رواية ساقي الود – الفصل الخامس عشر
الفصل الخامس عشر – مشاعر
– على حسّ اصواتهم اجتي زينب و سمرة تبادلنا نظراتنا بتساؤل ، مثل واحد يكل للثاني شكو شصاير ، فجأة انفتح الباب وطلع يرعد منه باوعلي بنظرة خاطفـه عيونه جانت تبچي بلايه دموع ، عافنه و مشى بأتجاه الدرج ،
البدوية ما طلعت من غرفتها ، وآني ما دخلت و بگلبي اكول
تشرب سم ، وديت الصينية للمطبخ و زينب لحكتني للمطبخ تتساءل بخفوت :
زينب :: خير ، شصاير ؟
جاوبتها بأنفعال :
– هو ورا البدوية نشوف خير ، مرة شر محد سلم من خبثها
زينب :: حسسّج يمهطورة ، انتِ ليش تدهربين الحجاية هيج
فرضاً خطف احد غفل منا و سمع كلامج ما يجوز حبوبة
– والله عاد خل يسمعون ، آني ما گلت شيء غلط
زينب :: خايفة من صلافتج يوده ، اكول لو تكضين نفسج شويه
– لا تخافين عليه عاشرت المثلها و الأسوأ
زينب :: ماظن اكو مثلها ، استچني و ستري على روحج
وعلينا
– راحت حمت الچاي و صبت لغياث مرة لخ ، حطت الكوب بصينية و ناوشتني اياها
زينب :: صعدي وديله چاي ، هذا اذا ما يشرب چايه وره الاچل
توغف الحموضة على گلبه
-باوعتلها بنصف عين ما مقتنعة بحجيها ، هزت راسها
زينب :: شكو ؟
– اخذت الصينية منها و همست بمكر :
ماكو ، اريد اشوف وين توصل وياج و ويه الفرص اليائسة
الدا تخلقيها النه ،
ضحكت و دنكت خجلانـه ، باوعتلها الحمل لايك عليها هي بيضة و خدودها متفحة وسواد عيونها يلمع بحنية ، قاطع شرودي صوت هارون و هو داخل للمطبخ ما منتبه لوجودي
هارون :: لگ ابو شفايف دبس وينك ؟
– انبهت من شافني واكفة على جهة ما مبينه فشل و اعتذر :
هارون :: السموحة منج خويه مادري بيج هنا
– ضحكت هي بخبث و خلّت ايدها على حلكها
صحت و آني اطلع من المطبخ :
مصار شي عيني ، من رخصتكم ، غمزتلها من بعيد و الفطيرة تضحك ، صعدت الدرج و بعقلي اعيد بكلامهم الي سمعته
و قسوة امه و جحودها وياه و رغم اني شايله بگلبي عليه بسبب كلامة الجارح وياي ، بس تعاطفت ،، اي تعاطفت ويه جروحه لان تشبه جروحي لان فقد ابوه و آني فقدت ابويه لان فقد امه مثل ما آني فقدت امي ، و أكتشفت مو بس الموت يسرق منه الاعزاز ، لا ،
الدنيا هم مرات تاخذهم بعيد عنـه ، تشوفهم و ما يشوفوك بهاي الحالة انت الي راح تكون ميت بعينهم ولا تنشاف !
الموت و انت عايش اصعب بهواي من ميتة الجسد
دخلت لگيته متمدد بنصف كعده على السرير ، بالصفحة الي انام عليها بالسرير ، عبست بحواجبي لكوني انسانه توهس هواي ، باوعلي مضيق عيونـه ، اخذ نفس طويل من جكارته
و راح يطلق دخانها بالاجواء
غياث :: هااه ، شبيج تتنوعين هيج ؟
– تقربت ناوشته الچاي و همست :
سلامتك ، بس چنك كاعد بمكاني ،
ضحك و انفرجت اسنانه البيضاء ،
غياث :: مچانچ صار ؟ بيها الخَير يابـه
– كال و زحف للجهـة الأخرى و بداخلي اتساءل شنو ؟
راح ينام بنفس السرير ، نوب اني و لا اعرف انام يم احد الليل كله ازاكط على كولة سعاد
غياث :: شو هواي تضربين صفنات ؟
– هاااه
غياث :: تعاي كعدي جابليني اريد اسولف وياچ
– استغربت ، شيريد يسولف وياي ؟
تربع على السرير و تربعت گدامـه مثل ثنين يلعبون الشطرنج
الفرق مابيني و بينه ماكو رقعة شطرنج ، فقط صينة الچاي
جَريت الشال من راسي و شمرته بأهمال ، و راحت عيونـه تلاحق حركات ايدية بفضول ، رجع باوع لوجهي مستمر يدخن
كحيت و هفيت بأيدي ابعد دخان جكارته عن وجهي
همس بخفوت :
غياث :: ما تحبين ريحتها ؟
– شنو هي
غياث :: الجگارة ؟
– عادي لا احبها و لا اكرهه ، بس اشوفك هواي تدخن موزين دمك يحترك
بمرح همس :
غياث : آنه گلبي محترك مو بس دَمي !
صفنت عليه ثواني و حَسيت لازم انطقها :
– شكراً
بعبوس جاوبني
غياث :: عليش
-احم ،، يعني كلامك جوه و دفاعك
قاطعني :
غياث :: انه ما دافعت ، آنه حجيت الصح ، و بالاخير ما يصح الا الصحيح
كمت وگفت گبالـه و تشجعت اسأله :
و مدام تعرف الي صار موصحيح و بي ظلم و اجحاف النه ، ليش سايرت اهلك و رضيت تمشي بهذا الطريق
ضيقْ عيونه عليه و هو يسحب النفس الاخير من جكارته ، راح يطفيها بالمنفضة بهدوء ،
غياث :: اكو امور اكبر منج و مني ، لو شكد ما راح اناقشنّج بيها ما تقتنعين لان تفكيرج يختلف عن تفكيرنا و المچان الي تربيتي بي يختلف عن مجانج هسه ، جان المفروض تفكرين الف نوبـه گبل لا تغلطين هيج غلط
– بس گتلك آني مظلومـه ، انتَ ليش ما تصدگني
باوعلي بعيون مدمعـة و همس :
غياث :: گليلي شستفاديت من صدگتج ، صدگتج اول هيل
وخذيتي گلبي و صدگتج نوبة لخ و خذيتي بنيتي ، هه يمكن بالمرة الثالثة تاخذين روحي كلش
-دنكت بـچيت ما اتحملت كلامـه ،
وكف امامي و رفع حنجي ، باوعلي بملامح جديه :
غياث :: بسّج بچي و أَسمعيني زين الصار صار بعد ، لا يفيد اللوم و لا العتب لازم ترضين بجزاءج ، انتِ الزرعتي الكاع ، تعلمي شلون تجابلين زرعج وتجنين محصولج بزينه و شينه
همست و عيونـي تعاند عيونه :
و ان ما رضيت ، و انتفضت و ماعجبني المحصول شأسوي ؟
ذبلن عيونـه على شفتي واجـه صوته بنبرة خفيضه :
غياث :: نروضج و نقنعج بهالموجود مالج حل ثاني
اندفعت بروحي منتفضه :
– يعني شنوو ، مجبورة ابقى هنا و اتحمل و اسايركم ، لا ما حزرت اني مو هيج و عندي الف حل يخلصني منكم
غياث :: شنهي الحل الاخر تموتين روحج ؟ هاي مو شجاعة ، هاي ضعف و هزيمة
– دَمعت عيوني و همست بمرارة :
هه مو يكولون الهزيمة ثلثين المراجل
حط ايديه بجيوب بجامته ، يحجي بثقة :
غياث :: صح بحاله وحدة ، لمن تنسحبين من مشكلة خاطر تحافظين على الباجي من نفسج مو تنسحبين من نفسج
و تعيفين المشكلة هاي مو هزيمة شجعان ، هزيمة الجبناء !
– شدا تلمح غَياث ؟ احجي بوضوح
يتقرب بخطوات خفيفة و عيونـه تلتهمني بنظرات تحذير ، صرنـه قريبين كلش من بعض ارتبكت و أَحتريت :
غياث :: انه ما اعرف المح ، انه انطيها بالكصة ، حياتج يا حلوة تخصني مو بكيفج تصرفين بيها
– بتحدي جاوبت :
حياتي ملكي ، و آني حرة التصرف بيها و اذا قصدك على عالسويته ذاك اليوم …
حط ايده على حلكي رصّ وجهي بقوة :
غياث :: شششش لا تعديها ، قسماً بالله و روح ابوي اذا سمعت يو شفتج تحاولين تسوين هالفاينه نوبة لخ بأيدي اعدمج
حسّ على روحـه أذى وجهي وخر ايده ، همست رأساً
– حلوة ،، تمنعني اموت نفسي بس عادي أَنت تموتني
همس بهدوء :
غَياث :: و مـو اي موتـه صدگيني ما ارحمج !
غرقنا بنظرات بعض و رحت لثواني اسبح بتفكيري ، شديصير
ليش بكل مواجهة بغلبني بسوالفه ، لو يحاصرني بنظرته هاي و اضعف و ابدي اسلم اسلحتي الدفاعيـة واحد ورا اللاخ ، حلّت دَقيقة صمت بيناتنا بعيدين كلش بتفكيرنا قريبين كلش بأحساسنا ، احس بصوت نبضـه ، صدره يعلى و يهبط و يه ايقاع انفاسـه المُرتبكة ، شال ايده برفق أخذ خصلة من شعري يمسد عليها من الطول للطول و رد باوعلي ، همس بهيام :
غياث :: انهجم بيتج شلون حويتي هذا الحسن كله ؟
اريد اجاوبـه اريد ابتعد گمت امتمت ما لگيت الا الهزيمة منه
حتى اخلص نفسي مثل ما يگول :
– اريد اروح
حالـته تبدلّت بلحظات و جاني صوتـه بخدر
غياث :: وووين رايحـه ؟
بضعف ناشدته :
– اريد اروح يم زينب وخر عفية
مثل الچان نايم و صحى على نفسـه ، ارتبك ، ابتعد مني
و تجهمت ملامحه بأنزعاج واضح صاح :
غياث :: روحيييي و لا تجين بعد !
– ركضت تناوشت شالي و انهزمت حتى ما رديت عليه ، طلعت من الغرفـه بوجهي للحمام ، اضرب وجهي بالمي و ألوم نفسي و اسألني :
شديصير ؟ ليش بديت انجذب اله ، و ارجع اجاوب نفسي بالجواب الماريد اسمعه ، اني معجبه بي من زمان بس ما حبيت اعترف و لا انصاع لصوت گلبي بيوم ، طول عمري اتصرف بعقلانية شجاني هسه ؟
نزلت جوه ، لا دان و لا ودان هيج وكت بعد الغدا ينامون بغرفهم ، اخذتلي جولـه بالبيت افتر ، شفت ربحـة خطفت من المطبخ للترك ، وكفت على بعد مسافة قليلة چانت ملتهية جابت عدة اكياس و بدت تعير من كل كيس حفنة و تخلطهم بكاسة
شالت راسها تتلفت شافتني و أَخترعت :
ربحة :: يمـه
– على كيفج عيني شفتي جني
ربحة :: هااا، لا حبوبـه بس ما هيست عليچ من دخلتي خطوتج خفيفة
صافنة عليها ، مو مرة عادية كل شي بيها يثير الشك تحركاتها ، تصرفاتها شكلها مو راحـة ، صحت بخبث :
– شلونه الشامبو عليچ ان شاء الله والمج
شالت ايدها لراسها بلا شعور و بأرتباك ردت
ربحـة :: هاع ، والله ما اعرف ما يبين من اول غسلة
-هممم صح ، مو من اول غسلة يبين مفعولة !
ما گلتيلي شجاي تسووين بعز الظهاري لوحدج
ربحـه :: جاي ازهب الاعشاب للبدوية ، العصر يلتمن الحبايب و يردن دواهن جاهز .
لمعت بعقلي فكرة ، بس خفت من تطبيقها لازم ادرسها زين
ابتسمت الها بود و اعقبت :
– الله يقويكم ، ما تراويني العيادة مالتكم اقصد الغرفة الي تستقبلون بيها النسوان
ربحة :: هااه ، لازم اشورن البدوية بالاول ، لان ما ترضى احد يدش الحجرة
– اهاا بس انتِ مسموحلج مو ؟
ربحة :: اي مو آنه اساعدها
– تمام ، فهمت !
انداريت ردت اطلع صاحت ورايـه :
ربحة :: كلش تشبهينها الله يرحمها
– جمدت اوصالي من سمعتها ، نشف ريكي و ضربات گلبي زادت ، انداريت بسرعـة الها بسؤال :
منين تعرفينها ؟
ابتسمت ببراءة و صاحت :
ربحة :: يا مو جنت اشتغل ببيت الشيخ ، و جنت اروحن لبيتكم اساعد ميمتج من جانت حبله ، مت عيني شافت الويل بحبالتها منا يمن جابتج غدت فدنوب.
– تحجي و ربطت كلامها بكلام سعاد لمن سألت كفاية عن المرة الجانت تشتغل عد ابوي ، اني اذكر عدنا مرة تجي تنظف
و تساعد امي بس جانت شابة حلوة و ماعدها هاي الضربة الي بوجهها ، باوعتلها و بفضول سألت :
– يعني المرة الشابة الجانت تجي تساعد امي انتِ بس وجهج …
بررت بمقاطعة :
ربحة :: چا ذاك وكت و هسه وكت ، بعد ما توفت المرحومة ، صار بيه حادث و تشوه وجهي ، بقيت فترة يمهم الما تحسنت
ويمن جدج توفى سرحوني گالوا ما نحتاجج ، خلف الله عالبدوية آوتني و خلتني عدها چان صفيت بالشارع
– شعجب ماعندج اهل ؟
ربحة :: ابوي توفى و عمامي ما يردوني نسوانهم ماخوش
– احجيلي بعد ؟
ربحـه :: يا حبيبه شحجي ؟
– اي شيء تعرفينـه عن أُمي ، تگولين چانت تعبانه بحملها بيه
اوصفيلي شلون جانت حالتها فرحانه لو لا ، متانيتني بلهفة لو لا ؟
ربـحـه :: ما شفت ميمتج ضحكت الا من صرتي بحشاها
بـچيت و هي استرسلت :
ربحـه :: زياكج كله هي خيطته ما خلّت نفنوف واحد من السوك على جلدج ، شفصلت و شخيطت چنها يتيم و حظاله بلعابة
-تمتمت بحزن :
الله يرحمج يا امي
– اخذنا الوكت بالسوالف ، نص حجيها مبهم و أَحس وراها اسرار بس شلون استدرجها و هي مبينه مو سهلة ؟
قاطع سوالفنا دخول اواب للمطبخ ، سلم علينا و ردينا السلام
اواب :: شنهي لهسه نايمين الجماعة
ربحة :: شوي و يكعدون يمه ، باوعتلي و صاحت :
رايحة اودي الغراض و اجي
قاطع صفنتي صوت اواب :
اواب :: خويـه بلا زحمة عليج بلچن استكين چاي .
– مدري ليش احسّ تلّبكت و انحرجت يمكن لان ما متعودة احد يصخرني على شي ، اومأتله راسي بأيجاب،
اواب :: رحم الله والديچ خويـه رايح للديوانية انتاني الساكي يصحى
– هسه اروح اكعده الك
اواب :: لا على بختج كلشي و لا تكعدينه من نومته ، هذا اذا ما يكعد لوحيدته يسويها سنينة علينا
ضحكت مستغربة ، استرسل بالكلام
اواب :: وعلي شبيچ ، ليش انه ما اكدر ارمشلّة خاطر ينزل بس اعرف اذا سلبت نومته يجي يطك ظهري و انه شوفت عينج عافيتي على گدي ، خن اروحن اشوف جدي خاف كعد سويهن استكانين بلا أَمر عليچ خويـه
– ان شاء الله تدلل
راح و بقيت اضحك على گلامـه ، صدگ يونس
كملت الچاي ، طفيتـه و أَجيت اخلي الهيل و غصب عني سافرت بذكرياتي لذيچ الايام من چانت سعاد تضفرلي شعري
و تخليلي هَيل بالكصيبة حتى تبقى ريحته طيبة ، و بلحظة تحولت الذكريات الى شيء اكثر دجنة و ظلام من جان يجيني عزيز تالي الليل يتحرش و يشّم بشعري ، و يهمس بكلمات مقرفـة صعب على طفلة تسمعهم ، بچيت بصوت مسموع ورجعني من ذاكرتي على صوتها الجاي بتشفي :
سمره :: هااه شمالچ تبچين كون لا مقهورة يو احد غاثج
– مسحت دموعي و انداريت :
انتِ مو هيچ لا تحاولين تخليني اكرهج لأن صعبة الكراهية التجي من بعد محبة
ضحكت بسخرية تقلب بعيونها :
سمرة :: يا محبـه لخاطر ربچ ، انه و انتِ نعرف الصار لعبة وانتِ تگربتي مني خاطر توصلين لاخوي و تطيحينه بشباكج
وهل طاح بعد ماعرف عَليش حزينة و تتلاطمين ؟
– يوم عن يوم اتأكد انتِ وحدة بلا فهم
سمره :: احترمي نفسج و اوزني چلامچ عدل
– كلامي موزون بس انتِ الي عقلج ما متوازن ، تلوميني
و تكرهيني لأن كذبت عليچ بس حَبيتي عزيز رغم غشه
و خداعـه وين الانصاف بحكمج علينا ؟
فلت وجهها و ظل تتلفت يمنى يسرى خاف احد يسمع ، صاحت بخفوت :
سمره :: حسج گصري ، يو تريدينهم يچتلوني، عاد حفظنا سوالف الچنات
– و آني مو چنتكم ، بقائي هنا مؤقت لابد يصحى عزيز و يظهر الحق
لمعت عيونها بحزن واضح و راحت تبوح بالشيء الشاغلها :
سمره :: شني البينج و بينه ؟
ضحكت بسخريـة على عقلّها الصغير :
– ما بيني و بينه شي ابن خالي وبس
سمره :: بس هو يحبچ زينب كالتلي خطبج قبل لا تصير الطلابه هاي
– اكو فرق بين اليحبج و الي تحبي ، عزيز خطبني و رفضته
و ماعندي اي مشاعر تجاهه و مو ذنبي اذا چان مهووس بيه
حسيت باحد خطف بالحولي ، اشرت لسمره تسكت ، مشيت ادور ما لگيت احد ، رجعت للمطبخ لكيتها مهبوطة و تلوب :
سمره :: صخام الصخمني ، بس لا سمعنا واحد
– اهدئي ، ما اتصور اكو احد
سمره :: شمدريييج انتِ شمدريج
– لو سامعين تتوقعين يسكتون الج ؟
سمره :: عساهم لا سكتوا كلشش كارهة روحي و الصار
و السبه انتِ
– باوعيلي سمره صحيح اني غلطت من جذبت عليج و گتلج عزيز اخويـه بس صداقتنا جانت صادقة ، جنت محتاجة لصديقة و اخت تحن عليه ، انت و زينب و بنين ماجنت افكر أؤذيكم يشهد ربي
سمره :: بس اذيتنا جذبتي علينا و استغليتنا ، الچذب ماهو هين يكسر گلوب و خواطر و كسر الخواطر يوجع اكثر من كسر الظهر ، انه شلون اصدگ بيچ بعد شلون اثقن بيج و انتِ جيتنه بفلك ما صاير ، عايني هل خسرتي روحج و حنا خسرنا بنين ، و آنه مثل الكاعد و النار وَجت بيه من الصوبين كسرتني بنونه و هضمني عز…..
– قاطعتها قبل لا تكمل
ششش ، لا تحجين هيچ ، و مسحي دموعج قبل لا يفوت النه احد ،
جففت دموعها بسرعـة و همست :
سمره :: مالچ غرض بيه بعد لو اوجن بنار
دخل اواب للمطبخ يصيح بمرح :
– خويـه وين صارت الباچـة ؟
-عكدت حواجبي لثواني بعدين فهمت قصده ، ضربت راسي بخفـه :
يووو نسيت الچاي ،
باوع لسمره و صاح :
– شبيها ام طنكوره گالبه شنافتها
سمره :: اكول فارج احسنلك ترى اكولن لغياث ينعنع ضلوعك
اواب :: عوينة ابوي روحي كليله ، ذاك هو جويعد بالصالة گالب البچم چن السفن غركـانه
-صفنت على كلامـه ، يعني غياث نزل ، اشو ولا حسيت بي
عفتهم يتناكرون و رحت صبيت الچاي ، و ناوشت الصينية لاواب ، اخذها و عينـه على سمره و يدندن :
اواب :: وليفي چاي و عيونـه سُمر.
ردته بخزره خلّته يشرد ، و آني بداخلي اضحك على ملاطشهم
راح و هي راحت لغرفتها ، ام عقل عايفـه اواب الميت عليها ومجلبة بعزيز المعتل اجتماعياً ،
***
اليوم خميس يعني يسوون ثواب لاهل البيت عليهم السلام
و لأموات المسلمين و المسلمات و لامواتهم ، يلتمون العمام عند الشيخ ، يتعشون و يتعللون لليل و يرحون ، قبل المغرب بدت تتوافد الخطار ، ابو اواب و مرته و ابتهم وهاب و مرته
وجهاله ، ابو احلام و مرته و احلام ، بالاضافة لسعدية ، و ام هارون و خواته الصغار البيت انملى ما شاء الله ، الكل سلم عليـه طبيعي الا بيت ابو احلام و هذا شيء طبيعي يعتبروني غريمتهم ، و الفصلية الي أجت كتعويض بمكان حفيدتهم بالرغم من توصيات و توضيحات الشيخ بأني مو فصلية ، بس نظرتهم هي هي و ما تتغير مدام زواجنا صار بهاي الطريقة ،
توزعوا الخطار النسوان الكبيرة كاعدات يم البدوية وسعدية
والبنات الشابات تكترن بوحده من الغرف يمارسن العابهن
و يتبادلن اطراف الحديث حول احلامهن و تطلعاتهن المستقبلية،
اما الشابات الي بعمري و أَكبر استلمن دَفة القيادة بالمطبخ وآني بس عيوني تتلاكط اروح و اجي خابصة نفسي و اي فايده ما بيـه مو ما اعرف اشتغل لا اعرف بس بطيئة حيل
وادقق هواية بسبب الوسواس القهري العندي و هن الشاهد الله شاطرات و گلوبهن حارة و نظيفات بشكل ، احلام تولت الخبز تخبز مثل المهفاية و تصفط و مرت وهاب و زينب استلمن الطبخ و سمره و آني نسوي سلطات و خضرة و لبن و رَبحـه كل شويـه مادة راسها بجدر و مترزلة بسبب نفسها الدنيـة
اذن المغرب و الكل توجـه للصلاة و بعد ساعات هسـه يله شفته نزل سابح و لابس دشداشة سوده و لاف سبحته على ايده ، يهلي و يمرحب بالكبير قبل الصغير ، ماگدرت اشيح بنظري عنـه شكله و يا لمعـة الحزن الي بعيونـه جسّدت صورة خلاقـة للرجل الجنوبي ، هذا الرجل انعجن طينه ويا المصائب عجن و صار الشجن جزء من هويتـه ،
غياث يشبـه هواي رجال فَذه استقبلت المصائب برحابة الايمان
و روضت الألم بالصبر و الاحتساب ، فقد ابوه ، فقد اخوه ، انسجن و تعذب ظلم و آخرها فقد بنته و ما زال يقف بشموخ
كالنخل الباسقة ، مضطر ما يحني ظهره لأن يعرف على هذا الظهر اكو حمل ثقيل ماممكن يطرحه للارض ،
اجت عينـه بعيني تعاتبني او يمكن تلومني و تگلي لوما انتِ
ماكنت اوكف هاي الوكفـه و لا البس هذا السواد ، لا ارادياً دمعت
و اشحت بنظري بعيد ماريد انوجع أَكثر ، رجعت اكمل الي بديته ويا سمره الي بدت تتقبل وجودي شويـه ، لهناك و دخل مهران مسرفن ردانه و موزر الدشداشـه و لاف الشراويـه شايل سمجات بأيده :
مهران :: الله يساعدهم ،
– ردن النسوان الحاضرات : و يساعدك خويـه
مهران :: هاچن بويه هاي السمچات زهبن و ان شاء الله مأجورين
– راحت زينب تناوشتهن منه بكل نداره هاي لو اني اشيل هذا العدد الا ارجعهن يلبطن من جديد
صبن النسوان كم صحن و راح اواب يوزعهم عالجيران
والمحتاجين و من خلص توزيع بدوا ينقلون الصواني للديوانيـة الكبيرة ، و صارت اكبر سفرة عملاقة شهدتها عيني ، ابد ما عشت هيچ اجواء و لا اعرف اكعد بوسطها ، احس العيون كلها موجهه عليه و بالحقيقة محد بحالي ، الزلم كعدت بسد الشيخ من اكبر عم لاصغر حفيد و النساء على الجهة الاخًرى ، سموا بسم الله و بدوا ياكلون ، و هنا رجعت لنقطة الصفر الكل قريب من بعضـه الى اني أحس بروحي غَريبه عنهم و أَشبـه بالمنبوذة
احتاريت شلون اواجـه نظراتهم ، مُحاصرة مابين نظرات الحقد المرسلة من عمهم صابر جد بنين و من احلام الي تريد تفترسني
وما بين نظرات الشفقة و الاستعطاف من زوجـة و چنة العم ماهر اما نظرات التوعد من البدويـة هاي بحث اخر ،
خلص العشا وقبل لا يكومون من السُفرة ابتهلت اصواتهم بقراءة سورة الفاتحة للاموات و لمن ذكروا أسم بنين حسيت گأن
انطعنت بآلة حادة بوسط گلبي ، مادري شلون سيطرت و ما نزلن دموعي بس صوتي أَختفى و احسني مثل المُتهم بقاعة المحكمة بأي لحظة ينددون بجريمته و يطلقون حكم الاعدام عليه ،
رفعنا السُفرة و توجهنا للمطبخ كل وحدة أَخذت مهمة الي تغسل الصحون و الي تنظف و الي تبخر و الي صبت الچايات و عدهم الولد يتكفلون بالتوزيع رغم ماعدهم احد غَريب ، بديت أَحس بدوار و مثل الحركة بمعدتي ما متعودة عالهوسة و اللمة و التعب ، صاحت نوارة مرت وهاب :
نوارة :: خَية شمالج وجهج اصفر و تروطين يمنى يسرة
باوعتلي عَمتها و ابتسمت :
ام اواب :: اظنها مشكلة
ابتسمن كلهن خلف الاصابع ، احجي بداخلي هسه غير افتهم شكوو ؟
ام اواب :: يمتى آخر شهرية الج ؟
اتسعت عيوني و أَحس صخنت ، عزه هاي قصدها غير شي
ام احلام :: يا حبوبة شني حباها و لبط ، توهم معرسين
ام اواب :: شني صارلهم مدة من عرسوا الما طلعت حبلة اكص ايدي منا
أَجيت ادحض ادعائها لكن اجـه صوت البدوية خلفي سكت الكل
البدويـة :: هسه وكت هذا الحجي ، بيا حال احنه
احلام :: والله عمـه انه هم ردت احجي ، بيا حال احنه تونه دافنين بنيتنا و حلوچنا مليانه دم
– تفشلت ام اواب و بعد ما حجت و احلام تعاين بخبث كأنها حققت انتصار ما ،
لوقت متأخر من الليل هارون اخذ امه و خواته و سعدية لبيوتهن و النسوان الكبار تكترن على جهة يسولفن و الولد متجمعين بالديوانية و الباقي من عدنا بالمطبخ ، زينب ترخصت و راحت لبيتها ظهرها يوجعها و آني بقيت بالملعب اتصدى الهجمات المُرتدة من احلام وسمرة الشكلن فريق ضدي
احلام :: ااي شلونچ خية شلونـه غياث وياج ،
-باوعتلها بجمود و تمتمت :
الحمدلله ،، زينين
تبادلن نظراتهن هي و سمره سوا ،
احلام :: چا يكولون امس رد من الباديـه شني خرج و لم يعد
سمره :: ههههه
– لا حبيبتي هو خرج بس عاد ملهوفاً لمن سمع بيه مريضة
احتقن وجهها و سكتت ، صايرة لطيفة يا بعدي
سمرة :: اروحن اصبن چاي ،
كامت سمره و هي تقربت تحجي بهمس
احلام :: انتِ مو من هاي الديرة حسبالج العيشه هنا هينـة مثل عيشتج ببغداد ، عايني وجهج صوفر و حلكج ابيض من التعب
– همست بنفس نبرتها
هسه ما اعرف انتِ دا تنصحيني ؟ لو تلوميني لو شنو ؟
احلام :: انه جاي انبهج هالزواج من ساسه غلط و بالاخير ما يصح الا الصحيح
– كلكم نددون بهذا الشعار ، انتظر الصحيح الي يصح شنو هو
مافهمت كلامي عفتها و گمت لان كلش تعبت ، ترخصت منهن
وصعدت للغرفـه جانت مفتوحة و كنتور غَياث مفتوح ، باوعت
بأستغراب احاجي روحي
بالله الغرفـه ما بيها مفتاح بس ليش بابها مفتوح و ليش كنتوره مفتوح ، معقوله من بدل نساه ؟
تناولت الامر بشكل عادي و ما ردت اسيء الظن ، سديت كنتوره و رحت اخذتلي هدوم و طلعت غراضي مال السبح و الضامتهم بمكان سري و خالة اشارة على العلاكـه ، صفنت حلى حطة ايدي بس صدك موضوع يقهر ، انك عايش وسط هذا الخوف
و الشك كله ،
دخلت اسبح ، و مدري ليش راودتني نفس الافكار ، مثل واحد يكعد بليل عطشان يروح يشرب مي و يحس اذا سد باب الثلاجة راح يطلعله كائن مخيف ، اني هيج احس اذا افتح عيوني جوه الماي او التفت راح اشوف شي يخرعني بس بعد تورطت ، شطفت روحي من الشامبو بسرعة و بداخلي اقرأ ايات
و اردد بقلبي اللهم اني اعوذ بك من الخبث و الخبائث ،
المشكلة بس من اكون وحدي اسمع هسهسات غريبـه ، معقولة هاي هلوسـه بسبب كثرة العلاج الي اخذتـه ذيج الفترة
نشفت روحي وبدلت ، لميت غراضي و طلعت ركض للغرفـه ،
مثل الواحد الچان يركض بمضمار سباق و وكف يلتقط انفاسـه
امشط براسي و فكري سارح ، يا ترى الي دا اسمعـه حقيقي لو بخيالي ، ايدي تعبت من التمشيط باوعت لشعري باقيله شوي و يطخ بكاحل رجليـه ، يراد قص لاطرافـه سعاد مجانت ترضى يطول هلگد و على طاري سعاد حسيت بروحي مشتاقـه الها
رغم خبثها و منطقها الغريب بس تبقى جزء كبير مني و الها دور بتربيتي و بتشكيل شخصيتي ، علمتني شلون اتكلم
و شلون افكر و شلون اعيش افعى وسط الذيابه ، بس ليش من حطيت رجلي بهاي الديرة بديت اتجرد من هاي الشخصية
و بدت تنسلخ مني سعاد ؟
اتصلت بيها رنَّة و رنّتين ماجاوبت ، عاينت للساعة الوقت متأخر يمكن نايمة !
صافنة بحيرة للتلفون الي بعده بأيدي و افكر ، هسه لو عندي ام مثلاً اتصل بيها و احجيلها يومي لو اخت تسمعني بدون ملل او أَخ يتفقد احوالي او اب حريص يهمة شلون وضعي
انحدرت دمعـة يائسـة مني و مسحتها بالعجل ،
انفتح الباب و دَخل ، بطلّته الرزنـه و الهدوء المبالغ ، صفنت عليه و اسأل نفسي يا ترى لو التقينا اني وياه بغير عالم
وبغير ظروف راح احبـه ؟
اجـه صوته يقاطع افكاري :
غياث :: هواي تصرفين صفنات
بأنزعاج رديت :
– قابل صافنـه عليك
غياث :: چا عليمن على ابوي ؟
– سكتت ما ردت اخليه يستفزني ، توجـه لكنتورة و نزع الدشداشـه ، گبل درت وجهي بس لفتتني الندوب الي بظهره منظرهم كلش بشع و كل ندبـة ماخذه مساحة من ظهره كأنها آثار جلد ، انخمش گلبي و تمنيت اعرف شصار وياه بالسجن
غياث :: وين مفتاح الغرفة ؟
جاوبت رأساً :
– اختفى
غياث :: شنهي الاختفى ؟ ، خاف ضميتي بمچان منا منا ونسيتي
– مستحيل انسى ، ذاكرتي حديد و ما انسى بسهولة
غياث :: مشهودتلج
گمت من مكاني ممتعضة اصيح :
– ترا بزعتنييي متمل
طفر عليه مثل النمر چلب بذراعي
غياث :: حسّج كصري لا اكص لسانج
باوعتله بعيون مدمعة
حرر ايدي حيل و همس :
غياث :: ما احبن المرة التعلي حسّها ،
– تخصرت گدامـه و تذكرت ميقبل گبل عدلت وكفتي ، ضم ابتسامة شامته على طرف شفته ، صحت :
اريد علاجي لو سمحت
غياث :: شنهي دوه كحة تاخذينه ثلث وجبات ، مو ناوشتج الصبح وحدة
– لا اريد هسه ، اريد انام
غياث :: نامي محد كاضج ، انه هم اريد انامن
رفعت حاجبي بتساؤل : وين تنام
غياث :: بالحمام ، وينن غير هنا ؟
چتفت ايديـه و هتفت :
– غرفتك صارت اليـه ، شوفلك غير غرفـة
غياث :: اخاف ما ترضين ، ياهو الكالچ عدنا فندق
– ومنو الگالك راح انام يمك ؟
غياث :: بطلي سوالف العيارة هاي ، انامن هنا و مالي غرض بيچ .
– بس ..
غياث :: لا بس و لا غيره ، اخذيها چلمة مني ما اتدنالچ ، بس مال اطلع من الحجره و انامن برا ، هيج تخليني حجاية بحلوجهم
– صفنت بكلامـه صحيح ، اجـه ابالي اسألة عن الغرف المقفولـه
زين هاي الغرف البقيـة ليش مقفولة ليش ما مستخدمة
سكت ثواني و بعدين رد :
غياث :: لا تشغلين بالچ بيهن و لا تسألين عنهن بعد
اقترب وَخر اللحاف و مدد بطوله لابس بجامة و صدره مكشوف
ارتبكت ،، همست :
– شنو حتنام هيج ؟
ايده على عيونـه و يحجي ببرود :
غياث :: اي هيج انام خما عندج اعتراض
بسخرية علقت :
– شنو محتر
غياث :: ملتهب !
بعبوس رديت :
– شسالفة الجو زين و السبلت مشتغل
غياث :: ودددد ، تعالي نامي
– بس منطيتني العلاج
غياث :: اللهم طولچ يا روح ، ذاك هو بكنتوري فوك اشربي
و نامي خلصيني وراي شغل
برطمت شفايفي مثل الجاهل ، احس كلش وكعت بورطة يلا انتظره ينام يلا انام آني
رحت للكنتور نفسه الي لكيته مفتوح ، اول ما دخلت ، الدوه حاطه بمكان عالي ، انداريت لكيت انفاسـه منتظمة شبسرعة نام ، احاجي نفسي هسه شلون راح اجيبه ؟
گمت اكمز حتى انوش طرف العلاگة ما حسيت الا هو واكف ورايه ، تحنطت و كطعت حتى النفس ، امتدت ايده و جر العلاكه ، اخذتها منه بلا ما اندار ، احس بقربه احس بأنفاسه تضرب خصلات شعري ، مد ايده و گف شعري على جهـه ، نصه وجهه لمستوى نحري ، حرارة شفته لامست جلدي ، أنكمشت على روحي وانسحبت من جواه وكفت على جهة :
– شدسووي ؟
اتقرب بهدوء و عيونـه تاكل بيه ، مرر اصبعـه بخفـه على زندي يهمس بنبرة مرتخيـه :
غياث :: ممسوي ، بس اريد اسوي ؟
– ملحكت ارمش ، لكيته يخطف خصري و يسحبني الـه غمضت عيني بقوة ، رصيت علاكـة الدواء بأيدي حيل و بلحظة مر شريط ذكرياتي كلـه امام عيني ، فتحت عيونـي وجهي بين ايديـه و يحاول يلثم شفايفي ، همست :
– انتَ رجال حُر و آني ارض محتلة لا تزرع بيـه شتلة ، ترا تموت !
فتح عيونـه مصدوم ، مثل الغافي و اجتـه صفعة ، ابتعد فوراً
توجـه للكنتور ، اخذله بدي ، طلع و رشك الباب وراه اجـه يخلعـه ، بچيت من الموقف من اللحظة و من الكلام الي گلته، چان صعب عليه اكوله بحق نفسي و بهيج وضع بس هاي آني و هذا طبعي ما انسى ثاري حتى لو كان كلمة عابرة ،
من القهر أَخذتلي حبايتبن و نمت ..
***
كعدت متأخرة من النوم وأَحس راسي راح ينفجر من الصداع ، عاينت الساعة فوك 12 عزة بعيني ، طفرت من السرير عدلت الفراش شلون ما كان و اخذت ملابسي و غراضي و انطلقت للحمام ، البيت سنطة شنو معقولة هم طاكيلهم حباية مثلي و نايمين ؟
سبحت عالسريع ، بدلت و طلعت لكيتـه بالغرفـة سابح متأنق بتراكسود اسود بارز عضلات جسمـه ، صبحت عليـه و رد التحيـة طبيعي كأن كل شي مصاير البارحة
اجفف براسي عالسريع و امشط بسرعـه ، صاح بتنبيه
غياث :: على هونج شني كطعتي راسج مو هَيچ
– يمعوود دشوف الساعة ، تأخرت هسه زينب خطية وحدها
غياث :: على راحتج يابـه ما عدنه شي ، اليوم احنا نرچبلچن
– انداريت متفاجئة
شلون يعني ؟
أَقترب جر المشط من ايدي و جرني بأتجاه السرير ، گعد
و وكفني گباله بحيث انطيته ظهري ، يتصرف براحتـه و آني مثل الي انطوه بنج ميتحرك راح يمشط شعري بهدوء و يحجي بنبرة أَهدأ :
غَياث :: تگدرين تگولين هواية ، بين جمعة و جمعة نطلع للهور و نصيد هالقاسمة الله طيور مي على سميچات ، نوزع منهن للمشتهين و الباجي نتغده بي ، هسه نسچر التنور مثل الخوش اوادم و نرچب ذاك الغده يلوك لهالحلك
ضحكت على طريقته بالكلام ، سألته :
– هممم مو حارة عليكم
غَياث :: حنا ولد هاي الكاع و حرورتها تسري بدمنا ، متعودين على حرها و شمسها و هم نطلع مبچر ، يكون الجو اشوه
– حبيت الاعبـه شوية:
گلبك حار ، بس ايدك باردة تمشط على كيف
غياث :: الشعر زرع الگلب ، لزوم تعاملينه برحمة ، و انتِ تملشين بيه تملّش
– اي عيني طلعت سبع صنايع ، مزارع محترف و صياد ماهر
غياث :: الزراعة تعلمج الصبر و الصيد يعلمج ضبط النفس ثنينهن نعمة بحياتي
– زين دعلمني الصيد
وكفت ايده و سكت ثواني ، طوق خصري و دارني عليهِ بحركة سريعـه :
غياث :: شعلّمج و أنتِ صياده بالفطره
– جمدت بين ايديـه ، تمتمت بخفوت :
شلون بالله ، و بحياتي ما التقطت شي
– غرس اصابعـه حيل بجسمي و همس :
غياث :: الا صدتي ، گلبي ، و هو خضيري حُر جريمة ينصاد
گام وكف على طولـه ، شلت راسي باوعتلـه هيبه و كل شيء بي حلو بس الحقيقة الواكفة حائل بيني و بينه مشوهه كل شيء
اندفعت بنفسي متهربـه منه و هو هم خلاني براحتي ، حك انفه بتوتر
غياث :: يله اني نازل ، اخذي راحتج
طلع و آني تعصبت منه و من نفسي و من هاي الوضعيـة لشوكت ، ابقى اتحمل و أَكابد مشاعري ، اريد اختفي منا و ارجع لحياتي ، اريد اختفي من يمـه قبل لا اوكع اكثر ،
شلون قدر اجيت لهنا و بگلبي واجـه نار الثار و كل ظني هو المطلوب اليـه ، و طلع المطلوب ميت و ما باقي منـه اي أثر ،
و قبل لا تهفت نار كلبي بهاي الحقيقة ، اتقدت مرة لخ و تصاعد لهيبها بمشاعر أَخرى ، مشاعر نولدت بظروف غلط و بوقت غلط ، تايهة و ما اعرف وين اولي بروحي ،
***
مشت الايام بوتيرة سريعـة الا اني احس حياتي وكفت الصبح الزلم تروح لشغلها و الشيخ بالمضيف يحل الطلايب و يساعده مهران ، و غياث ما بين المحطة و المشتل حتى بالليل مرات يتواجد مرات لا ، يجي وجه الصبح اعرف ساعتها عنده شغلة يخلصها ، رغم الحكومة بدت تسيطر على الوضعية و عيونهم مساهرة على تجار الممنوعات و الاسلحة ، بس هذا ما يمنع اكو خلايا خفيـة توسع تجارتها بلا ما يحس عليهم احد ،
آني وياه مثل الاقطاب المتنافرة كلما يريد يقربني اله ، اندفع بنفسي بعيد الموضوع بدأ يتعبني و يتعبـه ثنينـه نحمل مشاعر لبعض و منكدر نصرح بيها او نترجمها لافعال ،
ننام بنفس الغُرفـه بس أَجسادنا منفصلة ، رغم قلّة المسافة
الي بيناتنا بس بعيدين كلش عن بعض ،
فجأة لكيتني احبـه بلا شعور و جاهدت حتى اخفي هذه المشاعر و ما اظهرها ، الشي الي اثر سلباً على نفسيتي
وصحتي ، رجعت لعزلتي و لانزوائي بعيد عنهم ، العلاج صار ما يجيب نتيجة او بالاحرى نتائجة سلبية ، كثرت الهلوسة
والكوابيس ، صرت أَخاف من يجي الليل خصوصاً من ما يكون يمي و هو تقصد يبعد عني و يعاملني ببرود
چان الوقت ظهريـة ، حارة و ملل كاعدة لوحدي ، الكل نايم
و بس ثقل الصمت عائم بالمكان ، اباوعلـه نايم رايح بسابع حلم ، اشتهيت اشرب كهوة ، عفته و تسحبت من الغُرفة بهدوء
نزلت سنطة بس صوت همسات و انتحاب قادم من غُرفة البدوية ، اخذني الفضول امشي على اطراف اصابيعي الباب مفتوح عالنص و ربحـة واكفـة تسولف منصية راسها ما لفتني صوت البدوية الي دترزلها بقسوة و لا صدمني شلون تعاملها مثل العَبد المملوك ، لكن صعقني منظر ربحة لمن انتفضت
وجرت شيلتها ليظهر راسها بمنظر صادم ، فراغات كبيرة براسها خالية من الشعر فقط خصل نحيلة متناثرة هنا
و هناك ، اجـه صوتها يعاتب بألم :
ربحـه :: كل هذا الصار بيه و تكليلي شمسويـة ، منهو مثلي يحمل هالمصايب و يسكت ، صنتج كل هالسنين صنت سرج
و هسه طلعت ماخوش و ما بيه فايده
البدويـة :: چبي ولا چلمة ، كومي ذلفي من وَجهي لا بارك الله بيچ ، چا انه كتلج صيري خوثـه و خليها تشوفج يطبج حريشي يالخايسة
– انصعقت بالي سمعته و خفت اظل بعد و تطلع ربحة
و تشوفني ، مشيت مسرعة خطواتي للمطبخ ايدي على گلبي الي يريد يقفز من بين ضلوعي ، افرك صدري و اصبر بروحي
دخيلك يارب يعني النية جانن يوكعن شعري ، دبّ الرعب بجسمي و لمت روحي لان ما حاسبتها على فعلتها بوقتها هسه اذا احجي منو يصدگني ؟
يعني ربحـة البيدق الي تضربني بي ، بدون ما يبقى عليها شك لان ربحة مستعدة تضحي بروحها و لا تنطي بالبدوية
اشتعل جسمي من الغَضب و طلعت من داخلي ود تربيـة سعاد
الشريرة ، ود الي اذا كرهت تحرك و تقتل و مايرفلّها جفن ،
عفتهن ملتهيات بمكانهن و رحت تسللت لغرفـة الادويـة ، اعرف هيج وقت مفتوحـه و ربحة تجهز الخلطات ، سافرت عيوني بالمكان و عيوني تدور على شيء معين ، گلبي يضرب بقوة
كره ، حقد ، خوف ارتباك من الفضيحة ، اخذت الدواء الي جيت عليه و رحت اصب محتوياته بأكثر من خلطة و عقار مجهزته مسبقاً ، اشيل من هذا و اخلي بهذا، و احدثت فوضى عارمة بقلب الادويـه ، فرغت الشيشة ذبيتها بسلة زبالة محطوطة بباب الغرفـة ، التفتت يمنى يسرى و تأكدت ماكو احد ، طلعت
و بوجهي صعدت للغرفتنا ، دخلت و اني احسّ گلبي راح يوكف من الخوف، انتبهت غياث ماكو بفراشـه اسأل نفسي :
عزاا وين راح ، اجـه صوته ورايـه :
غَياث :: ووين جنتي ؟
– صفنت عليـه و مثل الجَتني لحظة ادراك ، اني شسمعت
و شسويت ، غَوشت عيني و صرت اشوف وجهه يتكرر لنسخة و ثنين و ثلاثـة ، بعدها مَحسيت بشي ،
ضربات خَفيفة ، و رائحة قويـة افتح عيوني و أسدها ، زينب
وغياث گدامي يباوعولي بقلق :
زينب :: ود،، وده ،، تسمعيني خَية
غياث :: سالفة ضغطها ماخوش ، اريد اوديها لدكتور بلچن يطيح على علّتها
زينب :: افاا ، خو خلي ميمتك تشوفها ، چا طب العرب احسن
– اريد اجاوبها لساني ثكيل ، بديت اتذكر و أَتخيل لو صار بيه مثل ما صار بربحة و خسرت شعري ، بچيت و البچي تحول لشهكات و الشهكات صارت صرخات ، صرت اعيط بلا شعور
طلعووووني منا ، رجعوووني لاهليييي
صافنين عليـه بصدمـة ، صرت املخ بوجهي و شعري ، اجـه غياث كعد يمي و قَيد ايديني ، صرت افالت جواه اريده يهدني
غَياث :: لچ اهدييي شبيج تسودنتني
زينب :: دخيل العباس شبيها شصايرلها ؟
غياث :: امشي جيبي دواها ، فوك الثلاجـه
صرخت بوجهه :
ما اريددد دوووه ، اترك ايديه ،، خابرولي كفاية ، طلعونييي منا
لزم ايديه ثنينهم بتك ايد و بأيده اللخ يريد يشربني الحبة ، درت دسها بحلكي تفلتها رأساً ، انهاريت و كأن طلعت مني شخصية ثانيـة ، صاح لزينب :
غياث :: خابري عَمتها خلي تجي
زينب :: هسه ادكن عليها
– طلعت زينب و بقينا آني وياه ، ترك ايديـه و تهاوى جسمي بتعب عالفراش ظليت أَون من الالم ، الم گلبي و جسمي القاوم كل هاي الضغوطات ، بچيت و انسابن دموعي و عيونـه بچن بصمت قاتل
صفن عليـه ثواني و محسيت الا دسّ اديه جوه جسمي
ورفعني لصدره لمني و قَيدني بحضن قوي ، لدرجـه حَسيت بضربات گلبه تضرب بضلوعي آني ، اجـه صوتـه يعاتبني بغصـه :
غياث :: ولچ چم دوب احبنّج و تحسين ، چم نوبة اموتن خاطر تحنين
– ضميت راسي بصدره اناشغ مااكدر احجي ،
بعدني شويـه و همس بصوت مكسور :
غياث :: شيلي راسج و تنوعي لعيوني ، گليلي ما احبنك مثل ما عاشگني عشگ المجانين ، گليلي اكرهك بگد الشوك الشايلـه اليـه ، گليلي ما اريدنك مثل ما تريدني مثل شهك الانفاس ، گليلي و آنه اعوفنّج و أهجن اشوفلي دبره لروحي العليلة بيچ
– شلّت راسي و باوعت بعيونـه ، حتى لو ردت اكذب عيوني تفضحني واذا اكول عكس الشايلته بگلبي رعشة شفايفي ما تسعفني ، قررت اخلي حدّ لهذا الوجع و أَريحـه و أَريحني همست :
حتى لو حبيتك غَياث ،، احنا ما نرهم سوا ، صعب
اخذ وجهي بين ايديـه ، و يبعد خصلات شعري بعناية يحجي بخدر سطرني :
غياث :: ليش ما نرهم ؟
– اخوك ، امك ،، جـد…
قاطعني مخلي ايده على شفتي
غياث :: شششش احجيلي عني ،، عن غَياث لا تشيلني ذنب مو ذنبي و آنه مثلج هم انظلمت
قاطعته :
– و آني اشوفهم بيك ،، ما اكدر
ترك وجهي و أبتسم بمرارة :
غياث :: و شگد سويتي بيـه و شكد جرحتيني ، ما اشوفن بيچ غير المرة الحباها گلبي ، خيعونه گلبج شكد گوي !
لحظات و دخلت كفاية و زينب ، من اللهفة احس رجليه انشلت ما گدرت اكوم من الجرباية ، نصت لمستواية و حضنتني
و ثنينه نبچي اشواكنا و قهرنا ، تركونا و طلعوا بقينا بس اني وياها ، گعدت گبالي و تمسح دموعي :
كفاية :: شبيج يبعد هلي و طوايفي ، ليش هيج حالج و جوه عينج اسود ، گليلي شمسويلج هالملاعين و علي هسه اخذ عوزيه خنيجر و ارميهم
ضحكتني رغم الحالة المأساوية ، تساءلت :
– خنجر جابج ؟
كفاية :: چا منو يجيبني غيره ، حسبة اخيج صار
– و النعم منـه
لزمت حنجي و همست بقلق :
كفاية :: سولفيلي شصاير ، شنهي هاي حالتج ؟
– شسولفلج كفاية ، و آني سويت مصيبة بگد راسي ، تهورت بساعة عصبية !
ضربت صدرها بخوف و همست :
كفاية :: اندهرنا يالعباس ، سولفي حبوبـة شفينتي نوبه ؟
– بديت أَقصّلها كل الي عشته خلال المدة الفاتت ، ابتداءً من سالفة الاحلام ، الهلوسـه و موقف ربحة و البدوية وصولاً للسالفة السويتها بالعيادة !
ضربت حلكها و صاحت :
كفاية :: الله يصخم وَجهج على هاي الفاينـة ، ولچ هاي ارواح ناس ، الله يطيح حظج !
– آكل بأظافري و أَرجف ، سألتها بقلق :
ليش هذا الدوه يموت مو يكولون بس يسوي اسهال
صفنت عليه ثواني و كامت تلوب تروح و تجي تدك على راسها :
كفاية :: يمه ،،يمه عوينة ابوي كون يگوم من گبره و يشوف شخلف ولچ دكتج حتى البرابيج ما يسونّها
باوعتلها بقلّة صبر :
– هسه جبتج تلوميني لو تساعديني ؟
باوعتلي بعصبية و صرخت :
كفاية :: شلون اساعدچ بالله ، اروحن للبدوية و اكللها وديدان خربت دوا الوادم و دارتلهم ملين و سكطت خلطاتج كلهن
– لعد شنسوووي ؟
كفاية :: ما اعرف والله ، نتاني و الله كريم
– رجف گلبي و گمت اتخيل اسوأ السيناريوهات بالبدوية بس اذا انكشفت شلون ، باوعت لكفاية و همست :
اخذيني وياج
ضيقت عيونها بعدم رضا و صاحت :
كفاية :: اااي عيني و زلمتج يرضى ؟
– اني وياه منرهم سوا ، قبل شويه كتله
كفاية :: شنييي ، شني شگلتيله يمفلوووكة
– هزيت اكتافي و همست :
هو گالي اذا متريديني اعوفج عادي
كفاية :: و انتِ گلتيله ما اريدك ؟
– أحس حصرتني بزاوية ، صحت :
گتله ما نرهم !
كفايـة :: خوش گومي زهبي رويحتج و انه راح اكللهم اخذها ترتاح عندي .
بين المقتنعة و الما مقتنعة بالرحيل ، گمت حضرت نفسي
و جنطة صغيرة لميت بيها ملابسي و غراضي الاحتاجهم وعلاجي ، لبست صايتي و لفيت حجابي عدل و طلعنا ، نزلنا سوه اني وياها لاكتنا زينب و على وجهها تسلطت علامات الاستغراب ،
زينب :: شنهي يوده وين العزم خيتي ؟
– دخل غياث من برا بوجه متجهم عبوس ، خاطبني بلهجة حادة :
غياث :: ناويـة تطلعين بلا ما تاخذين شوري يا ود ؟
كفاية :: السموحة منك خويـه ، الفرخة مالها خلك اريدن اخذها چم يوم ترتاح ابيت ابوها
غياث :: بس ابوها ما گالي ، انتِ ياهو الوصلج ؟
احتقن وجـه كفاية و جاوبت بحنق واضح :
كفاية :: جاباني خنيجر ، ليش خما عندك مانع ؟
– بلحظة تبدلت ملامحـه و ابتسم ابتسامـة مليانه شَر و كأنه يگول هلاا بالطلايب ، عافنـه و طلع ، عرفت الي ديفكر بي صحت وراه :
غياث اوكف !!
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية ساقي الود) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.