رواية صرخة في الظلام – الفصل التاسع و الثلاثون
هَـب الحنين الماله رَداد
وعليك الشوگ أكثر مِـن أمس زاد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لين: هزيت راسي وكل جسمي يرجف
كعدت عل طرف الجربايه أباوع عليه
وهو يـون
جانت رجلي تودّيني يمه، تقرّبت شويه
رفعت إيدي وخليتها عل كصته، حسّيت نار
يطلع منه وهوه يون ويهلوس
علي: غطيني بويه… بردان.
لين: سحبت الغطه وخليتها عليه وكمت
نزلت المطبخ جبت كمادات ومي بارد
وصعدت. لكّيته نايم، كعدت بصفه وبديت
أسويله كمادات، جسمه شلون النار
بقيت يمه لحد الفجر، ماعرفت شلون غفيت
فجأة افزّيت عل صوت بالغرفه، رفعت راسي
شفته كاعد. تحمحمت وحجيت
لين: عل شنو جاي تدور؟
التفت عليّه ابتسم بوجهي وكال
علي: جان اكو هنا بطل معقّم، أريده
حتى أعقّم الجرح.
عيوني مورمات من النعاس، مردتهن
وكمت كوه، فتحت الجرار وانطيته إلـه
باع بعيوني وحجه بصوت متردّد
علي: ممكن تضمدين إليّه الجرح؟
لأن ما أگدر أضمده وحدي.
نزلت عيوني بسرعه عنه، هزّيت راسي
بارتباك، أخذت المعقم وكعدت عل تخم
وهوه أجا كعد مقابيلي. ساعدته ينزع البلوزه فتحت الضماد عقمته وضمدت الجرح
مره ثانيه
كملت خليت المعقم عل الطاوله
فجأة الزم إيدي وكال
علي: أتمنى يجي يوم وأكون ضماد جروحچ
رفعت راسي باوعت عليه
ضحكت بسخريه وكلت
لين: كل جرح إله دوا إلا
جروح كلبي، ما إلها دوا
كمت بسرعه، عفته وطلعت من الغرفه
نزلت جوه بعده وكت ومحد كاعد. مشيت
عل كيفي، فتحت باب غرفة خالتي سعاد
مدّيت راسي شفته كاعده تقرأ قرآن ابتسمت ودخلت، خليت راسي بحضنها، وبقت مستمره تقرأ… صوتها كلش حلو
وره شويه كملت قرايه، سدت القرآن
باستني من راسي وحجت بصوتها الحنون
سعاد: صباح الخير يبعد روحي…
شعندج كاعده من الصبح؟
تنهدت بقهر وكلت
لين: تعبانة خاله كلبي يوجعني حيل
وأحس غصّه بصدري ذبحتني. أريد أبجي
مخنوكه
سعاد: اسم الله يمه… شبيج؟
منو وياج؟ علي مو؟
هزّيت راسي وبچيت، أحس شي مكبود
عل صدري. فجأة سمعت خطواته عل درج
مسحت دموعي وبقيت ساكته شويه.
دك الباب، مد راسه وشافني، عقد حاجبه
ودخل
كمت عدّلت كعدتي، اجى كعد كدامي
عل كرسي وكل باوع عل سعاد وكال
علي: شلونج خاله؟
سعاد: بشوفتك صرت زينه بس زعلانه
عليك، ليش مزعّل ليونه؟ خطيه يمه
دير بالك عليها
عضّيت شفتي، وشفت صفك ايدينه
هز راسه وكال
علي: صار خاله… بس بلا زحمة عليج
حضّري النا الريوك حتى آخذ لين الدوام
سعاد: إن شاء الله يمه
كامت سعاد فتحت الباب وطلعت
وبقيت أني وهوه بالغرفه ما شايل نظره
عني تنهد وكام من مكانه، كعد كدامي
نص كعدة، وگال
علي: ليونه ليش هيج عيونج حمر من البجي
تره والله اني من شوفج تبجين كلبي
ينمرد مرد عليج كافي بويه
رفعت راسي بهدوء، مسحت دموعي
بطرف چفي وكلت بنبرة مكسوره
لين: لأن انته السبب… كلشي بسبتك
علي. وجودك بحياتي اكبر وجع سمعت
اني حتى مو طايقه اشوف وجهك
فتح عيونه بصدمه ضل يباوع عليه
و ماحجه ولا كلمه
كمت من مكاني مشيت بهدوء وگلت
لين: لا تحاول تطيب جرحي…
انته اللي فتحته لان راح يتعبك
هواي يلاا يطيب
باوعت عليه بعتب شفته بهتت
ملامحه هز راسه وكال
علي: معقوله لين وجودي هل كد
مذيج ماجنت دري
سكتت… ماگدرت أجاوبه حسيت
الغرفه تخنك ف طلعت بسرعه
وتركت ورايه حسيت كلامي كأنه
خنجر نبتن بنص صدره
لين: صعدت الغرفتي، فتحت الباب ودخلت
أخذت ملابس الدوام ورحت الحمام سبحت
وطلعت أنشف بشعري. كعدت كدام المرايه
أمشط شعري كوه لان كلش طويل وحلو
مشطته وسويت ضفيره
شويه ودخل هوه ما باوع عليه
أخذ ملابسه وراح الحمام
غلّست ورجعت أضفر بشعري
كملت وشمرت كصيبتي ورا ضهري
وگمت. فجأة حسيت سحبني من ضفيرتي،
التفت، شفته عقد حاجبه وكال
علي: هاا… ناويه تروحين المدرسه
وهاي الغضب تشحط وراج؟
عوجت حلگي وكلت
لين: لعد شنو تريد؟ بس لا عبالك
ألبس خمار بعد
علي : والله خوش فكره… باجر أروح السوك
وأجيب لج خمار.
لين: شنوو؟ صدگ تحچي!
إي بس هاي عايزها هههه
هزيت إيدي عفته، اجيت أريد أطلع
ما حسيت غير سحبني من شعري و يعيط
علي: وين موليه؟! يغضب…
خلي شاله عل راسج، لا آكص
ذني شعراتج اليشحطن!
تاففت ورجعت أخذت شال خليته
عل راسي، شلت جنطتي وكلت
لين: هاا هسه ارتاحيت مو؟
ضحك نص خد وبنبرة راحه كال:
علي: اممم… فوك ما تتصورين.
يلا، امشي تأخرنه.
لين: (متذمرة) خبيث… مو بيدك.
نزلت قبله وأدردم، وهوه ورايه أسمعه
يضحك. رحت المطبخ، لكيت خالتي سعاد
محضّره الريوك. كعدنه بسرعة تريّكنه وطلعنه
الطريق كله ساكته، متوترة كلش، لأن صار
هواي من تركت المدرسه. وصلنه الباب المدرسه الطلاب يفوتون ويطلعون، جسمي كله يرجف. فجأة فزّني صوته
علي: يلا بويه… نزلي وصلنه
هزيت راسي ونزلت، أعض بشفايفي
من التوتر. اجا علي يضحك، مد إيده
رفع راسي وكال
علي: ولج… رحمي بحالي، كافي
تعضين بشفايفج الجنهن كرز.
عمي كدامج رجال محروم، هههه
باوعت عليه بصفح، ضربته ع كتفه وكلت
لين: إنتَ يمته تبطل من ذني
سوالفك المكسرات؟
تدنّى مني كلش، كال
علي: من تصيرين مرتي…
وأضوك هذني الشفايف الجنهن كرز…
ذاك الوكت أتوب.
فتحت عيوني عل وسعهن هزيت
إيدي بيأس وكلت
لين: ما أصيرلك جاره أبد
مشيت بهدوء، وهو ورايه. دخلنه المدرسه
البنات يباوعن ويتهامسن، عبالك ماشايفات
رجال. رحنه الدارة لكينه المدير كاعد
دك الباب علي ودخلنه راح يسلم عليه
ظلوا يحچون، مبين يعرفون بعض
من زمان
علي: إن شاء الله… يلا آني أترخص
وبعد ما أوصيكم عليها
المدير: لا ولو تدلل استاذ علي. إن شاء الله
لين مثل بنتنه ونخليها بعيوننه تكدر تطمّن
علي: ما تقصرون والله مشكور استاذ.
بعدين أخذ إيدي بين إيديه، مشينه الصف
كعدني بأول رحله. كرص خدّي وكل
علي: يلا بويه… آني راح أروح الشغل
ورا ما يخلص دوامچ أجي اخذج وهاه…
قبل ما أنسه، هذا مصروفچ.
لين: ماكو داعي، عندي فلوس.
علي: حتى لو عندج… ماكو فرق
إنتِ زوجتي وعيوني لج
ابتسمت وسكتت، وهو راح. بقيت
كاعده بين البنات، وحده منهن اجتي
كعدت يمي وكالت
:: هنيالج عل هيچ أخ، مبين كلش يحبج.
ضحكت بمرار وكلت
لين: هذا مو أخويه… هذا زوجي.
ما حسّيت غير البنيه چان تعيط
خلتني أفز من صوتها
:: عزة؟ انتي مزوّجه؟
لين: هزّيت راسي بــ (أي).
:: هههه آسفه، بس والله تفاجأت…
عبالي أخوج
لين: لا حبي، عادي.
:: اممم، بس بصراحه شكله كلش حلو…
شورب، شخصيه وعضلات.
لين: وضابط، ههه
:: بداعت أمچ؟ صدگ والله ضابط؟
ياااي، أني أتمنه أزوّج ضابط، لأن كلش أحبهم.
تنهدت بقهر، ذكرت أيّام من چنت أگول
ل ريناد أريد زوجي يطلع ضابط…
ولمن صار صدگ، كرهني حتى بعيشتي
فزّيت من صفنتي عل إيد تهز بكتفي
التفت شفت البنيه الكاعدة يمي
:: عليج الله… ازوجتوه عل حب؟
مو لأن مبين كلش يحبج.
لين: توّه ردّت أجاوبها، إجت المعلمه
سكتنه، سلّمونه كتب، ونطونه درس
چان أول يوم، ف نص دوام خلصنه
وطلعنه
بهاي المدرسه ما أعرف أحد، وما أحچي
ويا أحد. طلعت برّه، وكفت يم باب المدرسه
أنتظر علي. چنت دايخه من صوت الناس
كلش مزعج يمكن لأن ما مختلطة ويه أحد.
چنت واكفه وحدي، فجأة حسّيت
إيد تمشي عل خصري. شهكت و التفت
بسرعه، شفت شباب اثنين، شكولهم أبد
مو راحه. واحد منهم عض شفته وكال
-: يحلو… مبين عليك ضايجه
تعالي نونسك… خوش ونسه
……………………
ريناد: بقيت أبچي وايهاب واكف يضحك
عليه إجى سحبني من تيدي، باسني وكال
ايهاب: يروحي شنو هالحچي؟
شنو تموتين وشنو حامل؟ تعالي هنا
ريناد: سحبني من إيدي وطلعنا
من الحمّام، كعدني عالجربايه وهوة
كعد يمّي الزم ايدي وكال
ايهاب: شنو يوجعچ يا عيوني انتي؟
ريناد: ما أدري، بس معدتي تكلب
وكل شوية أريد أستفرغ
ايهاب: مابيج شي يروحي، تعالي
نامي بحضني، وباجر العصر أحجزلچ
يم الدكتورة.
هزّيت راسي وتمددت عالجربايه
راح طفى الضو ورجع سد الباب
نام بصفي، سحبني ونيمني ع صدره
وبإيده يمسّد ع راسي
رفعت راسي وحچيت بخوف
ريناد: حباب، والله خايفة
عقد حاجبه وكال
ايهاب: من شنو خايفة يا علّة گلبي؟
ريناد: خايفة أطلع حامل، واني ما أعرف
أتصرّف، خايفة كلش من هالموضوع.
ابتسم وحچى بهدوء
ايهاب: ماكو داعي الخوف بويه
باجر نروح للدكتورة، إذا حامل خير
على خير، وإذا مو حامل نخليها تكتبلج
حبوب منع حمل.
هزّيت راسي وسكتت، چنت كلش تعبانة
غمضت عيوني ورحت بنوم عميق…
ثاني يوم كعدت، شفت ايهاب واكف
عالمرآة يمشط شعره ردت أكوم بس
هوة إجا كعد بصفي، باسني من شفتي وكال
ايهاب: يروحي انتي لا تكومين، ابقي بمكانچ
اليوم أخذتلچ إجازة من الدوام، والعصر
نروح الدكتورة. تمام بنيّتي؟ حتى أكل
لا تسوين، آني أجيب وياي.
ريناد: اممم، بس والله ضايجة
ما أگدر أبقه بالبيت
ايهاب: ميخالف، ياعمري، رجعي نامي
بين ما أخلص شغل وأرجع
ريناد: تمام حبيبي
إيهاب: فدوه يروحلچ حبيبچ.
ريناد: ابتسمت اله ورجع دنك وباسني
من شفايفي وراح
بقيت فترة، شكد ما حاولت أنام
بس نفسي تلعب، كل شوية أستفرغ
وأحس روحي راح تطلع…
بقيت كلش تعبانة، دخلت الحمام
غسلت وجهي ورجعت تمددت چنت
أفكر شلون راح يصير إذا طلع الخبر
صحيح
الضهر إجا ايهاب، جاب وياه أكل
وحضر السفره
ايهاب: يلا يروحي تعالي كلي وياي
حتى صير عندج طاقه
ريناد: مارد آكل، نفسيه مزدوده.
ايهاب: بويه فدوه الج بس اكلي لكمتين
حتى ما توكعين
غصب عني خلني اكل كوه كملت وبعدها
رحت تمددت الحد ماصار العصر لبسنه وطلعنه
يم الدكتورة
ظلينا ننتظر سرانه تيدي بيده ما
خلاني ولا لحظة
صاحت السكرتيره بإسمي جان نكوم
ندخل للغرفة الدكتورة سألتني كم سؤال
وبعدين سوت فحص
ظليت متوترة، عيوني بس ع ايها
كل دقيقة أريد أعرف شراح تكول
الدكتورة ابتسمت، وكالت بهدوء
-: مبروك ماما انتي حامل
تجمدت بمكاني، عيوني فاضن بل دموع
وايهاب چان يمي ف بدون كلام حضني
حيل مامصدك
بجيت من الفرح ايدينه حاوطن وجهي
يبوس بيه جان يكول بصوت مبحوح
ايهاب: الحمدلله واخير راح نحصد ثمرت حبنه
والله ما مصدك راح يصير عدنه طفل
هزيت راسي بفرح الدكتوره كتبت
اله كم علاج اخذناهن وطلعنه من العياده
ريناد: ما گدرت أوصف شعوري بهذيج
اللحظة، خوف عل توتر عل فرح چان
هوة يحضني بيه ويشكر الدكتورة
طلعنه والفرحة ما واسعتنه گال نروح
ناكل برا بس رفضت، گلتله تعبانة كلش
بقيت بالسيارة وهوة نزل يجيب
أكل من المطعم مدّيت إيدي المرتجفة
ع بطني، ونزلن دموعي شويّة
إجا ايهاب، بسرعة مسحت دموعي
هوة حط الأكل ورا وصعد، باوع عليه وكال
ايهاب: شبيچ يروحي شو مو عل بعضچ؟
يوجعچ شي؟
هزّيت راسي بـ “لا” وبقيت ساكتة.
شغّل السيارة، وانطلقنا للبيت.
الطريق كلّه ساكت، ما حجيت ولا كلمة
حتى ايهاب لحظ، بس ظل ساكت.
وصلنا، نزل ايهاب، فتح باب الخرجي
ورجع صعد للسيارة يصفها
دخلت، شلت الأكل ودخلت للبيت…
دخلت للمطبخ خت الأكل عالطاوله
بس ما جنت حاسة جوع نفسي تلعب
طلعت الصاله تمددت عالچربايه، حطّيت
إيدي ع بطني وعيوني تدمّع
لحگني ايهاب بيده كاست مي بارد
كعد يمي وكال
ايهاب: هاج يروحي، اشربي مي بارد
حتى شويه ترتاحين
أخذت الكلاص، شربت شويه ورجعته
بقيت صافنه عيوني بالأرض
هوه مد إيده رفع وجهي، چان
يحچيلي بهدوء
ايهاب: ليش هيچ ساكته؟ أني فرحان
كلش، بس احسج مافرحانه مثلي حچيلي
بويه لا تضمين عليه
دموعي سبقن الساني نزلن غصب
گلت بصوت مبحوح
ريناد: خايفة… خايفة من الحمل
ومن المسؤولية خايفة ما أگدر أكون أم زينة
سحبني لحضنه، مسدّد ع شعري
وهوه يگول
ايهاب: يروحي انتي أغلى من الدنيا
واني يمچ ما أخليچ وحدچ، لا تخافين.
حسّيت بأمان بحضنه، بس كلبي
خايف بعده
ظلّيت بحضنه فترة، عيوني غمضن
من التعب جان ايهاب يكوم ويسحبني
من ايدي
ايهاب: يلا كومي ناكل لكمتين
بعدين تنامين وتاخذين راحتچ
ابتسمت وكمت رحت المطبح كعدني
يم الطاولة، فتح الأكل، قسمله بصحن
إلي وبصحن إله
ظل يحاول يضحكني ويغير الجو، يحچي
نكات ومواقف صايرات ويا بشغل، بس أني
بعدني ضايجة، ابتسامة صغيرة
بعد ما خلصنا، هوة چمّع الصحون
وغسلهم، رجع كعد يمّي، حط إيده
ع بطني، ابتسم ابتسامة هادئة
ايهاب: تتخيلين شلون راح يكون؟
اذا طلع ولد وشايل نفس هاذا جمالج
أو بنية مثلج عيونه زرك يابويه شلون راح
يكونو اذا مثلج طلعو نكديين هههه
ابتسمت رغم خوفي، دموعي غركن عيوني
، گلت بصوت واطي
ريناد: ههه اي بس بعدني ما مستوعبة
أحس الموضوع أكبر منّي
ايهاب: لا تفكرين هواي خليه عل الله
و أني يمچ بكل شي
بقينه نحجي شويه بعدين اخذني الغرفني
غيرت ملابسي و تمددت يمه اخذني بحضنه
الصبح كل ما أصحى ألكاه بعده حضني
مرّ شهرين عل حملي، بين فرحانة وبين لا
و من يوم عرف يهاب صرت حامل وهو
اهتمامه بيّه صار أضعاف مضاعفة أني
صح مرات أتعب، بس ايهاب كل فترة
ياخذني للدكتورة يطمن عل صحتي
وصحة البيبي.
ويا كل هذا، ما تركت دوامي
گلت حتى لو حامل، لازم أكمّل وأدرس.
بيوم، رجعت العصر من الدوام، تعبانة
حيل و كارهة الدنيا كله
دخلت، شفت سيارة تيهاب بالبيت
، دگّيت الجرس، ماكو
تنهدت، طلعت المفتاح، فتحت الباب
ودخلت. ماكو لا حس ولا نفس
سديت الباب وشمرت الجنطة يم الباب
وحتى الحذاء خلّيته بالصالة من التعب
دخلت غرفتي، شفت ايهاب نايم ع بطنه
ومرتاح ولا عل باله
تنهدت، رحت الكنتور، أخذت بجامة
عريضة وبلوزة خفيفة، دخلت الحمام
سبحت وطلعت.
وكفت ع باب الحمام وباوعت عليه
شلون نايم مرتاح واني كلبي مشلوع
قربت، گعدت يمّه ع الجرباية، سحبت
المخدة ورميتها عليه
فزّ، وگع عالأرض، فتح عيونه
عل وسعهن وكال
ايهاب: هاي شبيج؟ ليش هيچ؟
ريناد: تستاهل الجلّاح الملح!
انجلبت اله حبّلتني هسه ارتاحيت!
شوف حالتي الجلب أحسن مني!
ايهاب ظل ساكت، كام من الأرض
إجه يمي، مد إيده، بس دفعت بزعل.
ايهاب: هسه شبيج معصبة؟ أني كتلج
أحبلي صدگ تحچين؟
گمت بسرعة، وكفت فوگ الجرباية
عطت بوجهه وانفجرت
ريناد: لااا! أبددد مو إنته گلت!
و كله من وراك يا حقير. شوف حالي
شلون؟ آخ يمّه بطني
ايهاب: أوووف ياربي! شلون بلوة!
ولچ شنو هرموناتچ؟ من هسه گبن عليّه؟
ولي خليني أنام!
عقدت حاجبي، بقت واگفة عالجرباية
هو رجع يتمدد يريد ينام، رحت دسّيت بطنه.
ايهاب: شوفي ترى كلش مسختيها!
والتالي شلون؟ ريد أطمررررر! وين أوليييي!
هزّيت كتافي بمعنى مادري
وردّيت بزعل ودلال
ريناد: إبنك جوعان… كوم جيبلي أكل
ايهاب: روحي زقنبي الأكل بالمطبخ!
ريناد: كومممم! جيبلييييي!
بطني توجعني
رفع راسه، عض إصبعه حيل
وكال بعصبية
ايهاب: شبيه بطنچ المصخمة؟
ما توجعچ إلّا هسه من ريد أنام؟
ريناد: غير بيه بيبي أني شعليّه؟
إنتَ حبّلتني!
سمعته يستغفر، گام من مكانه
وطلع يدردم
ايهاب: ساعة السودة! أني هم طايح حض!
ما مخلصان منچ نوب من فروخچ! الله أكبر!
راح المطبخ، أسمعه يدردم
ويصيح بصوت عالي
ايهاب: هيج أحسلي، إي والله أحسن
أستاهل اني نجلَبت وأدور أطفال من
وحدة طَكّة ونص!
ضحكت غصبًا عني، چان اسع خطوات
إجه يمشي رجعت بسرعة تمددت، خليت
رجل ع رجل، وإيدي ع بطني، الضحكة
الزمتني
دخل بالصينية بيده، حطها يمي
بعصبية وكال
ايهاب: هاج، هذا الأكل! بس سدي حلكج
رحمة الكائنات!
قوّست شفايفي بزعل وردّيت
ريناد: ماريد! عل شنو معصّب وتصيح؟
والله بس گتله أريد أكل. مشكور، شبعت!
دفعت الصينية بعيد وسحبت الجرجف
أريد أنام وهوه بسرعة سحبه مني، مسح
وجهه بإيده وكال بهدوء
ايهاب: آسف يروحي، مو قصدي…
بس والله تعبان من الشغل.
بقيت مطنكرة، ألعب بأصابعي ساكته
چان يسحب الصينية مره لخ، كعد يمّي
ويكال
ايهاب: يلا حبي اكلي بدون عناد
غصبًا عليه أكلت شويه. فجأة غصيت
بدموع، دفعت الخاشوگه من إيده
الميت نفسي… وبچيت.
ايهاب: مو راح تموتين يروحي! ليش تبچين ها؟
رفعت راسي، عيوني كلها دموع، واردفت
ريناد: لا تصيح عليّه، لان ما متعودة
أشوفك عصبي.
ايهاب: ولچ منو يصيح عليچ؟
ينور عيوني! انتي شو، تعالي.
حضني، وباسني من كل مكان
حطّ الصينية عالطاوله، ورجعني بحضنه
إيده تلمس بطني، ضربته على يده، كلت
ريناد: واخر يدك! خاف أجيب!
ما حسّيت غير طكّة وضحكة
ايهاب: هههه، خره بابليسچ! ولچ، إنتي فاهمة موضوع الحمل غلط. بويه، منو گلج تجيبين هسه؟
ريناد: ما أدري، محد گال، بس المرة
من صير حامل، گت أجيب.
ايهاب: سمعي بويه، ماكو هيچ شي. يعني
مو معناه، بس تصيرين حامل لازم تجيبين
لا يروحي
أول شي، هو رب العالمين يخلق الطفل
بطن الأم وثاني شي، الله سبحانه وتعالى
ما خلى الجنة تحت أقدام الأمهات عبث…
خليها لأن تشيل الطفلة تسع شهور، يعني شنو؟
يعني انتي إن شاء الله، إذا راد رب العالمين
راح تشيلين طفلنه بطنچ تسع شهور. فهمتي؟
باوعت عليه ببراءة واردفت
ريناد: يعني ما أجيب هسه والزم أحسّب
تسع شهور؟ يلااا أجيب مو؟
ايهاب: إي بويه فدوه، اروحلچ! يروحي
يلاا نامي، كافي هواي تعبتي
ريناد: هزيت راسي رفعت نفسي بسته
من خده سحبت ايده ونمت بحضنه
لان هوه مصدر امان بالنسبه اليه
…………………..
فتحت عيوني على وسعهن
من السمعه جان دفعهم حيل وعطت بيهم
لين: انجب يا نكس، وذا حاب تتونس…
روح تونّس باختچ!
عفتهم ومشيت، ما حسّيت غير
واحد منهم جرني من إيدي حيل
يريد اروح وياهم، واني أعيط
-: تعالي كح… تبيعين شرف بروسنة بنت الكلاب!
لين: عوفوني! حيوانات!
الله ياخذكم يا كلاب
ما مهتمين الكلامي ويجرون بيه
فجأة شفت سيارة علي… حسيت
كلبيوكف كمت ارجف. نزل علي بسرعة
وعيونه حمر. هذوله ما منتبهين، يسحلون
بيه جان يجي، يلزمهن اثنينهم وركع روسهن
بعض، دفعني على جهه. لحظة حسّيت راح
يموتهم ركض عليه اسحب اريده يعوفهم
بس هوه ماكو فاقد ومايشوف كدامه ماحس
غير عاط روحه محتركه
علي: واخرييي! خلي أموتهم! ولد الخرّه…
شلون يمدون ايدهم عليج
كمت أبجي وأتوسل بيه
لين: عليك الله… عوفهم! خلي
يولون بداعتي… عوفهم!
باوع عليه، رجع ضربهم دفره
و سحبني من ايدي، يتفحني بقلق
علي: اذوج شي ها، بويه؟
لين: هزيت راسي بـ لا.
مسح وجهه بقلة صبر، مشى كدامي وكال
علي: امشي يلاا!
دنكت، أخذت جنطتي ومشيت وراه
صعد بسيارته، يحاول يتمالك أعصابه
جان اصعد سديت الباب، وهوه شغّل السيارة
يجرّ بجكاير ويرد وره نص الطريق.فجأة التفت عليه وكال
علي: ليش طلعتي من المدرسه هااا؟
ما تكدرين تنتظريني ربع ساعه؟ لو ماخذينج
قبل ما أجي، جان وين لكيت هاا؟
لين: هوه… طلعولي، أني معليه.
علي: اعرف، معليچ… بس ليش طلعتي؟
لين: يعني شسوي؟ بقه محبوسه
بالمدرسه… شلون؟
علي: لا حوله ولا قوة الا بالله العلي العظيم…
سكتت ما حچيت لان تفاجأت بصراحه
سلوبه كلش تحسن وياي. تنهدت براحه
شويه. وصلنه البيت، أخذت جنطتي ونزلت
، جان أشوف بالحديقة جهال يلعبون من شافو
علي اجو يركضون بسرعة
تنهدت ومشيت، عرفت أخته جايه
كلت أكيد كاعدة بالستقبال. رحت من
باب المطبخ، أول ما دخلت صارت بوجهي
ما حچيّت وياها تعديت منها ومشيت فتحت الثلاجه، أخذت كوب مي، وقبل ما أطلع
سمعتها تكول
-: إي خيه… حض العواهر من جواهر!
چنت أريد أرد عليها، بس علي سبقني
، هز راسه بأسف وكال
علي: مع الأسف عليج… تكولين على
مرت أخوج عاهر؟ ما توقعت هالحچي
منچ يا بنت الأصول.
لين: (بداخلها) والله كلش فرحت…
دافع عني وكدام هاي الحيه.
درت وجهي وصعدت غرفتي فتحت الباب
خليت الجنطه على الميز، رحت الكنتور
أخذت دشداشه ودخلت الحمام. سبحت
وطلعت، شفته متمدد على الجربايه. من
شافني كعد، مسح وجهه وكال
علي: آسف على الكلام اللي سمعتي من أختي.
ابتسمت مجاملة ورديت
لين: ماكو داعي تعتذر… عادي.
كعدت أمشط شعري، وهوه كام فتح الكنتور
ويكلب بالملابس. التفت عليه وسويت نفسي
ما مهتمة بيه. كح راسه وكال
علي: لين… وين بلوزتي البيضة؟
لين: يمك، معلگة بالكنتور… الصبح شفتها.
علي: ماكو… مجاي ألكاها.
خليت المشط وكمت ورحت يمه أدور على
البلوزه. شفتها معلگه، مدت إيدي أريد
آخذها، فجأة هوه مسك إيدي. التفت
عليه وحچيت مرتبكة
لين: شنو…
قبل ما أكمل، خله إيده على شفايفي
وحصرني عالكنتور. دنك راسي يم أذني وهمس
علي: لين… ريد منچ بس تجاوبيني على سؤال.
أبعد إيده من حلگي، چنت أرتبك وحچيت
لين: شنو هوه السؤال؟
علي: بعدچ تحبيني مثل قبل… لولا؟
كل اطراف جسمي رجفن من طريقة كلامه
حاولت انهزم ما خلاني… سحبني من خصري
ورجع أردف
علي: ليش ساكته؟ احچي وريحيني…
بعدچ تحبيني… مو؟
نزلن دموعي غصب، لا رادين. قبل
ما أجاوبه… الباب اندفع. التفتنه سوه
، طلعت بنت أخته الصغيرة. هوه عافني
، مشى إلها، شالها ويبوس بيها
باوع عليه وهوه يضحك، وكال
علي: تعالي ننزل حتي نتغده.
هزيت راسي وحچيت
لين: ما جوعانة… أريد أنام.
علي: تمام… ع راحتچ.
طلعو واني ظلّيت الزمه كلبي وأبچي
ما أعرف ليش دا يصير وياي هيج …
كل ما أقرر أنهي كلشي بينه، يتغير فجأة
ويحبني ويهتم بيه
دخيلك يارب… لا تختبرني من جديد
………………….
كعدت الصبح عل بوسات تنطبع بوجهي
، فتحت عيوني شفت إيهاب كل عادي
ضربته بخفه عل صدره وگتله
ريناد: شبيك من الصبح تبوس؟
خليني أنام حباب.
تيهاب: اممم، كومي لج كافي نوم
اليوم جمعة، شنو تكضينه بس نوم؟ يلا كومي الريوك حاضر، تريكي، وعندي مفاجئة إلج.
ريناد: شنو هيه؟
مد إيده وضربني بخفه عل راسي وكال
ايهاب: يعني إذا أكولج شنو هيه
فشلووون تبقه مفاجئة؟
ضحكت، مد إيده الزمته وكمت وياه
. طلعنا من الغرفة ورحنه الحديقه
جان مخلي الريوك هناك وراش الورد
ريحته تخبل
كطفت ورده وخليتها بشعري
غسلت وجهي وكعدنا نتريك
إيهاب: ليش ما تاكلين؟ شوفي وجهج
شلون أصفر
كرطت خياره وگتله
ريناد: ما أعرف والله، يمكن من الحمل
هيچ صاير وجهي.
ايهاب: اي، لأن هسه إلزم تغذين روحج
ميصير تبقين جوعانه.
هزّيت راسي وضليت آكل، چنت
كلش جوعانه للحد ما كملت. تيهاب
كاعد يدخن، باوع عليه وكال
ايهاب: يلا كومي، البسي حتى نطلع
ريناد: تمام حبيبي.
گمت، بسطه من خده ودخلت البيت
رحت الغرفة، أخذت فستان، رحت سبحت
ولبسته لبست الفستان وگعدت أمشط شعري، كلش متحمسة أعرف وين راح يوديني. حطيت عطر خفيف وگبل ما أطلع، إجا تيهاب وكف
بالباب يباوع علي وابتسم
ايهاب: يمّه، شنو هل جمال؟
والله حتى نسيت شنو ريد احجي ههه
ضحكت واني أرتب شعري
ريناد: هاا حباب، لا تسوي هيج
گلي وين راح نروح.
ايهاب: يمه شكد فضوليه؟
يلا تعالي صعدي بالسيارة تعرفين
اخذت جنطتي وطلعت هوه سد باب البيت
وفتحلي باب السياره وصعدت وهو مبتسم
طول الطريق ما گال شي بس إيده بين إيديه
واني كلبي يركص من الفضول
ريناد: عفيه راح اموت گلي وين راح نروح؟
ايهاب: بعد شوية نوصل وتعرفين
هسه خليها مفاجئة اصبري يروحي انتي
ريناد: اووف، شنو جاي تضحك عليه!
تره صارلنه هواي نمشي بالسياره، راح
يصير الضهر
ايهاب: هههه، مابقه شي يبعد عمري.
رجعت راسي الخلف حسيت رجليه تكسرن
ونفسي صار يضوج، مرّ وقت كلش طويل
وحنا بعدنا بالطريق. فجأة ايهاب دخل بفرع
صغير، مشى شويه وكف يم بيت كولش جبير.
باوعت عليه باستغراب، هو ضحك ونزل
من السياره. نزلت وراه، اجا الزم إيدي
وكفنه سوى كدام بيت كلش حلو
باوعت عليه وحجيت:
ريناد: شنو نسوي هنا؟
تقدّم عليّ، باسني من راسي وكال
ايهاب: أول شي، الله انطاني اياج عوض
بعد كل هالسنين. انتي جيتي وجبتيلي
الخير وياج وفوك كل هذا، راح تجيبين طفل
يشيل اسمي. أني صح مشتري هذا البيت
من زمان حتى أفرّح أمي بي، بس رب العالمين
ما كتب لنه واليوم، اني وياج وطفلنه اللي
بطنج، راح نسكن بي ونكون أحلى عائلة.
ماگدرت أتحمّل، دموعي نزلن
وحضنته بسرعة
ريناد: أحبك يا أحلى شي صار بحياتي كلها.
ايهاب: يروحي، واني أحبج
أكثر، ينور عيوني
ابتسمت وابتعدت شويه. مد إيده ب جيبه
وطلع مفتاح البيت انطانيه خليته المفتاح
بالقفل، وايهاب حط إيده فوك إيدي وفتحنا
الباب سوى
بذاك الوقت جنت كلش فرحانة، الفرحه
ماوسعتني بس ما چنت أعرف، ولا أتوقع
إنه بيوم من الأيام راح
أفقد أعز شي عندي… بهل بيت
~~~~~~~~~~~~~
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية صرخة في الظلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.