رواية المتنقبة الحسناء الفصل الثلاثون 30 – بقلم شيماء عفيفي

رواية المتنقبة الحسناء – الفصل الثلاثون

الفصل الثلاثون

الفصل الثلاثون

الله اكبر

لا اله الا الله

الفصل الثلاثون

بعد أن فُتح الباب ظهر من وراءه رجال الشرطة؛ ظل أسعد ينظر لهم بارتباك لكنه لم يظهر ارتباكه لهم؛ ظهر من بينهم ضابط قال بصوته الأجش: “أنت أسعد عبد الله المنياوي؟!”

أسعد بثبات قائلا: “أيوة أنا؛ خير في إيه؟!”

التفت الضابط للعساكر معه ثم قال: “خدوه؛ هناك هتعرف في إيه يا حلو”.

أسعد بقوة يدفع يد العساكر ويقول: “لو سمحت عايز أشوف إذن النيابة”.

ظل يقهقه بصوته الأجش: “إذن إيه يا شاطر؟!!”

والد أسعد بقلق: “يا ابني من حقنا بس نفهم في إيه؛ وهتقبضوا عليه ليه؟!”

نظر له الضابط قائلا: “ابنك بيتاجر في المخدرات”.

نظر له أسعد في ذهول: “مخدرات إيه؟!!”

أمسك العساكر يد أسعد بقوة والتفت له الضابط قائلا: “احنا هنقعد نحكي؟ هناك هتعرف؛ يلا خدوه”..

والد أسعد والدموع تتساقط من عينيه: “طب حتى يلبس هدومه؛ هتخدوه بالترنج كده؟!”

نظر له عسكري بنظرة شفقة قائلا بصوت خافت بعد أن نزل الضابط على درجات السلم: “معلش يا حاج مفيش وقت؛ اتصل بس بمحامي يروح له الصبح”.

نزل أسعد معهم واستقل سيارة الشرطة وقلبه يرتجف..

قالت والدته لوالده بعد أن أغلق الباب وهي تبكي: “أخدو أسعد ليه يا حاج؟؟”

والده بصوت حزين باكٍ: “الضابط بيقولي ابنك بيتاجر في المخدارت!!”

وضعت يدها على صدرها بقوة: “مخدرات؟! أنا ابني أشرف من الشرف وعارف ربنا وبيخاف منه؛ اوعى تصدقهم يا حاج.!!”

مسح دموعه: “أنا عارف أنا مربي ابني إزاي وعلى إيه؛ اطمني؛ بس أكيد في حاجة غلط أو في سوء تفاهم”..

والدته بقلق: “اتصل بعلي يشوف محامي ويروح له بسرعة”..

أومأ برأسه إيجابا وأمسك بهاتفه وضغط على زر الاتصال..

فرك عينيه ونهض مسرعا على صوت الهاتف وهو يتمتم محدثا نفسه: “خير يا رب؟! عمي بيتصل في الوقت ده ليه؟!”

علي بقلق يرد: “السلام عليكم”.

عمه ببكاء: “وعليكم السلام”.

علي بفزع: “خير يا عمي؟! في إيه؟! بتبكي ليه؟!!”

-الشرطة أخدت أسعد من شوية يا علي؛ ومش عارف اعمل إيه!!

نهض بفزع من سريره وقال بقلق: “ليه؟!! حصل إيه عشان يخدوه؟!!”

عمه بصوت حزين: “الضابط قالي؛ ابنك بيتاجر في المخدرات!!”

علي بقلق وصوت عالٍ: “مخدرات إيه؟! لا أكيد في سوء تفاهم؛ اهدى بس يا عمي؛ أنا هاتصل بمحامي معرفة؛ وآخده ونروح له ونشوف في إيه”.

عمه بتنهيدة متعبة: “وأنا هاجيلكم الصبح القسم يا ابني”..

علي بحزن: “لا يا عمي؛ خليك مرتاح وأنا هاتصل اطمنك”.

– لا ما ينفعش؛ قلبي هيفضل تعبني عليه؛ هاجيلكم الصبح بإذن الله.

تنهد بحزن: “خلاص زي ما تحب يا عمي؛ سيبها على الله وهتتحل بإذن الله”.

عمه ببكاء: “الله المستعان يا ابني؛ السلام عليكم”.

– في رعاية الله؛ وعليكم السلام.

بعد أن أغلق الهاتف سأله والده بقلق: “في إيه يا ابني؟!”

علي بحزن: “قبضوا على أسعد في قضية مخدرات”.

والده بفزع: “إزاي؟!! أكيد في حاجة غلط؛ أسعد عمره ما يعمل كده أبدا”.

أومأ برأسه إيجابا:”عارف يا والدي؛ وأكيد في حاجة غلط

في ذلك الوقت قُبض قلب حسناء وظلت يقظة طيلة الليل؛ ذهبت إلى المطبخ لتأخذ زجاجة مياه؛ ولأنها كانت بالقرب من غرفة والدها وعلي سمعت صوتهما؛ طرقت الباب ودخلت؛ حسناء بقلق: “في إيه يا علي؟! مالكم صوتكم عالي كده ليه؟! ومخدرات إيه اللي بتتكلموا عنها دي؟!”

تبادل علي ووالده النظرات ثم قال علي بهدوء: “ما فيش يا سمسمة؛ أنتِ إيه مصحيكي لحد دلوقتي؟!”

ازداد انقباض قلبها: “مش عارفة؛ قلبي مقبوض طول الليل ومش عارفة أنام”.

والدها بحزن: “خير يا بنتي ما تقلقيش؛ روحي اقرأي قرآن عشان القبضة تروح وبعدها هتعرفي تنامي بإذن الله”.

أومأت حسناء برأسها بالنفي وقالت في قلق: “انتوا مخبيين عليا إيه؟! شكل في حاجة؛ بالله عليكم قولوا في إيه وما تفضلوش تبصوا لبعض كده كتير بتقلقوني أكتر.!!”

علي بحزن شديد: “بصي يا حسناء؛ بصراحة اللي حصل إن الشرطة أخدت أسعد من شوية”..

حسناء ببكاء وصوت عالٍ: “ليه أخدوه ليه؟!”

والدها بحزن: “متهم في قضية مخدرات.!!”

هرعت إليهم زينب فزعة: “مخدرات إيه؟! يعني هما سايبين البلطجية والحرامية؛ ورايحين يمسكوا أشرف الناس؟!!”

(أحست حسناء بالدوار ثم أمسكت رأسها وفجأة تهاوى جسدها على الأرض؛ أسرع إليها علي ووالدتها وحملاها ودخلا إلى غرفتها ووضعاها بالسرير؛ وأخذ علي زجاجة العطر التي أعطاها له أسعد منذ فترة وظل يقربها من أنفها حتى أفاقت والدموع بعينيها.)

تنهدت والدتها بارتياح وهمست: “الحمد لله فاقت؛ ما تخافيش يا حبيبتي؛ أكيد ده سوء تفاهم؛ و علي الصبح هياخد محامي ويروح يشوف في إيه!!”

حسناء ببكاء وصوت متعب: “أنا خايفة عليه أوي يا ماما؛ دي قضيه مخدرات؛ يعني حاجة كبيرة”..

أومأ علي برأسه بالنفي يحاول أن يطمئنها: “لا أكيد سوء تفاهم؛ أو اسمه جه غلط في القضية؛ ادعوله بس كتير وربنا بإذن الله هيفك كربه”.

زينب بقلق: “آمين يا رب”.

حسناء بخوف وما زالت تتساقط من عينيها الدموع: “يا ترى أسعد عامل إيه دلوقتي؟! الجو سقعة أوي يا ماما؛ خايفة عليه يبرد؛ خايفة حد يعمله حاجة”..

ربتت على كتفها: “ما تخافيش يا بنتي؛ قومي صلي وادعيله لحد أما يطلع النهار وعلي يروح يشوف في إيه!”

علي بقلق: “خير بإذن الله”..

******************

(في الصباح ظل يضحك ويقهقه بصوت عالٍ وهو جالس على كرسي مكتبه هو ومدير أعماله الذي يقف أمام المكتب.).. مدير أعماله (ماجد الشناوي) يتوقف عن الضحك قائلا: “زمانه دلوقتي بيتفسح في الزنزانة”..

رد عليه رجل الأعمال المعروف (حسن الفقي) وما زال يضحك بسخرية: “عشان يبقى ينافسني في السوق ويبيع بسعر أرخص من السوق وياخد التُجار مني خليه يشرب بأه!”

ضغط مدير أعماله على أسنانه بغيظ: “كان نفسي ابن عمه ده كمان يتشد معاه؛ بس للأسف أسعد اللي وقع على كل أوارق الطلبية”.

قهقه بصوت مرتفع قائلاً: “لحسن حظه؛ بس معلش أهم حاجة الشركة اتقفلت؛ ابن عمه بأه يروح يبيع لب وسوداني”..

مدير أعماله ضحك قائلاً: “ولا يبيع ترمس أحسن”.

توقف عن الضحك وقال بقلق: “يا ماجد كل حاجة تمام أحسن ننكشف؟! اوعى تكون سبت خيط الشرطة توصلنا منه!!”

أومأ برأسه بالنفي قائلا: “ما تقلقش خالص؛ كله تمام.!!”

تنهد بارتياح: “طب كويس أوي؛ يلا بأه روح على شغلك”.

نظر مدير أعماله له بجدية: “وفين بأه مكافأتي اللي اتفقنا عليها؟!”

أشار بيده التي يمسك بها سيجاره وقال: “آه صحيح؛ اتفضل يا سيدي شيك بمية ألف جينه؛ مبسوط كده؟!”

أمسك الشيك ونظر له بفرح عارم: “إلا مبسوط؛ ده أنا هاطير من الفرحة.!”

قهقه رجل الأعمال حسن الفقي وهو يقول: “زي ما وعدتك بالضبط”.

ماجد بابتسامة: “ربنا يخليك لينا يا حسن بيه؛ عن إذنك اطير أنا بأه أصرف الشيك من البنك عشان اروح اشتري للواد ابني العربية اللي وعدته بيها؛ مجنني كل شوية يقولي مش هاغير العربية بأه اللي موضتها قدمت دي”..

ابتسم قائلاً: “ماشي؛ اتفضل يا سيدي!!”

******************

ذهب علي مع المحامي إلى القسم؛ وبعد أن وصلوا وجد علي عمه واقفًا خلف غرفة التحقيق؛ ذهب إليه  وألقى السلام عليه؛ ثم ربت على كتفه بحنان… علي بابتسامة قلقة: “ما تقلقش يا عمي”.  ثم أشار إلى المحامي: “ده يا عمي أستاذ أشرف المحامي”.

نظر عمه إلى المحامي قائلاً: “أهلا وسهلاً يا ابني؛ تشرفت بمعرفتك؛ هما بيحققوا مع أسعد دلوقتي؛ وشفت أسعد وهو داخل الأوضة دي سلمت بس عليه وما لحقتش اتكلم معاه خالص!!”

ربت المحامي على كتفه: “ما تقلقش يا حاج؛ سيبها على الله؛ أنا بلغت العسكري يستأذن عشان ادخل معاه احضر التحقيق”..

العسكري بابتسامة: “اتفضل أستاذ أشرف”..

دخل المحامي الغرفة ثم قال: “المحامي أشرف عبد الصمد حاضر مع المتهم”.

الضابط بجدية: “اتفضل اقعد؛ ويا ريت تتكلم مع موكلك إنه يعترف بأه ويخلصنا”.

نظر له أسعد بجدية: “اعترف بحاجة ما عملتهاش؟! إزاي.؟!

خبط الضابط على المكتب بيده: “يبقى أنا اللي عملتها بأه وحطيت المخدرات في طلبية القماش؟!!”

المحامي بكل هدوء للضابط: “ممكن أقعد مع موكلي شوية؟ من حقي اتكلم معاه!!”

أشار الضابط بيده: “اتفضل؛ من حقك طبعا”.

بعد أن جلس أسعد والمحامي، قال المحامي: “بص يا أسعد؛ بالراحة كده وقولي طلبية القماش استلمتوها من أي مصنع أو أي شركة؟!”

أسعد بثقة: “من شركة اسمها نور الإسلام؛ صاحبها اسمه محمد أحمد عبد الموجود”.

ظل يكتب المحامي كل شيء يقوله أسعد؛ ثم سأله المحامي: “عنوان الشركة دي إيه بالضبط؟!”

أسعد بحيرة: “الأوراق مع علي؛ خليه يشوف العنوان فيها”.

المحامي بقلق: “طيب؛ أنا هاحاول اطلب الإفراج عنك على ذمة القضية؛ يا رب ينفع؛ دي قضية مخدرات؛ وبيبقى صعب الإفراج فيها!!”

أسعد بحزن: “ولا يهمك؛ اللي ربنا كاتبه هيكون؛ وخير بإذن الله”.

-ما تقلقش؛ بكرة بإذن الله هاجيلك النيابة.

أومأ أسعد برأسه إيجابا ثم قال بحزن: “ربك كريم يفك الكرب وينصرني وينتقم من الظالمين اللي تسببوا في سجني”..

أمر الضابط العسكري أن يأخذ أسعد ليدخله الزنزانة؛ عندما خرج أسعد هرع إليه والده وعلي؛ احتضنه علي والدموع في عينيه وهو يقول: “هتخرج عن قريب وربنا هينصرك بإذن الله”.

أسعد بابتسامة وثقة قائلا: “أنا متأكد إني هاخرج لأني بريء؛ وربنا ما بيظلمش حد”.

استكمل كلامه: “خد بالك على حسناء يا علي؛ قولها ما تبكيش؛ قولها إني راجع قريب بإذن الله؛ وخليها تدعيلي كتير إن ربنا يفك كربي”.

علي والدموع تتساقط من عينيه: “حاضر هابلغها؛ خد بالك من نفسك”.

أسعد بابتسامة: “حاضر؛ مع السلامة”.

والده بحزن: “الله يسلمك يا ابني؛ ربنا يحفظك وترجع لنا بالسلامة”.

نظر المحامي إلى علي وقال بجدية: “يلا يا علي مفيش وقت؛ اللي حاصل إن طلبية القماش اللي من شركة نور الإسلام لقوا فيها مخدرات وهما بيفتشوها في الجمارك؛ والظاهر كده والله أعلم إن دي مكيدة معمولة لأسعد؛ عايزين نشوف الشركة دي وصاحبها”.

علي بدهشة: “أنا قلت لأسعد أنا قلقان من الراجل ده؛ شكله ما كانش عاجبني كده؛ بس أسعد قالي سيبها على الله”..

المحامي: “تمام؛ نروح نشوف الأوارق ونشوف عنوان الشركة دي ونطلب في التحقيق إنهم يستدعوا صاحبها”.

علي بقلق: “الله المستعان”..

ثم نظر لعمه قائلا: “ما تقلقش يا عمي؛ اطمن بدأنا نمسك أول الخيط؛ تعالى يلا أوصلك وبعدين هاروح البيت؛ الورق هناك أشوف معلومات الشركة وصاحبها في العقد وأروح للمحامي”.

عمه بتنهيدة حزينة: “ماشي يا ابني؛ ربنا معاكم”.

******************

بعد أن أوصل علي عمه إلى البيت ذهب إلى بيته وظل يبحث عن الأوراق لكي يعطيها للمحامي ليقدمها غدا في ملف القضية ويطلب استدعاء صاحب الشركة؛ دخلت حسناء بقلق إلى غرفة علي وقالت: “عملت إيه يا علي؟!”

علي بحزن: “هيتعرض بكرة على النيابة”.

حسناء والدموع تتساقط من عينيها: “أسعد هيطلع براءة؛ أنا متأكدة لأنه بريء”.

ربت على كتفها محاولا طمأنتها: “بإذن الله يا حبيبتي؛ وأسعد قالي اقولك ما تبكيش؛ وقالي إنه هيرجعلك قريب بس ادعيله كتير”.

جففت حسناء دموعها: “حاضر مش هابكي وهافضل ادعي ليل ونهار لحد ما يطلع بإذن الله”.

علي بابتسامة: “يا رب عن قريب؛ أنا هاروح بأه للمحامي عشان ياخد الأوراق دي يرفقها في ملف القضية”.

أومأت برأسها إيجابا: “ماشي؛ ربنا معاك”.

******************

نظر للمحامي؛ ثم عاود النظر لشاشة الكمبيوتر وهو يقول بدهشة: “يعني إيه الشركة دي اسمها مش موجود في السوق؟! ويعني إيه إن مفيش حد باسم صاحب الشركة دي؟!!”

المحامي بحيرة: “الظاهر كده كان اسم وهمي؛ والشركة كمان وهمية؛ وبعد ما عملوا عملتهم اختفوا؛ على العموم هاعرض العقود بكرة في القضية؛ يمكن تفيد موقف أسعد شوية.!!”

علي بحزن: “يا رب؛ الموضوع كده بيكبر أوي”.

المحامي بأمل: “سيبها على الله”.

-ونعم بالله..

******************

<هو ليه أنا بالذات؟!

ليه لما يحصلك حاجة تغلط وتقول كده؟!

ليه ما فكرتش إن دي حكمة ربنا وإن ده خير ليك؟ الكلمة دي بتعبر عن عدم الرضا؛ إزاي تعترض على أمر ربنا؟ يعني لو حصلك حاجة حلوة مش هتقول ليه أنا بالذات

عايزة أقول لكل إنسان لما يحصل حاجة وربنا رزقكم بـابتلاءات احمدوا ربنا؛ آآه ده رزق لأن ربنا ساعتها بيختبركم هتقدروا تستحملوا الابتلاء وتحمدوه ولا هتعترضوا..

لما ربنا يبتلي حد؛ ده معناه إن ربنا بيحبه..

قال الله تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”؛ وقال رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”. رواه الترمذي وقال حديث حسن.

ده أمر مكتوب علينا كلنا لازم نشكر ربنا عليه؛ وصدقوني آخر الابتلاءات دي سعادة وهنا؛ ربنا بيكافئ عبده الصبور بردو؛ يا رب ارزقنا نعمة الرضا؛ وبشر الصابرين.>

فجأة ربتت على كتفها يد؛ التفتت فإذا بها تجد مها ومريم؛ فنهضت واحتضنتهم وظلت تبكي بشدة..

مها بحزن: “بلاش تبكي يا حبيبتي؛ ده أنتِ لسة كاتبة إن الابتلاء دليل على حب ربنا لينا”.

مريم وقد اغرورقت عيناها بالدموع: “ربنا فرجه قريب يا حبيبتي وهينصره ما تقلقيش”..

مسحت حسناء دموعها قائلة: “ونعم بالله؛ ما تعرفوش أد إيه كنت محتاجة وجودكم جنبي!”

ربتت مها على كتفها: “ما نقدرش نسيبك لوحدك يا حبيبتي”.

مريم بابتسامة: “تلاقيكي ما أكلتيش حاجة من الصبح؛ وبصراحة أنا ومها جعانين أوي”.

وقتئذ دخلت عليهم زينب بصينية الأكل وهي تقول: “والأكل جاهز اهو؛ يلا بسم الله يا حبايب قلبي”.

مها بتكشيرة: “مش هاكل إلا لو حسناء أكلت معانا”.

مريم مؤيدة: “وأنا كمان مش واكلة؛ هه بأه.!!”

تبسمت حسناء: “هاكل عشان خاطركم”.

قبلتها والدتها: “ربنا يسعدك يا بنتي ويفك كرب أسعد عن قريب”.

الجميع في نفس واحد: “آمين يا رب”..

******************

بعد مرور أسبوع وما زال أسعد بداخل الزنزانة ولم يتجدد شيء في القضية؛ اتصلت وهي تبكي بشدة بزوجها ماجد (مدير أعمال حسن الفقي) وعندما رد على هاتفه قالت بنحيب……

******************

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية المتنقبة الحسناء) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق