رواية في ظلال القضية – الفصل الثالث
خرجت ريم من حمام النساء بعدما نظفت ملابسها ، في نفس التوقيت انهي جواد مكالمته ،
فاستدار عائدًا إلى طاولته لكنه اصتدم بفتاة وكادت أن تفقد توازنها إلا انه مد يده وقام بإمساكها بإحكام .
اغمضت ريم عيناها من الخوف وتمسكت بقميص جواد بشدة
إما جواد فكأنه يري ملاك أمامه عيناه لا تستطيعان أن تنظر لغيرها ، فقط عيناه مرتكزة عليها ، كان غافل عن من حوله ، فتحت ريم عيناها لتقابل أعين جواد الحادة كالصقر إلا انها تجذب من ينظر لها .
استفاق جواد من شروده بها ثم اعتدل بوقفته وايضًا ريم ، ابتعدوا عن بعض نظرت له ريم بتردد ثم قالت بشكر :
” شكرًا انك لحقتني قبل ما أقع…. واسفة اني خبطت فيك “
اجابها وهو يتأملها كأنه يحفظ ملامحها بذاكرته:
” ولا يهمك… أنا اللي خبط فيكي “
ابتسمت له ريم برقة ثم هتفت :
” شكرا و اسفة مرة تانية”
ابتسم جواد ابتسامة لا تظهر إلا للقليل ثم قال:
” ولا يهمك “
ريم وهي تتجه نحو الحمام قالت برقة:
” بعد اذنك … وفرصة سعيدة “
نظر جواد في اثرها ثم ابتسم وعاد إلى طاولته .
__________________
عاد جواد إلى طاولته
فسأله غيث :
” اتأخرت كده ليه؟؟ “
نظر له جواد وتذكر الفتاة الذي التقي بها ثم قال :
” المكالمة خدت وقت “
أماء له غيث ثم بدأوا بتناول الغداء .
________________
يجلس عدي وعلى ملامحه الضيق لتأخر ريم فقال بتأفف :
” لو متأخرتش متبقاش ريم “
ريم من خلفه بمشاكسة :
” طب ما إنت عارف اهو …. متضايق ليه؟؟ “
نظر لها عدي بضيق و هتف :
” كل ده تأخير؟؟ “
جلست ريم وامسكت قطعة من البيتزا وأكلت منها ثم اردفت :
” خبطت في واحد … علشان كده اتأخرت “
سألها عدي بضيق :
” واحد مين ده؟؟ “
ابتسمت بسخرية ثم هتفت :
” اه معلش نسيت اني كان لازم استفسر عنه وعن حياته …. علشان اقولك هو مين ….وأنا مالي يا عم “
اردف بسخرية وغيرة مكتومة :
” الكلام معاكي مبيجبش نتيجة “
وبدأ في تناول طعامه وهو يشعر بالغيرة ويفكر بهذا الشخص الذي تحدثت عنه ريم ، فهو يحبها او لا أنه يعشقها عشق هوس وجنون ولا يتحمل فكرة انها تتحدث مع رجل غيره ، فهو اعتاد انه الشخص الوحيد بحياة ريم ولن يكون غيره .
_________________
تجلس فتاة على الأرض ، تبكي بشدة مما وصلت له
فهي وحيدة منذ الصغر ، تحولت حياتها منذ أن كانت مع عائلتها في الملاهي حيث كان سنها لا يتجاوز ال 6 اعوام وهم في الملاهي ضاعت مريم ولم يجدها والداها وظلت وحيدة ، وبالصدفة وجدها رجل يبدو عليه الخبث أخذها معه واحضرها إلى إمرأة غريبة وقامت بتربيتها وهي لا تعرف من هؤلاء ، لكن عندما كبرت عرفت نوايا هؤلاء الناس فهم يعملون في الدعارة يبيعون البنات بالأموال للرجال ليفعلوا بهم ما حرمه الله ، وعندما واجهتهم بالحقيقة احتجزوها في الغرفة .
وقالت لها فيفي نفس المرأة التي قامت بتربيتها :
” إنتِ مفكرة اني ربيتك حبًا فيكي لا يا حلوة …. أنا ربيتك علشان استفاد منك “
اردفت مريم ببكاء:
” وانا ايه ذنبي …. علشان تشغلوني معاكوا … أنا عايزة امشي من هنا “
فيفي وهي تمضغ العلكة تقول ببرود :
” ده في أحلامك يا حلوة “
خرجت فيفي من الغرفة بمياعة
وتركت مريم تبكي بحرقة و خوف من مصيرها المنتظر .
_________________
انتهي موعد الغداء بين ريم و عدي ، دفع عدي فاتورة الطعام ثم اتجه هو و ريم إلى الخارج
قام بتوصيلها إلى سيارتها وهتف :
” طيب إيه لازمته تروحي بعربيتك ما تيجي معايا “
اجابته وهي تفتح باب سيارتها:
” إنت عارف اني بحب السواقة جدًا “
اردف عدي بسخرية :
” اسف يا سيادة المحامية نسيت إن محدش يقدر يدخل معاكي في نقاش “
ابتسمت بغرور مصطنع ثم قالت بمزاح :
” شطور …. يلا باي “
ابتسم بهدوء ثم اردف :
” باي … خدي بالك من نفسك “
نظرت له ريم بسخرية وهتفت :
” ومانساش اشرب اللبن “
انطلقت سيارة ريم مغادرة وسط ضحكات عدي ، ثم ذهب إلى سيارته واتجه لمنزله .
________________
أتى اتصال إلى جواد وهو يتناول طعامه مع غيث
وكان المتصل مروان فرد عليه قائلًا:
” ايوا يا مروان “
” إنت فين دلوقتي؟؟ “
” بتغدي أنا و غيث في المطعم “
” وده وقت اكل …. تعالي على العنوان ده …… فورًا “
قطب جواد حاجبيه ثم سأله بنبرة مستغربة :
” ليه إيه اللي حصل؟؟ “
” في جريمة قتل حصلت في العنوان ده تعالي فورًا …. وهات غيث معاك “
نهض جواد فور سماعه لحديث مروان وقال :
” خلاص تلت ساعة وهكون عندك “
” وأنا مستني “
اغلق جواد الخط ثم وجه حديثه ل غيث وقال :
” حصلت جريمة قتل … ولازم نتحرك علي موقع الجريمة “
نهض غيث هو الآخر وهتف :
” طب يلا بينا “
اخرج جواد بعض المال ووضعه على الطاولة ثم خرج
من المطعم برفقة غيث متوجهين إلى موقع الجريمة .
________________
بعد مدة وصلت سيارة غيث و جواد إلى موقع الجريمة ، ارتجل جواد و غيث من السيارة ، وهم ينظرون حولهم فكان يقف العديد من ضباط الشرطة ، أمام منزل المجني عليها يحاصرون المبني ،
دلف جواد هو و غيث إلى داخل المبني ، وجدوا مروان يقف بانتظارهم فإتجهوا ناحيته ، انتبه لهم مروان و
تقدم منهم بسرعة وهو يهتف:
” كويس انكم جيتوا … في جريمة قتل بنت في الشقة دي … وأول ما جالنا الخبر جينا على طول “
سأله جواد بعملية :
” مين اللي بلغ؟؟ “
اجابه مروان قائلًا :
” اختها “
سأله غيث :
” هما عايشين مع بعض؟؟ “
نفي مروان حديثه قائلًا :
” لاء عايشة مع جوزها “
اردف جواد وهو يتجه داخل شقة المجني عليها :
” طب يلا بينا نشوف شغلنا “
دخل كلا من جواد وخلفه غيث ومروان إلى الشقة فوجدوا جثة المجني عليها ملقاة على الارض وغارقة في دمائها وشقيقتها تقف في ركن بعيد عن الجثة وتبكي بشدة
نظر جواد إلى الجثة بجمود ثم توجه إلى اخت المجني عليها ووقف قبالتها وسألها :
” إنتِ اخت المجني عليها؟؟ “
اجابته شقيقتها وتدعي سارة وهي تبكي بشدة:
” ايوا “
سألها جواد بعملية :
” إنتِ بتشكي في حد معين ممكن يرتكب الجريمة دي بحق اختك؟ “
اجابته وهي تمسح دموعه بقوة :
” جوزها “
نظر لها كلا من غيث مروان و جواد باستغراب ثم
تدخل مروان سائلًا إياها :
” اشمعني جوزها؟؟ “
اجابته سارة بنبرة حزينة :
” قبل ما تحصل الجريمة سالي اتصلت بيا وكانت بتشتكيلي من رحيم جوزها ، وانه اتخانق معاها لإنه بيشك انها لسه على تواصل مع حبيبها القديم معاذ
وقالتلي انه هددها بالقتل لو اتأكد انها لسه على تواصل معاه “
عقد غيث حاجبيه باستغراب قائلا :
” وهو علشان هددها في لحظة غضب هيقتلها ، أي راجل مكانه أكيد هيتعصب وهيقول الكلام ده في وقت غضبه “
اردفت سالي بعصبية :
” بس هو اللي قتلها وأنا متأكدة … تقدر تقولي هو فين دلوقتي .. أكيد بعد ما قتلها هرب من خوفه … ليتسجن “
وجه جواد حديثه إلى غيث و مروان قائلا:
” تقلبوا الدنيا وتجيبوه “
اماء مروان بموافقة :
” أكيد …
وجه حديثه لغيث الذي بدي على ملامحه الضيق
وقال :
” بلاش قلبة وش في شغلنا … مينفعش نستخدم عواطفنا … ممكن في لحظة غضب قتلها وبعدين هرب … احنا هندور عليه… ونحقق معاه … ونشوف فعلا إذا كان متهم أو برئ “
اردف غيث ببعض من الاقتناع :
” تمام … يلا نشوف شغلنا “
انسحب كلا من غيث و مروان لينفذوا ما امرهم به جواد
إما جواد ف بقي ب موقع الجريمة يقوم بعمله .
_______________
” بمديرية الأمن “
بمكتب اللواء عاصم يجلس على كرسيه وامامه اللواء صلاح عم جواد ، فسأله صلاح قائلًا:
” اومال فين جواد و مروان و غيث روحت ليهم مكاتبهم ملقتهومش؟؟ “
اجابه اللواء عاصم قائلًا:
” حصلت جريمة قتل وهما دلوقتي في
موقع الجريمة “
” مش مروان وغيث مسكوا قضية الدعارة؟؟ “
” ايوا مسكوها وهيبتدوا مهمتهم بكره مع غرام نصر “
” يبقي تمسك جواد قضية القتل لوحده … وتخلي غيث و مروان يشوفوا شغلهم كويس … متنساش إن شبكة الدعارة دي خطيرة ولازم يتقبض عليهم في اقرب وقت “
ابتسم اللواء ثم قال:
” سبحان الله …. نفس تفكيري … أنا قولت بردو اني امسك جواد قضية القتل وهو يحقق فيها … لإن جواد هيقدر يحل القضية لوحده وبسهوله … إما مروان وغيث وغرام هيمسكوا قضية الدعارة… وبكده محدش هيهمل قضيته “
اماء صلاح وهو يبتسم بهدوء قائلًا:
” عليك نور “
يتبع……
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية في ظلال القضية) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.