رواية حياة (ادم وحياة) الفصل الحادي عشر 11 – بقلم روان رشاد

رواية حياة (ادم وحياة) – الفصل الحادي عشر

*الفصل الحادي عشر*

*الفصل الحادي عشر*

كانت حياة تجلس على سريرها شاردة في وضعية القرفصاء ..

والدموع تسقط على وجنتيها بغزارة ..

تتذكر مامضى ..

أكان ذلك حلم أم حقيقة !!

هل حقاً حدث ذلك بالفعل !!

ولو حدث ذلك كيف لها ان تترك نفسها هكذا !!

انه الشيطان بل انها الرغبة ، تركت نفسها لرغبتها ولم تستطع التحكم بها ..

اذن تستحق ما حدث لها !!

ماذا الآن !!

ماذا ستفعل !!

ماذا ستقول لأهلها !!

هل وضعت رأسهم اسفل التراب !!

هل هكذا ضاع شرفها وشرف العائلة جميعاً !!

اسالة تدور في ذهنها ولم تجد لها اجابة حتى الآن..

لم تنتبه حياة لملابسها النظيفة وشعرها المضفر !!

من المفترض ان تكون نائمة بملابس الشركة !!

من بدل لها ملابسها ومن ضفر لها شعرها ؟!

لم تنتبه حياة لكل ذلك .. كانت شاردة فيما حدث ليلة أمس فقط ..

انتبهت فقط لشئ واحد من الذي أعادها للمنزل ؟؟

توسعت حدقتين حياة .. وقالت في نفسها ..

“هو ازاي جابني لحد هنا ، ازاي اهلي سكتوا اساسا ، وحتى لو قالهم مديري ف الشركة بردو سكتوا ازاي ، انا بابا بيغير عليا جدا لو شاف حد لامسني وهو اكيد كان شايلني لاني مكنتش في وعيي ، ياترى ممكن من الخضة يكونوا انشغلوا بيا وسابوه ،وهو طبعا جرى خاف منهم ومن رد فعلهم ، ياترى مخدوش بالهم من الدم اللي في هدومي ولا الحيوان ده مسح اثار الجريمة اللي عملها ، احيه لو ماما وبابا اخدوا بالهم دول يقتلوني ، الجبان والله ما هسيبه”

انتبهت حياة لهدوء المنزل الغريب ..

أين اهلها اذن ؟

واخذت تنصت بتركيز فسمعت همس في الخارج ، ولكنه صوت رجل لا تعرفه !!

حاولت ان تسمع مايقول ولكنها لا تستطيع وكأن هناك سدادات في اذنها .

بعد مرور دقائق عديدة استمعت اخيرا لجملة منه ..

(وَأَلۡقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلۡقَفۡ مَا صَنَعُوٓاْۖ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيۡدُ سَٰحِرٖۖ وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيۡثُ أَتَىٰ)

اخذ يكرر تلك الآية حتى شعرت حياة انها تريد ان تبكي وتنهار ولكنها تمالكت نفسها في البداية ، وبعد بضع دقائق شعرت بدوار شديد اخذت حياة في الصياح وبدأ جسمها ان يفقد سيطرته وتفعل حركات لا تستطيع التوقف عنها (تشنجات) ، نامت ع ظهرها وبدأ نفسها في الزيادة لدرجة ان صدرها يعلو ويهبط بطريقة واضحة واصوات نفسها عالية جدا ، وتضع يدها على أذنها بشدة حتى لا تسمع ما يقول ، بدأت تصرخ بكلمتين :

“كفااااااااايااااا ، كفااااااااايااااا”

“اسكت ، اسكت ، كفايااا”

سمعتها والدتها في الخارج واسرعت اليها فزعه ..

_مالك يا حبيبتي ، مالك فيكي ايه ؟

توقفت حركت حياة نهائياً في السرير في وضع مخيف ، لا تتحرك ولا ترمش عينيها حتى !!

دموع تسقط من عينيها بغزارة وهي تنظر لوالدتها في صمت تام ..

ما هذا المنظر !!!!.

هل كل هذا بسبب ما فعله ادم بها ؟

مستحيل ..!

نظرت اليها والدتها والدموع ملأت عينيها بعد ان رأت حياة في ذلك الوضع .. ماذا حدث لابنتها ؟

صرخت الام ..

_الحقني يا شيخ ، الحقني يا شيخ محمد ، الحقني بالله عليك ..

دخل الشيخ محمد بهدوء وببطئ شديد وابتسامة ساخرة على شفتيه ..

مما جعل ام حياة تتعجب له !!

=السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ردت والدة حياة عليه بحيرة ..

_وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ..

تحرك نظر حياة من والدتها اليه ، ولكنها تحولت من نظرة حزن لنظرة غضب ..

=القيت عليكم السلام ، ومن الواجب انكم تردوه !

قالها الشيخ محمد ومازلت الابتسامة الساخرة على وجهه ..

نظرت ام حياة له في حيرة وقالت في نفسها !!

_هو الراجل ده مجنون ، بيكلم مين هو انا مش رديت عليه ؟

=بما انكم مش هتردوا السلام ، انا هقعد اقرأ كام ايه كدا مع نفسي ..

شهقت حياة بشدة وتحكمت في جسدها مرة اخرى وشعرت وكأن روحها وعقلها عادوا اليها مرة أخرى ..

وكانت الرؤية مشوشة لديها ، ولكنها بدأت ترى ما حولها بوضوح ..

وتنظر في اركان الغرفة وكأنها غفلت وافاقت مرة اخرى ..

نظرت لوالدتها بتعجب ..

“ايه يا ماما بتبصيلي كدا ليه ، انتي كويسة! ”

اعتقدت حياة ان والدتها علمت ما حدث مع ادم ولكن الموضوع اكبر من ذلك ..

_مش هتسلمي على شيخ محمد يا حياة ..

نظرت حياة بجانبها وجدته يجلس على كرسي ويرتدي بدلة سوداء برباطة عنق ، ركزت قليلاً في ملامحه ؟؟

أيعقل ؟؟

اخذت عينين حياة تتسع وتتسع من الدهشة ..

انه هو .. نعم انه هو ..

ذلك الرجل الذي دخل عليها هي وادم في المكتب وفزع منه ادم وطردها من المكتب بسببه ؟؟

من وما الذي اتى به الي هنا ..

ايعقل ان يكون ادم ارسله هنا ليدفع ثمن فعلته البشعه ؟!

ام انه هنا ليزوجني لادم ؟

اسالة دارت داخل عقلها ولم تجد لها اجابة ، وكل ذلك وهي تنظر له بدهشة ولم تنطق كلمة !!

_مالك يا حياة انتي تعرفيه يا حبيبتي ؟؟

قلقت حياة ان تقول لوالدتها انها تعرفه فأجابت:

“لا يا ماما ، انا اول مرة اشوفه”

ضحك الشيخ محمد ضحكة عالية ساخرة..

مما اقلق حياة كثيراً ..

وبدأ نفسها بالاضطراب ..

=مش عارفاني يا حياة ؟ متأكدة مشوفتيش وشي في حتة قبل كدا ، حلم مثلا او في شارع ؟؟

قلقت حياة من طريقته مما جعلها تعترف ..

“لا لا شوفتك ، افتكرت دلوقتي”

=فين بقا ؟!

“في الشركة اللي انا شغالة فيها ، في مكتب ادم” ..

صدمت والدتها صدمة كبيرة ، وكادت ان تسقط على الأرض .. لكن كل هذا ليس لانها تعرفه بل لأنها لاول مرة تسمع حياة تتحدث عن العمل ، وأي عمل هذا اللي تتحدث عنه حياة !!

قام الشيخ محمد مسرعاً نحوها ..

=اقعدي ارتاحي يا حجة ..

فهمس في اذن والدتها حتى لا تسمع حياة ..

=ماهو احنا عايزين نبقا جامدين قدامها عشان متحسش بحاجة ، حالتها صعبة اوي ولازم نتصرف معاها بعقل وقوة ، من اقل حاجة هتقعي كدا يبقا العلاج فشل ..

_اقل حاجة ايه يا شيخ بس ؟ .. دي بتقولك شركة شغالة فيها وبتقولك ادم .. وهي من يوم ما خلصت كليتها مخرجتش من البيت ، انت مستوعب اللي بيحصل ؟؟

=انا مستوعب وفاهم كل حاجة ولسه هتسمعي حاجات اكتر كمان بكتير ، فلازم تكوني قدامها كويسة ، ومتظهريش قدامها اي حاجة ، عشان نقدر نسيطر على اللي معاها .

_وهي معاها ايه ؟! .. قالتها والدتها بصدمة ..

قامت حياة من السرير واقتربت منهم في هدوء ، كان يشعر بها الشيخ محمد ولكنه لم يعطي لها اي اهتمام ..

“انتوا بتقولوا ايــــه؟؟”

فزعت والدتها من فعلة حياة وهرعت الي كرسي اخر ..

وليس فقط من فعلتها بل أيضًا من عينيها ، اصبحت عينا حياة كلها سوداء ، وكأن هناك من أفرغ الحبر الأسود داخل عينيها !! .

نظر الشيخ محمد في عينيها بشدة وغضب مما جعل حياة تجري للسرير وتختبئ اسفل الغطاء ..

=قوم ، قوم .. احنا عايزين نتكلم شوية .

لم ترد حياة عليه ، واصبحت الغرفة في هدوء تام !

=طيب بلاش انت ،هاتولي حياة عايز اتكلم معاها شوية ..

رفعت حياة الغطاء من عليها بهدوء شديد وأخرجت عينيها فقط من اسفل الغطاء التي اصبحت طبيعية كما كانت ..

نظرت للشيخ بخوف ثم همت وجلست ..

“ممكن اعرف انت بتبصلي اوي ليه كدا ، وماما خايفة ليه كدا ، ممكن افهم ايه بيحصل”

كان صوت حياة وكأنه يهتز من شدة خوفها ، هي تخاف ولكن من ماذا تحديداً ؟! .. لا تعرف .!

_حياة يا حبيبتي سيبك من الاسألة اللي جوا دماغك دي كلها وركزي معايا عشان انتي موالك موال وأي سؤال هساله تجاوبي عليه بكل صراحة ووضوح ومتخافيش من حاجة .. اتفقنا !!

“اتققنا .. بس ممكن سؤال ومش هسأل تاني ابدا!” ..

=اتفضلي !!

“بابا فين !”

=يعني انتي متعرفيش بابا فين!!

“ايه ف الشغل ؟؟ ، طب لو ف الشغل هيسبني ازاي دلوقتي وانا مش فاهمه في ايه ؟؟ هو اكتر واحد بيكون جمبي وبيفهمني كل حاجة .. بابا فين يا جماعة !”

=بابا مات يا حياة يا حبيبتي !

تغيرت تعبيرات وجه حياة لالف تعبير ف دقيقة واحدة .. انتهت بضحكة هستيرية .

نظرت لها والدتها بقلق ثم بكت على حال ابنتها ..

نظر الشيخ بغضب لأم حياة وقال بعنف ..

=لو هتفضلي كدا يبقا تخرجي من الاوضة عشان كدا غلط عليكي وعليها .. ممكن !

_انا اسفة والله مش هفتح بوقي خالص ..

=بتضحكي على ايه يا حياة !!

“على النكتة البايخة بتاعتك .. قال بابا مات قال”

=على اساس انتي مش عارفة يعني !!

“بطل تقول كدا على بابا ، يا بابا يا بابا تعالى هنا بلاش الهزار الرخم ده” .

=حياة انتي سألتيني سؤال وجاوبتك بصراحة ، دلوقتي مطلوب منك تجاوبي عليا بصراحة .

“مش لما تجاوب انت بصراحة!!”

=والله انا جاوبت بصراحة ..

“كداااااااااااب” .. قالتها حياة بصوت غليظ و أخذت تصرخ بها مراراً و تكراراً .

حتى قام الشيخ محمد من مقعده ذاهبا اليها ووضع يده على رأسها ونظر في عينيها واخذ يتمتم ببعض الكلمات حتى هدت حياة تماما ثم نظرت اليه بكل هدوء وعيناها مليئة بالدموع ..

“طيب هو مات امتة ؟؟”

=بعد ما خلصتي الكلية بتاعتك ..

“طيب مين اللي كان قاعد معايا الفترة اللي فاتت وبيواسيني في حزني وبيحكيلي حواديت وبيصبرني على العيشة “..

= انا اللي المفروض أسألك ، وبعدين انتي سألتي كتير وكنتي طالبة سؤال واحد ..

“انا اسفة ..” قالتها حياة وهي شاردة ..

=انتي معايا !!

” اه اه معاك .. اتفضل أسأل ” ..

كانت الام منصتة جدا والدموع تملئ عينيها وتدعو في سرها ان يشفي الله ابنتها ..

=عايزك تحكيلي كل حاجة حصلت من ساعة ما اتخرجتي لحد اللحظة دي بالتفصيل ..

“ما انا مش فاكرة كل حاجة بالظبط ” ..

=طيب قولي اللي فكراه .

“حاضر ..”

شردت حياة ثم بدأت تتلو ما حدث على قدر ما تتذكر ..

“دلوقتي اللي فكراه اني خلصت كلية من هنا وبعدين اتخطبت لنادر هو كويس بس انا مكنتش حساه بس ماما زنت عليا لحد ما وافقت ، وبعدين قريت عن شغل ف الجرنال ف شركة ملابس رغم ان دي مش وظيفتي اللي اتمناها ، المهم روحت وقدمت واتقبلت ، وبعدين حصل اعجاب بيني وبين المدير اللي هو ادم ، والاعجاب بالنسبالي اتحول لحب وبالنسبة له مش عارفة بس تقريبا حبني بردو ، انا عارفة انه غلط ان احب شخص وانا مخطوبة لشخص تاني بس غصب عني ربنا كاتب اني احبه، ومرة ف مرة مسك ايدي وانا بصراحة سبته و كان بيحاول يبوسني وانا بردو ……. ”

صمتت حياة وهي تنظر لوالدتها التي كانت تنظر لها باندهاش شديد مما تسمعه وهي متسعة العينين وتضع يدها على فمها ..

=كملي يا حياة سكتي ليه !!

نظرت له حياة ثم نظرت لوالدتها ، وكأنها تريد ان تخبره ان والدتها تجلس وتنصت لهم ..

=عارف ان والدتك قاعدة عادي احكي ..

“ما هو في حاجات مينفعش تسمعها ” .

=متخافيش احكي كل حاجة وملكيش دعوة محدش هيقرب منك ..

“مينفعش صدقني .. خليها تطلع برا” .

=ياحياة يا حبيبتي مينفعش انا وانتي نقعد في غرفة لوحدنا لازم يكون في شخص تالت ..

“انت مش واثق في نفسك ولا ايه يا شيخ!!”

قالتها حياة بابتسامة جانبية .

=لا الحمدلله واثق وواثق فيكي انتي كمان ، بس ربنا قال كدا ولازم انا وانتي نسمع كلامه .. صح !!

“صح ..” ..

ما زالت حياة تنظر لوالدتها بقلق التى ما زالت هي أيضاً مندهشة بشدة ..

“المهم .. انا كنت هسيبه يبوسني بس دخلت انت ، وهو زعقلي وطردني برا المكتب ، وانا جريت على برا اعيط ولما انت مشيت طلعلي المكتب بتاعي وكان بيحاول يهديني وعايز يروحني ، تقريبا بيحاول يصالحني عشان احرجني ، وانا اضطريت اكدب عليه واقوله ان صحبتي ماتت وهو أصر انه يوصلني العزا فضلنا ماشيين بالصدفة روحنا شارع صحبتي مرام وانا مكنتش اعرف انها ساكنة هناك اصلا ولقيتها فعلا ماتت انا مكنتش بكدب ”

بدأت حياة بالانهيار في البكاء ..

” انا كنت بحبها اوي والله ”

قامت والدتها من مجلسها واقتربت منها بخوف ..

_مين اللي ماتت يا حياة !!

“صحبتي مرام يا ماما .. تخيلي”

_ماتت امتى يا حياة !!

“امبارح كان العزا بتاعها يا ماما ”

_الساعه كام !!

“بعد العشا هيكون الساعه كام يعني يا ماما”

_حياة يا حبيبتي مرام صحبتك كانت هنا امبارح الساعه ٨ بتزورك .

نظرت لها حياة بدهشة وتوقفت عن البكاء .. ثم نظرت للشيخ ..

=يا ام حياة قولتلك بعد اذنك متتكلميش انتي كدا بتبوظي كل حاجة انا بعملها ..

_انا اسفة يا شيخ .. بس البنت شكلها اتجننت ولا ايه !

لم تتوقف والدة حياة عن البكاء ..

=ياستي ولا جنان ولا حاجة قومي اقعدي بس بعيد عشان اكمل كلام مع حياة .

_حاضر ..

=كملي ياحياة وبعد ما مرام صحبتك ماتت ..

اخذت حياة في الصراخ والانهيار في البكاء ..

“انتوا هتجننوني ، انتوا عايزين مني ايه ، اطلعوا برا وسيبوني لوحدي ، طالما انتوا مكدبني ف كل حاجة كدا وعارفين كل حاجة بتسألوني لييه !”

=مين بس اللي كدبك يا بنتي والله انا مصدق كل اللي بتحكيه ..

“لا كدبتني لما قولت ان بابا مات وماما كدبتني لما بتقولي ان مرام لسه عايشة ..”

=كملي كملي محدش هيقاطعك تاني حقك عليا ..

“لا مش هحكي حاجة”

قالتها بعند ..

=لا هتحكي يا حياة انا متأكد انك هتحكي .. يلا كملي عشان عايز اعرف ادم عمل معاكي ايه في العربية ..

صدمت حياة مما قاله .. وما ادراه هو بما حدث بينهم في السيارة !!!

“اكيد ادم حكالك صح !! وانت جاي تصحح عملته السودا ”

=حكالي ايه بالظبط..

“اللي حصل بينا والجريمة السودا اللي عملها الاستاذ ادم” .

=محدش حكالي حاجة والله ، بس انتي بتقولي انه وصلك ، واكيد وصلك بالعربية ، وانا تنبأت انه حصل حاجة على اساس حبكم لبعض زي نا قولتي بس مش اكتر .

ضحكت حياة بصوت مرتفع ..

“هاهاهاهاها تنبأت !.. انت عارف كل حاجة وبتكدب عليا”

=انا مش بكدب يا حياة ..

قالها الشيخ وتعبيرات وجهه جدية وصارمة جدا .

“طالما مش بتكدب عرفت منين ، وبعدين ادم باعتك ليه هه اعترف ، اكيد جاي تصحح اللي عمله ، او جاي تجوزني ليه صح !!”

=قولتلك اني تنبأت ، محدش بعتني انا جاي لوحدي ، هو عمل ايه بقا عشان اصححه؟ ، وبعدين اجوزك له ليه وهو ابني او قريبي ؟ .

“نعم !.. امال هو يقربلك ايه ؟”

=ولا اي حاجة معرفش مين ادم ده اصلا ..

ضحكت حياة بهستيرية ، وهمت من جلستها ..

“مش بقولكم انتوا كدابين وعايزين تجننوني ، لا انا مش هتجن وهقوم دلوقتي البس واروح اجيب ادم من الشركة واخليه يشوفك عشان يعرفني انت مين بالظبط ، وهجيب ام مرام تثبت لكم ان بنتها ماتت ، وهجيب بابا من الشغل واجي بيه .. انتوا كلكوا كدابين وانا مش عايزة اقعد هنا تاني ”

اسرعت حياة نحو دولابها لتغيير ملابسها سريعاً ، والشيخ محمد ينظر لها بكل هدوء ولم يتحرك من مقعده ، ووالدتها تنظر لها وتبكي ولا تستطيع ان تفعل اي شئ ..

ثم طرق باب المنزل ..

فضحكت حياة ونظرت خارج باب الغرفة ..

“بابا جه اهو .. انا هروح افتح الباب”

=تعالي هنا يا حياة متفتحيش الباب ، اقفلي الأوضة دي بالمفتاح يا ام حياة ومتخرجهاش أبداً ..

“ايه متخرجهاش أبدا دي انتوا عايزين تحبسوني ، انا هروح افتح الباب” ..

مازال الباب يطرق ..

_تفتحي لمين يابنتي محدش بيخبط !!

“انتي اطرشتي مش سامعه يعني ، ولا انتي بتهاوديه !.. انا هروح افتح واثبتلكم كل حاجة” ..

=لو فتحتي الباب استحملي اللي هيحصل ..

“انت بتهددني !.. انا مش بخاف على فكرة”

اسرعت حياة لتفتح الباب ..

واسرعت نحوها والدتها لتمنعها من فعل ذلك ..

ولكن اوقفها صوت الشيخ محمد ..

=سبيها يا ام حياة هي اللي جنت على نفسها ..

نظرت له حياة نظرة تحدي ثم تحركت لفتح الباب ..

وقفت حياة أمام باب المنزل في قلق ، وبعيداً يقف الشيخ محمد وبجواره والدة حياة لكي يروا ماذا ستفعل حياة ومن هو الطارق !!

كان يعلم الشيخ محمد من الطارق وكان مستعد لقدومه ، ولكن والدة حياة تقف ولا تعلم اي شئ ، هي لا تسمع اساسا طرقات الباب ..

لا احد يسمع طرقات الباب سوى حياة والشيخ محمد ! ..

وهنا بدأت اللحظة !..

أمسكت حياة مقبض الباب ثم نظرت نظرة اخيرة للشيخ محمد ووالدتها وعاودت النظر مرة اخرى للباب واخذت نفس عميق ثم فتحت الباب بهدوء ..!!

#يتبع..

#بقلم_روان_رشاد

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية حياة (ادم وحياة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق