رواية صرخة في الظلام – الفصل الخامس والثلاثون
شهل ضياع الماله تالي
انه من ياوكت صاير لا ابالي؟
انا اول تالي افز ماعندي غالي
وهذا من يمته البرود بـروحي هيچ!
شغيرج ياروحي احجي
~~~~~~~~~~~
جسمي كله رجف، ولساني حسيت وكأنو انبلع
هوه دخل وسد الباب وراه، ولا كأنه صاير شي ضليت أتلعثم بالكلام.
لين: ق… قتلته منو؟
سكت انتظرت يحجي بس ما رد نزع بدلته
وشمرها بنص الغرفة ورهها راح الحمام
بقيت صافنة على رد فعله وبصراحة كلش
خفت كعدت عالتخم أهز برجلي أنتضره بين
ما يسبح ويطلع همزين ما طول شويه وطلع
بطرك البجامة وشعره ينكط مي راح وكف يم المراية مشط شعره واني كمت أريد أفهم منه
الصار بس فجأة عاف المشط وراح تمدد عالتخم وخلى إيده على وجهه. تصرفاته كلش مستفزة.
رحت وكفت فوك راسه وردّفت بعصبية
لين: ليش ما تحجي ها كول! قتلته؟
وشلون هاذا الدم اللي على ملابسك؟
شال ايده عن وجهه، باوع عليا بطرف عينه
وحجه برود
علي: لا ما قتلته… بس خليته يتوب حتى
ما يسترجع مرة ثانية يدخل بيتي.
لين: خوش بس ليش متجاهلني؟
أني شعليّة؟
ما حسّيت غيره زمخ بيه بعصبية
علي: لين، ولي من وجهي
تره كلش مالي خلك… أريد أنطمر.
هزيت راسي ومشيت طفيت الضوء
ورحت تمددت على جربايه أفكر بكل شي صار…
بقيت كاعدة صافنة عليه كل شويه يتكلب
وما أعرف شبيه فجأة گعد شعّل جكارة
وبلش يدخن تنهد بقهر وبصوت واطي
يستغفر أني لفيت راسي ونمت
ثاني يوم الصبح صحيت وهو ماكو كمت
مشطت شعري وغسلت وجهي ونزلت البيت
كله هدوء بس صوت القرآن مشتغل بالصالة
رحت المطبخ سعاد ماكو سويت ريوگ وكعدت آتريگ بس أحس جبل على صدري وأضوج كل
ما أتذكر اللي صار
كملت ريوگ وكمت طلعت للحديقة
الجو حلو كعدت بالمرجوحة الدنيا طالعة
من عيني كلش مشتاقه الخويه ولأهلي صحيح عذبوني هواي بس يبقون أهلي
نزلن دموعي، بجيت بلا صوت أحس روحي
دا تطلع من كثر الكتمان ضليت عل بجيت
الوحده لحد ما سمعت صوت الحرس يحچي
ما أدري ويا من بس چان يكول
-: والله الأستاذ علي ما يقبل..
مسحت دموعي وگمت من مكاني، أرد أشوف
ويا منو دا يحچي. توّه وصلت يم عتبة الباب
جان يطلع بوجهي إنسان ما چنت متوقع أرجع أشوفه بيوم.
حاولت ألزم نفسي حتى ما أبچي وما أركض أحضنه، بس ما گدرت… بجيت بصوت عالي وركضت ذبيت نفسي بحضنه هيه من شافتني فتحت حضنها إلي
لين: ولچ يمّه… مشتاقتلكم!
ليش هيچ حرمتوني منكم؟
: والله يا يمّه مو بإيدي كله من ورا هذاك
الضلّام سامحيني ينور عيوني، انتي سامحيني
يا يمّه على السويته بيج
ابتعدت عنها هزّيت راسي بنفي
ضحكت بقهر واردفت
لين: مستحيل يمّه! مستحيل اللي سويتوه
بيه! مو شويه… ولچ يمّه كسرتوا ظهري
والله كلبي لسه يوجعني
بچت بتوسل رجعت حضنتني وكالت
: أدري بيج… والله يا يمّه أدري، قسيت وياج
كلش. والله مو طالع بإيدي. شي تاليتي
صفيت راسي وراسه حتى أخوج عافنا وراح…
رفعت راسي بحيرة حچيت بستغراب
لين: وين راح محمد؟ احچي يمّه وينه
فدوه الگلبچ لا تخوفيني وينه؟
سكتت ثواني، مسحت دموعها بشيلتها
وحچت بصوت حزين
: آخ يمّه… يا محمد ذاك اليوم، من رجعنا
من المستشفى وانتي بقيتي… من وصلنا
البيت تلكيناه عيونه براسه، يحچي بعصبية
ويسأل عليج. جان أبوچ يگله كلشي صار، وأنه
تبرينه منج. ف محمد تخبّل راد يجيچ بس
أبوچ ما خلاه.
ثاني يوم كال يمّه، بعد ما أتحمل… ألزم
أروح وأشوف أختي أني ما گدرت أعرضه
فإجا عالمستشفى وكايلين إله إنو علي مسويلچ ورقة خروج وطالعه ف هوه جايچ البيت
وماخلوه يشوفچ
وعلي كايل الحراس ما يخلونه يدخل البيت
ومنعوه أكثر من مرة. محمد تعارك ويا أبوچ وأبوچ معند وآخر شي لم ملابسه وراح العمامه بغداد…
ضحكت بسخرية وردّفت
لين: تعرفين شنو يا يمّه؟ زين سوّى محمد
من راح العمامه وخلّص منكم ومن شركم
هو إنسان كلش زين ويستاهل كل الخير ما
أنسى وكفاته وياي ولا أنسى شلون جان أخ إلي ونِعم الأخ. خلص من زوجچ الضلّام الحقير…
إن شاء الله الله ياخذه ويخلّصچ منه
المهم، تعالي تفضلي، البيت مو حلوة
نضل بالشارع نحچي.
: لا يمّه، ما أگدر هسه… أخاف يرجع البيت
وما يلكاني. وانتي تعرفين يظل يحچي…
توّه رديت أجاوب جان أشوف سيارة علي
التفتت عل أمي ومن شافت السيّارة
نخطف لونها بسرعة لفت وجهها بالشيلة
ومشت عل سريع تبتعد. بقيت فاكّة حلگي مستغربة من تصرفها، وكلت بيني وبين نفسي معقولة علي مهددهم حتى ما يجون؟
حسّيت حيلي نهد. كعدت يم باب البيت
خليت إيديي على وجهي وبچيت بصوت عالي السيارة وكفت ونزلت سعاد من شافتني
أبچي إجت تركض علَيه
سعاد: شبيچ يمّه؟ ليش هيچ كاعدة تبچين باب البيت؟ الحچي… صاير إله شي؟
هزّيت راسي بنفي، مسحت دموعي وگلت
لين: لا خالة… بس هاي أمي إجت قبل شويّة وراحت تكول علي ما يقبل يشوفوني وحتى
أخوي رايح العمامي البغداد. ليش هيچ علي
يسوي وياي؟ اني والله كل يوم وكل ليلة كلبي يحترك من الشوك إلهم. وأكول معقولة نسوني؟ وهيچ تخلّوا عني؟ وطلع هو علي الما يخليهم يجوني. ليش؟ ليش هيچ يحرك كلبي؟ شنو مسويّتله تني شنووو؟
رجعت أبچي وأشهك
سعاد: كومي يمّه، كومي… الله كريم. تفرج. يبعد روحي، انتي… آخ منك يا علي، شلعبت بهالمسكينة؟
گمت ويا سعاد أخذتني البيت غسلت وجهي
جابتلي مي، شربتني، بس الشهگة ما راحت
صفنت وحلفت بيني وبين نفسي اليوم
بس يجي… آكلب الدنيا على راسه الحقير
صعدت الغرفتي أحسها سجن مو غرفة
كرهت حتى نفسي ضليت كاعدة أنتظره
يجي. تعبت كلش من الانتظار أخذت الجهاز
دخلت عالإنستا اتصلت عليه توّه رن… وسد بوجهي.
قبل لا أسبه انفتح الباب. شفته هو… سد الباب، وأجا. من حركت كلبي، شمرت الموبايل وركضت عليه و أضرب بيه عل صدره أدفع بيه، أبچي وأصرخ تخبلت
لين: الله ياخذك يا كلـب! ليش هيچ حرّمتني
من شوفت أهلي ولك مو كدام عينك كل لحظة وكل يوم أتلوع عل شوفتهم، جلاب! الله ياخذك! محمد راح البغداد… بعد ما يرجع! وضلت بنفسي شوفتـه…
ما حچى شي بقه بهدوئه مدّ إيده، مرّر أصابعه
على شفايفي. فجأة عصر حلگي حيل دفعني
على الحايط، ويحجي من بين أسنانه
علي: شنو كلتي؟ ولچ… منو جلب؟
حسّيت أسناني تكسرن بحلگي دموعي نزلن
دفعت إيده، ما گدرت صرخ بوجهي بعصبية
علي: هسه أهلچ صاروا حنينين؟ ولچ مو همه
خلوج بالمستشفى ومشو! وهسه يريدون
يشوفونج وهمه نفسهم الباعوج؟ إلليييييي؟!
اييي أني منعتهم يشوفوج… لأن إنتي تخصيني
واليه وحدي! وما يستاهلون يشوفوج!
عاف حلگي مسح دموعي إيديه حاوطن
وجهي. باسني من خدّي واردف
علي: لا تنزلين دموعچ عل ما يسوه… بنيتي
وداعتج محد يستاهل
دار وجهه وطلع عضيت إيديي من القهر…
نار أحسها مشتعلة بروحي بس منو يطفيه
…………….
فزّيت مرعوبة، دموعي تارسات وجهي
وايهاب يصحي بيه. من شفته بسرعة
حضنته بجيت وكلت
ريناد: والله شفته والله شفته.
ايهاب: ماكو شي يروحي والله حلام.
هزّيت راسي بخوف واردفت
ريناد: والله شفته عجوز كالت لي انتي مراح ترتاحين وأكو هواي عثرات بطريقج
أحس كلبي راح يوكف.
رجع حضنه على كلبي وكال
ايهاب: سلامت كلج عمري، انتي
هاج شربي مي واهدي شويه.
أخذت من إيده كلاص المي وشربته
مسحت وجهي وكلت
ريناد: انته مو كتلي جان علَيّه سحر ونفك؟
لعد ليش بعدني أشوف كل هاي الكوابيس؟
ايهاب: صح نفك السحر، بس بعدج ما متشافيه
من الدمان يرادلج وكت يعمري
دنكت راسي طاحت دمعه من عيني
جان يمد ايده يرفع راسي وكال
ايهاب: لا تخافين، أني يمج وإن شاء الله
أزمه وتعدي… تعالي بويه بحضني أنومج.
ريناد: كمت من مكاني وختلت بحضنه
هوه ضمني على كلبه وضل يقرا قرآن بصوت ناصي حتى بلكي أهدأ وأنام. وفعلاً حسّيت براحه
مو طبيعيه، غمّضت عيوني ونمت
ثاني يوم الصبح، كعدت، فتحت عيوني
بثكل ما شفت ايهاب جان دفرت الغطه
وكمت، حتى نعالي ما لبست سمعت صوته برة البيت طلعت وكفت يم الباب شفته شايل جلب أبيض شافني وأكفه لوّح بيده ويصيحلي
ركضت والضحكة شاكله حلگي، أخذته من إيده وكلت متفاجئة
ريناد: الله شكد حلو شوفه يشبهك!
رفعت راسي، شفته عاقد حاجبه
عضّيت شفتي امداني شكد لساني زفر
شلون أشبّه بالجلب؟ فجأة
لزمني من إذني وكال
ايهاب: شنو ولج تشبّهين الجلاب بيه؟
صدك تحچين؟
ريناد: اخخ اذني! شبيك؟
قصدي شوفه شلون أبيض مثلك
ايهاب: سبحان الله، مو جنتي تكولين
الجلاح الملح؟ اليوم صرت أبيض؟
ريناد: شبيك حبيبي؟ تره أشاقه…
يلا تعال خلي نلعب ويا حباب
قبل ما يحچي، سحبت إيده
والجلاب بحضني أبوس بي
كعدت وايهاب كاعد مقابلي يدخن
خليت الجلب بحضني أبوس بي
شكله كلش كيوت سمعت يكول
-: هاي لو اني، چان ما بستيني!
بس هوه، كلمن وحظه.
باوعت عليه ضحكت ورجعت ألعب
ويا الجلب هوه گام، ومدري منو
انتصل عليه بقيت العب اني أركض
وهوه وراي
ومن أتعب أكعد جان يجي ايهاب
بيده لفة وكوب جاي، انطانياهن
أكلتهن وبعدها انطاني العلاج شربته.
فرحانة كلش، أضحك من كل كلبي
وايهاب على ضحكتي يضحك
چان كاعد بصفي واني ألعب ويا الجلب
فجأة دفع الجلب وسحبني لحضنه، باسني
من شفتي وهمس بأذني
ايهاب: ما أتحمل أشوفج تبوسين أحد غيري
حتى لو حيوان، لأني أموت من الغيرة
من أشوف أحد يشغلج عني.
بعدني عن حضنه وشال الجلب
مشى ركضت وراه، ما أعرف وين يريد يروح
فتح باب المزرعة خلّى الجلب برّه وسد الباب
برطمت بزعل، والدمعة بطرف عيني
مشيت بسرعة وراه جيت أفتح الباب
ما خلاني الزم إيدي وسحبني من خصري
باوعت عليه، شفته يباوع على صدري
ويعض بشفته نزلت عيني لكيت
السحابة نازلة و*** طالعات
خزرته واردّفت
ريناد: شبيك عينك زايغة؟
ايهاب: بس يمج، والله
جان بسرعه اسد السحابه بس هوه
مد إيده وفتح السحابة أريد أمنعه
ماخلاني
جان يخلي إيدي ورا ظهري
ورجعني على الباب دحس راسه بصدري
يشم بيه حسيت نفسي جمدت بمكاني
عضني حيل ورجع باس مكان العضة
رفع راسي، عيونه ذبلانات
سحب شفايفي الفوك يبوس بيهن
خلاني أذوب بين إيديه حصرني بجسمه
ابتعد يلهث گصته عركانة بجيت، أحس نار
تطلع من شفتي رفع إبهامه مسح دمعتي
وهمس بأذني بصوت خدران
ايهاب: ولج أني أذوب بين إيديج
بويه، شلعبتي بحالي؟
رجع يريد يبوسني، خليت إيدي
على حلگي وكلت
ريناد: فدوة، جيب الجلب هسه يروح…
عفية رجعه والله حبيته.
مسح وجهه، باوع عليه بمكر وگال
ايهاب: خلي آخذ بس بوسه واحد
وأجيب الجلب
ريناد: كول والله تجيبه؟
ايهاب: وداعتج، بس آخذ بوسه وأجيبه.
سكتت محتارة، خايفة يجذب. تقدّم وباسني
من شفتي وبعدني عن الباب طلع جاب الجلب ورجع واني بسرعة أخذته وركضت التفت وراي شفته يمشي، يرجع شعره لورا ويضحك.
وكفت شويه، أخذت نفس چانت أصرخ
بكل صوتي
ريناد: الجلب الملح! والله لو ما أچلب
چان تحلاما أخليك تبوسني، السرسري!
بقيت أباوع عليه شفته يعض أصبعه حيل
واسمع يتوعد إليّه. هزّيت كتفي ومشيت بسرعة، خفت يرجع. جان بسرعة انهزم.
ضلّيت ألعب، لحد ما ايهاب صاحلي
رفعت راسي وگتله
ريناد: هاا؟ شرايد؟
ايهاب: تعالي ولج، تغدي. شجلبتي
بهاذا المسكين؟ عوفينه وتعالي الدنيا ضهر ولج.
باوعت على الجلب، يلحس برجلي
. ابتسمت ورجعت گلت
ريناد: أجي، بس بشرط، أجيب الجلب وياي.
سكت، سمعته يسب ويلعن گال
ايهاب: ولج، تجين لو أجي أسحلچ الصفيره؟
برطمت بزعل، گتله
ريناد: ماريد، روح أكل انته
دنكت ألعب بصابعي، شفته جاي
وكف فوگ راسي، مسح وجهي بكل صبر گال
ايهاب: كومي، يلا، جيبيه وتعالي
الضحكه شكت حلكي شلّيت الجلب بحضني ورحت البيت. خليته بالباب خوف ينهزم ورحت غسلت ورجعت أتغدى. رفعت راسي، شفته يباوع عليه ويبتسم، دنكت راسي وكملت أكل بسرعه وركضت بعدها أخذت الجلب، لعبت وياه جوه الشجرة.
ورا نص ساعة طلع ايهاب
باوع عليه وعاط
ايهاب: وتالي شلون مو راح تجربين ولج
دعوفي؟ شجلبتي بيه من الصبح لهسه؟
تعالي نسبح بالمسبح
باوعت عليه، هزّيت راسي بالنفي
لأني ما أگدر أسبح، عليه الدورة الشهرية
ايهاب: امداچ، ضلّي انتي وهاذا الجرب!
هسه يصير بيچ جرب وتضلين تحكين! ههههه.
باوعت عليه بطرف عيني، غمني وراح يسبح.
ريناد: امداك تروحلَه، فدوه، السرسري.
ما همّيت، رجعت ألعب. رحت جبت خبز
من البيت وانطيته، وجبتله مي ضلّيت كاعده
أباوع عليه شلون ياكل ويشرب. لتفتت على ايهاب، شفته جاي بتجاهي، سويت نفسي
ما داريه تخوصر، وكف فوگ راسي گال
ايهاب: ولج زمال، انتي بهل حرّة تلعبين ويا الجلاب؟ كومي طُبّي للبيت، يلا.
ريناد: ما… ما أعوفه، شتريد مني؟
ما حسّيت غير شالني بحضنه ومشى البيت
سد الباب برجله واني بحضنه أرفس
دخل الغرفة، قفّل الباب، شمرني على الجرباية، وراح الحمام يسبح. طفرت على الباب، فتحته
ما ينفتح. مد راسه من الحمام، ضحك گال
ايهاب: لا تحاولين، هيوو… المفتاح يمي
إذا تردينه، تعالي.
غمزلي ورجع دخل. دگّيت رحلي حيل
ورجعت كعدت على الجرباية. طلع، خلّى المفتاح على الميز، ذب نفسه عليه، جعصني جعص.
ريناد: الله يكسر عضامك!
اخخ، تكسرن عضاميييي
باسني من خدي ويضحك
ايهاب: شبيچ يروحي؟ شنو اجينه هنا؟
أنوب تخبلتي؟ جنيتج؟ وجنيت الجلاب؟
ولج وين الثقافة، وين الصخام؟
دفعته وردّفت بعصبية
ريناد: يا ثقافة؟ أنعل أبو الثقافة!
وأخر، ما أريد الجلب
حضني حيل ونام، تاففت وسكتت
حاولت أنام بس ماكدرّت، بقيت كاعدة
لحد ما ملّيت. سحبت نفسي شويه شويه
وكمت مشيت عل طراف أصابعي، فتحت
الجنطة أخذت ملابس وطبيت سبحت وغسلت ملابسي. طلعت مشطت شعري وخليت مكياج خفيف.
أخذت المفتاح وعل كيفي فتحت الباب
وطلعت رحت عالمطبخ، كلت خلي أسوي كيكة يمكن يتغير مزاجي طلعت المواد وبدّيت أخبط بيهن، كملتها وخليتها بالفرن. رجعت غسلت المواعين وخليتهن عل سنك.
بعدها طلعت فتحت الباب أريد
أشوف الجلب خفت يمكن منهزم
بس الحمدلله بعدها موجود نايم جوه الشجرة. سديت الباب ورجعت أنتظر الكيكة، كل شويه أباوع عليها خاف تتحترك. لحد ما استوت
طلعتها وخليتها تبرد.
بديت أزين بيها، واني واكفة عل كاونتر مندمجة، ما حسّيت غير بإيدين حاوطت خصري. التفت، شفت ايهاب. ضحك وباسني من كتفي وكال
ايهاب: جاي تسوين يروحي؟
ابتسمت بوجهه وردّيت
ريناد: شوف شلون سويت كيكة
وكاعدة أزين بيها.
ايهاب: اممم، أساعدج؟ خلي أزين وياج.
هزّيت راسي بـ “إي”، وزيناها سوا
من خلصت صارت تجنن، مد إصبعه يريد يذوقها ضربته بخفه وكلت
ريناد: لااا، ليش هيچ خبيث؟
خليها تبرد وبعدين ناكلها تعال خليها بالثلاجة.
رحت خليتها بالثلاجة ورجعت، شفت ايهاب
كاعد عل كرسي بالمطبخ سحبني من إيدي وكعدني بحضنه، توه يريد يبوسني دفعته
بسرعة وحجيت باستعجال
ريناد: عوف الرومنسيات والبوس
تعال نظف البيت، شوف شلون حاله!
ايهاب: واني شعليه؟ روح نظفي انتي
لو تريدين حتى البيت أنظفه الج بعدد؟
ريناد: امممم، طبعاً غير زوجتك… يعني يهون عليك تشوفني أتعب نفسي وانت كاعد؟
ايهاب: شتعلو صفحت الخلفة؟ لا هيچ تباوعين،
مو حركتي أبويه هوه وبكبره!
ضحكت بصوت عالي، سحبت ايهاب
وكومته وياي. انطيته الماسحة واني الزمت الصوندة، بدينا نغسل البيت. جذب هوه البيت
نصه مي هههه. بس خلصنا بسرعة.
رجعت فتحت الثلاجة، طلعت الكيكة
قطعت منها وحطيتها بصحن قوطيتين ببسي، خليتهن بصينية. رحت على ايهاب، شفته كاعد
برا الدنيا عصر. خليت الصينية كدامه وكعدت مقابيله. أكلنا وكملنا، أحس نفسي نعست وتعبت.
سحبت رجل ايهاب ونمت عليه
وهو يلعب بشعري جان يكول
ايهاب: أدري صار هواي ضام عليج
وكل ما أباوع بعيونج ألكيج تعاتبيني
وتسئليني وين أهلي. والله شاهد، كلبي يوجعني
بكل مرة تبجين وتكولين أريد أهلي واني اليوم قررت أحجيلج كلشي… فـ تتحملين تسمعين الحقيقة؟
رفعت راسي عيوني مليانات دموع
إحساسي غريب بين الفرح والحزن
هزّيت راسي واردفت
ريناد: إي، أتحمل كلشي… بس حتى
أعرف ايي شي عن أهلي
…………………
استغفر الله ومشيت كعدت عالجربايه
شغلت الشاشة وبديت اكلّب ماكو شي
فجأة سمعت الباب يندك نصيت الصوت ورديت
لين: تفضل
انفتح الباب ودخلت سعاد ابتسمت بحنان وكلت
سعاد: حبيبتي تعالي نزلي جوه أخت علي هنا
وتسأل عليج، كاعدة بالاستقبال هيه وعلي.
لين: تمام خاله هسه بس اخلي شي
عالراسي وانزل
سعاد: خوش يمه، عل راحتج.
طلعت سعاد واني كمت فتحت الكنتور
أخذت شال خليته عالراسي وحطيت مكياج
خفيف وطلعت اني وأمشي اسمع صوت الجهال مالي البيت، تنهدت ونزلت، فتحت باب الاستقبال ودخلت…
جان أشوفه كاعد يم علي، مدري شنو يحچون، ومن دخلت سكتوا.
كامت وجتي عليه، بوسـتني وسلمت
-: هلا بيچ حبيبتي، تفضلي فوتي، لي واكفه بالباب؟
لين: وبيچ أكثر حياتي نورتي
تفضلي استريحي
-: زاد فضلچ كلبي فدوه الله شلون بنيه تنكرط
ابتسمت بخجل مشينه وكعدنه علي مدنك
ويشرب جكاير وصافن مادري شبيه
ضلينه نحچي بشغلات عامّه أنوب اجتي
سعاد هم كعدت وظلت تحچي عن أيام قبل
وشلون چانوا
سعاد: والله يمه قبل النسوان حامل
بطنها حلكه وتلكيها تدگ شغل، شو بس
نسوان هسه أول ما تتعرّف بنفسها حامل
كفيلكم الله، سلامة تراب هههه.
لين: هههه، خاله قبل وحد وهسه وحد
تغير كلشي.
باوعت عليه سعاد صفكت ايده وكلّت
سعاد: إي خيه، مو هسه الزگ بعلچ؟
لا والله افنود يمه.
ضحكت وسكتت، ما عندي جواب
. جان تحچي أخت علي تكول
-: اي والله خاله، صدك كلام. صدك أگولچ
عل طاري الحباله ليونه ما صار عندچ شي؟
باوعت عليه أحس كلش حرجتني
تحمحمت وحچيت
لين: لا والله، ماكو.
باوعت عليه بشك، وحچت بصوت واطي
مثل واحد يحچي بينه وبين نفسه
-: شسالفة؟ شو النسوان من أول شهر يحبلن
رفعت أكتافي بمعنى ما أعرف
لين: كلشي بيد رب العالمين بعد.
سعاد: يلاا، اني أكوم أشوف الغده
ظلن إنتن كاعدات، ما ينشبع منجن
كامت سعاد، واني چلبت بيه، گلت
لين: اني هم أروح وياچ، أخاف تحتاجين شي.
توه رادت تحچي، غمزتله
وسكتت جان تكول
سعاد: خوش يمه، تعالي.
هزّيت راسي ومشيت، قبله فتحت الباب
وطلعت بوجهي عالماطبخ وأسب وألعن
بأخت علي دور جهال والله يالله كطيعه ونوب منين؟ من أخوه الخبل! هوه خاف ناقصني؟”
هزّيت إيدي وبديت احضر بالماعين
ويا سعاد كملنه كلشي لحد ما صار وكت
الغده أخذنه السفره وفرشناه بالاستقبال
وكعدوا كلهم، نقلنه الأكل، ورحت غسلت
وجيت كعدت أتغدى أخته مقابلي كاعده
ما أعرف شنو مضيّعه بوجهي، حتى ما عرفت
آكل. عفت الأكل وگمت غسلت وخليت الجاي عالطباخ لحد ما خلصوا
چنت كاعده، ودخل علي غسل من يم السنك
تحمحم اجا وكف يمي وكال
علي: ليش ما تغديتي؟
لين: لا، تغديت الحمد لله.
هز راسه تنهد ومشى كمت حضرت
سكاين الجاي وسعاد والعاملة لمّن السفره
اني صبيت جان أخذته ورحت للاستقبال
كدمت إلهم الجاي، وكعدت يمهم نحچي.
فجأة اخت علي كالت
-: علي، ليش ما أخذت ليونه الدكتوره
تفحصها؟ خاف هم مثل لمياء، فريت
بيه الدكاتره كله وما صار عدكم طفل.
شهكت بصدمة، التفتت عـلـى علي جان عض
شفته، ساعم حتى تسكت جسمي كله رجف
وگلبي يدگ بسرعة باوعت عليه وحچيت بتوتر
لين: ش… شنو قصدچ؟
منو لمياء وشنو ما صار عدهم طفل؟
ضحكت بسخرية، وضربتني
على ايدي بخفه وكلت
-: ياا شنو هاي؟ سوين نفسچ ما تدرين؟
علي مزوّج قبلچ، وزوجته ما تجيب أطفال…..
………………
ريناد: مسح وجهه بحيرة دنّه مني
الزم ايديني وكال
ايهاب: شوفي بويه، اني راح أحجيلج
كلشي من أول يوم جبتج لهسه وداعتج
وداعت أمي ما أضم عليج ولا أجذب بحرف
سمعي يابنت الناس… انتي لا بنت خالتي
ولا خالتي خلتج أمانة يمّي. كل السالفة وما
بيها… يوم من الأيام چنت راجع من الدوام
الظهر الجو حار والشارع فارغ جان أسمع صوت طفلة تصرخ عبالي مره شايلة طفلة أو صراخ
تطلع من بيت، بس الصوت چان قريب كلش
مشيت باتجاهه… وصلت وجان الصوت يجي
من يم حاويات زباله ولكيتج مشمورة هنانك، والقطط تعض بصابعج والدم نازل
بسرعة وبلا تفكير شلتج ورحت عالمستشفى
الدكتور من شافج بحضني، أخذج حتى يفحصونج ويعقمون جروح إيديج. ضليت كاعد لحد ما خلصوا، ورجعوج اليه ف أخذتج ورجعت للبيت.
أمي من شافتج استغربت بالبداية بس
من حجيتلها شنو صار سكتت وما عرضت
بس عمي… هوه ما قبل وصار يتعارك وياي
عباله خاطفج ويخاف الشرطة ياخذني ظل
وراي وراي واكف اليه عل دعسه الحد ما
تبّروا مني وطردونه من البيت
ف طلعنه وروحنا كعدنه يم أبو علي ضليت
أشتغل حتى أوفرلج كلشي تحتاجينه وبعد حوالي ثمن أشهر، بيوم چنت بالورشة وحدي لأن أبو علي چان مريض، سمعت صوت رجال جبير بالعمر طلعت عليه، سلمت، كال
-: عمي رحم والديك، ما شايف طفلة؟
إلي ثمن أشهر أدور عليها وما لكيتها
شوف هاي صورتها.
من طلعلي الصورة… كلبي انعصر، ما عرفت شأحچي، حسيت الدنيا ضاكت. گتله هيه
ضايعة لو مخطوفة؟ بذاك الوقت الرجال
دمعت عيونه، مسحهن بشماغه وكال
-: لا عمي، محد خطفها… هاي أمها
الله لا يوفقها، شمرتها حتى تحرك گلبي عليها.
انصدمت، كلت ما معقوله أم ترمي ابنتها
گتله تعال عمي، فوت اشرب مي واحجيله
بالتفصيل. كعد، شرب مي وبده يحچيلي. گال
-: عمي اني چنت متزوج، وما رزقنه الله أطفا
بعد فترة مرتي مرضت وانطتك عمرها ظلّيت
وحدي عايش و عندي ابن عمي زوجته كردية
وعدها أخت مو متزوجة، گالي ليش ما تمشي
عليها؟ فصارت مشيت عليه وانتوه اليه وتزوجنه. بعد الزواج الله رزقنه بهالطفلة
آني أشتغل حارس بالليل وبالنهار أكعد بالبيت
يوم چنت مريض، رجعت بليل فتحت الباب
ولكيت مرتي ويا ابن عمي. صارت عركة جبيره
هوه نهزم بس الزمت مرتي سويته جنازه من
الكتل ومن بعدها راح نبقه فتره بس بين ماتكبر
الطفله راح نطلك وتتنازلين عنه هيه قبلت وكالت
تمام بس استر عليه ولا تكول لحد شمدريني اني
امنة غير امه و بيوم من الأيام جنت الزم حراسه جان تخبرني كالت واخيرا خلصت منك
ومن بنتك شمرته ورتاحيت ومن ذاك اليوم
حيت هيه ماكو مادري وين شردت
هوه جان يحچي أفكر بيج… وأگول بيني وبين نفسي هسه تكولي أناني حرمتج من أبوچ وحقچ
شنو تكولين عليه بس آني ما گدرت أعوفج بويه.
هزّيت راسي بيأس، وگتلله
ايهاب: اعذرني عمي، بس اني ما شفت
ولا لكيت طفلة وإذا صار ولگيت، أجيبه إلك
. بس بلا زحمة… انتو بيت منو؟
جان يكول
-: إحنا بيت أبو حيدر من بيت…..
عشيرتنا…. معروفة والناس كلها تعرفنه
إذا صار ولكيت اسأل أي واحد وراح
يدلك علينا ويلا ترخصت بويه.
كام راح، واني طول اليوم أفكر بكلامه
ريناد… أبوچ خوش رجال، ولد عشاير
بعد أسبوع ضلّيت أفكر، وقررت أرجعج لاهلج
فعلاً سألت ودلوني عليهم.
اخذتج بيدي، ورجعتج، رغم أني ميت من القهر… بس گت حرام أبقى حارمج من أهلج وهمه عايشين. وصلت يم بيتكم شفت ازدحام وناس هواي
. سألت ولد يركض كتله ها شصاير؟
كال: “أبو فلان توفى.”
انقهرت، وتندمت بنفس الوكت لان تأخرت…
وأبوچ توفى من دون ما يشوفج. بس انتي
،شفتي جنازته من شالو
وهاي قصتك… للأسف.
ريناد: دفعت إيدينه وگمت عل طولي
ضحكت من الصدمة… ما أعرف شأحچي
ما أعرف شنو شعوري، كلشي تلخبط جوة
الزمت راسي حسّيته راح ينفجر من كثر الصدمات. الدنيا دارت بيه، وضاع كلشي بعيوني… فجأة حسّيت رجلي ما عاد يشيلني وكعت من طولي عالكاع…..
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية صرخة في الظلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.