطنه رماد، وجاب إزازة فيها دم حيوان ورش الدم على الرماد، وبدأ يقول كلام غريب بصوت عالي.. بدأ الدم يتفاعل مع الرماد أنا مش عارفة ازاي، والواد يا حبة عيني بيصوت بصوت عالي كإنُه بيتحرق، مقدرتش أعمل حاجة غير إني حاولت أتصل على أمه من تليفون المطبخ، بتصل على بيت أبوه لإني عارفة إنها هناك لكن محدش بيرُد
ابواد من كتر رعبه وصويته عينيه جحظت لبرا، وجسمه هدي فجأة، لكن بوقه بقى ينزل منه سائِل إسود، فضل يترعش زي المحموم وسكت خالِص.
ساعتها الراجُل الدجال دا قال (كدا الشيطان دخل جسمُه، وهيأذيهُم، سيبوه مع عيلة أبوه هيخلص عليهم واحد ورا التاني، ومش هيجراله شيء عشان عيل هيودوه إصلاحية.
ليث كان بيسمع وهو مصدوم، ومنال مبرقة مش مستوعبة!
لغاية ما الست كملت وقالت: لما إكتشفوا جُثة المُحامي، وبعدها جُثة خالتُه منها لله.
روحت لشيخة أعرفها مبروكة، قالتلي إن الشيطان سكنُه.. وإتملك منه.. وخلاه
مش متحكم في غريزة الشر، إتقلب السحر على الساحِر
يعني الشر اللي المفروض يتوجه لعيلة أبوه، بقى كُله لعيلة أمه، السبب في تحضير الشيطان دا جواه، وليه تصرفات بيعملها، بيجيله حالة ندم وذعر من نفسه بعديها
خلته يفقد عقله من كُتر البشاعة.
____________________________________
المكان: المشفى.
تحديدًا: غُرفة عيسى.
إتفتح الباب ودخلت مُمرضة ماسكة كُرسي مُتحرِك بتدخلُه للأوضة، حطت الكُرسي المُتحرِك قُريب مِن السرير وهي بتقول بصوت هادي: خمس دقايق بس عشان متعمليش مشاكِل، تمام؟
بُثينة بصوت مبحوح: تمام.
خرجت المُمرضة فـ عدلت بُثينة راسها بالعافية لإن رقبتها فيها كسر وكدمات وكذلك دراعها ورجليها
وضهرها، بلعت ريقها بصعوبة من الألم وهي بتبُص عليه.. مسكت إيده اللي كان متوصل بيها كذا محلول وهي بتقول: أنا مُمكِن أتحمِل أعيش كـ طرف بعيد بيبُص عليك ويتطمن إنك موجود حتى لو.. حتى لو مع ست تانية.
بدأت الدموع تنزل من عينيها وهي بتكمل وبتقول: بس ميحصلكش حاجة، بتمنى أموت قبلك دايمًا، مبعرفش أحط راسي على المخدة وأنام وإنت مجيتش لسه، لسه برا مش في بيتك.
بتعصب أوي لما ألاقي واحد بيتقدم ليا، بيعترفلي بحُبه
أنا ملكك لأخر يوم في عمري، لو ليا نصيب فيك ياريت، ماليش يبقى هفضل زي ما أنا.. شعري يشيب وأنا في البلكونة، أهون عليا مِن إن راجِل يلمسني غيرك.
كان بالفعل جسمها كله واجعها وبتتألم لكنها مالت عليه وهي بتقرب شفايفها من شفايفُه وبتعيط وبتقول: بقالي 12 سنة بتخيلها في عقلي.
قبلتُه قُبلة عميقة، وسندت مناخيرها على مناخيره، بعدها رجعت جهاز التنفس على بوقه تاني.
وهي بتغمض عينيها جامد من الألم، رفعت إيديها السليمة نوعًا ما لشفايفها وهي بتضحك وبتترعش بسعادة وبتقول: يالهوي! يالهوي يا عيسى! دا.. دا أسعد يوم في حياتي، أنا في نعيم! يارب تقوم، ندرًا عليا لو قومت بالسلامة حتى لو عضمي مفكك من بعضه، لأخدك في حضني حتى لو هيقتلوني بعدها.
دخلت المُمرضة وهي بتقول بتحذير: يلا الخمس دقايق خلصوا، خليني أرجعك أوضتك.
السعادة كانت مالية وشها وكانت لسه بتترعش وحاطة إيديها على شفايفها بصدمة وبتضحك بسعادة!
خرجتها المُمرضة من غُرفة العناية عشان توديها لأوضتها.
_______________________________________
دخل نوح على الأوضة اللي محبوسة فيها مروة ورزع الباب وهو بيبُصلها بغضب، رجعت مروة بإيديها على الأرض وهي بتجُر رجلها وبتبُصله بخوف..
حرك نوح راسه لفوق وتحت وهو بيقول: قولتيلي حامل مني؟
كانت بتترعش وهي مبرقة وبصاله وقالتله: مش فاكر عملت فيا إيه؟
نوح بضحكة ساخرة: ويا ترى خدتك لأوضة ولا عاملتك معاملة الكلاب.
ضغطت مروة على سنانها وقالت: عاملتني أوحش من الكلاب، إنت عديم شفقة وشوفت منك كتير من غير ذنب.
قرب نوح منها ومسك فكها بين إيديه وقال: مستني نتيجة الـ DNA تطلع، وإحمدي ربنا إني بدفع فلوس عشان محدش يعرف الحوارات دي، ولو طلع مش إبني هقطع إيديكِ ورجليكِ، هخليكِ زي المانيكان المكسور ملكيش لازمة خالص.
بصتلُه مروة بقرف ومردتش، فـ قال نوح: لو عايزة تروحي الحمام هخليهُم يفكوكِ.
حطت إيديها على راسها بصُداع وهي بتقول: أيوة دايخة، عايزة أرجع.
بصلها بصدمة وهو خايف يطلع عمل فيها حاجة وهو سكران.
دخل عزيز الأوضة عليهم بعد ما واحد من الحرس فتحله وبص على مروة وهو مستغرب وقال: هي مالها إتبهدلت كدا ليه؟ مبتهتمش بضيوفك إنت يا رايق.
نوح بصلُه وقال بسُخرية: لا ما هي دي مش ضيوفي، دي المدام التانية.
ضحك عزيز فـ بصتلهُم مروة بضيق وهي بتقول: حد يوديني الحمام مش قادرة.
بصلها نوح وهو بيهرش في دقنه ومعبرهاش، راحت راسها اتخبطت في الأرض من كُتر ما هي دايخة.
قرب منها وفك قيدها وشالها وهو بيقول لعزيز: إسبقني إنت عند الإتنين اللي تحت، هوديها الحمام وجايلك.
عزيز حرك راسه بمعنى تمام ونزل للإتنين، إتحرك نوح وهو شايل مروة للمطبخ، وقبل ما يدخُل لقى رفيف واقفة في المطبخ عشان الببرونات بتاعة ولادها، بصت لنوح وهو شايل مروة وعينيها ملت دموع، راحت رامية اللي في إيديها وخرجت جري من المطبخ.
نوح بلهفة لمرام: فوقوها شوفوا مالها.
سابها ليهم على الكرسي وجري ورا رفيف اللي كانت بتجري منه.
مسكها من دراعها عند الباب المُصفح من جوة وهو بيقول لرجالته: إمشوا إنتوا.
مشيوا وسابوه ماسك رفيف من دراعها وزنقها في الحيطة بين دراعاتُه وهو بيقول: فهمتي غلط، والله العظيم..
رفيف بزعيق: إخرس! هو اللي زيك يعرف ربنا ولا بيتقيه عشان يحلف بيه؟ طلقني مش عايزة أكون على ذمتك! إنت حتى خبيت عني إن عيسى إتصاب.
نوح بخوف حقيقي: صدقيني مكونتش عايز أقلقك، البت دي بتكذب مش عايز كذبها يأثر علينا.
رفيف بعياط: علينا؟ إحنا مين؟ مبقاش في أنا وإنت ودا من زمان على فكرة!
نوح خد نفس عميق وبدأت عينيه تحمر لإنه كاتم العياط وقال: رفيف والله أنا ما قادر، أعز صاحب ليا في المستشفى وجاي أشوف الشغل وسايبه دا حاجة تعباني، متزوديش عليا خليكِ إنتِ الحُضن اللي بلجألُه لما أتعب.
حاولت تسحب دراعها من بين إيديه وهي بتقول: إنت إنسان أناني عايز كل الناس تحت أمرك ومشاعرهم طز، سيب إيدي، مياسة مستنياني مع قمر!
ملامحه جمدت، عينيه البؤبؤ الإسود اللي فيها صغر وهو باصصلها.
بدأت تترعش من الخوف وهي بتقول: سيب إيدي يانوح من فضلك.
رفعها من خصرها بإيديه وبدأ يشيل عن شعرها الوشاح، كانت بتصرخ بتحاول تبعد عنه وتفوقه لكن كان زي المُغيب وهو بيعتدي عليها..
________________________________________
مياسة كانت مستنية رفيف في الأوضة وهي شايلة بنتها قمر وبتلاعب ريان وراكان، وعمالة تتنهد بألم من خوفها على عيسى.
قمر نامت بين إيديها وريان وراكان كمان من كتر الهز، فـ حطتها على السرير وغطتها وسندت هي ضهرها على السرير
تليفونها رن..
فـ مسكته عشان ترد بسرعة عشان صوته ميصحيش الأولاد.
ردت وهي بتقول: ألو؟
المُتصِل: (صوت خرفشة وصوت مش مفهوم)
مياسة بتكرار: ألوو؟؟
المُتصِل: إزيك (صوت طفلة).
مياسة باستغراب: سيلا؟
المُتصِل: معرفتنيش! أنا أمل!
رمت مياسة الفون على الأرض برُعب وهي مبرقة وبتاخد نفسها بالعافية وضمها رجليها الإتنين لصدرها!
-في المطبخ
رئيسة الخدم لمرام: دي قاطعة النفس خالص!!
مرام بتبريقة: يعني ماتت؟؟؟
بص واحد من الأرانِب عليهم في المطبخ وهو بيقول: مين اللي مات؟
مسكت مرام إيد مروة فـ إتهبدت منها على الترابيزة تاني.
الأرنب بصدمة: أنا هبلغ الباشا!
-في قسم الشُرطة.
تحديدًا: مكتب ليث.
كان حاطط راسُه بين إيديه وساند على المكتب بقلة حيلة وكُتر تفكير..
ومنال قاعدة قُدامه مبرقة وهي بتقول: معقولة في ناس قلوبها جاحدة كدا! الواد دا لو متلبسش يبقى مية المية إتعرض لصدمة نفسية وعصبية شديدة في طفولته أثرت على شخصيته،
رفع ليث راسُه وهو بيتنهد وبيقول: أنا بقى حلمزحياتي القضية دي تنتهي، وأنام!
دخل واحد من العساكِر بعد ما خبط وتم الإذن ليه بالدخول.
أدى التحية العسكرية وكان باين على وشه إنه مصفر وخايف.
ليث بتكشيرة: مال وشك يابني في إيه؟
العسكري بتوتُر: في مسرح جريمة جديد.. طالبين سيادتك تفحصُه!

يتبع.. (رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق