رواية حياة (ادم وحياة) – الفصل الأول
الفصل الأول
_مازالت مستقيظة حتى الآن..
تفكر فيما مضى،تفكر في اوجاع وآلآم الماضي..
“دائماً ما تأتي اوجاع الذكريات بعد منتصف الليل..عندما تكون وحيداً لا احد بجانبك..فقط أنت والفراغ”
_تتذكر حياتها منذ بداية تخرجها حتى الآن_
#flash_back
_كان يوم ظهور نتيجة الجامعه ، كان الشوق يقتلها ، تتخيل نجاحها وأنها سوف تعمل اخيرا بأحد البنوك كما كانت تتمنى منذ الصغر..
..واخيراً..
ظهرت النتيجة ..
وبالفعل نجحت وبتقدير أمتياز ايضاً..
الآن هي تشعر بالراحة والفرحة .. تبقت خطوة واحدة وهي “البحث عن الوظيفة التي تتمناها” ..
_قالت في نفسها:
“انا من بكرة ان شاء الله هنزل وأدور على شغل في بنوك القاهرة كلها ..واكيد هتقبل في اي بنك ده انا جايبة امتياز حتى”..
ولكن كان الواقع على عكس احلامها وتخيلاتها ..كان الواقع صادم لآمالها .. لم تكن تمتلك الوسطة لتحصل ع الوظيفة .. الشهادة وحدها لا تكفي ..
فهي منذ ان استيقظت ف الصباح وذهبت لتسأل في البنوك عن وظيفة ولكن آبى الجميع بالرفض ، ولا تعرف سبب مقنع للرفض .!
فهمي تمتلك جمال طبيعي لا تمتلكه فتاة اخرى .. وعيون عسلية لامعه .. وشعر اسود يصل لاسفل ظهرها..وجسم ممشوق..ومتوسطة الطول ..وبالاضافه لذلك الجمال شهادتها الجامعيه .!
_ألا يكفي كل ذلك لتحصل ع الوظيفة ..!
*تحطمت احلامها التي بنتها منذ الصغر .. وجلست تبكي ع حالها..فقدت الأمل ف الحصول ع تلك الوظيفةً..وفي الحصول على اي وظيفة اخرى حتى*
_وبعد فترة تقدم لها شاب وسيم، لا يعيبه شئ، فهو ميسور الحال ويعمل بأكبر شركة مياة في القاهرة ..
كانت ترفض ف البداية لان لديها مبدأ وهو
” ان تتزوج شخص تحبه” ..
ولكن مع الحاح والدتها بانها ان رفضت لن تتزوج وسوف تعنس .. وانها تريد ان تراها في بيتها قبل ان تموت .. (كلام جميع الامهات المصرية).. فاضطرت للموافقة ولكن بشرط هو ان يتم الخطبة الان ولكن الزواج بعد عامين ..!
فوافق الشاب على هذا الشرط ولم يبدي اي اعتراض ..
ومر شهران ..
كانت تجلس في غرفتها وتقرأ في الجريدة وهي تحتسي القهوة ..
فوجدت اعلان عن وظيفة باحد شركات الملابس براتب مجزي ..
فرحت كثيراً برغم من انها ليست الوظيفة التي تتمناها ولكنها افضل من الجلوس ف المنزل بلا عمل ..
ولكنها فجأة صدمت عندما وجدت ف آخر الاعلان ملحوظة
*بشرط الخبرة*
حزنت كثيراً .. فهي لا تمتلك اي خبرة من قبل .. هي لم تعمل ف حياتها .. بالطبع لن يتم قبولها في تلك الوظيفة مستحيل ..!
_فجلست تفكر .. ماذا ستفعل .. ؟
_هل تذهب أم لا ..؟
_حسناً..لا مشكلة ف المحاولة ..
..قالت في نفسها:
“خلاص خلاص انا هروح .. مش هخسر حاجة .. وكفاية اني اكون حاولت ع الاقل.. ولو خير ليا اكيد هتقبل .. لو شر يبقى…… مش هتقبل اكيد ” قالت الاخيرة بحزن.
_في صباح اليوم التالي .. استيقظت مبكراً، وارتدت اجمل فستان لديها باللون الاسود ، ووضعت بعض مستحضرات التجميل التي زادتها جمالاً فوق جمالها ، وتركت شعرها فوق ظهرها بطريقة عشوائية .. ووضعت العطر المفضل لديها..
كانت مستيقظة بمزاجً رائع ولا تعرف سبب لهذا النشاط ..
ثم نزلت واستقلت احد السيارات (التاكسي) ..وهي ف الطريق تفكر فيما ينتظرها .. وعقلها ف حالة من الشتات والتردد .. ثم !!
“على جنب لو سمحت” قالتها للسائق عندما رأت عنوان الشركة Fashion ..
فتوقف السائق امام الشركة ..
وعندما نزلت كانت ف حالة من الاندهاش لحجم الشركة وجمال تصميمها .. فالشركة على تصميم بدلة وفستان فرح ..
ثم قالت في نفسها :
“يعني انا اترفض من البنوك المعفنة هتقبل ف الشركة الضخمة دي !!..طب ازاي يعني !! .. لأ لأ انا هروح مش هدخل جوا لأ ..”
واصبحت تقدم قدم وتأخر الاخرى .. حتى قادتها قدمها دون ان تشعر امام بوابة الشركة ..
” لأ بقا انا مش هاجي المسافة دي كلها عشان اشوفها من برا واروح .. انا هدخل واللي يحصل يحصل”
_ثم همت بالدخول لكن استوقفها احدهم ..!
_رايحة فين!؟
فزعت من سؤاله الغير متوقع بالاضافة الي هيبته .. فاجابت: ..
“انا جاية بخصوص الوظيفة الجديدة يافندم”
_طب هاتي بطاقتك يا أنسة ..
ظلت تبحث ف حقيبتها على بطاقتها الشخصية.. حتى ظنت انها تركتها بالمنزل وشعرت بالقلق.. وهو ينتظر البطاقة .. حتى قطع البحث بجملته :
_شكلك نستيها.. طب اتفضلي روحي ولما تجبيها ابقي تعالي ..
“لا لا انا متاكدة انها معايا ..انا حطاها بايدي قبل ما انزل ..استنى كدا .. اهيه اتفضل الحمدلله لقتها”
_اسمك حياة حلمي عبد الحميد ؟
“ايوة..!!”
_هو انتي الصحفية اللي شغالة ف جرنال( اليوم )!!
” لأ لأ .. مش انا .. انا خريجة كلية تجارة جامعة عين شمس .. ”
_اااه..طب اتفضلي روحي لنهلة عشان تعرفك التفاصيل ..
ثم فُتح الباب .. وهمت بالدخول .. ياللروعه الشركة اجمل بكثير من الداخل..
ثم سألت عن نهله ودلها الموظفين الي المكتب المباشر امامها ..
“لو سمحتي حضرتك نهلة ! ”
_ايوة اتفضلي..اي اوامر يافندم؟
“انا جاية بخصوص الوظيفة الجديدة ”
_اه اه .. طب ممكن اشوف ال C.V بتاعك ؟
“اه طبعا اتفضلي”
بعدما قرأت نهله نظرت لحياه نظرة احباط ممزوجة بشفقة..
_انتي خريجة كلية تجارة لغة عربية جامعة عين شمس .. ومش معاكي اي لغات .. ومعندكيش خبرة ف اي شغل قبل كدا .. صح كدا ولا عندك اي اضافات ؟
حزنت حياه من طريقة حديثها .. لانها شعرت بانها ليس مرغوب بها في هذا العمل ..فأجابت بحزن:
“ايوة صح مفيش حاجة تاني”
_انتي متجوزة ياحياة؟
“لا..مخطوبة..”
_طيب بصي يا حياة .. انا شايفه انك كويسة وشكلك كويس جدا .. بس كخبرة معندكيش..ودي للاسف اهم حاجة . بس اقدر اعمل معاكي حركة كويسة يمكن بفايدة
“ايه هي يا استاذة نهله .. !!! ”
_بصي انا بيجولي البنات اللي هيشتغلوا وانا بطَلع للمدير البنات اللي معاهم مؤهلات وخبرة وهو ليه حرية الاختيار .. اه صح انتي عارفة الوظيفة اصلا عبارة عن ايه ؟
“لأ .. انا يدوبك قريت الاعلان امبارح وجيت النهاردة..بس مكنش فيه اي تفاصيل”
_بالظبط.. بصي بقا احنا محتاجين بنت تمسك مكتب المدير (سكرتيرة يعني) ..لان اللي كانت شغاله اتجوزت وسافرت برا.. هي الوحيدة اللي كانت بتقدر تدير الشغل وتقدر تتعامل مع مستر آدم لانه معروف انه عصبي حبتين ده غير انها كان معاها لغة .. فأول ما مشت نزلنا الاعلان ده وهو طلب انه يختارها بنفسه .. لانه عايز واحدة شبه سمية بالظبط .. فانا دلوقتي هطلعك ليه واتكلمي معاه يمكن يقتنع ويوافق.. اتفقنا
“اتفقنا” ..
_طب يلا اتفضلي معايا..
همت نهله بالذهاب واتبعتها حياة التي كانت تفكر ماذا ستفعل وماذا ستقول .. خصوصاً بعد ان ادركت ان المدير معروف بالعصبية ..!!!
#يتبع ..
#بقلم_روان_رشاد
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية حياة (ادم وحياة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.