رواية المتنقبة الحسناء – الفصل السادس
الفصل السادس
استغفر الله العظيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
الفصل السادس
التفت علي وزياد ورائهما ليريا شابًا وسيمًا ذا وجه مبتسم بشوش له عينان عسليتان, تزين وجهه لحية صغيرة, شعره الأسود الناعم يعطي رونقًا خاصًا له، ملامحه لا تُنسى بالنسبة لعلي وزياد!
اكتفى علي بابتسامة وصمت برهة من هول المفاجئة ثم قال: “أسعد يخرب عقلك مش مصدق نفسي وحشتني أوي.”
مد أسعد يده وسلم وتعانق هو وعلي, أسعد بحب: “علي حبيبي أنت كمان وحشتني أوي”.
عانق زياد أسعد وقال: “واحشني جدا ، ياااه بقالنا كتير ما شوفناش بعض”.
أسعد بفرح: “القلوب عند بعضها يا زيزو؛ ودايما على بالي وبادعيلكم على طول”.
زياد متسائلاً: “بس إيه الغيبة الطويلة دي يا عم؟!!”
أسعد: “أنا كنت في السعودية ما انتم عارفين ويادوبك لسة نازل الأسبوع اللي فات”.
علي معاتباً: “الحمد لله على سلامتك؛ بس بردو كنت اسأل على ولاد عمك حتى ولو بالتليفون”.
أسعد بتكشيرة: “حقك عليا؛ في دي عندك حق”.
قال علي بمرح: “خلاص سماح المرة دي”.
زياد: يلا تعالى معانا على البيت دي أمي هتفرح أوي لما تشوفك، أنت عارف هي بتحبك أد إيه!!
أسعد: خالة زينب وحشاني جداً؛ هي عاملة إيه.؟! وحسناء يا رب يكونوا بخير..
علي: الحمد الله بخير وفي نعمة من الله..
زياد: عامل إيه في الحسابات وشغل المحاسبة المتعب ده؟!
أسعد: الحمد الله كله تمام, ده مفيش أسهل من المحاسبة يا ابني مش أحسن من الهندسة وتعب القلب.؟!
زياد بأسى: “في دي عندك حق هي تعب قلب بس”.
أسعد: أيام زمان وحشِتني أوي يا عليوة..
علي: يااااه فكرتني بأيام جميلة أوي؛ فاكر واحنا صغيرين كنت أنا وأنت نلعب كورة مكناش بنبطل لعب, بس أنا اللي كنت باكسب ولا نسيت؟!
رد قائلاً: “آآه نسيت دي؛ بس منستش أبدا لما كسرنا إزاز جارنا عم جمال وطلعنا نجري خايفين واستخبينا عند خالة زينب!”
ربت علي على كتف أسعد وقال: “بس خدنا حتة علقة ساعتها تمام!!!”
ظلوا يتسامرون ويضحكون، وظلوا يتذكرون أيام طفولتهم، وعندما وصلوا ضغط زياد جرس الباب..
زينب: مين على الباب.؟!
علي: أنا يا أمي، افتحي.
فتحت وقالت باستغراب: “انتم نسيتوا المفتاح ولا إيه؟!”
علي: لا يا أمي بس معانا ضيف.
ظهر أسعد وخبط رأس علي وقال: “ضيوف إيه.؟! ده أنت اللي ضيف!!”
تأملته قليلا ثم قالت: “ياااااه أسعد, بسم الله ما شاء الله إيه الحلاوة دي.؟! بأه كده طول المدة دي متسألش علينا؟!!”
أسعد: ” حقك عليه ياخالة”.
قالت متسائلة: “والدتك عاملة إيه؟ ووالداك وأختك ندا يا رب يكونوا بخير”..
أسعد: الحمد الله كلهم بخير, ندا سافرت عند جوزها في الإمارات بقالها كام شهر.
زينب: يارب دايما بخير يا ابني؛ وربنا يسعد ندا وترجع هي وجوزها بالسلامة.
أسعد: آمين يا رب, هي فين حسناء أسلم عليها؟!
زينب: في أوضتها بتذاكر؛ هادخل أناديلها..
******************
(بعد دخول زينب غرفة حسناء)
حسناء: مين برا يا ماما.؟! سامعة صوت حد بيتكلم معاكم!!
زينب: دا أسعد ابن عمك البسي يلا الإسدال وتعالي سلمي عليه..
عقدت حاجبيها بتَذمر وقالت: “آه وأسلم عليه ليه بأه؟! هو لسة فاكر يسأل علينا أصلا.؟! أنا مش خارجة أسلم على حد”..
والدتها بعتاب: “عيب يا بنتي الكلام ده، الشاب بيشتغل في السعودية بقاله ٣سنين منزلش أجازة وأول ما نزل جه يشوفنا ويطمن علينا؛ يلا بطلي كلام خايب واطلعي سلمي عليه أحسن أزعل منك”.
قالت بغضب قد ظهر على ملامحها: “أمرك يا أمي”.
ابتسمت وربتت على كتف ابنتها ثم قالت:”الأمر لله وحده.
(خرجت حسناء مع والدتها بعد أن ارتدت الإسدال وتوجهتا إلى غرفة الضيوف)
حسناء بحنق: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد وبوجهه المبتسم رد قائلا: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بسم الله ما شاء الله كبرتِ يا حسناء؟!”
حسناء بخجل: “شكرا”.
أسعد: دخلتِ كلية إيه وفي الفرقة كام دلوقتي؟
حسناء: “تربية الفرقة الثالثة, قسم لغة عربية”.
أسعد باندهاش: “إيه ده.؟! ده نفس القسم اللي اتخرج منه والدك, بس بسم الله ما شاء الله اللي بيدخل القسم ده بيبقى إحساسه راقي وأسلوبه في الكتابة حلو أوي”..
حسناء والكلمات تختنق بحنجرتها: “أنا مدخلتش زي حد, ده قسم أنا بحبه ودخلت فيه عشان كده؟!!”
لاحظ أسعد عبوس وجه حسناء, ثم قال بصوت خافت: “ربنا يوفقك”.
حسناء بضيق: “الله المستعان,أستأذنكم”.
أسعد: اتفضلي.
(انصرفت حسناء بتأفف)
زينب: استغفري ربنا وبلاش تتأففي كده حرام.
حسناء بتَذمر وعصبية: “أنا ما باحبش أشوف حد من عيِلته يفكرني بيه”.
زينب: متاخديش ذنب حد بكل اللي حواليه يا بنتي، أسعد بحبه زي علي وزياد بالضبط؛ وشاب ملتزم ومتربي كويس أوي.
حسناء باستياء: “طيب أنا هدخل أفتح نت على ما يمشي أصل الظاهر القاعدة هتطول..!”
زينب: اتفضلي يا بنتي.
تنهدت زينب بقوة وقالت داعية: “ربنا يهديكي يا بنتي”.
******************
(فتحت حسناء صفحتها ورأت إعجابات وتعليقات كثيرة على الخاطرة التي كتبتها لوالدتها؛ وبدأت ترد على رسائل صديقاتها وتعليقاتهم بفرح شديد.)
لفت انتباهها إشعار الرسائل معلنا وصول رسالة جديدة..
-يووووه ماله (توبة رجل) ده مردتش عليه وبردو بعت رسالة تانية إيه البرود ده.؟! أما أشوف باعت إيه المرة دي.؟!
(توبة رجل): أنا آسف لتطفلي بس كنت عايز أسأل حضرتك سؤال؛ بتدرسي إيه.؟! أصل كتابتك وقصايدك جميلة أوي..
(تذكرت حسناء كلمات أسعد التي قالها منذ قليل عن قسم اللغة العربية وتذكرت والدها عندما كان يعلمها وهي صغيرة مبادئ اللغة والنحو بفضل تعليمه ما كانت وصلت لهذا المستوى.)
ضغطت على زر مسح الرسالة بدون تعليق أو رد.
(بدأت تسرد بعض أبيات من الشعر بعد أن اغرورقت عيناها بالدموع)
<ملامحك تكاد أن تمُحى من ذاكرتي
هل لي أن أسألك هل تتذكرني؟!
هل تتذكر حُزني؛ هل تشتاق لي.؟!
متى ستأتي وتطلب رؤيتي؟!!
لا تأمل كثيراً أني سأتذكرك يوم رؤياك!!
عندما تركتني ورحلت قتلتني..
فأصبحت يتيمة الأب؛
لن أتذكرك ولن أحن إليك.!!
هل لي أن أقتُلك لتتذوق مرارة أيامي التي أذقتها لي.؟!
هل لي أن أُبكيِك كما أبكَّيتني.؟!
لا أُريدك؟!
اترك ما تبقى لي أُريد أن ألملم شظايا قلبي وكسرتي..>
(مدت يديها والتقطت منديلًا كي تجفف دموعها وإذا بالتليفون الخاص بها يرن.)
محدثة نفسها: يا ترى مين بيتصل في الوقت ده.؟!!
(فتحت حسناء حتى ترد وإذ بها تصرخ وتجري خارج الغرفة: الحقي يا ماما؛ فجرت عليها زينب بعد أن وقف الجميع في فزع بما فيهم أسعد.)
قُبض قلب زينب فجأة:
-يا ستير يا رب؛ مالك يا بنتي.؟! في إيه؟!!
******************
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية المتنقبة الحسناء) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.