رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام الفصل العاشر 10 – بقلم روز

رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام – الفصل العاشر

بارت 10

رهف منهاره معاها وتتذكر كلامها عنه ، عبدالله لأول مره تنزل دمعته على شيء ، وعلى خواته بالذات ، من كثر ماقطعت قلبه سُميه تمنى لو بيده شي ويشيل من قلبها كل شي ، ثامر لو مامسك نفسه بكى على موقف سميه اللي يبّكي الحجر ، تذكر لما شافها بالفندق ولما ضحت ووقفت بوجه محمد عشان رهف ، حرام هي صغيره على الحزن ، اصغر من انها تتحمل كل هالمشاكل، حس من كثر حزنها انها بتموت وراه.
اما منـاف .. روحه تحترق وقلبه انكسر عليها ، نفسه يدخل بينهم ويسحبها من حضن عبدالله ويحطها بحضنه هو ، نفسه يدخلها بقلبه ويقفل عليها ، ماتمنى ابـد يشوف شخص يعاني من فراق شخص ، لكنه شاف سميه عانت ، ومرتين مو مره.
رهف برعب : شفيها ؟
الدكتوره : اغمى عليها لاتخافي ظغطها كويس وكل شي تمام
رهف جلست عندها ومسكت ايدها وهمست بين دموعها : ياعزتي لك ياسميه ، الله يجبر بخاطرك ويصبرك يارب.
سندت راسها وبكت بحرقه عليها ، صحيح كلهم عاشوا بنكد لكن سُميه غير ، تحملت اضعاف اضعاف اللي تحملوه خواتها.
دخل ثامر وسحب كرسي وجلس جنبها ورفع راسها له : لالا مابيك كذا ، لاتضعفين ، خليك قويه عشانها
رهف كانت دموعها تزيد ، ثامر شد عليها : رهف ! خلاص حبيبتي هذا يومه ، الله كاتب كذا ، نعترض على حكمته وقضائه ؟
رهف وهي تمسح دموعها : الحمدلله على كل حال
ثامر : اي خليك كذا ، سميه الحين مالها غيرك ، اصبري وصبريها ، والله يعظم اجرها ويعوضها خير
رهف : امين والله يرحم عزيز ويغفرله ويعوض شبابه بنعيم الجنه يارب.
ثامر : امين ، بروح الحين اجيب امي وخواتي
كان بيطلع والتفت عليها شافها للحين تناظر لسميه وتمسح ايدها قال بهدوء : رهف ، شرايك تروحين للمسجد تصلين ركعتين تريح قلبك
رهف : اي بروح الحين
ثامر : يالله تعالي معي.
مسك ايدها وطلع معاها ونزلها للمسجد وراح بعد ماتطمن عليها.
منـاف اول ماشافهم طلعوا ، دخل وهو يدعي : يارب تسامحني ، ادري انه غلط اشوفها ، لكن غصب عني.
قشعر جسمه من شكلها ، حس قلبه بيطلع من كثر ماحزن عليها ، كانت دموعها ماليه وجهها الأحمر المُنهك ، ورجفتها لازالت ، حس انها صحت وقف عندها وبدون شعور مسك ايدها وهمس : عظم الله اجرك ، ادعي له ياسميه ، ترا الدعاء اعظم هديه له الحين ، انا اكثر واحد حاس فيك وعايش معاناتك ، كنت اظن همي كبير ، لكن تعلمت منك شلون اتحمل ، انا فقدت انسانه كانت مثل النفس ليّ ، كانت احاسيسي ميته لين ماشفتك تفارقين اختك بالمستشفى وكنتي قويه ، سبحان من زرع بعقلي ذاك الموقف وخلاني استمد طاقتي كل مااتذكرك ، والحين فقدتي عزيز ولازلتي قويه ، قويه ياسميه انا اعرفك وراضيه بقدر الله.

 

 

سميه شهقت وغمضت عيونها بقوه وزادت دموعها وهمست بألم : الحمدلله على كل حـال.
مناف ارتاح ، حس غلط يجلس اكثـر ، وبنفس الوقت مايبي يتركها لحالها بهاللحظه وهي منهاره ، احتـار
مناف : انا بجلس برا اذا تبين شي قولي للممرضه
سميه ببحه : امي لاتدري تكفى ، اول مره تسافر لاتنكدون فرحتها
مناف حز بخاطره : لازم تعرف وترجع عشانك
سميه : انا اقدر اتحمل لحالي ، لاترجع امي
مناف : ولايهمك ، ارتاحي ، خواتي جايين
سميه : ابي اطلع
مناف : وين تطلعين وانتي تعبانه !
سميه : مو تعبانه طلعوني
مناف : ارتاحي اليوم هنا وبكرا بتطلعين ..

بالكويت :
كانوا مجهزين اغراضهم عشان يرجعون ، ام عزام فيها ضيقه مايعلم فيها الا الله ، ماتبي تفارقهم ابد ، لولا عزة نفسها قالتلهم خذوني معاكم ، لكن من يومها ماذلت نفسها لمخلوق ، لها اخوان وخوات لكن دامهم ماتذكروها مستحيل ترمي حالها عليهم.
ابو سعد دخل على بناته : جاهزين ؟
نجلاء : اي جاهزين
ابو سعد : وش هالاكياس هذي ؟
كريمه بربكه : هذي اغراضي
ابو سعد : متى شريتي كل هالأغراض ؟ كنت معاك
كريمه : اي وزعت اغراضي على الاكياس
ابو سعد : يالله تأكدوا من كل شي ، سندس
سندس فزت : هلا
ابو سعد : عطيني الجوازات
سندس فتحت شنطة ابوها وطلعت منها شنطه صغيره ومدتها له ، فتحها وجلس يشيك على الجوازات : ممتاز
كان بيقفل الشنطه لكن تذكر شي وفتحها بسرعه : وين جواز سندس ؟
سندس : وين بيروح يعني
كريمه : افتح السحاب يمكن موجود فيه
فتش كويس ولالقاه قال بحده : وين جوازك يابنت ، تكلمي ؟
سندس : بسم الله يبه والله ماادري ، لحظه بشوفه يمكن طايح بشنطتك
فتحت الشنطه وجلست تفتش بضمير وخوف ، وش يقنع ابوها ان مو هي اللي ضيعته.
ابوها دفها بقوه : اذلفي دوريه بكل مكان ، ويلك لو ماطلع
سندس طلعت وهي تدور وترجف ، وين يروح الجواز ؟
ام عزام : علامك يابنت حستي بيتي
سندس : خاله ماشفتي جوازي
ام عزام : وشو هذا؟
سندس : خاله جواز سفر ، لونه اخضر ، صغير ، ماشفتيه
ام عزام : الله الله لقيته طايح ورفعته
سندس براحه : الله يريح قلبك ويفرج عليك ويرزقك ماتتمنين
ام عزام وهي تقوم : هو باقي امنيات ، هو باقي عمر اصلاً
سندس انكسر قلبها لكن قالت بضحكه : توك بعز شبابك ، انتي لو تجين عندنا اخلي شيبان الحاره كلهم يخطبونك
ام عزام تكابر : مير ماني جايه ، الله لايحوجني لعباده
سندس توها تستوعب انها خلاص بتفارقها خانها التعبير ولاتكلمت.
مدت لها ام عزام البوم اخضر ، كانت تحسبه جوازها ، لكنه البوم صور وواضح انه قديم.
اخذته سندس وهي خايفه من ابوها : مو هذا ياخاله ، هذا فيه صوركـ.
سكتت بصدمه وهي تشوف الصور.

 

 

سكتت وهي تشوف الصور ، صور كثيره ، وبعضها قديمه وبعضها جديده ، كان واضح الصور لعزّام وامه وابوه ، فتحت اخر الصفحات وشافت صور جديده توه مصورها عزام ، اخر صوره كانت قبل شهر ومكتوب التاريخ ، كان مصور نفسه بحضن امه وهي تلعب بشعره ، حست شوي بصدمه ، وش السالفه ؟
ابو سعد بعصبيه : سـندس
سندس : مالقيته يبه
ابو سعد خلاص وصل حده : وينه ، دوروه باغراضكم بسرعه
ام عبدالله : اخلصوا دوروه تأخرت على عيالي ، كل شوي متصلين مشتاقين لي
ام سعد : زين عيالك فيهم بركه ، مو مثلي ، سعد مايدري عني ، وسميه..
ام عبدالله : سميه شفيها ؟
ام سعد : سميه تتصل بس ماارد عليها
كريمه : حرام يمه يمكن محتاجتك
ام سعد : خليها تولي ، وينها عني يوم كنت محتاجتها وابكي عليها واخرتها تطلع متزوجه وساحبه علينا
ابو سعد : اقطعوا هالطاري
سندس ونجلاء بتعب : مالقينا الجواز يبه
ابو سعد يحاول يمسك نفسه قال بحده : ابي اطلع ، اذا رجعت ومالقيته بنسافر بدون سندس !
سندس برعب : خير ليش ؟ اظل هنا عند مين ، ولا تبون تخلوني مثل ام عزام مالي احد !
ام سعد : انتي ماتمسكين لسانك شوي ؟
ابو سعد طلع وتركهم ، سندس جلست وهي فيها البكيه : بيموتني وانا عايشه ، حرام عليه ليش يتركني انا بنته ، مو جايبني من الشارع
ام عبدالله : مصدقه انتي ؟ قال كذا عشان يخوفك وتطلعين الجواز
سندس عصبت : اطلعه ؟ ليش انا مخبيته اصلاً ؟
طلعت وتركتهم فتحت الباب وجلست بالحديقه الصغيره ، غطت وجهها وبكت بصمت لين هدت ورفعت راسها وفتحت البوم الصور اللي معاها ، وقعدت تتفرج ، كانت ام عزام مصوره عزام من اول شهر له ، مع ابوه ومعاها ، وله صور لحاله ، لين صار كبير وهي تصوره ، ابتسمت بإعجاب ..
جلست جنبها كريمه : وش تسوين ؟ فيك انفصام انتي ؟ تبكين وتضحكين
سندس : ابكي على حظي ، واضحك على هالقصه الغريبه
كريمه : ايش هذا ؟
سندس : تسلسل صور ، كانت امه تصوره لين كبر ، ولما كبرت هي صار يصورها هو ويكمل قصة هالدفتر
كريمه : الله اعجبتني الفكره بسويها مع عيالي
سندس : احس في شي غلط مافهمناه بقصة ام عزام
كريمه : شرايك تكتبين عنوان بداية الالبوم ؟
سندس بعد تفكير طويل ابتسمت : قصة وفاء ، رغم العقوق !
كريمه : يازين من صكك بالقلم على راسك ، عقوق مع وفاء كيف تجي ؟
سندس كتبت : قصة وفاء ، رغم …
كريمه : اكملي الفراغ ؟
سندس : حنا ماندري رغم ايش ؟ ماندري ايش اللي بينهم فـ خليه هو يكمل الفراغ ، وحنا اذا اذا اذا اذا رجعنا بعد عشر سنين بنعرف رغم ايش
كريمه : اقول قومي دوري جوازك ، عشان مانشوفك بعد عشر سنين
سندس تذكرته و فزت بخوف : بسم الله ، فص ملح وذاب !

 

 

بعد ساعتين ونصـف ؛
ابو سعد نقطه ويذبح بناته عشان الجواز اللي ماله اي اثـر ، سندس ترجف من نظراته لكن مع ذلك تشجعت وقالت بقهر : مو انا اللي مخبيته اقسم لك بالله يايبه ، اصلاً ماني ميته على الجلسه هنا ، وانت شايف بعينك كل يوم اقول متى نرجع متى نرجع وتـ،
ابوها بحده : خـلاص ، كيف الحين ؟ وين راح الجواز
ام سعد : مالنا الا ننتظر لين يفرجها الله ونلقى الجواز
ابو سعد : انا خايف يكون انسرق ، تعال ادخل بقضايا وتحقيق عاد
سندس بخوف : يحققون معي ليش شسويت
نجلاء : لاحول ولا قوة الا بالله ، تفائلوا بالخير ، ييه شوف سيارتك يمكن طايح فيها
ابو سعد اتصل جواله واستغرب : ثامر !
ام عبدالله بخوف : اللهم اجعله خير ، اخاف صار شي لرهف !
ابو سعد رد : هلا ثامر
ثامر : هلابك ياعمي ، كيف الحال
ابو سعد : يسرك ، علامه صوتك
ثامر تنحنح : كيف الاهل ان شاءالله تمام
ابو سعد : بخير ، عسى ماشر يارجل تكلم
ثامر : الحقيقه مادري وش اقولك ، يمكن الموضوع مايهمك لكن ام سعد يهمها ولاتتخذ ردة فعل قاسيه قدامها
ابو سعد عصب : لاتجلطني ترا ماني ناقص ، وش فيها رهف ؟
ام عبدالله طاحت من الخوف : يمه بنتي شفيها
ابو سعد حط جواله سبيكر لإن ماله خلق يعيد لهم الكلام
ثامر بضيق : رهف بخير مافيها شي ، اللي فيها سميه ياعمي ، توفى زوجها ، وهي حالياً منومه بالمستشفى وبحاله مايعلم فيها الا الله ، ووصتنا مانعلمكم لكن حرام تتركونها لحالها بهالوضع ، حتى وان كانت بينكم مشاكل ، تبقى بنتكم واللي صار غصب عنها ، وانت ياعمي رجال كفو ، لاتكسر بخاطر بنتك ، لازم ترجعون ب اقرب وقت وتوقفون معاها على الأقل لو يومين بس !
ام سعد لاشعوري طاحت جنب ام عبدالله واستسلمت لدموعها وشهقاتها ، ماقدرت تتكلم ، دموعها ترجمت ضعفها وحرقة قلبها على سميه ، ماتستاهل كل اللي صار لها ، كُره اب وقسوة ام وموت زوج ، حتى لو كانت قسوتها عليها من ورا قلبها ، اكيد انها تركت اثر بنفسها ، كانت كل يوم تتصل على امها وماترد وترسل لها كلام اعتذار وتوضح شوقها ، لكن امها ماحسستها بحجم غلطها وبس ، حسستها بكل شي يوجع لمجرد انها امها واي شي منها يأثر على سميه.
همست بوجع : سامحيني يايمه سامحيني ماكان قصدي ، الله يجبر قلبك ويعوضك ياروح امك ، اه ياسميه
كريمه بين دموعها : الله يرحمه ويغفر له ، لازم نرجع عشان سميه
سندس مسحت دمعتها وقالت بغصه : خير وانا ؟ يعني مااروح يعني ؟
كريمه عصبت : وش ذنب اختي تعاني لحالها عشان جوازك ضاع
سندس بصوت مهزوز : بتخلوني بديره مااعرف فيها احد ؟
ام عبدالله : ياربي وش هالوضع اللي انحطينا فيه ، لاقادرين نرجع ولا قادرين نجلس.

 

 

ام عزام كانت سامعه كل كلامهم ودخلت عليهم وقالت بصوت مكسور : ارجعوا لبنتكم لاتخلونها لحالها ، ترا اقسى شي بالدنيا الوحده ، ابو سعد اسمع كلامي وافهمه ، لو ماعندك بنات الحين كنت تتمنى لو بنت وحده بس تعزك اذا كبرت ، شوفني انا ، شوف حالي
رفعت عصاها بوجهه وقالت ببحه : والــلــه ! والله لو عندي بنت ماكان هذا حالي ، ولا انت وش حادك تعاملهن كذا ، بنتك رجالها مات ، يعني لازم توقف معاها وقفة اب ، تنسى المشاكل كلها.
ابو سعد : اللي سوته كبير ياخاله
ام عزام بتشديد : ابو سعد ، اجورك باللـه تسامحها
ابو سعد : خلاص برجع لها واوقف معاها واسامحها عشان خاطرك يالغاليه
ام سعد : وين صرت بين نارين ، نار سميه ونار سندس
نجلاء : المشكله صعبه نتأخر على سميه
ابو سعد : خلاص سندس بتجلسين هنا وانا برسلك عبدالله اليوم يقعد معاك الى ان نلقى حل لموضوع جوازك
سندس غطت وجهها وبكت بصوت عالي ، امها جلست جنبها تهديها : ياسندس والله ماودي اخليك بس بعد اختك تعبانه وحالتها حاله ، يعني اخليها ؟ لو كانت هي مكانك ضايع جوازها وانتي اللي متوفي زوجك كان قالت ارجعوا لاتخلون اختي لحالها
سندس : ادري يمه غصب عنكم لكن انا بعد صعبه اجلس لحالي اخاف
ام عزام : مايجيك الخوف وانتي ببيتي ، ارقدي وامني ، وانتي يام سعد لاتشيلين همها دامها عندي
ابو سعد : وعبدالله جايك اليوم ، يعني ماعليك خوف ياسندس
سندس بأستسلام : خلاص روحوا لكن والله اذا مارجعت خلال يومين لاروح للسفاره اقول جوازي انسرق دبروني
ابوها بحده : عشان احش رجولك
قاموا وطلعوا اغراضهم للسياره وودعتهم سندس وهي تكابر على دموعها ، امها تبكي على حالهم ، كأنهم محسودين ، المصايب تتجمع بوقت واحد وفرحتهم بس لحظات.

عبدالله كان عند سميه وكانت صاحيه وحالتها احسن من امس ، لكنها رافضه تاكل وماتتكلم ابد ، بس ساكته وسرحانه.
رهف : سميه كولي لو لقمتين لاتتعبين
سميه : طلعوني مافيني شي خلاص ليش ماتفهمون
عبدالله : كيف تطلعين وانتي مااكلتي شي وحالتك حاله
سميه : لازم اكل يعني عشان اطلع ، طيب مالي نفس مو غصب
عبدالله : خلاص الحين بقول للدكتور
اتصل جواله وطلع ورد : نعم خالد وش تبي ؟ كم مره قلتلك مشغول ماني فاضي لك
خالد : تكفى بس هالمره دبر لي لو حبه وحده
عبدالله : انا وش ورطني معاك ، اختك لو بلغت علي بينهدم مستقبلي وانا مالي شغل غير اني وسيط بينك وبين التاجر الكلب
خالد : اختي ماتقدر تبلغ ، نخيتك ياعبدالله لخاطر العشره ، انا تعبااان
عبدالله : احسن اتعب ، بس لاتدبسني بمشاكلك
خالد بجنون : عبدالله اذا ماجبت لي الحين ، بذبح اختي ، انا مو بعقلي تفهم ، انا مجنون.

 

 

خالد بجنون : عبدالله اذا ماجبت لي الحين ، بذبح اختي ، انا مو بعقلي تفهم ، انا مجنون
عبدالله بخوف : ياولد اركد واطلع من بيتكم شف لك اي مكان يلمك لين اجيك
خالد : عبدالله بسرعه ليش ماتحس انت ، بذبحها خلاص
عبدالله بعصبيه وهو يركض : اقسم بالله لو تلمسها لأذبحك انا ، لاتجني على المسكينه خاف الله ، اصبر دقايق بس ، بجيك ياخالد بجيك ، لاتقرب لها ، اطلع من البيت
ركب سيّارته ومشى بأقصى سرعه وهو يسمع صرخات مها وينادي خالد اللي انجن خلاص وانمسح على عقلـه.
وصل خلال خمس دقايق ونزل بسرعه دف الباب ودخل شاف منظر يقشعر له البدن ، كان خالد وجهه مرعب ومها تحته مثل الجثه وماسك السكين على نحرها بينحرهـا ، عبدالله دارت الأرض فيه ماقدر يتحرك ابد وهو يشوف البنت تموت قدامـه ، ماتوقع ابد انه ممكن يوصلها ويحميها ، لكنه برمشة عين وصلها وباللحظه الأخيره رفس خالد رفسه طيحته ع الأرض وسحب مها اللي انجرحت رقبتها ولو ماتدخل عبدالله كان انفصل راسها عن جسمها ، خالد ظل يناظر يستعيد وعيه ، عبدالله سحب مها بسرعه وهي تبكي وماسكه رقبتها اللي تنزف.
قال بسرعه : البسي عبايتك بسرعه
مها بتعب : وين بروح
عبدالله : للمستشفى ، ومالك رجعه هنا ، هذا مجنون
مها بدت تظلم الدنيا بعيونها : بسببك
عبدالله لاحظ انها بدت تتعب من النزيف سحب عبايتها ورماها عليها وصرخت : ماراح اجي ، اموت مع اخوي ولا معك
عبدالله سحبها بسرعه وطلع فيها وركبها السياره بالقوه وركب ومشى ، خالد طلع وهو منتهي ، مالقاهم وطاح عند الباب ومسك راسه وصرخ صرخة الم من اعماق اعماقه.

عند سُندس :
كانت جالسه وتناظر لأم عزام اللي نايمه ولا حاسه بالدنيا ، كانت ميته رعب من صوت الرعد والبرق والامطار الغزيره ، وكل ماارتفع صوت الرعد سدت اذانها وزادت دموعها ، طول اليوم ماجلست ابد تدور جوازها بكل مكان ، ولا لقتـه.
كان جوال امها معاها تنتظر اتصال من عبدالله ، من ابوها على الأقل ، كلهم مقفلين ، ظلت ترجف لين اذن الفجر ومع صوت الأذان حست براحه شوي وقامت توضت ، صحت ام عزام ولما شافتها سندس ابتسمت : صباح الخير ياحلوه ، صباح النور والنوير واوراق الشجر والطير ، احبك حيل صدقني تعال اقراك واعتقني عشان تمرّ واتأملك واعيشك حلم واتخيلك و.
ام عزام : وقت صلاه استحي على وجهك وش هالكلام
سندس : شعر مني لك ، من كثر مااحبك صرت اسمع الشعر عشانك
ام عزام : روحي صلي واطلبي الله بدل هالكلام الفاضي
سندس : طيب قدري اني خايفه وعطيني على جوي
ام عزام دخلت تتوضا ، سندس فرشت السجاده وصلت ودعت من كل قلبها انها ترجع لأهلها بأسرع وقت وسمعت صوت جنبها وفزت بسرعه.

 

ناظرت جنبها مفزوعه ولقت ام عزام تصلي وانتظرتها لين خلصت وابتسمت لها : تقبل الله ياحلوه
ام عزام : منا ومنك ، وش عندك اليوم منهبله
سندس : مو مني من التوتر ، خايفه
ام عزام : يمكن خيره ، عشان تسليني بعد
سندس : وهذا الشي اللي مصبرني اني جالسه معك
ام عزام تنهدت بألم : ياليت عندي بنت مثلك
سندس مسكت ايدها بحب : انا بنتك ، شرايك تجين تعيشين عندنا ؟
ام عزام : لا ماقدر
سندس : ليش ؟
ام عزام : ماقدر ، ابي انام
سندس : افطري معاي
ام عزام دخلت فراشها وتغطت كلها ، سندس تضايقت ورجع لها الخوف ، لكن شجعت نفسها وطلعت للحديقه تتأمل المطر مع بداية الشروق ، اعجبها المنظر لكن شهقت مع صوت الرعد وهطل المطر بغزاره وهبت ريح قويّه وتقفل الباب ، سندس خلاص مافيها حيل تبكي ، راحت وطقته بهدوء ، مافتحت ام عزام ، طقت بقوه ونادتها ونفس الشي ،نامت ، زاد المطر وتبللت سندس وارعبها اكثر صوت الرعد والبرق وجلست وضمت نفسها بقوه ويدها على الباب تطق بتعب.
انفتح الباب الخارجي وزادت دموعها وشدت على نفسها وزادت شهقاتها لما سمعت صوت خطوات تقرب لها.
وقف مذهول من المنظر ، جلس يتأملها دقيقه وصوت بكاها كسر خاطره.
اخذ نفس وقال بهدوء : يابنــت
تجمدت بمكانها ، عرفت نبرته ورفعت راسها بسرعه وطاحت عيونها بعيونه ووقفت بسرعه : عـ، عزام افتح لي الباب بسرعه ، بموت من البرد
عزام ناظر للبسها وابتسم : وش مطلعك ؟ بعدين وين سيارة ابوك ؟
سندس بغصه : ضاع جوازي ورجعوا اهلي وتركوني
عزام : ضاع مره وحده ؟ واهلك عادي يتركونك لحالك ؟
سندس : لأن زوج اختي توفى واظطروا يروحون لها
مسكت ايدينها وقالت برجفه : افتح الباب حرام عليك
عزام : مامعي مفتاح !
سندس : بلا كذب ، مامعك مفتاح لبيتك ؟
عزام : متعود امي تفتح لي اذا طقيت ، واحياناً اطق ماتسمعني ، نومها ثقيل ، واظطر انتظرها لين تصحى وتفتح
سندس : يعني شلون اظل كذا ؟ اكسر الباب
عزام عطاها المظله اللي كان ماسكها ونزل جاكيته وحطه عليها ، سندس زادت ربكتها كرهت نفسها على الموقف اللي انحطت فيه.
عزام طق الباب بأقوى ماعنده : ام عــزام افتحي الباب
سندس : ليش تقول ام عزام ، عيب امك
عزام : يمــه
سندس بخوف : ماترد ، اكسر الباب ياخي
عزام : المشكله انه ضد الكسر ، انا حطيته لها عشان محد يقدر يدخل بسهوله
سندس ابعدت عنه وشدت جاكيتها عليها تدفى ، حست شعرها تجمد وحطت ايدينها فوق راسها ، عزام كان لابس طاقيه ونزلها ، سندس لما شافته يقرب عشان يلبسها رجعت خطوتين : لالا ، مابيها
عزام : مو على كيفك ، لايتجمد راسك عقب نبلش فيك
سندس : لا عادي بتحمل
عزام قرب لها وتجمدت بمكانها.

 

 

عزام لبسها الطاقيه ودخل شعرها تحت الجاكيت وهو ملاحظ ربكتها وقال بهدوء : كذا عشان ما يتجمد راسك وتموتين ، على الأقل انتظري لين ترجعين لأهلك وموتي عندهم ، مو عندي
سندس ارتفع ظغطها : فال الله ولافالك ، الحين شوف لي حل مع هالباب ، مااصدق ان مامعاك مفتاح
عزام طلع لها كل المفاتيح اللي معاه : اذكر انه ضاع مني ، لكن انتي شوفي يمكن تلقينه
سندس اخذتهم وجربت المفاتيح كلها وهي مصدومه من عددهم ، ولا ثلاثين مفتاح ، وولا واحد مفتاح البيت.
قالت بقهر : كل هالمفاتيح طلعتهم ، بيذبحك لو طلعت لبيت امك ؟ ولا ناسي وجودها اصلاً
عزام يعصب اذا احد تكلم عن علاقته بأمه ، اخذ نفس وابتسم عشان ينرفزها : طالع شكلك حلوو كذا
سندس تغيرت ملامحها وارتبك كل شي فيها قالت بقهر : انت لو تعد نفسك من الرجال ماناظرت بوحده ماتحل لك ، وضيفه عندك بعد !
عزام يدري ان كلامها صح لكن مااهتم له : ماتعبتي من كثر ماتسولفين ؟ تبين اخذك لفندق تريحين فيه للظهر ؟
سندس بخوف : لا
عزام فهم تفكيرها : ترا مو ميت عليك ، بس مثل ماقلتي ضيفه ولاترضيني وقفتك بهالشكل
سندس : مجنون تبيني اطلع وابوي مايدري !
عزام : ابوك ماراح يعرف واذا عرف ماراح يذبحك ، للضروره احكام !
شافها بتموت خوف تنهد بملل : بتروحين ولا امشي واخليك تتجمدين هنا وتموتين !
سندس بتردد : بروح ، بس عطني وعد رجال انك ماتغدر فيني
عزام : شايفتني مجرم ولا متأثره برواياتك ؟ انا بركب ومعك دقيقه اذا ماجيتي بمشي
راح وركب سيارته وانتظرها دقيقه وماجت اول ماشغل سيارته ركبت وراه وهي ترجف : بسرعه استعجـ.
طاحت عينها على شي وتوسعت عيونها بصدمه وزادت رجفتها ، جوازها بسيّارته ، حست الأرض تدور فيها وصداع قوي ، ماخذ جوازها وبيوديها لفندق ” هذا وش ناوي عليه ” تذكرت رهف لما راحت لفندق عشان تعطي ثامر محفظته وانقلب كل شي ضدها وتزوجت مجبوره ، و بسبب هالفندق انخطفت سميه ووصلت للحال اللي هي عليه الحين ” حدت على اسنانها بغضب وهمست لنفسها : مستحيل اصير مثل خواتي مستحيلللل ! انا شلون رضيت اجي معاه !
تقدمت بسرعه ومدت يدها بتاخذه لكن سبقها واخذه قبلها.
سندس : جوازي !
عزام : مو جوازك
سندس : وش يسوي جواز سعودي بسيارة كويتي ؟
عزام : جواز امي !
سندس : الله اكبر امك اخر عمرها صار لها جواز ، اذا تبيني اصدق افتحه الحين بشوفه !
عزام تحوّلت نظراته لإحتقار ، فتحه قدامها وكان فعلاً جواز امه ، سُندس تغيرت ملامحها وقالت بهدوء : اسفه
عزام : شنو مصلحتي بجوازك عشان اخذه ! اكبر همي يعني ؟
سندس : خلاص قلت اسفه
عزام شغل السياره ومشى ، بعد عشر دقايق وصلوا لفندق مكون من 50 طابق.. وفهت سندس فيه وهمست لنفسها : من برا فخم وراقي اجل من داخل كيف ، لو ساكنين فيه بدال الخرابه بيت ام عزام
عزام نزل ، ونزلت سندس وهي ترجف خايفه ابوها يعرف.
عزام وهو يناظر للفندق : شرايك فيه ؟
سندس : حلو مشاءالله ، بس ليش مكانه منعزل عن الناس ؟
عزام : لإنه لمصالح خاصه
سندس : كيف يعني مصالح خاصه
عزام : ادخلي وتعرفين
سندس برعب : ادخل لحالي ماعرف اتصرف
عزام طلع جواله واتصل وقال بنبرة امر : بتجيكم بنت الحين وعطوها اكبر جناح ، بسرعه
قفل وناظر لها : ادخلي !
سندس : ياربي انا مو مرتاحه لك ، مدري ليش وافقت وجيت معاك مدري ليش ، رجعني للبيت تكفى
عزام : ترا اذيتينا ، ادخلي بسرعه عندي شغل بمشي
سندس : طيب تعال معي الله يخليك
تأفف بملل ودخل قبلها هي وراه ترجف ومخبيه نصفها ، مر الرسبشن ووقف قدامهم : اسمع يافادي هذي ضيفتي من السعوديه اسمها سندس ، ابي تهتمون فيها ولاتنسون غداها وعشاها وفطورها بشكل يومي
سندس همست برعب : وشو شكل يومي ! انت قلت الظهر ارجعك !
عزام : يمكن يجوز لك المكان
سندس بعصبيه : لاتستهبل على راسي ، رجعني عزام الله يرحم والديك مالي خلق مشاكل
عزام : بجيب لك امي الظهر لاتخافين ، وقفلي هالموضوع لأني صدق ارتفع ظغطي منك ، ولا كلمه تفهمين !
سندس : اوعدني تجيب امك !
عزام : وعد ، يالله تعالي
مشى قبلها ودخل الاصنصير ووقف ينتظرها تدخل : لازم اعزمك هنا بعد؟
سندس : بروح من الدرج
عزام : جناحك بالدور الأخير !
اخذت نفس ودخلت معاه وتقفل وصعد فيهم وهي حاشره نفسها بالزاويه ومنزله راسها للأخير ، عزام كان معطيها ظهره ويناظر فيها بإنعكاسها بالمرايا.
قال بهدوء : ليش خايفه لهدرجه ؟
سندس : ومن انت عشان مااخاف منك ، هذا من غير خوفي من ابوي
عزام : هدي نفسك مو صاير الا الخير
طلع وطلعت وراه وانصدمت من اللي شافته ، كان الدور الاخير مليان بنات وشباب وصوت الاغاني واصل لأبعد مدى ، سدت اذانها بقوه ووقفت بمكانها.
التفت لها عزام وابتسم : شفيك وقفتي ؟
سندس ماسمعته من الإزعاج قالت بصراخ : وش هــذا ؟
عزام : الكازينو حق الفندق
سندس بحده : عرفت وش معنى مصالح خاصه ، يعني قمة الإنحطاط والسفاله ومخليه فندق حقير للناس الحقيره مثلك
عزام عصب : حطي لسانك بلهاتك واسكتي ، محد قالك تعري وارقصي مثلهن ، اذلفي هذاك جناحك انثبري فيه
سندس : انت من كل عقلك بتجيب امك عند هالفاسقات ! عزام لو سمحت رجعني بهدوء
مل منها وسحبها بقوه ومشى فيها للجناح وفتحه ودخلها بالغصب وصرخت هي بقهر : اذا انت ترضى لنفسك تسكن هنا وتنزل لهالمستوى من الأنحطاط انا ماارضاها لنفسي !

 

 

عزام كان بيرد لكن سبقه الصوت من وراه : عـزام !
ناظروا لها ، سندس عقدت حواجبها لما شافت وحده آيه بالجمال تناظر فيها بغرابه : منو هذي عزام ؟ وليش ماترد اتصل فيك مغلق !
عزام : شتبين !
كشرت : امي تعبانه وكنت بروح اشوفها
عزام : خلاص اوديك لها العصر ، اعرفكم هذي زوجتي الثالثه ، ميار ، وهذي ضيفتنا سندس من السعوديه
ميار ببرود : اهلين
سندس صدمه ورا صدمه متزوج ثلاثه ! قالت بأستحقار : قرف
عزام فقد اعصابه وقال بحده : خذي راحتك
طلع وميار معصبه : قالت قرف شقصدها !
عزام : قصدها انك شيء مقرف
ميار بحده : ودامك تشوفني كذا ليه تزوجتني
عزام : اسلي نفسي شوي وابعد عن الحرام .. يعني لاتستانسين شهر شهرين وتتطلقين مثل اللي قبلك
ميار دمعت عيونها : صدق انك حقير !
عزام : لاتخافين بعطيك فلوس .. الحين خليني اعيش حقارتي معك
جذبها لحضنه وضحكت وجلست ترقص على انغام الموسيقى وتحت انظار البنات اللي ميتين غيـره منها.
دقايق واخذها لجناحهم ، وسندس تراقبهم ومولعه حقد وقهر ، وتدعي عليه من قلبها ، متزوج ثلاث وامه ناسيها !وجايب ناس من كل مكان وقالبين الفندق رقص وسكر ، لمعت ببالها فكره ، لو تبلغ عليهم بتستفيد كثير.
اخذت نفس وقالت بحيره : مدري شسوي ، خلني انتظر للظهر اذا مارجعني للبيت ببلغ عليه وطز فيه.
حست ببرد ولمت جاكيته بقوه عليها ، داهمتها ريحة عطره الهاديه مع ريحة دخان خفيفه ، حست تحرك ساكن فيها ، نزعته بسرعه ورمته ع الارض وداست عليه ودخلت الغرفه وطردت كل شي من بالها ونامت.

مهـا ضمدوا جرحها ، والدكتور رفض يطلعها الا بعد ماحققوا معاها الشرطه واعترفت على خالد لإن مالها مجال تنكر ، خالد اخذوه لمستشفى خاص بالإدمان لإن حالته تطورت ووصلت للجنون ، اما عبدالله انسجن بتهمة تهريب المخدرات بعد اعتراف مها ضده ، وانه هو اللي وصل اخوها للحاله هذي.
اهل عبدالله الى الان ماعرفوا انه مسجون ، كانوا مستغربين اختفائه لكن كل اللي جاء على بالهم انه مسافر كالعاده.
ام عبدالله بخوف : اول مره تمر يومين ولا يكلمني !
رهف : تلقينه هايت مع خوياه وناسي
ام سعد كانت جالسه عند سميه وماسكه ايدها ، وسميه كانت بعبايه ومتحجبه ودموعها تلمع بعيونها لذكرى الشخص اللي عاشت معاه فتره قصيره تسوى عمرها كله مع اهلها.
كريمه : سميه حبي مشتهيه شي اطبخ لك
سميه ببحه : لا
ابو سعد دخل وجهه اسود وحالته حاله ، جلس بينهم بدون اي كلمه ، خافوا من شكله.
ام سعد : عسى ماشر ؟
ابوسعد : عبدالله ، انسجن
ام عبدالله شهقت : ياويل قلبي على ولدي
ابو سعد : ولدك ! ولدك يهرب مخدرات لعيال خلق الله !

 

 

ام عبدالله بصدمه : مستحيل ولدي مايسويها
ابو سعد : سواها ، وكسر ظهري اللي كنت شاده بعيالي ، واحد يراكض ورا الحريم والثاني يتاجر بالحرام ، افرحي بتربيتك
ام عبدالله : مو تربيتي ، انت اللي دلعتهم لين وصلوا هنا
ابو سعد : لو كان دورك كبير كـ ام ماوصل الولد للمرحله هذي
ام عبدالله : انت ماخليت لنا دور نربي عيالنا ، تدخلت بكل صغيره وكبيره بحياتهم
رهف : لحد يحط اللوم على الثاني ، شوفوا العيال اللي افتخرتوا فيهم وين وصلوكم !
ابوها فتح ازارير ثُوبه ويحس فيه غصه وتعب مو طبيعي.
نجلاء بخوف : يبه فيك شي ؟
ابوها : ليش تخافين علي ؟ طول عمري اخاف على سعد وعبدالله ولاخفت عليكم
رهف : مدري شقول صراحه بس زين كأنك كأنك كأنك بديت تعرف قيمتنا ، ولو انك تأخرت لكن ، ان تصل متأخراً خيراً من ان لاتصل !
كريمه : رهف خلاص عيب !
ابو سعد قام وطلع ، سميه كانت جالسه جسد بلا روح ، تفكيرهاكله مع عزيز ، كارهه نفسها لإنه مااسعدته بالشي اللي يبيه ، كان رافض اشد الرفض ياخذ كليتها مؤخراً ، وكأنه يدري انه بيموت وماحب يتعبها.
قامت عن ازعاج اهلها توضت وصلت ركعتين ريحت قلبها ودعت من اعماق قلبهـا : يارب سامحني يارب ماقدرت احبـه واسعده بهالشيء لكن انت اعلم باللي بقلبي له ، يــارب ترحمـه وتعوضه بالجنـه..
طق الباب وراحت نجلاء مستغربه من قو الطق : مين !
بحده : انا ثامر !
نجلاء دخلت وقالت لرهف ، رهف جالسه ببرود ولا كأنه واقف يحترق برا ، راحت وفتحت له ودخل معصب : وينك ليش ماتردين من امس ! لازم الواحد يعصب ويجي ويسفل فيك ؟
رهف : والله مثل ماانت شايف عندنا عزاء ومشغولين واختي تعبانه نفسيتها وشي طبيعي اني بجلس معاها وانسى الجوال واللي جابه !
ثامر مسك ذراعها بقوه وهمس بعيون حاده : وش بتوصلين له بالظبط ؟
رهف : اترك يدي !
ثامر تركها ورهف عدلت بجامتها وقالت بهدوء : ايش كان سؤالك ؟
شافت ملامحه تحتد اكثر وخافت : اي لوين ابي اوصل ؟
قربت له وقالت بدلع وهي تلعب بشعرها : ابي اوصل لقلبك
ثامر هدت ملامحه وصد عنها وبداخله يقول ياربي هالبنت خبله ومافيها عقل.
رهف : كنت ابي اوصل لقلبك لكن الطريق مزدحم وانا ماحب الزحمه ، الطريق الفاضي لعبتي ، يعني راحت عليك
ثامر صفقها على راسها وقال بعصبيه : بــزر انتي ؟ وش هالسوالف الغبيه هذي ؟ انقلعي جيبي اغراضك وتعالي
رهف ماسكه راسها قالت بقهر :عساك تسوي حادث ومايصير لك شي بس تنكسر يدك اللي انمدت علي واذا انكسرت يومين وترجع لوضعها الطبيعي.
ثامر وصل حده من تصرفاتها وبرودها لكن ابتسم : اسوي حادث بالطريق الزحمه ولا الفاضي ؟ حددي؟

 

 

ثامر : اسوي حادث بالطريق الزحمه ولا الفاضي ؟ حددي
رهف : الفاضي لإن الخطوره تكون اقل ، صدق اني اكرهك بس مسكين يعني ماتستاهل
ثامر : اقـول ! روحي نادي كريمه يبيها سالم وتعالي نمشي
رهف دخلت لبست عبايتها واخذت اغراضها ، وطلعت مرت من جنبه ببرود : مشينا
ثامر : قلت نادي اختك
رهف : ماله حريم عندنا !
طلعت وماعطته مجال يرد ، وسالم كان بسيّارته ينتظر ثامر يدخله ، ثامر اشر له انهم رافضين ، تنهد سالم بضيق وهمس : وش سويت انـا بأم عيالي ، كيف قدرت افرط فيها ؟ اه يايمه الله يسامحك.
ثامر قبل يركب سيارته لاشعُورياً ارتفعت عيونه لشباك غرفة وسـن ، كأنه حس انها واقفه وتناظر فيهم بحرقة قلب وقلة حيله.
رهف ناظرت مكان مايناظر وشافتها ، حست بشي يكتم انفاسها ، بلعت غصتها وركبت، وسن استوعبت وابعدت عن الشباك ، اما ثامر اخذ نفس وركب جنبها وشغل السيّاره ومشى.
قال بهدوء : اسف
رهف : مازعلني نظراتك لها ، زعلني عدم احترامها للرجال اللي هي على ذمته الحين !
ثامر : وهو ليه مايحترمها ؟
رهف : راسي مصدع لاتتكلم
ثامر عرف انهاتضايقت حيييل بعد مو شوي ، لكن غصب عنه اللي يصيـر.

الساعه 2 الظهر ؛
عند سندس كانت جالسه وتنتظر اي شخص يدخل عليها وتذبحه من كثر ماهي خايفه ومو حاسه بالأمان.
طق الباب وقامت بسرعه فتحته ودخلت ميـار ومعاها ملابس رمتهم بالأرض وقالت بإستحقار : عزام يقول لك البسي هذول بدال الخلاقين اللي عليك
سندس انحنت واخذتهم ورمتهم بوجهها : خلاقين شريفه ولا خلاقين عاهره !
الرد كان قاســـي على ميار ، صار وجهها اسود من القهر والعصبيه : مين العاهره انا ؟ انا تكلميني بهالطريقه ياحقيره ياسافله ؟
سندس : وانتي مين عشان مااسبك ؟ اقلبي وجهك وخلي الزفت رجالك يجي يرجعني مكان ماجابني قبل مااشتكي عليه بقضية خطف ، واشتكي عن سياسة هالفندق الواطيه !
ميار : وانتي معانا بالفندق يعني اذا اشتكيتي بتروحين فيها ويقتلك ابوك وعزام بيطلع بسهوله ، اما بالنسبه لسبك لي مااراح ارد عليه بالكلام ، ردي راح يكون بالإيد !
سندس : الله اخيراً بمارس هوايتي المفضله
ميار : وانا وصديقاتي بنمارسها بعد
طلعت ثواني ورجعت ومعاها ثلاث بنات اشكالهم تخوف برمشة عين هجموا على سندس وصرخت برعب وحاولت تقاومهم وتضربهم لكن ماقدرت لهم ، ضربوها لين فقدت وعيهـا.
دخـل عزام وشافها طايحه بشكل يُرثى له ، والبنات يضربونها بقهر وصرخت ميار : هذي الرابعه يابنات مل مني ويبي يتزوجها واضحه الخطه.
عزام بصوت ارعبهـم : ابعــدوا عنهـــا
وقفوا كلهم يرجفون من نبرته ، حسوا انها نهايتهم من كثر ماهو يخوّف.

 

 

وقفوا كلهم يرجفون من نبرته تقدم لهم برمشة عين وضرب ميار كف من قوته طاحـت ، وضرب اللي وراها وصرخوا وداخوا من قوة الألم.
هربوا كلهم خايفين وميار ظلت تناظر بقهر ودموعها بعينها . انحنى لسندس وقال بخوف : سندس تسمعيني ؟
شاف على الطاوله علبة مويا واخذها فتحها ونقط على وجهها لين صحت وعيونها مليانه دموع وجهها مجروح ومحمر قالت ببحه : ابي اهلي رجعوني لهم
عزام بضيق : انتي بخير ؟
سندس كحت وقامت عنه بتعب ، عزام وقف واتجه لميار وصفقها كـف ثاني اعماها، ومسكها وطلعها بسرعه وراح للبنات الثلاثه بجناحهم كانوا يرجفون خوف ، دف ميار قدامهم وقال بنبره لو تحرق احرقتهم : اقولك البنت ضيفتي ومغتربه وحالتها حاله تعاملينها كذا يابنت الحرام !
ميار بخوف : هي اللي غلطت
عزام بإستحقار : انتي تستاهلين الغلط ، هي ماتستاهله
عزام كمل بحده : انتم الثلاثه لا اشوف وجيهكم عندي بالفندق ، بـرا !
طلعوا بسرعه وانحنى لميار وهمس بخبث : كان نفسي اقولك برا بعد ، بس ابيك الليله ، وبعدين اشوف اطردك او لا ! وسندس انسيها ، عشان ماانسيك نفسك !
رجع لسندس وكانت جالسه وترجف بهدوء ، جلس جنبها وهو متضايق لحالتها ماحس الا بالمسدس على راسه ، ووجهها قبال وجهه ، دموعها تنزف وشفايفها ترجف قالت بخوف ممزوج بقهر : ادري ان لك هذف فيني لما جبتني هنا ، بتطلعني من هالمستنقع ولا كيف ؟
عزام : يعجبني ذكائك لكنه ناقص شوي ، لو فكرتي اكثر كان عرفتي ايش الهدف اللي ابيه منك ، بعدين من وين لك هالسلاح ؟
سندس : لقيته على طاولة الاستقبال لما جيت ، الواحد لازم يأمن نفسه لإن البشر مالهم امان !
صرخت بحقد : وش تبـي منـي ؟
عزام عدل جلسته وركز بعيونها القريبه منه بنظرات اربكتها ، واربكته اكثر لما حوّل نظراته على شفايفها وهمس : لاترجفين اهدي شوي عشان تفكرين برواق !
سندس : اخلص علي وش تبي !
عزام طلّع من جاكيته خاتـم ، الماس يبرق بين عيونها ، من جماله ماقدرت سندس ترمـش ابـد.
قال بإبتسامه غريبه : واكثر واكثر اذا وافقتي تتزوجيني !
سندس ابتسمت واخذت الخاتم ووقفت ، ووقف قبالها مستانس لفرحتها.
سندس : واو يجنن ، امنية حياتي البس الماس ، اسفه سامحني مديت السلاح بوجهك ، اخيراً تحقق حلمي ، موافقه اتزوجك اذا بلبس الماس واعيش اميره وارتاح من عيشة ابوي !
عزام سرح فيها وتأمل شكلها اللي تغيّر بلحظه ، اخذت الخاتم يحسبها بتلبسه لكنها ظغطت عليه بيدها لين انطعج شوي ، ابتسمت بخبث ، فتحت البلكونه وطلعت وهو وراها.
حطت الخاتم بين عيونه وقالت بحقد : هذا اللي تشري فيه السافلات وبنات الشوارع ، اما بنات الناس ماتشتريهن بألماس وفلوس !

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق