رواية ساقي الود الفصل الخامس عشر 15 – بقلم هالة ال هاشم

رواية ساقي الود – الفصل الخامس عشر

الفصل الخامس عشر – مشاعر

– على حسّ اصواتهم اجتي زينب و سمرة تبادلنا نظراتنا بتساؤل ، مثل واحد يكل للثاني شكو شصاير ، فجأة انفتح الباب وطلع يرعد منه باوعلي بنظرة خاطفـه عيونه جانت تبچي بلايه دموع ، عافنه و مشى بأتجاه الدرج ،

 

البدوية ما طلعت من غرفتها ، وآني ما دخلت و بگلبي اكول
تشرب سم ، وديت الصينية للمطبخ و زينب لحكتني للمطبخ تتساءل بخفوت :

 

زينب :: خير ، شصاير ؟

 

جاوبتها بأنفعال :
– هو ورا البدوية نشوف خير ، مرة شر محد سلم من خبثها

 

زينب :: حسسّج يمهطورة ، انتِ ليش تدهربين الحجاية هيج
فرضاً خطف احد غفل منا و سمع كلامج ما يجوز حبوبة

 

– والله عاد خل يسمعون ، آني ما گلت شيء غلط

 

زينب :: خايفة من صلافتج يوده ، اكول لو تكضين نفسج شويه

 

– لا تخافين عليه عاشرت المثلها و الأسوأ

 

زينب :: ماظن اكو مثلها ، استچني و ستري على روحج
وعلينا

 

– راحت حمت الچاي و صبت لغياث مرة لخ ، حطت الكوب بصينية و ناوشتني اياها

 

زينب :: صعدي وديله چاي ، هذا اذا ما يشرب چايه وره الاچل
توغف الحموضة على گلبه

 

-باوعتلها بنصف عين ما مقتنعة بحجيها ، هزت راسها

 

زينب :: شكو ؟

 

– اخذت الصينية منها و همست بمكر :
ماكو ، اريد اشوف وين توصل وياج و ويه الفرص اليائسة
الدا تخلقيها النه ،

 

ضحكت و دنكت خجلانـه ، باوعتلها الحمل لايك عليها هي بيضة و خدودها متفحة وسواد عيونها يلمع بحنية ، قاطع شرودي صوت هارون و هو داخل للمطبخ ما منتبه لوجودي

 

هارون :: لگ ابو شفايف دبس وينك ؟

 

– انبهت من شافني واكفة على جهة ما مبينه فشل و اعتذر :

 

هارون :: السموحة منج خويه مادري بيج هنا

 

– ضحكت هي بخبث و خلّت ايدها على حلكها

 

صحت و آني اطلع من المطبخ :
مصار شي عيني ، من رخصتكم ، غمزتلها من بعيد و الفطيرة تضحك ، صعدت الدرج و بعقلي اعيد بكلامهم الي سمعته
و قسوة امه و جحودها وياه و رغم اني شايله بگلبي عليه بسبب كلامة الجارح وياي ، بس تعاطفت ،، اي تعاطفت ويه جروحه لان تشبه جروحي لان فقد ابوه و آني فقدت ابويه لان فقد امه مثل ما آني فقدت امي ، و أكتشفت مو بس الموت يسرق منه الاعزاز ، لا ،

 

الدنيا هم مرات تاخذهم بعيد عنـه ، تشوفهم و ما يشوفوك بهاي الحالة انت الي راح تكون ميت بعينهم ولا تنشاف !
الموت و انت عايش اصعب بهواي من ميتة الجسد

 

دخلت لگيته متمدد بنصف كعده على السرير ، بالصفحة الي انام عليها بالسرير ، عبست بحواجبي لكوني انسانه توهس هواي ، باوعلي مضيق عيونـه ، اخذ نفس طويل من جكارته
و راح يطلق دخانها بالاجواء

 

غياث :: هااه ، شبيج تتنوعين هيج ؟

 

– تقربت ناوشته الچاي و همست :
سلامتك ، بس چنك كاعد بمكاني ،

 

ضحك و انفرجت اسنانه البيضاء ،

 

غياث :: مچانچ صار ؟ بيها الخَير يابـه

 

– كال و زحف للجهـة الأخرى و بداخلي اتساءل شنو ؟
راح ينام بنفس السرير ، نوب اني و لا اعرف انام يم احد الليل كله ازاكط على كولة سعاد

 

غياث :: شو هواي تضربين صفنات ؟

 

– هاااه

 

غياث :: تعاي كعدي جابليني اريد اسولف وياچ

 

– استغربت ، شيريد يسولف وياي ؟
تربع على السرير و تربعت گدامـه مثل ثنين يلعبون الشطرنج
الفرق مابيني و بينه ماكو رقعة شطرنج ، فقط صينة الچاي

 

جَريت الشال من راسي و شمرته بأهمال ، و راحت عيونـه تلاحق حركات ايدية بفضول ، رجع باوع لوجهي مستمر يدخن

 

كحيت و هفيت بأيدي ابعد دخان جكارته عن وجهي

 

همس بخفوت :

 

غياث :: ما تحبين ريحتها ؟

 

– شنو هي

 

غياث :: الجگارة ؟

 

– عادي لا احبها و لا اكرهه ، بس اشوفك هواي تدخن موزين دمك يحترك

 

بمرح همس :
غياث : آنه گلبي محترك مو بس دَمي !

 

صفنت عليه ثواني و حَسيت لازم انطقها :
– شكراً

 

بعبوس جاوبني

 

غياث :: عليش

 

-احم ،، يعني كلامك جوه و دفاعك

 

قاطعني :
غياث :: انه ما دافعت ، آنه حجيت الصح ، و بالاخير ما يصح الا الصحيح

 

كمت وگفت گبالـه و تشجعت اسأله :
و مدام تعرف الي صار موصحيح و بي ظلم و اجحاف النه ، ليش سايرت اهلك و رضيت تمشي بهذا الطريق

 

ضيقْ عيونه عليه و هو يسحب النفس الاخير من جكارته ، راح يطفيها بالمنفضة بهدوء ،

 

غياث :: اكو امور اكبر منج و مني ، لو شكد ما راح اناقشنّج بيها ما تقتنعين لان تفكيرج يختلف عن تفكيرنا و المچان الي تربيتي بي يختلف عن مجانج هسه ، جان المفروض تفكرين الف نوبـه گبل لا تغلطين هيج غلط

 

– بس گتلك آني مظلومـه ، انتَ ليش ما تصدگني

 

باوعلي بعيون مدمعـة و همس :

 

غياث :: گليلي شستفاديت من صدگتج ، صدگتج اول هيل
وخذيتي گلبي و صدگتج نوبة لخ و خذيتي بنيتي ، هه يمكن بالمرة الثالثة تاخذين روحي كلش

 

-دنكت بـچيت ما اتحملت كلامـه ،

 

وكف امامي و رفع حنجي ، باوعلي بملامح جديه :

 

غياث :: بسّج بچي و أَسمعيني زين الصار صار بعد ، لا يفيد اللوم و لا العتب لازم ترضين بجزاءج ، انتِ الزرعتي الكاع ، تعلمي شلون تجابلين زرعج وتجنين محصولج بزينه و شينه

 

همست و عيونـي تعاند عيونه :
و ان ما رضيت ، و انتفضت و ماعجبني المحصول شأسوي ؟

 

ذبلن عيونـه على شفتي واجـه صوته بنبرة خفيضه :

 

غياث :: نروضج و نقنعج بهالموجود مالج حل ثاني

 

اندفعت بروحي منتفضه :
– يعني شنوو ، مجبورة ابقى هنا و اتحمل و اسايركم ، لا ما حزرت اني مو هيج و عندي الف حل يخلصني منكم

 

غياث :: شنهي الحل الاخر تموتين روحج ؟ هاي مو شجاعة ، هاي ضعف و هزيمة

 

– دَمعت عيوني و همست بمرارة :
هه مو يكولون الهزيمة ثلثين المراجل

 

حط ايديه بجيوب بجامته ، يحجي بثقة :

 

غياث :: صح بحاله وحدة ، لمن تنسحبين من مشكلة خاطر تحافظين على الباجي من نفسج مو تنسحبين من نفسج
و تعيفين المشكلة هاي مو هزيمة شجعان ، هزيمة الجبناء !

 

– شدا تلمح غَياث ؟ احجي بوضوح

 

يتقرب بخطوات خفيفة و عيونـه تلتهمني بنظرات تحذير ، صرنـه قريبين كلش من بعض ارتبكت و أَحتريت :

 

غياث :: انه ما اعرف المح ، انه انطيها بالكصة ، حياتج يا حلوة تخصني مو بكيفج تصرفين بيها

 

– بتحدي جاوبت :
حياتي ملكي ، و آني حرة التصرف بيها و اذا قصدك على عالسويته ذاك اليوم …

 

حط ايده على حلكي رصّ وجهي بقوة :

 

غياث :: شششش لا تعديها ، قسماً بالله و روح ابوي اذا سمعت يو شفتج تحاولين تسوين هالفاينه نوبة لخ بأيدي اعدمج

 

حسّ على روحـه أذى وجهي وخر ايده ، همست رأساً
– حلوة ،، تمنعني اموت نفسي بس عادي أَنت تموتني

 

همس بهدوء :
غَياث :: و مـو اي موتـه صدگيني ما ارحمج !

 

غرقنا بنظرات بعض و رحت لثواني اسبح بتفكيري ، شديصير
ليش بكل مواجهة بغلبني بسوالفه ، لو يحاصرني بنظرته هاي و اضعف و ابدي اسلم اسلحتي الدفاعيـة واحد ورا اللاخ ، حلّت دَقيقة صمت بيناتنا بعيدين كلش بتفكيرنا قريبين كلش بأحساسنا ، احس بصوت نبضـه ، صدره يعلى و يهبط و يه ايقاع انفاسـه المُرتبكة ، شال ايده برفق أخذ خصلة من شعري يمسد عليها من الطول للطول و رد باوعلي ، همس بهيام :

 

غياث :: انهجم بيتج شلون حويتي هذا الحسن كله ؟

 

اريد اجاوبـه اريد ابتعد گمت امتمت ما لگيت الا الهزيمة منه
حتى اخلص نفسي مثل ما يگول :
– اريد اروح

 

حالـته تبدلّت بلحظات و جاني صوتـه بخدر

 

غياث :: وووين رايحـه ؟

 

بضعف ناشدته :
– اريد اروح يم زينب وخر عفية

 

مثل الچان نايم و صحى على نفسـه ، ارتبك ، ابتعد مني
و تجهمت ملامحه بأنزعاج واضح صاح :

 

غياث :: روحيييي و لا تجين بعد !

 

– ركضت تناوشت شالي و انهزمت حتى ما رديت عليه ، طلعت من الغرفـه بوجهي للحمام ، اضرب وجهي بالمي و ألوم نفسي و اسألني :

 

شديصير ؟ ليش بديت انجذب اله ، و ارجع اجاوب نفسي بالجواب الماريد اسمعه ، اني معجبه بي من زمان بس ما حبيت اعترف و لا انصاع لصوت گلبي بيوم ، طول عمري اتصرف بعقلانية شجاني هسه ؟

 

نزلت جوه ، لا دان و لا ودان هيج وكت بعد الغدا ينامون بغرفهم ، اخذتلي جولـه بالبيت افتر ، شفت ربحـة خطفت من المطبخ للترك ، وكفت على بعد مسافة قليلة چانت ملتهية جابت عدة اكياس و بدت تعير من كل كيس حفنة و تخلطهم بكاسة
شالت راسها تتلفت شافتني و أَخترعت :

 

ربحة :: يمـه

 

– على كيفج عيني شفتي جني

 

ربحة :: هااا، لا حبوبـه بس ما هيست عليچ من دخلتي خطوتج خفيفة

 

صافنة عليها ، مو مرة عادية كل شي بيها يثير الشك تحركاتها ، تصرفاتها شكلها مو راحـة ، صحت بخبث :

 

– شلونه الشامبو عليچ ان شاء الله والمج

 

شالت ايدها لراسها بلا شعور و بأرتباك ردت

 

ربحـة :: هاع ، والله ما اعرف ما يبين من اول غسلة

 

-هممم صح ، مو من اول غسلة يبين مفعولة !
ما گلتيلي شجاي تسووين بعز الظهاري لوحدج

 

ربحـه :: جاي ازهب الاعشاب للبدوية ، العصر يلتمن الحبايب و يردن دواهن جاهز .

 

لمعت بعقلي فكرة ، بس خفت من تطبيقها لازم ادرسها زين

 

ابتسمت الها بود و اعقبت :
– الله يقويكم ، ما تراويني العيادة مالتكم اقصد الغرفة الي تستقبلون بيها النسوان

 

ربحة :: هااه ، لازم اشورن البدوية بالاول ، لان ما ترضى احد يدش الحجرة

 

– اهاا بس انتِ مسموحلج مو ؟

 

ربحة :: اي مو آنه اساعدها

 

– تمام ، فهمت !
انداريت ردت اطلع صاحت ورايـه :

 

ربحة :: كلش تشبهينها الله يرحمها

 

– جمدت اوصالي من سمعتها ، نشف ريكي و ضربات گلبي زادت ، انداريت بسرعـة الها بسؤال :

 

منين تعرفينها ؟

 

ابتسمت ببراءة و صاحت :

 

ربحة :: يا مو جنت اشتغل ببيت الشيخ ، و جنت اروحن لبيتكم اساعد ميمتج من جانت حبله ، مت عيني شافت الويل بحبالتها منا يمن جابتج غدت فدنوب.

 

– تحجي و ربطت كلامها بكلام سعاد لمن سألت كفاية عن المرة الجانت تشتغل عد ابوي ، اني اذكر عدنا مرة تجي تنظف
و تساعد امي بس جانت شابة حلوة و ماعدها هاي الضربة الي بوجهها ، باوعتلها و بفضول سألت :

 

– يعني المرة الشابة الجانت تجي تساعد امي انتِ بس وجهج …

 

بررت بمقاطعة :

 

ربحة :: چا ذاك وكت و هسه وكت ، بعد ما توفت المرحومة ، صار بيه حادث و تشوه وجهي ، بقيت فترة يمهم الما تحسنت
ويمن جدج توفى سرحوني گالوا ما نحتاجج ، خلف الله عالبدوية آوتني و خلتني عدها چان صفيت بالشارع

 

– شعجب ماعندج اهل ؟

 

ربحة :: ابوي توفى و عمامي ما يردوني نسوانهم ماخوش

 

– احجيلي بعد ؟

 

ربحـه :: يا حبيبه شحجي ؟

 

– اي شيء تعرفينـه عن أُمي ، تگولين چانت تعبانه بحملها بيه
اوصفيلي شلون جانت حالتها فرحانه لو لا ، متانيتني بلهفة لو لا ؟

 

ربـحـه :: ما شفت ميمتج ضحكت الا من صرتي بحشاها

 

بـچيت و هي استرسلت :

 

ربحـه :: زياكج كله هي خيطته ما خلّت نفنوف واحد من السوك على جلدج ، شفصلت و شخيطت چنها يتيم و حظاله بلعابة

 

-تمتمت بحزن :
الله يرحمج يا امي

 

– اخذنا الوكت بالسوالف ، نص حجيها مبهم و أَحس وراها اسرار بس شلون استدرجها و هي مبينه مو سهلة ؟
قاطع سوالفنا دخول اواب للمطبخ ، سلم علينا و ردينا السلام

 

اواب :: شنهي لهسه نايمين الجماعة

 

ربحة :: شوي و يكعدون يمه ، باوعتلي و صاحت :
رايحة اودي الغراض و اجي

 

قاطع صفنتي صوت اواب :

 

اواب :: خويـه بلا زحمة عليج بلچن استكين چاي .

 

– مدري ليش احسّ تلّبكت و انحرجت يمكن لان ما متعودة احد يصخرني على شي ، اومأتله راسي بأيجاب،

 

اواب :: رحم الله والديچ خويـه رايح للديوانية انتاني الساكي يصحى

 

– هسه اروح اكعده الك

 

اواب :: لا على بختج كلشي و لا تكعدينه من نومته ، هذا اذا ما يكعد لوحيدته يسويها سنينة علينا

 

ضحكت مستغربة ، استرسل بالكلام

 

اواب :: وعلي شبيچ ، ليش انه ما اكدر ارمشلّة خاطر ينزل بس اعرف اذا سلبت نومته يجي يطك ظهري و انه شوفت عينج عافيتي على گدي ، خن اروحن اشوف جدي خاف كعد سويهن استكانين بلا أَمر عليچ خويـه

 

– ان شاء الله تدلل

 

راح و بقيت اضحك على گلامـه ، صدگ يونس

 

كملت الچاي ، طفيتـه و أَجيت اخلي الهيل و غصب عني سافرت بذكرياتي لذيچ الايام من چانت سعاد تضفرلي شعري
و تخليلي هَيل بالكصيبة حتى تبقى ريحته طيبة ، و بلحظة تحولت الذكريات الى شيء اكثر دجنة و ظلام من جان يجيني عزيز تالي الليل يتحرش و يشّم بشعري ، و يهمس بكلمات مقرفـة صعب على طفلة تسمعهم ، بچيت بصوت مسموع ورجعني من ذاكرتي على صوتها الجاي بتشفي :

 

سمره :: هااه شمالچ تبچين كون لا مقهورة يو احد غاثج

 

– مسحت دموعي و انداريت :
انتِ مو هيچ لا تحاولين تخليني اكرهج لأن صعبة الكراهية التجي من بعد محبة

 

ضحكت بسخرية تقلب بعيونها :
سمرة :: يا محبـه لخاطر ربچ ، انه و انتِ نعرف الصار لعبة وانتِ تگربتي مني خاطر توصلين لاخوي و تطيحينه بشباكج
وهل طاح بعد ماعرف عَليش حزينة و تتلاطمين ؟

 

– يوم عن يوم اتأكد انتِ وحدة بلا فهم

 

سمره :: احترمي نفسج و اوزني چلامچ عدل

 

– كلامي موزون بس انتِ الي عقلج ما متوازن ، تلوميني
و تكرهيني لأن كذبت عليچ بس حَبيتي عزيز رغم غشه
و خداعـه وين الانصاف بحكمج علينا ؟

 

فلت وجهها و ظل تتلفت يمنى يسرى خاف احد يسمع ، صاحت بخفوت :

 

سمره :: حسج گصري ، يو تريدينهم يچتلوني، عاد حفظنا سوالف الچنات

 

– و آني مو چنتكم ، بقائي هنا مؤقت لابد يصحى عزيز و يظهر الحق

 

لمعت عيونها بحزن واضح و راحت تبوح بالشيء الشاغلها :

 

سمره :: شني البينج و بينه ؟

 

ضحكت بسخريـة على عقلّها الصغير :
– ما بيني و بينه شي ابن خالي وبس

 

سمره :: بس هو يحبچ زينب كالتلي خطبج قبل لا تصير الطلابه هاي

 

– اكو فرق بين اليحبج و الي تحبي ، عزيز خطبني و رفضته
و ماعندي اي مشاعر تجاهه و مو ذنبي اذا چان مهووس بيه

 

حسيت باحد خطف بالحولي ، اشرت لسمره تسكت ، مشيت ادور ما لگيت احد ، رجعت للمطبخ لكيتها مهبوطة و تلوب :

 

سمره :: صخام الصخمني ، بس لا سمعنا واحد

 

– اهدئي ، ما اتصور اكو احد

 

سمره :: شمدريييج انتِ شمدريج

 

– لو سامعين تتوقعين يسكتون الج ؟

 

سمره :: عساهم لا سكتوا كلشش كارهة روحي و الصار
و السبه انتِ

 

– باوعيلي سمره صحيح اني غلطت من جذبت عليج و گتلج عزيز اخويـه بس صداقتنا جانت صادقة ، جنت محتاجة لصديقة و اخت تحن عليه ، انت و زينب و بنين ماجنت افكر أؤذيكم يشهد ربي

 

سمره :: بس اذيتنا جذبتي علينا و استغليتنا ، الچذب ماهو هين يكسر گلوب و خواطر و كسر الخواطر يوجع اكثر من كسر الظهر ، انه شلون اصدگ بيچ بعد شلون اثقن بيج و انتِ جيتنه بفلك ما صاير ، عايني هل خسرتي روحج و حنا خسرنا بنين ، و آنه مثل الكاعد و النار وَجت بيه من الصوبين كسرتني بنونه و هضمني عز…..

 

– قاطعتها قبل لا تكمل
ششش ، لا تحجين هيچ ، و مسحي دموعج قبل لا يفوت النه احد ،
جففت دموعها بسرعـة و همست :
سمره :: مالچ غرض بيه بعد لو اوجن بنار

 

دخل اواب للمطبخ يصيح بمرح :
– خويـه وين صارت الباچـة ؟

 

-عكدت حواجبي لثواني بعدين فهمت قصده ، ضربت راسي بخفـه :
يووو نسيت الچاي ،

 

باوع لسمره و صاح :
– شبيها ام طنكوره گالبه شنافتها

 

سمره :: اكول فارج احسنلك ترى اكولن لغياث ينعنع ضلوعك

 

اواب :: عوينة ابوي روحي كليله ، ذاك هو جويعد بالصالة گالب البچم چن السفن غركـانه

 

-صفنت على كلامـه ، يعني غياث نزل ، اشو ولا حسيت بي
عفتهم يتناكرون و رحت صبيت الچاي ، و ناوشت الصينية لاواب ، اخذها و عينـه على سمره و يدندن :

 

اواب :: وليفي چاي و عيونـه سُمر.

 

ردته بخزره خلّته يشرد ، و آني بداخلي اضحك على ملاطشهم
راح و هي راحت لغرفتها ، ام عقل عايفـه اواب الميت عليها ومجلبة بعزيز المعتل اجتماعياً ،

 

***

 

اليوم خميس يعني يسوون ثواب لاهل البيت عليهم السلام
و لأموات المسلمين و المسلمات و لامواتهم ، يلتمون العمام عند الشيخ ، يتعشون و يتعللون لليل و يرحون ، قبل المغرب بدت تتوافد الخطار ، ابو اواب و مرته و ابتهم وهاب و مرته
وجهاله ، ابو احلام و مرته و احلام ، بالاضافة لسعدية ، و ام هارون و خواته الصغار البيت انملى ما شاء الله ، الكل سلم عليـه طبيعي الا بيت ابو احلام و هذا شيء طبيعي يعتبروني غريمتهم ، و الفصلية الي أجت كتعويض بمكان حفيدتهم بالرغم من توصيات و توضيحات الشيخ بأني مو فصلية ، بس نظرتهم هي هي و ما تتغير مدام زواجنا صار بهاي الطريقة ،

 

توزعوا الخطار النسوان الكبيرة كاعدات يم البدوية وسعدية
والبنات الشابات تكترن بوحده من الغرف يمارسن العابهن
و يتبادلن اطراف الحديث حول احلامهن و تطلعاتهن المستقبلية،

 

اما الشابات الي بعمري و أَكبر استلمن دَفة القيادة بالمطبخ وآني بس عيوني تتلاكط اروح و اجي خابصة نفسي و اي فايده ما بيـه مو ما اعرف اشتغل لا اعرف بس بطيئة حيل
وادقق هواية بسبب الوسواس القهري العندي و هن الشاهد الله شاطرات و گلوبهن حارة و نظيفات بشكل ، احلام تولت الخبز تخبز مثل المهفاية و تصفط و مرت وهاب و زينب استلمن الطبخ و سمره و آني نسوي سلطات و خضرة و لبن و رَبحـه كل شويـه مادة راسها بجدر و مترزلة بسبب نفسها الدنيـة

 

اذن المغرب و الكل توجـه للصلاة و بعد ساعات هسـه يله شفته نزل سابح و لابس دشداشة سوده و لاف سبحته على ايده ، يهلي و يمرحب بالكبير قبل الصغير ، ماگدرت اشيح بنظري عنـه شكله و يا لمعـة الحزن الي بعيونـه جسّدت صورة خلاقـة للرجل الجنوبي ، هذا الرجل انعجن طينه ويا المصائب عجن و صار الشجن جزء من هويتـه ،

 

غياث يشبـه هواي رجال فَذه استقبلت المصائب برحابة الايمان
و روضت الألم بالصبر و الاحتساب ، فقد ابوه ، فقد اخوه ، انسجن و تعذب ظلم و آخرها فقد بنته و ما زال يقف بشموخ
كالنخل الباسقة ، مضطر ما يحني ظهره لأن يعرف على هذا الظهر اكو حمل ثقيل ماممكن يطرحه للارض ،

 

اجت عينـه بعيني تعاتبني او يمكن تلومني و تگلي لوما انتِ
ماكنت اوكف هاي الوكفـه و لا البس هذا السواد ، لا ارادياً دمعت
و اشحت بنظري بعيد ماريد انوجع أَكثر ، رجعت اكمل الي بديته ويا سمره الي بدت تتقبل وجودي شويـه ، لهناك و دخل مهران مسرفن ردانه و موزر الدشداشـه و لاف الشراويـه شايل سمجات بأيده :

 

مهران :: الله يساعدهم ،

 

– ردن النسوان الحاضرات : و يساعدك خويـه

 

مهران :: هاچن بويه هاي السمچات زهبن و ان شاء الله مأجورين

 

– راحت زينب تناوشتهن منه بكل نداره هاي لو اني اشيل هذا العدد الا ارجعهن يلبطن من جديد

 

صبن النسوان كم صحن و راح اواب يوزعهم عالجيران
والمحتاجين و من خلص توزيع بدوا ينقلون الصواني للديوانيـة الكبيرة ، و صارت اكبر سفرة عملاقة شهدتها عيني ، ابد ما عشت هيچ اجواء و لا اعرف اكعد بوسطها ، احس العيون كلها موجهه عليه و بالحقيقة محد بحالي ، الزلم كعدت بسد الشيخ من اكبر عم لاصغر حفيد و النساء على الجهة الاخًرى ، سموا بسم الله و بدوا ياكلون ، و هنا رجعت لنقطة الصفر الكل قريب من بعضـه الى اني أحس بروحي غَريبه عنهم و أَشبـه بالمنبوذة

 

احتاريت شلون اواجـه نظراتهم ، مُحاصرة مابين نظرات الحقد المرسلة من عمهم صابر جد بنين و من احلام الي تريد تفترسني
وما بين نظرات الشفقة و الاستعطاف من زوجـة و چنة العم ماهر اما نظرات التوعد من البدويـة هاي بحث اخر ،

 

خلص العشا وقبل لا يكومون من السُفرة ابتهلت اصواتهم بقراءة سورة الفاتحة للاموات و لمن ذكروا أسم بنين حسيت گأن
انطعنت بآلة حادة بوسط گلبي ، مادري شلون سيطرت و ما نزلن دموعي بس صوتي أَختفى و احسني مثل المُتهم بقاعة المحكمة بأي لحظة ينددون بجريمته و يطلقون حكم الاعدام عليه ،

 

رفعنا السُفرة و توجهنا للمطبخ كل وحدة أَخذت مهمة الي تغسل الصحون و الي تنظف و الي تبخر و الي صبت الچايات و عدهم الولد يتكفلون بالتوزيع رغم ماعدهم احد غَريب ، بديت أَحس بدوار و مثل الحركة بمعدتي ما متعودة عالهوسة و اللمة و التعب ، صاحت نوارة مرت وهاب :

 

نوارة :: خَية شمالج وجهج اصفر و تروطين يمنى يسرة

 

باوعتلي عَمتها و ابتسمت :

 

ام اواب :: اظنها مشكلة

 

ابتسمن كلهن خلف الاصابع ، احجي بداخلي هسه غير افتهم شكوو ؟

 

ام اواب :: يمتى آخر شهرية الج ؟

 

اتسعت عيوني و أَحس صخنت ، عزه هاي قصدها غير شي

 

ام احلام :: يا حبوبة شني حباها و لبط ، توهم معرسين

 

ام اواب :: شني صارلهم مدة من عرسوا الما طلعت حبلة اكص ايدي منا

 

أَجيت ادحض ادعائها لكن اجـه صوت البدوية خلفي سكت الكل

 

البدويـة :: هسه وكت هذا الحجي ، بيا حال احنه

 

احلام :: والله عمـه انه هم ردت احجي ، بيا حال احنه تونه دافنين بنيتنا و حلوچنا مليانه دم

 

– تفشلت ام اواب و بعد ما حجت و احلام تعاين بخبث كأنها حققت انتصار ما ،

 

لوقت متأخر من الليل هارون اخذ امه و خواته و سعدية لبيوتهن و النسوان الكبار تكترن على جهة يسولفن و الولد متجمعين بالديوانية و الباقي من عدنا بالمطبخ ، زينب ترخصت و راحت لبيتها ظهرها يوجعها و آني بقيت بالملعب اتصدى الهجمات المُرتدة من احلام وسمرة الشكلن فريق ضدي

 

احلام :: ااي شلونچ خية شلونـه غياث وياج ،

 

-باوعتلها بجمود و تمتمت :
الحمدلله ،، زينين

 

تبادلن نظراتهن هي و سمره سوا ،

 

احلام :: چا يكولون امس رد من الباديـه شني خرج و لم يعد

 

سمره :: ههههه

 

– لا حبيبتي هو خرج بس عاد ملهوفاً لمن سمع بيه مريضة

 

احتقن وجهها و سكتت ، صايرة لطيفة يا بعدي

 

سمرة :: اروحن اصبن چاي ،

 

كامت سمره و هي تقربت تحجي بهمس

 

احلام :: انتِ مو من هاي الديرة حسبالج العيشه هنا هينـة مثل عيشتج ببغداد ، عايني وجهج صوفر و حلكج ابيض من التعب

 

– همست بنفس نبرتها
هسه ما اعرف انتِ دا تنصحيني ؟ لو تلوميني لو شنو ؟

 

احلام :: انه جاي انبهج هالزواج من ساسه غلط و بالاخير ما يصح الا الصحيح

 

– كلكم نددون بهذا الشعار ، انتظر الصحيح الي يصح شنو هو

 

مافهمت كلامي عفتها و گمت لان كلش تعبت ، ترخصت منهن
وصعدت للغرفـه جانت مفتوحة و كنتور غَياث مفتوح ، باوعت
بأستغراب احاجي روحي

 

بالله الغرفـه ما بيها مفتاح بس ليش بابها مفتوح و ليش كنتوره مفتوح ، معقوله من بدل نساه ؟

 

تناولت الامر بشكل عادي و ما ردت اسيء الظن ، سديت كنتوره و رحت اخذتلي هدوم و طلعت غراضي مال السبح و الضامتهم بمكان سري و خالة اشارة على العلاكـه ، صفنت حلى حطة ايدي بس صدك موضوع يقهر ، انك عايش وسط هذا الخوف
و الشك كله ،

 

دخلت اسبح ، و مدري ليش راودتني نفس الافكار ، مثل واحد يكعد بليل عطشان يروح يشرب مي و يحس اذا سد باب الثلاجة راح يطلعله كائن مخيف ، اني هيج احس اذا افتح عيوني جوه الماي او التفت راح اشوف شي يخرعني بس بعد تورطت ، شطفت روحي من الشامبو بسرعة و بداخلي اقرأ ايات
و اردد بقلبي اللهم اني اعوذ بك من الخبث و الخبائث ،
المشكلة بس من اكون وحدي اسمع هسهسات غريبـه ، معقولة هاي هلوسـه بسبب كثرة العلاج الي اخذتـه ذيج الفترة

 

نشفت روحي وبدلت ، لميت غراضي و طلعت ركض للغرفـه ،
مثل الواحد الچان يركض بمضمار سباق و وكف يلتقط انفاسـه

 

امشط براسي و فكري سارح ، يا ترى الي دا اسمعـه حقيقي لو بخيالي ، ايدي تعبت من التمشيط باوعت لشعري باقيله شوي و يطخ بكاحل رجليـه ، يراد قص لاطرافـه سعاد مجانت ترضى يطول هلگد و على طاري سعاد حسيت بروحي مشتاقـه الها
رغم خبثها و منطقها الغريب بس تبقى جزء كبير مني و الها دور بتربيتي و بتشكيل شخصيتي ، علمتني شلون اتكلم
و شلون افكر و شلون اعيش افعى وسط الذيابه ، بس ليش من حطيت رجلي بهاي الديرة بديت اتجرد من هاي الشخصية
و بدت تنسلخ مني سعاد ؟

 

اتصلت بيها رنَّة و رنّتين ماجاوبت ، عاينت للساعة الوقت متأخر يمكن نايمة !

 

صافنة بحيرة للتلفون الي بعده بأيدي و افكر ، هسه لو عندي ام مثلاً اتصل بيها و احجيلها يومي لو اخت تسمعني بدون ملل او أَخ يتفقد احوالي او اب حريص يهمة شلون وضعي
انحدرت دمعـة يائسـة مني و مسحتها بالعجل ،

 

انفتح الباب و دَخل ، بطلّته الرزنـه و الهدوء المبالغ ، صفنت عليه و اسأل نفسي يا ترى لو التقينا اني وياه بغير عالم
وبغير ظروف راح احبـه ؟

 

اجـه صوته يقاطع افكاري :

 

غياث :: هواي تصرفين صفنات

 

بأنزعاج رديت :
– قابل صافنـه عليك

 

غياث :: چا عليمن على ابوي ؟

 

– سكتت ما ردت اخليه يستفزني ، توجـه لكنتورة و نزع الدشداشـه ، گبل درت وجهي بس لفتتني الندوب الي بظهره منظرهم كلش بشع و كل ندبـة ماخذه مساحة من ظهره كأنها آثار جلد ، انخمش گلبي و تمنيت اعرف شصار وياه بالسجن

 

غياث :: وين مفتاح الغرفة ؟

 

جاوبت رأساً :
– اختفى

 

غياث :: شنهي الاختفى ؟ ، خاف ضميتي بمچان منا منا ونسيتي

 

– مستحيل انسى ، ذاكرتي حديد و ما انسى بسهولة

 

غياث :: مشهودتلج

 

گمت من مكاني ممتعضة اصيح :
– ترا بزعتنييي متمل

 

طفر عليه مثل النمر چلب بذراعي

 

غياث :: حسّج كصري لا اكص لسانج

 

باوعتله بعيون مدمعة
حرر ايدي حيل و همس :

 

غياث :: ما احبن المرة التعلي حسّها ،

 

– تخصرت گدامـه و تذكرت ميقبل گبل عدلت وكفتي ، ضم ابتسامة شامته على طرف شفته ، صحت :

 

اريد علاجي لو سمحت

 

غياث :: شنهي دوه كحة تاخذينه ثلث وجبات ، مو ناوشتج الصبح وحدة

 

– لا اريد هسه ، اريد انام

 

غياث :: نامي محد كاضج ، انه هم اريد انامن

 

رفعت حاجبي بتساؤل : وين تنام

 

غياث :: بالحمام ، وينن غير هنا ؟

 

چتفت ايديـه و هتفت :
– غرفتك صارت اليـه ، شوفلك غير غرفـة

 

غياث :: اخاف ما ترضين ، ياهو الكالچ عدنا فندق

 

– ومنو الگالك راح انام يمك ؟

 

غياث :: بطلي سوالف العيارة هاي ، انامن هنا و مالي غرض بيچ .

 

– بس ..

 

غياث :: لا بس و لا غيره ، اخذيها چلمة مني ما اتدنالچ ، بس مال اطلع من الحجره و انامن برا ، هيج تخليني حجاية بحلوجهم

 

– صفنت بكلامـه صحيح ، اجـه ابالي اسألة عن الغرف المقفولـه
زين هاي الغرف البقيـة ليش مقفولة ليش ما مستخدمة

 

سكت ثواني و بعدين رد :
غياث :: لا تشغلين بالچ بيهن و لا تسألين عنهن بعد

 

اقترب وَخر اللحاف و مدد بطوله لابس بجامة و صدره مكشوف

 

ارتبكت ،، همست :

 

– شنو حتنام هيج ؟

 

ايده على عيونـه و يحجي ببرود :

 

غياث :: اي هيج انام خما عندج اعتراض

 

بسخرية علقت :

 

– شنو محتر

 

غياث :: ملتهب !

 

بعبوس رديت :
– شسالفة الجو زين و السبلت مشتغل

 

غياث :: ودددد ، تعالي نامي

 

– بس منطيتني العلاج

 

غياث :: اللهم طولچ يا روح ، ذاك هو بكنتوري فوك اشربي
و نامي خلصيني وراي شغل

 

برطمت شفايفي مثل الجاهل ، احس كلش وكعت بورطة يلا انتظره ينام يلا انام آني

 

رحت للكنتور نفسه الي لكيته مفتوح ، اول ما دخلت ، الدوه حاطه بمكان عالي ، انداريت لكيت انفاسـه منتظمة شبسرعة نام ، احاجي نفسي هسه شلون راح اجيبه ؟

 

گمت اكمز حتى انوش طرف العلاگة ما حسيت الا هو واكف ورايه ، تحنطت و كطعت حتى النفس ، امتدت ايده و جر العلاكه ، اخذتها منه بلا ما اندار ، احس بقربه احس بأنفاسه تضرب خصلات شعري ، مد ايده و گف شعري على جهـه ، نصه وجهه لمستوى نحري ، حرارة شفته لامست جلدي ، أنكمشت على روحي وانسحبت من جواه وكفت على جهة :

 

– شدسووي ؟

 

اتقرب بهدوء و عيونـه تاكل بيه ، مرر اصبعـه بخفـه على زندي يهمس بنبرة مرتخيـه :

 

غياث :: ممسوي ، بس اريد اسوي ؟

 

– ملحكت ارمش ، لكيته يخطف خصري و يسحبني الـه غمضت عيني بقوة ، رصيت علاكـة الدواء بأيدي حيل و بلحظة مر شريط ذكرياتي كلـه امام عيني ، فتحت عيونـي وجهي بين ايديـه و يحاول يلثم شفايفي ، همست :

 

– انتَ رجال حُر و آني ارض محتلة لا تزرع بيـه شتلة ، ترا تموت !

 

فتح عيونـه مصدوم ، مثل الغافي و اجتـه صفعة ، ابتعد فوراً
توجـه للكنتور ، اخذله بدي ، طلع و رشك الباب وراه اجـه يخلعـه ، بچيت من الموقف من اللحظة و من الكلام الي گلته، چان صعب عليه اكوله بحق نفسي و بهيج وضع بس هاي آني و هذا طبعي ما انسى ثاري حتى لو كان كلمة عابرة ،
من القهر أَخذتلي حبايتبن و نمت ..

 

***

 

كعدت متأخرة من النوم وأَحس راسي راح ينفجر من الصداع ، عاينت الساعة فوك 12 عزة بعيني ، طفرت من السرير عدلت الفراش شلون ما كان و اخذت ملابسي و غراضي و انطلقت للحمام ، البيت سنطة شنو معقولة هم طاكيلهم حباية مثلي و نايمين ؟

 

سبحت عالسريع ، بدلت و طلعت لكيتـه بالغرفـة سابح متأنق بتراكسود اسود بارز عضلات جسمـه ، صبحت عليـه و رد التحيـة طبيعي كأن كل شي مصاير البارحة

 

اجفف براسي عالسريع و امشط بسرعـه ، صاح بتنبيه

 

غياث :: على هونج شني كطعتي راسج مو هَيچ

 

– يمعوود دشوف الساعة ، تأخرت هسه زينب خطية وحدها

 

غياث :: على راحتج يابـه ما عدنه شي ، اليوم احنا نرچبلچن

 

– انداريت متفاجئة

 

شلون يعني ؟

 

أَقترب جر المشط من ايدي و جرني بأتجاه السرير ، گعد
و وكفني گباله بحيث انطيته ظهري ، يتصرف براحتـه و آني مثل الي انطوه بنج ميتحرك راح يمشط شعري بهدوء و يحجي بنبرة أَهدأ :

 

غَياث :: تگدرين تگولين هواية ، بين جمعة و جمعة نطلع للهور و نصيد هالقاسمة الله طيور مي على سميچات ، نوزع منهن للمشتهين و الباجي نتغده بي ، هسه نسچر التنور مثل الخوش اوادم و نرچب ذاك الغده يلوك لهالحلك

 

ضحكت على طريقته بالكلام ، سألته :
– هممم مو حارة عليكم

 

غَياث :: حنا ولد هاي الكاع و حرورتها تسري بدمنا ، متعودين على حرها و شمسها و هم نطلع مبچر ، يكون الجو اشوه

 

– حبيت الاعبـه شوية:
گلبك حار ، بس ايدك باردة تمشط على كيف

 

غياث :: الشعر زرع الگلب ، لزوم تعاملينه برحمة ، و انتِ تملشين بيه تملّش

 

– اي عيني طلعت سبع صنايع ، مزارع محترف و صياد ماهر

 

غياث :: الزراعة تعلمج الصبر و الصيد يعلمج ضبط النفس ثنينهن نعمة بحياتي

 

– زين دعلمني الصيد

 

وكفت ايده و سكت ثواني ، طوق خصري و دارني عليهِ بحركة سريعـه :

 

غياث :: شعلّمج و أنتِ صياده بالفطره

 

– جمدت بين ايديـه ، تمتمت بخفوت :
شلون بالله ، و بحياتي ما التقطت شي

 

– غرس اصابعـه حيل بجسمي و همس :

 

غياث :: الا صدتي ، گلبي ، و هو خضيري حُر جريمة ينصاد

 

گام وكف على طولـه ، شلت راسي باوعتلـه هيبه و كل شيء بي حلو بس الحقيقة الواكفة حائل بيني و بينه مشوهه كل شيء
اندفعت بنفسي متهربـه منه و هو هم خلاني براحتي ، حك انفه بتوتر

 

غياث :: يله اني نازل ، اخذي راحتج

 

طلع و آني تعصبت منه و من نفسي و من هاي الوضعيـة لشوكت ، ابقى اتحمل و أَكابد مشاعري ، اريد اختفي منا و ارجع لحياتي ، اريد اختفي من يمـه قبل لا اوكع اكثر ،

 

شلون قدر اجيت لهنا و بگلبي واجـه نار الثار و كل ظني هو المطلوب اليـه ، و طلع المطلوب ميت و ما باقي منـه اي أثر ،
و قبل لا تهفت نار كلبي بهاي الحقيقة ، اتقدت مرة لخ و تصاعد لهيبها بمشاعر أَخرى ، مشاعر نولدت بظروف غلط و بوقت غلط ، تايهة و ما اعرف وين اولي بروحي ،

 

***

 

مشت الايام بوتيرة سريعـة الا اني احس حياتي وكفت الصبح الزلم تروح لشغلها و الشيخ بالمضيف يحل الطلايب و يساعده مهران ، و غياث ما بين المحطة و المشتل حتى بالليل مرات يتواجد مرات لا ، يجي وجه الصبح اعرف ساعتها عنده شغلة يخلصها ، رغم الحكومة بدت تسيطر على الوضعية و عيونهم مساهرة على تجار الممنوعات و الاسلحة ، بس هذا ما يمنع اكو خلايا خفيـة توسع تجارتها بلا ما يحس عليهم احد ،

 

آني وياه مثل الاقطاب المتنافرة كلما يريد يقربني اله ، اندفع بنفسي بعيد الموضوع بدأ يتعبني و يتعبـه ثنينـه نحمل مشاعر لبعض و منكدر نصرح بيها او نترجمها لافعال ،
ننام بنفس الغُرفـه بس أَجسادنا منفصلة ، رغم قلّة المسافة
الي بيناتنا بس بعيدين كلش عن بعض ،

 

فجأة لكيتني احبـه بلا شعور و جاهدت حتى اخفي هذه المشاعر و ما اظهرها ، الشي الي اثر سلباً على نفسيتي
وصحتي ، رجعت لعزلتي و لانزوائي بعيد عنهم ، العلاج صار ما يجيب نتيجة او بالاحرى نتائجة سلبية ، كثرت الهلوسة
والكوابيس ، صرت أَخاف من يجي الليل خصوصاً من ما يكون يمي و هو تقصد يبعد عني و يعاملني ببرود

 

چان الوقت ظهريـة ، حارة و ملل كاعدة لوحدي ، الكل نايم
و بس ثقل الصمت عائم بالمكان ، اباوعلـه نايم رايح بسابع حلم ، اشتهيت اشرب كهوة ، عفته و تسحبت من الغُرفة بهدوء
نزلت سنطة بس صوت همسات و انتحاب قادم من غُرفة البدوية ، اخذني الفضول امشي على اطراف اصابيعي الباب مفتوح عالنص و ربحـة واكفـة تسولف منصية راسها ما لفتني صوت البدوية الي دترزلها بقسوة و لا صدمني شلون تعاملها مثل العَبد المملوك ، لكن صعقني منظر ربحة لمن انتفضت
وجرت شيلتها ليظهر راسها بمنظر صادم ، فراغات كبيرة براسها خالية من الشعر فقط خصل نحيلة متناثرة هنا
و هناك ، اجـه صوتها يعاتب بألم :

 

ربحـه :: كل هذا الصار بيه و تكليلي شمسويـة ، منهو مثلي يحمل هالمصايب و يسكت ، صنتج كل هالسنين صنت سرج
و هسه طلعت ماخوش و ما بيه فايده

 

البدويـة :: چبي ولا چلمة ، كومي ذلفي من وَجهي لا بارك الله بيچ ، چا انه كتلج صيري خوثـه و خليها تشوفج يطبج حريشي يالخايسة

 

– انصعقت بالي سمعته و خفت اظل بعد و تطلع ربحة
و تشوفني ، مشيت مسرعة خطواتي للمطبخ ايدي على گلبي الي يريد يقفز من بين ضلوعي ، افرك صدري و اصبر بروحي

 

دخيلك يارب يعني النية جانن يوكعن شعري ، دبّ الرعب بجسمي و لمت روحي لان ما حاسبتها على فعلتها بوقتها هسه اذا احجي منو يصدگني ؟

 

يعني ربحـة البيدق الي تضربني بي ، بدون ما يبقى عليها شك لان ربحة مستعدة تضحي بروحها و لا تنطي بالبدوية

 

اشتعل جسمي من الغَضب و طلعت من داخلي ود تربيـة سعاد
الشريرة ، ود الي اذا كرهت تحرك و تقتل و مايرفلّها جفن ،
عفتهن ملتهيات بمكانهن و رحت تسللت لغرفـة الادويـة ، اعرف هيج وقت مفتوحـه و ربحة تجهز الخلطات ، سافرت عيوني بالمكان و عيوني تدور على شيء معين ، گلبي يضرب بقوة
كره ، حقد ، خوف ارتباك من الفضيحة ، اخذت الدواء الي جيت عليه و رحت اصب محتوياته بأكثر من خلطة و عقار مجهزته مسبقاً ، اشيل من هذا و اخلي بهذا، و احدثت فوضى عارمة بقلب الادويـه ، فرغت الشيشة ذبيتها بسلة زبالة محطوطة بباب الغرفـة ، التفتت يمنى يسرى و تأكدت ماكو احد ، طلعت
و بوجهي صعدت للغرفتنا ، دخلت و اني احسّ گلبي راح يوكف من الخوف، انتبهت غياث ماكو بفراشـه اسأل نفسي :
عزاا وين راح ، اجـه صوته ورايـه :

 

غَياث :: ووين جنتي ؟

 

– صفنت عليـه و مثل الجَتني لحظة ادراك ، اني شسمعت
و شسويت ، غَوشت عيني و صرت اشوف وجهه يتكرر لنسخة و ثنين و ثلاثـة ، بعدها مَحسيت بشي ،

 

ضربات خَفيفة ، و رائحة قويـة افتح عيوني و أسدها ، زينب
وغياث گدامي يباوعولي بقلق :

 

زينب :: ود،، وده ،، تسمعيني خَية

 

غياث :: سالفة ضغطها ماخوش ، اريد اوديها لدكتور بلچن يطيح على علّتها

 

زينب :: افاا ، خو خلي ميمتك تشوفها ، چا طب العرب احسن

 

– اريد اجاوبها لساني ثكيل ، بديت اتذكر و أَتخيل لو صار بيه مثل ما صار بربحة و خسرت شعري ، بچيت و البچي تحول لشهكات و الشهكات صارت صرخات ، صرت اعيط بلا شعور

 

طلعووووني منا ، رجعوووني لاهليييي

 

صافنين عليـه بصدمـة ، صرت املخ بوجهي و شعري ، اجـه غياث كعد يمي و قَيد ايديني ، صرت افالت جواه اريده يهدني

 

غَياث :: لچ اهدييي شبيج تسودنتني

 

زينب :: دخيل العباس شبيها شصايرلها ؟

 

غياث :: امشي جيبي دواها ، فوك الثلاجـه

 

صرخت بوجهه :
ما اريددد دوووه ، اترك ايديه ،، خابرولي كفاية ، طلعونييي منا

 

لزم ايديه ثنينهم بتك ايد و بأيده اللخ يريد يشربني الحبة ، درت دسها بحلكي تفلتها رأساً ، انهاريت و كأن طلعت مني شخصية ثانيـة ، صاح لزينب :

 

غياث :: خابري عَمتها خلي تجي

 

زينب :: هسه ادكن عليها

 

– طلعت زينب و بقينا آني وياه ، ترك ايديـه و تهاوى جسمي بتعب عالفراش ظليت أَون من الالم ، الم گلبي و جسمي القاوم كل هاي الضغوطات ، بچيت و انسابن دموعي و عيونـه بچن بصمت قاتل

 

صفن عليـه ثواني و محسيت الا دسّ اديه جوه جسمي
ورفعني لصدره لمني و قَيدني بحضن قوي ، لدرجـه حَسيت بضربات گلبه تضرب بضلوعي آني ، اجـه صوتـه يعاتبني بغصـه :

 

غياث :: ولچ چم دوب احبنّج و تحسين ، چم نوبة اموتن خاطر تحنين

 

– ضميت راسي بصدره اناشغ مااكدر احجي ،
بعدني شويـه و همس بصوت مكسور :

 

غياث :: شيلي راسج و تنوعي لعيوني ، گليلي ما احبنك مثل ما عاشگني عشگ المجانين ، گليلي اكرهك بگد الشوك الشايلـه اليـه ، گليلي ما اريدنك مثل ما تريدني مثل شهك الانفاس ، گليلي و آنه اعوفنّج و أهجن اشوفلي دبره لروحي العليلة بيچ

 

– شلّت راسي و باوعت بعيونـه ، حتى لو ردت اكذب عيوني تفضحني واذا اكول عكس الشايلته بگلبي رعشة شفايفي ما تسعفني ، قررت اخلي حدّ لهذا الوجع و أَريحـه و أَريحني همست :

 

حتى لو حبيتك غَياث ،، احنا ما نرهم سوا ، صعب

 

اخذ وجهي بين ايديـه ، و يبعد خصلات شعري بعناية يحجي بخدر سطرني :

 

غياث :: ليش ما نرهم ؟

 

– اخوك ، امك ،، جـد…

 

قاطعني مخلي ايده على شفتي

 

غياث :: شششش احجيلي عني ،، عن غَياث لا تشيلني ذنب مو ذنبي و آنه مثلج هم انظلمت

 

قاطعته :
– و آني اشوفهم بيك ،، ما اكدر

 

ترك وجهي و أبتسم بمرارة :

 

غياث :: و شگد سويتي بيـه و شكد جرحتيني ، ما اشوفن بيچ غير المرة الحباها گلبي ، خيعونه گلبج شكد گوي !

 

لحظات و دخلت كفاية و زينب ، من اللهفة احس رجليه انشلت ما گدرت اكوم من الجرباية ، نصت لمستواية و حضنتني
و ثنينه نبچي اشواكنا و قهرنا ، تركونا و طلعوا بقينا بس اني وياها ، گعدت گبالي و تمسح دموعي :

 

كفاية :: شبيج يبعد هلي و طوايفي ، ليش هيج حالج و جوه عينج اسود ، گليلي شمسويلج هالملاعين و علي هسه اخذ عوزيه خنيجر و ارميهم

 

ضحكتني رغم الحالة المأساوية ، تساءلت :
– خنجر جابج ؟

 

كفاية :: چا منو يجيبني غيره ، حسبة اخيج صار

 

– و النعم منـه

 

لزمت حنجي و همست بقلق :

 

كفاية :: سولفيلي شصاير ، شنهي هاي حالتج ؟

 

– شسولفلج كفاية ، و آني سويت مصيبة بگد راسي ، تهورت بساعة عصبية !

 

ضربت صدرها بخوف و همست :

 

كفاية :: اندهرنا يالعباس ، سولفي حبوبـة شفينتي نوبه ؟

 

– بديت أَقصّلها كل الي عشته خلال المدة الفاتت ، ابتداءً من سالفة الاحلام ، الهلوسـه و موقف ربحة و البدوية وصولاً للسالفة السويتها بالعيادة !

 

ضربت حلكها و صاحت :

 

كفاية :: الله يصخم وَجهج على هاي الفاينـة ، ولچ هاي ارواح ناس ، الله يطيح حظج !

 

– آكل بأظافري و أَرجف ، سألتها بقلق :
ليش هذا الدوه يموت مو يكولون بس يسوي اسهال

 

صفنت عليه ثواني و كامت تلوب تروح و تجي تدك على راسها :

 

كفاية :: يمه ،،يمه عوينة ابوي كون يگوم من گبره و يشوف شخلف ولچ دكتج حتى البرابيج ما يسونّها

 

باوعتلها بقلّة صبر :
– هسه جبتج تلوميني لو تساعديني ؟

 

باوعتلي بعصبية و صرخت :
كفاية :: شلون اساعدچ بالله ، اروحن للبدوية و اكللها وديدان خربت دوا الوادم و دارتلهم ملين و سكطت خلطاتج كلهن

 

– لعد شنسوووي ؟

 

كفاية :: ما اعرف والله ، نتاني و الله كريم

 

– رجف گلبي و گمت اتخيل اسوأ السيناريوهات بالبدوية بس اذا انكشفت شلون ، باوعت لكفاية و همست :

 

اخذيني وياج

 

ضيقت عيونها بعدم رضا و صاحت :
كفاية :: اااي عيني و زلمتج يرضى ؟

 

– اني وياه منرهم سوا ، قبل شويه كتله

 

كفاية :: شنييي ، شني شگلتيله يمفلوووكة

 

– هزيت اكتافي و همست :
هو گالي اذا متريديني اعوفج عادي

 

كفاية :: و انتِ گلتيله ما اريدك ؟

 

– أحس حصرتني بزاوية ، صحت :

 

گتله ما نرهم !

 

كفايـة :: خوش گومي زهبي رويحتج و انه راح اكللهم اخذها ترتاح عندي .

 

بين المقتنعة و الما مقتنعة بالرحيل ، گمت حضرت نفسي
و جنطة صغيرة لميت بيها ملابسي و غراضي الاحتاجهم وعلاجي ، لبست صايتي و لفيت حجابي عدل و طلعنا ، نزلنا سوه اني وياها لاكتنا زينب و على وجهها تسلطت علامات الاستغراب ،

 

زينب :: شنهي يوده وين العزم خيتي ؟

 

– دخل غياث من برا بوجه متجهم عبوس ، خاطبني بلهجة حادة :

 

غياث :: ناويـة تطلعين بلا ما تاخذين شوري يا ود ؟

 

كفاية :: السموحة منك خويـه ، الفرخة مالها خلك اريدن اخذها چم يوم ترتاح ابيت ابوها

 

غياث :: بس ابوها ما گالي ، انتِ ياهو الوصلج ؟

 

احتقن وجـه كفاية و جاوبت بحنق واضح :

 

كفاية :: جاباني خنيجر ، ليش خما عندك مانع ؟

 

– بلحظة تبدلت ملامحـه و ابتسم ابتسامـة مليانه شَر و كأنه يگول هلاا بالطلايب ، عافنـه و طلع ، عرفت الي ديفكر بي صحت وراه :

 

غياث اوكف !!

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية ساقي الود) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق