رواية شظايا الروح الفصل الخامس 5 – بقلم فريدة احمد

رواية شظايا الروح – الفصل الخامس 5

– غالب تفتكر هيكون إيه رد فعل مراتك والعيلة بعد ما عرفوا إنك اتجوزتني عليها؟
قالتها هايدي لغالب وهي معاه في أوضته، ليرد ببساطة وهو محضّر نفسه للي هيحصل، فقال بهدوء:
-عايزك تدخلي تلمي هدومي، عشان ساعة وهنمشي. هسيب البيت.
لتقول بتعجب:
– يعني إيه هنمشي، أمال إحنا جينا ليه أصلًا؟
-أنا جبتك أعرفهم بيكي، وكده كده عامل حسابي هنمشي.
بصلها وكمل بسخرية من نفسه:
– مش سألْتيني إيه هيكون رد فعلهم؟ وأنا بجاوبك. أول حاجة، واللي متأكد منها، إن أبويا هيطردني من البيت.
ليسمع خبط على الباب وصوت الشغالة وهي بتقول:
– غالب بيه.. موسي بيه عايزك تحت.
بصلها وابتسم:
– شوفتي.. حضّري اللي قولتلك عليه على ما آخد الكلمتين وارجع.
ونزل لموسي.

زهرة قاعدة في مكتبها، فجأة دخل شخص وقال بمكر:
-أنا ما صدقتش لما قالولي إنك موجودة في الشركة النهارده.
وقعد قدامها، لتقول زهرة وهي ساندة ظهرها للكرسي:
– وإيه الغريبة؟
ليقول:
-المفروض إنك عروسة ولا إيه؟
وقبل ما ترد كمل بخبث:
– أصلي سمعت إنه هو كمان نزل شغله، وأنا اللي كنت فاكركم طلعتوا شهر عسل.. إيه لحقتوا تتخانقوا؟
لتضحك زهرة بخفة وتقول:
– ومين قالك إننا اتخانقنا؟ كل الحكاية إن زين ماسك قضية مهمة فاضطر ينزل. ما إنت عارف طبيعة شغله، وعارف كمان إن في شغل كتير في الشركة هنا ولازم أنا اللي أمشيه، فاضطريت أنا كمان أنزل. إيه المشكلة بقى؟ وإذا كان على شهر العسل ما تقلقش، إحنا حاجزين التذاكر.
لسه هيتكلم، قالت بحدة:
أظن يا علي بيه، إنت مجرد شريك في الشغل، يعني ما تتعدّاش حدودك وتحاول تدخل في حياتي الشخصية، لأن مش مسموح لك.
وفتحت الورق اللي قدامها وقعدت تتكلم في الشغل
وهو كان جواه غل وغضب مكبوت، لكن بقي يتناقش معاها في الشغل

أما عند موسي، بعد ما نزل له غالب.
اتأمله موسي لثواني وهو واقف قدامه وبعدين قال:
-أنا مش هقولك عملت كده ليه، لأني مش مستني تبرير.
وبأمر:
-تطلع تاخد البت اللي جايبها معاك دي وتمشي. مش عاوزك في البيت. من هنا ورايح تنسى إن ليك أهل.
وسابه وطلع.
أما حورية بقت واقفة، مقدرتش تتكلم. زعلانة من ابنها، وفي نفس الوقت مش هاين عليها يسيب البيت، لكن ما باليد حيلة.
بصت له بدموع وقالت:
– عملت كده ليه؟
مكانش عنده إجابة، لكن قال:
آسف يا ماما، بس دي حياتي، وأكيد حر في قراراتي. عن إذنك.
وطلع ياخد مراته عشان يمشي.

في بيت رحيم،
زينة بتبكي في حضن مامتها. دخل رحيم، قرّب وقعد، فتح إيده ليها، وهي اترمت في حضنه.
رحيم باس راسها وقال:
مش عاوز أشوفك زعلانة أبدًا، ماشي يا حبيبي؟
كمل بمزاح وهو بيخفف عنها:
وبعدين غالب إيه ده يا هبلة اللي يتزعل عليه؟ ده أنا وافقت عليه بس غير عشان خاطر أبوه وعشان ما تزعلِيش. إنما هو عيل ما يسواش تلاتة تعريفة، يعني ما يتزعلش عليه. ده آخره يتشد ورا السيفون.
رفع وشها وبصلها ومد ايده مسح دموعها وهو بيقول:
مش عاوز أشوف الدموع دي.
وضمها لحضنه تاني

عند زهرة،
بعد ما انتهو من الاجتماع، خرج علي، وهي بقت بتبص عليه بغضب مكبوت، وهي من جواها حزينة جدًا على اللي بقت فيه. مكانتش تتخيل علاقتها هي وزين حب عمرها تتقلب كده.
قامت وقفت وهي حاسة بتعب بسيط. حطت إيدها على بطنها بحزن، وفجأة حست بدوخة، مالت وسندت على المكتب.
لتنصدم لما شافت الد،م اللي نازل من رجليها.
بقت تجاهد نفسها وهي ماسكة بطنها برعب، مدت إيدها وضغطت على الزر، طلبت السكرتيرة وهي بتقول:
– تعاليلي بسرعة يا بسنت.. بسر…
ووقعت فاقدة الوعي.

عند زين في مكتبه، جاله تليفون من المستشفى، والسكرتيرة بتقول ببكاء:
– زين باشا، الحق أستاذة زهرة.

دخل رحيم الشركة، ومنها على مكتب غالب. دخل بغضب وقال:
-إنت غبي يااض. إحنا ما اتفقناش على كده. اتصرفت ليه من دماغك. مش قولتلك تستنى.

يتبع.. (رواية شظايا الروح) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق