رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح) الفصل الثامن 8 – بقلم روزان مصطفى

رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح) – الفصل الثامن

[ العبث الثامِن]

[ العبث الثامِن]

[ العبث الثامِن]

_رُكاب سفينة نوح

•عنوان الفصل/ بداية النهاية.

•” تقول أسطورة الوقت، أنا الوحيد الذي يتمنى الجميع عودتي للوراء، يهابون النافذة الخاص بي التي تطُل على مشارِف المُستقبل، حتى فضولهم الذي يجعلهم يريدون معرفة ما لا يخُصهُم لا يُحفزهم لمعرفة القادِم المجهول، الجميع خائِف أن يضع قدمهُ على أول طريق النهاية”

المكان: مطعم راقِ على أطراف البلدة.

تحديدًا: البوابة الخلفية.

عزيز بضحكة ساخرة: مالك؟ مش قادر توقف على رجليك من الخضة؟

نوح وهو لسه مصوب سِلاحُه على عزيز: عايز توصل لإيه؟ إنت عارف كويس إني مبخافش.

سلم عزيز الأرنب لـِ رجالتُه ووقف قُدام نوح وهو رافع دراعاتُه لفوق وبيقول بضحك: No risk no fun, أتسلى أنا شوية، ولا نسيبك تتسلى وتضحك لوحدك؟

ضحك نوح وبين سنانُه وهو بيقول: هتقدم الفيديو للنيابة؟ ومالُه.. إبعتُه في ظرف مُحترم كدا لمكتب ليث خليه ينهي القضية دي، بس الحاجات اللي عملناها سوا قبل ما نفترق عن بعض كـ جماعة، هتبررها للنيابة إزاي.

عزيز وهو بيغني بعبثية: مجنون ودماغي طاقة.

ضحك نوح بعبثية هو التاني وقال: هههه، معنديش وقت للهري دا، عاوز تحتفظ بالأرنب اللي معاك معنديش مُشكِلة، لكن لو عايزها تقلب Fun  هيكون ليها ترتيبات تانية غير اللي إنت مُتخيلها.. اللي معاك دا أنا ماسك حاجات عليه لو قتـ| لتُه مش هينطق فـ مش هتستفيد مِنُه بحاجة غير إنك كسبت ضيف جديد.

شاور عزيز لرجالتُه فـ رموا الأرنب قُدام نوح، سحبوه باقي الأرانِب معاهُم فـ رجع نوح لورا وهو لسه مصوب سلاحُه على عزيز وعزيز واقف ثابت ووراه رجالتُه

ركب نوح عربيتُه وركب معاه الأرانِب وإتحركوا بسُرعة مِن قُدام المكان.

حرك عزيز رقبتُه يمين وشمال وهو بيمرر لسانُه على شفايفُه بإستمتاع من اللي حصل وبيبُص على مدخل المطعم، قرب واحِد مِن رجالتُه مِنُه وهو بيقول: هنتحرك يا باشا؟

عزيز وهو بينزل الكاب على راسُه قال: أيوة عشان لو حد كبس منشيلش إحنا الليلة، هات المُفتاح هسوق أنا.

مد الجارد إيدُه بالمُفتاح فـ سحبُه عزيز وإتحرك بالعربيات مع رجالتُه.

_المكان/منزل نوح

كان قاعد على ترابيزة الصالة الرئيسية وحاطط إيديه الإتنين عند بوقه وساكت بيفكر، جت مرام من المطبخ وهي بتسلم الصينية لواحد من الأرانِب فـ همستلُه في ودانُه: هو الباشا مالُه؟

قالها بصوت غليظ: خليكِ في شُغلك، يلا روحي!

إتحركت للمطبخ تاني وحاولت توقف عشان تسمع لكن واحد منهم لمحها فـ دخلت للمطبخ من سُكات، نوح وهو بيخبط بصوابعُه على الترابيزة: مش شاغلني غير إنُه صور الجريمة كُلها فيديو، الموضوع دا لو كان عملُه عيسى ولا أمير كُنت إتطمنت شوية، بس يعملُه عزيز لا عشان أنا عارفُه مستبيع مش باقي جواه أي ذكريات من اللي كانت بيننا.

كان كإنُه بيخاطِب نفسُه في المقام الأول

إتعصب فـ قلب الترابيزة وهو بيخبط الكراسي برجليه بهستيريا، الفيديو دا هيعيقُه يكمل إنتقامُه، وكِدا عزيز حط صوباعُه تحت ضرسُه، سمعت رفيف صوت كسر وكركبة في الطابِق اللي تحت فـ ربطت شعرها بالوشاح وهي بتحاول تخرُج، مُجرد ما فتحت الباب لقت إتنين مِن الأرانِب واقفين على الجهتين، جت تطلع وقفوا قُدامها من غير ما يتكلموا عشان يمنعوها، حركت عينيها عليهُم بضيق وقالت: وسع لو سمحت عاوزة أنزل.

الأرنب برسمية: ممنوع.

رفيف بدات تضايق لكِن صوتها معلاش وقالت: هو أيه اللي ممنوع إنت حافظها ولا إيه بقول هشوف إيه بيحصل تحت مش هخرج برا المبنى كُله

الأرنب صوته علي وقال بغلاظة: قولت ممنوع إدخُلي من فضلك.

رفيف وشها إصفر من زعيقُه ورجعت لورا خطوة، جِه عشان يقفل الباب عليها لقت رفيف إيد حد بتتحط على الباب وبتسندُه عشان ميتقفلش فـ بلعت ريقها بخضة وهي شايفة نوح بيفتح الباب على أخرُه، كانت خايفة مِنُه أول ما شافتُه لكِن لما بص للأرنب بنظرة مش تمام بدأت تهدى

نوح ببرود: صوتك علي كِدا على مين؟

الأرنب بهدوء: يا باشا كانت عايزة تنزل تحت ودا ممنوع دي تعليماتك.

مسك نوح فك الأرنب بين إيديه وهو ضاغط عليه والتاني بيتألم فـ رفيف إتخضت وقربت من نوح وهي بتحاول تبعدُه وبتقول: خلاص سيبُه هتكسر فكُه في إيدك.

نوح وهو ضاغط على فكُه قال من بين سنانُه: أنا جايبك تاخُد بالك المدام متخرُجش من اوضتها مش تعلي صوتك عليها، دا بيت وملك جوزها وتروح الحتة اللي هي عيزاها، بعد كدا لو طلبت حاجة ترجعلي منتصرفش من دماغك، يلا غوور من عند الباب هجيب واحد غيرك يوقف.

نزل الأرنب لتحت وفضل التاني، رفيف كانت مصدومة وبتتنفس بسُرعة فـ سحبها نوح للأوضة وقفل الباب.

فضل يبُص لملامحها وهو بيتنفس بسُرعة ومتوتر، رفيف بصدمة: إنت مالك غريب كِدا ليه!!  إيه التصرُفات اللي بتعملها دي، يعني إنت اللي مديلُه أمر يحبسني وإنت برضو اللي بتزعقلُه لما يرفُض يخرجني،حقيقي هستنى إيه من واحد خان صُحابُه و..

عند النُقطة دي مقدرش نوح يسمع كلام زيادة وأخرسها بقُبلة وهو ماسكها من ظهرها بيقربها ليه أكتر، قُبلتُه مكانتش عنيفة عكس الأيام الأخيرة كان فيها مشاعِر مُضطرِبة، أكتر شيء حستُه رفيف مِنها إنُه بيدور على الأمان فيها.

حاوط رقبتها بإيدُه التانية وكُل ما تبعد عنُه تاخد نفسها يرجعها تاني لغاية ما الوشاح بتاعها وقع من على راسها، قدرت في النهاية تبعدُه عنها وهي بتمسح بوقها وبتتنفس بسُرعة بصدمة وبتقول: مش هينفع! أنا لسه والدة، وبعيدًا عن كدا مش عوزاك تلمسني تاني، لإني معرفش إنت بتخرج بتعمل إيه، وأذيت مين مِن صُحابنا.

مسك نوح ما بين عينيه بصوابعُه بضيق وهو بيقول بتوتُر: مش عاوز أسمع سيرتهم، نهائي.. أنا جايلك هربان مِن كُل شيء حتى من دماغي، دماغي حاسس عليها ضغط رهيب.

رفيف كانت بتتلمس شفتها السُفلية لإنها حست فيها بألم مِن قُبلتُه وقالت: وأنا المفروض أصدقك وأتعاكف معاك؟ كان مين فينا صعب عليك مِن اللي إنت بتعملُه فينا تحت بند التسلية، للأسف ضحاياك كتير وأولهُم أنا.

حرك راسُه يمين وشمال بـِ رفض وقال: إنتِ مش ضحية، إنتِ السِت اللي إختارت أعيش معاها وأتجوزها وأخلِف مِنها.

دمعت رفيف وقالت بتكشيرة: إزاي يهون عليك أكون حامِل مِنك وبطني قُدامي قد كِدا ومش قادرة أمشي، وتعمل فيا كُل دا، إفرض الحمل نزل تحت أي حركة مش محسوبة، إزاي بتقول إنك بتحبني وبتجرحني.. وإزاي أنا لسه بحبك بعد كُل دا، حاسة إني عيانة زيك، أو عيانة بيك بس مش قادرة أحدد مرضي عشان أتعافى مِنك.

عيطت رفيف وغطت وشها بإيديها، غمض نوح عينيه وفتحها وهو بيقربلها وبيبوس ضهر إيديها الإتنين وقال: كُل اللي عارفُه في الوقت الحالي إني محتاجك، محتاج البنت اللي حبيتها عشان تهديني، أنا كُنت.. هقتـ| ل عزيز إنهاردة.

برقت رفيف وهي بتخبط على صدرها بصدمة وقالت: يا خبر إسود!! إوعى تكون عملتها.

مسك نوح راسُه بهيبرة وقال: لا! معملتهاش بس كُنت على وشك أعملها، اللي حصل.. يعني بيني وبينُه عامل زي ما يكون وقعتي ثلج على واحد نايم ومش حاسس، فـ فوقتيه بس بطريقة صعبة.. عمال اراجِع حساباتي في اللي عملتُه واللي كُنت هعمله، حاسس عقلي هيشِت مِن كُتر التفكير.

عضت رفيف على ضوافرها وقالت بتضييق عين: هو إيه سبب تصادمك مع عزيز مِن الأساس؟

بلع نوح ريقُه بصعوبة وقال بصراحة فاجئت رفيف: شافني وأنا بنتقم لأمي مِن، حد من عيلتها.

عينيها رمشت كذا مرة بـِ رِعب وبدأ قلبها يدُق وقالِت: بتنتقم مِنُه إزاي يعني؟

قعد نوح على طرف السرير وهو حاطط راسُه بين إيديه ومش قادر يتحمل الوجع فيها وقال: بنتقم مِنُه زي ما بتنتقمي من أي حد سببلك تروما، بأي طريقة تخليكِ مرضية وكويسة.

رفيف كانت لسه واقفة وهي شيفاه قاعد على السرير وقالت: أنا أخري في الإنتقام إني أدعي على اللي أذاني لإني ماليش حيلة غير كدا لا إلا كان زماني أنتقمت منك لإن محدش أذاني قدك، لكن لما أسمع منك أو من واحد من الثلاثة التانيين كلمة إنتقام دا في حد ذاتُه ليه أبعاد كتير لإنكُم لا عندكُم عقل ولا مِلة.

مكانش قادر يرُد عليها كان كُل اللي عاملُه إنُه حاطط راسُه بين إيديه وساكِت.

قربت رفيف مِنُه وقعدت جنبُه وهي بتقول: يعني كُنت ناوي تقتل عزيز عشان شافك بتنتقم من حد من عيلتك، بس؟

إتعدل نوح وقال بتعب مش عارف مصدرُه: صورني وأنا بعمل الجريمة دي، وكان ساحِب معاه واحد من الأغبياء اللي تحت.

جسمها قشعر ودقات قلبها بدأت تِعلى وقالت: جريمة.

نوح بزعيق ونفاذ صبر: يوووه، معرفش مش فاهِم إيه اللي بيحصلي، دماغي مش مظبوطة وبتوجعني،كُنت محتاج مواجهة من حد فعلّا عشان يفوقني من اللي بيحصل، يفوقني من الشيطان اللي بيمسكني لما بشوف حد من عيلة أمي.

رفيف بصوت عالي لأول مرة: فلقتني بـ أمك، كُل حاجة في حياتك ليها عِلاقة بـ أمك، شبه أمي فـ هحبها، ضايق أمي فـ هقتله، طب فكرت في مرة هل هي راضية عليك وعن اللي بتعملُه؟ حتى لو بتعمله عشانها مفيش أم هتتبسط من إن إبنها مش مظبوط وسفا| ح ورافض العلاج وواخد مرضُه حِجة عشان يجلد في البشر.

رفع راسُه وبصلها بنظرة غريبة فـ خافِت فـ قال هو في لحظة إدراك: أيوة هتكون راضية، دول دمروا حياتها وخدوني من حُضنها ومسابوهاش تتهنى!

حركت رفيف راسها يمين وشمال بشفقة عليه وقالت: أنا كـ أم لو حد من عيالي دمر حياتُه وإنسانيتُه عشاني مش هرضى عنه، الإنسان بيكون عاوز ولاده أحسن منه مش بيخلف مخصوص عشان يكبر نسلُه ويخليهُم مسوخ، كُنا هربانين وبُعاد عن الحكومة ومتجمعين، كان ممكن تتعالج لكن قررت تتسلى وتخوننا وتأذينا، رجعتنا لنُقطة الصفر تاني، وأدي عزيز مسك عليك دليل والله أعلم هيعمل إيه بيه، حتى لو ليك سبب في خيانتنا أو حد قالك تعمل فينا كدا، لكِن إنتقامك من عيلة والدتك دا بمحض إرادتك إنت عشان إنت عاوز كِدا، ملكش قُدامي أي مُبرر غير إني خايفة منك رغم الحُب اللي بحبُه ليك.

رجع نوح راسُه بين أيديه تاني ومقدرش يتكلم، ورفيف واقفة بصالُه مستنية يعمل أو يقول حاجة والخوف بيدِب في قلبها.

_________________________________________

رجع عزيز البيت وهو بيخلع التيشيرت بتاعُه وماسك بين إيديه فونُه اللي صور بيه الجريمة، لسه هيفتح الجاليري عشان يشوف الفيديو لقى مسچ على واتس آب مِن سيليا فـ إستغرب.

فتح المسچ لقاها بعتالُه ” صاحي؟ ”

إستغرب شوية بعدها رد وكتب ” أها”

سيليا يكتُب الأن..

..

” محتاجة أشوفك، متقلقش سيلا وبدر بخير، محتاجة أشوفك عشان موضوع شخصي”

كتبلها ” تحبي أفوت عليكِ؟ ولا هتعرفي تيجي ”

..

“مش هاجي البيت اللي فيه چايدا أكيد، فوت عليا ونروح أي حتة حتى لو هنقعُد في العربية”

عزيز كتبلها وهو بيقوم من مكانُه “إلبسي هفوت عليكِ دلوقتي”

قام أخد شاور سريع ولبس هودي كُحلي وبنطلون چينز غامِق، سحب مفاتيحُه وحاجاتُه وخرج من البيت، واحد من الحرس:  نجهز العربيات يا قائِد؟

عزيز بأمر: عربية واحدة بس، مش عايز دوشة كتير.

الجارد بـِ طاعة: أمرك يا قائِد.

كانت واقفة چايدا في بلكونة أوضتها وهي شايفة العربيتين بيتحركوا لـ برا عربية الجارد وعربية عزيز، دخلت لأوضتها وهي بتعُض على شفايفها وبتقول: أتمنى متكونش رايح لـ بنت الكابر اللي مبترفضلهاش طلب.

وصل عزيز قُريب من بيت بدر الكابِر وركن على جنب، بعت مسچ لـ سيليا على واتس وكتب “أنا برا راكِن ورا شوية عشان الكاميرات، فينك؟”.

سيليا مردتش، رجع عزيز راسُه لورا وهو باصص للشارع اللي مغيم من البرد، لقى حد بيفتح باب المقعد اللي جنبُه، قعدت سيليا وقفلت الباب وبصتلُه وهو مرجع راسُه لورا، كانت فاردة شعرها ولابسة بنطلون إسود چينز سكيني، وتيشيرت إسود قُصير عليهُم چاكيت شتوي لونه أخضر غامِق.

بصتلُه لما قعدت فـ بصلها وهو بيدقق فيها وبيتفحصها، إبتسم إبتسامة جانبية تنُم عن الأعجاب فـ شاورت براسها وهي بتقول: أتحرك عشان محدش من الجارد بتوع بابي يشوفنا.

حرك عزيز العربية وساق بيها، وهو سايق قالها بفضول: حاجة إيه الشخصية اللي عاوزة تقابليني عشانها.

سيليا وهي بصالُه ومريحة في المقعد: لما نوقف في حِتة هقولك.

ركن عزيز جنب الطريق فـ بصتلُه بصدمة وهي بتقول: يااه، للدرجة دي مش قادر تستحملني؟

عزيز وهو بيحاول يتماسك قُدامها:  عشان كُل ما نتقابل بنفضل نلف في نفس الدايرة، شوية لطافة في الأول بعدين ينتهي النقاش إنك مش عاوزة ترجعيلي، أنا مش حِمل هرموناتك يا ملبن، أسبابك هتفضل زي ما هي دا اللي فهمتُه.

ضحكت سليا وقالت:  يعني إنت متضايق ولا مبسوط أصلك بتقولي يا ملبن!

عزيز قال بمُغازلة: عشان كونك ملبن دا مالوش علاقة بإننا كويسين مع بعض ولا لا، بحب أفكرك بـِ أصلك مش اكتر.

عضت سيليا على شفتها السُفلى وقالت بأنوثة: حلمت بيك، ولما صحيت حسيت إني عاوزة أشوفك مهما كانت العواقب ومهما كان ردك، فـ بعتلك على طول من غير تردُد.

وطى عزيز راسُه وهو بيحاول يشوف عيونها اللي حطاها في الأرض وقال: حلمتي بإيه؟

قالت بخجل: حلمت وخلاص، بس صحيت لقيتك وحشتني، فـ قولت.. قولت يعني ما هو العِناد هيضيع وقت كتير مننا، ركنت أي كلام وأي زعل وجريت ناحيتك كـ عادتي لما بخاف أو بفتقدك.

عزيز بنبرة هادية: يعني أنا أمانِك؟

رفعت سيليا عينيها وبصتلُه وحركت راسها بمعنى أه.

قرب عزيز مِنها وهو بيبعد شعرها عن وشها وبيلمس خدها بصوباعُه وقال بتكشيرة: يعني شايفة إني قادر أحميكِ؟

إبتسمت وهي بتقول أه بتحرك راسها، فـ حط عزيز إيدُه على رقبتها من ورا وسحبها ناحيتُه وحضنها وقال: شايفة إني أقدر أعيش من غيرك حتى لو مثلت إني كويس؟

سيليا وهي في حُضنه قالت: شايفة إني محتجاك وبس، بعيدًا عن أي حاجة تانية.

عزيز بتنهيدة سعادة: دا إيه اليوم الحلو دا، مسكت نوح من رقبتُه والملبن بتاعي رجعلي تاني.

بعدت سيليا عن حُضنه وقالت بتبريقة: إنت قابلت نوح؟

عزيز بجدية: وماسك عليه حاجة هتخليه يتعدل ويحرم يعبث معايا تاني.

سيليا بدأ القلق يبان على وشها وقالت: لا! إبعد عن سكة نوح خالص ومتعبثش معاه، إنت عارف كويس إنُه شخص غير موثوق ومؤذي لدرجة بشِعة، معنديش إستعداد أخسرك.

عزيز بهدوء وهو بيفهمها: هتخسريني فعلًا لو ممسكتش عليه حاجة ووقفته عند حدُه، أنا راجِل قد وعدي قولتله إني مش هعديلُه اللي عملُه بالساهل، معرفش عن عيسى وأمير أنا شغال فرداني همررلُه حياتُه الأول بعدها على الهادي هشبُكه بكلبوش.

سيليا والقلق لسه ماسكها: بلاش يا عزيز عشان خاطري، ليه ردات فعل مش هيسيبك غير لما يأذيك بيها.

لعب في شعرها وهو بيقول: متخافيش، ثقي في حبيبك شوية، هتعرفي إني قادر أحميكِ وأحمي عشرة كمان من أي حد وأي حاجة، خلينا فيكِ وفي حلمك.

سيليا بخجل: بس طيب عشان مش هحكيه.

عزيز بإشتياق ليها: طب ما تيجي أرُدك على ذمتي ونحققُه!

سيليا قالت بضيق: بابي أكيد مش هيوافق، هو بيخليك تشوف سيلا ومُتساهل في الحتة دي بس زعلي عليه غالي ومش بالساهِل هيوافق، الأهم مِن الكلام دا عايزة أطلُب منك طلب.

عزيز بمُغازلة: طلب ببلاش كدا؟

سيليا قالتلُه بجدية: إتلم.

عزيز بضحكة: لو حد غيرك قالي إتلم متعرفيش هعمل فيه إيه، دي أخرة الحُب اللي مقلل مننا.

بلت سيليا شفايفها وقالت: متهددش نوح باللي معاك أيًا كان هو إيه، إحنا بالفعل منعرفش بيخطط لإيه ولا ضامنين ردات فعلُه، فـ لو ليا خاطِر عندك متعملش كدا

إتنهد عزيز وقال بهدوء: ليكِ اللي أكبر من الخاطر جوايا وإنتِ عارفة دا كويس، بس نوح من نوعية الناس اللي منكشتيهوش وبقيتي في حالك هينكُشك هو، فـ ليه! طول ما في حد أو حاجة شاغلة بالُه فـ هو ملموم وليه حدود، دا قتـ| ل ست بطريقة بشِعة مش هفرجك على الفيديو عشان متشوفيش درجة البشاعة اللي هو وصلها، اللي عاوز أفهمهولك إني فاهم بتعامل معاه إزاي.

________________________________________

عدى شهر!، وعيسى ساب بيت الغُريبي وراح لـ شقتُه

كان بيُصب مياه مغلية في المج بتاعُه على قهوة سادة وبيتكلم في الفون مع واحد من جماعتُه “جماعة الرمادي”

الراجل بتاعُه قال: أنا لمحتها طالعة عُمارة في حي الزمالِك مرتين على يومين مُختلفين، وكُل مرة كانت بتتعمد إنها تطلع بسُرعة وتنزل بسُرعة، معرفش بتعمل إيه فوق.

قلب العقرب القهوة بتاعتُه وقال: بيكون معاها حد؟ أو لما بتنزل بتلاحظ مثلًا حد واقِف في بلكونة في شباك بيبُص عليها بعد نزولها؟

قال بنبرة وكأنُه بيفتكر: لا، أعمل إيه تاني يا عقرب؟

عيسى ببرود: متعملش هات عنوان العمارة بالظبط فين في حي الزمالك وأنا هروح بنفسي ولوحدي.

الراجل بصدمة: مينفعش يا عقرب لازم نكون معاك للأمان حتى.

العقرب بجدية: قولت لا، إعملوا اللي قولتلكُم عليه وبس راقبوا مدام ماسة ولو في أي جديد إتواصل معايا.

قفل عيسى معاه وكان لابِس سويت شيرت إسود وبنطلون چينز غامِق، سحب المج بتاعُه وقعد على الكُرسي وهو بيبُص لشاشة الفون مستني عنوان العُمارة يوصلُه.

بعت واحد من جماعة الرمادي العنوان فـ ساب عيسى المج بتاعُه على الترابيزة واخد مفاتيحُه ونزل..

ركب عربيتُه وإتحرك ناحية المكان ونزل منها وهو بيقلع نظارة الشمس وبيبُص على الشبابيك والبلكونات بتاعتها من برا، قرر يدخُل العُمارة اللي شكلها مُريب، كان لونها رمادي فاتِح من برا والبلكونات أخضر غامِق

كئيبة تبعث في النفس شعور غير مُريح بالمرة.

وقف قُدام الأسانسير وهو بيطلُبه ومش عارف طالع أنهِ دور، لغاية ما سِمع صوت خطوات كعب وراه.. ساعتها وقِف مكانه وإتجمد، لغاية ما وقفت هي جنبُه

بلبس غريب! مش مناسب الجيل ولا الزمن ولا المكان حتى، كانت لابسة فُستان صك من الدانتيل أسود، وقُعبة سودا ليها دانتيل قُصير مغطي عينيها بس، حاطة روچ أحمر وعاملة شعرها قصة من التسعينات، عيسى عقد حاجبيه بإستغراب وهو بيتأملها، خرجت من شنطتها الصُغيرة مرايا وقلم روج وبدأت تزود من الروچ اللي هي حطاه بـِ صمت، إتفتح باب الأسانسير فـ دخل عيسى.

دخلت هي ورا وباب الأسانسير إتقفل.. لاحظ عيسى أثناء دخولها أنها وقعت الروچ برا.

وقفت جنبُه، وهي بتحرك عينيها بخُبث من ورا الدانتيل وبتبُصلُه بنظرات مُريبة، وهو بيدقق فيها عاوز يعرف دي مين، الأسانسير وقِف..

وعيسى إفتكر حاجة، إن أمل كان عندها عروسة لابسة نفس اللبس دا، زي العرايس الفرنسية القديمة، وشعرها بنفس التسريحة.

فـ مسك راسُه وهو بيبُص للست اللي جنبُه، أفتكر كمان إن أمل مامتها كانت بتعاقبها عشان بتوقع حاجتها كتير وبتضيعها

فـ قرب منها وجِه يشيل القُبعة عن راسها الاسانسير إشتغل تاني وأضواءُه إتهزت، برق وهو مستغرب اللي بيحصل، بلع ريقُه وهو بيغمض عينيه وبيفتحها بيحاول يتأكِد دي حقيقية ولا مِن صُنع خيالُه كـ العادة

إتفتح باب الأسانسير، خرجت هي من الأسانسير وسابتُه، لسه جاي يجري وراها عشان يعرف دي مين بالظبط وإيه كمية التشابُهات بينها وبين أمل دي.

جاتلُه مسچ على الفون، مد إيدُه في جيبُه وبص لقى صورة لـ مياسة قاعدة مع واحد في كافيه، في ثانية فتح مسجل الصوت وبعت ريكورد وهو بيقول: فين الكافيه دا في أنهِ داهية؟ عايز لوكيشن عشان هكسرُه على دماغ الواد دا.

فضل واقف مكانُه مكور إيدُه بغضب وحط السلسلة في بوقه كالعادة، وصلُه مسچ باللوكيشن فـ جري ناحية عربيتُه وركبها وعِرق العقا| رب رجعلُه من تاني.

__________________________________________

المكان: منزل أعلى تل مُرتفع.

تحديدًا: المطبخ.

دخلت رفيف وهي بتبُص للخادمات اللي واقفين بنظرات غريبة، مرام وشوشت أمنة وقالتلها: من ساعة ما نوح بيه سمحلها تخرُج من الجناح على راحتها وهي رايحة جاية علينا وعاملة فيها سيدة القصر.

أمنة بهدوء: ششش لا تسمعك.

رفيف بتساؤل لـ نسرين: نوح خرج مِن أوضتُه إنهاردة؟

نسرين بإبتسامة رسمية: أه ياهانم وإدى أوامر للحرس ورجع أوضتُه تاني.

قعدت رفيف على الكُرسي بتاع ترابيزة المطبخ وقالت وهي سرحانة: من ساعة ما جِه من برا من شهر وهو على الحال دا، لا بيكلم حد ولا بيقعُد مع حد ولا بقى يخرُج أصلًا!

مرام بخُبث: بس كلمني أنا الصُبح.

نسرين بصت لـ مرام بتشكيك وقالت: كلمك إمتى وفين؟

مرام وهي بترمش بعينيها قالت بإبتسامة: يعني كان طلب فنجان قهوة بس بعدين غير رأيُه ورجع على اوضته.

عضت رفيف على ضوافرها وقالت: طب إعملوا أكتر أكلة بيحبها نوح ولما تجهز عرفوني عشان أخُدها ليه بنفسي.

خرجت رفيف من المطبخ عشان تروح تطمن على ولادها فـ قلبت مرام وشها وهي بتقول بضيق: مالها دي؟ بتتأمر كدا ليه الله يرحم ما كانت محبوسة ومش قادرة تنطق.

نسرين بتبريقة: وبعدين! إنتِ مفيش فايدة فيكِ ولا إيه؟ تاني بتقارني نفسك بيها وبتتكلمي عنها بالإسلوب دا؟ لو الكلام دا إتقال تاني مش هيحصل كويس وهبلغ نوح باشا، ركزي في شُغلك.

دخل خالد للمطبخ ولما شافتُه أمنة رفعت عينها وبصتلُه بصة صغيرة بضيق وبعدها ركزت في اللي فـ إيديها، بصلها خالد بنظرات مُتكررة وهو بيتكلم وبيقول: لو حد فاضي بس أنا محتاج كوباية نعناع، لو مش هتقل عليكُم

نسرين بأمومة: عينيا يا خالد هعملهالك بنفسي، إرتاح وهجيبهالك.

خالد بإبتسامة: شُكرًا.

خرج من المطبخ فـ خبطت مرام أمنة في كتفها فـ قالت أمنة بضيق:  إيييه

مرام قالت بهمس: الواد بيحاول يفتح معاكِ كلام يصالحك، متبقيش بومة بقى.

أمنة بضيق: هو مزعلنيش عشان يصالحني، هو قالي شوفي حالك بعيد عني، بيحوم حواليا ليه بقى.

مرام بهمس: يابنتي فات شهر على الكلام دا أكيد راجع نفسه ولما عرف بمشاعرك بقى يبُصلك بنظرة تانية، وبالتالي إتكونت جواه مشاعر ناحيتك.

حركت أمنة راسها يمين وشمال وقالت: معتقدش، خلينا نخلص شُغلنا عشان الهانم مستنية الصينية بتاعة الأكل تدخلها لـ نوح بيه.

جهزوا الصينية وشالتها رفيف وطلعت لأوضة نوح، وقفت قُدامها وخبطت.. فات وقتعلى ما الباب إتفتح ونوح كان لسه واخِد شاور شعرُه مبلول ولابس روب الحمام الإسود وكان مكشر، رفعت رفيف عينيها وقالتلُه بهدوء: خليتهُم يجهزولك حاجة تاكُلها.

ساب الباب مفتوح ودخل للأوضة فـ دخلت هي وراه وهي شايلة الصينية، كانت لابسة فُستان صيفي لإن الجو كان حر اليوم دا مش فاهمة ليه يمكن في البيت بس، وعلى راسها الوشاح اللي نازل منُه شعرها من ورا.

فُستان سوفت بينك عليه ورود خضرا صغيرة كتير.

حطت الصينية وهي بتبُصلُه فـ جابها من فوقها لتحتها بعينيه وقال بنبرة فيها غيرة: إنتِ طلعتي بفُستانك دا قُدام الحرس؟

بصت لجسمها المتفصل في الفُستان فـ قالت بخوف: والله.. والله المكبخ كان فيه الخادمات بس.

نوح بعصبية: واللي واقفين على الأبواب دول رجالة حرملك السُلطان ولا إيه؟ إظبُطي لبسك.

قالتلُه بهدوء عشان بقالُه شهر مبيخرُجش ومتعرفش مالُه: حاضر، مش هتاكُل؟

قعد نوح على السرير وقال: مش عاوز أكل ولا اشتغل ولا أعمل أي حاجة.

قعدت رفيف جنبُه على السرير، الفُستان بتاعها كان بأزرار نفس لون القُماش مخلياه زي القميص الطويل اللي تحت الرُكبة بحاجة بسيطة، فـ لما قعدت الفتحة بتاعة الأزرار بينت جُزء من رجليها، قالتلُه بهدوء: ليه؟ إيه اللي حصل خلاك تنعزل شهر كدا؟

بلع نوح ريقُه وهو باصص على رجليها وقال: ما..  معرفش متضايق.. أصل.

مخدتش هي بالها إنُه مركز معاها فـ قالتلُه: عشان كلمتي ليك واللي حصل مع عزيز؟

رطع نوح شعرُه المبلول لورا بعيد عن عينُه وقال: اللي على فون عزيز إتمسح في نفس اليوم لإني هكرت فونه فـ مش معاه أي دليل ضدي اللي هو الفيديو، أما بالنسبة لكلمتك هي اللي ضايقتني، دوستيلي على الجرح زي ما بيقولوا فـ عُزلتي عشان متصرفش بإندفاع تاني.

رجع بص لرجليها من فتحة الفُستان تاني فـ حطت إيديها على كتفُه وهي بتقول بصوتها الرقيق: وياريت تراجع نفسك في اللي عملتُه معايا ومع صحابك، وتكون مُدرك كم الأذى اللي سببتُه لينا، إنت تعبتنا معاك.

بدأ نوح يعرق وهو بيقول: إنتِ اللي تعبتيني، بقولك مُنعزل بقالي شهر.

رفيف بعدم فهم: طب ما تخرُج.

حط إيدُه حوالين وسطها وهو بيقربها ليه وبيقول: طب ما تقعُدي معايا هنا.

بدأت تفهم وهي بتحاول تبعد وقالت: نوح مفاتش غير شهر من الولادة مينفعش، إبعد لو سمحت.

نوح خلاها تقعُد على رجلُه وهو بينزل الوشاح عن شعرها وبيقول: مش شرط حسب الجرح.

بعدت عنُه وهي بتقول: أنا والدة طبيعي مينفعش، هقوم اروح الجناح بتاعي.

مسك إيديها وخلاها تقعُد على رجليه تاني وهو بيعدل خُصلات شعرها وقال: خلاص خلاص، بس خليكِ معايا، كُلي معايا عشان تفتحي نفسي أظُن دي مفيهاش حاجة.

بصتلُه رفيف بإستغراب وقالت: إنت طبيعي؟ كويس يعني في وعيك؟

غرز نوح الشوكة في المكرونة الإسباجيتي وقال: في أحسن حالاتي.

أكلت هي منها وهي بتبُصله وبترفع حواجبها بإعجاب للطعم، بطرف صوباعُه مسحلها بواقي الصلصة اللي على شفايفها وبعدين داق صوباعه وقال: لو أعرف إنها حلوة كدا مكونتش إتنمردت على الاكل.

قرب منها وقبلها بشغف وهو بيغرز صوابعه في شعرها، بعد عنها شوية وهو بيتنفس بسُرعة وقال: وحشتيني، يا من يرف القلب لها.

بصتلُه بخوف فـ قال بنظرة طمأنينة: متقلقيش أنا بس، كان وحشني نفسك جوايا.

_______________________________________

المكان: قصر أمير الدهبي

تحديدًا: الباحة السُفلية للقصر

كان شايل امير صِبا بالمقلوب من وسطها وهو بيلف بيها جامد وهي عمالة تضحك وتقول: دوخت، إعدلني طيب.

أمير بتصميم: قولي أنا أسفة يا سي أمير يا تاج راسي.

عضتُه في ركبتُه فـ إتوجع وكان هيوقعها، راحت صوتت وهي بتحضُن رجليه ورجعوا يضحكوا تاني لغاية ما وشهُم إحمر

صِبا بتعب: دوخت بجد نزلني.

أمير برفض:  قوليلي يا سي أمير وإرقُصيلي إنهاردة هنزلك.

صِبا بهمس: إتلم عشان محدش يسمعنا، ما تخرُج من جو محمد علي دا.

برق امير بهزار وقال: محمد علي! بتتريقي طب اهو

لف بيها تاني فـ حطت إيديها على بوقها وهي بتقول: لا يا أمير إستنى مش قادرة.

خاف عليها فـ راح منزلها وهو بيبعد شعرها بإيديه الإتنين وهي دايخة وساندة على دراعاتُه

امير بنبرة قلق: إنتِ بخير؟

شاورت بصوباعها جنب راسها وهي بتقول: دوخت بس، دوخت شوية مش أكتر.

شجن هانم جت بالكُرسي بتاعها وقالت: قولتلك الفترة دي بطل هزار تقيل معاها لغاية ما نطمن هي حامل ولا لا، لإنها رجعت كذا مرة وبترفُض تاكُل أوقات كتير.

امير بهمس وهو بيميل راسُه وبيبُصلها قال بهزار: كريستينا هامل؟ “حامِل يعني”

ضربتُه على كتفُه فـ ضحك وهو بيحضُنها وبيقول: طب خلاص نتنازل عن سي عُمر لأجل العيون الحلوة دي.

إتكسفت صِبا وقالتلُه: من إمتى الحنية دي؟

أمير بـِ ثٌقة:  من يومي.

__________________________________________

المكان: مكتب ليث الصفتي/النيابة العامة المصرية.

دخلت منال وهي بتحُط فايلات وبتقول: دول اخر أربع قواضي مُهمة إتحولوا من قسم شُركة **** لـ هِنا والباشا بيقولك إلقِ نظرة عليهُم.

ليث دقنُه طولت من الهم وبصلها بنظرات تعبانة وقال: سيبيني في حالي إنتِ والباشا بدل ما ألقِ نفسي من الشباك.

ضحكت منال وهي بتقعُد وقالت: والله العظيم أنا جالي مناعة من أخر مسرح جريمة إكتشفناه اللي هو المطعم، اللي مخوفني سكوت السفاح لمُدة شهر والركود التام دا، مخلي عندي إحساس إنُه بيخطك لمجز| رة جماعية.

إتحرك ليث بالكُرسي يمين وشمال وهو بيقول: صلة القاربة بين ضحيتين اللي إكتشفناها خليتني أحُط نوح تحت بند الشك، من الجهة القانونية طبعًا لإني شاكك فيه من الأول خالِص، بس ليه حد يقتـ| ل عيلة أمه بالبشاعة والفظاعة دي، لو عيلة أبوه كُنت بلعتها لأن الدكتورة النفسية لما سلمت ملفاتهُم ذكرت إن من ضمن فضفضة نوح إن عيلة أبوه أذوها، نرجع للتعسينات المُحامي عبد الخالِق كان مُحامي عيلة أبو نوح، الفكرة مفيش أي دليل نهائي ضدُه ودا مخلي عقلي مبيرتاحش من التفكير.

منال بشرود: أتفِق معاك في النُقكة دي، حاسة الحُرية اللي هُما فيها ملهاش أي داعي والمفروض المصحة تحتجزهم بس بأمر من هنا، مش عارفة دا هيحصل إزاي وإمتى بس أتمنى انُه يحصل، ساعتها نوح هيكون تحت عين القانون والصحة النفسية ونعرف هو اللي ورا الجرايم دي ولا حد تاني.

_________________________________________

المكان:  كافيه***

تحديدًا: الحمام النسائي للكافيه.

كانت سيليا قاعدة مع صحباتها وبتضحك معاهُم وكـ عادتها بتحاول تثير غيرة عزيز، اللي كان قاعد شايط منها ومِن اللي نوح عملُه في فونه ولعن نفسه إنه منقلش الفيديو على جهاز تاني في نفس اللحظة، كانت لابسة فُستان أحمر بستايل أسباني، وفي فتحة من الجنب.

إستأذنت منهُم تدخُل الحمام فـقامت وهي بتبُص لعزيز وبتضايقُه.

شوية وقام وراها وسحبها جوة الحمام وهو بيبُصلها بتبريقة وبيضغط على سنانُه.

سيليا بدلعها المُعتاد: متقوليش إنك غيران، غيرتك دي مبتطلعش غير معايا طب مدام چايدا ملهاش نصيب.

رفعها من وسطها عشان يبقى وشها قُدام وشُه وقال: چايدا مش ملبن ومبتخرجش بفساتين بالمنظر دا.

نزلها من بين إيديه وهو بيعدلها الفُستان من ناحية الصدر، وقلع چاكيتُه ولفُه حوالين وسطها فـ قالت بضيق: يا عزيز بقى هتخربلي الإستايل.

عزيز وهو بيسند إيديه حواليها قال: وهخربلك الروچ، وهتجوزك غصبًا عن أبوكي اللي رافض إني أرُدك.

بعدت وشها وقالتلُه: لما تطلق چايدا.

حط مناخيرُه فوق مناخيرها وقال بمُغازلة: طب يرضيك يعني أستحمل لغاية ما كُل دا يحصل، أنا مفيش ست بتجذبني زيك.

حطت سيليا إيديها حوالين رقبتُه وقالت: خلاص لما ترُدني يبقى لينا كلام تاني.

باست خدُه فـ طبعت روچ فـ قال عزيز بحزم: لو مطلعتيش من الحمام على عربيتك وروحتي غيرتي الفُستان دا هكسر الكافيه وإنتِ عرفاني مجنون.

برقت وهي بتخرُج وخرجت من الكافيه ركبت عربيتها وعزيز واقف بيقول: أخلص بس موضوع نوح دا، وربنا ما هحلك من حُضني تاني.

________________________________________

الترابيزات كانت على الشارِع ومياسة قاعدة قُدام إبن صاحِب البيت الجديد اللي سكنت فيه بعد ما مشيت من حارة المنيل وهي بتقول بهدوء: مش مُستعدة للجواز في الوقت الحالي، عايزة أنتبه لبنتي وأربيها في سلام بعيد عن أي مشاكِل تمسها أو تمسني.

أيمن بنبرة هادية: أنا مش من النوع اللي هقولك إرمي بنتك لعيلة جوزك وعيشي معايا لوحدك، أنا حبيتك وعاوز أتجوزك من أول يوم شوفتك فيه، أخدتي قلبي، متقفليش باب الجواز خليه مردود حتى.

كانت لابسة تيشيرت أزرق، وحوالين رقبتها طوق ذهبي شكلُه حلو وبنطلون وايد ليج كريمي.

مد إيدُه وحطها فوق إيدها اللي هي سنداها على الترابيزة، فجاة لقى حد بيمسك إيدُه دي وبيتني صوابعها لورا فـ صرخ أيمن القلم وعيسى قال بـِ غِل:  هقفل الباب دا على صوابعك، إنت بتلمس حرم العقرب ومتعرفش إن لدغتُه والقبر.

مياسة بخصة قامت وهي بتقول بصوتها: سيبُه إيه اللي بتعملُه دا.

ساب عيسى إيد ايمن ومسك القهوة دلقها في وشه وكانت برظت من الجو بس وشه إتملى تفل قهوة وقال عيسى: لو شوفتك حواليها حتى لو بينكُم مسافة هتففك سنانك.

بص عيسى لمياسة اللي بتاخُد نفسها وقال بتبريقة ونظرة حازمة: على العربية.

مياسة بجدال: إنت مالك ومالي إنت..

عيسى بزعيق: يلااا!!!

إتخضت وراحت ناحية العربية، عدل عيسى الأيس كاب فوق راسُه وهو رافع حاجب وقال: بُص قدامك منك ليه.

وراح ركب العربية وهو بيدورها، مياسة كانت غارزة إيديها في شعرها مِن قُدام وهي باصة قُدامها بغيظ وبتحرك رجلها بضيق جامد.

بص عيسى لإهتزاز جسمها جامد فـ قال بسُخرية: إيه يا مانجا بتتضربي في الخلاط ولا إيه؟

بصتلُه مياسة بضيق وقالت: إنت فاكر نفسك مين عشان تـ..

عيسى بمُقاطعة بصوت عالي: ملكية خاصة ليا وبدافع عنها، لما عيل زي دا يحُط آيدُه على حاجة تخُص العقرب يبقى هركبُه قطر ستة إلا تِلت، وإيه أم التيشيرت الضيق اللي مفصلك دا.

جت مياسة عشان تنزل من العربية قفل الماسوجر وإتحرك بالعربية جامد.

________________________________________

المكان: مكان مجهول.

دخلت وهي بتشيل القُبعة عن راسها وبتقعُد وهي بتقلع الشوز الكعب بتاعها وبتحرك صوابع رجليها بإرهاق.

الشخص المجهول: إوعي يكون عرفِك.

قلعت الخواتم من إيديها وهي مكشرة وقالت: معتقدش، أعتقد في حاجة اهم مني شغلاه خلتُه يسيبني أمشي وميجيش ورايا.

إتعدل الشخص المجهول وقال: زودي ظهورك قُصاده شوية، إشغليه.. مش أنا اللي هقولك!

يتبع..

#العبث_الأخير. “ُرُكاب سفينة نوح”

#بقلميييي

#روزان_مصطفى

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية العبث الأخير (ركاب سفينة نوح)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق