رواية لغة بلا حروف الفصل السابع 7 – بقلم روزان مصطفى

رواية لغة بلا حروف – الفصل السابع

إتخضيت! معرفش طلعلي منين، لكِن كان ذكي جِدًا، عشان البنت متلاحظش ملامِح وشي وتحاول تستفهِم مِنها شيء راح ضمني لصدرُه وهو بيبوس راسي، للأسف البنت مفهمتش بل إبتسمت بخجل وقالت: ربنا يديمكُم لبعض، خلاص هحجزلها بنفسي.
إبتسم منصور بثقة وقال: لا خلاص مفيش داعي كدا كدا إنهاردة أخر يوم لينا في الفُندق.
بعدها قال وهو بيوجه كلامُه ليا: معلش بقى يا حبيبتي هبقى أخصصلك يوم تاني.
البنت من الكسوف مشيت ومنصور قفل الباب، سحبني من دراعي بقسوة خلاني صوتت، وبإيدُه زقني على السرير جامِد وهو لابِس بنطلونه وقافل زرار واحد من القميص عشان يلحقني.
فضل رايح جاي قصادي وهو بيقولي: إنتِ هتتذاكي عليا؟ هتعمليلي فيها ليكِ مُخ وبتعرفي تتصرفي؟ لو عملتي كدا تاني أو حاولتي أقسم لك بالله هأذيكِ في أعز ما ليكِ، عشان تعيشي متعذبة طول عمرك.. يا إما هريحك مِن كُل دا.. وأقتـ| لِك بإيدي.
قولتله بعصبية وانا مرمية على السرير: أه زي ما قتـ| لت الولد في البلد كدا.
قرب مني وضربني على وشي بالقلم جامد، مسكت خدي وقولتله بقهر وغِل: طالما إنت راجِل أوي كِدا، والنخوة وخداك.. روح إتشطر على أخوك اللي إستغل غيبتك ولمس جسمي بمُنتهى قلة الأدب، دا إنتوا مفيش واحِد فيكُم متربي.
قرب مني.. قطع المسافة اللي بيني وبينُه، مسك رقبتي بين آيديه وضغط جامِد فـ عصرت عيني من الألم وأنا بحاوِل أخُد نفسي، كان زي الشيطان مش راضي يسيبني وهو وشه بيترعش جامِد مِن العصبية وبيقول بقرف: بتتبلي على أخويا!
بعدت إيدُه بالعافية وفضلت أكُح جامِد، بعدها بصيتلُه ووشي أحمر وقولت: مبتبلاش على حد ربنا اللي عالِم، حُط كاميرا على باب بيتنا وإبعته ليا وأنا لوحدي، وشوف هيعمل إيه، ولا أقولك إستخبى عشان تشوف بنفسك.. ومن غير حتى ما أديلُه وش دا أنا بخاف أجتمع معاه في حتة حتى لو معانا ناس.
منصور قام من على السرير، وهو شارِد بطريقة مُخيفة، كُل اللي قاله جملة واحدة بلهجة الأمر وبحزم: قومي جهزي نفسك عشان راجعين البلد، وأي إعتراض تبقي حكمتي على نفسك بالموت.
للأسف كُنت مغلوبة على أمري، وعندي خوف داخلي مِن اللي مُمكِن يعملُه فيا أو فـ أهلي، قومت جهزت ولبست وشيلت شنطتي، وهو لِبس هدومه وسحبني من إيدي وراه، وركِبنا عشان نِرجع.
الطريق المرة دي كان أطول مِن المجية، حسيت بيه وكان تقيل، ومنصور ساكِت وسكوته مخوفني.
وصلنا البلد أخيرًا.. ودخلنا شقتنا على طول لإن الدنيا كةنا ليلت، خلع منصور الحِذاء بتاعُه وإترمى بجسمُه على السرير وهو باصص للسقف وساكِت، أنا طبعًا قررت منامش جنبه، هنام في أوضة الأطفال.. رغم إني واثقة مش هيجيلي نوم..
دخلت المكبخ كان نظيف، قفلت النور وروحت بخوف ناحية البلكونة، فتحتها بتوتُر ودخلت.. بصيت على المساحة الفاضية من جهة اليمين اللي بتودي على الأراضي الزراعية، وإفتكرت المشهد اللي حصل قُدامي.. صوت صفير الهوا والسكون خوفني أكتر وخلاني إترعشت، بس مدخلتش الشقة.. المنطقة ساكتة خالِص ومفيش بني أدم معدي وأنا واقفة بالإسدال حتى مجاش ليا نِفس أعمل النسكافيه بتاعي، إتعقدت منه، نسكافيه إيه ومشروبات إيه أنا في كوارث بتوقع على دماغي!
سرحت شوية في الهوا والسكون وكُنت شايلة الهم، لقيت راجِل عجوز لابِس جلابية وشايل على ضهرُه شوال.. ماشي ناحية الأراضي، كان بيتلفت حواليه كتير، رفع راسُه وبصلي وقال: سلاموو عليكوو.
سندت راسي على كف إيدي وأنا بقول بفتور: وعليكُم السلام يا حج.
الراجِل متحركش بل فضل واقِف وباصصلي وبيقول: هي الأراضي مِن هِنا مِش كدا؟
قولتله بهدوء: أه يا حج.
فضل باصص ليا ورافع راسُه ناحيتي وساكِت، كإن الشوال مش تقيل على ضهرُه، كإنُه مش تعبان، بدأت استغرب وأبُصله
فـ قالي بإبتسامة: ألا مفيش كاميرات اليمه دي؟ (الجهة دي)
إستغربت أكتر وعقدت حاجبيني بإستغراب وأنا بقول: ليه؟؟
قالي بهدوء: عادِل باعتلك السلام.
وكمل مشي ناحية الأراضي، وهو بيحُك الشبشب بتاعُه في الأرض وبيعمل صوت عالي وسط هدوء الليل.. برقت بعينيا جامد وأنا برجع لورا وهو إختفى وسط ضباب البرد والليل، دخلت شقتي وقفلت باب البلكونة جامد وأنا صدري بيعلى ويهبط، أشكي لمين وأتحامى في مين؟؟ إذا كان جوزي متواطيء معاهُم!
فضلت واقفة مكاني بترعِش، وسمعت صوت خطوات منصور فـ زاد خوفي أكتر، كان قايم من النوم والنُعاس في عينيه وهو مضيق عينيه وبيقول: إيه صوت رزعة الباب دي، مالِك؟
مرديتش عليه، وشي كان أصفر وكُنت مرعوبة، وعمالة أدعي ربنا في سري، سُبحان من إداني الشجاعة خلاني وقفت وقولت لعادل في وشه: إنت تلم أخوك واللي إسمه عادل دا عني، إرحموني مبقتش قادرة أتعايش مع القلق والخوف.
فرك عينيه وبدأ يفوق شوية وقال بلهجة غليظة: أخويا وقولت هشوف بنفسي ولو طلعتي بتكذبي هتكون ناهيتك، عادِل مالُه!
شاورت على البلكونة وقولتله بضيق: سلط عليا راجِل كبير ماشي ناحية الأراضي يقولي عادل باعتلك السلام؟؟ القا| تِل البجِح بيخوفني دا هو اللي المفروض يخاف، على العموم منكم لله سواء إنت ولا هو وذنب الشاب اللي مات دا في رقبتكُم.
ضم شفايفُه ببرود وقال: خُشي نامي يا مريم والصباح رباح.
الخوف إتجمع في قلبي والدموع إتجمعت في عينيا وأنا بقول: هقول إيه، بكلم مين أصلًا، ما إنت طلعت مش إنت… اللي يشارِك في قتـ| ل روح، ويغتـ| صِب مراته هستنى منه إيه!
سكت مردش عليا خرج ببرود وراح أوضة النوم، وفضلت قاعدة على سرير أوضة الأطفال مبتحركش، لما جت الساعة سِتة، وقعت بجسمي على السرير مِن التعب محسيتش بنفسي، ولا حسيت في كام ساعة عدِت..
صحيت على صوت جرس الشقة.. قومت وأنا دايخة وروحت ناجية الباب، بصيت على الساعة المتعلقة على الحيطة لقيتها أربعة العصر! معقولة نمت كُل دا!
وقفت ورا الباب وأنا بقول بتعب: مين؟
كان مُنصِف! قال أنا وعرفتُه من صوته، إتضايقت وقولتله: منصور مش هنا، في حاجة يا مُنصِف؟
قالي بهدوء: ما أنا عارف إنه مش هنا، إفتحي بس لإنه قابلني تحت وقالي إبقى إدي الفلوس دي لمراتي عشان نسيت أسيبهالها.
كُنت خايفة، ونسيت إتفاقي مع منصور وقولتله: حُطها قصاد الباب وإمشي وأنا هبقى أطلع أخُدها.
قالي بإصرار خوفني: يعني ينفع برضو خوفك كدا من أهل جوزك اللي هُما أهلك.
فتحت الباب وقولتله بضيق: أنا مبخافش إلا من اللي خلقني، بس بحاول أحترم غيبة جوزي اللي إنت مش عامله إعتبار.
قالي ببرود وبجاحة وقذارة وهو بيلمس صدري تاني: ليه يعني عشان عملتلك المرة اللي فاتت كدا؟
بعدت إيده وضميت إيديا الإتنين برعب عند صدري، رزعت الباب في وشه من غير ما أخد الفلوس
وقبل ما أتحرك ناحية فوني اللي أنا ناسية إن منصور أخده، سمعت صويت سِتات مِن الشارِع وكان صويت مهوول..

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية لغة بلا حروف) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق