رواية الحب كما ينبغي – الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل مش كبير وده نظرًا لتعبي الشديد وأني مقدرتش أكتب أكتر من كدة وأتمنى أحداث الفصل تعجبكم❤
______________________________
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل الثاني والخمسون:
اتخذت قرارهـا وحسمت أمرها واستدارت بكامل جسدها تبصره بعيونها تخبر ذاتها ببعض الكلمات المحفزة لها والتي تنفي أي حب تجاهه بداخلها وأن عشقها لـه قد تبخر، لم يعد يتواجد ولم يعد لـه مكانـًا وأنها قد باتت تكرهه وتشعور بالنفور نحوه.
اقترب صابـر عدة خطوات حتى أصبح واقفًا أمامها.
أطال النظر بها دون حديث وساد الصمت بين الاثنان..هو لا ينطق بحرف وهي تقف ساكنة تطالعه بجمود لا ينعكس على وجهها أي مشاعر أو أحاسيس تشعر بها.
بدأ الارتباك يتسلل إليها بعد هذا الصمت المريب والوضع الغريب التي لن يمر مرور الكرام إذا رآهم أحد سكان البناية.
خرج صوتها تسألـه بذات الجمود والبرود:
-في إيـه؟؟ قولتلي استني يا جهاد واديني استنيت واديك ساكت!! لو مفيش حاجة فـ أنا لازم اطلع الوقفة دي مش حلوة خالص و..
-مجتيش النهاردة ليه؟
ألقى كلماته بل استفساره والذي كان كالقنبلة الموقوتة في وجهها.
سمعت منه ما لم تتوقع سماعه أو السؤال عنه.
اعترت الدهشة وجهها ولم يعد خالي من التعابير مجيبة عليه بحنق واضح وكلمات هو الآخر لم يتوقعها بتاتًا:
-وأنت مالك؟
تفاجئ بقوة وكز على أسنانه يسألها من جديد دون كلل أو ملل:
-مبسألكيش عشان تقوليلي أنت مالك على فكرة، أنا بسأل عشان عايز جواب…عايز رد على سؤالي..مجتيش ليه يا جهاد.
-آه شكلك واقع على ودانك وأنت صغير ومحتاج تكشف ضروري.
-ردي على سؤالي مش هكرره تاني.
-والله أنا رديت عليك من أول مرة، بس شكل ردي عجبك فـ عايز تسمعه تاني فعادي اسمعهولك…أنت مــالك؟؟؟؟ أجي..مجيش أنا حرة، اعمل اللي أنا عايزاه وأنت ملكش تسألني عملت أو معملتش ليه؟ وبعدين أنت جاي بتكلم معايا كدة ليه أصلًا! وجاي لحد البيت هنا وتاعب نفسك عشان كدة! شاغل نفسك بيـا ليه يا صابـر؟
فـرت الكلمات من على طرف لسانـه..فقط ينظر لها.
أما هي فلم تكتفي بما ألقته عليه وتابعت من محل توقفها:
-أنت عايز مني إيـه؟ لو جاي تدور على اللى قالتلك في يوم من الأيام أنها بتحبك وكانت بتجري وراك فهي مبقتش موجودة ممكن نعتبرها اختفت..اتبخرت..أو ممكن ماتت..المهم أنها مبقاش ليها أثـر.
ضاقت عيونه تركيزًا مع عيونها الذي رآها تنطق عكس ما تقولـه، مما جعله يجيب على كلماتها اللاذعة، قائلًا:
-أومال أنا ليه شايفها لسة موجودة؟؟ اللسان ممكن يكدب يا جهاد بس العيون عُمرها ما كانت كدابـة، وأنتِ عينيكِ بتقول عكس كلامك.
التوى ثغرها تهكمًا، مجيبة بسخرية واستهزاء واضح منه:
-خبير عيون أنت مش كدة؟ عمومًا وعشان ننهي المهزلـة دي، عايزة أقولك كلمتين عايز تعمل بيهم اعمل مش عايز تعمل براحتك.
وبفضول أخفاه بمهارة عنها سألها بترقب:
-أحب اسمعهم.
-قبل ما تحاول تبين أنك فاهم اللي قدامك يا خبير العيون افهم نفسك الأول وشوف أنت عايز إيـه بضبط عشان واضح جدًا أنك بتعاني مع نفسك…وتاني مرة متجيش هنا تاني عشان تكلم معايا لان الوقفة دي مش هتكرر تاني ولا هاخد وادي معاك في الكلام.
ختمت حديثها منطلقة من مكانها قاصدة منزلها تاركة إياه خلفها، لا يستوعب ما حدث وقالته..بل والأكبر فعلته من مجئ إلى هنا!!!
ربما للحق عليه فهم نفسه وما يريده تحديدًا، فكافة أفعالـه وأحاديثه تتناقض تمامًا.
مسح على وجهه ثم سرعان ما رحل هو الآخر والندم يصاحبه على خطوته الغير مدروسة والمتهورة.
______________________________
دخلت جهاد المنزل وأغلقت بابـه بقوة، واقفة محلها وصدرها يعلو ويهبط بانفعال..غاضبة منه..ومن نفسها ومن كل شيء…
مكررة على مسامعها وهي موصدة الجفون بأنه لم يعد لـه مكانـًا ولو صغيرًا في قلبها وأضحت تكرهه بشدة.
ولكن الحقيقة عكس ما تحاول إقناع نفسها بـه…لو كانت تكرهه وتمقته عن حق لم يحدث معها كل ما يحدث كلما تلاقت بـه واجتمعت معه بمكان واحد.
ربما فقط لم تعد تريده في حياتها وكشريك حياة لها…حبه لم يمحى بعد تمامًا من قلبها… لاتزال تكن لـه بعض المشاعر….ولكنها تنكرها وتحاول تكذبيها.
فقد فقدها وخسرها للأبد لن يشفع لـه شيء ولن تسامحه يومًا.
جاءت روضة من غرفتها على صوت إغلاق الباب، منتشلة جهاد من شرودها وأفكارها الكثيرة المشتتة الحائرة:
-مالك يا جهاد واقفة كدة لية؟؟ أنا لسة بصة على الفيديو لقيته اتمسح.
ابتلعت جهاد ريقها وحاولت أن تظهر طبيعية، قائلة ببسمة كافحت كي ترسمها على وجهها:
-آه اتسمح طلع جدع وابن حلال و وافق أنه يمسحه كتر خيره، أنا كنت خايفة ميرضاش بس خيب ظني…أنتِ عاملة إيـه دلوقتي طمنيني عليكِ؟
-الحمدلله، هنعمل إيـه دلوقتي ابعت لضياء اعرفها اللي حصل.
وافقت قائلة وهي تتحرك من مكانها متجهه لغرفتها كي تبدل ملابسها وترتدي أخرى تلائم المنزل:
-ماشي بس خليها متقولش حاجة للبت إحسان ولا تريحها خليها تقعد على أعصابها شوية عشان تتعلم الأدب، وتليفونها هيفضل معايا وتبقى تتف على وشي لو شافته تاني، أنا هعلمها الأدب من أول وجديد.
_______________________________
-آسـر تعالى معايـا.
همس قُصي بكلماته بعد أن مال على أذن آسـر، والذي لم يبعد أو يترك ضياء وبقى مكانه مثلما هو، أجابه آسـر بذات الهمس:
-لا مش هاجي معاك، غور من وشي دلوقتي، وسيبني دلوقتي عشان أنا بعيش أجمل لحظات حياتي.
-أسيبك إيـه وأجمل لحظات حياتك إيـه بس ليه بتحسسني أنك كتبت عليها..أنت مبقتش عجبني خلي بالك حالك بقى مايل.
-والله ما حد مايل غيرك، امشي يا قُصي.
-يا جدع أفهم عايز أوريك حاجة.
-وأنا مش عايز أشوف حاجة غور بقى أنت صعبان عليك أني مبسوط.
هز قُصي رأسه متراجعًا عن الحديث معه وجعله يشاهد الفيديو الخاص بـ عادل و إحسان، هاتفًا بضيق طفولي:
-ماشي براحتك بس خليك فاكرها وسجلها.
ابتعد قُصي في ذات اللحظة التي أعلن فيها هاتف ضياء عن رسالـة، مما جعلها تلتقط الهاتف عن أعلى الطاولة بسرعة ولهفة لاحظها آسـر، جعلت بسمته تبدأ بالتبخر خاصة بعد بسمتها العريضة التي زينت وجهها بعد قراءتها للرسالة والتي كانت من روضة تخبرها بأن جهاد قامت بحل المشكلة والفيديو لم يعد لـه وجود و….
لم تكن روضة قد توقفت بعد عن مراسالتها، تحركت ضياء بصحبة هاتفها وابتعدت كثيرًا عنه وهي تتصل عليها كي تعرف التفاصيل أكثر ويطمئن قلبها أن شقيقتها لن ينالها أذى أو شر من قِبل والدهم.
تابعها آسـر بعيونـه التي انطفئت بعد ما حدث وتبخرت سعادته وفرحته بتواجده قربها حتى لو لم يكن بينهم أحاديث فقط يرضيه القليل.
نظر في الفارغ وخمن من لهفتها وما رآه على وجهها أنـه “طارق”.
متمنيًا لو كان بإمكانه أن يحظى بالقليل مما حظى بـه هذا الشاب.
لكن يبدو أن أموره لن تسير مثلما أراد.
وبعدما تناسى أمره تمامًا عادت هي اليوم وذكرته بـه وعاد اليأس والألم إلى قلبه بعدما كان يشعر بالفرحة وحلق قلبه عاليًا.
لم يعد يريد البقاء أكثر وفضل المغادرة مع وعد تنفيذ حديثه السابق بألا يجمعه مكان بها مرة أخرى يكفيه ما يحدث بقلبه المسكين الآن..يكفيه وجعًا وألمًا لا يريد إيذاء قلبه أكثر من ذلك.
________________________________
فشلت جهاد في معرفة أي شيء قد يفيد أحمد عن ذلك الشاب، محاولة استدارج والدها في الحديث ومعرفة أي شيء ولكن لم تستطع نيل ما تريد.
حل اليوم الثالث سريعًا، والآن داخل غرفة ضياء و روضة حيث كانت تجلس الأخيرة على الفراش لم تجهز بعد رغم قرب وصول العريس وأهله.
قرارها لم يتبدل وظلت متمسكة برفضها، لم تخضع حتى الآن ولا يوجد نية لديها لفعل هذا.
فلو أراد والدها قتلها فليقتها أفضل من أن ترتبط وتكون مع شخص لا ترغب بـه على الإطلاق.
-جهـاد البت دي لبست ولا لسة؟
هكذا تساءل شكري المنادي بعلو صوته، يتأكد بأن روضة لن تسبب مشاكل أو تشكل إحراجًا لـه أمام ضيوفه.
كذبت جهاد المتواجدة معها بالغرفة وأخبرته بصوت عالي وصل إليه:
-بتلبس أهي.
بعد انتهائها، كزت روضة على أسنانها وقالت وهي ترمقها برفض وتحدي ينطلق من عيونها:
-مش هلبس يا جهاد ولا هتحرك من مكاني ولا هعتب خطوة برة باب الأوضة ولو عايز يقتلني يتفضل كدة كدة مفرقتش كتير بالعكس ده اللي عايز يعمله ده أسوء بكتير من أنه يقتلني.
تقدمت جهاد منها، محاوطة كتفيها بكلا ذراعيها، تحاول أن تطمأنها:
-ممكن تهدي..اهدي يا روضة محدش هيجبرك على حاجة بس اهدي وقومي دلوقتي البسي عشان بس أبوكي يهدأ وميتعفرتش عليكي.
تمسكت روضة بحديثها وقالت بإصرار وهي تكبح دموعها التى شارفت على التحرر من مقلتيها والسيل على وجهها:
-لا يا جهاد، خليه يعرف أني هفضل رافضة ومستحيل أوافق، أنا خلاص تعبت من اللي بيعمله معايا ومبقتش مستحملة.
تدخلت ضياء المتابعة من البداية بصمت ما يدور من حوار بين الاثنان، مؤيدة حديث روضة ورفضها، هاتفة:
-أنا مع روضة يا جهاد، ومش مع فكرة أنها تقوم تجهز خالص دي، كدة أحنا بنقوله أنها موافقة خلاص.
-يا ستي لا موافقة ولا زفت، أساسًا مفيش حد هيجي، عريس الغفلة هيتمنع أنه يطلع لهنا، عشان كدة بقولك قومي ألبسي عشان يبقى عداكِ العيب وأزح وأنت سمعتي كلامه وجهزتي بس في الآخر هو اللي مجاش..بس لو فضلتي رافضة وكمان هو مجاش مش بعيد يمسك فيكي يطلع غله عليكي.
تسارعت دقاب قلب روضة مما تسمعه يخرج من فم جهاد، لاحت الصدمة المغلفة بعدم فهم على وجهها تسألها:
-يعني إيـه هيتمنع أنه يطلع لهنا؟ هيحصل إزاي الكلام ده!! مين اللي هيمنعه أصلًا؟؟ انطقي يا جهاد.
ابتلعت جهاد ريقها ثم أخبرتها دفعة واحدة:
-أحمد اللي هيعملها، أنا مكنتش ناوية أقولك بس خلاص هقر وهعترف…أنا كلمته وحكيتله يوم الوقفة وحاولت أعرف أي حاجة من أبوكي عن العريس بس أبوكي حويط ومرضاش يقولي حاجة…وخدي التقيلة بقى، أحمد دلوقتي واقف تحت البيت وهو اللي هيستقبله وهيرحب بيه كمان……
_____________________________
لم يعد يملك خيارًا آخر، هذا كل ما بإمكانه فعله ألا وهو الانتظار..
انتظار ذلك الرجل الذي تجرأ و وقع اختياره على فتاتـه ومن وقع القلب صريعًا في هواها.
اليوم لن يدعها تضيع من يده وتكون لغيره..لن يسمح بحدوث شيء كهذا.
مترقبًا داخل سيارته أسفل البناية رفقة أخيه ذلك الشاب والذى استجابت دعوة أحدهم عليه.
وأثناء انتظاره بدأ الصبر ينفد والغضب يتسلل إليه، مصوبًا حديثه إلى صابـر:
-مش بيجي ليه ها..هنستنى إيه تاني أكتر من كدة!! متأخر عن الميعاد اللي قالتله جهاد سبع دقايق بحالهم، بني آدم غير ملتزم بمواعيده وقليل الذوق ومتأخر هو وأهله…….صابـر شكله جه….في ناس نازلة من التاكسي اللي وقف هناك ده.
رد صابـر بهدوء وعيونه تتابع ما يردده أخيه من سيارة أجرة تقف على بعد خطوات بسيطة من البناية وعلى مقربة منهم:
-مش شرط يكون هو.
لم يبعد أو يزيح أحمد عيونه عنهم، قائلًا أثناء متابعتهم:
-لا هو وجايب ورد بروح أمه..أنزل بسرعــة.
-عرفت منين أنه هو اللي ماسك ورد ما يمكن اللي شايل علبة الجاتوة.
-هنعرف حالًا هو أنهي واحد فيهم..
هبط الاثنان من السيارة وسبقوهم، واقفان داخل البناية كالسد المنيع غير سامحين لهم بالمرور وصعود الدرجات.
وقف الشاب المدعو إسماعيل رفقة أخيه وأهله، والذي كان حاملًا لباقة الورد الذي جلبها، قائلًا بهدوء:
-مساء الخير، ممكن نعدي؟؟
رمقه أحمد بنظرة متفحصة من أعلاه لأسفله وهو يردد بأسلوب جاف صارم خالي من أي مشاعر:
-أنت العريس؟
رد عليه إسماعيل ببسمة بسيطة:
-أيوة أنا،حضرتك مين؟
نظر أحمد نحو صابـر يخبره:
-شوفت مش قولتلك اللي شايل الورد.
ثم عاد مبصرًا إسماعيل الذي لا يفقه أي شيء مما يحدث:
-مش مهم أنا مين، المهم أنت ممكن تتفضل معانا، وأهلك الناس الكُبارة المحترمة دول يروحوا.
عقد والده حاجبيه وتبادل النظرات مع زوجته وابنه الآخر بنظرات سريعة تدل على عدم فهمهم:
-يتفضل معاك فين؟ وأحنا نروح ليه وأنتوا مين أساسًا؟ هو أستاذ شكري مش ساكن هنا ولا أحنا جينا غلط ولا إيه الحكاية بضبط.
زفر أحمد ثم بدأ يشرح للرجل بهدوء واحترام عكس طريقته مع ابنه إسماعيل:
-أنا هشرح وأفهم حضرتك يا عمو، دي فعلًا عمارة عمو شكري أنتوا صح، بس اللي أنتوا جايين عشانه ده مش هينفع ومن سابع المستحيلات أني اسيبه يحصل ومتخافش على ابن حضرتك أنا هتكلم معاه بس مش هضربه ولا هاكله متقلقش، أنا برضو متربي ومحترم والله.
رد شقيق إسماعيل على أحمد وقال باستهزاء واستنكار لما يحدث الآن:
-أنت هربانة منك ولا إيـه وسع يا جدع أنت خلينا نعدي..إسماعيل كلم أبو العروسة ينزل يشوف في إيـه هنا! إيه التهريج والمسخرة دي! ومين دول أصلًا.
استجاب إسماعيل إلى حديثه وأخرج هاتفه كي يهاتف شكري ولكن قبل أن يفعلها، انتشل صابـر الهاتف من يد الشاب بحركة غير متوقعة، قائلًا وهو يجذبه من ملابسه بطريقة دبت الرعب في أوصال أهله عليه:
-هو مش قالكم أن اللي أنتوا جايين عشانه ده مش هينفع؟؟ لسة واقفين ليه لحد دلوقتي وبتاخدوا وتدوا في الكلام معانا!!! إيـه يا إسماعيل تحب تدخل وتكمل وتقول على نفسك يا رحمن يا رحيم وبدل ما تخش دنيا تمشي منها خالص!! ولا تيجي معانا بالذوق وتقنع أهلك يرجعوا مكان ما جم!! القرار ليك واللي تختاره هيحصل….مع وعد مني ليك أنك لو أخترت الاختيار التاني محدش هيلمسك مننا هو هيتكلم معاك بس وهتفهم هو عايز إيـه منك.
رد شقيق إسماعيل بطريقة هجومية مما يحدث:
-أنتوا عبط بقى ولا إيـه يجي معاكم فين أحنا نعرفكم منين أصلًا!!
رد أحمد وقال وهو ينظر نحو إسماعيل:
-طيب بلاش يجي معانا، هنتكلم هنا، مالـه هنا… و…… أنت بتبصلي كدة ليه يا إسماعيل؟ على فكرة أنا مش وحش ولا شرير ولا باد مان!! ولا حتى قاطع طريق، أنا كل ما في الأمر أني بحب وعاشق ولهان! ترضى أنت تكون معجب وبتحب بنت ومش راضي تأخد أي خطوة لأنها لسة بتدرس وفي سنة دراسية مهمة جدًا وأنت مش عايز تشغلها وكمان بتخاف عليها حتى من عينك ومش مصارحها ولا معرفها حاجة عن مشاعرك دي، وفي الآخر يجي واحد معندوش دم زيك ياخدها! هل يرضيك؟ أجبني لو سمحت، يرضيك يا عمو؟ يرضيكي يا طنط؟ يرضيك يا أخو إسماعيل يا اللي معرفش اسمك؟
هز إسماعيل الماقت طوال عُمره للمشاكل رأسه نافيًا مجيبًا عليه أولًا بخفوت:
-بصراحة لا ميرضنيش.
-شوفت بقى وعرفت أن من حقي أضايق! أنت أكيد عذرني يا إسماعيل على الوقفة دي صح؟؟ أنا مينفعش أسيبك تعمل كدة يا إسماعيل؟! أنا مش من النوع اللي هيستنى حبيبته تتجوز ويجي يسمع يوم فرحها اعذريني يوم زفافك مقدرتش أفرح زيهم مخطرش أبدًا يوم في بالي أني ابقى واحد منهم، جايلك بهني..واقف بغني..ماعرفش ليه إيه اللي جابني، غير أني اشوفك بس وامشي…….أنا مش هعمل كدة يا إسماعيل أنا يا فيها يا أخفيها يعني يا أما أكون أنا العريس يا أما هطربق الدنيا على دماغك ودماغ أي راجل يفكر يهوب منها..يلا بقى اتكلوا من هنا…
ختم حديثه مبصرًا الورود والتي نجحت في أثارة استفزازه وبشدة، مما جعله يجذبها منه بقوة مغمغم بضيق وهو يدفعها أرضًا:
-ارمي بقى أم الورد ده من وشي متقعدش شايله كدة عشان عصبني.
وقبل أن يتحدث إسماعيل مرة أخرى خرج صوت والدته الحازم قائلة بغضب واضح:
-يلا يا إسماعيل نمشي من هنا…
________________________________
طال انتظار شكري ولم يأتوا بعد، ومن حين لآخر يرمق ساعة الحائط بحنق من غياب وتأخر إسماعيل.
“اتأخر ليه كل ده؟؟ بت يا رضـا هاتيلي تليفوني من الأوضة جوه..”
أخفت جهاد بسمتها التي كادت تشق ثغرها على يقين أن أحمد خلف ما يحدث مثبتًا لها حقيقة مشاعره وقوة حبه لأختها.
لم تلتزم الصمت وقالت بدهشة تحمل من اللؤم الكثير:
-مش عارفة اتأخر كدة ليه هو من أولها كدة! المفروض مدام ادى ميعاد يجي فيه مش يفضل لاطعنا كدة، ده أحنا ملصمين البت بالعافية.
-ابلعي ريقك وأخرسي شوية مش ناقص أهلك، وبعدين الغايب حجته معاه، أكيد مش عارف يوصل.
-لو مش عارف يوصل كان اتصل عليك… أنا هروح أشوف روضة عقبال ما يوصلوا..
فارقت مكانها تاركة شكري على وشك الإنفجار، منتشلًا الهاتف من يد رضا وعلى الفور آتى برقمه لكنه لم يجيب..حاول مرة أخرى ولكن الهاتف بات مشغولًا غير متاح بعدما كان يرن منذ لحظات فقط وبالمرة الأولى.
ظن أنها قد تكون مشكلة شبكة فعاود الإتصال ولكن لم تختلف النتيجة………..
««يتبع»»…..
فاطمة محمد.
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.