رواية الحب كما ينبغي – الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الواحد والثلاثون
مساء الخير يارب تكونوا بخير❤
قبل بس ما تقروا الفصل حبيت أبلغكم أن فصل يوم الجمعة بأذن الله هيتأجل لتاني يوم واللي هو السبت وده طبعا بسبب ظروف ومش هبقى فاضية الجمعة فـ أنا حبيت أبلغكم مقدمًا.
ويارب الفصل يعجبكم هستنى رأيكم ومتنسوش الفوت وكومنت برأيكم و توقعاتكم.
____________________
الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل الواحد والثلاثون:
-مين دي يا واد يا صابـر.!!
هكذا ردد “سلطان” عقب استماعه لكلمات جهاد ونظراتها المسلطة كليًا على صابـر.
نظر صابـر له بجانب عيناه يهمس له:
-معرفهـاش.
وصل رده إليها مما جعلها تتخصر قائلة بإستنكار:
-متعرفنيش إزاي يعني أومال جاي ليه لحد عندي أنت وجدو……!!!
التزمت الصمت لوهلة والتفكير يليح عليها تحاول تخمين هوية هذا الرجل الذي آتى معه، لحظات وكانت تهتف بتخمين:
-أكيد حضرتك جدو سلطان صح؟
ابتسم لها سلطان باتساع مجيبًا بتأكيد:
-صح، أنتي تعرفيني يا بنتي؟؟
نظر لصابر أثناء حديثه معها بنظرات مبهمة قائلًا بلئم:
-صابر كلمك عني ولا إيه؟
وبتلقائية وعفوية ردت تنفي فعله لهذا:
-لا مش هو ده أحمد.
هنا وانتبهت لما تلفظت به فحاولت تغيير مجرى الحديث:
-خلي بالك حفيدك صابر ده مش سالك بربع جنية، علشان هو يعرفني ويعرفني كويس أوي كمان وبيضحك عليك عيني عينك ويقولك معرفهاش، طب إيه رأيك نشهد محمد ويوسف وآسر ونشوفهم هيقولوا تعرفني ولا لا.
وقبل أن يعلق سلطان سبقها صابر بنفاذ صبر:
-أنتي بترغي كتير ليه؟؟ أنتي ليه رغاية!
-برغي كتير ورغاية!!!!! أنت بتقول عليا وليا أنا أني رغاية!! طب سوري بقى أنا اعترض ومش موافقة عليك، جدو سلطان على عيني ورأسي بس أنت….
قاطع حديثها متحدث بانزعاج شديد:
-أنا إيـه!!!!! أنا إيه يا شيخة، يا بنتي ابلعي ريقك وبعدين بتعترضي ومش موافقة على إيـه أنتي هو حد جه جمبك ولا أنا أعرفك من الأساس.
هنا وقد بدأت تستوعب بأن ظنونها ليست بمحلها وقد أساءت فهم حضورهما سويًا، ضاقت عينيها وسألته بترقب:
-هو أنت مش هنا عشان تتقدملي وجايب معاك جدو عشان كدة.
منحها صابـر الجواب التي لا ترغب أو تطمح بـه على الإطلاق:
-لا مش جايبه علشان كدة أنا جاي أنا وجدو علشان إسلام وبرق يا أنسة جهاد.
تسلل الحرج إليها وتمنت أن تنشق الأرض وتبلعها وتختفي تمامًا بتلك اللحظة.
عجز لسانها عن الحديث وتوقف عقلها عن التفكير.
لم ينقذها حينها إلا صوت شكري الذي صدح من الخلف وهو يتساءل بخشونة وغلاظة تشبه غلاظة قلبه:
-مين يا بت يا جهاد اللي على الباب، واقفة تتسايري مع مين انطقـي.
اقترب تزامنًا عن ابتعادها لتسمح له برؤية الزائر بوضوح أكثر وأكثر وما أن ابتعدت وسقط بصر شكري على صابـر حتى ابتلع ريقه وتحدث معها تلك المرة بهدوء:
-ادخلي أنت جوه يلا و…
لم يتابع بفضل اندفاعها وركضها من أمامهم راغبة في الإختفاء عن الأنظار بعد ذلك الموقف المحرج والذي من شدته وقوته لا تتمناه حتى لألد أعدائها، والجة حجرتها موصدة الباب من خلفها دافعة بجسدها أعلى الفراش مدبدبة عليه بتشنج وبطريقة تعكس شعورها بتلك اللحظة.
انتبهت إسلام إليها فسألتها بدهشة:
-في إيـه يا بنت المجانين أنتي؟؟
بالخارج وقف شكري أمامهم وتحدث بهدوء:
-أهلًا يا بهاوات خيـر؟؟
لم ينطق صابـر وترك جده يتولى زمام الأمور.
زين وجه سلطان بسمة واسعة وهو يمد يده يرغب في مصافحة شكري، قائلًا بحفاوة:
-كل خير إن شاء الله، أنا سلطان اللي كلمتك في التليفون كذا مرة وكنت حابب اناسبك وده حفيدي صابـر وابن ابني جابـر أكيد عارفه.
زفر شكري ثم هز رأسه يؤكد معرفته بصابـر:
-آه طبعا عارفه، ده اللي اتحمى لأبوه ولوى دراعي وكان هيكسره.
تنحنح سلطان ثم قال:
-طب الحمدلله أنه مكسرهاش أصله عنيف شوية وبالذات لو الموضوع يخص أهله مبيتفهمش، بس متقلقش أنا شديتلك ودنه.
ضيق شكري عيناه وسأله:
-أنت كمان شديت ودنه!!! هو إيه حكاية شد الودان معاكـم!!!!
لم يفهم سلطان حديثه فأجابه بعدم فهم واضح على محياه:
-مين معاكم دول؟؟
-أصل ابنك لما جاب الواد التاني معاه لما ضربني أول مرة قالي البوقين الحامضين دول وشديت ودنه وأبصر إيـه.
لاح الضيق على وجه صابـر مما جعله يتقدم خطوة واحدة انتبه عليها سلطان فرفع ذراعيه يجبره على تراجعها مرة أخرى، مبتسمًا في وجه شكري معلقًا بمرح:
-عيلة واحدة بقى معلش فـ هتلاقي مفيش فرق بينا كتير، المهم خلينا في المهم أنا كنت جاي عايز اتكلم معاك ممكن ندخل ولا هنتكلم من على الباب؟
نفخ شكري وابتعد بجسده عن الباب مشيرًا لهم بذراعيه يحثهم على الدخول.
وما أن دخلوا وأغلق الباب حتى صار لغرفة الصالون وهما خلفه……..
وجد كل من عصمت ورضا بالصالون يتعاركان على جهاز التحكم الخاص بشاشة التلفاز لا ينتبهون إليه.
آتاهم صوته مما جعلهما يتراجعان ويتوقفان عما يفعلان:
-خشي أوضتك يا بت أنتي وهي، واقعدو ذاكروا بدل ما تلعبوا ذاكروا…
هرولت عصمت ورضا من أمامـه..
استمعت عصمت لحديثه ودخلت إلى غرفتها بينما ركضت رضا نحو المطبخ.
وجدت برق تقف أمام الموقد تحضر الطعام وتضع سماعات الأذن.
دنت منها وجذبتها من ملابسها وهي تردد:
-برق برق.. عارفة مين برة.
كانت قد أزالت وابعدت السماعات عن أذنيها تسألها:
-مين يا رضا.
-صابـر أخو أحمد اللي كان هيكسر دراع بابا من فترة ده ومعاه راجل كبير شكله بيقول كدة من شعره الأبيض الكتير أنه جده.
بعد انتهائها من أخبارها، فارقت المطبخ واتجهت نحو غرفة جهاد وإسلام.
فتحت الباب ودخلت ثم أغلقته وهي تردد:
-إسلام جهاد عارفين مين برة؟؟
لم تلتفت إليها جهاد وظلت على حالتها يساورها الندم على ما فعلت وقالت أمامهم، أما إسلام سألتها:
-مين يعني؟
-صابر اللي كان هيكسر دراع بابا من فترة ده ومعاه راجل كبير شكله بيقول كدة من شعره الأبيض الكتير أنه جده.
انتهت من جديد ثم ركضت متجه تلك المرة نحو غرفة ضياء و روضة كي تخبرهم وتكرر كلامها للمرة الثالثة على التوالـي.
جلس سلطان وبجاوره جلس صابـر وقبالتهم جلس شكري يترقب حديثهم والذي يدرك جيدًا عما سيدور.
بدأ سلطان حديثه أولًا مبصرًا شكري متحدث معه بهدوء وعقلانية:
-قبل أي حاجة، حابب أعتذرلك أولًا نيابة عن آسـر أو صابـر وحتى ابني جابـر، وطبعًا بتمنى تقبل اعتذاري ده، تاني حاجة بقى الموضوع اللي كلمتك فيه في التليفون واللي يخص بناتك الفاضلات إسلام وبرق، أحفادي محمد ويوسف مصممين ومُصرين عليهم.
صمت لوهلة يحاول معرفة ما يدور بذهن الآخر والذي كان ملتزم الصمت التام:
-أنا مقدر سبب رفضك وعارف أنه مكنش يصح تمامًا اللي حصل، علشان كدة قررت أجيلك لحد عندك وأعتذر منك وتنسى اللي فات ونبقى ولاد النهاردة ونفرح بالولاد، إيه رأيك.؟
أخذ شكري نفسًا عميقًا ثم زفره دفعة واحدة.
ترقب كل من سلطان وصابر رده، وتبادلا النظرات الحائرة.
ثواني وكان يآتيهم الجواب والذي كان كالآتي:
-مدام جيت لحد عندي واعتذرتلي أنا هقدرك وهقدر أنك جيت لهنا وعشان خاطرك أنا هوافق تيجوا ونتفق، وافقتوا على شروطي واللي عندي كان بها ونقرأ فاتحة متفقناش يبقى خلاص مفيش نصيب.
علق صابـر على حديثه يكررها بإستنكار:
-شـروط!!!!! وإيـه بقى الشروط دي؟ نحب نسمعها ونعرفها الأول.
اعترض شكري ورفض مبررًا:
-لا معلش الأصول بتقول تيجوا ونتفق في القاعدة وافقتوا كان بها موافقتوش خلاص ده اللي عندي.
وقبل أن يتحدث صابـر من جديد، تدخل سلطان مسبقًا له مغمغم بعقلانية وموافقة:
-إن شاء الله نتفق على كل حاجة وميبقاش في مشاكل وكدة كدة بناتك هيبقوا بناتنا مش هنستخسر فيهم حاجة وأي حاجة تطلبوها هنفذها إن شاء الله، تحب أجيب العرسان أمتى عشان نتكلم ونتفق على كل حاجة ونقرأ الفاتحة.
سأله شكري بابتسامة صفراء:
-أنت تحب أمتى.
رد سلطان بتلقائية وسعادة من أجل يوسف ومحمد:
-أنا بقول خير البر عاجله والولاد مستنين موافقتك بقالهم شهر.
ابتسم شكري بسمة ساخرة جانبية سرعان ما أخفاها مجيبًا:
-خلاص يبقى مستنيكم تشرفونا بكرة الساعة سبعة.
بعد اتفاقهم على موعد قدومهم بالغد، رحل وفارقا المنزل وعلى الفور اختفت البسمة التي كانت ترتسم على ثغر شكري أمامهما وتتبخر تمامًا.
والجًا حجرة إسلام يخبرها بقدومهم غدًا وعلى الرغم من دهشتها وصدمتها من الخبر سواء كان موافقة والدها أخيرًا أو حتى موعد قدومهم العاجل بشكل مثير للريبة والقلق، إلا أنها كانت تشعر بأنها تحلق عاليًا.
لم يبالي شكري بأخبار برق هي الآخرى وأخبر إسلام أن تبلغها عائدًا إلى حجرته، مما جعل إسلام تتولى تلك المهمة وتخبر برق بحضورهم بالغد مساءًا وتحديدًا في الساعة السابعة.
لم تصدق برق بالبداية وشعرت بأنها داخل حلم جميل لطيف للغاية لا ترغب بالاستيقاظ منه والبقاء نائمة كي لا تخرج منه وتظل به لبقية حياتها.
~~~~♡♡♡♡~~~~
-عجبك كلامه وطريقته يا جدو!! فاكر نفسه بيعجزنا يعني لما يقولنا تعالوا بكرة فاكرنا هنقوله لا يعني، الراجل ده بيخطط لحاجة وكلامه مش مريحني نهائي وأنا وأنت أهو لو مكنش ناوي على حاجة بكرة في القعدة وعلشان كدة مرضيش يقول الشروط.
هتف “صابـر” كلماته بانفعال شديد وعينيه لا تنزاح عن الطريق من أمامه فقد كان يقود سيارته وفي طريقه للعودة إلى المنزل رفقة جده.
أكد سلطان ما نطق به حفيده:
-عارف، بس مش هنوله اللي في باله ومش هيعرف يعجزنا ولا هسمحله يبوظ فرحة العيال وينكد عليهم والجوازتين هيتموا يعني هيتموا بعون الله وبمشيئته.
في منزل سلطان، حضر كل من وسـام و زهـر وتشاركا في الجلوس والمرح مع عائلتها وبالطبع لم تتناسى السؤال عن أخيها و والد أبيها.
وبتلك الأثناء كان قُصي جالسًا يشاهد ويتابع شيئًا ما في هاتفه وبسمته تزين وجهه واضعًا سماعات الأذن مما جعله حاضرًا غائبًا.
بينما كان آسـر يجلس وينشغل بتقشير “برتقالة” بالسكين.
نظر أحمد إليه والذي كان يشعر بالبرودة ويضع يديه داخل جيوبه متأملًا أن ينال الدفء.
-آسـر لما تقشرها هات فص وأكلهولي في بُقي.
سأله آسـر بهدوء وهو يتابع تقشيرها:
-و أكلك ليه إن شاء الله، ما تقشرلك واحدة ولا هي الكحكة في أيد اليتيم عجبة.
-كحكة إيـه ويتيم إيـه كل ده عشان بقولك هات فص!!!! ما البرتقانة كبيرة أهي، طب أقولك قشر يوستفندي و أكلني في بُقي برضو تدري ليش أقولك أكلني لأني والله سقعان وأيدي متلجة ومش قادر أطلعها من جيبي.
وببساطة أخبره آسـر:
-مش مشكلتي.
زم أحمد شفتيه تزامنًا مع رد يوسف وجابر في نفس واحد:
-هقشرلك أنـا.
نظر لهما ببسمة وقبل أن يعلق كان آسـر يمد يده تجاه فمه يضع له فص واحد بفمه مخبرًا عمه وابن عمه:
-عنك أنت يا جابـر جبوري وأنت كمان يا يوسف أنا كدة كدة كنت هديله بس بحب أرخم عليه شوية.
اتسعت بسمة أحمد أكثر وأكثر وهو يناظر آسـر بحب وإمتنان، قائلًا:
-هو ده الحب ولا بلاش، ما تجيب صباع موز كمان دلعني كدة.
ضحك آسـر وهو يوافق ويلبي طلبه:
-بس كدة هو أنا عندي كام أحمد يعني.
هنا وعلق جابـر بعد أن ضرب كف بالآخر:
-أنتوا مجانين والله مجانين، وخلي بالكم صحيح أنا منستش اللي عملتوه فيا النهاردة وخلي بالكم تاني مش هيعدي بالساهل كدة بلا جزاء أو بلا عقاب.
رد محمد عليه يحاول تهدأته:
-ما خلاص يا عمي قلبك أبيض بقى عيال وغلطت.
-لا لا يا محمد يا ابن أخويا أنا اتبهدلت على كبر ولعبوا بيا وبأعصابي في عز البرد والشتا.
امتلئ فم أحمد بالفاكهة الذي يطعمها إياه آسـر وقبل أن يبتلع ما بفمه، كان آسر يقوم بتقشير “الموز” ويقربها من فمه ليقضم منها أحمد بشراهة.
عقب تلك القضمة سقط بصره على صابـر وسلطان واللذان دخلا دون أن يشعر الجميع بهم، اقتربت دلال من زوجها تستفسر منه عن سبب غيابه.
بينما توقف أحمد عن ابتلاع ما بفمه وهو يرى نظرات توأمه التي تكاد تخترقه من قوتها أو…..
من تلك الغيرة الواضحة وضوح الشمس.
ابتسم له أحمد بفمه الممتلئ وهو يحاول أن يبرر له بعد أن أدرك بأنه قد رآى آسـر يطعمه، فلا ينسى حديث صابـر معه عن مدى غيرته:
-هقولك هفهمك، أنا مكنتش عايز أكل وهو مصمم يأكلني، قال ويدلعني وأنا أقوله لا مش عايز لا ليا أيدين ممكن أكل بيهم بس هو ولا الهوا مبيسمعش ومبيفهمش.
اماء صابـر برأسه وهو يخبره باستهزاء وضيق:
-طب أبلع أبلع.
-أبلع أبلع!!! أنت مش مصدقني ولا إيـه.
هنا ونهض وسـام وزهـر وقاما بتبادل التحية مع سلطان.
بينما ترك آسـر ما يفعله متحدث باستنكار من فعلته:
-تصدق أن خسارة فيك اللي عملته معاك، رجع ياض اللي أنا أكلتهولك، رجع بقولك.
هنا وصاحت زهر معقبة:
-إيه اللي بتقوله ده، أنت عايزه يرجع هنا في wc ممكن يرجع فيه.
هنا واستنكر أحمد حديثها وصاح يرد بعد أن حاول بلع ما بفمه:
-تصدقي ظلمتك وأنا اللي افتكرتك هتقوليله متكلمش مع أخويا الكبير كدة، ما تشوف مراتك يا عم وسـام.
وقبل أن يتحدث أي شخص آخر وقعت كلمات سلطان على مسمع الجميع:
-أنا وصابـر روحنا لـشكري أبو البنات واتكلمنا معاه والراجل وافق ومستنينا بكرة مبروك يا محمد مبروك يا يوسف.
نهض الاثنان يشعران بصدمة حقيقية، اتسعت عين يوسف وكان أول من خرج من تلك الصدمة مهرولًا تجاه جده يسأله بلهفة:
-بجد يا جدو ولا بتهزر علشان خاطري قول أنه بجد أوعى تكون بتهزر.
-مش بهزر يا يوسف بتكلم جد حتى اسأل صابـر كدة.
نظر يوسف نحو صابـر والذي سرعان ما أماء له يؤكد حديث جده مما جعل الآخر يعانق سلطان وهو يشكره بحب:
-جدو حبيبي ربنا يخليك لينا يارب وميحرمناش منك العُمر كله ويديم وجودك يارب.
لم تسع الفرحة محمد ولمعت عينيه بدموع قام بحبسها مسرعًا هو الآخر نحو سلطان يحضنه بقوة وأمتنان حقيقي:
-مش عارف أقول لحضرتك إيـه بس حقيقي أنا بحبك أوي وممنون ليك ولكل اللي عملته علشانا.
ضاقت عين وعد وسألت أشرف الذي كان وشك النهوض للمباركة لابنه وابن اخيه:
-ليه بكرة، هو يا يرفض خالص يا يستعجل أوي وميدناش وقت.
تجاهلها أشرف وبارك الجميع لـ يوسف و محمد.
وبعد مرور الكثير من الوقت ومغادرة وسـام و زهـر وكذلك أفراد عائلة الحلواني الذين جاءوا وأدركوا ما حدث مباركين للاثنان.
اتجه الجميع نحو غرفهم عدا جابـر الذي أخبر ثراء بتلك الكلمات:
-ثراء أنا خارج شوية أقعد مع صديق عُمري وهحاول متأخرش أوي.
قطبت ثراء حاجبيها وهي تسأله بدهشة:
-صديق عُمرك!! ده مين صديق عُمرك اللي ظهر فجأة ده!!
كان أحمد قد توقف هو وصابـر بعد أن استمعا لحديث جابـر.
مما جعل أحمد يسأل هو الآخر:
-أيوة من هذا صديق العُمر الذي ظهر من العدم!!!
جاء سؤال صابـر هو الآخر:
-صديق عُمرك من قد إيـه يعني؟
أجاب على أسئلتهم ببساطة:
-مش من كتير يعني، بس هو سماني صديق عُمره فـ أنا اعتمدت أني صديق العُمر وهو كذلك أيضًا بالنسبة لي، وبعدين أنت بتسأل كتير أنت وهو ليه هو أنا اللي أبوكم ولا أنتم واحد وبيكلم مراته إيـه حشركم أنتوا…..
~~~~♡♡♡♡~~~~
بعد ذهاب جابـر ودخول الجميع لغرفهم، لم يفعل أحمد و ولج غرفة صابـر.
تمدد هو على الفراش أما صابـر فكان يجلس أمامه على طرفه يثرثران بلا توقف.
وتحديدًا أحمد لم يوقف ثرثرة، وبدون أن يشعر ذهب بسبات عميق.
ابتسم صابـر على قدرة أحمد على النوم بدون أي مقدمات.
نهض وقام بسحب الغطاء كي يضعه عليه ويشعر بالدفء.
أما عنه هو فقد جفاه النوم، لم يشعر بأنه يرغب أو يطمح بالنوم.
توجه نحو مكتبته أولًا والتقط كتاب موضوعًا عاليًا.
قام بفتح أحد صفحاته يلتقط مفتاح ما.
ثم اتجه نحو مكتبه المتواجدة بالغرفة.
سحب المقعد وجلس عليه وسريعًا ما قام بفتح أحد الأدراج بذلك المفتاح.
راغبًا في ممارسة هوايته وإخراج موهبته المفضلة اليوم.
هوايته التي لا يدرك عنها أحد سوى توأمه.
والتي كانت “الرسـم”.
فهو بارعًا للغاية.
أخرج أدوات الرسم الذي يحتاج إليها، ثم صفهم أمامه وجاء بصفحة بيضاء لم يمسها قلمه من قبل.
وبدأ برسم ما يأتي بذاكرته.
بعد وقت بدأت معالم رسمته بالإيضاح وقد كان وجهها…
ترك القلم وتوقف عن رسمها، شاردًا بها، موصدًا لجفونه وليته لم يفعل فقد اقتحمت مخيلته.
فتح عينه والتقط القلم من جديد وبدأ بإكمال رسمته، متذكرًا تفاصيل وجهها.
وقبل أن ينهيها كان يدفع القلم من يده بعنفوان ويمزق الصفحة من دفتره مكرمشًا إياه بقبضته دافعًا بها أرضًا لا يدري أيغضب منها أم من نفسه لتفكيره وأنشغاله بها.
في تلك اللحظة استيقظ أحمد ونهض من نومته ودنا منه.
أمعن النظر بتعابير وجهه والذي يليح وينعكس عليها مدى غضبه وسخطه.
تساءل أحمد بقلق:
-في إيه مالك؟؟ أنت كويس!
كز صابـر على أسنانه وانحنى أحمد بجسده يلتقط ما القاه أرضًا.
قام بفتحها ورؤية ما بداخلها ليرى وجه جهاد.
جحظت عيناه وسأله سريعًا بغيرة:
-إيـه ده!!!! أنت رسمت جهاد!!! طب وأنا مرسمتنيش ليه وأنا نايم!! رايح ترسمها هي!!!
هنا وانتبه لما يحدث مع صابـر فتغافل عن غيرته حاليًا ثم سأله بترقب مرة أخرى:
-أنت رسمتها ليه؟ أوعى يكون اللي في بالي؟؟ أنت حبيتها ولا إيـه.
أبصره صابـر بنظرات مستنكرة نافية لهذا الهراء بالنسبة له:
-لا طبعًا حبيتها إيـه هو أنا أعرفها أصلًا علشان أحبها ولا محبهاش بلاش كلام فارغ.
-أومال رسمتها ليه!!! يبقى بتفكر فيها ومدام بتفكر فيها يبقى بتحبها ويبقى وصلنا لنفس النتيجة واللي هي أنك بتحبها مفيش جديد.
نفى صابـر من جديد تلك التهمة عنه وهو يهب من جلسته ويقف قبالة الآخر:
-قولت لا مبحبهاش يا أحمد متنرفزنيش، أنا بس….
قاطعه أحمد بلهفة وأعين تلمع بحماس شديد:
-أيوة بس إيـه قولي…
وبثبات وقوة كان يجيبه:
-في بنت بقالها فترة كل شوية تكلمني و تعرف عني كل حاجة وتفاصيل مريبة ميعرفهاش غير حد قريب مني.
تلجلج أحمد وتهرب من عيناه بتوتر:
-إيـه ده بجد؟ وإيـه دخل جهاد دلوقتي.
ابتسم بسمة جانبية وهو يخبره:
-أصل هي دي البنت اللي بتكلمني يا أحمد وأنا عارف كل ده وساكت، بص في عيني يا أحمد متتهربش، أنا عارف كل حاجة من بدري وعارف أن أنت اللي وراها بس مجتش اتكلمت معاك في حاجة ومش هتكلم، أنا عارف أنك مستحيل تأذيني أنا واثق فيك بس هي…
-بس هي إيـه يا صابر صدقني البنت بتحبك أوي، وأنا محبتش واحدة بتحبك بالشكل ده تضيع من أيدك، علشان كدة عملت كدة وساعدتها.
-بتحبني إيـه يا أحمد تعرف إيه هي عني يخليها تحبني؟؟؟ اتكلمت معايا كام مرة ولا فهمت أنا عامل إزاي وبفكر إزاي!!! ده مسموش حب، ممكن نسميه إعجاب، إعجاب بشكلي بعربيتي مثلًا لكن حب!!! صعب أوي يبقى حب ده بعيد كل البعد عن أنه يبقى حب.
رفض أحمد ما نطق به وصاح يدافع عنها:
-أنت مسمعتش عن الحب من النظرة الأولى ولا إيـه، في ناس ممكن تحب بعضها من نظرة بس وهنروح بعيد ليه عندك يوسف ومحمد حبوا أخواتها وعملوا كتير عشانهم، يوسف يعتبر لحد دلوقتي متكلمش مع برق غير مرة، ومحمد كان بيحب في إسلام من غير ما يبقى الموضوع متبادل ولا تعرف هي حاجة عن حبه، في الآخر تقول عنها مبتحبكش لا معلش هي بتحبك أنت بس اللي مش مقتنع.
تنهد صابـر ثم عقد ذراعيه وهو يرد على دفاع أخيه عنها:
-وأنت قولتها بـ لسانك محمد ويوسف اللي عملوا، لكن معايا هي اللي بدأت، واحدة بتكلمني وبتحاول تشاغلني بكلام عبيط وكل شوية تتصل عليا المفروض أني كدة أحبها وأموت فيها!!!!!!!
وقبل أن يجيب عليه سبقه صابـر هاتفًا بحدة:
-أنا هرد وهقولك لا مش المفروض، أنا كدة خدت عنها صورة وحشة أوي لما بنت تكلم راجل كل شوية ده مسموش حب، ده اسمه قلة أدب ورباية ودين يا أحمد.
أخفض أحمد رأسه منصتًا لبقية حديثه:
-أنا معنديش استعداد أخد واحدة بالسلوك والطبع والأخلاق دي، أنا عايز واحدة عاقلة تصون بيتها وجوزها وتبقى عارفة الحلال من الحرام، وبعدين هي جابت منين الثقة دي فيا، افرض أنا طلعت ابن حرام واستغليت اللي هي بتعمله، ما هو لو واحد مكاني كان فكرها سداح مدام ما هي اللي رامية نفسها عليا مفكرش استغلها ليه، اللي أنت عملته أنا سامحتك عليه لكن اللي عملته هي غير مقبول بالمرة بالنسبالــي…………….
~~~~♡♡♡♡~~~~
داخل حجرة إسلام وأثناء استعدادها للغد هي وبرق بمساعدة باقي الفتيات، أعلن هاتفها عن اتصال من “محمد”.
لم تستطع كبح ابتسامتها وسعادتها.
فقد اثبت لها أنه يستحقها وبجدارة.
انتشلت هاتفها وابتعدت عنهم والجة الشرفة تجيب عليه.
” ألو. ”
أجاب عليها بصوت دافئ عذب:
“عرفتي أني جاي بكرة مش كدة، أنا عرفت من جدو وصابر ومقدرتش أنام من غير ما اتصل واسمع صوتك ومكدبش عليكي كنت خايف الاقي نفسي متبلك بس الحمدلله، أنا حاليًا غرفتي لا تسع أجنحتي من السعادة يا آنستي الجميلة. ”
زادت ابتسامتها اتساعًا وعجزت عن إيجاد كلمات مناسبة بمثل تلك الأوقات، شعر بها فأضاف بهدوء يعتذر عما بدر منه سابقًا:
“إسلام أنا أسف، أسف لو زعلتك مني وأسف على كدبي، أوعدك ده مش هيحصل تاني والحياة بينا هتبقى قايمة على الصدق والمودة والحب، عايزك تعرفي أني هشيلك في عيني وفي قلبي، مش هزعلك يوم، أوعدك أني هفضل أحبك لحد آخر يوم في عُمري، وعُمر قلبي ما هيبطل دق ليكِ.”
ردت أخيرًا بصوت مبحوح مكتوم والدموع تهبط من عينيها:
“أوعدني يا محمد تاني..”
استشعر حزنها وحاجتها للاطمئنان، كما خمن بكائها فعاد يكرر كلماته من جديد بصوت حنون:
“أوعدك أني أفضل أحبك، وأني أفضل سندك، أوعدك أني هبقى أمانك، أوعدك أني عُمري ما هخذلك ولا هجرحك، أوعدك أني هعوضك عن أي وحش وصعب شوفتيه…”
أغمضت عينيها وشعور بالسكينة يتسلل إلى قلبها يبث بها الراحة، قائلة بتهرب:
“جهاد بتنادي عليا، مستنياك بكرة، سلام يا محمد.”
~~~~♡♡♡♡~~~~
في اليوم التالي، داخل صالة الألعاب الرياضية الخاصة بـ وسـام كان يقف بإحدى الزوايا يتحدث مع أحد المشتركين بالمكان يتبادل معه أطراف الحديث وما أن انتهى وذهب الرجل والتفت وسـام بظهره حتى وجد من يباغته يسدد له لكمة قوية بوجهه.
لم يستوعب وسـام ما يحدث معه، رفع رأسه يبصر صاحب اللكمة تزامنًا مع تجمع البعض للدفاع والوقوف مع وسـام.
وقبل أن يقدموا على فعل أي شيء، أوقفهم وسـام متحدث بهدوء:
-مفيش حاجة يا شباب، كملوا تمرينكم.
وبالفعل رحلوا وبعدها اقترب هو من ذلك الغاضب والذي يرمقه بنظرات نارية عجز هو عن معرفة سببها.
تمالك نفسه ولم يرفع يده ويفعل معه مثل ما فعل ويغدر به، بل ظل يبصره ثم سأله وهو يمسح تلك الدماء من شفتاه السلفية:
-أنت أتجننت يا ياسين.
كز الآخر على أسنانه، ثم رفع يده ومسح على رأسه بغل وبقوة وكأنه على وشك الإنفجار، مؤكد له:
-آه اتجننت يا وسـام وأنت السبب، أنت سبب كل اللي حصلي جوازي انتهى بسببك.
ضم وسـام قبضته يحاول التماسك قدر الإمكان فحتى تلك اللحظة ورغم ما يفعله إلا أنه لا يرغب بخسارته.
لم يظل ياسين ملتزمًا بالصمت بل صاح من جديد ولكن تلك المرة بعلو صوته:
-ما تـــرد، بس هترد إزاي ما أنت ولا في بالك وكنت مقضيها وبتنبسط مع المدام.
جذبه وسـام من ملابسه يبتعد معه عن أعين من حوله، ثم دخل و وقف معه في المكان الذي خصصه لنفسه مغلق الباب خلفه بقوة يسأله بعصبية وسخط:
-احترم نفسك يا ياسين علشان احترمك وإلا قسمًا عظمًا هقل منك وهمسكك أرنك علقة مخدهاش حمار في مطلع، أنا كل ده عامل حساب أنك صاحبي.
تحولت تعابير وجه ياسين وهو يجيب عليه بحسم وقوة:
-كنت صاحبك.
لانت تعابير وسام صدمة منه ولقدرته على إنهاء صداقتهم.
فعل ما كان عليه هو فعله فـ على الرغم من كل عيوبه وما يعرفه عنه إلا أنه لم يتخلى عنه أو يستغنى عنه بأي شكل من الأشكال.
أضاف ياسين وهو يخترقه بنظراته الثائرة:
-صاحبي اللي يخربلي بيتي وينهي جوازي ميلزمنيش، ومن هنا ورايح لا أحنا صحاب ولا أحباب ومش هبقى على العيش والملح سميني قليل الأصل، عديم الأصل، مش مهم المهم أني مش عايز أعرفك تاني، واللي عملته معايا مش هنساه وهدفعك التمن غالي أوي يا صديقي السابق.
مسك به وسـام من ملابسه متمتم من بين أسنانه:
-أنا مجتش جمبك وبيتك مش أنا اللي خربته ولا أنا اللي نهيت جوازك أنت اللي عملت في نفسك كدة أنت المسؤول والمذنب الأول والأخير متشيلش غيرك ذنبك ونصيحة مني روح أتعالج علشان أنت مش طبيعي….آه كنت هنسى وأنت كمان معدش تلزمني يا ياسين ومن هنا ورايح تنساني ومتقعدش تنطلي عشان هزعلك أوي.
ابتسم ياسين بسخرية ثم أجابه بتهديد و وعيد:
-مش هتعرف تنساني عشان أنا مش هسمحلك بـ ده وآه مبقيناش صحاب من النهاردة بس بقينا أعداء يا…..
صمت لوهلة ثم ضحك ضحكة مريبة مخيفة وهو يردد:
-يا صديقي السابق، سلام مؤقت.
~~~~♡♡♡♡~~~~
انهت “ريهام” صلاة العصر ثم قامت بلملمة سجادة الصلاة و وضعتها على طرف الفراش وهي تخلع إسدال الصلاة.
متجهة نحو المطبخ و أعدت لنفسها شطيرة جبنة، وكوب من القهوة فحتى الآن لم تضع في فمها شيء.
عادت غرفتها من جديد ثم جلست على الفراش واضعة الكوب على الكومود وأمامها الصحن الذي يحوي على الشطيرة.
وأثناء التهامها لها التقطت هاتفها وعبث به بعض الوقت.
وقبل أن تتركه من جديد لاحظت طلب الصداقة المُرسل من قِبل زهـر.
لم تتعرف عليها بالبداية ولكن عندما قامت بفتح الصفحة ورأت الصورة بشكل أوضح تذكرتها سريعًا فقد كانت تلك الفتاة هي العروس التي تزوجت بصديق ياسين.
طليقـها..
كزت على أسنانها وهي تظن بأنه قد يكون وراء هذا ويحاول إسترجاعها إليه.
وكرد فعل طبيعي ومتوقع كان عليها عدم قبول الطلب ولكنها ترددت.
زمت شفتيها وأخذت وقتها بالتفكير.
أخذت قرارها وقامت بقبول الطلب…..
على الجانب الآخر كانت زهـر تمسك بهاتفها لم تنهض من الفراش بعد تشعر بالكسل الشديد وكذلك البرودة ولا ترغب في ترك ذلك الدفء التي تنعم به أسفل الغطاء…
دقائق وكانت تنتبه بأن ريهام قد قبلت طلبها.
ابتسمت باتساع ثم قامت بالدخول على المراسلة وأرسلت إليها تلك الرسالة.
«مساء الخير، عاملة إيه وفكراني أصلًا ولا لا.»
فتحت ريهام الرسالة الخاصة وأجابت عليها:
«مساء النور، أكيد فكراكي، عرفتك من الفستان ما شاء الله عليكي كنتي زي القمر.»
ردت زهر عليها سريعًا:
«حبيبتي ده أنتي اللي عينيكي حلوين وحرفيًا زي القمر…»
لم تكتفي زهر بتلك الرسالة أو تنتظر ردها مرسلة لها:
«هو أنا ينفع أقابلك بكرة؟؟ كنت عايزة أنزل أشتري شوية حاجات وكمان بصراحة عايزة أتكلم معاكي في موضوع مهم أوي.»
رأت ريهام رسالتها، فرفعت حاجبيها وهي تكتب لها:
«أحنا مش صحاب علشان أنزل معاكي وأنتي بتشتري حاجة، عايزة تكلمي معايا في إيه؟؟؟ ياسين مثلا؟؟ هو اللي مسلطكم تكلموني مش كدة، الحركات دي قديمة أوي ومتخلش عليا، كان نفسي يبقى ظني غلط وأطلع ظلماكي بس مع الأسف طلع صح، على العموم ياريت توصلوله أني نسيته ومحيته من حياتي تمامًا وبلاش الحركات القرعة دي أنا مستحيل أرجعله.»
اندهشت زهـر من طول رسالتها ولم تفهم عما تتحدث ولكن ما وصل إليها أنها قد تكون انفصلت عنه.
فسارعت بالكتابة لها بتلك الطريقة:
«لا..»
«اعتقد فهمتيني غلط مش هو اللي قايلي اكلمك»
«هو أنتي سبتيه لو عملتي كدة فـ أحب احييكي وأقولك ألف ألف مبروك بجد فرحانة من قلبي لروح قلبي.»
قرأت ريهام الثلاث رسائل ومع قرأتها للأخيرة تبسم وجهها من حديثها عنه.
تلك المرة لم يصل الرد إلى زهر عن طريق المحادثة بل قامت ريهام بالضغط على أيقونة الاتصال.
وسريعًا أجابت زهـر عليها تسألها بلهفة:
-سبتيه صح؟؟ قولي صح؟
أكدت لها ريهام قائلة:
-صح سبته، أطلقنا من أسبوعين.
وعلى حين غرة أطلقت زهـر “زغروطة” عالية فزعت ريهام المدهوشة من فعلتها وسألتها:
-أنتي بتزغرطي ليه؟؟؟ أنتي مبسوطة ولا إيـه؟!!!
وببساطة ردت قائلة:
-أكيد لازم انبسط وارقع زغروطة والمفروض يبقى ده الرد الفعل الطبيعي لأي واحدة تطلق من جوزها الخاين، ده أحنا المفروض نكسر وراه قوله كمان والله لو كان عندي كنت كسرتلك.
وعلى حين غرة سألتها ريهام تكبح ضحكتها على كلمات تلك الفتاة المرحة والتي استطاعت بسهولة جعلها تبتسم:
-تحبي أقابلك بكرة الساعة كام؟ وهتشتري هدومك منين؟
~~~~♡♡♡♡~~~~
في تمام السابعة مساءًا، قرع الجرس معلنًا عن قدومهم.
تعالت ضربات قلب كل من إسلام، وبرق بعدما نما إليهم صوت الجرس، فقد كانتا تتواجدان داخل غرفة الأولى ومعهم باقي الشقيقات يتجهزان.
كان ضياء أول من يتحدث قائلة:
-جـم جـم ربنا يستر ويعدي اليوم على خير ويهدي بابا يارب، قولوا آمين.
بالخارج، دخل شكري من الشرفة بعد أن رأى السيارات الذين هبطوا منها.
لاحت شبة بسمة على وجهه ثم توجه وفتح الباب لهم، فلم تأتي العائلة بأكملها، لكبر عددهم وقلقًا من أن لا يسعهم المنزل، فقد آتى سلطان ودلال، محمد وعائلته، ويوسف وعائلته.
حاملين معهم العديد من الأغراض فقد حمل كل من يوسف ومحمد باقة من الورود، أما البقية فكانوا يحملون الكثير من علب الحلويات بمختلف أنواعها وأشكالها، وعلبة كبيرة من الشيكولاتة الفاخرة.
بعد عشر دقائق من الترحيب والتعرف عليهم، جلسوا بغرفة الصالون، فكان سلطان أول من يتحدث، يسأله بابتسامة بشوشة:
-أحنا شاريين بناتك ومتأكد أن يوسف ومحمد مش هيلاقوا أحسن منهم، ولا منك عشان نناسبك، أمبارح قولتلي أنك عندك شروط وطلبات نحب نسمعهم عشان نفرح بقى ونقرأ فاتحة الولاد ونحدد ميعاد الخطوبة والفرح.
تراجع شكري في جلسته على المقعد يريح ظهره، ناطقًا بما لديه:
-طيب أحب أعرف الأول هما جاهزين؟؟ يعني عندهم شقق ولا لا؟؟
تدخلت وعد وهي تجيب بأعين قد ضاقت وقلق من القادم:
-شقق إيـه!! ابني هيقعد معانا البيت كبير أوي وأكيد مش هيسبني ويقعد برة.
اعترض شكري واحتج رافضًا لحديثها:
-لا بناتي ميقعدوش في بيت عيلة، أنا عايز لكل واحدة فيهم شقة.
وافق أشرف مجيبًا على طلبه فارضًا سيطرته على زوجته كي لا تخرب الزواج:
-تمام مفيش مشاكل.
كذلك قال سلطان بتفهم:
-أنا عملت حساب أن ممكن يجي يوم و أحفادي يحبوا يعيشوا لوحدهم، فـ أنا عندي عمارة كبيرة عريضة كل واحد فيهم له فيها شقته.
ابتسم شكري له ثم تابع ملقيًا طلبه الثاني:
-طيب تاني حاجة بقى أنا عايز شبكة لكل واحدة فيهم بـ 100 ألف جنيه، موافقين؟؟؟
وعلى الفور وافق سلطان لم يعترض:
-موافقين، اللي ينقوه ويشوروا عليه يجيلهم مفيش حاجة تغلى عليهم.
تابع شكري ملقيًا على مسامعهم باقي متطلباته وشروطه والذي لم يعترض عليهم أي منهم وكذلك تحدثوا بعدة تفاصيل وأمور تناقش بمثل تلك الجلسات.
وبالأخير هتف سلطان ببسمة يسأله:
-خلاص نقرأ الفاتحة؟؟؟
صدح صوت شكري يخبرهم بشرطه الأخير:
-آخر حاجة بقى وافقتوا عليها كان بها ونقرأ الفاتحة موافقتوش خلاص كل واحد يروح في حاله.
سأله يوسف ومحمد بنفس واحد:
-إيـــه هي؟؟
رد عليهم شكري وهو يبصرهم بترقب:
-أنا مبحبش الجو الحامض بتاع خطيبتي ونخرج وتفضلوا داخلين خارجين والناس تاكل وشي، ولا كمان مكالمات التليفون اللي بتبقى في آخر الليل والمسخرة دي، أنا عندي كتب كتاب وفرح علطول، قولتوا إيــه!!!!!!!!!!………………..
««يتبع»»……………….
فاطمة محمد.
يارب الفصل يكون عجبكم
وهستنى
رأيكم
بالكومنتات
❤❤❤
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية الحب كما ينبغي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.