رواية الحب كما ينبغي الفصل السادس والثلاثون 36 – بقلم فاطمة محمد

رواية الحب كما ينبغي – الفصل السادس والثلاثون

الفصل السادس والثلاثون

الفصل السادس والثلاثون

الحب كما ينبغي.

فاطمة محمد.

الفصل السادس والثلاثون:

-ألحقك!!! أنت هببت إيـه بضبط!!

وصل إليه مغزى كلماته مما جعل يوسف يتشنج مجيب عليه بانفعال لا يليق به:

-احترم نفسك إيـه هببت دي، هو أنا لحقت أصلًا.

وبأعين قد ضاقت رد محمد:

-أومال في إيـه.

-نادي إسلام بس الأول خليها تيجي تشوف برق علشان عايزاها.

ضاقت عين محمد أكثر مجيب عليه باستنكار:

-اناديلك إسلام ومراتك عايزاها، وتقولي مهببتش!! أومال لو كنت هببت بقى كان إيـه اللي جـرا.

-يا بني متعصبنيش متخلنيش امسكك اعجنك نادي إسلام بسرعة الله يكرمك ولا اقولك أنا هناديها.. يا إسلام… يا إسلام…

-أنت عبيط يا عم ولا إيـه..

خرجت إسلام على نداء يوسف وهي تجر ذيل فستانها لم تبدل بعد، اقتربت من الباب وهي تسأله بقلق:

-في إيـه!!

أجابها يوسف بسرعة البرق يستنجد بها هي الآخرى:

-برق عينها هتضيع مني ومنها الحقوني مش عارف اعمل إيـه، قولتلها نروح المستشفى قالتلي لا واناديكي.

لم تقف إسلام محلها بل سارعت بالخروج والذهاب لمنزل شقيقتها…

كاد يوسف أن يلحق بها لولا ذراع محمد الذي امسك بـه يسأله:

-تعالى هنا فهمني، يعني إيه الكلام ده ويعني إيه عينها هضيع..

-يا عم اللينسيز سرحت في عينها ومش لقياها وده خطر أوي يا محمد وأنا خايف عليها، سبني بها دلوقتي لما أشوف المصيبة دي، يارب تعدي على خير يارب نلاقي اللينسيز ونعرف نطلعها….

نفض يد محمد عنه متجهًا صوب منزله المفتوح بابه على مصرعيه بعدما تركه مفتوح وكذلك تركته إسلام بعد دخولها.

اتجه نحو غرفة النوم ودخلها فسقط بصره عليها وهي تقف أمام المرآة تحك عيناها ثم تقترب بوجهها تدقق النظر حول عيونها من الداخل و إسلام أمامها تنظر معها يحاولون إيجاد تلك العدسة الملونة وإخراجها.

ابتلع ريقه بخوف عليها يسأل إسلام:

-مش لو كنا روحنا المستشفى كان يبقى أفضل.

خرج صوت إسلام تصوب حديثها لـبرق:

-ارفعي عينك لفوق كدة خليني أعرف أشوف..

هنا وتهلل وجه إسلام وهي تصرخ بفرحة:

-أهي شوفتها، بصي كدة أنتي بقى في المرايا وحاولي تطلعيها خايفة أعورك طلعيها أنتي أحسن واقلعي الناحية كمان بدل ما تسرح هي كمان..

وبالفعل نظرت برق بالمرآة وبدأت محاولتها لسحب تلك العدسة من عيونها بعدما وجدتها أخيرًا…

فقبل أن تبدل ملابسها أو تفعل أي شيء انتبهت لاختفاء العدسة وارتعبت بشدة ونادت ليوسف الذي قلق وارتعب من أجلها…

ثواني وكانت تخرجها تتنفس الصعداء وكذلك إسلام ويوسف..

لم يظل صامتًا وظل يردد بصوت مسموع للاثنان:

-الحمدلله أنا كنت مرعوب الحمدلله جت سليمة.

بينما هتفت إسلام بعتاب وانفعال بسيط:

-آخر مرة تلبسي الزفت ده تاني، الحمدلله أننا لقيناها وعرفنا نطلعها.

كادت برق أن تتحدث تدافع عن نفسها، تخبرها بأنها لم تفعل شيء غريب لم يفعله غيرها، بل معظم الفتيات يرتدون تلك العدسات الملونة بالمناسبات والحفلات ومنهم من يرتديها بشكل دائم.

سبقها يوسف متحدث مع إسلام يحل محل زوجته بالدفاع:

-الحمدلله أكيد، بس هي لما لبستها مكنتش تعرف أكيد أن ده هيحصل فمحصلش حاجة الحمدلله عدت على خير، شكرًا يا إسلام تعبتك معانا.

غزت البسمة وجه برق سعيدة بطريقة لا تستطع وصفها، فقد دافع عنها للتو..

نبرته، أفعاله بهما حنان يأسرها ويجعلها تذوب كما يذوب السكر.

حافظت إسلام على ملامح وجهها العابسة، لم تبدي أي رد فعل بعد حديثه، تخفي باتقان سعادتها بحبه ودفاعه المستميت ذلك عن شقيقتها.

تنهدت والتفتت برأسها تطالع برق قائلة بهدوء:

-تصبحوا على خير.

ردت برق بخفوت عليها وتابعتها بعيونها وهي تفارق الغرفة.

-وأنتي من أهله.

نظر يوسف بعيونها يخبرها وهو يشير بيده للخارج:

-ثواني بس وجاي.

خرج خلف إسلام، ينظر لمحمد الواقف بالصالون والذي لم يحب الدخول معهم إلى غرفة النوم وفضل الإنتظار بالخارج..

لكنه ما أن رأى إسلام سألها بقلق بسيط:

-عملتوا إيه؟

هزت رأسها تطمأنه قائلة بذات الهدوء:

-الحمدلله لقيناها وطلعتها.

فك محمد عقدة يديه ومدها نحوها يسحبها معه وهو يقول:

-طيب يلا بينا نرجع شقتنا عشان منبقاش قلات الذوق والأدب ونزعج الناس يوم فرحهم.. واخد بالك أنت يا يوسف أنا همشي أنا ومراتي عشان منزعجكش ونبقى قلات الذوق والأدب…

فهم يوسف تلميح محمد الذي رماه بوجهه فقال وهو يذهب خلفهم كي يودعهم ويغلق الباب من خلفهم:

-خلاص فهمت أني قليل الذوق والأدب شكرًا ليك يا محمد على قلة أدبك..

ولجت إسلام المنزل بينما لم يفعل محمد وهرول تجاه يوسف قبل أن يغلق الباب يخبره بتهديد و وعيد:

-على الله يا يوسف على الله تخبط علينا تاني ولا ألمحك صدقني هرتكب فيك جريمة والخبر هينزل واسم العيلة هيبوظ.

تركه ودخل منزله مغلق الباب خلفه، تاركًا يوسف يردد مع نفسه باستهزاء وهو يغلق الباب أيضًا:

-وهو لسة هيبوظ ما هو بايظ أساسًا.

عاد بأدراجه إلى الغرفة فوجدها تزيل الدبابيس الموضوعة بحجابها كي تثبته بقوة ولا يتأثر بفرط الحركة والرقص الذي يحدث..

رأت انعكاسه بالمرآه فابتسمت لـه من خلالها.

ابتلع ريقه وأشار بيده لخارج الغرفة يخبرها بالآتي:

-أنتي أكيد جعانة وأنا كمان بصراحة جعان فهروح أسخن الأكل وهستناكي برة متتأخريش بقى أو أقولك خدي راحتك.

لم يترك لها مجالًا للحديث أو الرد، غادر وأغلق باب الغرفة عليها..

اغمضت عيونها، تضع يدها على قلبها الذي لا يتحمل كل هذا الحنان والدلال.

فهو بالحقيقة رغب بترك الغرفة لها كي تأخذ راحتها ولا تشعر بالارتباك والتوتر بوجوده متفهمًا بأنها لم تأخذ وقتها للاعتياد عليه لذا رحل وتركها.

خارج الغرفة كان لا يزال يقف أمام الباب، يحدث نفسه يحاول تهدأه خفقات قلبه العاشق المغرم بهـا بشكل يُصعب عليه شرحه وإيصالـه لها.

أخذ نفسًا ثم اتجه نحو المطبخ كي يقوم بتسخين الطعام لهما ويتناولان العشاء وحدهما بمنزلهما……..

مر نصف ساعة خلعت حجابها وأزالت الزينة عن وجهها وابدلت فستانها وارتدت بيجاما ستان بيضاء اللون.

وقفت أمام المرآة تدقق النظر بهيئتها وكيف تبدو.

راغبة في نيل إعجابه.

جاهلة بأمر عشقه لها بجميع حالاتها حتى أسوءها.

تركت خصلاتها المتوسطة السوداء منسدلة على ظهرها.

لم ينل وجهها الخالي من أي زينة أعجابها فقررت وضع بعض اللمسات البسيطة التي ستبرز جمالها فقط.

التقطت قلم الكحل من أعلى التسريحة ثم وضعت منه..

كذلك وضعت بعض الحمرة على وجنتيها.

ثم انتشلت قنينة العطر ونثرت منها على عنقها……

نظرة مرة أخرى بالمرآة وعلى الفور اتسعت بسمتها بعدما نالت هيئتها رضاها..

فارقت الغرفة وخرجت للخارج فوجدته يجلس على طاولة السفرة الطعام أمامه وبانتظارها لم يأكل بعد.

سقط بصره عليها وكاد أن ينطق ويخرج صوته ولكن طلتها جعلته يبتلع كلماته الذي كان على وشك التفوهه بهـا.

طلتها الجذابة الساحرة..

تحاشت النظر داخل عينيه وظلت تقترب وعيونه لا تبتعد أو تنزاح عنها بل تترصدها جالسة أمامه تعتذر له عن تأخيرها:

-أنا آسفة لو اتأخرت وذنبتك… الأكل شكله برد أنا هسخنه و..

تحدثت وهي جالسة بالبداية، وعندما اشتسعرت برودة الطعام نهضت من جديد راغبة في تسخينه مرة أخرى ولكن لم يدعها تسترسل باقي حديثها مقاطعًا لها ناهضًا هو الآخر ممسكًا بيدها التي كانت على وشك التقاط إحدى الصحون يخبرها:

-أسفة على إيـه وفين التأخير ده أصلًا يا برق، وحتى لو أتاخرتي أنا استناكي العُمر كله…

توترت وتورد وجهها وهو كعادته تفهمها فسارع بأبعاد يده عنها يلتقط هو الصحون مكانها يخبرها:

-اقعدي وأنا هسخن الاكل خمس دقايق بضبط وهتبقى بتأكلي…

بعد عشر دقائق كانا يتناولان العشاء سويًا يلتزمان الصمت وبعد انتهائهم وادخالهم للصحون المطبخ.

سألها بحماس واضح:

-بما أننا ولا مرة دخلنا سينما وشوفنا فيلم سوا، إيـه رأيك نعملها النهاردة ده لو قادرة يعني ومش عايزة تنامي.

ورغم الإرهاق والتعب الجسدي التي كانت تشعر به وحاجتها للنوم إلا أنها لم ترغب في مضايقته وقالت موافقة على اقتراحه مازحة معه:

-موافقة، بس يكون أكشن والبطل فيه سرسجي على بلطجي كدة على فتوة….

-زيي كدة؟؟

-لا مش زيك عكسك، أنت يا يوسف مفيش زيك، هو أنا ينفع اعترفلك بحاجة؟

-أكيد ينفع ولو مينفعش ننفعه لأجلك ولأجل عيونك يا بـرق.

أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته قبل أن تفجر تلك القنبلة الموقوتة بوجهه:

-أول مرة جيت فيها الحارة لما دخلت اتكلمت مع محمد وكنت ساعتها لابس النضارة لسة وشكلك ابن ناس كدة ومحترم بعيدًا عن السرسجي اللي كنت بتحاول تتقمصه، عيني جت في عيونك يومها وفضلت فكراك من بعدها ولما جيت بعد كدة عشان تسكن ونزلت من التوكتوك أنا عرفتك علطول واستغربت وسألت نفسي أنت ليه عامل في نفسك كدة، بس بعد كدة عرفت…

وبصدمة تليح عليه سألها:

-يعني أنا ساعة لما جيت كنتي عرفاني أصلًا وفكراني بشكلي القديم معرفتيش بعدين من جهاد؟؟؟؟

هزت رأسها تؤكد له:

-أيـــــوة يا يوسف.

-يلا مفرقتش كتير عرفتي من الأول ولا في الآخر، كدة كدة كنت مكشوف قدامك وشكلي أهبل وعبيط و..

-متقولش على نفسك كدة يا يوسف وبعدين خلاص بقى اعتبر اللي فات مات ويلا بينا نتفرج على الفيلم وأنت كمان اللي هتختاره……

~~~~♡♡♡♡~~~~

-صابـر هسألك سؤال بس تجاوبني بصراحة ممكن؟

طرح أحمد سؤاله بجدية على مسامع صابـر الجالس أمام مكتبه ويقبع قبالته على سطحه دفتر الرسم الخاص بـه.

طريقته في نطق السؤال أثارت ريبة صابـر.

منحه كامل اهتمامه يخبره:

-ممكن جدًا إيـه السؤال.

-هو أنا شكلي كان عرة؟ بس جاوب بصراحة أنت قولت هتجاوب بصراحة..

حاول صابـر أن يتحكم في نفسه وفي ضحكته ولكنه فشل فشلًا ذريع..

انطلقت ضحكاته عاليًا مما جعل الآخر يشعر بالغضب.

عقد أحمد ذراعيه أمام صدره بطفولية شديدة، مضيفًا على حديثه:

-هو أنا قولتلك نكته ده لو قولتلك نكتة مكنتش ضحكت كدة، طب الضحكة دي معناها إيـه شكلي كان عرة صح؟؟

توقف صابـر أخيرًا يجيب على سؤاله فيما يخص بذلته:

-عايز الصراحة ولا بنت عمها.

-خلينا في بنت عمها.

-لا يا سيدي هقولك الصراحة خلينا فيها الصراحة مفيش أحلى منها، وبصراحة أنت مكنتش عرة ولا حاجة…

ارتسمت بسمة على وجهه أحمد لكنها لم تدم طويلًا بفضل الكلمات الأخيرة الذي أضافها صابـر على حديثه:

-أنت بس ذوقك في البدل كان مهبب ومنيل بس.

رد بطفولية بحتة:

-ربنا يسامحك.

اعلن هاتف أحمد عن اتصال بتلك اللحظة فسارع بإخراجة من جيب السروال الذي يرتديه.

دقق النظر بالشاشة فوجدها جهاد.

لم يتردد وأجاب عليها وهو لا يزال بجوار صابـر لم يتحرك من مكانه…

-ألـو.

-شوفت الحيوان أخوك عمل إيـه النهاردة.

كان صوت الهاتف عاليًا مما أدى إلى وصول صوتها وكلماتها إلى صابـر.

توتـر أحمد مدركًا بأن أخيه قد سمع لا محال.

نظر له فوجده قد تسمر وتجمد بغضب.

ابتلع ريقه وقال لها وهو على مشارف التحرك لمفارقة الغرفة والابتعاد عن صابـر والتحدث بحرية :

-حيوان ليه بس؟ ماذا فعل هو كي تقومين بسبه هكذا..

عجز أحمد عن التحرك بفضل قبضة يد صابـر التي مسكت بيده يمنعه من خطو أي خطوة راغبًا في الإنصات إلى تلك المكالمة.

استجاب أحمد لرغبته في البقاء وظل مكانه منصتًا الاثنان إلى جوابها:

-أنت بتقولي ماذا فعل!! أقولك إيه ولا إيه..ده أنا هحكيلك من الأول، أنا كنت عايزة أتصور وخدت البت رضا وقمت عشان تصورني المهم الصور طلعت زي الزفت مفيش ولا صورة طلعت عدلـه، وفوق أنهم زفت الزفت أخوك بوظها..

ارتبك أحمد من تطاولها وسبها لصابـر القابع جواره وينصت لكل كلمة بأعين تكاد تطلق شرار…

رد أحمد عليها بتوتر وهو يختطف النظرات نحو الآخر:

-طب بس متقوليش زفت.. كملي وبعدين ماذا حدث أخت جهاد صابـر بوظ الصورة إزاي.

وقبل أن يسمع جوابها حرك شفتيه يهمس لصابر بصوت لم يصل إليها:

-بتهزر أكيد متتعصبش خليك هادي.

أصرت متمسكة بوصفها له:

-لا هقول زفت وستين زفت كمان لما يبوظ الصورة ويقف يتخانق معايا يقولي أني شتمته وبسببه البت رضا تمشي وهو كمان يمشي حتى ميفكرش يقولي اصورك أنا بدل الصورة اللي باظت يبقى زفت وحيوان كمان.

سألها أحمد بفضول:

-طب نيجي للجزئية المهمة أنتي فعلًا شتمتيه ولا هو بيتلكك وعايز يتخانق وخلاص وبيظلمك.

-أنا محدش يعرف يظلمني، أنا فعلا شتمته وهو يستاهل ويستحق الشتيمة، بس أنا حسة أني مضايقة دلوقتي بجد.

-أكيد طبعًا لازم تبقي مضايقة عايزة تعتذريله وتقوليله مكنش قصدك بس مش عارفة تعملي كدة إزاي صح؟

-اعتذر ده إيـه أنا مضايقة عشان مشتمتوش تاني كان لازم اديله كلمتين تاني في جنابة أخوك مستفز وحيوان وحقير كمان، أنا مش فاهمة أنا حبيته على إيـه ده كته نيلة في دمه اللي يلطش وتقيل أنا بكرهه، لو قدامي دلوقتي همسكه اعجنه وابططه كمان، ده أنا هنزل أجيب دبدوب على شكل حمار واسميه صابـر وانزل كل يوم ضرب فيه.

ختمت حديثها تلتقط أنفاسها وصدرها يعلو ويهبط من فرط الأنفعال..

لم يصل إليها أي جواب أو تعقيب من أحمد.

اندهشت وعقدت حاجبيها بضيق تسأله:

-أنت روحت فين يا أحمد.

-معاكِ صابـر الزفت الحيوان الحقير اللي هتجيبي دبدوب على شكل حمار وتسميه على اسمه وتنزلي فيه ضرب كل يوم…

رفعت كف يدها تضعه على فمها بصدمة وأعين قد اتسعت على آخرها ولسان عجز عن الرد من شدة الصدمة.

ارتفع حاجبي صابـر استهزءًا يسألها بطريقة ساخرة:

-إيـه روحتي فين بلعتي لسانك اللي كان طوله مترين من شوية ولا إيـه.

هنا واستجمعت شتات نفسها، أزالت يدها وابتلعت ريقها وقالت بقوة زائفة:

-لا مبلعتوش ولا حاجة بس كنت بشرب بق ماية عشان اعرف ابلع كلامك وينزلي من زور،  أحمد فين اديني أحمد لو سمحت أنا مفيش بيني وبينك كلام ولا حبة اسمعك أصلًا.

سخر صابـر منها يرفض محاولات أحمد الواقف أمامه يحاول استرداد هاتفه كي ينهي ما يحدث بينه وبينها نادمًا على رده عليها أثناء تواجده رفقة صابـر وعدم خروجه للرد عليها بالخارج ولكن من أين كان سيعلم عما سيدور حديثها.

-لا حوش أنا اللي هموت واسمعك.

ردت عليه بطريقة ساخرة لا تختلف عنه بالمرة:

-ولما أنت مش كدة خدت التليفون من أخوك وبتكلمني ليه دلوقتي؟؟

-وأنا المفروض لما اسمع حد بيشتمني وبيغلط فيا اقف اسمعله واسقفله كمان مش كدة!! أنتي هتلمي لسانك ده أمتى وتبطلي غلط وتفوقي لنفسك؟؟ وبعدين إزاي تكلمي مع شاب غريب عنك في وقت متأخر كدة وتكلمي معاه ليه من أصله.

-و أنت مالك يا بارد يا تنح أنت هو أنا هبررلك ولا إيـه، وبعدين أنا حرة.

أوصد جفونه وضم قبضته وبدأ يثور ويدور بالحجرة تحت أنظار أحمد والذي قرر الابتعاد عنه والصعود أعلى الفراش وتركه ينهي حديثه معها ليرى نهاية هذا الأمر وهذا النقاش أو الشجار إذ صح القول.

-يا بنتي لمي لسانك ده، وهو أنتي حافظة مش فاهمة إيـه أنا حرة أنا حرة اللي معظمكم بقى بيقولها وبتبرروا بيها التصرفات الغلط دي، أنتي كدة فاهمة الحرية غلط خالص.

-وأنت بقى اللي هتعلمني، أنت ملكش كلمة عليا ولا ليك أنك تنصحنى مدام أنا مطلبتهاش منك يبقى تخليها لنفسك يا حضرت لحد ما أنا اعوزها غير كدة احتفظ بيها لنفسك وخلي نصايحك لنفسك.

أغلقت في وجهه تنهي تلك المكالمة والمهزلة، راغبة بالصراخ عاليًا وتحرير غضبها المكبوت داخلها الآن……..

~~~~♡♡♡♡~~~~

في اليوم التالي، تقف إسلام داخل المطبخ تعد الفطار لمحمد..

تضع صينيه كبيرة على رخامة المطبخ وبها صحون صغيرة تحوي أصناف طعام مختلفة مثل الجُبن والمربى والعسل الأبيض، وكذلك فطيرة كبيرة صُنعت بالسمن البلدي.

وكوبان من الزجاج بهما عصير البرتقال..

راغبة في إيقاظ محمد على تلك الصينية الشهية كما كانت ترى بالأفلام والمسلسلات وتقرأ بالروايات.

انتهت وكادت تحمل الصينية وتخرج بها وتتحرك صوب غرفة النوم لولا مقاطعة جرس الباب.

اندهشت وتركت الصينية محلها وخرجت تلتقط شيء تضعه عليها وترتديه فوق البيجاما التي ترتديها واضعة حجابها على رأسها.

دنت من الباب ونظرت من العين السحرية فوجدتها بـرق.

فتحت لها على الفور تستفسر منها بقلق:

-في إيـه حصل معاكي حاجة تاني؟؟

نفت بـرق سريعًا تهز رأسها يمينًا ويسارًا تطمأنها:

-لا مفيش حاجة متقلقيش كدة وبعدين الناس الصبح بتقول صباح الخير، فين صباح الخير بتاعتي؟؟

-يا بت متبقيش باردة كدة في إيـه انجزي متقلقنيش ما أنتي لما تهزري وتقوليلي مقلقش هقلق أكتر.

ابتسمت لها بـرق أكثر وهي تسألها بحياء بسيط:

-أصل بصراحة يوسف نايم وفي أكل كتير مش عارفة المفروض اسخن إيـه عايزة اعمله فطار..

زفرت إسلام وقالت بعفوية:

-هو أنتي وجوزك مجانين!! شاربين حاجة طيب!! هو يجي يخبط بليل وأنتي الصبح بتقلقيني وتطلعي في الآخر بتسألي تعملي فطار إيـه، في على فكرة اختراع اسمه تليفون بدل ما تتعبي نفسك اتصلي والله هرد عليكي..

-يوه بقى يا إسلام متعاملنيش كدة، المفروض تفهمي أني لسة بتوتر وفكرة أني بشوفك وأنك جمبي بتريحني يعني فكرك صعب اكلمك فون، بس أنا كنت محتاجة أشوفك أنا حسة أني عايزة اعيط، جهاد، وروضة وضياء وعصمت وإحسان ورضا وحشوني وحسة بحاجة غريبة..

رفعت إسلام يدها وربتت على وجهها بحنان وهي تخبرها بتفهم:

-يا حبيبتي ده أكيد طبيعي وأنا برضو زيك بس نعمل إيـه بقى، وبعدين جوزك بيحبك وحنين شوفتيه امبارح دافع عنك إزاي أنا كـ إسلام انبسط بيه الواد بيحبك ودايب خالص، بقولك إيـه محمد كمان نايم وكنت بحضرله الفطار تيجي نفلسعلهم ونفطر أحنا سوا.

هتفت كلماتها الأخيرة بمرح تمزح مع شقيقتها..

لم تتفهم بـرق مزحتها فصاحت وهي على وشك أن تلج للداخل:

-آه آه يلا ناكل سوا أنا وأنتي.

اوقفتها إسلام قائلة بضحكة:

-أنتي عبيطة أنا بهزر أنتي ما صدقتي بيتك بيتك وبعدين يوسف يزعل.

-لا يوسف مش هيزعل ولا حاجة قولي بقى أنك أنتي اللي مش عايزة تأكلي معايا وعايزة تأكلي مع جوزك..

اماءت إسلام تؤكد لها:

-برافو عليكي، ويلا بقى عشان اصحي جوزي حبيبي ونفطر سوا وأنتي روحي اعملي احلى فطار لجوزك برضو عندك فطير مشلتت وعسل وفي جبن ومربى يلا روحي ومشوفش وشك تاني بقى ولا أنتي ولا جوزك…

~~~~♡♡♡♡~~~~

لا تزال بغرفتها لم يغفو لها جفن، ظلت مستيقظة طوال الليل تشاهد إحدى المسلسلات كي تلهي نفسها وذهنها عن صابـر وما حدث بينهم بالأمس..

ولجت روضة إلى الغرفة تنير الاضاءة ثم وقع بصرها على جهاد النائمة على الفراش وهاتفها بين يدها لا تزال تشاهد المسلسل:

-صباح الخير يا جهاد، أنتي مش هتنزلي تفتحي المطعم ولا إيـه..

أجابتها دون أن تبصرها أو توقف الحلقة:

-لا مش هفتح أنا تعبانة من التحضيرات قبل الفرح والكعب امبارح وجعلي رجلي وبعدين أنا مش هقوم النهاردة غير لما اخلص المسلسل وأشوف البطل ده هيعمل إيـه..

مازحتها روضة قائلة:

-هيعمل إيـه يعني ما هو البطل أكيد هيتجوز البطلة في الآخر ويعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات.

ردت عليها توضح لها باختصار شديد قصته:

-لا ما هو البطل هنا هو السايكو برضو بالنهار ضابط وبالليل قاتل متسلسل وقتل جدة البطلة اللي بيحبها وعمال يقتل في خلق الله، وبعدين فقد الذاكرة..المسلسل آه محروق عليا من قبل ما أشوفه بس والله لتفرج برضو…

-ولما هو محروق عليكي بتتفرجي عليه ليه ما أنتي عارفة اللي هيحصل..

-مش هسيبه برضو يا أنا يا المسلسل ده النهاردة…. أنتي كنتي عايزة إيـه صحيح.

-كنت بشوفك لو هتنزلي انزل وأقف معاكي وأساعدك أكيد مش هسيبك تنزلي تقفي وتشتغلي لوحدك ودودي كمان كانت هتنزل.

هنا وتركت جهاد الهاتف أخيرًا تبصر روضة تخبرها بصدق:

-أنا زهقانة على تعبانة على عايزة أعيط مش عارفة أعمل إيـه… ومتسألنيش ليه هو أنا مجنونة لوحدي ومخنوقة حسة كأن في حاجة خنقاني…..

زمت روضة شفتيها ثم قالت تقترح عليها:

-طيب تحبي ننزل طيب نروح أي مكان.

-نروح فين؟؟

-مش عارفة نفكر…

هنا وجاءت ببال جهاد فكرة قد تكسر هذا الشعور بالملل والاختناق قائلة:

-أنا جاتلي فكرة، أنا هنزل أروق على نفسي واشتري شوية حاجات واطلع تاني مش هتأخر…. وأنتي اقعدي ذاكري وخلي البت ضياء تذاكر برضو متتلكعوش.. ولا أقولك قومي تعالي معايا وهاتي البت ضياء برضو أنتوا ثانوية عامة وأنا هديكم اجازة النهاردة…..

ابتسمت لها روضة بخفة ورأتها وهي تنهض وتقترب من الخزانه وتفتحها كي تخرج ملابس لها وتبدل ما ترتديه..

ليأتي بذاكرتها تلك الجملة التي سمعتها صدفة أثناء مرورها من أمام باب الحجرة بالأمس وهي تهاتف أحمد:

“أنت روحت فين يا أحمد.”

~~~~♡♡♡♡~~~~

يجلس صابـر وآسـر بغرفة أحمد يشاهدان إحدى حلقات مسلسل “لن أعيش بجلباب أبي”.

يتابع أحمد بتركيز بينما تأفف آسـر قائلًا:

-طب ما كنت شوفتلنا فيلم ولا حاجة.

-لا المسلسل ده أحلى من مليون فيلم، وبعدين دي حلقة فرح سنية على ابن الوزير، واسكت بقى واتفرج وأنت ساكت زي صابـر كدة.

نظر إليه صابـر بجانب عيونه يخبره:

-صابـر بيفكر ينزل أصلًا..

-لا تنزل ده إيـه أحنا امبارح تعبنا مفيش نزول هنقعد سوا وكدة كدة بكرة هنعود للعمل مجددًا والآن لنلهو ونلعب ونمرح قليلًا…….

أيد آسـر حديث أحمد قائلًا:

-وأنا كمان مش هتحرك من مكاني النهاردة ولو إيـه حصل.

بعد إنتهاء الحلقة نظر أحمد بالوقت ثم انسحب من الجلسة ودخل الشرفة وجاء بهاتفه واتصل على جهاد والتي كانت حينها في غرفة القياس بإحدى المحلات داخل مول ما….

ترددت ما أن رأت اسمه ولكن لم يستمر هذا التردد، ردت عليه بضيق وسخط:

-نعــم عايز إيـه؟؟؟ ماذا تريد مني يا بن عمو جابـر ياللي غدرت بيا امبارح واديت التليفون لأخوك واحدة مكاني مكنتش ردت عليك أصلًا.

رد عليها يبرر ويدافع عن نفسه أمامها:

-محصلش، هو اللي كان جمبي وأنتي بتتصلي جيت أخرج راح مسك فيا وهو برضو اللي شد مني التليفون..

-ولو متكلمش معايا خلاص أنا زعلت بجد بقى تعمل فيا كدة يا أحمد يا بن أم أحمد ده أنا بتصل اشتكيلك منه فتروح الدنيا متنيلة أكتر ده أنا اكتئبت ومنمتش من امبارح وقعدت اتفرج على مسلسل كوري وخرجت مع روضة وضياء وهصرف كل اللي حيلتي وحوشته النهاردة عشان ترتاح وأخوك يرتاح.

خفق قلبه بقوة ما أن نطقت اسم روضة…

ابتلع أحمد ريقه وسألها بلهفة لم تراها جهاد:

-روضة وضياء معاكي؟؟ طب أنتوا فين كدة…

وبالفعل أخبرته بمكانها بحسن نية مما جعل بسمته تتسع للغاية..

اغلق معها يغادر الشرفة قائلًا لهم:

-أنا خارج يا شباب.

أبصره صابـر يسأله بدهشة:

-أنت مجنون يا بني هو أنا مش لسة قايل من شوية عايز انزل كسلتني وقولت نريح ونلعب ونلهو باين دلوقتي هتسبنا أنت وهتنزل.

وعلى الفور اقترح عليهم بتلقائية:

-خلاص تعالوا معايـا وسبولي نفسكم خالص أنا هروق عليكم ترويقة تخليكم تحلفوا وتتحالفوا باليوم النهاردة وتقولولي الله إيه اليوم الجامد ده يا واد يا أحمد عايزين من ده كل يوم يلا قوموا انهضوا بلاش كسل…………

~~~~♡♡♡♡~~~~

تسير ريهام بجوار زهـر بعدما تقابلا في إحدى المولات..

فقد قامت ريهام بشراء بعض الملابس لها..

وكذلك زهـر اقتنت لنفسها فساتين واسعة ستحتاج إليها فيما بعد وبعدما يكبر بطنها…

لم يبذلا الكثير من المجهود وبعد إنتهائهم ذهبا إلى أقرب مقهى يتواجد بالمول.

جلسا الاثنان ثم طلبا مشروب ما……

في ذات المول، وصل أحمد وآسـر وصابـر و ودخلوا من البوابة.

بدأ أحمد يبحث بعيونه عنهم بكل مكان حوله…

ولكن أين سيجدهم بذاك المكان الكبير الواسع….

انتبه صابـر لعيونه التي تدور وكأنه يبحث عن شيء ما فسأله:

-أنت بدور على حد؟؟؟

أشار على نفسه يدعي البلاهة ينفي هذا:

-أنا!!! لا طبعًا هدور على مين يعني….

في تلك اللحظة خرجت الثلاث الفتيات (جهاد، روضة، ضياء) من متجر للحقائب والأحذية بعد أن اشترت جهاد حقيبة لها ومن حسن حظ أحمد أن المتجر كان أمامه ولكن يبعد عنه قليلًا ولكنه رآهم.

تبسم وجه ورفع يده يشير لهم وهو ينادي عليهم بعلو صوته يجذب انتباههم:

-جهـــاد……….

نظروا تجاهه بينما التفت إلى صابـر وآسـر يخبرهم:

-مش معقول الصدفة دي أما صحيح مصر أوضة وصالة، مين يصدق أننا نتقابل في مول طويل عريض كدة.

كز آسـر على أسنانه وتراجع خطوتان للخلف وهو يسب أحمد بسره.

يندم على مجيئه معه……

فـ إذ تم سؤاله عما لا يرغب برؤيته ستكون هي الجواب.

“ضيــــــاء”.

هرول أحمد تجاه الفتيات يلقي التحية عليهم وصابـر يسير خلفه وعيونه ثابتة على جهاد التي تجاهلته ولم ترفع عيونها بـه…

-مش معقول الصدفة الحلوة دي عاملين إيـه عاملة إيـه يا جهاد وأنتي يا ضياء وأنتي يا روضة…………

تعمد تركها بالأخير كي يسترق نظرات أطول إليها…

انتبهت جهاد لنظراته لروضة فصاحت:

-أنت هتستعبط، صدفة إيـه ما أنت مكلمني وسألني أنا فين وقولتلك…

نجحت في سرق نظرات أحمد لها يشير لها بعيونه بالصمت متمتم بخفوت شديد:

-هش.. هش..يا شيخة تبًا لكِ…

استمعت لكلمته الأخيرة فصاحت تردد بصدمة:

-تبًا لي!!!! أنت بتقولي تبًا لكِ.

-أنا!!! ينقطع لساني المهم أنت بتعملوا إيه هنا أنا وصابـر وآسـر زهقنا فقولنا ننزل نغير جو ونفك شوية..

أثناء حديثه تقدم آسـر الذي تردد وكان ينوي الذهاب والرحيل لا يرغب في الاجتماع معها ولكنه لم يستطع مقاومة قلبه الذي يرغب بالبقاء..

لبى نداء قلبه واقترب مقرر البقاء هو الآخر..

القى السلام عليهم بعد توقف أحمد مباشرة عن الحديث:

-أخباركم إيـه؟

-الحمدلله.

اجابته روضة وجهاد ولم تجيبه ضياء والتي شعرت بالإختناق من وجوده ولم تعد تستمتع بذلك المشوار..

خرج صوت صابـر مصوب حديثه لـ ضياء و روضة يتجاهل هو الآخر جهاد:

-كلتوا؟؟

انتبهت لفعلته وتجاهله لها، نجح في استفزازها وجعلها تثور فقالت تحدثه هو تحديدًا بانفعال بسيط:

-خير حضرتك هو أنا هوا شفافة مش متشافة ولا إيـه..

ادعى البراءة وسألها بعدم فهم:

-مش فاهم أنتي متعصبة ليه كل ده عشان سألت كلتوا ولا لا هو السؤال ده بيعصب اليومين دول ولا إيه الحكاية أصلي مش متابع.

-لا يا خفيف مش بيعصب بس أنت اللي بتعصب بصتلهم هما وسألتهم وأنا فين إن شاء الله ما هو لو نظرك ضعيف نشوفلك نضارة نظر تلبسها يمكن تعرف أن واقف قدامك تلاتة مش اتنين والمفروض تكلم مع التلاته مش مع اتنين بس والتالتة تتفلق..

هنا وتدخل أحمد المتابع لذلك الشجار الذي لم يحسب حسابه بل كان له حسابات أخرى تخص روضة فقط…..

-صلوا على النبي كدة يا جماعة هو أنتوا ناقر ونقير، علطول بتتخانقوا مش كدة يعني ده توم اند جيري مكنوش بيتخانقوا كدة..

-عليه أفضل الصلاة والسلام.

ردد الجميع معًا…

وعلى الفور ابتسم لروضة وهو يحدثها:

-ما تقولي حاجة يا روضة هدي الدنيا معايا كدة أنا تعبت منهم والله….

تنهد آسـر وقال يقترح عليهم:

-طيب ممكن نروح نقعد في أي كافيه ونقعد نتكلم ونشوف فين المشكلة بضبط ونحاول نحلها يمكن يكون في سوء فهم وأنتي يا جهاد فاهمة صابـر غلط وظلماه.

فهمت ضياء تلميحه الأخير.

لم تظل ملتزمة السكون بل قالت ساخرة:

-لا والله بقى هي ظلماه وفاهمة غلط، ما طبعًا لازم تقول كدة ما أنت راجل زيه وابن عمه لازم تدافع عنه والحركات دي مش جديدة عليكم وأنا متأكدة أن جهاد لا ظلماه ولا في سوء فهم.

أكدت جهاد على حديث اختها وهي ترمق صابـر بتحدي:

-صح يا عيون أختك أنا مبظلمش حد.

رد آسـر مسبقًا لصابر بضيق واضح:

-ادافع عنه آه، أومال هدافع عنك أنتي ولا إيه وبعدين ده مش ابن عمي بس ده ابن خالتي كمان، وأنا متأكد أن جهاد ظلماه..

وقبل أن تجيب ضياء صاح أحمد يقاطع ذاك الشجار الثاني الحادث بين آسر وضياء:

-صلوا على النبي يا جماعة في إيـه أنتوا كمان أنتوا توم أند جيري نمبر تو ولا إيـه ما تتلمو بقى ولا إيـه يا روضة ما تقولي حاجة…..

ردت روضة بهدوء:

-عليه أفضل الصلاة والسلام.

ابتسم أحمد لها ثم قال:

-طب بينا بقى نروح ناكل سوا ونشوف إيـه اللي بيحصل والمشكلة فين ونحاول نحلها…..

على الطرف الآخر، وأثناء جلوس زهـر وريهام معًا داهم ياسين جلستهم..

واقفًا بجوارهم قائلًا ببسمة صفراء وأعين تنذر بالشر القادم:

-مسـاء الخير.

رفعت ريهام عيونها تبصره بصدمة من ظهوره المفاجئ والغير متوقع.

خرج صوتها جامدًا تسأله:

-أنت بتعمل إيـه هنا؟؟ امشي من هنا يا ياسين.

سحب مقعدًا فارغًا وضعه بجوارهم وبالمنتصف بينهم وهو يجيب على سؤالها بلا مبالاة زائفة:

-أنا امشي بمزاجي مباخدش أوامر من حد، وبعدين عيب أوي في حقي أشوف طليقتي ومجيش أسلم عليها وكمان معاها مرات اللي كان صاحبي الله لا يمسيه بالخير..

ثارت زهـر سواء كان من مجيئه ومضايقته لصديقتها أم ذكر زوجها بالسوء.

انتفضت من جلستها تصرخ عليه بعلو صوتها لا تبالي بنظرات أو اهتمام من حولهم:

-احترم نفسك يا مهزق أنت واتكلم على وسام عدل مش معنى أنه مش موجود تفتكر أني هسيبك تغلط فيه واسكتلك لا بتحلم جوزي خط أحمر وريهام كمان خط أحمر وقوم من هنا بدل ما افرج عليك الناس أكتر من كدة، قوم غور من هنا مش ناقصين قرف.

صر ياسين على أسنانه ثم رفع عيونه ونظر لها يجييها ببرود ما يسبق العاصفة:

-هو أنتي فاكرة أن جوزك مخلص لجنابك؟؟ ده ما شاء الله عليه عايش حياته بالطول والعرض ويعرف بدل الواحدة عشرة عليكي، فمتتحمقيش أوي كدة عشان واحد بيخونك ومفيش فرق بيني وبينه كبير.

-أخرس أنت فاكر أني ممكن أصدقك وسام ده جزمته برقبتك وأنضف منك ومش شبهك وسام راجل بجد ومخلص مش زيك عينه زايغة وخاين، اوعى تكون فاكر أنك لما قولتله أنك مش عايز تعرفه تاني أنه بكي على الاطلال لا يا بابا ده كسر وراك قله واتفضل قوم من هنا متخليش صوتي يعلى أكتر من كدة وأقل منك أكتر وأكتر..

وعلى حين غرة نهض ياسين من على المقعد و وقف بمواجهتها…

يسألها بهمس أشبه بفحيح الأفاعي:

-تقلي من مين يا بت أنتي مجنونة.

تدخلت ريهام التي انتفضت هي الآخرى تصرخ عليه:

-كفاية بقى امشي من هنا أنت عايز إيـه مننا سبنا في حالنا بقى.

ابعد أنظاره عن زهـر محولًا عيونه تجاه ريهام قائلًا بتوعد وهو يرفع يده ويقبص على معصمها:

-همشي فعلًا بس هتمشي معايا عشان نتكلم شوية أصلي عايزك في موضوع.

نفضت يده عنها تخبره برفض:

-اوعى كدة أنا مش رايحة معاك في زفت…

عاد ممسكًا بها قابضًا على معصمها بإحكام وقوة جعلتها تتأوه مُصرًا على مجيئها معه، هاتفًا تلك الكلمات:

-لا هتيجي يا ريهام….. أما أنتي بقى روحي اتشطري على جوزك اللي مقرطسك و وهمك أن مفيش في حياته غيرك وسلميلي على الإخلاص والوفاء..

في ذات الوقت، عقد أحمد حاجبيه وهو يتساءل عن سبب هذا التجمع الواقع على مسافة ليست بالقريبة أو البعيدة منهم :

-ما الذي يحدث هنا؟؟ وما سبب هذا الأزدحام.

ردت عليه جهاد مخمنة بكلمات خبيثة ذات مغزى:

-ممكن تكون خناقة و واحدة نطت في كرش واحد ولا جابت اجله زي ما نفسي اعمل كدة..

هنا و وصل إلى مسمع أحمد صوت أنثوي يعرفه جيدًا ويحفظه عن ظهر قلب..

لم يصل إلى مسامعه هو فقط بل كذلك صابـر وآسـر، جهاد، روضة وضياء…..

نظر الثلاث شباب لبعضهم البعض وعلى الفور انطلق صابـر من محله كالسهم الذي انطلق من القوس، مهرولًا تجاه الصوت ومكان الشجار وهو يردد اسمها وكأنه يخبر أحمد وآسـر ويؤكد حدسهم بأنها هي بالفعل:

-دي زهـــــــــــر………………..

««يتبع»»…………….

فاطمة محمد. 🩷

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق