رواية مغرم بك – الفصل الثالث والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصـل الثالث والعشــرون
مُغـرَم بـكِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على أريكة خشبية منتصف الألعاب الترفيهية للأطفال”ملاهي” جلست سالي تتابع لعب ابنتها بمرافقة بعض الصغار من حولها، بالأحرى كانت أعينها مجفلة وهي تفكر في وضعها الراهن، لم تكن سيئة كما يظنها البعض، فقط احتياجها لمن يقف بجانبها ويهتم بأمرها هو من يدفع قلبها للركض نحوه، لم ترد المزيد عن أي امرأة سوى الآمان من أحدهم والذي ذاب مجددًا بموت زوجها، بكت رغمًا عنها لتتمتم بأسى”لما يفعل الله ذلك معها، لما لم تستمر فرحتها؟!، ما تعرضت له سابقًا جعلها فاقدة لاختيار الصواب لها بعدما أصبحت بمفردها، وما توجست منه مؤخرًا هو ذلك الشخص الذي ولج حياتها دون إنذار ليسبب الخوف لها، خاطبت نفسها بتصميمٍ وحسم:
-لا مش هسيبه ياخد بنتي، ومش عاوزة حد معايا، كفاية بابا واقف جمبي وهو اللي هيحميني من أي حد
ثم تنهدت نافضة التفكير عن ما يعكر صفو حياتها، سريعًا مسحت وجهها لتنهض راغبة في مغادرة المكان، جابت المكان بحثًا عن ابنتها واستغربت من عدم وجودها، تملك الرعب منها لتركض في جميع الإتجاهات منادية عليها:
-راني!!
ثم فتشت عليها وسط الصغار ولم تجدها، اهتزت اوصالها بخوف وصوتها يردد اسمها مرات متكررة بهيستيرية، قضت سالي وقت لا بأس به تبحث بين الموجودين ولا جديد، ارشدها ذهنها لتهاتف والدها فورًا، أخرجت الهاتف لتحدثه باستنجاد مدروس حين أجاب:
-راني اتخطفت يا بابا، كانت معايا ومش لقياها
هدأها والدها ببعض الكلمات ليقمع خوفها لكنها أبت لتستمر في نواحها، هتف بتبرم:
-مين اللي هيتجرأ ويعمل كده؟، تلاقيها بتلعب في مكان
بكت وهي تسترجع شريط ما مضى مرددة:
-هو أكيد اللي خطفها، بنتي معاه دلوقتي، الحقني يا بابا دا ممكن يسافر بيها لو ما اتصرفناش
صرخ بصوت عنيف:
-هجيبهالك متخافيش، هو فاكر نفسه يقدر يقف قدامي، تعالي من عندك وأنا هشوف الموضوع ده
لفطرتها الأمومية ردت بقلب منفطر:
-اتصرف يا بابا وأنا هاخد لفة في المكان يمكن ألاقيها……..!!
___________________________________
كان قد مر ثلاثة أيام عليه وهو بداخل المشفى لتعمد نور عدم مغادرته قبل أن يستعيد عافيته، التزمت خلالهما زينة بمواظبة إعطائه الدواء بنفسها، ليس ذلك فقط فقد كان يتدلل آيان ليجعلها ترعاه بنفسها، جاء موعد الطعام لتحضره الممرضة ثم وضعته أمامه وغادرت، لم يتناول آيان الطعام لينتظر مجيء زينة لتطعمه بيدها كالمرات السابقة، لم يمل ليترقب حضورها في أي لحظة، ذلك ما ضايق نور التي ولجت ووجدته كما هو والطعام لم يلمسه، اقتربت منه هاتفة بانفعال:
-الأكل دخلك من زمان، ليه مكلتش مش ميعاد أكلك ده؟
ارتبك آيان ليعلل بتلجلج:
-مستني زينة يا ماما، أصل جمبي بيوجعني ومش قادر آكل بنفسي
هتفت حادقة به باغتياظ:
-والست هانم دي فين؟، مش عارفة مواعيد أكلك، ولا مش في دماغها، صحيح معندهاش دم، مرضتش تعترف عليها ومش عاجبها
نطقت نور جملتها الأخيرة بمكر ليقع في فخ تأكيد حدثها، كان آيان متيقظًا لها لينفي بتصمیم أشد خداع منها:
-مش هي يا ماما، ليه مش عاوزة تصدقي؟
خبأت نور امتعاضها من تضحيته بنفسه لينقذها، لم تعلق على ذلك بل سألته بتجهم:
-وراحت فين وسابتك؟، تلاقيها ماشية على حل شعرها
قبل أن يعارضها من سوء فهمها ولجت زينة عليهما وهي محرجة، قالت بتهذيب:
-السلام عليكم!!
-وعليكم السلام
رد آيان عليها متلهفًا وهو يبتسم لها بعشقٍ بائن، بينما رمقتها نور بنظرة نافرة مزعوجة، هتفت بتعنيف:
-كنتي فين سيادك لحد دلوقت؟، هو دا ابني اللي بتهتمي بيه، ولا عندك أهم منه
لم يرتضي آيان بمعاملة والدته تلك نحوها ونفخ بتضايق، في حين لم تنزعج زينة من طريقتها معها، ردت موضحة بهدوء:
-كنت بصلي أنا آسفة على التأخير
ألجم لسان نور بردها هذا ولم تستطع التطاول أكتر، تأملها آيان بتودد لالتزامها وسعد بارتباطه بها، ردت نور بتردد:
-طيب أكليه علشان ياخد الدوا بتاعه
فورًا كانت منصاعة زينة لتتحرك نحوه شارعة في إطعامه برفق، وجد آيان أن حضور والدته الدائم لهما ونظراتها المراقبة تلك تشعره بعدم الراحة، وهو يأكل قال بحسم في نفسه:
-أنا هنا مش واخد راحتي معاها هنا وماما موجودة، لازم ارجع العوامة دي فرصتي وأنا تعبان علشان تنسى، لازم اقنع بابا يخرجني……..!!
___________________________________
قضت معها اليوم كله هي وأطفالها الثلاثة الذين ذهبوا للعب مع أولاد رسيل الخمسة ثم جلسن لیرتشفن المشروب البارد سویًا، خاطبتها رانيا مبتسمة بمعنى وهن يتابعن الأطفال في الحديقة:
-لسه بتفكري تخلفي تاني يا رسيل؟
أكدت بإصرار لم ينتقص:
-هو علشان عندي خمسة هبطل أخلف، أنا لسه صغيرة وحاسة إن المرة دي هجيب بنت إن شاء الله
قالت رانيا بعقلانية:
-إحمدي ربنا يا رسيل، أيهم مع إنه كان مستعجل على خلفة الولاد بس خلاص اكتفى بدول، عيشي حياتك الولاد زي البنات
أثر حديث رانيا فيها لكن ردت رسيل مدافعة عن موقفها:
-أنا عاوزة بنت تبقى قريبة مني، أنا وحيدة ومعنديش إخوات، وبنتي هي اللي هتبقى ليا وتحن عليا، البنات حلوة وأنا باحبهم
-فكري في أيهم يا رسيل، الموضوع بيضايقه
هتفت رسيل بمقت:
-أنا عارفة هو رافض ليه، مش بيحب خلفة البنات، مبسوط بالخمسة اللي حواليه، وأنا عادي يكسر قلبي زي ما عمل قبل كده!!
لم تتعمق رانيا في ذلك مفطنة خصامهما السابق لترد بتمنٍ:
-عاوزاكم على طول حلوين، أنا باحبكم قوي ومش عاوزاكي تزعلي أيهم، هو بيحبك ومحتاج تفكري فيه
احتجت رسيل ببسمة متهكمة:
-يعني مخلفش تاني علشان أبسطه؟!!
نفت رانيا بتروٍ:
-رسيل واحدة واحدة، الراجل لما بيحس بقلة الإهتمام بتلاقيه بيدور عليه في حتة تانية
توجست رسيل من ذلك لترتسم صورة “لما” أمام عينيها، لكن ما عرفته مؤخرًا جعلها ترتاح قليلاً، أخبرتها ببسمة متسعة للغاية:
-نسيت أقولك، مش “لما” بنت عمة أيهم اتخطبت خلاص……!!
___________________________________
لم توافق مريم بزواج ابنها بغير نور لذا انزعجت رافضة، تجاهل زين ذلك ليصر على ذلك فالزواج حرية، جاءت لين لغرفة والدتها لتشتكي منها قائلة بدهاء:
-متوافقيش يا ماما، كده هتزعلي نور مننا، دي بتحبه ومستنية يتقدملها، مش كفاية أنا واللي حصل معايا
هتفت مريم باكفهرار:
-كلمته كتير ومُصر عليها، وإنتي عارفة زين وعقله لما بيفكر في حاجة عاوزها، محدش بيقدر عليه
هدرت لين بغيظ:
-البت دي هي السبب في جوازة آيان من قريبتها، ودلوقتي بتلعب بأخويا وعاوزاه
ردت مريم بضجر من ذاك الموضوع:
-إنسى يا لين، فكري في نفسك وبس، أخوكي مش عيل علشان تيجي بنت تضحك عليه، خليه يجرب مش هنخسر حاجة، وبكرة يسيبها بنفسه أحسن
حزنت لين بشدة لضياع حلمها، وبداخلها لن تتخلى عن فكرة الإنتقام، طاوعت والدتها هذه المرة قائلة:
-كلامك مظبوط يا ماما، خليه يتجوزها وبكرة نتفرج
ثم صمتت لتتابع في نفسها بغل:
-هيتجوزها من هنا ومش هيلاحقوا على المشاكل اللي هتكون بينهم………..!!
_______________________________________
تهلل من موافقة الأخير على التعامل معه حين جاء لشركته لمناقشة ذلك، هتف عيسى بودٍ مزيف:
-الشراكة بينا هتبسطك قوي يا أيهم، أي حاجة بادخل فيها بتجيب ملايين
أعجب أيهم بذلك ثم وضح بمفهوم:
-أنا معنديش مانع أشارك أي حد، بس أنا مش بابقى فاضي لحاجات دي، علشان باعتبرها شغل خفيف في النُص
تراقصت الفرحة في عيني عيسى التي لمعت ببريقٍ غامض فقد سهّل عليه مهمته، رد دون أي اعتراض:
-براحتك خالص، الشغل ههتم بيه بنفسي، وحاسس إن هيبقى فيه بينا شغل كتير قوي بعدین
اختصر أيهم في ذلك لعدم اهتمامه بتلك الصغائر قائلاً:
-يلا نمضي العقود، كل حاجة جاهزة!!
ثم توجها لطاولة الاجتماعات وشرعا في التوقيع عليها وبتلهف من السيد عيسى أنهى ذلك، ردد بمصافحة:
-مبروك
-الله يبارك فيك
قالها أيهم بعدم اهتمام داخلي، بعكس السيد عيسى الذي اغتبط من إنهاء ما جاء من أجله، قال لنفسه بمكر:
-كده محدش هيشك فيا طالما إنت معايا………….!!
___________________________________
بفضل مجهودات والدها كانت الشرطة بعُقر شقة ماجد الذي أجرها مؤقتًا لفترة مكوثه في القاهرة، دُهش من وجود رجال الأمن ومن تلك المرأة نفسها أمامه، هتف الضابط بحزم:
-سيادتك مطلوب القبض عليك بتهمة خطف طفلة!!
انصدم ماجد للحظات فقط وبعدها استنبط الموضوع، أجل هي اتهمته بذلك بعد تهديده لها، وجه بصره للضابط قائلاً:
-حضرتك متصدقهاش، أنا مخطفتش حد، هي بتقول كده علشان تلبسني جريمة من لا شيء
تدخلت سالي التي ترمقه بشراسة قائلة:
-ألبسك جريمة يا حرامي، طلع بنتي وديتها فين بدل ما اقتلك
ثم قبضت على تلابيب قميصه بقوة، هتف ماجد باحتجاج وهو يمسك برسغيها:
-أنا فاهم كويس بتعملي كده ليه، روحتي خبيبتي البنت علشان تحرمي أهلها منها، ومنها تخلصي مني بالمرة
ثم دفعها للخلف فهتف الضابط بصرامة:
-تنكر سيادتك إنك قمت بتهديدها بخطف الطفلة
دلفت بانة من غرفة نومها على هذا الضجيج المنبعث من الخارج لتستفهم عنه، تحركت نحو الجمع مذهولة منه ثم وقفت بجانب أبيها مترقبة معرفة ما يدور، بينما ارتبك ماجد قائلاً بتعثر:
-دا كان كلام كده علشان والدة جوزها حابة تشوف الطفلة باستمرار ومتمنعهاش
-كداب، هو اللي خطف بنتي ونفذ تهديده، تفسر بيه يا حضرة الظابط إنها تتخطف بعد ما هددني
شهقت بانة بعدم تصديق ثم نظرت لأبيها غير مستوعبة، اقتنع الضابط بحديثها هي ليأمر رجاله بحزم:
-هاتوه
انتفضت بانة خوفًا على أبيها لتتشبث بقميصه، تحرك الضابط مغادرًا ليتبعه أفراد الأمن مكبلين ماجد من يديه، والذي صرخ برفض:
-مخطفتش حد، إزاي تمسكوني كده، إنتوا مش عارفين أنا مين؟
ظلت بانة ممسكة به حتى باب الشقة حيث أبعدها أحد الرجال بقوة، خف قلق سالي لتتيقن بأن الشرطة ستخدمها في عودة طفلتها، جاءت لتتحرك لكن وجدت من يمسك بثيابها بعنف، إلتفتت لتجد تلك الفتاة فسألتها بانزعاج:
-مسكاني كده ليه إبعدي؟
حاولت سالي ردعها فهتفت بانة باهتياج:
-عملك بابا أيه يا مجرمة علشان يخدوه؟
بعد تملص سالي منها ردت بعدائية:
-أبوكي خطف بنتي مني، روحي اسأليه وداها فين علشان مش هارحمه، لو فيها موته مش هتردد
ثم تحركت سالي لترحل من المكان، تعقبتها نظرات دانة الخائفة والمتحيرة، قالت لنفسها بحضور ذهن:
-لازم أكلم أنكل معتز بسرعة…………!!
______________________________________
تفهم عليه والده حين ترجاه الأخير لترك المشفى، بالتأكيد زينة ستكون برفقته لتكملتها تلك التمثيلية السخيفة من وجهة نظرها بضغط من أخيها الذي أمرها بذلك، سعد آيان وهو يغادر المشفى متجهًا للعوامة حین قام والده زین بتوصیلهما، وهذا ما رفضته نور فتوجس آيان من تعسفها ثم نظر بنجدة لوالده الذي طمأنه، هتفت باستياء وهي مع زين في السيارة:
-هيروح الزفتة دي وش المصايب، آيان لازم يرجع الفيلا علشان يبقى تحت عيني
اقنعها زين بصعوبة مرددًا:
-يا نور مراته معاه، وكمان ابنك كويس مافيهوش حاجة، لو تعبان الدكتور مش هيسمحله بخروج
هتفت بعدم رضى:
-أنا خايفة عليه مع البنت دي أصلاً، شكلها مش بتحبه خالص، معقول هتنسى اللي عمله فيها بسهولة
ردد زين منهيًا الحديث:
-نور خلاص بقى، هو بيحبها زي ما إنتي شايفة، يبقى سيبيهم في حالهم، ومش عاوزك تقلقي من حاجة، هو قرر یخرج علشان یحضر جواز زین
باضطرار صمتت نور ليستمر عقلها مشغول بحياة ابنها مع تلك الفتاة الآن لتخطط في فكرة ما، غمغمت باغتياظ مكبوت:
-يا ترى بتعامله إزاي، تلاقيها بتعذبه………..!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بحذر قامت بمعاونته في نزع ثيابه عنه محاولة عدم النظر إليه لكن خدعتها عيناها عدة مرات لترتبك أثناء ذلك وتلامس جرحه، مثّل آيان التعب الشديد قائلاً بألم:
-بالراحة يا زينة!!
أنّبت نفسها قائلة بأسف:
-مش قصدي، كنت وافق ممرضة تيجي تساعدك
تأفف من سخافتها معه وعدم شعورها بالندم حيال ما اقترفته معه، التزم الصبر معها قائلاً بتوضيح:
-كل ده علشانك، عاوزاهم يفكروا إنك اللي عملتي كده، واتفقنا قدام ماما تبقى معايا كويسة
انتهت زينة ثم قالت باستفزاز:
-بس مامتك مش هنا علشان ابقى حلوة، اتفضل اتصرف مع نفسك
تحركت لتتركه فانقلبت الأمور عن ما فکر به، أمسك بعضدها قائلاً بعبوس:
-هتسيبيني وأنا تعبان، أيه القسوة دي!!، على أساس مش إنتي السبب في اللي أنا فيه
نظرت له قائلة بابتئاس:
-طبيعي بعد اللي عملته معايا، ولما تخف كل واحد يروح لحاله
انزعج آيان بشدة مرددًا باحتدام:
-بافكر أبلغ عنك والله
-لو راجل اعملها، ميهمنيش
ردت بعدم اكتراث مثير للحنق، أمسك آيان مكان جرحه ثم تحرك ليجلس على أقرب أريكة شاعرًا بألم بالأخص في قلبه، تتبعته بقلق حتى جلس، رد خافضًا رأسه بأسى:
-روحي يا زينة أنا هخلي بالي من نفسي
لرقتها المتناهية وقلبها الرحيم شعرت بالشفقة عليه، لكن لخوفها من الزواج عامةً وعدم تأمله معها قررت البُعد وتركه بمفرده، ردت باقتضاب:
-عن إذنك!!
قبل أن تخطو خطوة واحدة وجدوا من يقرع الجرس، نظرت له زينة فوجدته ينهض، قال بهدوء حزين:
-هافتح أنا
ثم تحرك بصعوبة ناحية الباب وهي من خلفه، َفتح الباب ببطء فظهرت هوية الطارق تدريجيًا، اعتلت الصدمة والخوف أيضًا قسمات زينة وهي تحدق بها، على النقيض آيان الذي ظن ببعده عنها سيجد فرصته، لكن وجودها الأفضل له، نطق اسمها مرفقًا بترحيتٍ عظيم:
-مامي، اتفضلي!
ولجت نور حاملة لحقيبة يد صغيرة ونظراتها فقط مسلطة على زينة من خلفه والتي اضطربت أعضاؤها وتخوفت، قالت نور بمغزى وهي تتعمق للداخل جعل وجه زينة یشحب:
-أنا جيت أقعد معاكوا، مفاجئة حلوة، مش كده؟!!……
_____________________
_______________
_________
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية مغرم بك) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.