رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح) – الفصل العاشر
[العبث العاشِر]
[العبث العاشِر]
_رُكاب سفينة نوح.
•عنوان الفصل/أخِر حبات القُرنفِل.
” كانت تردُدات الأصوات داخِل عقلي تُنبهني بـِ أن الطريق الذي أسير بِه خاطيء ونهايتهُ هلاكِ، يُقال أن هُنالك ملاك مِن العالم الأخر يُرشِدك عنوة للصواب، أين أنت يا ملاكِ؟”-بقلمي
المكان:شقة في عمارة سكنية جديدة
تحديدًا :شقة مياسة
قعدت على الكنبة بعد ماحطت قمر بنتها في العربية المُخصصة للأطفال وهي بتبُص للمُفتاح اللي لقته في السلسلة،قد إيه صغير ورفيع،يا ترى دا مُمكِن يكون مُفتاح إيه؟
قررت بدل الحيرة إنها تتصِل على عيسى تعرفُه يمكِن مثلًا نسيه ونسي أمرُه إنُه كان مُحتفِظ بيه في السلسلة ،طلبت رقمُه إداها غير مُتاح فـ حدفت الفون على الكنبة وهي بتفكر تقوم تلبس وتروحله أو تروح لحماتها تسألها عنه وتعرف حكاية المُفتاح،قامت تغير هدومها ولبست فُستان أطرافُه شيفون وهو لونه سوفت بينك وعليه جاكيت جلد إسود،وشوز برقبة سودا سيفتي نسائي ،عملت شعرها الإسود كيرلي وبدأت تبان في الفروة الخُصلات الشقر تاني لإن الصبغة بهتت،شالت بنتها ونزلت من الشقة وهي بتدور على أي تاكسي يوديها حارة المنيل، وقفت واحد وركبت وهي بتاخُد نفسها وبتقول: حارة المنيل بعد إذنك.
إتحرك السواق ومياسة لابسة السلسلة ومغلفاها بلزق بإحكام عشان المُفتاح اللي لاقتُه، ميوقعش من جواها.. طبطبت على قمر وهوا العربية بيحرك شعرها وهي سرحانة في عيسى، وفي المُفتاح، وليه إختارها مختارش حد من عيلتُه سواء والدتُه أو أخوه عشان يديها حاجة مُهمة زي دي، وصلت مياسة للحارة ونزلت من التاكسي بعد ما حاسبتُه، بصت لـ دُكان الغُريبي المقفول من ساعة وفاة حماها، لقت يوسف واقِف قُصادُه بيكتب حاجة على نوت ورق صُغيرة في إيدُه، قطعت مياسة المسافة بينها وبينُه وهي بتقول بهدوء: إزيك يا يوسف.
إبتسم يوسف أول ما شافهُم ولعِب في شعر قمر بحنية وهو بيقول: يا أهلًا وسهلًا، كويس الحمدلله.
سحب قمر من إيد مياسة وشالها وهو مُبتسِم وبيداعِبها ويقول: مين حبيب عمو؟
رجعت مياسة شعرها ورا ودانها وهي بتقول: هو عيسى فوق؟
يوسف بهدوء: لا، محتاجاه في حاجة أتصل ليكِ عليه؟
مياسة بتوتُر: ياريت لو مش هتعبك.
إداها قمر وخرج فونُه من جيبُه وجِه يتصِل على عيسى لقى فونُه غير مُتاح، بص لمياسة بخيبة أمل بعدين إبتسم بذوق وقال: طب ما تتفضلي جوة يمكِن ييجي، هو اليومين دول بييجي عشان أمي بتقلق عليه.
بصت مياسة للبيت وهي بتطبطب على ظهر قمر وبعدها قالت: طب والدتك مش هتضايق من مجيتي؟ أو لما تشوفني؟
لقت شباك بيتفتح وبتطُل مِنُه والدة عيسى وهي بتقول: لا مش هتضايق يا ماسة، تعالي إتفضلي وهاتي حفيدتي أشبع منها شوية، ولا ماليش حق فيها؟
إبتسمت مياسة وقالت: جايين أهو.
دخلت للعُمارة بعدها دخلت للشقة وهي بتقلع الشوز بتاعتها وبتدي قمر لحماتها، دخلت وقعدت وهي بتاخُد نفسها وبتقول: إزيك يا ماما.
والدة عيسى بضيق لكِن هادي: هو إنتِ خليتي فيها ماما، مقولتليش إنك ناوية على جواز مرة تانية، على فكرة لينا حق معرفة جوازك.
مياسة بوقاحة وهدوء: معتقدش ليكُم حق، إبنك طلقني ومبقاش لينا علاقة ببعض.
والدة عيسى بجدية: بقى إسمعي أما أقولك، إبني طلقك عشان دا كان طلبك لإنك مش زي الستات العاقلة بتقعدي تربي بنتك لا، إنتِ شاغلة دماغك بالأموات والكلام اللي مفيش مِنُه رجا، تاني حاجة ملناش علاقة ببعض دي متتقالش تاني، اللي بيربُطنا بيكِ قمر، وعشان حفيدتي متترباش في بيت راجِل غريب الحضانة بتاعة سيادتك بتسقط بمُجرد جوازك.
كانت مياسة عينيها جمعت دموع وإحمرت شوية وبدأت تهِز رجليها بتوتُر وقالت بهجوم ودفاع عن بنتها: الكلام دا لما تكون بنت قادرة تعيش بعيد عن امها مش طفلة صغيرة بترضع، حرام عليكُم مش مكفيكِ اللي عملوا عيسى فيا! عيشني كـ كائِن بديل لواحدة حتى لو ميتة على حسب كلامِك.
نزل من عينيها الدموع فـ مسحتها بطرف صوباعها وهي بتتنهد وبتقول: مبقاش ليه لزوم الكلام دا بقى ماسِخ مِن كُتر ما بيتعاد، أنا جاية أسألِك عن عيسى متعرفيش هو جاي إنهاردة ولا لا؟
عدلت والدة عيسى قمر في إيديها وهي بتهزها بحنية عشان تهديها وقالت لمياسة بنفس نبرة الضيق: وبتسألي عنُه ليه مش بقى في حياتك راجِل؟
إتنهدت مياسة بضيق خُلق لكِنها ردت بهدوء: مش عشان حاجة، محتجاه في موضوع مُهم بس.
والدة عيسى وهي باصة قُدامها قالت بضيق: إحتياجك يبقى لراجلك، عشان زي ما شوفتي حياتك هخلي إبني يشوف حياتُه، ولا هو نفسي فيه وأقول إخيه.
كانت على وشك تفقد أعصابها وترُد على حماتها رد مش كويس، لولا دخلة يوسِف وهو ماسِك كانز حاجة ساقعة وبيمد إيدُه لمياسة وهو بيقول: إتفضلي نعلش إتاخرت.
بصتلُه مياسة وإبتسمت وهي بتاخُد مِنُه عشان متكسفهوش: تسلم يا يوسِف بجد تعبتك.
والدة عيسى رخت الحبل شوية وقالت: لو عندك حاجة ضرورية قوليها ليوسف هيحلهالك، مش ضامنة عيسى ييجي إنهاردة.
كتفت مياسة إيديها وقالت بهدوء: معنديش مُشكلة هستناه.
يوسف بهدوء: طيب أنا رايح عند حماتي هبات عندها إنهاردة عشان تعب نيللي، خدوا راحتكُم.
والدة عيسى بهدوء: طيب يماا أنا شوية هلبس العباية وأجي أتطمن عليها، يكون الرز بلبن سقِع تاكلوه.
خرج يوسف فـ قالت والدة عيسى لمياسة: قومي هاتيلك جلابية من دولابي تقعُدي براحتِك، بدل الفُستان اللي مكتفِك دا.
شربت مياسة الحاجة الساقعة اللي جابها يوسف وقالِت: لا أنا تمام مرتاحة.
_________________________________________
المكان: منزل أعلى تل مُرتفِع.
تحديدًا: المطبخ.
أمنة أخدِت وقت على ما إستوعبت كلمة الأرنب، رمت اللحمة من إيديها وهي بتقول بهستيريا: بشري!! إنت.. أنت بتقول إيه؟؟ جبتوه منين! في حد من الجاردز مات!
في إيه!!
كان صوت نوح، صوت صارم ورادِع.. دخل للمطبخ وهو بيبُص لوشوشهُم، وش أمنة المذعور، وش الجارد اللي أتحول من التسلية للخوف بمُجرد دخول نوح، ووش مرام العاشِق اللي بيبُصلُه بحُب، تجاهلهُم ماعدا أمنة سألها بهدوء: صوتك عالي كدا ليه، إيه اللي حصل؟
أمنة إيديها كانت بتترعش وشفايفها كمان، وهي بتبُص للأرنب اللي واقِف وبتقول لنوح بصوت متقطع: كُنت بطبُخ، بقطع اللحمة والخُضار عشان ست رفيف تاكُل لُقمة صحية، دخل هو وقالي.. عارفة اللـ.. اللحمة اللي في إيدك دي إيه؟
نوح ضيق عينيه وبص ليها بترقُب، فـ كملت وهي بتترعش وقالت: قولتلُه بقري، قام.. قام قالي..
قاطعتها عبير وقالت: هزر معاها يا باشا وقالها من سُلالتك، فـ إتعصبت وسرسعت بالمنظر دا.
بصتلها أمنة بصدمة وبعدها بصت لنوح وسكتت، نوح بهدوء وبمُنتهى الجدية: هزاره لو ضايقك.. هعاقبهولك.
بصت أمنة لعبير بطرف عينها لقت عبير بتبُص ليها بحزم فـ قالت أمنة بتردُد وخوف: لـ.. لا.. مضايقنيش أنا أسفة إن صوتي علي.
بص نوح بحزم وجدية للأرنب وقال: على شُغلك، لو لمحتك في المطبخ تاني هعملك طاجِن.
خرج الأرنب بسُرعة فـ بص نوح بجدية ليهُم وقالهُم: ياريت بلاش أصوات عالية ملهاش لازمة في مكان، شوفوا شغلكُم.
جِه عشان يخرُج مِن المطبخ جريت وراه مرام وهي بتقول بلهفة: نوح باشا.
وقِف ولف بصلها قُدام المطبخ، وقفت قُدامُه وهي مُرتبِكة وقالِت: يعني أنا ملاحظة الست رفيف تعبانة اليومين دول، الله يكون في عونها ولادة توأم وجرح الولادة مفتوح وعمالة تحاول تـ.
غمض نوح عينيه وفتحهُم وهو بيقول بحزم: خُشي في الموضوع على طول.
لعبت في صوابِع إيديها بتوتُر وقالت: بقول يعني أكون معاها في جناحها دايمًا بدل المطبخ، أصل المطبخ مش محتاج الست عبير قايمة بالواجِب هي وأمنة، لكِن الأولى يكون في جناح الست رفيف واحدة تخدمها وتاخُد بالها من البشوات الصُغيرين.
نوح بـِ وجه بلا تعابير: وإنتِ بقى الواحدة دي، مُش كِدا؟
مرام بـِ لهفة: هشيلهُم في عينيا والله يا باشا، هحميهم وأغيرلهُم وأهشكهُم عشان يناموا، حتى الست رفيف هتبقى ملِكة.
نوح بثقة: هي ملِكة فعلّا مش لِسه هتبقى، على العموم فكرتك حلوة عجبتني.
إبتسمت مرام إبتسامة واسعة، ساعتها نوح نده أمنة وقال: يا أمنة، تعالي مِن فضلِك.
خالِد كان قاعِد على مقرِبة مِن المطبخ وسامِعهُم، جريت أمنة ووقفت قُدام نوح، لمحت خالِد قاعِد وراه وفـ إيدُه الماسك بيحركُه بملل وبيبُصلهُم بتركيز فـ إبتسمت بـِ خجل..
نوح بهدوء: مرام إقترحت عليا إقتراح حلو عشان تساعِد رفيف في الأولاد.
إبتسمت أمنة بأدب وقالت: تمام يا باشا.
نوح بإبتسامة لأمنة: عشان كدا جهزي نفسك هتتنقلي لجناح مدام رفيف تساعديها وتساعدي الأولاد.
وسعت عيون أمنة بصدمة وبصت لخالِد اللي إتعدل بخضة وهو بيبُصلهُم بتكشيرة وضامِم شفايفُه، أمنة حاولت تنطق فـ قالِت بتوتُر: أيوة بس، المطبخ و..
نوح بهدوء: مرام والست عبير هيبقى مسؤوليتهُم المطبخ.
مرام كانت كإنها واقِع عليه جردل ثلج، نقلت عينيها بينهُم وجِه نوح يمشي فـ مسكت دراعُه، لما بصلها بتحذير سحبت إيديها بسُرعة وهي بتقول: نوح باشا، هو حضرتك مش واثِق فيا إنك تأمني على ولادك و.. ومراتك؟
ميل نوح راسُه على جنب وإبتسم بخُبث وقال: بُصي يا مرام، الحياة علمتني إن صنف البني أدم أناني بطبعُه، ومبيقدمش خدمات بدون مُقابِل، يعني محدش هينُط في دماغُه فكرة المُساعدة مرة واحدة غير لو في نيتُه حاجة مُعينة، وأنا شايف إن أمنة في حالها.
بدأت تحلف كذب وتتنطط وتقول: أبدًا يا باشا والله و..
قاطعها نوح وقال بجدية: على شُغلك!
بعدها بص لأمنة وقال بهدوء: جهزي حاجتك وإطلعي للمدام عشان خارِج ورايا مشوار مُهِم.
أول ما نوح خرج من الباب المُصفح وإتقفل وراه بدأت عيون أمنة تجمع دموع والدموع تنزل زي المطر على هدومها وهي بتبُص لخالِد، الكلام معناه إنها هتكون في طابِق وهو في طابِق تاني بعيد عنها، ونسبة إنها تشوفه هتبقى واحِد في المياة، دخلت للمكبخ بعصبية وهي بتقول من بين سنانها لمرام: إنتِ مش هتبطلي فرك وصفار بجد؟ واحد متجوز ومش باصصلك أصلًا ليه تقعُدي تفرُكِ عشان أنا أحاسِب على مشاريبك!
مرام بزعيق وهي بتزُق أمنة من صدرها: إيه إيه حاسبي على كلامِك، وأنا كُنت أعرف أنُه هيحصل كِدا يعني!
عيطت أمنة وبقت تتشحتف وقالت: أنا مش عايزة أتحبس في دور بعيد عن هنا أنا.
كتفت مرام إيديها عند صدرها وقالت: ولا عشان بعدك عن حبيب القلب مش هتقدري تشوفيه، يا خايبة دي جت من عند ربنا الواد دا شكلُه بيغشِك وبيتسلى بيكِ
زعقت أمنة وقالت بعصبية: وإنتِ مالِك! هو إنتِ ولية أمري ولا أنا كُنت إشتكيت لك!
وقفت ما بينهُم عبير وهي بتسحب أمنة من دراعها وبتقول: إطلعي على جناح الست رفيف وكفاية مشاكِل.
وبصت لـ مرام وقالت بحزم: وإنتِ على شُغلك يلا زي ما أمر الباشا، مش عاوزة صوت زعيق وخناق هنا عشان منتحاسبش وأتاخِد في الرجلين معاكُم.
سحبت أمنة شنطتها المتعلقة على دولاب الخزين الشيك والوشاح بتاعها حطتُه حوالين رقبتها وهي عينيها مدمعة ومنزلة دموع بصت لمرام بقرف وخرجت من المطبخ، جت عشان تروح ناحية البوابة المُصفحة وتطلع للدور بتاع رفيف لقت حد بيسحبها، قعدت ترفص لغاية ما سندها على الحيطة وهو حاطط كف إيدُه على شفايفها، بصت لعينيه فـ إتنهدت براحة على كف إيدُه اللي كاتم بوقها، بص لعينيها وقال بهمس عشان محدش يسمع: هشوفك إزاي، مينفعش تعملي فيا كدا.
سحب كف إيدُه بالراحة عن بوقها فـ قالت بهمس حزين: مش أنا اللي عملت، أنا إتخضيت زيك.. مش عارفة بس مُمكِن تكلِم نوح باشا ينقلك الدور اللي فيه الست رفيف.
خالِد بهدوء وهو بيضُم شفايفُه بحسرة: مينفعش، هيشُك هيقول إشمعنى في التوقيت الحالي، بُصي أنا هتصرف بس أهم حاجة خلي فونك مفتوح بعد الشُغل أتطمِن عليكِ.
حركت أمنة راسها بمعنى حاضِر، باس راسها فـ إتسحبت من بين إيديه وهي بتشهق بكسوف وبتجري على الطابِق اللي فوق.
_________________________________________
المكان: مجهول
تحديدًا: غُرفة صغيرة نوعًا ما.
كانت قاعدة على السرير متربعة، ماسكة مرايا يدوية لونها ذهبي وعمالة تبُص لملامحها بعدم تصديق.
خبط الباب فـ قالت بهدوء: Enter
دخل الشخص نفسُه وقال وهو بيخرج سيجار: مش وقت انبهارك بشكلك ورانا شُغل كتير.
ردت قالتلُه بعد ما نزلت المرايا: صدقني مش هيتخدع، قلبُه هيعرفني..
الراجِل اللي واقِف قُدامها قال بعصبية: وجع في قلبك هو أنا بروح أهلك جايبك عشان ترجعوا ذكريات التي مضت؟ ما كان مُمكِن يومها أسيبك تموتي زي الكـ| لبة
بس قولت بيننا شيء مُشترك، ليه لا؟
قرب مِنها وسحب خُصلة مِن شعرها جامد وهو بيقول من بين سنانُه: بس لو هتخربيلي كُل دا أخليكِ تحصلي كُل الغاليين عليكِ، نرجعك تاني لعتبات الموت دا شيء مش صعب.
بعدت إيديه عن شعرها بالعافية وقالت بصراخ: إنت مِش إله عشان تحدد مصيري.
إتمشى خطوتين وقال ببرود: لا مش إله، أنا إبليس.. ظهرلك كـ عادتُه معاه صفقة مُهِمة ليكِ، هتقبليها يبقى أنقذتِك مِن مصير مُظلِم، هترفُضيها تبقي حكمتي على نفسِك بالضياع.
بعد عنها وسابها قاعدة على السرير بتتنفس بسُرعة فـ شاورلها بصوباعُه وهو بيقول: فوقي، وركزي في اللي أنا جايبك عشانُه وصارِف عليكِ ملايين عشانُه..
خرج مِن الأوضة فـ رمت هي المرايا على الباب ومالت على السرير وهي بتعيط..
فجأة
سمعت صوت حد بيحاول يدخُل مِن شباك أوضتها..
كانت لابسة فُستان لونه أصفر باهِت على ذهبي، ضيق بدون أكمام، فُستان للنوم..
بصت من الشباك لقت عيسى! فـ رجعت لورا زحف على السرير وهي مبرقة ومغطية بوقها بصدمة، عرف مكانها منين! يا ترى سمع كلامها مع الشخص أياه؟
بدأ ينزل مطر خفيف على چاكيتُه الجلد وبعد ما دخل الأوضة نفض قطرات المياه عن الچاكيت بتاعُه
الأوضة كان نورها أبيض باهِت واللمبة بتتحرك، حرك عيسى رقبتُه يمين وشمال وهو باصصلها وقال: أخيرًا عرِفت أوصلِك!
رطعت لورا على السرير وهي بتترعش وقالت: أبعد عني، هصوت.
غمز وهو بيقولها: تؤ، أنا مُتأكِد أنك مبسوطة إنك شوفتيني، بس في حاجة مخوفاكِ، تفتكري اللس خلاني أوصلك مش هيخليني أعرف أحميكِ؟ دا أنا العقرب.. لدغتي للقبر.
عينيها لمعت بدموع خفيفة وهي بتحرك راسها يمين وشمال وقالت: أنت متعرفش أنا مين.
قعد على رُكبُه على السرير، بيزكف عشان يوصل ليها، وصل ليها بجسمُه وقرب ليها بـِ وشُه وهو بيقول بجدية وحنين: أمل، أنا أعرفِك مِن وسط ألف.
رمشت بعينيها مرتين وهي بتحرك رموشها، وبتنقل نظراتها على وشُه، على تفاصيل وِشُه.
مد هو إيدُه ناحية وشها وهو بيتلمسُه وبيحسس على خدها بصوباعُه.. سحبت الوشاح بتاعها الحريري وبقت تمسح وشُه بيه من مياه المطر.
مسك معصم إيديها وهو بيقول بجدية: فاكرة نفسك بتعملي إيه؟
هي بحُزن: بنشفك!
عيسى بنبرة حزينة ولكِن يقصُد معنى تاني: أنتِ نشفتيني، فوق ما تتصوري.
_________________________________________
المكان: قسم الشُرطة.
تحديدًا: مكتب ليث الصفتي.
منال رتبت الورق اللي سهرت تشتغل عليه مع عيسى وقالت: محتاجة توست جبنة كريمي مع مج نسكافيه ضروري.
رجع ليث راسُه لورا وهو بيقول بإرهاق واضِح: هاتيلي معاكِ أي حاجة تتاكِل، أنا قربت أنسى الرُز والكوكو.
منال بتعب: لولا الحمل تاعبني كُنت طبخت لينا وخليت راغِب يعديه علينا وقت الغدا.
ليث بتعب: نرجس عرضت عليا كدا بس هي كمان حامِل الفترة دي فـ مش عاوز أجهدها ولا أشيلها همي، وأمي وأمها واخدين بالهُم مِن بقية الولاد فـ البني أدم حسيس.
وقفت عند باب المكتب وهي بتضحك وقالت: موسم الحوامل، هعملنا ساندوتشين وكوبايتين وأجي.
خرجت فـ بص ليث على بقية الصور اللي لسه موجودة على مكتبُه، الجُثث.. وما قبل الموت لما كانوا أحياء، وأيه علاقتهُم ببعض..
وفي وسط شرودُه باب المكتب إتفتح، وضوت خكوات بتقرب من المكتب، ليث بإبتسامة من غير ما يبُص مين دخل: ملقيتيش توست ولا إيه.
قعد الشخص اللي دخل على الكُرسي وقال بتنهيدة راحة: لقيت حاجة أحلى.
رفع ليث راسُه وهو بيبُص على الشخص اللي خارِج مِنُه الصوت دا لقاه نوح!
إتنفض ليث على كُرسيه وهو بيسحب المُسدس مِن الدُرج وبيصوبُه تجاه نوح وهو مصدوم، نوح حط كاب الشُرطة اللي لابسُه على المكتب وهو مُبتسِم ببرود وقال: سمعت إنك بتدور عليا، جيتلك بنفسي!
ليث حاول يهدي أعصابُه بعدها نطق بتكشيرة: ومش خايف؟
لوى نوح بوقه لتحت وهو بيرفع أكتافه بـِ لا مُبالاة وقال: من إيه؟ أنا مبخافش من حاجة.
ليث بعصبية: ما أنا عارفك بِجح.
نوح برفض للإسلوب: تؤ تؤ! متقلش أدبك لا أعفرتك، أنا راجِل مش على راسي بطحة.. ولا إنت معاك دليل يديني في أي شيء، هخاف ليه؟
إتعدل ليث وقال بعصبية مِن بين سنانُه: ولاا! متلفِش وتدور، لما إنت مش على راسك بطحة ولا خايف مستخبي وهربان ليه؟
نوح بصدمة: أنا! إطلاقًا، أنا حُر أقعُد أو أروح في المكان اللي يعجبني، ولبسي لملابِس الشُرطة دا عشان ريأكشنك اللي لما شوفتني ظهر على وشك، أنا برضو مرضتش أدخُل ومدام منال هِنا عشان الست حامِل متجهضش مِن الخضة.
ليث بيحاول يمسِك أعصابُه: إيه اللي جابك إنهاردة.
نوح باللبس الميري: جاي أقولك، بطل فرك.. أنا عندي أهداف بخلصها، لما أخلص هجيلك بنفسي، لكِن اللي إنت بتعملُه دا هيخليك تحرق بنزين على الفاضي، هتلف تلِف وتوصل لنُقطة الصِفر تاني، فـ على إيه! اليومين دول حاول تسافر مع المدام، تقعُد مع الأولاد تشبع منهُم، يعني إعمل حاجة مُفيدة.
برق ليث بعصبية وقال: هي حصلت بتهددني بمراتي وولادي؟
نوح ببرود: لا متطلعش مني، أنا راجِل متجوز عندي ست بحبها وعندي ولاد دلوقتي، ومقبلش حد زيهُم يتأذي.. سلام يا باشا.
قام نوح وهو بيلبس كاب الشُرطة على راسُه مرة تانية، وهو خارِج من باب المكتب عدا مِن جنب منال اللي شايلة صينية الأكل، قالها بهدوء وهو مخبي وشُه بالكاب الميري: تقومي بالسلامة يا مدام.
منال بهدوء: ميرسي.
خرج نوح تحت أنظار ليث المذهول، حطت منال الصينية وهي بتقعُد عشان ظهرها وجعها وقالت بإرهاق: مين دا أول مرة أشوفه، ظابِط جديد؟
ليث بصدمة وهو بيشاورلها على الباب المقفول: دا نوح!
منال بخضة: إييه!!!
_________________________________________
المكان: ڤيلا بدر الكابر.
تحديدًا: جناح سيليا.
شعرها كان مبلول، لابسة روب بُني تايجر لفاه عليها كويس وهي رايحة جاية وبتقول بصدمة: أنا مش مصدقة إنك مش مخضوض، أزاي أكون في الـPool مع جوزي وألاقي حد بيراقبنا وفين! في بيت بابي معقولة دي!
عزيز ببرود وهو قاعد على سريرها ضامم إيديه تحت دقنُه قال: طليقك.
وقفت سيليا عن الحركة وهي بتبُصلُه بضيق وطلعت منها ضِحكة ساخرة وقالت: دا اللي لفت نظرك؟ بجد! ويا ترى طليقي جاي يتغزل فيا في نص الليل ويلمسني ليه!
وقف عزيز وقرب مِنها وهو بيقول: عشان بحبك.
سيليا بعصبية: لا ما هو واضِح.
حضنها عزيز جامد وغمض عينيه، حُضن إشتياق وعشق.. هديت هي في حُضنه ولما بص ليها عدلت خُصلة شعرها المبلولة وهي بتبل شفايفها وقالت: إن عمتك تراقبني دي حاجة تخوف ومش مُريحة بالنسبالي لو إنت شايفها عادي سوري يبقى عندك مُشكِلة.
حاوط عزيز رقبة سيليا بإيديه الإتنين وقال: هي بتراقبني أنا، عشان مجيش عندك.. لإنها زي ما عرفتي عمتي، واللي قتل أبويا كانوا عيلتك.
برقت سيليا وقالت بجدية: عزيز إنت سامع نفسك بتقول إيه؟ أنا أم ولادك مش عدوتك! وهي جاية تظهر في حياتنا بعد ما أنا وإنت إتجوزنا وخلفنا؟
باس عزيز راسها وقال: متقلقيش أنا هتصرف معاها.
إتفتح باب أوضة سيليا ودخلت سيلا وهي بتقول بصوت عالي وسعادة: بااااابي
سيليا بخضة: شششش وطي صوتك!
سمعوا صوت خطوات على السلم فـ عرفوا إن في حد سمع إن عزيز هنا.
________________________________________
المكان: حارة المنيل/منزل الغُريبي
تحديدًا: غُرفة عيسى القديمة.
خلعت مياسة الچاكيت بتاعها وفضلت بالفُستان، إتأكدت إن قمر نامت فـ غطتها كويس وقعدت جنب الشباك بتاع أوضته الهوا بيحرك شعرها، عربية ركنِت عند الصيدلية مشغلة عمرو دياب (لا برتاح في ليلة ولا بنساك ولا لقيت نهاية، وحتى أما ببعد ببقى معاك ومنتاش معايا، أنا عايش ومش عايش ومش قادر على بعدك)
سندت مياسة وشها على كف إيديها وهي بتفكر في عيسى لإنه بالفعل عيسى أكتر راجِل هي حبتُه، بصت للسما اللي بعتالها هوا ساقِع شتوي وشافت القمر كامِل
بتنزل نظرها بصت على العمارة البعيد عنهُم بشارع لقت بُثينة واقفة في البلكونة ومستنية حد، دققت مياسة نظرها عليها لقتها إتنفضت بسعادة وبقت تتحرك في البلكونة، بصت لقت عربية عيسى ركنت تحت، رفعت مياسة حاجب بضيق وهي بتعُض ضوافر إيديها، فكرت تعمل حاجة فـ فتحت الضلفة التانية وعدلت شعرها بدلع، شافتها بُثينة فـ وشها إتقلب من سعادتها برجوع عيسى لـ غيرة من إن في واحدة قاعدة في أوضتُه.
بصت مياسة على عيسى لقتُه مش متوازن، سحبت الچاكيت بتاعها لبستُه وجريت على برا، حماتها كانت بتتوضى فـ فتحت مياسة الباب وطلعت لـ برا لقت عيسى ساند راسُه على العربية، راحت ناحيتُه والعربية مشغلة أغنية ( يا ناسي وعدك وعدك ليا بُعدك والله صعب عليا)
حطت مياسة إيدها فوق كتف عيسى وهي بتقول بصوتها الحلو: عيسى.
رفع راسُه وبصلها، ضوء القمر كان جاي على وشها وفي ضهرها دُكان الغُريبي.. وشها جميل، أبيض وعينيها واسعة ملونة ووشها صغير.
إبتسم وهو بيضيق عينيه وبيحُط إيدُه على خدها وقال بتعب: يا نبض عيسى.
عينيها وسعت بصدمة وهي بتبُص وراها وبترجع تبُصله بشك، إنُه مُمكِن يكون بيتخيل وبيقولها الكلام دا كـ أمل.
لاحظ هو نظرات الشك على وشها فـ إبتسم بهدوء وهو بيقول: يا نبض عيسى والعقرب، يا ماسة.
إبتسمت غصب عنها ووشها إحمر، بصت للأرض وقالت: كُنت قاعدة في أوضتك على الشباك، ولمحتك دايخ فـ نزلت أتطمِن عليك.
حط إيديه على وسطها فـ برقت، شالها وقعدها على العربية، رجعت خُصلة شعرها ورا ودانها وهي مكسوفة وسند بإيديه الإتنين على العربية حوالين جسمها وقال بجدية: إنتِ أنقى وأصدق حد أنا عرفتُه في حياتي، وكان إختياري ليكِ كـ مراتي وأم لبنتي إختيار في محلُه.
بصتلُه هي بنظرة عتاب وقالت: يعني إنت عارف إن في ناس بتلف وتدور عليك.
إبتسم عيسى وقال: ومُتأكِد، وعايش عليهُم دور العبيط المصدق، لما تنتهي القِصة دي.. هتكوني معايا ولا مُصممة على إنك تتجوزي حد تاني؟
نزلت مياسة عن العربية وقالت بتوتُر: أنا معرفش أنت شارب إيه مخليك بتتمطوح وبتقول كلام غريب، بس يلا نطلع عشان والدتك قلقانة عليك وأنا كُنت جيالك في موضوع..
جتت تتحرك من قُدامُه مسك معصم إيديها ثبتها في مكانها، بصت لإيديها اللي بين إيديه والأغنية اللي إتغيرت من نفس العربية ( إرجعلي زي زمان مفيش وقت لزعل، أيامنا وحشاني إرجع مستني إيه)
سحبها من معصم إيديها بـِ بُطء فـ وقفت قُدامه وهي بتقول بتكشيرة بسيطة: كُنت فين يا عيسى؟ عودتني مسمعش منك كلام حلو غير لما تكون مع واحدة تانية.
لفت مياسة وبصت الناحية التانية لقت بُثينة واقفة على مقربة منهُم وبتعيط دموع بس بتنزل على وشها
بصت مياسة لعيسى وهي بتضحك بسُخرية وبتقول: واحدة من ضحاياك أهي.
بعدت إيديه عن إيديها وقالتلُه: يلا لو سمحت عشان عوزاك في موضوع مُهم.
طلعت العُمارة وسابتُه فـ خبط بإيدُه على كبوت العربية، جِه عشان يطلع بس لاحِظ إن دُكان الغُريبي في حد بيكاول يرفع البوابة الحديد لفوق.. بس من جوة!
__________________________________________
المكان: قصر أمير الذهبي
تحديدًا: غُرفة شجن هانِم
خرجت صِبا مِن جناحها وهي بتتمشى ناحية السلم لقت الخدامة ماسكة صينية عليها عصير وساندوتش، وقفت قُدام الخدامة وهي بتقول بتعجُب: دا لشجن هانِم؟
الخدامة قالتلها بأدب: أيوة يا هانم.
سحبت صِبا مِنها الصينية وقالِت: هدخلها انا روحي إنتِ.
مشيت صِبا ناحية باب الأوضة وشالتها بإيد واحدة والإيد التانية خبطت بيها على الباب وهي بتقول بصوت هادي: ماما شجن، أنا صِبا!
خبطت تاني محدش بيرُد، شكت إنها نامِت على نفسها فـ فتحت الباب بهدوء لقيتها قاعدة على الكُرسي وباصة للشباك
شالت الصينية بإيديها الإتنين ودخلت وهي مُبتسِمة وبتقول: كُنت عارفة إني هلاقيكِ زعلانة وباصة للشباك كـ عادتِك، بس عوزاكِ تاكلي حاجة عشان ميعاد الدوا، مش كفاية متغديتيش؟
قربت صِبا مِنها لقتها نايمة، هزتها بالراحة بعد ما حطت الصينية على جنب وقالت: يا ماما!
شجن جسمها وقع على الكُرسي، صِبا رجعت لورا خطوتين بخضة.. مدت إيديها اللي بتترعش لجسم شجن وجت تصحيها لقتها قاطعة نفس، ومفيش نبض.
شهقت كذا مرة ورا بعض من الخضة بعدها صوتت.. صويت قطع سكون القصر كلُه!
والخادمات إتلموا وهُما شايفين إنهيار صِبا، واحدة منهُم جريت وهي بتصوت وتقول: شجن هانم ماتت، شجن هانم ماتت!!
في الجهة التانية، كانت رفيف بتتمشى بولادها في الجنينة، بعد ما طلعت أمنة لجناحها، دخلت رفيف وهي شايلة ولادها الإتنين وبتاخُد نفسها.. لقت حد نايم على سريرها فـ قالت بتعب وهي بتقلع الصندل بتاعها وبتحُط الولاد في السراير: إنت قررت تقيم معايا هنا ولا إيه؟.
موصلهاش رد فـ كررت وقالت: يكون في علمك يا نوح بيه، براضيك عشان ولادي بس.. لكِن عُمري ما هسامحك، لو برخي شوية فـ دا عشان خوفي منك ومن ردود فعلك الغير متوقعة.
مردش عليها برضو فـ كشرت وقامت من مكانها وهي بتقول: بطل تتجاهلني أنا بني أدمة أستحق منك شوية تقدير!!
سحبت الغطا عنُه، لقت أمنة
مقتولة والغكا غامق مش مبين
برقت رفيف وهي بتوقع على الأرض وبتزحف لورا وبتصوت بهستيريا
كان نوح لسه واصل ملحقش يغير هدومُه جري على الطابق اللي فيه رفيف اللي مبطلتش صويت وبصويتها صحت العيال
نوح بزعيق وخضة من صوتها: في إيه؟؟
رفعها من تحت إيديها ورجليها مش شيلاها، بصت لنوح وهي بتصوت وتعيط وقالت: قتلوا الخدااامة، قتلوها كان ممكن ابقى أنا مكانها
برق نوح
وخالد جري غير آبِه للعواقِب، بص وشاف أمنة غرقانة في دمها!
_داخِل غُرفة عيسى القديمة.
مياسة كانت قاعدة على السرير وعيسى بيخلع الچاكيت بتاعُه بتعب، بتبُصله وهو واقِف.. وقفت قُصاده ونور القمر جاي على وشهُم
قالتلُه بتساؤل وقلق: أنا شوفت المّفتاح الصُغير، اللي في السلسلة.. دا مُفتاح إيه؟
إبتسم عيسى وهو بيبين سنانُه وقال بإعجاب: كُنت عارف إنك ذكية، وهتكتشفيه بسهولة.
مياسة بنفس التوتُر: أيوة مفهمتش دا مُفتاح إيه؟
كشر عيسى وقال: دا المُفتاح اللي هيوصلك لنهاية كُل الخيوط، وهيخليكِ تفهمي كُل حاجة.
مياسة بفضول: طب إشمعنى سيبتهولي أنا؟ ليه مش والدتك أو أخوك خصوصًا إننا مُنفصلين!
عيسى بجدية ونبرة خوفتها: مينفعش حد يشوف اللي هتشوفيه بفضل المُفتاح دا غيرك، مراتي والست اللي شاركتني الحياة والسرير.
بلعت مياسة ريقها وقلبها بدأ يدُق..
يتبع..
#العبث_الأخير ( رُكاب سفينة نوح)
#بقلمييييي
#روزان_مصطفى
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.