رواية كارثة الحي الشعبي الفصل الثالث 3 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الثالث

الفصل الثالث

الفصل الثالث

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل الثالث:

تعتلي فراشها تبكي بكاءًا مريرًا يكاد يمزق القلوب بعدما قام بحظرها أمس ولا تستطع الوصول إليه تاركًا إياها تتساءل مع نفسها عما فعلته معه كي تستحق هذا…لكنها لم تجد أجابه…

تحررت دموعها دون توقف حتى باتت عيناها حمراء كالدم…

انتشلت هاتفها القابع جوارها من جديد بأنامل مرتجفة وحاولت الوصول إليه دون جدوى…

تفاقمت شهقاتها وشعرت بوجزة بمنتصف صدرها..

ثم تناهى إليها صوت طرقات مُلحة على الباب صاحبها صوت “فجر” قائلة:

-اصحي يا داليدا…يلا عشان نفطر كلنا سوا….

لم تدري كيف تجيب عليها بصوتها الذي قد يفضح آمرها…فأنقذها رحيلها دون انتظارها إجابة فاعلة المثل مع البقية وشاركتها “وعد”بأيقاظ البقية…

ارتمت “داليدا” برأسها على الوسادة ثم جاءت بصورته وبنبرة امتزجت بين العتاب…الحزن…والأشتياق تحدثت مع صورته:

-ليه يا جابر عملت كدة؟ أنا عملتلك إيه؟ ده انا معملتش حاجة غير اني حبيتك…حبيتك من غير ما اشوفك…حبيت ملامحك..وحفظتها..

ليه توجع قلبي؟؟؟؟؟

*********

فتح “جابر” باب غرفته راغبًا بولوج دورة المياه..خطى خطوة واحدة فوجد “عابد” يفتح بابه هو الآخر.

توقفت قدماه عن خطي أي خطوة متقدمة متبادلًا النظرات معه…

ضيق “جابر” عيناه بمكر وبحركة سريعة حاول دفعه كي يسبقه بالولوج…

لكن يد “عابد” كانت له كالمرصاد..لم يسمح له…صائحًا:

-اوعى يا عم هتاخر على الشغل…

-مش واعي وعندًا فيك بقى عشان بتذلني انا اللي هدخل الأول وسع بقى..

خرجت “دلال” من غرفتها والهاتف على أذنيها تهاتف نجلاء…

رأت ما يحدث بينهم من تدافع بأجسادهم وسباق لمن يظفر بالدخول أولًا فقالت موجهه حديثها لاختها:

-طب اقفلي يا نجلاء دلوقتي وهكلمك تاني..اصل انا مخلفة عيال مش رجالة.. بيتخانقوا على الحمام..يعني حتى الحمام بيتخانقوا عليه مش عاتقين حاجة….

أغلقت معها ولم تعر اهتمام لما يفعلوه..واكتفت بالذهاب نحو الأريكة ومتابعة ما يحدث منتظرة نهاية هذا الأمر…

بينما قام “جابر” بغرز اسنانه بذراع “عابد” الذي يعيق دخوله..

صرخ “عابد” مردد بغضب وهو يزيل ذراعه:

-يا ابن العضاضة…دراعي ياض يخربيتك….

استغل “جابر” انشغال الاخر بذراعيه فابتسم بانتصار والتهم ما تبقى من خطوات تجاه المرحاض…

فاق “عابد” لذاته وللآخر الذي تعمد ما فعله…و وضع يديه على مقبض الباب…

لحق به و وضع يده هو الآخر فوق المقبض مردد بتحدي وإصرار:

-لو انت عيل فأنا أعيل منك..

ابتسمت دلال متمتمة:

-بسم الله ماشاء الله عليكم معترفين انكم عيال يعني الحمدالله مجبتش حاجة من عندي..آه دلال مش بتفتري على حد..

هنا واتسعت عيناها وما ذكره عابد منذ لحظات يتردد على مسامعها كأنها استوعبت للتو….

“يابن العضاضة”

ضمت شفتيها بتذمر وانحنت بجسدها قليلًا ملتقطه خفها وقامت بتصويبه تجاهم:

-أنا مش عضاضة يا حلوف أنت وهو….

تصادم بجسد جابر…الذي لم يهتم بها بالوقت الحالي…

أخذ “عابد” نفسًا طويلًا ثم قال بهدوء زائف:

-بص يا جابر أنت لازق في البيت تقدر لما اخرج تدخل براحتك إن شاء الله تبات فيه…

علق “جابر”ساخرًا:

-ليه يا اخويا شايفني ابليس عشان ابات في الحمام… وبعدين أنا اللي صحيت الأول يبقى أنا اللي ادخل الأول..ده غير اني اكبر منك بخمس دقايق يعني ليا الأحقية وسع بقى كدة بدل ما اشوهلك وشك ده يا حلاق الستات…..او اقطعلك صوابعك اللي بتشتغل بيها دي….

جز “عابد” على اسنانه وقال:

-طب إيه رأيك بقى انك مش داخل يا جابر…

انهى حديثه ليبدء صراعهم من جديد….وأثناء محاولاتهم في السباق..

فُتح الباب رغمًا عنهم وسقطت أجسادهم على أرضية المرحاض…

تفوه “جابر” متألمًا معتدلًا بجسده:

-ظهري حسبي الله يا اخي م

ابتلع كلماته عندما التقطت عيناه التي اتسعت والده داخل دورة المياة يطالعهم بأستنكار لاقتحاهم ذلك…

عاد “جابر” مبتلعًا ريقه وقال محاولًا رسم بسمة:

-صباح الخير والجمال يا حاج….بقى كدة يا راجل قاعد هنا في التراوة وسيبنا برة في الحر….

لم يجيبهم سلطان بينما صُدم “عابد”هو الآخر من تواجد والده بالداخل…ونهض سريعًا عن الأرضية متفاديًا النظر لوالده الغاضب…الذي صرخ بهم بصوت جهوري هز أركان المنزل:

-برررررررررة يا ولاد الكلب…

-حاضر..حاضر..اعصابك يا حاج..مضايقش نفسك عشان ولاد كلب زينا…

برقت عين “سلطان” من إساءة جابر إليه في حضوره..

لكزه عابد جاذبًا إياه هو الآخر:

-اخرج يخربيت غبائك امك هتترحم علينا…..

**********

تتجهز “زينة” بغرفتها تستعد للذهاب إلى عملها بذهن شارد فيما حدث ليلة أمس وكيف دخل “أشرف” بشجار عنيف هو واشقائه مع بعض شباب من سكان الحي….

مما جعل والدتها تتذمر وتلقي الكثير والكثير على مسامعها من الكلمات المُحرضة المتحسرة على حال

ابنتها…

“شوفتي البلطجة بتاعته هو وأخواته…دول كان ناقصهم مطاوي…يارب البوليس كان يجي ويقبض عليهم ونخلص منه ابن دلال….بقى ده كلام يا ناس دكتورة تجوز بلطجي….يا خيبتك يا عفاف…يا خيبتك…بنت اخويا اللي مكملتش تاخد مهندس وبنتي الدكتورة تاخد بلطجي….”

اعتصرت “زينة” جفونها كلما تذكرت تلك الكلمات التي جعلتها لا تستطع النوم بشكل جيد…مستيقظة من حين لآخر..تعايش صراع بين القلب والعقل…

صراع عنيف كاد يفتك برأسها وألم قلبها….

وكعادة “عفاف” فتحت الباب بصورة مباغتة وطالعت ابنتها التي تستعد والحزن يليح على قسماتها…

عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة بنبرة تحمل السخرية:

-لما البلطجي بتاعك يكلمك ابقي قوليله أن ابوكي عزمه انهاردة على العشا”

لم تصدر أي رد فعل من ابنتها…تململت “عفاف” بوقفتها وهتفت بأنفعال:

-مش بكلمك يا بت أنتِ…

تنهدت “زينة” مجيبة بهدوء زائف:

-سمعاكي يا ماما وهكلمه اقوله.. حاجة تاني؟

ارتفع حاجبي “عفاف” وصاحت مهللة:

-طبعا كلامي مش عجبك…ما أنا كلامي بقى زي السم على قلبك…وكل ده ليه عشان عايزة مصلحتك….

سكنت لحظات ثم دنت منها محاوطة ذراعيها متحدثة بهدوء:

-سبيه يا زينة…ده هيعيشك في فقر..عشان هو فقري…ليه تاخديه لما ممكن تاخدي الاحسن منه واللي يخليكي مبسوطة وميحرمكيش من حاجة…انا بعمل كل ده عشان ايه ؟؟

مش عشانك…انا عايزة اموت وأنا مطمنة عليكي…ولو مت وأنتِ مع أشرف انا مش هبقى مرتاحة ده بلطجي…ما أنتِ شوفتي بعينك عمل ايه هو واخواته…

تفادت “زينة” النظر إليها وبدأت تشعر بتشتت…تشتت تفاقم رويدًا رويدًا خاصة عندما تابعت عفاف:

-طيب افرضي دلوقتي اتجوزتوا وبقى معاكوا عيال ودخل خناقة واتحبس فيها مين اللي هيصرف على ولادك…اخواته؟!!!

دول افشل وافشل….أنتِ اللي هتضطري تصرفي على نفسك وعلى عيالك….اسمعي مني يا زينة…لو بتحبي امك اسمعي منها..الحب مبيأكلش عيش…والقلب مبيجيش من وراه غير التعب….فكري بعقلك واركني قلبك….

التقطت التفكير الذي يليح على وجه ابنتها فعملت بانها وصلت لهدفها… كادت بسمة تشق ثغرها لكنها منعتها من الظهور وربتت على وجهه ابنتها ثم غادرت بهدوء تام…..

وبعد مغادرتها مسحت “زينة” على وجهها الذي انكمش لأسباب عدة…منها الضيق…التفكير…صراعها الذي لا يعلم به أحد سواها…

ظلت هكذا عدة ثوانِ….ثم قررت محادثة “أشرف” الذي لم يقم بمهاتفتها منذ أمس وهي لم تفعل لغضبها منه….

لم يجيب بالمرة الأولى…فحاولت ثانية…حتى أجاب عليها تلك المرة…تحدثت بهدوء متجنبة الحديث عما حدث أمس:

-صباح الخير يا أشرف…

رد “اشرف” بصوت مختنق فكان يتوقع اتصالها وظل ينتظره كثيرًا بالأمس لكنها لم تفعل:

-لسة فاكرة تتصلي..مكنتيش اتصلتي احسن…

زفرت مطولًا قبل أن تعلق:

-أنا مكنتش هتصل فعلًا بس اتصلت عشان اقولك ان بابا عزمك على العشا انهاردة ومستنيك….

صك على أسنانه التى أصدرت صوت اثر احتكاكهم ببعضهم البعض:

-ماشي…سلام.

لم ينتظر رد منها مغلقًا بوجهها لغضبه منها أما هي فأزاحت الهاتف وكلمات والدتها تعود لتغزو رأسها..

**********

قطبت “روفان” حاجبيها وتراجعت عن الحديث عندما وجدت ابنتها لا تزال على الفراش تحتضن جسدها وتبكي كما لم تبكي من قبل…انخلع قلبها وشعرت بالسوء من أجلها..وتناست ما آتت من أجله…مقتربة منها بلهفة وقلق لاح على قسماتها…جالسة جوارها على الفراش ممسدة على خصلاتها بحنان دفين:

-مالك يا داليدا بتعيطي ليه؟ حاجة وجعاكي!! تعبانة؟!!!

اغمضت “داليدا” جفونها ملتزمة بالصمت فقط يزداد بكائها بل وخرجت بعض الشهقات من فوها..مما أثار ريبة روفان…وتحول قلقها ولهفتها إلى خوف لا مثيل له على ابنتها:

-متقلقنيش الله يخليكي..قوليلي مالك..طب حد زعلك…انا زعلتك…البنات زعلوكي..قوليلي مين زعلك وأنا

ارتمت باحضانها بتلك اللحظة تحديدًا…لا تتحمل كل هذا الحنان…منفجرة بالبكاء….محاولة التحدث وقص ما بها على مسامع والدتها…لكن لسانها لم يسعفها..فكانت الحروف تخرج مبعثرة..غير مفهومة…

ربتت والدتها على ظهرها تبثها قوة…وطمأنينة…تشجعها على الهدوء…مخبرة إياها بأنها جوارها…ومدامت بجوارها فكل شيء سيكون بخير وعلى ما يرام…..

بعد دقائق استجمعت بهم داليدا شتاتها وسردت على والدتها قصتها مع ذلك الشاب…وكيف قام بجرح فؤادها وإخراجها من حياته دون اخبارها بأي شيء…او عن سبب فعلته..

-كان مكلمني الصبح وكان عادي…معملتلوش اي حاجة تستدعي أنه يعملي بلوك…..انا حبيته يا ماما….آه مشفتوش وكلامنا فون كان يكاد ينعدم بس أنا اتعلقت بيه..وحبيته من صورته…

تنهدت “روفان” ورغم حنقها مما فعلته ابنتها إلا أنها لم تريد خسارتها كصديقة…فـ لو قست عليها والقت على مسامعها ما لم تحب لن تتقبل منها أي حديث…ولن تخبرها عن حياتها مرة اخري…لذا وجب عليها الظفر بثقتها….فقالت راسمة بسمة على ثغرها محاولة التهوين عليها ونصحها:

-وبنتي الحلوة بتعيط عشان واحد ندل زي ده…اسمعي يا داليدا محدش يستاهل انك تعيطي عشانه..وان دموعك تنزل عليه…دموعك دي غالية ومش كل من هب ودب هنعيط عليه…في ناس اوقات بتدخل حياتنا..وبنتعود عليهم ويمكن نحب وجودهم بس بيجي وقت بيبقى لازم يخرجوا لأنهم ميستاهلوش اصلا المكانة دي…واكيد هيجي اللي يستاهلها…والشاب ده باين عليه من الأول أنه مش جاد وأنه بيلعب….

نطقت “داليدا” بحسرة وقلب يتمزق:

-وانا كنت هعرف منين يا ماما…لو كنت اعرف مكنتش عملت في نفسي كدة…

بللت “روفان” شفتيها ثم اخبرتها وهي تحاوط يديها:

–أنتِ غلطي يا حبيبتي…كلامك معاه من الاول غلط..اصل انا مروحش ارمي نفسي في النار برجليا ولما اتلسع من النار اقول وانا اعرف منين اني هتلسع…هديكي نصيحة وعارفة انك عاقلة وهتسمعيها مني وهتخليها تلازمك علطول..

تلهفت “داليدا” لاستماع تلك النصيحة..ورأت روفان تلك اللهفة فقالت على الفور:

-اول حاجة مفيش واحد هيحب واحدة من غير ما يشوفها…. ده اسمه لعب…

تاني حاجة خليكي علطول غالية…غلي نفسك مترخصيهاش..حافظي على نفسك للي هيتجوزك…حلالك يا داليدا..يعني اللي تكلميه وتحبيه ده لازم يكون دخل بيتك وطلبك من اهلك… غير كدة اعرفي أنه مبيحبكيش….وأنه مش هيكمل…وهيجي وقت وهيسيبك…غلي نفسك عشان تبقى غالية في نظر اللي قدامك……. والشاب ده انسيه لانه حب مش حقيقي….والحقيقي هيجي هيجي متخافيش مش هيهرب منك….

ضحكت “روفان” مع كلماتها الأخيرة فبادلتها داليدا ضحكاتها وبحركة عفوية قامت باحتضانها بقوة تشعر بامتنان كبير نحوها فكلماتها قد افاقتها نوعًا ما….

-ربنا يخليكي ليا يا ماما وميحرمنيش منك أبدا أنتِ وبابا وبراء والعيلة كلها…

ضمتها روفان بقوة مجيبة عليها بحب:

-ويخليكي لينا يارب…

***********

-عجبكم اللي حصل ده؟؟ أبوكم يقول عليا إيه معرفتش اربيكم….بتفتحوا عليه الحمام يا بهايم…

تشنج “عابد” صائحًا بأنفعال:

-هو السبب عارف اني ورايا شغل ومينفعش اتاخر وبرضو اتبارد عليا…بس مش غريبة عليه اصلا هيموت مني عشان مش عواطلي زيه..

ضحك “جابر” بتهكم قائلًا:

-لا يا راجل بقى أنا غيران عشان انت بتشتغل… طب اغير من أشرف ماشي…اغير من خليل مش بعيد…نضال برضو ميضرش…بس منك انت!!! ليه اتجننت انا ولا إيه؟؟؟؟

أراد “عابد” الرد عليه والقاء كلمات لاذعة لن تنل إعجابه بالمرة فلحقت به “دلال” متمتمة:

-بس انت وهو…انتوا إيه…اللي يشوفكم ميقولش انكم تؤام…ولا كانكم قتلين لبعض قتيل….اهدوا بقى بدل ما أبوكم يخرج ويلطش فيكم انتوا الاتنين….

خرج “نضال” بتلك اللحظة من غرفته وهو يتثاءب واضعًا يديه على فمه…ملقيًا عليهم تحية الصباح:

-صباح الخير….

-تعالَ يا نضال تعال شوف اللي الاتنين دول هببوه…..

قالتها “دلال” من بين اسنانها فقال “نضال” مبتسمًا بسخرية متوقعًا أن يكون قد وقع شجارًا بينهم كالعادة….

-عملوا ايه تاني اشجيني ياما !!

حضر”سلطان” بتلك اللحظة بعدما خرج من المرحاض فلزم الجميع الهدوء واعتدل الشباب بجلستهم….

وزع أنظاره عليهم ثم صرخ بالتؤامان الجالسان جوار بعضهما يطرقان رأسهما مثل الأطفال الذين ينتظرون نيل عقابهم من والدهم لارتكابهم خطأ ما:

-حلو أوي اللي حصل ده…انا مبسوط بيكم اوي…قلبي بيرقص وهينط من مكانه….

وبحركة مباغته منه التهم المسافة التي تبعده عنهم ممسكًا كلا منهم من ملابسه يقوم بهزهم مردد:

-اعمل ايه فيكم انتوا الاتنين…بعدناكم عن بعض وخلينا كل واحد في اوضة عشان تبطلوا خناق وبرضو مش مبطلين…اموتكم واخلص منكم طيب…

رد “جابر” عليه محاولًا تهدأته بعدما حررهم من قبضته:

-اهدا يا حاج ليجرالك حاجة وانت بتزعق محدش فينا معاه عربية…وبعدين احنا بنهزر…ده انا بموت فيه…ده شقيقي… تؤامي..في حد ميحبش تؤامه….يا ناس اعقلوا الكلام بقى….

وافق “عابد” على كلماته مؤكد:

-أيوة يا بابا احنا بس بنحب ننكش بعض..ده حبيبي ده…وبعدين احنا مكناش نعرف أن حضرتك في الحمام…احنا آسفين…

-اعتذراتكم كترت يا ولاد دلال….

ارتفع حاجبي دلال وتحدثت تلك المرة:

-دلوقتي بقوا ولاد دلال يا حاج….لا بقى دول ولادك أنت كمان…

لوى “جابر” فمه وهمس لـ عابد:

-روح منك لله جبتلنا الكلام…وخليتهم عمالين يبيعوا ويشتروا فينا….

حدق “سلطان” دلال بنظرة نارية جعلتها تصمت بينما صاح بكلا من جابر ونضال:

-نضال جهز نفسك هتنزل تقف معايا في المطعم…وانت كمان يا زفت الطين هتنزل معايا….

لم يعطيهم فرصة للاعتراض و دخل غرفته فأنكمش وجه جابر ضيقًا كارهًا نزوله وعمله مع والده….وكذلك نضال الذي همس ماسحًا على وجهه:

-أنا إيه اللي صحاني…وبعدين هو اللي معصبه انا بتاخد في الرجلين ليه….

أما دلال فقالت بصوت عالي مقترحة:

-ما تسيبهم انهاردة يا حاج نجلاء جاية هي وعيالها وعايزاهم يساعدوني في البيت والطبيخ …

عض “جابر”على شفتيه قائلًا:

-ده بدل ما تقوليله الواد دماغه مفتوحة سيبه يرتاح…يخربيت الذل والظلم بتاع البيت ده….قال سيبهم يساعدوني يا حاج….

-ما انت زي القرد اهو…ده انت فيك صحة عني يا واد……و بعدين انت بتتريق على كلامي يا عديم الرباية….شكل الشبشب وحشك….

ابتسم عابد المتابع لهم بسعادة وتحرك متجهًا صوب المرحاض متمتم بكلمات وصلت لمسامع اخواته:

-يلا بالشفا انت وهو… طريقكم صحراوي…..

************

تجمعت “عائلة الحلواني” التي أدرك رجالها ما حدث أثناء غيابهم ومحاولة أحدهم سرقتهم وتصرف “محمود” بالحال متخذًا الإجراءات اللازمة للحماية والوصول لـ هذان اللصين..حول طاولة الأفطار..التي احتوت على العديد والعديد من الأطعمة كي تكفي عددهم الكبير…فقد تفننت والدات الفتيات العشر بتحضير الطاولة وتحويلها لمائدة افطار مصرية

تحوي على ( فول، طعمية، باذنجان مقلي، باذنجان مخلل، بطاطس مصنوعة بأكثر من طريقة، جبنة قديمة، بصل أخضر، والكثير من الخبر البلدي)

وقبل البدء بتناول شيء..مال “مروان” هامسًا لزوجته:

-لولو بذمتك مش الواد وعد ده شبه الواد أحمد..لا حرام كدة بظلم احمد ده حتى فيه انوثة عنه..عنها…والله ما اعرف هي بت ولا واد….

لكزته “علياء” بمرفقيها مرددة بهمس مماثل:

-اسكت يا مروان..عيب كدة..لو سمعتك هتجرح مشاعرها…

عند تلك النقطة وانفجر مروان ضاحكًا لا يستطع منعها…لمعت الدموع بعيناه من كثرة الضحك…والجميع يتابعه بدهشة يكاد يقسمون على جنانه وفقدانه عقله…

رفعت “وعد” يديها بجوار رأسها وحركتها دلالة على جنونه…توقف مروان فجأة وقال مندفعًا:

-أنا مجنون يا واد أو يا بت أنت…ده انا لحد دلوقتي بتلغبط ومعرفلكيش واد من بت..بس تصدقي انا خلاص عرفت أنتِ ثبتي الحرامي… وأصلا المفروض يحصل العكس فـ ده إن دل على شيء هيدل على أنك

كاد ينعتها بـ الذكر من جديد لكن لحق به بسام شقيقه مردد:

-بميت راجل…وعد بميت راجل.. وقادرة على التحدي والمواجهه…

اما “رحمة” التي كان تحاول لزم الصمت من أجل زوجها لكنها لم تتحمل وانفعلت مدافعة عن ابنتها:

-مالك ومال بنتي يا مروان..أنت ايه مش هتكبر بقى ولا ايه ما تشوفي جوزك يا علياء…شكله كبر وخرف…

علق سليم بصوت عالي مسببًا اضحاك الجميع الذين يدركون جنون مروان منذ الصغر:

-لا ده مخرف من زمان أوي….

بينما كانت اعين مروان متسعة من هول ما سمعه من فوها….نهض فجأة عن الطاولة مشيرًا على ذاته بصدمة:

-أنا كبرت وخرفت…لا بقى ده أنتِ عايزة نظاره…انا لسة في عز شبابي…شباب الراجل بيبدأ من الاربعين يعني انا لسة شباب….انتوا اللي عجزتوا….

سخر منه أيهم الذي كان يغتاظ هو الآخر من سلوكه العدواني مع ابنته وعد:

-اسكت يا مروان احسن…و وعد بنتي خط أحمر….

كانت وعد تتابع دفاع والدها و والدتها عنها بسعادة بينما ملت بقية العائلة من الشجار الدائم بين مروان وأيهم و زوجته….

ابتسم “محمود” بخفة عليهم ثم قال:

-اقعد يا مروان…وكلوا عيب اللي بتعملوه ده..مش لايق على سنكم….

تجدد غضب مروان من ذكر سنهم مجددًا…فجلس مضطرًا حادقًا بوعد التي صاحت بمكر:

-عارف يا مروان…انا هعمل ايه؟؟

-مش عايز اعرف يختي….

كاد تسترسل مكرها وتجعله ينفجر لولا رحمة التي نهرتها مرددة:

-وعد كملي اكل واسكتي خالص….

ردت بخنوع كالاطفال:

-طيب..

بينما كانت اعين “روفان” طيلة الجلسة على ابنتها تضع أمامها بعض الاصناف من حين لآخر تحثها على تناولهم….وما أن انتهوا حتى وجدوا كلا من مهرة وإبراهيم في زيارة لهم…

سعدت “ثراء” بمجيئهم لكن سعادتها لم تدم لعدم مجيئه معهم…عبست وحزنت لكن سريعًا ما استردت سعادتها عندما أدركت بأنه سيأتي بالمساء…

إذًا عليها الأستعداد كي تكون بكامل اناقتها وجمالها…علها تآسر قلبه مثلما آسرها…..

بينما اقتربت “وئام” من علياء مرددة بخفوت:

-مامي انا هخرج ساعة ولا اتنين وهرجع اقعد معاكم…

انزوى ما بين حاجبي “علياء” وتساءلت:

-هتروحي فين؟؟؟

-واحدة صاحبتي مسافرة هسلم عليها علشان مش هترجع تاني وهتعيش هي وعيلتها في دبي…وهتنزل زيارات كل فين وفين…وكمان هعدي على البيوتي سنتر..

ردت “وئام” كاذبة محاولة الخروج من المنزل بأي طريقة لمقابلة ذلك الشاب التي تُسلي وقتها معه…ابتسمت لها علياء وقالت بفخر:

-أنا مبسوطة بيكي وفخورة فوق ما تتخيلي…انا عرفت انك كنتِ بتعدي على البيوتي وانا مسافرة..

بادلتها “وئام” بسمتها:

-أيوة اي حاجة حضرتك بتحبيها انا كمان بحبها..وانا بحبه..عشان بتاعك أنتِ وكان لازم اخد بالي منه وأنتِ مسافرة…

قبلتها “علياء” من وجنتيها هامسة لها:

-طب يلا امشي قبل ما ابوكي يشوفك ويعملنا فرح….

ضحكت “وئام” وانصاعت إليها متسللة من بينهم…..

***********

تتأفف بضجر عيناها لا تفارق الباب تشتاق لرؤيته بعد تلك الأيام التي غابتها عن العمل بسبب مرض والدتها…

دنت منها صديقتها “ساندي” هامسة لها:

-ما تهدي يا فاتن مالك مدلوقة عليه كدة ليه؟؟

زاغت نظرات “فاتن” واسترقت نظرة تجاه رفيقتها قائلة بتردد:

-مش مدلوقة ولا حاجة…انا بس قلقانة عشان اتاخر وهو مش بيتاخر كدة…بقولك ايه اكلمه؟؟؟؟

ملت الفتاة من أفعال صديقتها وقالت محاولة ايفاقها:

-فوقي يا فاتن عابد مش شايفك…مبتشفيهوش بيعمل إيه وطريقته السافلة مع الزباين…وحتى لو شايفك مش هيعبرك طول ما أنتِ مدلوقة عليه كدة…..وعشان تعرفي قريب هيطرد..

ضيقت “فاتن”عيناها وقالت مستفسرة:

-ليه بتقولي كدة؟؟؟

-عشان وأنتِ غايبة وئام بنت مدام علياء شافته وسمعته بيكلم مع زبونة بطريقة مش ولابد…ونادته اوضتها..واكيد حذرته وبصراحة يستاهل….

اغتاظت “فاتن”ونطقت ظاهره كرها تجاه وئام:

-البت دي مبتنزليش من زور…كل ما تشوفني تحسيها مش طيقاني…وبتكلمني من مناخيرها…أختها ثراء برقبتها…

ضحكت “ساندي” وعقبت بضحك:

-الاتنين زفت معرفش دول بنات مدام علياء البسكوتة ازاي….

طل “عابد” بتلك اللحظة والجًا صالون التجميل ملقيًا تحية الصباح على جميع العاملين والعاملات موزعًا ابتسامات واسعة…آسرت قلبها…وأطاحت به….

جاءت عينه بها وناولها نصيبها من بسمته…وعندما أولاها ظهره تنهدت بحرارة…

ثم استأذنت من رفيقتها وقطعت المسافة بينهم متمتمة بتوتر وبسمة كانت مرتبكة بعض الشيء…

-صباح الخير يا عابد…عامل إيه؟؟؟

اغمض جفونة بحركة سريعة مؤكدًا أنه بخير متمتم بكلمات بسيطة:

-الحمدلله وأنتِ؟؟ وطنط عاملة ايه دلوقتي؟

سعدت لسؤاله عن والدتها ونطقت مطمئنة إياه وعيناها تلمع ببريق العشق الذي استطاع تمييزه والتقاطه..

فليس احمقًا إلى تلك الدرجة التي تجعله لا يدرك مشاعر تلك الفتاة نحوه…!!!!

-الحمدلله بقت احسن…

شارفت على استرسال ما بدأته وفتح احاديث عده معه…لكن أوقفها رؤيتها لـ “وئام”..

دهش “عابد” من تراجعها بالحديث وتناهى له صوت تلك الخطوات الأنثوية والتي كانت تقترب منهم…..

التفت برأسه فقط يطالع صاحبة تلك الخطوات والكعب العالي…. ولسوء حظه تقابلت عيناهم بنظرة لم تدم كثيرًا…

فقد كانت خاطفة…

توقفت “وئام” عن متابعة سيرها وعادت خطوتان للخلف واقفة في المنتصف بين كلا من عابد وفاتن…

ابتسمت لهم بسمة لم تصل لعيناها…قائلة بصوت عذب مترقبًا:

-صباح الخير…

ردت “فاتن” عليها ببسمة مماثلة لها…قائلة ببرود:

-صباح النور….

حولت “وئام” نظراتها على الفور تجاه “عابد” تنتظر أجابته هو الآخر…

استطاع رؤية ذلك الانتظار بعيناها…فلم يحقق لها مرادها وظل محافظًا على صمته….

اخفت “وئام” اشتعالها منه و رأت الشماته في عين “فاتن” التي سعدت بفعلته….

فقامت وئام بتزيف عدم مبالاتها وقالت بنبرة شابها المرح:

-طب إيه واقفين تتسايروا ليه…مظنش أن ده مكان للكلام..ده مكان شغل مش كدة ولا إيه….

ضحكت “فاتن” وقالت بحسم:

-اكيد طبعا بس زي ما حضرتك شايفة مفيش زباين كتير لسة..وانا كنت غايبة وبسلم عليهم عشان وحشوني أوي..

تمعنت “وئام” النظر بعيناها ملتقطة عشقها نحوه وطريقتها بنطق كلماتها الاخيرة سارقة نظرة نحو الآخر…ابتسمت بسمة جانبية وبحركة صدمت فاتن وعابد بذات الوقت…قامت بوضع حقيبة يدها على تلك الحافة من الخشب المطلي بلون اسود لامع ودارت جالسة على المقعد العائد للزبائن…

رفعت يديها وحررت خصلاتها التي كانت تعقدهم للخلف…ونظرت لانعكاس فاتن بالمرآة وهي توجه حديثها لـ عابد:

-عايزاك تغيرلي لون شعري…قولي ايه اللي يليق على وشي…؟!

شعرت “فاتن” بالغيرة وكم أرادت الفتك بتلك الفتاة…

نظر عابد بصورتها المنعكسة وقبل أن يتفوه بشيء قاطعته وئام قائلة:

-ايه يا فاتن هتفضلي واقفة كتير…يلا الزباين بدأت تيجي…يلا يلا على شغلك…..

أرادت صفعها على وجها و سبها بالعديد والعديد لكنها تماسكت كي تحاقظ على عملها..وغادرت…مراقبة إياهم من خلال إحدى المرايات….

عادت وئام تحملق بانعاكس عابد الذي كان يحدق بها…فقالت ببسمة ماكرة:

-مقولتليش ايه اللي يليق عليا….

انحنى”عابد” قليلًا حتى بات وجهه جوار اذنيها متمتم بخفوت كان أشبه بالهمس وعيناه تجوب على قسماتها من خلال المرآة:

-عايزة رأيي؟

لم تزيح عيناها عنه مراقبه تأمله لها قائلة:

-أكيد…

ابتسم بسمة جانبية مجيبًا بصدق امتزج ببعض الفظاظة:

-مفيش لون هيليق عليكي زي لون شعرك؟؟؟ انا شايفه يجنن…… وابقى حمار كبير لو غيرته…

صدمها جعلها لا تستطع النطق…ابتسم على ما فعله بها…واعتدل بوقفته…ثم تسللت يداه لخصلاتها متمتم بأسلوب كان طبيعيًا يناقض اسلوبه الفظ و تغزله غير الصريح بها:

-هعملك تسريحه تجنن وهسويلك الأطراف بس مش هقص كتير…عشان الشعر الطويل احلى كتير فيكي…..

انتظرت تنفيذه لكلماته تاركه له خصلاتها يفعل بها ما يشاء مغلقة هاتفها كي لا يزعجها صديقها….

بعد مرور بعض الوقت انتهى منفذًا ما قاله…ونالت (تسريحتها) إعجابها…رامقة إياه بأعجاب على عمله….ثم تركته خاطفة نظرة أخيرة نحو فاتن التي كانت مقلتيها لا تفارقهم وتحركت نحو غرفة والدتها…….متلذذة بما تفعله….

************

ضحك “جابر” ساخرًا من وضعه ومما أصبح عليه…واقفًا بالمطعم العائد لوالده يشارك نضال في تقشير (البطاطس، والباذنجان) بينما اهتم والده وخليل بالزبائن والبيع لهم….

سحب نفسًا عميقًا حبسه داخل صدره ثم زفره دفعة واحدة….موجهًا حديثه لـ نضال الذي كان لا يقل امتعاضه شيء عن أخيه..

-بقى أنا جابر على سن ورمح اقف أقشر بطاطس وبادنجان لا بقى ده انا اغيرها من يا صباح الجمال والأناناس لـ صباح البطاطس والباذنجان….لا والانقح امك ياض يا نضال بتتخانق علينا عايزانا نساعدها عشان ولاد خالتي يا اخي إن شاء الله عنهم ما طفحوا…

تجاهل “نضال” تذمره مدركًا بأنه إن سايره لن يصمت وسيظل يثرثر و يثرثر مسببًا له صداع لن يهدأ بسهولة…

انتبه لتجاهل شقيقه له كاد يفتح فوه ويخرج غضبه عليه لولا رؤيته لـ إحدى سيدات الحي تخطو داخل المطعم ملقية تحية الصباح على والده:

-صباح الخير يا عم سلطان….

اجابها سلطان بود بينما عقب “جابر”بخفوت وعيناه تهيم بجمالها الشرقي وعبائتها السوداء وعطرها الذي لحق بها:

-يا صباح الجمال و الأناناس…يخربيت جمدان أمك….

رمقه “نضال” متمتم من بين أسنانه بعدما سمع كلماته:

-ما تحترم نفسك بقى يا أخي…

-خليك في حالك يا اخ نضال..وبعدين كفاية خليل هيبقى أنا وهو….

انتهى من رده عليه وظل متابعًا المرأة التي ألقت سؤالها على سلطان:

-متعرفش مُدرس عربي قريب من هنا يا عم سلطان بدل أيوب اللي كل سنة يغلي الحصص علينا اكمنه المُدرس الوحيد اللي في المنطقة….

نفى سلطان آسفًا معتذرًا:

-لا والله يا بنتي…هسألك او هخلي خليل يسألك ولو لقيت هبلغك…

اماءت له بامتنان بينما رفع خليل أنظاره الذي كان يتحاشي وقوعها على المرأة الواقفة أمامهم غاضبًا من ذلك العطر الذي تضعه و وصل إليه بل للجميع…حدق بوالده بنظرة سريعة..ثم عاد لما يفعل من تحضير شطائر وطلبات….

ثوان وكانت تغادر المرأة بعدما اخذت طلبها فحمد خليل ربه على رحيلها فعطرها كاد يخنقه من قوته….

بينما اتسعت عين “جابر” وترك ما كان يفعل من تقشير..مبتسمًا باتساع..

لاحظ “نضال” حركته وقال مستفسرًا:

-في إيه ؟ كمل ياخويا تقشير انا مش هقشر كل ده لوحدي….

هلل “جابر” بصوت عالي جذب أنظار اخيه و والده ومن يتواجد بالمطعم من زبائن:

-تقشير ايه دلوقتي…انا لقيتها….لقيتها…جابر لقاها….جابر مش هيبقى عاطل من بعد انهاردة يا حــــــــــــارة….

انتهى راكضًا للخارج تاركًا والده يضرب كف بالآخر من جنونه….

************

جالت عين “وئام” بحثًا عن “فاتن” و “ساندي” فقد لاحظت غيابهم عقب خروجها من غرفة والدتها الخاصة…..

فتحركت متجهه صوب دورة المياة فمن المؤكد أنهم بالداخل يتسامران مثلما يفعلان دائمًا…

غائبة عن عيون “عابد” التي تراقبها…

وصلت أمام دورة المياة…وأسرعت كي تفتح الباب لكنها توقفت عندما وصل إليها حديث تلك الفتاة التي تصرخ بغيرة وكره مصوب نحوها:

-متعصبنيش يا ساندي ومتقوليش وطي صوتك…دي بني آدمه مستفزة..وقصدت تضايقني…هقول ايه ما هي واحدة زبالة.. معرفش مدام علياء سيباها ليه تيجي وتقرفنا…حاجة تقرف…ولا التاني اللي مبسوط أوي..ده انا نفسي اجبها من شعرها اللي فرحنالي بيه ده…..

وفجأة انفرج الباب وطلت من خلفه “وئام”……؟!!!!

_يتبع_

فاطمة محمد.

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق