رواية قيود تنتظر الغفران الفصل الثاني 2 – بقلم اية طه

رواية قيود تنتظر الغفران – الفصل الثاني

الصبح طلع، يوسف قاعد في الحوش، ماسك كباية شاي بس ما شربش منها رشفة. عيونه سايحة بعيد، ووشه متجعد من التفكير.

الدار فاضية… من غير صوت سلمى كانت كأنها خرابة.
الولدين، سليم ووليد، بيلعبوا في الركن، بس لعبهم من غير ضحك.
كل شوية يبصوا ناحية باب الأوضة، يمكن أمهم تطلع.

يوسف بيتنهد:يا عيال….. تعالوا يا عيال اقعدوا جنبي اهنيه…
وليد جري، قعد على حجره.
سليم قعد جنبه وقال بصوت مخنوق:
ابوي… إمتى أماه هترجع؟ طلعت بيها نايمه من كام يوم ورجعت من غيرها….. هى فى المستوصف يعني شويه وجايه…. اتوحشتاها قوي يا ابوي…..

يوسف حس كأن سكين دخل قلبه.
شدهم الاتنين في حضنه وقال:
اسمعوني زين يا عيال…. أمكم عند ربنا يا حبايبي… هناك في مكان أحسن مش هتتوجع تاني ولا هتروح مستشفى ولا حاجه تانيه واصل…..

وليد بدموع: طب هي مش بتحبنا؟ احنا زعلانه فى حاجه يا ابوي….. طب خليها ترجع واحنا هنسمع كلامها طوالي…. بس رجعها يا ابوي والله اتوحشتها قوي الدار مش حلو من غيرها…

يوسف يضمهم اكتر:لاه يا ولدي هي بتحبكم… بتحبكم أكتر من نفسها. بس داي حكمه ربنا وقضاء وقدره…. احنا لازم نؤمن بالله….. وندعيلها يا حبايبي…

وليد مسح دموعه في جلابية أبوه، ونام على كتفه.
يوسف حس بالوجع، وقال في سره:
ربنا يصبر قلوبكم… زي ما بيحاول يصبر قلبي. يارب هونها وعديها على خير…..
***********************
فلاش باك
بعد المغرب، يوسف راح بيت عمه عبد الجليل.
دخل لقاهم كلهم قاعدين في المجلس الكبير: عمه، أخوال سلمى، حسين، ورجال كبار من العيلة.

عمه قال:
تعال يا يوسف اقعد اهنيه، عايزين نكلمك في موضوع اكديه…

يوسف قعد،عبد الجليل بدأ:
بص يا ولدي، إنت دلوك وحيد… معاك ولاد صغيرين، والدار من غير ست ما تعمرش….

يوسف رد بسرعة:
يا عمي أنا قلت كلمتي قبل اكديه. العيال في حضني، والدار عامرة بيهم…. ديه اخر كلام عندي….

عمه عبد الجليل: لاه يا يوسف… إنت راجل بتطلع للزرع، والعيال محتاجين رعاية. منين هتعمل ديه كله؟ فكر زين يا ولدي وبلاش تمشي ورا مشاعرك وحرقه قلبك…. كلنا اهنيه محروق قلبنا على سلمى بس لازم نفكر بالعيال وبمصلحتهم كمان…..

يوسف بعصبيه: و أنا قادر اراعهم واربيهم زين. أجيب لهم مرضعة أو شغالة تساعدني اى حاجه بس اتجوز لاه والف لاه… الدار ديه محدش هيدخله ويقعد فيه غير سلمى… هملوني لحالى عاد بداري وعيالي وبذكرياتى مع مرتي….

عبد الجليل: واه واه يا ولدي كفاياك عند عاد…..، الموضوع مش مسألة أكل وشرب بس… ديه سمعة. الناس كلها بتتكلم….

يوسف ضرب كفه على ركبته:
واه واه والناس مالها؟! يخافوا على سمعتهم ويسيبوا سمعة داري؟ انا واحد حتى حزن على مرتي مش سامحين ليا….. وبعدهالكم عاد هملوني لحالي…..

حسين اتدخل بصوت متصنع الهدوء:
واه واه اهدى اكديه يوسف… إنت خابر زين إني بحبك زي أخويا. واللي هقوله لمصلحتك صوح…

يوسف:خابر خابر قول يا حسين….

حسين: بصراحة اكديه… الكلام عن هاجر بدأ يزيد. كل يوم رايحة جاية على داركم تساعد في العيال، والجيران ما بيرحموش. بيقولوا: “هاجر داخلة خارجة، لا هي مرات ولا غريبة.”

يوسف اتنفض:
واه واه هى وصلت لاهنيه…. يسكتوا! اللي يجيب سيرة هاجر بالسوء أقطع لسانه…. قبل كل حاجه هاجر بتكون بنت عمي وبتيجي تساعد عيالي علشان متعلقين فيها…… الناس داي بتفكر بايه ولا بايه…. استغفر الله العظيم..

حسين ابتسم ابتسامة خبيثة:
لاه يا ولد عمي اللسان ما يتقطعش، الكلام بيفضل زي النار… لو ما طفينهوش من أوله، يولع في الكل….. ولازم تنطفي النار داي…..

عبد الجليل قال كلمته الأخيرة:
يبقى خلاص. مفيش حل غير الجواز….. ومسمعش كلمه تانيه واصل…. سامعين؟!

يوسف قام واقف، صوته عالي:
واه يا عمي… قلت لاه…..بنيه انا عاد لتغصبوني على الجواز!

صوت حسين ارتفع:
واه يا يوسف، إنت بتعندنا؟ بنقولك سمعه البنيه راحت وهى بتساعد عيالك ودارك مين اللى هيقبل فيها بعد اكديه…. اقل خاجه تقدمها للبنيه انك تتحوزها وتخرس اللسان عنها…. ولا ديه جزاتها انها كانت بتساعدك عاد…..

يوسف: انتو ليه مش قادرين تفهموني عاد….. ديه مش عناد، دي حياتي. أنا وعدت سلمى…. وانا مستحيل اخلف بوعدي معاها…

عبد الجليل: وعد؟! ياولدي، دي دنيا. الوعد ما يطعمش عيال ولا يسكت لسان الناس…. اهدى اكديه يا يوسف وحس بالنار اللى فيني…. من جهه بتى اللى ماتت وقلبي اللى مولع نار عليها ومن الجهه التانيه بتى هاجر وسمعتها اللى اطلخت فى الطين….

يوسف بص لهم وقال:
وديه اخر كلام عندي…. أنا مش هتجوز.

وخرج من المجلس، سايبهم وراه.
****************
هاجر قاعدة في أوضتها، دموعها مبللة مخدتها.
أمها دخلت عليها:
وبعدهالك عاد يابتى….. قومي يا بت، كفاية دموع…. دبلتي وحالك بقى حاله مش اكديه يابت عاد…..

هاجر بدموع: ياريتنى اموت واخلصكم مني وترتاحو…… إزاي يا أمه؟ إزاي أتجوز جوز أختي؟ ليه يارب ماخدتنيش انا وسبتها هي…. ريحتها هي وسبتني انا للعذاب ديه…

لواحظ ام هاجر:ايه اللى بتقوليه ديه يا بت، ديه نصيب. وبعدين هو مش غريب… ديه ابن عمك قبل ما يكون جوز اختك….. وبعدين فكري بعيال اختك يرضيكى يدخل عليهم واحده غريبه منعرفش تعاملهم كيف ولا ترابيهم كيف….. والعيال يبعدوا عنا دول هما اللى فاضلين من ريحه سلمى يابتي….

هاجر:اني مقدراش أبص في عينه. يبقى اتجوزو ازاى بس يا ناس يا عالم…… الله يخليكي يا امه قولى لابوي انى مريداش الجوازه داي….. ويوسف ابن حلال عمره ما هيحوش عنا العيال واصل….

لواحظ: والناس يا هاجر… الناس هتقول إيه لو فضلتي رايحة جاية على داره؟ من دلوك الناس بيحكوا وبيتكلموا….. طب هنخرسهم ازاى يابت اعقلي عاد….. انتى ملكيش غير سمعتك والكلام لو زاد عليكي وفضلتي منشفه راسك اكديه متتجوزيش يوسف ابوكي هيقتلك ويخلص من عارك ويرميكي لديابه الجبل ينهشوا فيكي وانتي عايشه…. الناس كلامهم مش زي الميه، ده زي السكاكين. هيقطع في لحمنا.

هاجر سكتت، دموعها بتنزل غصب عنها.
****************
بعد كام يوم، حسين قابل يوسف عند
الغيط.

حسين: إزيك يا ابن عمي؟ عامل ايه دلوك والعيال عاملين ايه؟!

يوسف ببرود: خير يا حسين عايز ايه؟ قول اللى عندك وخلصيني مش فايقلك عاد….

حسين:واه واه ياولد عمي الحق عليا… لا مفيش خير… أنا سمعت حديدت اكديه ما عجبنيش واصل….. قولت اجيلك واقولك ونحكي فيه….

يوسف بتركيز: حديت ايه دا عاد؟! عن إيه؟

حسين بلوع: حديت اكديه عنك وعن هاجر…. وعن اللى بيوحصول بينكم…..

يوسف: ايه الحديت الماسخ ديه…. تقصد إيه باللى بيوحصول بينا داي يا حسين؟

حسين: واه واه اهدى اكديه يابن العم وانا مالي عاد…. الناس هي اللى بتقول إنك رافض تتجوزها علشان… علشان العلاقة بينكم مش نقية….. وانك متاخدش واحده خطيه واكديه…..

يوسف اتجنن، مسكه من ياقة جلابيته:
يوسف والنار فى عينيه: إيه اللي بتقوله ديه يا خسيس؟! يا عديم الربايه؟! انت كيف تحكي اكديه على بت عمك يا واكل ناسك؟!

حسين:وبعدهالك عاد يا يوسف مش انا اللى بقول اكديه، أنا بنقلك اللي الناس بتقوله….. وانا ميرضنيش حاجه زي اكديه واصل على بنت عمي واللى بعتبرها زي اختي….. جيتك لنشوف حل مش تتعارك معايا اكديه…

يوسف بعصبيه: الناس دي لو فتحت خشمها تاني… أقسم بالله أقطعها حتت…..دي بقت طين خالص سكتنالهم زاودا فيها ولا ايه….

حسين :اهدى يا يوسف عاد، أنا أخوك. جاي أنصحك. إنت لو ما جوزتهاش، الكلام هيفضل. لو اتجوزتها… الكل يسكت…. مفيش حل تاني تخرسهم فيه…

يوسف سابه بقوة وقال:
ضحكتني ياولد المركوب وانا مليش نفس اضحك…..انت اخويا قال وكمان جاي تنصحني…… إنت سم زي الحية يا حسين…. وانا فاهمك وخابرك زين بس كنت بقول طالما سمك مابيطولنيش مليش صالح فيك…… بس خليك متاكد لو سمك ديه طالني ولا طال عيالى بقتلك وبقطعك حتت يا حسين….

ويوسف سابه ومشي، لكن كلام حسين دق في قلبه زي النار.
إزاي الناس ممكن تفكر كده؟! هو وهاجر زي الأخ وأكتر…

الصبح طلع، يوسف قاعد في الحوش، ماسك كباية شاي بس ما شربش منها رشفة. عيونه سايحة بعيد، ووشه متجعد من التفكير.

الدار فاضية… من غير صوت سلمى كانت كأنها خرابة.
الولدين، سليم ووليد، بيلعبوا في الركن، بس لعبهم من غير ضحك.
كل شوية يبصوا ناحية باب الأوضة، يمكن أمهم تطلع.

يوسف بيتنهد:يا عيال….. تعالوا يا عيال اقعدوا جنبي اهنيه…
وليد جري، قعد على حجره.
سليم قعد جنبه وقال بصوت مخنوق:
ابوي… إمتى أماه هترجع؟ طلعت بيها نايمه من كام يوم ورجعت من غيرها….. هى فى المستوصف يعني شويه وجايه…. اتوحشتاها قوي يا ابوي…..

يوسف حس كأن سكين دخل قلبه.
شدهم الاتنين في حضنه وقال:
اسمعوني زين يا عيال…. أمكم عند ربنا يا حبايبي… هناك في مكان أحسن مش هتتوجع تاني ولا هتروح مستشفى ولا حاجه تانيه واصل…..

وليد بدموع: طب هي مش بتحبنا؟ احنا زعلانه فى حاجه يا ابوي….. طب خليها ترجع واحنا هنسمع كلامها طوالي…. بس رجعها يا ابوي والله اتوحشتها قوي الدار مش حلو من غيرها…

يوسف يضمهم اكتر:لاه يا ولدي هي بتحبكم… بتحبكم أكتر من نفسها. بس داي حكمه ربنا وقضاء وقدره…. احنا لازم نؤمن بالله….. وندعيلها يا حبايبي…

وليد مسح دموعه في جلابية أبوه، ونام على كتفه.
يوسف حس بالوجع، وقال في سره:
ربنا يصبر قلوبكم… زي ما بيحاول يصبر قلبي. يارب هونها وعديها على خير…..
***********************
فلاش باك
بعد المغرب، يوسف راح بيت عمه عبد الجليل.
دخل لقاهم كلهم قاعدين في المجلس الكبير: عمه، أخوال سلمى، حسين، ورجال كبار من العيلة.

عمه قال:
تعال يا يوسف اقعد اهنيه، عايزين نكلمك في موضوع اكديه…

يوسف قعد،عبد الجليل بدأ:
بص يا ولدي، إنت دلوك وحيد… معاك ولاد صغيرين، والدار من غير ست ما تعمرش….

يوسف رد بسرعة:
يا عمي أنا قلت كلمتي قبل اكديه. العيال في حضني، والدار عامرة بيهم…. ديه اخر كلام عندي….

عمه عبد الجليل: لاه يا يوسف… إنت راجل بتطلع للزرع، والعيال محتاجين رعاية. منين هتعمل ديه كله؟ فكر زين يا ولدي وبلاش تمشي ورا مشاعرك وحرقه قلبك…. كلنا اهنيه محروق قلبنا على سلمى بس لازم نفكر بالعيال وبمصلحتهم كمان…..

يوسف بعصبيه: و أنا قادر اراعهم واربيهم زين. أجيب لهم مرضعة أو شغالة تساعدني اى حاجه بس اتجوز لاه والف لاه… الدار ديه محدش هيدخله ويقعد فيه غير سلمى… هملوني لحالى عاد بداري وعيالي وبذكرياتى مع مرتي….

عبد الجليل: واه واه يا ولدي كفاياك عند عاد…..، الموضوع مش مسألة أكل وشرب بس… ديه سمعة. الناس كلها بتتكلم….

يوسف ضرب كفه على ركبته:
واه واه والناس مالها؟! يخافوا على سمعتهم ويسيبوا سمعة داري؟ انا واحد حتى حزن على مرتي مش سامحين ليا….. وبعدهالكم عاد هملوني لحالي…..

حسين اتدخل بصوت متصنع الهدوء:
واه واه اهدى اكديه يوسف… إنت خابر زين إني بحبك زي أخويا. واللي هقوله لمصلحتك صوح…

يوسف:خابر خابر قول يا حسين….

حسين: بصراحة اكديه… الكلام عن هاجر بدأ يزيد. كل يوم رايحة جاية على داركم تساعد في العيال، والجيران ما بيرحموش. بيقولوا: “هاجر داخلة خارجة، لا هي مرات ولا غريبة.”

يوسف اتنفض:
واه واه هى وصلت لاهنيه…. يسكتوا! اللي يجيب سيرة هاجر بالسوء أقطع لسانه…. قبل كل حاجه هاجر بتكون بنت عمي وبتيجي تساعد عيالي علشان متعلقين فيها…… الناس داي بتفكر بايه ولا بايه…. استغفر الله العظيم..

حسين ابتسم ابتسامة خبيثة:
لاه يا ولد عمي اللسان ما يتقطعش، الكلام بيفضل زي النار… لو ما طفينهوش من أوله، يولع في الكل….. ولازم تنطفي النار داي…..

عبد الجليل قال كلمته الأخيرة:
يبقى خلاص. مفيش حل غير الجواز….. ومسمعش كلمه تانيه واصل…. سامعين؟!

يوسف قام واقف، صوته عالي:
واه يا عمي… قلت لاه…..بنيه انا عاد لتغصبوني على الجواز!

صوت حسين ارتفع:
واه يا يوسف، إنت بتعندنا؟ بنقولك سمعه البنيه راحت وهى بتساعد عيالك ودارك مين اللى هيقبل فيها بعد اكديه…. اقل خاجه تقدمها للبنيه انك تتحوزها وتخرس اللسان عنها…. ولا ديه جزاتها انها كانت بتساعدك عاد…..

يوسف: انتو ليه مش قادرين تفهموني عاد….. ديه مش عناد، دي حياتي. أنا وعدت سلمى…. وانا مستحيل اخلف بوعدي معاها…

عبد الجليل: وعد؟! ياولدي، دي دنيا. الوعد ما يطعمش عيال ولا يسكت لسان الناس…. اهدى اكديه يا يوسف وحس بالنار اللى فيني…. من جهه بتى اللى ماتت وقلبي اللى مولع نار عليها ومن الجهه التانيه بتى هاجر وسمعتها اللى اطلخت فى الطين….

يوسف بص لهم وقال:
وديه اخر كلام عندي…. أنا مش هتجوز.

وخرج من المجلس، سايبهم وراه.
****************
هاجر قاعدة في أوضتها، دموعها مبللة مخدتها.
أمها دخلت عليها:
وبعدهالك عاد يابتى….. قومي يا بت، كفاية دموع…. دبلتي وحالك بقى حاله مش اكديه يابت عاد…..

هاجر بدموع: ياريتنى اموت واخلصكم مني وترتاحو…… إزاي يا أمه؟ إزاي أتجوز جوز أختي؟ ليه يارب ماخدتنيش انا وسبتها هي…. ريحتها هي وسبتني انا للعذاب ديه…

لواحظ ام هاجر:ايه اللى بتقوليه ديه يا بت، ديه نصيب. وبعدين هو مش غريب… ديه ابن عمك قبل ما يكون جوز اختك….. وبعدين فكري بعيال اختك يرضيكى يدخل عليهم واحده غريبه منعرفش تعاملهم كيف ولا ترابيهم كيف….. والعيال يبعدوا عنا دول هما اللى فاضلين من ريحه سلمى يابتي….

هاجر:اني مقدراش أبص في عينه. يبقى اتجوزو ازاى بس يا ناس يا عالم…… الله يخليكي يا امه قولى لابوي انى مريداش الجوازه داي….. ويوسف ابن حلال عمره ما هيحوش عنا العيال واصل….

لواحظ: والناس يا هاجر… الناس هتقول إيه لو فضلتي رايحة جاية على داره؟ من دلوك الناس بيحكوا وبيتكلموا….. طب هنخرسهم ازاى يابت اعقلي عاد….. انتى ملكيش غير سمعتك والكلام لو زاد عليكي وفضلتي منشفه راسك اكديه متتجوزيش يوسف ابوكي هيقتلك ويخلص من عارك ويرميكي لديابه الجبل ينهشوا فيكي وانتي عايشه…. الناس كلامهم مش زي الميه، ده زي السكاكين. هيقطع في لحمنا.

هاجر سكتت، دموعها بتنزل غصب عنها.
****************
بعد كام يوم، حسين قابل يوسف عند
الغيط.

حسين: إزيك يا ابن عمي؟ عامل ايه دلوك والعيال عاملين ايه؟!

يوسف ببرود: خير يا حسين عايز ايه؟ قول اللى عندك وخلصيني مش فايقلك عاد….

حسين:واه واه ياولد عمي الحق عليا… لا مفيش خير… أنا سمعت حديدت اكديه ما عجبنيش واصل….. قولت اجيلك واقولك ونحكي فيه….

يوسف بتركيز: حديت ايه دا عاد؟! عن إيه؟

حسين بلوع: حديت اكديه عنك وعن هاجر…. وعن اللى بيوحصول بينكم…..

يوسف: ايه الحديت الماسخ ديه…. تقصد إيه باللى بيوحصول بينا داي يا حسين؟

حسين: واه واه اهدى اكديه يابن العم وانا مالي عاد…. الناس هي اللى بتقول إنك رافض تتجوزها علشان… علشان العلاقة بينكم مش نقية….. وانك متاخدش واحده خطيه واكديه…..

يوسف اتجنن، مسكه من ياقة جلابيته:
يوسف والنار فى عينيه: إيه اللي بتقوله ديه يا خسيس؟! يا عديم الربايه؟! انت كيف تحكي اكديه على بت عمك يا واكل ناسك؟!

حسين:وبعدهالك عاد يا يوسف مش انا اللى بقول اكديه، أنا بنقلك اللي الناس بتقوله….. وانا ميرضنيش حاجه زي اكديه واصل على بنت عمي واللى بعتبرها زي اختي….. جيتك لنشوف حل مش تتعارك معايا اكديه…

يوسف بعصبيه: الناس دي لو فتحت خشمها تاني… أقسم بالله أقطعها حتت…..دي بقت طين خالص سكتنالهم زاودا فيها ولا ايه….

حسين :اهدى يا يوسف عاد، أنا أخوك. جاي أنصحك. إنت لو ما جوزتهاش، الكلام هيفضل. لو اتجوزتها… الكل يسكت…. مفيش حل تاني تخرسهم فيه…

يوسف سابه بقوة وقال:
ضحكتني ياولد المركوب وانا مليش نفس اضحك…..انت اخويا قال وكمان جاي تنصحني…… إنت سم زي الحية يا حسين…. وانا فاهمك وخابرك زين بس كنت بقول طالما سمك مابيطولنيش مليش صالح فيك…… بس خليك متاكد لو سمك ديه طالني ولا طال عيالى بقتلك وبقطعك حتت يا حسين….

ويوسف سابه ومشي، لكن كلام حسين دق في قلبه زي النار.
إزاي الناس ممكن تفكر كده؟! هو وهاجر زي الأخ وأكتر…

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية قيود تنتظر الغفران) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق