رواية المتنقبة الحسناء – الفصل التاسع والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الحمدلله
سبحان الله
الفصل التاسع والعشرون
(في صبيحة اليوم التالي، انبعثت أشعة الشمس إلى غرفة حسناء إلى أن ترصدت عينيها؛ فتحت عينيها برفق لتشعر بيدها الدافئة تربت بحنان على رأسها؛ سحبت حسناء يدها ثم وضعت قبلة عليها.)
حسناء بحنين: “صباح الخيرات يا ماما”.
والدتها بابتسامة: “صباح الورد يا وردة”..
هرشت رأسها وهي تتثاءب: “هي الساعة كام يا ماما؟!”
تبسمت قائلة: “احنا بعد الظهر يا حبيبتي قومي بطلي كسل بأه”.
أسندت رأسها على ظهر السرير ثم قالت بحيرة: “إيه رأيك في أسعد يا ماما؟!!”
تنهدت بقوة: “شاب مؤدب وملتزم وجدع؛ يا ريت توافقي يا حسناء عشان تكمل فرحتنا بأه.!”
تنهدت حسناء بارتياح قائلة: “أنا صليت استخارة يا ماما؛ وحاسة إني مرتاحة أوي؛ هابلغ بابا بإذن الله إني موافقة”.
والدتها بفرح عارم: “ربنا يسعدك يا بنتي زي ما فرحتي قلبي ويجبر بخاطرك”.
حسناء بابتسامة: “اللهم آمين يا رب العالمين”.
والدتها: “يلا قومي اتوضي وصلي الظهر وتعالي افطري”.
أومأت برأسها إيجاباً: “حاضر يا ماما”.
بعد أن انتهت من الصلاة ذهبت إلى والدها بغرفته, ثم طرقت الباب؛ والدها بابتسامة: “تعالي يا سمسمة”.
تبسمت قائلة: “صباح الخير يا بابا”..
والدها: “صباحك سكر؛ بس احنا بقينا بعد الظهر صاحية متأخر كده ليه؟!”
حسناء بدلع: “كنت سهرانة بافكر”..
نظر إليها بدهشة: “وفكرتِ ولا لسة؟!!”
أومأت برأسها إيجابا ثم قالت: “آه فكرت خلاص”.
والدها بقلق: “وإيه ردك؟!!”
صمتت قليلا ثم قالت بدلع: “موافقة يا بابا؛ بصراحة مش هلاقي شاب زي أسعد يساعدني وياخد بإيدي للجنة”.
والدها بفرح: “هو ده الكلام ولا بلاش؛ فرحتي قلبي؛ ده أسعد بقاله سنين منتظر الرد ده؛ ده هيفرح أوي”.
عقدت حاجبيها قائلة: “بقاله سنين؟!!!! مش فاهمة!”
ابتسم والدها قائلاً: “أيوه يا بنتي؛ أسعد من وانتوا صغيرين كان بيحبك وبقاله فترة كبيرة حكيلي الموضوع؛ وكان عايز يتقدملك من كام شهر؛ بس لما شاف طريقة كلامك معاه خاف ترفضيه؛ وتردد ساعتها إنه يتقدملك”..
حسناء بفرح: “فعلا لو كان اتقدم كنت هارفضه؛ سبحان الله ربنا بدل قلبي وهداني؛ أنا حاسة إني اتغيرت كتير أوي بعد ما لبست النقاب؛ في حاجات جوايا اتغيرت للأحسن”.
والدها بفرح: “الحمد لله يا بنتي وربنا يسعدك؛ استني أما اتصل بأسعد أرخم عليه شوية؛ تعالي نخضه ونقوله إنك رفضتِ”.
ضحكت حسناء ضحكة عفوية: “أحب أنا المقالب دي؛ اتصل وشغل المايك”.
أمسك بهاتفه ليتصل بأسعد؛ ثم كتم السماعة بيده وقال بصوت خافت لحسناء: “بيرن اهو؛ ما تتكلميش بأه؛ هوووووس”.
أومأت برأسها مبتسمة؛ ثم قالت بصوت خافت: “ساكتة اهو”.
أسعد بابتسامة يرد على عمه: “السلام عليكم؛ إزيك يا عمي؟ عامل إيه؟!!”
يتقن الدور ويمثل بصوت حزين قائلا: “وعليكم السلام يا ابني الحمد لله بخير؛ أخبار الشركة إيه؟!!”
أسعد بتفاؤل: “الحمد لله يا عمي؛ بقالنا أسبوع فاتحين زي ما حضرتك عارف؛ بس بدأنا نعرف نفسنا على العملاء؛ وعلي الله يكرمه يعرف عملاء كتير وتجار اتكلم معاهم والحمد لله ماشيين كويس والشغل بدأ يتظبط”.
عمه بصوت حزين: “الحمد لله يا ابني؛ ربنا يوفقك أنت وعلي وأشوفكم أحسن الناس”.
لاحظ أسعد صوت عمه الحزين ثم قال بقلق: “صوتك ماله يا عمي؟!!”
عمه يداري ابتسامته: “متضايق شوية”.
أسعد بخوف: “ليه بس؟ في إيه مضايقك؟!”
تنهد بقوة: “حسناء يا ابني رفضت الجواز منك؛ كلمتها كتير لكن رفضت للأسف”..
اغرورقت عيناه بالدموع؛ ثم قال بصوت حزين: “كنت حاسس من صوتك؛ بس أنا كنت متفائل وعندي حسن ظن في الله إن حسناء توافق؛ لا حول ولاقوة إلا بالله؛ قدر الله وما شاء فعل”.
عمه بحزن: “ما تزعلش يا ابني بأه؛ شوف عروسة تانية ما ينفعش تفضل موقف حياتك كده”.
أسعد بجدية: “أنا باحب حسناء يا عمي؛ وعمري ما هدور على عروسة تانية”.
نظر لحسناء ثم قال في دهشة: “يعني هتفضل كده ومش هتتجوز؟! ما ينفعش يا حبيبي”.
أطلق تنهيدة متعبة ثم قال: “سيبها على الله يا عمي؛ لسة عندي أمل؛ أنا عارف إنها مش هتوافق من أول مرة؛ نستنى شوية ونحاول تاني”.
تنهد بارتياح: “لا يا حبيبي؛ ما فيش محاولة تانية”.
قبض قلبه وقال بحزن: “ليه بس يا عمي هتخليني أفقد الأمل؟!”
(اغرورقت عينا حسناء بالدموع وهي صامتة تسمع صوت أسعد الحزين.)
عمه بجدية: “ابقى قول لوالدك ووالدتك يتفضلوا عندنا بكرة الساعة ستة؛ آآه؛ وابقى تعالى معاهم أحسن تبعتهم وما تجيش أنت”.
أسعد بدهشة: “ابعتهم ليه؟!!”
عمه بابتسامة: “عشان تخطب حسناء رسمي يا عريس”..
ظل في ذهول تتساقط الدموع من عينيه؛ ترك الهاتف على المكتب وخر ساجداً باكيا فرحا؛ ظل يدعو ربه: “اللهم لك سجدت وبك آمنت وعليك توكلت ولك أسلمت؛ سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين؛ اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.”
عمه بقلق وصوت عالٍ: “يا أسعد رد يا ابني؛ في إيه بس؟ حصلك إيه؟!”
أخذت حسناء منه الهاتف تنادي على أسعد بخوف وقلق: “أسعد….”
ثم نظرت لوالدها ودموعها تتساقط: “يا بابا أسعد حصله حاجة مش بيرد أنا قلقانة أوي”.
في نفس الوقت أمسك أسعد بهاتفه وسمع حسناء وهي تكلم والدها بخوف؛ ثم قال بابتسامة: “أنا كويس متقلقيش”.
زفرت بارتياح ثم قالت: “قلقتنا عليك,مش بترد ليه؟!”
ابتسم بفرح ثم قال: “آسف؛ بس لما عمي قالي الخبر الجميل ده؛ ما قدرتش أمسك نفسي؛ سجدت لربنا اشكره على تحقيق حلمي؛ الحمد لله؛ أوعدك يا حسناء إني هاكون الزوج الصالح اللي بتتمنيه بإذن الله”.
حسناء بإحراج: “أنا وافقت عشان عارفة إنك الوحيد اللي هتساعدني وتقربني لربنا؛ أنا عايزة اتعلم منك يا أسعد كل حاجة؛ عايزة أقرب لربنا وأنت معايا؛ عايزة ناخد بإيد بعض للجنة”.
أسعد بابتسامة: “الله المستعان؛ يا رب أقدر أسعدك”.
حسناء بكسوف: “بإذن الله؛ اتفضل بأه كلم بابا؛ يعني بابا يتصل يعمل فيك مقلب؛ تقوم أنت ترعبه وما تردش؛ وتعمل فيه أنت المقلب؟!!”
أسعد بتكشيرة: “ما قصدتش؛ اديهولي طيب”.
عمه بقلق: “قلقتني عليك يا ابني؛ على رأي حسناء جيت أعمل فيك مقلب عملته أنت فيا بدون قصد”.
ابتسم أسعد بفرح: “يا عمي أنت ما تعرفش حسيت بإيه لما قولتلي دور على عروسة تانية؛ كان هيحصلي حاجة؛ الحمد لله”.
عمه بفرح عارم: “فعلا الحمد لله؛ بكرة تيجي بأه أنت ووالدك ووالدتك؛ بصراحة أخويا واحشني أوي؛ كويس إني هاشوفه بكرة بإذن الله”.
تنهد تنهيدة بارتياح: “بإذن الله؛ نتقابل بكرة ونتفق على كل حاجة؛ ربنا يسهل الأمور”.
عمه بابتسامة: “ما تقلقش؛ سيبها على الله؛ يلا روح شوف شغلك”.
أسعد باطمئنان: “حاضر؛ السلام عليكم”.
– في رعاية الله؛ وعليكم السلام.
******************
بعد أن دخلت حسناء غرفتها أضاءت اللاب توب؛ ثم فتحت صفحتها؛ تمتمت محدثة نفسها: “دي مها ومريم أون لاين؛ أما ادخلهم في رسالة جماعية”.
بعثت لهم سمايل يضحك؛ ثم قالت:”السلام عليكم يا بنات.
مها: “وعليكم السلام يا عروسة”.
مريم: “وعليكم السلام؛ مبروك يا سمستي؛ احنا نعمل الخطوبة وكتب الكتاب في يوم واحد مع بعض”.
مها مؤيدة: “دي تبقى فكرة جميلة؛ طب يا ريت”.
فكرت حسناء قليلاً ثم قالت: “هي فكرة؛ على العموم بكرة هيجوا ويتفقوا على كل حاجة؛ الله المستعان”.
مريم بجدية: “باقولك إيه يا سمسمة؛ كنت لسة باقول لمها حالا إنك بتكتبي كويس أوي؛ فأنا ومها فكرنا في فكرة كده, وقولنا نقولهالك واهو تاخدي ثواب والناس تستفاد”.
حسناء بدهشة: “فكرة إيه يا ترى؟!”
مريم: “إنك تكتبي كل يوم رسالة يومية على صفحتك للبنات؛ طبعا رسالة تحثهم على دينهم؛ وتحاولي في الرسالة تعلميهم يغيروا من نفسهم؛ إيه رأيك؟!”
تستكمل مها كلام مريم قائلة: “فكرة جميلة يا حسناء؛ بس تكتبي حاجة مختصرة بلاش تطولي فيها؛ عشان في بنات مش بتحب تقرأ كتير؛ زي مقولة كده من اللي بتكتبيهم!”
تنهدت حسناء بحيرة: “هي فكرة حلوة؛ ماشي هاحاول أكتب دلوقتي رسالة وأنزلها على صفحتي؛ وعرفوني رأيكم لو كويسة اكمل واكتب كل يوم رسالة؛ تمام؟!
مريم: “يلا بسرعة منتظرينك”.
مها: “سمي الله واكتبي؛ ربنا يسهل أمورك”.
قالت بحماس: “ماشي؛ هاكتبها وأرجعلكم”.
بدأت حسناء بالتفكير كيف تكتب ومن أين تبدأ؛ سمت الله وبدأت بالفعل تكتب…
<بتدوري دايما على صحبة تقربك من ربنا؛ تأخذ بإيدك للجنة؛ قلبك متعلق بحب الله ورسوله ـ صل الله عليه وسلم ـ؛ خايفة بعدم الثبات والدنيا تشدك والشيطان يبعدك؛ استغفري دايما ورددي: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك..
ربنا يجعل كل همك الآخرة ويرضى عنك.>
بعد أن انتهت ضغطت نشر؛ ثم فتحت الشات الجماعي بينها وبين مها ومريم.. “يا بنات أنا نزلت أول رسالة؛ روحوا وعرفوني رأيكم”..
مريم بفرح: “شفتها حبيبتي حالا؛ أيوة جميلة ومختصرة ومفيدة؛ كل يوم بأه نزلي رسالة بالشكل ده”.
مها بسعادة: “جميلة أوي؛ ربنا يجعله في ميزان حسناتك حبيبتي؛ استمري”.
حسناء بحماس: “ربنا يديمكم عليا نعمة يا أجمل صحبة؛ ربنا يجمعنا في الجنة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله”.
مريم بجدية: “إيه يا بنات؟ الساعة بقت أربعة؛ يلا نقفل بأه عشان نجهز وننزل نشتري الطلبات زي ما اتفقنا”.
حسناء: “ماشي يلا؛ نتقابل كلنا في محطة المترو؛ السلام عليكم”.
مها: “تمام؛ وعليكم السلام”.
مريم: “في رعاية الله؛ وعليكم السلام”.
******************
في مساء اليوم التالي؛ اتفق الجميع على كل شيء؛ وحددوا الموعد بأن يوم الخميس سيتم خطبة وكتب كتاب كلا من أسعد وحسناء؛ وعلي ومريم..
******************
بعد مرور أسبوع؛ جاء ميلاد يوم جديد؛ إنه يوم الخميس؛ ذهب الجميع إلى المسجد الذي سيتم فيه عقد الزواج؛ ثلاثتهم منتقبات يقفون بجانب بعض متشابكي الأيدي، حسناء كانت ترتدي فستانًا أبيض يشبه قليلاً فستان الزفاف؛ وترتدي عليه نقاب صفية الأبيض ويزين رأسها تاج من الماس؛ وكذلك مريم مثل حسناء ترتدي فستانًا أبيض ونقابًا أبيض وفوق رأسها تاج الماس؛ تقف بجانبهم مها ترتدي عباءة سوداء فضفاضة ونقابها يزينها كثيرا؛ وأسعد كان مرتبكًا جدا..
تمتم محدثًا نفسه كأنه لا يصدق نفسه: “أخيرا هاتجوزها مش مصدق نفسي؛ اللهم لك الحمد يا رب”.
كانت فرحة علي فرحتان؛ فرحة لخطبته وكتب كتابه على مريم؛ وفرحته الأخرى لأخته حسناء؛ كان بداخله بعض الضيق لعدم وجود زياد بجانبه؛ وكل الأسرة سعيدة بالعرسان وظلوا يدعون لهم بالسعادة.
بعد انتهاء المأذون من كتب كتابهم أخذ يدعو لهم وطلب من الجميع أن يؤمنوا وراءه: “بسم الله الرحمن الرحيم؛ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين؛ اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما بالخير؛ اللهم ألف بين قلوبهم؛ اللهم ارزقهم الحلال الطيب الذي ترضى عنهم به يا رب العالمين؛ اللهم اغفر لهم برضاك عليهم؛ اللهم اغفر لهم برضا أهلهم عنهم؛ اللهم اجمعهم على خير عاجلاً غير آجل؛ وارزقهم أطفالا يحفظون القرآن الكريم ويطيعونك ويطيعونهم؛ اللهم أبعدهم عن زلات الدنيا وأهوائها؛ آمين يا رب العالمين”..
أسعد بسعادة: “علي؛ أنا مش هروح أكلم حسناء ولا إيه؟! خلاص بقت حلالي!!”
علي بحيرة ممزوجة بسعادة: “مش عارف يا عم صاحباتهم واقفين يباركوا لهم؛ أنا بردو عايز اروح اتكلم مع مريم وابارك لها عليا”..
أسعد بضحكة عفوية: “طب والحل؟!!”
نظر علي إلى مريم وحسناء ثم قال: “حسناء واقفة لوحدها اهو؛ ومريم واقفة بعيد عنها بشوية؛ تعالى نلحق نروح”.
أسعد بفرح عارم: “ماشي يلا”.
(وهما في طريقهما أوقف والد مها علي ليبارك له؛ ظل أسعد يمشي إلى أن اقترب بمسافة مترين من عروسته؛ ولكن أسرع علي خلفه وأوقفه وهو يضحك بهستيريا.)
أسعد بصوت خافت: “إيه يا عم بتضحك ليه؟! ووقفتني ليه؟! خلاص كنت هاوصل وأكلمها!!!”
ظل علي يضحك؛ ولم يقدر على الوقوف؛ جلس على كرسي بجانبه من كثرة الضحك؛ وحسناء ومريم يراقبونهما بدهشة..اقتربت حسناء من مريم قائلة بدهشة: “في إيه؟ هو علي بيضحك كده ليه؟ إيه حصل؟!!”
(ضحكت بصوت خافت؛ واقتربت من أذن حسناء وبعد أن سمعت حسناء كلام مريم ظلت تضحك هي الأخرى.)
قال بجدية: “بتضحك على إيه يا عم أنت؟!!”
توقف علي عن الضحك وهو يقول: “أنت كنت رايح تكلم مريم على إنها حسناء؛ الحمد لله إني لحقتك قبل ما تروح”.
أسعد بإحراج شديد: “بجد؟!!”
علي بابتسامة: “أنا لما لقيتك ما رحتش لحسناء ومطول شوية بصيت عليك لقيتك رايح عند مريم؛ جريت عشان ألحقك”.
أسعد بارتباك: “مهو يا عم لابسين زي بعض؛ اتلغبطت.!!”
اقتربت منه ثم قالت بابتسامة: “بأه كده تتلغبط في عروستك؟!!!”
دق قلب أسعد: “مهو أصل أنتم لابسين زي بعض؛ الحمد لله إن علي لحقني”.
ابتسمت وقالت: “خلاص سماح المرة دي”..
نظرت لعلي وقالت: “مريم واقفة لوحدها روحلها يا علي”..
ذهب علي إلى مريم؛ ثم نظر أسعد إلى حسناء وقال في حب: “زي الملكة متوجة بنقابك؛ حسنااااااااء أنا فرحان أوي؛ حاسس إني باحلم”.
يستكمل كلماته بفرح عارم: “باحبك باحبك باحببببك.!!
حسناء بدلع: “إيه؟ بتقول إيه؟! مش سامعة؛ علي صوتك شوية”..
تذكر الرؤيا التي رآها من فترة؛ ثم نظر إليها قائلا في دهشة: “أنا حلمت بيكي؛ كنتِ لابسة فستان أبيض؛ وقولتلك باحبك؛ وقتها رديتي نفس ردك ده بالضبط”.
حسناء بابتسامة: “واهو حلمك اتحقق؛ بردو ما عليتش صوتك؛ مش سمعاك كويس”..
أسعد بصوت خافت يقترب منها: “باحببببببببك يا حلالي!!
تنهدت بسعادة قائلة: “وأنا كمااااااااان؛ ومن زمااان أوي!!
أسعد بدهشة: “من زمان بجد؟”
تنهدت بحنين: “أيوه؛ أنا ما انكرش بعد الظروف اللي حصلت كرهت أي راجل؛ بس كان حبك جوايا لسة مستخبي”..
تنهد بقوة وفرح وسعادة: “وأنا كمان باحبك من زمان أوي!
رفعت يدها تدعو ربها: “الحمد لله يا رب جمعتنا على خير”.
رفع يديه: “يا رب لك الحمد والشكر”..
******************
نظر علي إلى مريم وهو يقول بسعادة بالغة: “ألف مبروك يا عروسة”.
مريم بخجل: “ربنا يبارك فيك”.
علي بدهشة وابتسامة: “لا خلاص ما فيش كسوف بأه؛ أنتِ بقيتي حلالي؛ ربنا يجمعنا على خير ونساعد بعض على طاعة ربنا”.
مريم بابتسامة: “يا رب آمين”.
علي بحب: “باحبك على فكرة”.
ارتبكت مريم كثيرا ثم قالت بصوت هامس: “وأنا كمان
وضع علي يديه على أذنه قائلا: “إيه بتقولي إيه؟!! مش سامع؛ علي صوتك شوية”..
ضحكت مريم ضحكة عفوية قائلة: “وأنا كمان”.
تنهد بارتياح: “ربنا يقدرني وأسعدك وأكون لكِ الزوج الصالح”.
مريم بابتسامة: “آمين يا رب؛ وأكون ليك زوجة صالحة”.
علي بحب: “يا رب”.
******************
ذهب أسعد لميكرفون القاعة؛ ثم فتح هاتفه على نشيد؛ ثم أمسك الميكرفون وقال: “السلام عليكم؛ الأنشودة دي إهداء إلى عروستي؛ وإهداء من أخويا علي إلى عروسته”؛ ثم وضع الهاتف بجانب المايك وضغط تشغيل؛ فانتبه الجميع إلى الأنشودة التي تقول…
<هي دي اللي اخترتها اللي دينها مهرها
اللي روحها فرضها اللي حافظة ربها
لقيتها هي اللي لايقالي بس المهر هو الغالي..
آيات القرآن الهادي عشانه اخترتها..
يا عمي أنا شاري اديني حلالي فـي قلبي هاحطها..
يا عمي هاشورها ده هي شروطها تعيش على شرعها..
قالتلي ده بيتنا يا زين فرشتنا السنة والقرآن..
والحب حياتنا يبعد عنا شيء اسمه الشيطان.>
بعد أن انتهت الأنشودة؛ جففت حسناء ومريم دموعهما, اقتربت منهما زينب وربتت على كتفيهما واحتضنتهما قائلة: “مبروك يا بنات؛ ربنا يسعدكم يا حبايب قلبي”.
مها بتكشيرة: “وأنا عايزة حضن؛ إهئ إهئ؛ اشمعنا أنا؟!”
ابتسمت زينب وضمت مها بين ذراعيها قائلة: “عندي تلات بنات زي الورد ملِكات بنقابهم؛ المنتقبة الحسناء؛ الدرة البيضاء؛ مريم البَتول”.
ثلاثتهم يحتضنوها بحب قائلين بسعادة: “ربنا يخليكِ لينا يا أجمل أم في الدنيا كلها”.
******************
(انتهى اليوم في سعادة؛ وذهب الجميع على بيوتهم؛ طُرق الباب بشدة؛ يكاد أن يُكسر الباب؛ فزع أسعد ووالده ووالدته.).. والده بفزع: “يا ستير يا رب!!”
وضعت يديها على صدرها ثم قالت بقلق: “في إيه؟! مين هيخبط متأخر كده وبالطريقة دي؟!! يا ستير يا رب”..
******************
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية المتنقبة الحسناء) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.