رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح) – الفصل الثالث عشر
[العبث الثالِث عشر]
[العبث الثالِث عشر]
•عنوان الفصل/ الظل الذي يتبعني.
“الظل الذي يتبعني، ليس مجرد انعكاس لخطواتي،
بل هو ذاكرة ثقيلة تصر أن تذكرني بما حاولت نسيانه.
أحيانًا أراه صديقًا صامتًا يحرس وحدتي،
وأحيانًا أخرى يبدو كـ سجينٍ لا يعرف سوى مطاردتي.
كلما أسرعتُ، لحق بي..
وكلما وقفتُ، احتواني.
إنه الوجه الآخر مني”
فاق عيسى ولقى نفسُه ممد على الرمال بقميصُه الأبيض المفتوح، والبنات واقفين على حواف الشاطيء ماسكين دفوف ولابسين فساتين بيضا تزامُنًا مع لحن أغنية (الليلة يا سمرا) لأحمد مُنيب.
فرك عينيه عشان يدقق في تفاصيل المكان حواليه، لقى ترابيزة بلاستيك عليها شمسية كبيرة قاعد تحتها ثلاث رجالة وفي بنتين واقفين وراهُم بيعملولهُم مساج، ونوح قاعد معاهُم على الترابيزة، الجهة التانية عزيز كان لابس شورت إسود مايوه وأمير كان ممدد على شيزلونج الشاطيء لابس نظارة سودا وساكِت باصص للسما.
بص عيسى للبنت اللي وراه لقاها قاعدة على رُكبها جنبُه وبتبُصله برغبة وبتقول: سألت عنك قالولي إسمك عيسى، من ساعة ما جيت وإنت مُغمى عليك.. لفت نظري تفاصيلك وملامحك.. مقدرتش أقاوم جيت أصحيك.
خد عيسى نفس وهو بيقول بصدمة: أنا فين؟
البنت بإبتسامة على خضتُه: إنت في الساحِل متقلقش، الجو إنهاردة مُناسِب تصيف، حتى الجو بقى بيخرف يا عيسى.
كان باصص بتوهان لعزيز وأمير، عزيز لف وشاف عيسى صحي فـ رفع إيدُه لفوق بإتجاه نوح وهو بيشاورله بعينيه على عيسى، قام نوح بعد ما فهم الإشارة وكان ماسِك كاس في إيدُه، قرب منهُم وقال لعزيز: روح فهم عيسى اللي حصل عشان يبقى معانا على الخط.
عزيز عشان مبيحبش حد يديه أوامِر: مش رايح خلي أمير يروح.
نوح بضيق: دا رخيص مش هيرضى يروح.
عزيز بتصميم: أنا أرخص مِنه ومش رايح.
قرب نوح من أمير اللي كان قالع التيشيرت بتاعه وبيستمتع بالشمس اللي ظهرت فجأة في مُنتصف الشتا، قال نوح: إلبس الفانلة بتاعتك وروح فهم عيسى اللي حصل.
بصله أمير وسكت فـ قال نوح بضحكة مكتومة: فانلة لاتيه هههه.
عزيز بضيق: يوووه.
قام أمير وهو بيسحب التيشيرت وبيلبسه، إتعجب نوح وعزيز مِن إن أمير مجادلش معاهم وراح ناحية عيسى، عيسى كان بيترقب أمير وهو بيقرب منه وأول ما قعد جنبُه قال عيسى بصدمة: إحنا فين هنا ومين دول.
أمير ببرود حزين: في الساحل، ودول الجماعة اللي نوح بيشتغل معاهم اللي مصدرينله الرجالة بتوعه وكانوا بيساعدوه في اللي حصلنا.
إتنفض عيسى وقام وقف وهو بيقول بزعيق: وإزاي يقعدنا مع ناس زي دول!! إحنا أصلًا مش طايقينه من ساعة اللي حصل يقوم يجيب الأشكال دي تقعد معانا!
قام أمير وقف وهو بيهديه وبيقول: هو قال دول الوحيدين اللي هيوصلونا للي ضربوا نار علينا في الجنازة، هيعرفوا يجيبوهم صدقني.
عيسى بتبريقة: أصدقك ليه؟ ليه أصدق أي واحد فيكم من الأساس؟ معنديش بربع جنيه ثقة فيكُم.. أنا ماشي بلاش كلام فارِغ.
وقف عزيز قُدام عيسى وهو بيقول: إهدى وبطل شوشرة الناس بدأت تتفرج علينا.
عيسى بعد إيد عزيز بعنف وهو بيقول: ملكش كلام معايا أحسنلك!! روح أقعد مع بنتك وقولها إني سافرت ومش عاوز اشوفها.
عزيز بإستغراب: وإنت شوفت بنتي فين؟
إترسم على وش عيسى ريأكشن صدمة إن عزيز بالفعل قاصد يمنع سيلا مِنه فـ قال بنفس الريأكشن: جميل الكلام دا، ضهرك عشان أعدي.
كان واقف أمير ومش قادر يتكلم ولا يعمل أي شيء يمنع عيسى يستنى بيه، نوح كان ناوي يتحرك في اللحظة الاخيرة لكِن واحد من الرجالة اللي نوح بيشتغل معاهم وقف قُدام عيسى وهو حاطط سيجار فاخِر على طرف بوقه وبيقول: مسيو عيسى، تسمحلي أخد من وقتك نص ساعة بالظبط أشرحلك فيها كُل حاجة؟ وشوية معلومات عرفتها عن الجماعة اللي بيلاحقوك بقالهُم فترة، مِنهُم البنت اللي بتتدعي إنها جارتك الميـ| تة.
بهت وش عيسى وقال بصدمة: إنت تعرف جارتي منين؟ طبعًا الرايق بيه حكالك وعرفك كُل كبيرة وصغيرة عننا.
إبتسم الراجِل على جنب إبتسامة صغيرة وقال: صدقني إنت فاهم غلط، مش هتخسر حاجة.. اللي أعرفه إنك من أيام شُغلك مع المايسترو بتحكِم عقلك قبل ما تتصرف بغشومية، عشان كدا لقبك العقرب، المعلومات اللي عندي تستحِق تديني فُرصة نقعُد النُص ساعة دي سوا.
كان واقِف عيسى محتار، غضبان وهو بيبُص لنوح اللي واقِف ورا بعدها حرك عينيه ببرود للراجِل اللي واقِف قُدامه وقال: ماشي..
إتحرك عيسى معاه ناحية الترابيزة وقعد، جت البنت اللي كانت قاعدة جنب عيسى بتحاول تعمله مساچ في أكتافه فـ إتقدم عيسى بجسمه لقدام وهو بيقول بحزم: مش عاوز حد يلمسني.
شاور الراجل للبنت وقال: روحي إنتِ.
_______________________________________
المكان: حارة المنيل
تحديدًا: غُرفة عيسى.
انت والدة عيسى شايلة قمر وهي بتطبطب عليها لأنها بتعيط، ومياسة وشها أحمر ومعيطة وهي بتلم في حاجتها بعصبية، والدة عيسى وهي بتحاول تهديها قالت بهدوء: يابنتي إستهدي بالله أكيد عمل كدا لـ سبب.
مياسة من بين سنانها وهي بتعيط: عايز يعطلني ويخفيني عشان يعرف يمشي ورا البت إياها زي المسحور، مين قاله أصلًا إنه لو عاوز يشوفها أنا هتضايق، أنا وجودي غلط زي ما هو قال ولازم أقعُد في شقتي اللي في عمارة خطيبي.
والدة عيسى بحُزن عشان هتفارق قمر: وتحرميني مِن حفيدتي؟
مياسة مِن غير ما تبُصلها قالت: أنا هسيبلك العنوان لو حابة تيجي أكيد بيتك، وأيمن مش هيمانع هو محترم ومقدر.
سحبت مياسة شنطتها مِن السرير للأرض وهي مغمضة عينيها عشان متعيطش وهي بتقول لوالدة عيسى: البنت لو سمحتي.
مدت والدة عيسى إيديها لمياسة بـ قمر فـ أخدت مياسة البنت والشنطة وكانت ماشية بالعافية، قابلت يوسف على نُص السلم وهو مصدوم وبيقول: هتروحي فين يا ماسة؟
بلعت ريقها وقالت بهدوء: معلش يا يوسف هرجع شقتي عشان محتاجة أرتاح مع نفسي بعيد عن كُل حاجة هنا.
سكِت يوسف وقال بأسف: حقك طبعًا، هاتي عنك.
سحب منها الشنطة وشالت هي قمر ونزلت السلم وهي معيطة، أيمن كان واقِف تحت لابِس قميص نُص كُم لونه بيبي بلو وبنطلون قُماشي إسود.. وصلت مياسة لتحت فـ إبتسم أيمن وهو بيفتحلها باب العربية وبياخُد الشنطة من يوسف، يوسف بصلُه بقرف بعدين بص لمياسة وقال: لو إحتاجتي أي شيء أنا أخوكِ الصُغير وموجود عشانِك دايمًا.
إبتسمت مياسة بكسرة وقالت: ربنا يديم وجودك.
ركبت العربية وركِب أيمن وهو بيمسح المرايا الأمامية وبيقول: سُبحان مُغير الأحوال، حد يصدق ييجي يوم حر كدا وسط الشتا والبرد الشديد اللي إحنا فيه، إيه يا حبيبتي ساكتة ليه؟
كشرت مياسة وهي بترمِش كذا مرة بعدين قالت بصوت باهِت: مفيش بس عايزة أروح البيت أخُد شاور وأغير للبنت وأنيمها.
ضيق عينيه وقالها بشك: إنتِ كُنتِ فين إمبارح بالليل صحيح؟
غمضت مياسة عينيها وهدت نفسها عشان متتعصبش عليه بعدين قالت: كُنت في مشوار مع صاحبتي، لو التحقيق بتاعك خلص ياريت نتحرك.
إتحرك أيمن بالعربية وخرج مِن الحارة، كانت بُثينة واقفة في البلكونة أول ما شافت مياسة مشيت دخلت جري على جوة وقالت بسعادة: ماماا ماسة مشيت، خدت بنتها ومشيت، معنى كدا مرجعوش معنى كدا خلاص الطلاق ثِبت.
مامتها كانت بتحشي حمام بالرز المتبِل قُدام التليفزيون، بصتلها بطرف عينها بعدها رجعت بصت للحمام تاني، السعادة اللي على وش بُثينة بهتت وهي بتقول: هو أنا كِدا وحشة وشمتانة؟ والله ما أقصُد شماتة، أنا بس ربنا العالم أنا بحبُه قد إيه.
كانت والدتها رابطة على راسها طرحة لامة بيها شعرها، أخدت حبة من كوباية الشاي بتاعتها وكملت حشي في الحمام وهي بتقول: شوفيلي الزبيب فين، وتابعي الرز البسمتي الأصفر على النار هو بياخُد سِوا عن العادي، خلينا نخلص الغدا.
بُثينة قعدت على الكنبة وهي بتقول: هو في حد جاي ولا إيه يا ماما؟
والدتها بصوت عالي: يابنتي إحنا عاوزين نتغدى! قومي حركي نفسِك.
جريت بُثينة على المطبخ وبدأت تعمل اللي والدتها قالتلها عليه.
قالت والدتها بصوت عالي عشان تقدر تسمعها: حُطي ملح وحبهان في مياه سلق الحمام يا بُسبُس.
سكتت بُثينة شوية بعدين قالت بصوت عالي: الملاحة فاضية يا ماما الملح خِلص.
والدتها بضيق: يييه، طب خُدي البوك وإنزلي هاتي مِن الدُكان كيسين ملح، قوليله ناعِم مش خِشن.
كانت بُثينة بتحِب لِبس الفساتين، كانت لابسة فُستان كُحلي فوق الرُكبة حاجة بسيطة، وليه فيونكة لونها سوفت بينك على الصدر، وجاكيت قُصير بأكمام، شعرنا قصير تحت ودانها بحاجة بسيطة لونه بُني فاتِح، بيضا ووشها مدور، عندها حسنة فوق شفايفها لونها بُني صغيرة، وعينيها عسلية نعسانة
لبست الصندل بتاعها ونزلت، دخلت دُكان البوهيمي وهي مُبتسِمة وبتقول للبوهيمي: صباح الخير.
إبتسم هو بحُب وقال: صباحك زيك يا أبلة بُثينة.
رجعت شعرها ورا ودانها وهي بتقول: عايزة كيسين ملح، وماما بتقولك ناعم مش خِشن.
دخل جابلها كيسين الملح وحطهُم قُدامها وهو بيقول: مفيش أنعم مِنك.
بدأت ملامِحها تتضايق وقالت وهي بتكتف إيديها: قصدك إيه بكلامك دا؟
رفع أكتافُه وقال: قصدي إنك رقيقة، دا مدح.
أخدت كيسين الملح وسابت الفلوس قُصاده وقالت بتكشيرة: طب متبقاش تكررها تاني، عيسى لو سمعك مش هيحصلك كويس.
خرجت مِن الدُكان فـ كشر هو، دخل يوسِف الدُكان وهو بيقول: ياعم ما قولتلك مينفعش، دي أكبر منك ودماغها مشغولة من سنين بأخويا.
محمد البوهيمي قال بتنهيدة: هو مِن إمتى السِن كان مُشكلة؟ أنا بحبها عشان رقيقة وحزينة وكمان جميلة، يعني الحاجة الوحيدة اللي بتخليني أشكُر أخوك إنه بيكون السبب توقف في البلكونة بالساعات عشان بتأملها، بس لما بفتكر إنها واقفة مستنياه أنا بتضايق، متزعلش مني يا يوسف إنت صاحبي وبصارحك بمشاعري.
يوسف بهدوء: بنات حارة المنيل كتير وحلوين، سيبها لإنها لو مش من نصيب عيسى مش هترضى بغيره، بكلمك بصفة إخوة والله.. وعيسى عمره ما فكر فيها يعني إنتوا الإتنين حالكُم يغُم.
غرز البوهيمي صوابعُه في شعره وهو بيزفر بضيق بعدين رفع راسُه وضيق عينيه وهو باصص ليوسف وقال: كُنت جاي تشتري حاجة ولا جاي عادي؟
يوسف بهدوء: كُنت طالع عند حماتي سمعتكم فـ قولت أجي أنبهك للمرة العاشرة، شيلها مِن دِماغك في مليون عائِق بينكُم.
خرج يوسف مِن الدُكان وساب البوهيمي سرحان وبيبُص على بلكونة بُثينة.
________________________________________
قعد عيسى معاهُم وهو بيسمعهُم، إتكلم الراجِل اللي باين عليه كبير الليلة دي وقال: اللي هقولهولك دا كان صعب تعرفه بنفسك، أنا عشان ليا تعامُل معاهُم عارف تفاصيل كُل حاجة، أمل.. جارتك البنت الصُغيرة، يا ترى إتقتلت ليه؟
عيسى ببرود: ودا يخُصك فـ إيه؟ أو إيه علاقتُه بالبنت الشقرا والرجالة اللي معاها بيطاردونا.
ضحك الراجِل بسُخرية وقال: أتمنى متكونش مصدق إن البنت الشقرا دي أمل.
عيسى بنفس الثبات والبرود: عارف إنها مش هي بس بحاول أجيب أخرها.
الراجِل بإصرار على تساؤله: طب جاوبني!
عيسى رفع عينيه بملل وبعدها قال: عشان أبوها لعب بديله مع العصابة اللي كان شغال عندهم اللي هو المايسترو وجماعتُه فـ إنتقموا مِنه فيها.
الراجِل وهو بيطفي السيجار قال: كُل دا عبث مالوش أساس مِن الصِحة، الحقيقة اللي هتسمعها مني قاسية لكِن لازم تعرفها، والِد أمل كان شغال مع المايسترو وجماعتُه وفي يوم إتغابى وأخد بِنتُه معاه الشُغل، كان رايح يقبض فلوس مِن شُغلة عملها فـ قال الوضع تمام هاخُدها لإن والدتها كانت عند أهلها ومينفعش البنت تقعد لوحدها في البيت، اللي مكانش عامل حسابُه ساعتها إن كان في صفقة بين المايسترو وبين واحِد مِن تُجار الأعضاء، ممددين راجِل على ترابيزة خشب وبيصفوا جسمه من أي عضو حي، أبوها قالها إستنيني في العربية اللي مأجرها ونزل، البنت زهقت ونزلت سرحت مع نفسها في المكان، وشافت كُل حاجة.. كـ أي بنت صغيرة طفلة لما تشوف شيء دموي أو مشهد مُخيف غير مألوف بالنسبالها، فقدت التحكُم في نفسها وعملت على نفسها مِن الرُعب.. المكان مهجور وقديم، لو وقعت فيه إبرة هتسمع صوتها.. صوت المياة اللي نازلة منها سمعوه وبصوا لقوها واققة ورا الباب بتراقِب اللي بيحصل وشافته كله.. بنت صغيرة وشافت شيء خاص زي دا، طبيعي هيعملوا حِجة عشان يخلصوا مِنها عشان يفضلوا في الأمان.. وإنتهى الحال زي ما شوفت، نيجي بقى للنُقطة اللي مش هتكون سهلة عليك..
والدك الغُريبي.. دفن البنت مع أهل الحارة دا صحيح، لكِنه كان على علم إن جُثتها إختفت من المقبرة بعد ثلاث أيام من دفنها مع ذلِك مبلغش أهلها ولا أهل الحارة ولا النيابة.. كفى على الخبر ماجور زي ما أهلنا في الأرياف قديمًا بيقولوا.. وأي حد كان بيسأله على مكان المقبرة “الفاضية” بيدله عادي، لو كان نطق لأي حد باللي حصل كان زمان البنت دي مرتاحة في مقبرتها.
وقف عيسى بغضب وهو بيحاول يتهجم على الراجل وبيقول: إخرس يا ***، بتفتري على أبويا وهو بين إيدي ربنا
وقف الراجِل وقال بغضب: كل الكلام دا إتقال على لسان المايسترو في تسجيلات صوتية هخرم ودانك بيها لو حابب، أنا مقولتهوش لنوح قولته ليك أنت في وشك عشان متأكد وواثق منه، أبوك كان شغال مع المايسترو هو وأبو أمل لكن لما أمل إتقتلت على إيديهم خاف عليك إنت وأخوك وبعد عنهم وتاب، وسكت عن حقها عشان يفضل في الأمان، أسأل والدتك هي عارفة الكلام دا كويس، محبيتش تبقى مُغفل وبتلف في نفس الدايرة، مكانش بالساهل المايسترو يعتبرك زي إبنه ويكتبلك ثروته، أنت عوضته وبزيادة أوي عن مكان أبوك في الشغل معاه، كُنت أشطر وأجرأ من أبوك فـ كُنت دراعه اليمين، مسألتش نفسك ميراثك من أبوك جه منين؟ من دُكان العطارة المخستع أبو 200 جنيه في اليوم؟ حكِم عقلك يا عقرب وفوق لنفسك.
إتهد عيسى على الكُرسي وهو فاتِح بوقه ومصدوم، قعد الراجِل وقال بهدوء: لو تحب أعرفك جاجة ياريت تسألني، خيوط المافيا كلها بين إيديا، أنا الماريونيست اللي بحركهم وعارف كل حاجة.
بص عيسى بعد ما أخد نفس عميق للراجل وقال: مين البنت الشقرا والرجالة اللي معاها وعاوزين مننا إيه؟
إبتسم الراجِل بهدوء وقال: البنت دي هسيبك تعرفها بنفسك، أما الرجالة اللي معاها هما السبب في كُل اللي بيحصل يعني البنت مغلوبة على أمرها معاهم، دول قرايب المايسترو وعارفين كويس أوي إنت عملت فيه إيه، وبما إنهم إتحرموا من ورثهم منه بسببك لإنه كتبلك كل حاجة، راجعين من برا يخلصوا منك عشان الحقوق تعود لأصحابها حسب إعتقادهم، ومش هيرازوا فيك إنت وبس، هيرازوا في صحابك الثلاثة نوح وعزيز وأمير، هما عارفين إن في الشدايد بتبقوا سوا فـ هيلعبوا عليكم من كذا إتجاه عشان يشتتوكم، وإحتمال يوقعوكم في بعض هما خبثاء شوية..
عيسى كان مصدوم، فاقِد النُطق، ونوح قاعد واخِد الصدمة زيه، باصصله وساكِت، عين عيسى الشِمال بدأت ترِف، نوح بصله بجمود وهو عارف لما عين عيسى بترِف بيحصل إيه..
_________________________________________
وصلت مياسة على شقتها في عمارة أيمن، دخلت وهي بتحُط قمر على السرير وبتغير هدومها وبتعيط.. كانت متغاظة جدًا مِن حركة عيسى إنه بعتها مع واحدة عشان يشتتها، متعرفش إنه كان حاسس بالخطر فـ حب يحميها هي وقمر بالطريقة دي.. ويبعدها عنهم عشان ميعملوش فيها حاجة.
غيرت هدومها وحست بالجوع لكِن مكانش ليها خُلق تطبُخ أي حاجة، مسكت الفون وإتصلت على أيمن وهي بتقوله إنها جعانة، قالها إنه طالعلها دلوقتي.
شوية وجرس الباب رن لثت أيمن في وشها، كان ناوي يدخُل لكنها مدت إيديها لصدرُه بتمنعه وهي بتقول: رايح فين؟ أنا لوحدي في الشقة ميصحش..
أيمن ببجاحة: جرا إيه يا مياسة هو أنا هاكلك؟ هنقعُد نتكلم سوا.
مياسة بضيق خُلق: مش قادرة أتكلم، لو معاك رقم مطعم قريب ياريت تجيبه أكل بس عشان دايخة.
أيمن بتناحة: أطلُبلك إيه طيب؟ فراخ مشوية؟ ولا تحبي تاكلي إيه.
كانت أعصابهامشدودة وعصبية لإن كل حاجة بتحصل حواليها مش على هواها ومضغوطة نفسيًا فـ قالت بضيق: خلاص هنزل بنفسي أجيب أكل!
أيمن بهدوء: تمام تمام هطلبلك أكل كويس يغذيكِ، خُشي إرتاحي شوية وساعة بالكتير والأكل يوصلك.
نزل أيمن فـ قفلت مياسة الباب ومددت على الكنبة، فتحت التليفزيون ووطت صوته عشان قمر نايمة.. كانت بتتفرج بعقل شارد، لغاية ما فونها رن فـ قامت بتعب ناحية الفون ومسكتُه ببرود، رقم برايڤت اللي كان بيتصل عليها، ردت بملل وقالت: أيوة؟
وصلها صوت راجِل بيقول: مدام ماسة؟
قالت بضيق خُلق: مياسة.. مين حضرتك؟
الراجِل بصوت مُهذب: مع حضرتِك موظف مِن بنك “…”، العميل الخاص بينا مستر عيسى الغُريبي قال إن حضرتك المفروض تيجي تستلمي الأمانة مِن الخزانة الخاصة بيه وهو مفوضك بالنيابة عنه لأنه هيسافر، أقدر أعرف المُفتاح مع حضرتك ولا إيه؟
مدت مياسة إيديها لرقبتها ومسكت السلسلة وهي بتقول بتوتُر: أه أيوة، هي الأمانة عبارة عن إيه بالظبط؟
الموظف بذوق: معنديش فكرة يا فندم دي خزائِن أمانات، حضرتك تقدري تشرفينا في خلال ساعة؟
مياسة قالت بحماس: أنا جاية دلوقتي.
قفلت معاه وجريت عشان تغير هدومها، لبست چيب جلد سودا فوق الركبة حاجة بسيطة، وبوت وكوت جلد إسود وتحتهم قميص أبيض، ولمت شعرها كله لفوق، لبست قمر وشالتها ونزلت بيها جري مِن الشقة، شافت أيمن واقِف تحت فـ قالها بصوت عالي عشان مش لاحِقها لإنها بتجري: على فين كِدا؟
مياسة بصوت عالي: مش هتأخر.
وقفت تاكسي وقالتله على إسم البنك فـ إتحرك بيها..
__________________________________________
المكان: قصر أمير الدهبي.
تحديدًا: الباحة الرئيسية.
كانت قاعدة صِبا على الكنبة في الباحة اللي قصاد البوابة الداخلية للقصر، شايل إبنها وبتلاعبُه عشان ينام، ومُخها عمال يودي ويجيب قلق على أمير..
شوية ودخل أمير وهو لابِس القميص والبنكلون اللي خرج بيهُم، بس رقبتُه محمِرة شوية مِن الشمس، ضيقت صِبا عينيها وهي شايلة إبنها وقامت من مكانها قربت لأمير وهي مبرقة بعصبية، بعدها سألتُه بلهجة حادة لكِن بصوت واطي عشان محدش يسمعهُم: أقدر أفهم حضرتك كُنت فين؟
أمير بملل: ميخُصكيش.
كان هيسيبها ويطلع فـ قالت بحزم: لو ميخصش مراتك أم ولادك هيخُص مين؟؟ أنا قاعدة ميتة في جلدي مِن الرُعب تكون رايح تتهور وتعمل مصيبُة منك لنفسك، فهمني متسبنيش على أعصابي كدا.. مستاهلش منك كدا أبدًا يا أمير.
وقِف مكانُه وكان فعلًا خلصان طاقتُه، إتنهد بيأس بعدها مد إيدُه وقال بصوت مبحوح من التعب: تعالي.
قربت مِنُه صِبا فـ ضمها لحُضنه وطلع بيها على فوق، دخلوا الجناح بتاعهُم وهنا نيمت صِبا إبنها في سريرُه وهي بتتنهد وتقول: من ساعة اللي حصل لـ شجن هانِم الله يرحمها، مش بأمِن أسيبُه مع واحدة من الخدم، حتى الجناح مبسمحش لحد يطلع ينظفه بعمله بإيدي.
سحبها أمير مِن إيديها وقعدها قُدامه على السرير، وهو بيرجع خُصلات شعرها ورا ودانها وبيتأملها، إبتسمت هي بخجل وأنوثة بتستعيدها معاه وقالتلُه: متحاولش تتوه عن سؤالي باللي بتعملُه.
أمير قال بهدوء: كُل اللي أنا عارفُه إن في حد من الخدم مزقوق عليا خصيصًا عشان يسِم والدتي ويتسبب في وفاتها، أو حد باع ذمِتُه مِنهُم مُقابِل الفلوس..
كانت بتبُصله صِبا وبتسمعله بتركيز، مسك إيديها الإتنين بين إيديه وباسهُم وهو بيقول: كُل اللي طالبُه منك تثقي فيا، وتبطلي تسأليني وتضغطي عليا الفترة دي، إنتِ مراتي وشريكة حياتي عايزك تدعميني وتوقفي جنبي وبس.
رجع التوتُر لملامحها تاني وهي بتقول: أيوة بس بجد، أنا بقلق يا أمير مبحبش تخرُج من غير ما تقولي، إفرض جرالك حاجة دا أنا أروح فيها والله.
أمير بحزم: لا! مينفعش تبقي بالضعف دا عايزك ست قوية، مهما جرا تبقي واقفة على رجلك وقادرة تهندلي شُغلي وأموري وتحافظي على ولادنا، توعديني؟
مسكت وشُه بين إيديها بحنان وهي بتقول: إوعدني إنت الأول متسبنيش، وتحافظ على حياتك مهما كان التمن، لأخِر رمق، زي ما هربنا على أمريكا عشان نحافظ على حياتكُم ومنتحرمش منكُم.
حضنها أمير، ضمها لحضنُه جامد وهو بيشم رقبتها وقال: ربنا ما يحرمني منك إنتِ، إنتِ كُل حاجة ليا، لو أنا أمير فـ إنتِ ملِكة..
طبطبت صِبا على ظهرُه وهي مُبتسِمة.. ومتطمنة أوي معاه، وهو كان محتاج لحُضنها دا أكتر مِن أي شيء
_____________________________________
المكان: ڤيلا بدر الكابِر
واحِد من الحرس خبط على الباب، فتحتلُه سيا كالعادة وهي بتضُم الشال على جسمها، الجو غريب ومش مفهوم! الصُبح شمس ودفا وفي نُص اليوم برد مُميت
بصت سيا للجارد وهي بتقول: محتاجين حاجة؟
الجارد بأدب: في سِت يا سيا هانِم عايزة تقابِل حضرتك وتقابِل سيليا هانِم.
إستغربت سيا وقالت: سيليا في بيت جوزها، سِت مين دي؟
ظهرت عمة عزيز مِن ورا الجارد وهي بتقول: تسمحيلي أتكلم معاكِ شوية؟
ضيقت سيا عينيها بإستغراب وهي بتقول: مين حضرتِك؟
إبتسمت هي بخباثة وقالت: عمة عزيز.. جوز بنتِك.
كانت سيا واقفة مايلة ساندة على طرف الباب بخمول، إتعدلت في وقفتها وهي بتبُصلها بقلق وبتبلع ريقها، بعدين غمضت عينيها وفتحتها للجارد بمعنى تمام روح إنت، شاورت لعمة عزيز بالدخول وهي بتقول: إتفضلي.
دخلت عمتُه وهي بتتفحص الڤيلا بعينيها وقالت بكيد: على كِدا شُغل المافيا كسبكُم كتير.
توقعت سيا تلاقيح الكلام والأجواء المتوترة اللي هتكون بينهُم فـ قالت: حسبتك عارفة بما إن توفيق أخوكِ ربنا يسامحه بقى كان شغال نفس الشُغلانة.
قعدت عمة عزيز بكبرياء وهي بتقول بجدية: إسمعي يا سيا، أنا مش جاية أصغر عقلي ونفسي معاكِ، هي كلمة مش هتتكرر.. بنتِك ملهاش مكان وسط عيلتنا، إتدلق على وشه حبها وإتجوزها بكرة ينساها، وولادنا كدا كدا معانا.
ضحكت سيا بإستفزاز وهي بتقول: ولادكُم اللي هُما مين؟ بدر وسيلا؟ وإنتِ كُنتِ شوفتيهُم مِن إمتى عشان تقولي عنهُم ولادِك، عايزة تحرميهُم مِن أمهم وقاعدة بتهدديني، عاوزة إيه بالظبط يا ست إنتِ؟
عمة عزيز بإنفعال: أنا مش هتقبل إن دم أخويا يروح هدر على إيد واحدة زيك إنتِ وجوزك، ودا سبب رجوعي اللي للأسف متأخر.
وقفت سيا وقالت بضيق: معندناش قهوة ولا شاي، شرفتي.
بصتلها عمة عزيز بكبرياء وخرجت مِن الڤيلا، سيا كانت شايطة ومرضيتش تشغِل بال بدر باللي حصل فـ مسكت تليفونها وإتصلت على عزيز اللي كان لسه راجع بيتُه بعد الساحِل، رد عزيز بتعب وهو بيقول: ألو.
سيا بعصبية مُفرطة: من فضلك يا عزيز تيجي من غير ما سيليا تعرف إنك جاي ليا، لازم نتكلم ضروري.
عزيز بقلق: خير حصل حاجة؟
سيا بضيق: أيوة، هستناك.
قفلت معاه وقررت تقعد تستناه عشان يشوفوا حل في الضيف الغير مرغوب فيه دا “عمتُه”
________________________________________
_المكان:بنك الــ **
وصلت مياسة البنك ونزلت مِن العربية،دخلت وهي متوترة وبتبُص على الناس المحدودة اللي واقف،واضِح إنه بنك للـ vip
وقفت محتارة وهي مش عارفة مين كلمها بالظبط في الفون،فـ قررت توقف على مكتب من المكاتِب وهي بتسأل:من فضلك لو ليا خزنة في الامانات أروح إزاي؟
خرجت الموظفة دفتر شيك وهي بتقلب في صفحاتُه وبتقول لمياسة: إسم حضرتك إيه؟
قالتلها مياسة بهدوء:مياسة أءء
قاطعها موظف تاني وهو بيقول بتضييق عين:مدام مياسة حرم عيسى الغُريبي؟
مرضيتش مياسة تقوله سابقًا إكتفت بإنها هزت راسها بمعنى أه فـ قال لها الموظف وهو بيقوم مِن مكانُه:إتفضلي معايا
مشيت مياسة وراه لغاية ما وصلوا عن أسانسير سيلفر حديث ،طلبه الموظف ولما وصل سمح لمياسة تدخُل الأول ودخل بعده،طلب الدور الثالِث ولما قفل الأسانسير بص لمياسة بإبتسامة رسمية وقال:خِزن الأمانات فوق عشان خصوصية العميل ومتكونش لعامة العُملاء،مُمكِن أشوف المُفتاح؟
خرجت مياسة السلسلة من جوة هدومها وهي لبساها وفتحت الحديدة ورتُه المُفتاح،إتفتح الأسانسير وخرج مِنُه الموظف ووراه مياسة وهي بتبُص على المكان بصدمة،مكان واسِع جِدًا مدهون بالأبيض الناصِع وسيراميك أبيض مُزركش بخطوط عرجاء رمادية فاتحة وعلى الجانبين رفوف خِزن كتيرة ومرصوصة بعناية حديثة ومُحكمة،كتب الموظف كود للخزنة هو حافظه وخرج مفتاح مِن كيس شفاف صُغير معاه الكيس مكتوب عليه إسم عيسى ورقم مُعين،فتح الخزنة وخرج مِنها شنطة غريبة! شبه الصندوق اللامِع لون إسود زاهي شنطة مُستطيلة وحجمها متوسط،قرب الموظف وسلمها لمياسة ،قعدت مياسة على الترابيزة الصُغيرة وهي الشنطة قُدامها،مسكت المُفتاح وفتحت بيه الشنطة فتحة صغيرة بتحاول تعرف محتوياتها ،الموظف كان عنده فضول فـ حاول يبُص يشوف محتويات الشنطة إيه لكِن مياسة قفلتها فجاة وبسُرعة وهي بتقول: شُكراً لوقتك،عن إذنك.
وخرجت بسُرعة وهي مخضوضة من اللي شافتُه جوة الشنطة وشيلاها بإحكام بين إيديها، ركبت وروحت لعُمارِتها وأول ما نزلت من العربية لقت أيمن في وشها بيقول بنبرة فيها قلق: خضتيني عليكِ روحتي فين؟
مياسة بإستعجال: كُنت في مشوار، وسع كدا عشان أطلع الشقة.
أيمن وهو بيبُص على اللي في إيديها: تطلعي فين؟؟ إيه الشنطة الغريبة اللي في إيدك دي!
مياسة كانت بقالها فترة تعبانة فـ صوتت في وشه وقالت: هو تحقيق ولا إيه أنا عايزة أطلع الشقة!
رفع إيديه الإتنين علامة الإستسلام وهو بيرجع لورا بيديها مجال تطلع شقتها.
طلعت دخلت الشقة، غطت قمر وحطت الشنطة بخوف على الترابيزة وهي إيديها الإتنين بيترعشوا، مسكت الفون بتاعها بإيد وهي بتتصل على عيسى والإيد التانية بتعُض ضوافرها بقلق وتوتُر، الرقم غير مُتاح فـ رمت الفون بعصبية على الكنبة وقعدت فاتحة رجليها وحاطة راسها بين إيديها وهي بتهز رجليها الإتنين جامد، فجأة غطت بوقها عشان متشهقش من الخوف وبعدين حطتها على قلبها بتحاول تهدي نبضاتها العالية.
الوقت مبيعديش عندها، لازم تشوف عيسى وتتكلم معاه، لقت نفسها مش قادرة تتحرك ولا تتصرف راحت مسكت فونها وإتصلت على يوسف.. اللي رد بعدها بفترة قصيرة فـ قالت بلهفة: أيوة يا يوسف أنا مياسة.
يوسف بهدوء: إزيك يا ماسة، مسجل رقمك طبعًا.
إتنهدت وخدت نفس عميق وهي بتقول: وصلني بعيسى بأي طريقة، أرجوك!
يوسف بإستغراب: هو لسه مجاش بس أكيد لو جه أبلغك، طب ما تيجي؟
أعصابها كانت فالتة ومش قادرة تتحرك فـ قالت بسُرعة: لا لا، هو لو جِه قوله يكلمني ضروري، يلا سلام.
قفلت معاه والإنتظار بينهش فيها.
_________________________________________
المكان: حارة المنيل
تحديدًا: أمام دُكان الغُريبي
كان سايق عيسى عربيته بأقصى سُرعة ولما وصل ناحية الدُكان لف بالعربية حوالين نفسها لغاية ما وقفها، نزل من العربية وهو معاه طفاشة وقرب ناحية قِفل الدُكان وهو بيطفشُه لغاية ما أتفتح، سحب الباب الحديد لفوق بجسمُه وبعدها فتح شنطة العربية بتاعتُه، خرج بنزين ورشُه في أرجاء المحل، بعدها خرج ولاعة مِن جيبُه وجِه عشان يولعها لقى يوسف بيمسك إيدُه اللي فيها الولاعة وبيقول بصدمة: بتعمل إيه يا عيسى؟
عيسى بنظرات شيطانية: سيب دراعي.
يوسف بزعيق: لا مش هسيبُه، عايز تولع في دُكان أبوك؟
إتفتح الشيش بتاع شقة أمه وهي بتبُص وبتقول: في إيه مين بيفتح الدُكان؟ عيسى!
يوسف بزعيق: إلحقي يماا عيسى عاوز يولع في دُكان أبويا.
خبطت أمه على صدرها وهي بتقول بصدمة: يخرااابي أمسكُه يا ولاا.
نزلت جري فـ قال عيسى بتحذير ليوسف: لأخر مرة هقولك سيب دراعي أنا مش عايز أأذيك.
يوسف بيقول بحُزن: إيه اللي جرالك؟ كإن راكبك شيطان، دا دُكان أبونا اللي أكلنا مِن خيرُه!
عيسى بزعيق: أبوك إنت، اللي صدعني بالحلال والحرام وهو كان شغال في ملهى ليلي مع نفس الراجِل اللي أنا كُنت بسكر معاه.
كانت والدة عيسى وصلت لمدخل العُمارة ووقفت مكتومة من اللي بتسمعُه، سكتت منطقتش ومكملتش خطواتها في إنها تقرب لعيسى.
بص لها عيسى وقال: وإنتِ عارفة وساكتة، عارفة كُل حاجة حصلت، أكمل؟؟
جريت عليه وكتمت بوقه بإيديها وهي بتبوس كتفُه وبتقول: أبوس إيدك، متعذبش الأموات في تُربِتهُم.
بعد عيسى إيديها عنه وهو بيقول بتبريقة إنهيار: جُثة أمل فين؟ باعها لمين!!! كانت لسه بلحمها وجلدها متحللتش.. ثلاث أيام مِن الدفن والجُثة إختفت، فين جُثتهاا!!!
خرجت بُثينة للبلكونة جري أول ما سمعت صوته، والناس بدأت تبُص في الشارِع، وفي غيرهُم وقِف في البلكونات.
والدته بغضب وهي بتحرك راسها يمين وشمال: وإحنا مالنا! بنت وربنا قدر لها تموت إيه علاقة أبوك جثتها موجودة ولا لا، أبوك دفنها مع رجالة الحارة واللي كان كان، بقالك سنين معيشنا في كابوس بسبب حتة بت صغيرة كانت صاحبتك وإنتوا صغيرين.
بص عيسى لأمُه بعيون مبرقة من الغضب، ووشه ورقبته بيترعشوا من العصبية.. عروق رقبته بانت، وعينيه الشمال بدأت ترف جامد، وراح رامي البنزين على المحل فـ جريت أمه وقفت في المحل وهو بيرمي البنزين، جه عليها البنزين وبصتله وقالت: لو قادر تولع في أمك وهي حية إعمل كِدا.
يوسف كان مصدوم أما عيسى رمى الچيركن الفاضي على الأرض وقال ببرود: من إنهاردة أنا إسمي عيسى العقرب، ماليش عِلاقة بعيلة الغُريبي نهائي، ولا ليا علاقة بيكم، إعتبروا نفسكم متبريين مني.
أمه بصدمة: بتتبرى من عيلتك عشانها! ليه هي كانت عملالك إيه؟
مردش عيسى عليها، بل إتحرك ببرود لعربيتُه وجريت أمه وراه وهي بتقول: إستنى بس، مش هقدر أتحرم منك تاني، يا عيسى!
بص عيسى من شباك العربية وصرخ بإنهيار: خدعوك فـ قالوا، إن الغُريبي رجُل دين ويعرف الله.
مشي بالعربية وسابهم وراه وهو مش شايف قُدامه، قرر يروح المكان اللي نط من شباكه للبنت الشقرا اللي بتمثل إنها أمل عشان يخلص عليهُم.. لوحدُه!
_________________________________________
المكان: منزل أعلى تل مُرتفِع.
تحديدًا: الطابِق الثاني.
دخل نوح وهو حاسِس إنُه مُنهك من اليوم الطويل دا، قابلُه واحِد من الأرانِب وهو محني الرأس وقال: نوح باشا في ثلاث تحديثات جديدة حصلت في غيابك.
خلع نوح القميص من على جسمُه وهو بيسحب كاس وبيقول: إشجيني.
بلع الأرنب ريقُه وقال: أول حاجة أمنة فاقِت لكِن وعيها مش أوي.
رفع نوح حواجبه براحة وقال: مُمتاز المُهِم عدت مرحلة الخطر، نبقى نكافيء الدكتور، اللي بعدُه؟
قال الأرنب بتوتُر: في حد من عيلة حضرتك، تحديدًا عيلة والدة حضرتك مقدم فيك بلاغ بيتهمك فيه إنك السبب في إختفاء خالتك.
نوح ببرود: عالم غريبة، محتفلش يعني؟ مش متوفر عندنا خنا| زير فـ إتصرفت، ها إيه التحديث الثالِث.
بصلُه الأرنب وقال بخوف: خالِد دخل في حالة هيستيريا، وطلب من الأرانِب اللي فوق على بوابة العلوية إنهُم يخرجوا البنت القعيدة اللي معاه، لإنها بتقول إنها حامِل.. مِنك يا باشا.
نوح نزل الكاسة عن بوقه وهو بيقول: نعم يخويا!؟؟؟
الأرنب بقلق: والله هي اللي بتقول يا باشا، هي اللي بتقول.
رمى نوح الكاسة على الأرض فـ وقعت إتكسرت، طلع جري على السلم لغاية ما وصل لبوابة العلوية وأول ما شاف الأرنبين واقفين على الباب قال بصوت غليظ: إفتح الباب إنت وهو.
فتحوه بسُرعة ودخل نوح زي البُركان الشايط، لقى مروة نايمة على رجل خالِد فـ سحبها من شعرها وقال بقسوة وقلة ذوق: هو مين دا اللي إنتِ حامِل مِنُه يا نُص أنثى يا مسخ.
شعرها مكانش بيوجعها قد معايرته لإعاقتها ما وجعتها، فـ بدأت تعيط بهستيريا وهي بتقول: سيبني، حتى لو مخرجتنيش مبقاش يفرقلي هموت هنا.
نوح من بين سنانُه: طلبتيها ونولتيها.
سحب سلاح مِن واحِد مِن الجاردز الواقفين على باب العلوية وصوبه عليها.
________________________________________
وصل عزيز لـ ڤيلا بدر الكابِر ووقِف متوتر بعد ما طلب من الجارد يقول لـ سيا عن وجوده
الجارد بذوق: إتفضل يا عزيز بيه سيا هانم عندها عِلم بوجودك.
دخل عزيز وهو بيتنحنح فـ وقفت سيا وهي بتفرُك جبينها بصوابِعها وبتقول: تعالى يا عزيز إتفضل.
دخل بهدوء وهو بيسلم عليها وقعد وقال وهو بيضيق عينيه: إنتِ قلقتيني بس، حصل حاجة؟
قالتلُه سيا بهدوء: عمتِك كدا هنا وسمعتني كلمتين وحشين عني وعن جوزي وبنتي، وقالت إنها مُستحيل تقبل بنسب اللي قتـ| لوا أخوها.
تجاهل أخر كلمتين وبص لـ سيا بدهشة وهو بيقول: جت هِنا!!
غمضت عينيها وفتحتها بمعنى أه بعدها قالِت: إسمعني يا عزيز أنا عارفة إنك راجِل وتقدر تحمي بنتي، لكِن لما الموضوع يكون بيخُص عمتك بخاف لسبب واحِد بس، هي مهما إن كان أخت أبوك ومن د| مك.
عزيز بمُقاطعة: وسيليا حبيبتي ومراتي وأم بنتي، واللي حصل دا مش هسكُت عليه، سيبيلي أنا الموضوع دا.
سيا بتوتُر: أنا لا عايزة مشاكِل ولا حاجة، كُل اللي عوزاه أتطمن إن بنتي وأحفادي بخير.
إبتسم عزيز بهدوء وقال: متقلقيش دي مسؤوليتي، أنا هستأذنك دلوقتي لإني هروحلها وأحُطلها حد.
وقفت سيا وقالت بهدوء: هو ينفع أسألك سؤال يا عزيز؟
عزيز بسُرعة: إتفضلي.
سيا وهي بتضيق عينيها: بحسك مش قُريب لوالدك ولعيلتُه أوي، يعني.. متزعلش مني، بحس في جواك أذى نفسي منهُم، مش قادِر تسامحهُم على شيء، بس بعدين برجع أقول أومال تعارفُه علينا إنه عايز ينتقم مننا، طب ليه؟
سكت عزيز وبان على وشُه علامات زعل، بعدها قال ببرود: أوعدك اللي حصل من عمتي مش هيتكرر، عن إذنك.
خرج مِن الڤيلا ووشه غضبان بيحاول يتحكم في دموعه المتعلقة في عينيه، ركِب العربية ومشي بيها بعيد شوية بعدها ركن على جنب وهو بيفتكر قسوة أبوه معاه.
عزيييز!!
_اااااه، مش هعمل كدا تاني يا بابا.
كان توفيق ماسِك الحزام وهو بيقول: عايز تطلع خايب وعديم شخصية، زيك زي الحريم تاكل وتشرب وتقعد في البيت.
كانت دي وجهة نظره في الستات، إنهم كائِن إتكالي.. عشان كدا راجِل بسلبيته وتفكيره العقيم كان لازم يموت على إيد واحدة ست، ولوحده وينازِع..
خبط عزيز الدريكسيون كذا مرة وساق العربية وقرر يروح لعمتُه اللي هي في الوقت الحالي قاعدة مع چايدا وإبنُه.
وصل لبيت چايدا ونزل من العربية مش شايف قُدامه، دخل البيت ولقى چايدا واقفة بتعمل شوربة في المطبخ، وإبنُه قاعد يذاكِر وعمتُه قاعدة على الكُرسي قُدام التليفزيون، چايدا كانت عملت قاعدة تليفزيون وترابيزة بجانب المطبخ تسهل عليها المسافة.
وقف عزيز قُدام شاشة التليفزيون وهو بيقول لإبنُه بهدوء: إدخُل أوضتك ذاكر جوة يا حبيبي، هتكلم مع تيتة في حاجة وجايلك.
قام الولد بهدوء وأخد كُتبه، وعمة عزيز بصالُه ببرود وهي بتسرب من قهوتها، وعزيز باصصلها بضيق، وبمُجرد ما إبنُه قفل الباب قال عزيز بتبريقة عصبية: إنتِ إزاي تتجرأي وتروحي لأهل مراتي تقوليلهُم الكلام دا؟
حطت عمتُه الفنجان وهي بتضحك بخفية وقالت: هي لحقِت جريت عليك تشتكيلك؟ كُنت مستني مني أعمل إيه! وأنا شايفة العبث دا بيحصل، مراتك اللي في المطبخ المايعة دي مبقبلهاش، بس وجودك معاها عشان إبنكُم يتبلع لإنها في الأول والأخر هي وأهلها معملوش لأبوك حاجة وحشة، إنما التانية بنت الكابر دمها نجِس زي أبوها وأمها، مش هسكُت غير لما..
جري عزيز عليها وكإن راكبُه شيطان وهو ماسِكها من رقبتها بيخنُق فيها وبيقول بـِ غِل: مش هتعرفي تعملي حاجة، مش هسمحلِك تعملي حاجة.. أنا كابوسك.. لو واحشك أخوكِ هوديكِ ليه.
خرجت چايدا جري مِن المطبخ وهي بتحوشه وبتقول بخضة وهمس عشان إبنها ميسمعش: عزيز مِن فضلك، سيبها يا عزيز هتموت في إيدك!! الولد يا عزيز إبنك جوة!
أخر الجملة فوقُه فـ ساب رقبتها من بين إيديه، مسكت هي رقبتها وقعدت تكُح جامِد فـ قال عزيز وهو بيترعش مِن كُتر العصبية: أقسم بالله، لو حسيت بأي شكل من الاشكال إنك عاوزة تأذي مراتي وعيالي، نهايتك هتكون على إيدي.
خرج عزيز من البيت والشيطان راكبُه، وقرر يروح لسيليا وولادُه.. بينما عمتُه بعد ما خدت نفسها قالت بـ شر: والله لأحرق قلبك عليهُم واحِد ورا التاني.
_________________________________________
المكان: منزل مجهول.
تحديدًا: غُرفة الفتاة الشقراء.
دخل عيسى مِن الشِباك زي المرة اللي فاتت، كانت قاعدة على التسريحة بتحسس على وشها بقُطنة كالعادة، نط عيسى جوة الأوضة فـ إتخضت هي والحاجات اللي على التسريحة وقعت وهي بتبُص لعيسى بصدمة وبتقول: إنت إيه اللي جابك هنا؟ إمشي بسُرعة مِن مكان ما جيت!
عيسى بنبرة غريبة: أنا إنهاردة يا قاتِل يا مقتول، هاتي كُل اللي عندِك، إنتِ مين وبتعملي كدا بأمر من مين؟
البنت خافِت وبدأت إيديها تترعِش وهي بتقول: مش هقدر أقولك، عشان خاطر ربنا إمشي هيقتلوك.
قرب عيسى خطوتين.. كانت أوضتها بأضاءة باهتة خفيفة، مزيج ما بين البينك الباهِت والأوف وايت، وشماعة خشبية ستاند متعلق عليها شال من الفرو الأبيض وبُرنيطة… السجادة اللي تحت رجله من القش، كان واقِف بچاكيتُه الإسود الجِلد.. عينُه الشمال بترِف كالعادة، ماسِك السلاح في إيده ورايح من غير رجالة
بصت ليه بخوف، صوب ناحيتها السلاح فـ قالت وهي مبرقة: أنا مبقيتش أخاف من الموت، هيبتُه راحت في عيني بحِس بيه في اليوم ألف مرة، بس إنت هيموتوك لو فضلت هنا، إسمع كلامي وإمشي.
عيسى بترديد كلام: إنتِ مين بالظبط؟
وهو مصوب سِلاحُه عليها إتفتح باب أوضتها، وظهر واحِد مِنهُم مِن وراه وهو مُبتسِم بسعادة ومبين أسنانُه
وقال: قِطعة الجِبنة اللي حاطينها في المصيدة، أخيرًا قِدرت تجيبلنا الفار.
عيسى بص ناحيتُه وقال: أعظم أحلام الفِئران إن الأسد هو اللي فار، وهُما الأسود.
صوب سلاحُه تجاه الراجِل وقال: أنا عارف كويس إنت مين وبتعمل كُل دا ليه.
دخل الراجِل ببرود كإنُه مش فارِق معاه السِلاح وقال: فِعلًا؟ وطالما إنت عارف بتسألها ليه عن هويتنا.
رفع عيسى حواجبه وقال بإبتسامة خبيثة: أحِب أسمع تحوير اللي قُدامي.
البنت كانت واقفة بتترعش وقالت: سيبوه يمشي، مِش مِن الصح تهاجموه وإنتوا كتير وهو لوحدُه.
سحبها الراجِل مِن شعرها، وبدراعُه لفُه حوالين رقبتها وضغط وقال: إجابة السؤال التاني عندي أنا، اللي قُصادك دي هي..
دخل الراجِل التاني قبل ما دا يكمِل، وكإنهُم لقوا قِطعة أثرية نادرة
عيسى مبقاش عارِف يصوب سِلاحُه على مين.. ضغط الراجِل على الراديو اللي في أوضة البنت فـ صدحت الأغنية اللي كان بيسمع عيسى وهو نازِل من بيتُه كل يوم عشان يلعب مع أمل، كان راديو دُكان البوهيمي أيام ما كان أبوه اللي واقِف فيه بيصدح مِنُه الأغنية دي
(يا ليلة عودي تاني يا ليلة كوني تاني)
بصوت محمد منير، الإستغراب نهش قلبُه إنهُم عرفوا التفاصيل الدقيقة أوي دي، وسرح وهو بيفتكر
ملحقش يكون الذِكرى في عقله، في حاجة إتغرزت جامد في رقبتُه فـ الصوت تحول لصوت صفير، والصورة غلوشت في عينيه.
وقِع بين إيديهُم عيسى فاقِد الوعي.
ساب الراجِل البِنت وجري على شريكُه وهُما بيبصوا لبعض بسعادة، بص واحد منهم للبنت وراح طلع مُسدس وقال: دورك إنتهى، ميرسي على الهدية.
ضرب عليها النار فـ وقعت على الأرض زي حمامة الصيد.
سحبوا عيسى معاهُم، كل واحد ماسكُه مِن دِراع وساحبينُه لـ برا وهُما بيغنوا بهستيريا
(يا ليلة عودي تاني، يا ليلة كوني تاني
يا ليلة عودي تاني، يا ليلة كوني تاني
خدينا طهر وروح وردي فينا الروح
خدينا ضمينا، دفينا
خدينا ضمينا،دفينا
يا ليلة عودي تاني
لا أنا بخبي مكاني ولا كمان عنواني
قطر المحبة نساني عدى وليه عداني؟)
كانت سمعاهُم وهي بتنازِع، الأغنية لحنها حزين وفيها تمني لعودة حاجات عمرها ما هترجع.. تحاملت على نفسها وهي بتبُص للشباك اللي مفتوح اللي دخل مِنُه عيسى، مش قادرة تفتكِر كام من الوقت أخد لغاية ما قدرت تخرُج من الشِباك وتوقع على الأرض، تهرب من الشباك للحديقة الخلفية!
مشاهِد مِن هروب سيا أيام التسعينات مِن بدر الكابِر وكينان، إتعادت.. ديچافو.
كانت تمشي خطوتين وتوقع، وتوقف نفسها بالعافية..
لقت عربية عيسى تحت فـ بصت لها وهي بتترعش.. مكانتش شاطرة في السواقة بل عملت كذا حادثة، لكِن مفيش قُدامها حل تاني.
ركبت العربية ولقت عيسى سايب المُفتاح فيها، عقله مكانش فيه.
دورتها ومشيت.. وصوت الأغنية العالي جوة مغلوش على أي صوت تاني.
-المكان: قِسم الشُرطة.
تحديدًا: مكتب ليث.
منال كانت بتتنفس بصعوبة مِن الحمل ومرجعة ضهرها لورا وهي بتقول: كُل الضحايا اللي تمت جرايمهُم بطريقة بشعة خِلال الفترة اللي فاتِت من عيلة نوح، عيلة أمه تحديدًا.. ودا للأسف اللي مخوفني على الباقي، اللي مُمكِن في أي وقت يبقوا ضحايا.
ليث بتفكير وهو بيتحرك بالكُرسي يمين وشمال: أخر بلاغ إتقدم ضِده محيرني، اللي قدمت البلاغ عرفت منين او خمنت منين إن اللي عمل كدا نوح؟ أكيد في سبب، حاجة مقدرناش نشوفها في مسارح الجريمة اللي روحناها، حد وصل لها قبلنا.
منال بهدوء: ليه ميبقاش كمين يشتتنا؟
إتعدل نوح وقال: شكيت بس رجعت قولت لا، ليه مفيش جرايم تانية بتحصل غير الجرايم بتاعة عيلته!
كان في صوت زعيق برا فـ قام ليث من مكانه بسرعة ووراه منال، خرجوا من المكتب لقوا الظُباط ملمومين حوالين بنت بتطلع في الروح، نزفت كتير وهدومها غرقانة دم مِن دِراعها المُصاب.
برق ليث بصدمة ومنال غطت بوقها بإيديها.
البنت بأنفاس مُتقطِعة: هيـ.. هيمو توه.. هيقتلوا..
يقتلوا عيـ عـيسى..
ووقعت من طولهاا
منال بعلو صوتها: إطلبوا الأسعااف بسُرعة!!!
______________________________________
لغاية الليل ومياسة مستنية مكالمة يوسف، متصلش فـ قررت هي تتصل..
صوت رنين المُكالمة ومحدش بيرُد
وقمر بنتها نايمة، وهي حاطة الفون على ودانها مستنية يوسف يرُد..
الشنطة
إتفتحت لوحدها!
وفي صوت مِن الشارِع كإنُه أغنية في عربية
(يا ليلة عودي تاني يا ليلة كوني تاني)
مياسة بدأت تتىعش زي المحمومة، وعينيها محمِرة من عياط الخوف المكتوم.
وهي بتبُص على الشنطة..
وفجأة
يتبع..
#العبث_الأخير “رُكاب سفينة نوح”
#بقلمييييي
#روزان_مصطفى
يتبع.. (رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.