رواية ملاذي و قسوتي الفصل الثالث والعشرون 23 – بقلم دهب عطية

رواية ملاذي و قسوتي – الفصل الثالث والعشرون

كان يقف أمام الغرفة يتلوى قلبه على جمار
القلق عليها بعد ان وقعت مغشيًا عليها أمامه
آنذاك حملها ووضعها على الفراش مجري اتصال بالطبيبة وكأنه لا يفقه شيءٍ في هذا العلم الذي درسه لسنوات عدة….

 

عقله كان مشتتًا حينها لذلك طلب المساعدة
من طبيبة تمارس المهنة بجدارة….فهو مهما
بلغ مقدار العلم لديه لم يمارس مهنة الطب بعد التخرج….وخشى ان يشخص حالتها بالخطأ….

 

خرجت الطبيبة في تلك الاوقات من غرفة حياة….فاقترب منها سالم بلهفة وكذلك
الجدة راضية….سألها سالم…
“خير يادكتوره ناهد….. حياة مالها…”

 

ردت الطبيبة بعملية….
“ضغطها عالي شويه ولازم تبعد عن اي ضغط عصبي لان الفترة الجاية لو الضغط فضل كده وقت الولاده هيحصل مضاعفات….. ”

 

هتف سالم بعدم فهم….
“ولادة إيه يادكتوره… وفترة إيه
بظبط….. ”

 

ردت الطبيبة وهي تكتب اسماء الادوية المطلوبة لـحياة…..
“فترة الحمل…. انت متعرفش انا مدام حياة حامل ولا إيه …..على ماعتقد بدات في شهر التاني على العموم لم تيجي المدام تعمل فحوصات في العيادة هنتاكد من عمر الجنين وصحته اكتر لازم المدام تعمل كشف كل 15يوم دا أساسي….. وكمان خُد العلاج ده هاته ليها في أقرب وقت ولازم تغذيها كويس…

 

وزي ماقولنا تبعد عن التوتر عشان صحتها وصحة الجنين.. ”

 

اخذ منها الورقة وعيناه غائمة بالحزن…

 

الرابط بينهما أتى ولكن اتى في لحظة قرر
هو بها البعد عنها بعد ان اكتشف حقيقة مشاعرها اتجاهه فاق على صوت جدته
راضية السعيدة بهذا الخبر اكثر من اي
شيء مرت به…..

 

“مبروك ياسالم مبروك ياحبيبي يتربى
في عزك… ”

 

ابتسم لها ابتسامة خرجت بصعوبة من بين شفتاه سالته راضية ضاحكة….
“مالك ياسالم…. الفرحه عملت فيك كده ليه.. دا انت حتى واقف مكانك هنا…. مش هتدخل تطمن على مراتك وتقولها كلمتين حلوين تفرحها….. ”

 

ربت على كتف جدته وهو يقول بنبرة خالية من اية المشاعر…..
“ادخلي انتي عندها ياحنيي وطمني
عليها… انا رايح اجيب العلاج…… ”

 

مسكته من ذراعه وهي تقول بشك….
“علاج إيه بس ياسالم اي حد غيرك يروح يشتريه تعالى شوف مراتك وطمن عليها….. ”

 

“بعدين ياحنيي…. بعدين…… ”
هبط من على الدرج حيثُ الخارج…..

 

نقلت الجدة عينيها على باب غرفة حياة
ثم الى المكان الذي اختفى به سالم …

 

لتقول بريبه من أمرهما…
“يترى إيه اللي حصل بينكم ياولاد…..”

 

كأن يركض على ظهر الخيل الخاص به بكلِ قوته مزال غير مدرك ماحدث وما سيحدث في لأيام القادمة يجب ان يحمي طفله منها ومن انانيتها وكذبها عليه….

 

حرمت عليه الاولاد منها ، فقط لانه غير مرغوب به من قبل قلبها المتعلق بالماضي
وحبيبها….. (حسن)

 

أخيه الذي كان سبب هذه العلاقة والرابط
بينهما للأبد بعد وفاته حتى انتهت القصة معه بعشق اسود ولعنة العشق الأسود تطارد قلبه بضراوة فأصبح هو فقط المسحور بعشقها لا هي…….

 

زفر بضيق وهو يقف بجانب شجرةٍ ما ويستند على جذعها بتعب نظر الى الخيل ذا اللون الأسود الخيل العنيد مثله والذي مزال حُر لم يشتبك به ضياع القلب مثله…….

 

“تعرف انك تطلعت أجدع مني…… لسه
حُر ومصمم تكون حُر……”

 

اخرج الخيل صهيل هادئ وكأنه يرد عليه ولكن بهدوء مثل الثلج……

 

أقترب سالم منه ليضع رأسه فوق رأس هذا الخيل الاسود….ومسد على شعره بتعب وهو يصارحه بالم حقيقي….

 

“انا لسه بحبها….وفرحان اوي انها شايلة
جواها حته مني ومنها…… بس انا مبقتش قادر أصدقها…… الثقه اللي جوايا ليها اتبخرت…اتبخرت بعد اللي عرفته…”

 

تعرف اني بقيت ضايع وخايف بسببها وبسبب
أنها خدت مكان جوايا مكان مش مكانها مكان مكنش لازم يتفتح لأي واحده ست عشان
كلهم كدبين …..وخسارة فيهم الحب…. ”

 

صهيل هادئ بارد آخر من هذا الخيل الأقرب دومًا لها في وحدته….

 

اغمض سالم عيناه وهو يرد عليه بصدق
“مش مظلومة…. هي اعترفت…. مش مظلومه… لازم ادفعها تمن كلمة بحبك اللي قالتها ليا كدب …ولازم ارد كرامتي و رجولتي اللي داست عليهم لم رفضت تكون ام الابني وحرمتني من ده بمنتهى الانانية عشان خاطر حبها لحسن ….. ”

 

نزلت دمعه منفردة على وجنته ففتح عيناه ومازال على وضعه يضع رأسه فوق رأس
هذا الخيل الهادى الذي يستمع له بخضوع…..

 

هتف سالم بعذاب عاشق ….
“تفتكر هقدر اعذبها وانا……. وانا لسه بحبها…. ”

 

شرد في الماضي عندما صرح اخيه الصغير
بحبه من أحد فتيات المدينة وكان حينئذ يرفض سالم الأمر وليس فقط لانها من
المدينة وخارج حدود نجع العرب بل لأنها يتيمة ليس لها أهل وترعرعت في الملاجئ
كما حكى له أخيه وقتها….

 

زجره سالن بغيظ قائلا…
(انا نفسي افهم البت دي عملت فيك إيه
يعني عشان تخليك مصمم عليها اوي كده….)

 

رد حسن بنبرة مُصر….
(عملت كتير ياسالم حياة دي مش زي اي
بنت قابلتها…ليها نصيب من إسمها

 

عاملة كده زي الحياة أول متشوفها وتعيش معها تدمن وجودها… وتخاف ياخدك
عزرائيل منها…حياة إدمان صعب تبطله ومش بسهوله تفكر تسيبه…..)

 

أبتعدا سالم عن الخيل بحدة وتحول فجأه وهو يتذكر حديث حسن ووصفه لها قبل ان يتزوجها…….

 

خبط بيداه على جذع الشجرة بغضب مجنون…وهو يجز على أسنانه قائلاً
بفحيح شيطاني ..

 

“هكرها وهخليها تكره حروف اسمي بسبب اللي. هتشوفه على ايدي…… مش هرحمها
ولا هرحم قلبي اللي عرف الحب على
اديها…. ”

 

وقد قررت ان أشفى من إدمان يجري بعروقي
يخلط بين دماء دمي !…
………………………………………………..
“هتفضلي ساكته كده كتير ياحياة طب ردي عليا يابنتي في حاجة بينك وبين سالم… ”

 

سالتها راضية سؤالها العشرون والذي تكرر مرارًا وتكرارًا وحياة على وضعها المربل
تنحدر الدموع من مقلتاها بلا توقف طوال
الساعتين الماضيين….

 

ربتت عليها راضية بحنان محاولة
مرة اخرى بصبرٍ….
“احكيلي ياحياة مالك….. قولي بس اي
حاجة وصدقيني لو سالم هو اللي غلطان هخليه يجي لحد عندك يرضيكي ويوعدك أنه مش هيزعلك تاني….. ولو انتي اللي غلطانه هنحلها مع بعض وصدقيني سالم طيب وابن حلال وبأقل كلمة بيروق وبينسى. ”

 

نزلت دموع حياة أكثر مع حديث راضية التي كانت تظن انها بهذا الحديث سترسل لها الأمان للتحدث معها في لأمر الذي يخصها هي وسالم….

 

ولكن حديثها فتح جرح قلبها أكثر سالم
لن يسامح….

 

ولكن قلبها رد عليها بيقين…

 

( بأن خبر حملك اتى في الوقت المناسب سيعلم وسيتاكد انكِ لم تكذبي عليه حين اعترفتي له إنكِ توقفتي عن اخذ تلك
الاقراص منذ أشهر .. )

 

“يارب… “همست داخلها بعذاب حقيقي
وهي تتمنى أن يمر هذا الخلاف عاجلاً
من أمامهما….

 

لن تتحمل ذكرى سيئة منه لن تقدر على بعده
عنها ، قساوة وجفاء قلبه عليها لن تتحمل تغير سالم حبيبها لن تتحمل ولن تقدر على تحمل كسر قلبها على يداه………

 

همست داخلها بوجع ينزف دمًا…..
“يارب أصلح حالنا…. انا عارفه اني غلط لم اخدت حبوب منع الحمل من ورآه بس انت عارف يارب اني بطلتها من شهور ونويت وقتها ابدا معاه من جديد يارب انا خايفة
اوي وعايزاك تقف جمبي مش عايزه اخسر سالم ولا عايزه اخسر حبي ليه….. “

 

ارتجف جسدها بوجع وضعف تحت أنظار راضية التي لم تفهم ولا تعلم شيئاً عم يحدث
حولها….
“بسم الله الرحمن الرحيم….. تعالي
ياحبيبتي في حضني تعالي وكفايه
عياط…. ”

 

رمت حياة جسدها في أحضان راضية وهي تشهق بصوتٍ عالٍ وينتفض جسدها بقوة هداتها راضية بحنان قائلة….
“بس ياحبيبتي ان شاء الله كل حاجة هتصلح…اهدي يابنتي اهدي وكفاية عياط…..”

 

بعد ثلاث ساعات……تركت راضية حياة نائمة
وذهبت الى غرفتها حتى تقضي فريضة صلاة الفجر….

 

دخل سالم البيت ومنه الى غرفتهما….
أشعل أنوار الغرفة…. ونظر الى الفراش ليجدها نائمة عليه او تدعي النوم هذا ما رآه وهو يتطلع عليها يرتجف جسدها رجفة خفية ولكن واضحة أمام عيناه، رمشت عينيها الكثيف تتحرك ببطء وتوتر…..

 

أبتسم على تمثيلها الذي نتيجته امام عيناه القاتمة فاشلة بكل معنى الكلمة…

 

دلف الى الحمام وخلع ملابسه ووقف تحت صنبور المياه للحظات ………

 

فتحت بُنيتاها ودموع تنزل منهما بل توقف قلبها يرتجف خوفاً من القادم……
(ماذا ينتظرك )

 

السؤال يتكرر داخلها بإصرار وللأسف الاجابة معدومة ولكن السؤال يلاحق ذهنها بضراوة حتى يزيد داخلها الهم والحزن أكثر…

 

سمعت صنبور المياه يغلق …حاولت ادعاء النوم مجددًا برهبة من المواجه التي دوماً تهرب منها من قبل ان تبدأ …..

 

خرج من الحمام وهو يرتدي بنطال قطني عاري الصدر تتساقط قطرات الماء من شعره على كتفه وصدره العريض…أشعل سجارته وهو يجلس على مقعد بعيداً قليلاً عن الفراش لكنه مقابل لها تفقد ملامحها الشاحبه ودموعها الراكضه على وجنتيها تسابق الأخرى بسرعة والحاح…

 

نظر لها بسخرية واخرج الدخان الرمادي
الناعم من فمه وهو يقول بصوت كصقيع
البارد…

 

“لازم نتكلم يامدام حياة …..وكفايه نوم
لحد كده.. ”

 

نفث سجارته مره آخرى وهو يرآها تجلس بهدوء وتمسح دموعها بانكسار خفي ولكن
لم يكن خفي ابداً عن عينا سالم الذي يرصد أقل حركة تصدر منها بمنتهى الجمود…

 

“هتتكلم في إيه…..”سألته وهي تسبل
جفنيها ناظرة الى يديها التي تقبض بهما على شرشفت الفراش بارتباك وتوتر من القادم……

 

نفض سجارته في المنفضة ورفعها على فمه مجددًا وهو يرد عليها بصوتٍ خال من المشاعر…..
“هنتكلم عن ابني…..اللي في بطنك….”

 

ابتسمت بسخط من تلميحة….
“اللي في بطني…..يعني معترف انه مش
ابنك لوحدك وابني انا كمان……”

 

“لا هو ابني انا…..حمزه و ورد من ضهر
عيلة رافت شاهين…وانتي متملكيش
فيهم حاجة… ”

 

احتدت عينيها عليه ولن تعلق على هذا الاسم الذي نطق به وسط حديثه الجاحد (حمزه)

 

ولكن التعليق الشائك هنا داخلها…
(أنها لا تملك في ابنائها شيءٍ كيف؟!)…..

 

نهضت وهي تقف أمامه وهتفت بصدمة…
“معنى إيه كلامك ده انت هتحرمني من ولادي.. هتحرمني منهم….. “

 

توسعت عينيها بذهول من هذا الاستنتاج القاتل لروحها…

 

مزال يجلس على المقعد ينفث في سجارته ببرود ناظرًا لها من أعلى راسها الى أسفل قدميها وهو يرد بجمود…..

 

“شكلك مش سمعاني كويس يامدام…… دول
ولادي من دم ومن عصب عيلة رافت شاهين
ورد بنت حسن اخويا وانا في مقام أبوها
واللي في بطنك ده اذا كان ولد او بنت
فهو من صلبي انا…….وانا أولى بيه…. ”

 

“يعني إيه…. ”سالته بضياع…

 

رد عليها وهو يرمقها بنظرة مشتعلة بالقسوة….
“يعني أول ماتخلفي هتتنزلي عن ورد واللي في بطنك ليا… وساعتها هرميلك كام قرشين
في البنك وشقة وعربية في المكان اللي تختاري تعيشي فيه…….يعني بالعربي كده تمن تنزلك عن عيالك فلوس وشقه وعربيه….وللي تطلبيه….وانا سداد.. ”

 

صرخت بجنون امام وجهه ….
“مستحيل اتنزل عن عيالي ياسالم
مستحيل…انت بتحلم…. ”

 

وقف أمامها وهو يرد عليها ببرود….
“سالم شاهين مش بيعرف يحلم ياحضرية سالم شاهين بيحقق بيحقق وبس….. وااه عيب اوي تقفي قدامي وصوتك يعلى
عليا….. ”

 

باغتها بصفعه على صدغها قوية وقعت
على اثرها ارضًا بمهانة….

 

تحولت سريعاً من المنكسرة الخائفة من ضياع
حبها وحبيبها…… الى الأم التي لن يفرق معها شيئاً في تلك الحياة إلا أحضان أولادها و وجودهما معها….

 

هتفت بتحدي أمام عينه القاتمة
بشراسة…
“هموت اي حاجة بينا ياسالم هنزلوا
هنزل اللي في بطني… وهطلقني وهاخد
بنتي ووهعد عنك وتنساني وتنسى بنت
أخوك خالص …. ”

 

جثى لمستواها ومسك شعرها بين قبضة يده واشتعلت عيناه بتوهج مُخيف بعد تصريحها الذي أكد له صحة أفكاره عنها …. قال
بفحيح كالافعى…

 

“انا أقدر احمي ابني منك وانتي عارفه كده كويس اوي …. وموضوع بقا الطلاق ده فبلاش تستعجلي فيه لاني هطلقك اول ما امسك ابني بين ايدي…..أما موضوع انساكي فـده مفروغ منه ياهانم متقلقيش لاني مش بس نسيتك دا انا كرهتك كمان……

 

وبنتك اللي هي بنت أخويا هتفضل معايا عشان من صلب عيلة شاهين واحنا اولى
بيها منك… “

 

قرب رأسها اكثر إليها وهو يقول ببرود….
“وبعدين انتي متمسكه بى اللي في بطنك
ليه قدري أنه مجاش من الأساس مش انتي كنتي عايزه كده بس حكمة ربنا وإردته كانت أقوى منك ومن والحبوب اللي بتاخديها من ورايا وللأسف بقيتي حامل وشيلا ابني جواكي …. ”

 

تعمق اكثر في عينيها بقساوة وهو يتابع بجمود
“صدقيني انا كمان كاره فكرت اني هكون أب من ابن انتي أمه….. لكن انا هصلح الغلطة ديه قريب اوي…. ”

 

رفعت عينيها الحمراء وهي تهتف
بصعوبة…
“غلطه…. حبك ليا كان غلطه….”

 

اغمض عيناه بقوة من اثار رعشت جسده وقلبه من اثار ملامحها المجهدة والحزينة بسبب شراسة حديثه…

 

ابتسمت حياة بمرارة وهي تراه يجاهد حتى يظل مُرتدي امامها قناع القسوة والجمود….

 

قالت بسخرية وهي تطلع عليه….
“انا من رايي لازم تكمل مسرحيتك لازم تقنعني اكتر انك بقيت بتكرهني وكاره
وجود طفل بينا كمل انا هحاول
اصدقك…..”

 

فتح عيناه وهو يحاول الإمساك بقناع
الجمود والجفاء وهو يرد عليها ببرود…

 

“انا مبعرفش اعمل مسرحيات ياحضرية
انتي هنا اكتر واحده بتعرف تآلف وتمثل
وتقنع اللي قدمها كمان…..”

 

نهض مبتعدًا عنها …..ابتسمت حياة بحزنٍ وهي تنهض وتقترب منه بقوة صائحة…

 

“انت ضعيف وكداب …..انت لسه بتحبني ومش هتقدر تبعدني عنك ….انت بتعمل دا كله عشان أكرهك بس مش هعرف أكرهك زي مانتَ مش هتعرف تكرهني ياسالم…. ”

 

استدار لها فجأة ومسك وجهها بين كف يده
بقوة قابض على فكها يكاد يعتصره وجبهته
استندت على جبهتها وتكاد شفتاه تلامس
ثغرها المنفرج بألم الحب….رد عليها
بوجع….

 

“انتي غلطانه…. انا بطلت أحبك…انا بكرهك….سمعاني بكرهك ياحياة…..
بكرهك.. ”

 

نزلت دموعها وهي ترد عليه بضعف حزين
وهي على وضعها تنستشق أنفاسه الهادرة
بلوعة وخفقات قلبه القوية أسفل كفها
تجزم انه عاشق حد النخاع…

 

“كداب ياسالم…..انت لسه بتحبني انت نفسك
تقولي انك فرحان اني حامل فى ابنك عايز
تقولي انك مبسوط اني ام ابنك ان في طفل
بينا… ”

 

“كدب……كدب… ”

 

نزلت دموعها وهي تهتف بحدة…
“مش كدب ياسالم انت مش عارف تمثل مش عارف تمثل عليا……عينك وقلبك فضحين كدبك وتمثيلك……”

 

قرب شفتاه اكثر من شفتيها وهو يرد عليها بعذاب وضعف من شدة المشاعر ومن كثرة الأوجاع وقد عجز القلم عن التعبير في
وصف دقيق لم يختبره قلبه ومشاعره….

 

صرح سالم بصوتٍ متهدج متألم بشدة…

 

“ايوا مش عارف أكرهك….ولسه بحبك.. بس انتي وجعتيني اوي ياحياة وجعتيني….. انا عايز انساكي عايز انسى كل حاجة بينا…. ”

 

لثم شفتيها بقوة وهو يدمج اوجاع قلبه
بعشق يأبى تركه….فاستلمت له تبادلة
القبلة بمشاعر تخشى الفراق….تخشى
من طوفان عاصف لن يرحل إلا
بافتراقهما عن بعض……

 

كانت قبلة غريبة مؤلمة على كليهما وكأنها
الوداع الأخير……والعهد الأخير…..الأخيرة
بينهما….هل حقًا هي قبلة الوداع كما
يستشعرا !…..

 

ابتعد عن شفتيها ولكن لم تبتعد اجسادهما
عن بعضها مزال يلصق جبهته بخاصتها بقوة
مزالت يداه تطوق خصرها بامتلاك ضائع
يرى ضالته بها …..

 

كان يلهث بصوتٍ مسموع وهي كذالك….

 

رمقها بنظره هادئه بادلته هي النظره بدموع
لا تنضب بمقلتاها…..بسبب فعله فتحت قواتم
الماضي عليهما….

 

قد ظن انه غير مرغوب منها وانها خدعته حين اعترفت بحبها له !

 

هي تعلم ان الشياطين تلاحق حياتهما وذكريات سالم عن الماضي يثبت ظنه بها كالوشم…..

 

مهم قالت هو يظن انها لم تحبه يوماً…… المشكلة ليست وجود طفلاً ام لا….. المشكلة الحقيقية انهم كلما أرادا الهروب من حقيقة زواجهما منذ البداية يجدون ما يعكر صفوهما ويذكرهما بالبدايات…تلك البدايات التي تاتي بنهايات حزينة في نهاية المطاف…يبدو
ان الفراق هو النهاية المنتظرة…..

 

هتف سالم بضياع وعذاب لها ….
“حاولي متقربيش مني تاني… مش عايز أشوفك كتير قدامي… ”

 

اغمضت عينيها بعذاب وهي ترد عليه
بهدوء يتناقض مع خفقات قلبها الملتاع…

 

“حاضر….. ”

 

حاولت الابتعاد عنه…..فسالها بنفس
الضياع….“رايحه فين……. ”

 

قالت بصعوبة….
“لازم ابعد عنك كده احسن ليك وليا….. ”

 

مرر يداه على وجنتيها ومسح دموعها بطرف أصابعه وهو يقول بصوت حاني ولكن صوته كان مرهق يحارب الثبات جسداً وعقلاً…..

 

“ابعدي ياحياة…..بس بطلي عياط عشان
انا مش بحب اشوف دموعك…….. ”

 

لم تعقب على حديثه الحاني المتقلب لكن اكتفت بابتسامة حزينة شاردة ….

 

(سيظل الانفصام وتقلب جزء من حياتهما !)

 

استلق سالم على الفراش بتعب دثر جسده
المنهك بالغطاء فاغلقت حياة بدورها الاضاءة
وكادت ان تخرج من الغرفة لكنه منعها سائلاً
بخشونة…
“رايحه فين…”

 

اجابت بصبرٍ…
“هروح انام جمب ورد……. ”

 

“لا… تعالي نامي على السرير عشان محدش من اللي في البيت يلاحظ حاجة …..”امرها بثبات وهو يضع الوسادة على رأسه مُغطي وجهه كلياًّ عنها …..

 

تنهدت وهي تخلع تلك العباءة وتستلقي على الفراش من الناحية الآخرى وهي تغمض عيناها بتعب وارهاق من كل شيء مر عليها وكل شيء يستقبله خيالها بخوف….

 

اغمضت عينيها وهي تتذكر جملته الحارقة لروحها وقلبها معاً…

 

“ايوا مش عارف أكرهك….ولسه بحبك.. بس انتي وجعتيني اوي ياحياة… انا عايز
انساكي عايز انسى كل حاجه بينا….)

 

هتفت داخلها وهي تنظر اليه في ظلام الحالك

 

“مش هتقدر تنساني ولا تكرهني غير لم ابعد
عنك خالص ياسالم…. بيقولو البعيد عن العين بعيد عن القلب…. وانا اكيد لو بعِدت هتنساني….هتنساني خالص…. “

 

وضعت يداها على بطنها قائلة بوجع….
“واكيد هتكرهني لو اخدتهم وبعدت عنك… ”

 

نظرت له مرة آخرى في قواتم الظلام…

 

وهمست مرة أخرى داخلها بضياع…
“اكيد وقتها مش هتقدر تسامحني…. بس لازم تفهم ان دول اكتر حاجة هتصبرني على فراقك……. ”

 

” اكيد هتكرهني وتنساني وقتها… وبعدها هتكمل حياتك عادي…… “نزلت دموعها بقهر على إحساس اليتم الذي ستتذوقه من جديد وفكرة انها سيحيا بدونها ومن المؤكد مع غيرها يومًا ما تقتلها الف مره في الثانية الواحده….

 

العلاقة بينهما أصبح يملأها الهواجس ويجتاحها الماضي القاتم بشياطين
الثائرة…..

 

لا أحد منهم قادر على تخطي اختبارات الحب
وهي تريد الهروب…. وهو يريد ان ينساها ويتخلص من داء عشقها…ولا أحد يحارب لأجل حياته مع الآخر الكل يهرب بطريقة
التي يراه الانسب له….

 

فتبقى قصتهما تحملا عنوانًا متناقضًا…..

 

فكانا الملاذ لبعضهما و لكن الماضي يقسو
ويحفر في قلوبهما الندوب الغائرة……

 

ملاذي وقسوتي….

 

………………………………………………
بعد مرور أسبوع….

 

لم يتغير شيء بينهما بالعكس أصبح البعد والجفاء محور حياتهم…. وقلة المعاملة
ولحديث بينهما أصبح واضح امام كلاً من
في البيت….

 

على سفرة الغداء…..

 

جلست راضية وهي تهتف بابتسامة
حنونة….
“اخيرا ياسالم هتاكل معانا…… ”

 

أبتسم سالم ابتسامة لم تصل لعينيه… اكانت ملامحه متعبة ولحيته غير حليقة …. عيناه قاسية باردة ووجهه قاتم اللون حزنًا وضياع بسبب البعد عنها وحتى ان كأنو يتشاركون الفراش سوياً لا تزال اجسادهما وقلوبهما
في تنائي قاسي عن بعضهما….

 

وقد اجتاحهما الشوق بضراوة…..

 

نهض سالم وهو يضع هاتفه على أذنيه
قائلاً لراضية….
“شويه وراجع…”

 

اومات له راضية وهي تقول بحنان…
“طب ياحبيبي بس بلاش تتأخر ….زمان
ورد وحياه نزلين دلوقتي…. ”

 

اومأ لها وهو يخرج ….وقف في صالة البيت الكبيرة واولى ظهره لدرج البيت المؤدي
لغرف النوم…

 

نزلت حياة على الدرج ويداها بيد ورد ابنتها…..
“بابا….. “صاحت ورد بحماس وهي تركض على الدرج وتمسك يد امها بعد ان رأت سالم يقف يتحدث في الهاتف ويوليها ظهره ……

 

استدار اليهم سالم بعد ان اغلق الهاتف ناظراً لهن بهدوء….

 

لكن كانت عيناه تلتهم وجهها بشوق كانت ترتدي عباءة محتشمة وحجاب يلتف بإتقان حول وجهها….

 

وجهها شاحب وجسدها نحيف برغم من أنه يختفي داخل عبائتها الفضفاضة الى ان فقدان وزنها واضح جداً وبلاخص على قسمات وجهها…

 

حرك وجهه للناحية الآخرى وهو يزفر بضيق من أهملها لنفسها ولإهمال ليس عائد عليها فقط بل عائد على هذا الطفل الذي سياخذ نصيب من أهملها حتمًا !!……

 

رجع بنظرة لها حين سمع صراخها وهي
تزمجر في ابنتها بتمهل….
“ورد بلاش جري كده على سلالم…
هقع…. ااااه.. ”

 

تركتها ورد وركضت على اخر درج سلالم….
وبدون ان تلاحظ حياة وضعت قدميها على اطراف عبائتها لتتعثر في النزول وتكاد أن تقع…..
“ااااه… سالم….. “هتفت بأسمه تلقائياً…..

 

وقبل ان تستقبلها درج السلم الصلب…كانت
ذراع سالم تعتقل خصرها بقوة في آخر لحظة…..

 

رفعت عينيها عليه بدهشة…. نظر سالم لها بقلق ومرر يده على وجهها قائلاً بحنان….
“حياه انتي كويسة في حاجة وجعتك…. ”

 

هزت رأسها بنفي…. ولم تدرك نفسها وهي
تتأوه بخفوت…….. وعينيها تتشربان من رجولته التي اشتاقت لكل لمحةٍ منها……

 

“وحشتني…… “همست بخفوت بها أمام
عيناه ….

 

فأغمض عيناه بعذاب من كلمةً كفيلة بحرق قلبه وهدم رجولته الراغبة للحظةٍ حميمية
معها…..

 

أبتعد عنها بجفاء ولبس قناع القسوة البارد قائلا بجمود….
“حاولي تاخدي بالك اكتر وانتي ماشيه….. حافظي على الأمانه اللي تخصني…. لانها لو جرا ليها حاجة هتدفعي تمن اهمالك
غالي….. ”

 

ابتعد عنها وحمل ورد وهو يقول
بحنان….
“حبيب بابا عامل إيه بقا …. ”

 

ردت عليه ورد بتذمر طفلة…..
“الحمدلله يابابا وحشتني اوي …. بس انت
لي دايماً بترجع متاخر من الشغل انا مش بلحق أشوفك عشان بنام بدري…..”

 

“هحاول ارجع بدري عشان خاطر عيون
ورد الجوري…. ”

 

أبتعد عن حياة وهو يدلف الى غرفة السفرة…
اغمضت مقلتيها بتعب وانسابت دمعتان ثقيلتان من عينيها على وجنتيها ببطء.. جلست على درج السلم…..

 

وهي تنظر بحزن أمامها..وداخلها تهمس بضياع…
“شكلنا عمرنا ماهنرجع… ولا هننسى ”
…………………………………………….
“عمل إيه المحامي مع وليد ياخيرية…. ”

 

قالها بكر وهو يستلقي على الفراش بتعب
“لسه الحكم النهائي للقضية كمان شهر ادعيله
المحامي مش مطمن بسبب التسجيل اللي فيه اعتراف إبنك… ”

 

مسك بكر قلبه وهو ينزعه الموت نزعاً……
“انا تعبان اوي ياخيرية انا حاسس اني
خلاص نهايتي قربت…… ”

 

اقتربت منه خيرية بقلق قائلة …
“مالك يابو وليد…… انت هتقلقني عليك ليه إن شاء الله خير الدكتور طمني قال الضغط واطي بس شويه ومع العلاج هتقوم بسلامة تاني…. ”

 

مسك قلبه وهو يوصيها بتعب ووجه شاحب من قلة الهواء الذي إنسحب من أمامه فجأه…..

 

“قولي لامي تسامحني ياخيرية قوليلهاا
تسامحني…..”

 

انسحبت الروح لخالقها بعد عدة لحظات…

 

“بـكـر …..بـكـر …..ابـو ولـيـد رد عليا…..
بــــكــــر … ”

 

صرخت في أرجاء البيت لتدوي الصرخة بالنجع باكمله…
………………………………………………
وضع قطعة كبيرة من اللحم في الطبق أمامها وبعضاً من الأرز والحساء الساخن وهو ينظر لها قائلاً بأمر..
“ياريت تخلصي الأكل ده كله….. ”

 

قالت بصدمة يصحبها الاعتراض …
“بس ده كتير أوي….. ”

 

ضحكت راضية وهي ترد على حياة
بمزاح…
“المفروض يملى الطبق مرتين تلاته…. ”

 

فغرت حياة شفتيها وهي تهمس بصدمة..
“مش لدرجادي ياماما راضية…. انا
مش هقدر اخلص الطبق ده أصلاً….. ”

 

وضع سالم معلقة الارز امام فم ورد
وقال بحنان…
“افتحي بؤقك ياحبيبة بابا…. ”

 

“انت اللي هتاكلني يابابا…. “سألت الصغيرة وهي تلتهم ما بالملعقة…

 

رد عليها سالم بنبرة ذات معنى…
” ااه انا اللي هاكلك اصل ماما لازم تاكل كويس وتهتم بصحتها عشان اخوكي ينزل بخير ويكون كبير وشاطر زيك كده .. ”

 

هتفت ورد بحماس….
“وعنده عضلات زيك….لو شبهك يابابا
هحبه اكتر….. ”

 

أبتسم لها سالم بحنان وهو يكتفي بايماءة بسيطة…محول انظاره الى حياة التي تاكل بهدوء وعيناها غامت بضياع….

 

مالى عليها وهو يهمس بأمر قاسي….
“خلصي طبقك يامدام …. وياريت تهتمي
بنفسك اكتر من كده…. وزي ماقولتلك قبل كده اهمالك في ابني هتدفعي تمنه لو جراله اي حاجة…. ”

 

بلعت مابحلقها وهي ترد عليه بسخط وبنفس
الهمس قالت ….
“متقلقش هاكل عشان ابنك ينزل سليم… ”

 

همس سالم بأمر يصحبه القلق عليها …
“وخدي الأدوية بتاعتك في معادها…. عشان ميحصلش مضاعفة في جسمك ….. ”

 

رفعت عينيها عليه بدهشة…حمحم بخشونة وهو يقول ببرود..
“انا بقول كده عشان ابني ينزل كويس.. ”

 

ابعد رأسه عنها وهو يتناول الطعام ويطعم ورد التي تجلس بجواره من الناحية الآخرى…..

 

اليوم التاني صباحاً ……

 

نزلت دموع راضية وهي تمسك عكازها….
“ادعيله برحمه يامي…. “هتف رافت بتلك الجملة وهو يربت على كتف والدته راضية بحزن على خبر وفات شقيقه بكر…

 

مسحت وجهها المجعد بمنديل ورقي وهي
ترد عليه بحزن…..

 

“مش مصدقه اني راحه ادفن ابني وهحضر عزاه.. دا بدل ماهو اللي يدفني راحه انا ادفنه.. ”

 

“ربنا يخليكي لينا ياحني. ادعيله برحمة.. ”

 

نزل سالم من على الدرج بهيبته المعتادة وكان يرتدي جلباب أبيض مهندم نفسه بجاذبية يتميز دوماً بها.. وكان يمسك بين يده مفاتيح سيارته ……

 

نظرت له راضية بصدمة….
“أنت رايح فين ياسالم….. ”

 

رد عليها بفتور….
“هروح اوصلكم وهحضر الدفنه مع الرجاله
وقف اخد عزا عمي انا وابويا …. ”

 

قالت راضية باعتراض…
“لا ياسالم بلاش انا عارفه انك فـ.. ”

 

“مشكلتي انا ووليد هيحلها القانون…. ومشكلتي مع عمي زمان لازم انساها انا والحاج رافت لان بكر شاهين بقا من الأموات ولاموات مش بيجوز عليهم غير الرحمة
انا هستناكم في العربية ”

 

خرج من البيت وتركهما مصدومين من ما
تفوه به…تطلعت عليه راضية وهي تبكي بحزن على تفرق أولادها واحفادها بسبب الحقد والطمع…

 

ربت رافت على كتف والدته قائلاً
بهدوء..
“يلا يا امي عشان نحضر الدفنه….. ”

 

تطلعت علة أول درجات السلم وهم يغادرون البيت… دخلت سريعاً الى غرفتها وبدأت في تحضير حقيبة سفرها هي و ورد كانت تطلع عليها ورد بعدم فهم….
“ماما هو احنا مسفرين…. ”

 

“ااه ……مسفرين….. ”

 

” مع بابا…… ”

 

هزت راسها بنفي وهي تسرع في تحضير حقيبتهما
“لا… لوحدنا….. بابا هيحصلنا ….. ”

 

بعد ساعة كانت قد انتهت من تحضير حقيبة
السفر الكبيرة……. اخذت مبلغ بسيط حتى تدبر به نفسها وحين تستقل في مكان ما ستبدأ تعمل لتصرف على ابنتها وعلى نفسها وهذا الطفل الذي يكبر داخل احشائها…..

 

كانت تقف امام المرآة تهندم هذا الحجاب
وعينيها الحمراوان معلقة على وجهها الشاحب شحوب الاموات وكأنها تنزع
روحها من جسدها….

 

لكن ماذا عليها ان تفعل هو من طلب منها
هذا تتذكر جملته الذي يصحبها الرجاء الضائع….

 

( انا عايز انساكي عايز انسى كل حاجة بينا….)

 

اغمضت عينيها بعذاب وهي تعاني من جملته
الحارقة لروحها وقلبها معاً…

 

هتفت بثبات مُصر….
“يلا ياورد….. “مسكت ابنتها وخرجت سريعاً من الغرفة……ثم من باب البيت بدون ان يلاحظ أحد من الخدم بخروجها…..

 

ولان الوقت مزالا مبكراً فسهل هذا عليها الخروج من البيت ولنجع بأكمله….

 

يجلس في سيارته ويتحدث في الهاتف بهدوء.
“متقلقيش ياحنيي…..ربع ساعة وهكون عندك
لا هسأل حياة عن علاج الضغط اللي بتاخديه
طب حاضر……. سلام.. ”

 

اوقف سالم السيارة امام البيت…ثم ترجل
منها داخلا الى المنزل ومنها الى غرفة
النوم….

 

فوجد المكان هادئ وخزانة الملابس مفتوحة وفارغة….احتدت عيناه بقسوة مخيفة وبرزت
عروق عنقه بتشنج وهو يحرك عيناه في ارجاء الغرفة باحثًاعنها بذهول لكن بعد
عدة لحظات……

 

أصبحت عيناه جمرتان تنفثان نارًا بينما
عضلات جسده تتلوى بعنف ثائرة بالغضب
والصدمة تدوي كالرعد أمامه بالحقيقة الواضحة وضوح الشمس لفظ بها
بصعوبة…..

 

“هربت !! ……….يتبع…

 

 

 

دهب عطية

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية ملاذي و قسوتي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق