رواية ساقي الود الفصل العاشر 10 – بقلم هالة ال هاشم

رواية ساقي الود – الفصل العاشر

چتف ايدينه وهتف
غياث :: لا اعتبري قرار ساري المفعول من هاي اللحظة .

 

– ثقتك بروحك عاليه ، عموماً خليني اموت و لا اصير الك .

 

غياث :: لهذه الدرجة تكرهيني ؟

 

– اكرهكم كلكم ، انتم اخذتم امي مني و هواي اشياء يصعب شرحها

 

غياث :: حلفتلج بالله خالق الوجود ، مو آنه الچتلتها ، چان اخوي و مثل ما انظلمتي انظلمت ضعفين ، و مثل ما عشتي يتيمة ، عشت آنه غَريب .

 

هلّنْ دموعي بس شفايفي تضحك ، بأستهزاء صحت :
– غَريب ؟ امك البدوية و جدك الشيخ و الناس هاي المحاوطتك كلها و تگولي غَريب ؟

 

ضربت على صدري حيل و صرخت :
لعد آني شأكول ، اني مو بنت هاي الديرة حالي من حالك ليش نفوني بعيد ، ليش خسرت امي و ابوية و فرصة يكون عندي اخوان مثلك ، ليش عشت اليتم مرتين مرة بأمي و مرة بأبويه
ليش محد حماني بوكت الي اعتازيت الحماية لييش

 

لأول مرة اشوف دمعته الي ظلّت متعلگة على طرف رمشة بشموخ ، صاح بصوت مخنوك :

 

غياث :: ما راح تفهمين ، الفرق ما بيني و بينج انت تگدرين تسولفين هَمج ، بس همي ما تشيله جبال ، اكو فرق يا بنت الناس بين التحبينهم و يحبونج ، هلي و ناسي المحاوطيني على گولتج انه فديتهم بدمي و عمري و مالي مو لأن انه ملاك ، بس لان تعودت انطي و ما اخذ ، اضحي و ما احجي ، انوجع و ما اكولن اخ .

 

أَقترب مني و صرت أَحس بضربات انفاسه السريعة ، شلت راسي باوعتله ، كان بياض عيونه احمر مثل قرص الشمس من يتوارى وقت الغروب.

 

غياث :: تلوميني لأن خسرتي امج و ما عشتي مثل باجي الجهال ، چا و آنه همين چنت جاهل ، من مات ابوي جدام عيني
و جابلت موته بثبات ، اخافن يكولون موش كفو و ما گدر يحوي كسرة ابوه ، جنت جاهل لِمن انجبرت اشيلن التهمة عن اخوي المريض ، و چان عظمي رچيچ لمن طاحوا بيه تعذيب بسجن الاحداث .

 

– مريض ؟

 

باوعلي بعيون مترددة ، خايف من ألم الاعتراف
غياث :: جان عنده مرض عصبي يخليه يفقد ، ما يشوف أحد جدامه ، اذا ابتلش بواحد ما يعوفه الا و حاط بي چسر لو علّة .

 

هزيت راسي بعدم اقتناع:
– مافهمت شنو علاقة مرض أَخوك بمقتلها ، أحجي ما ظل عندي صبر بعد

 

غياث :: أخوي چان يدري ابوي مات بسبتها ، شكد حاولنا نسيطر على الحالة من تجيه ماگدرنا ، چان يشوف حسرة امنا و يتم سمره ، جان يحط الصوچ بموتت ابوي بكلشي مو خوش يصير بحياته ، و يكول لو بس ابوي عايش !

 

– اخوك قرأ المذكرات ؟

 

هز راسه بنفي و صاح :
غياث :: ما يحتاج يقراهن و هنة ينعادن عليه كل يوم .

 

بمرارة همست :
– امك اكيد

 

غياث :: مرة انلچمت برجلها مرتين مرة لمن عشگ غيرها و مرة من مات بسبة معشوگته

 

– مفهمت انت دا تبرر افعالها ؟

 

غياث :: ابد و الله ، بس بعض النسوان غيرتهن تچتل !

 

– لهيج غذت اخوك بالحقد و زرعت بي كل الدوافع الي تخليه يقتل امي وتطلع هي ربحانه بكبرياءها موو؟

 

انتحبت بصوت مسموع و استرسلت :
– شلون طاوعها گلبها تسوي بيكم وبيا هيچ ، و شلون الشيخ قبل بهاي التضحية ؟

 

غياث:: البدوية طاوعها عگلها و الشيخ لساع ما يدري بالصار
بس بعدما يهمني من هساع الدروا و المادروا بعد ما يهمني كل الي يهمني انتِ

 

تساءلت بفضول :
– وانت ،، شلون كابدت هيج تضحية و أنت بهالعمر ما خفت

 

غياث :: چلمة خوف ما توصف حالتي بذيچ الساعة من گلبچوني و خذوني وساعة القاضي نطق الحكم هيست رجليه ماتن و اول ليلة داخل السجن هيست گلبي راح يشگ صدري ويطلع ،

 

مشت الايام و كل ليله انامن و انه ما اعرف راح يطلع علي صبح لو لا ، اسهر حتى احمي رويحتي من بطشهم ، صح چنت سبع و اتظاهر جدامهم بالقوة بس داخلي غض ،

 

تلوعت اريدن اي طارش من هلي المابعد نشدوا عليه وين ماوين ، كلت نسوني بعد و انكطعت الظنه لجن طلع خالج مانع عني المراسيل و الزيارة .

 

– افهم منك امي ضاع حقها ، و انت انسجنت ظلم و زور ؟

 

تراجع للخلف ، دار ظهره عليه و بحركة سريعة نزع البدي الجان لابسه حتى ما لحكت اغطي عيوني و انصعقت بالمنظر الشفته ، اخر شي جنت اتوقعه خلف هذهِ الوسامة و الجسم المفتول جلد مشوه بكل المقاييس ، ظهره منقوش بندوب بشعة !

 

غطيت وجهي و صرخت :
– الله يخليك غطي نفسك لا يدخل احد ويشوفك

 

لبس بسرعة و اندار عليه يصيح
غياث :: حق امج خذتوه من طفل سنتين يتعذب جوه ايد خالج الظالم ماظلت وسيلة تعذيب ما جربها بيه ، كيبلات ، الالات حادة ، كهرباء ، وصل بيه الحال اتوسل بي يذبحني بس ما تجرأ يسويها لانه جبان و يدري وراي عشيرة تمسحه من الوجود .

 

غريبة حالتي لگيتني أبچيه بدل ما ابچي على روحي :

 

غياث :: يمكن راح تگليلي بس طلعت و رجعت لديرتك و ناسك وجدك سد حلك كل واحد جاب سيرتك بالموزين و راح اكلج اي يمكن جدي ما خلى ازلمة يفك حلجه و يتحجى بكلام عاطل عني لچن عيونهم چانت تحجي كل الي ما يگدر يكوله اللسان ، سنين و انه اجابه عيونهم و التهامس ، لحدما ضاكت بيه الوسيعة وشردت لبغداد ، هناك كملت علامي و اشتغلت وما رديت الا سمعت بجدي مريض و يحتاجني يمه ، شفتي غربتي شلون يا بنت الناس ؟

 

– صفنت بوجهه ما اعرف شأكول ، گلبي متعاطف وياه بس صوت عقلي ماخذ زمام الامور ، هدلن اكتافي بيأس و مثل كل مرة اجيه حتى اطفي ناري و اذب حركتي بي ، يغلبني و اطلع من يمه خالية الوفاض .

 

غياث :: انطيني فرصة اثبتلج انه مو الوحش الي متخيلته .

 

– الف فرصة ما راح تگدر تجمعنا ، اذا اقترب منك اتمرض لا والله يمكن اموت .

 

غياث :: اسعفج ، انطيج من روحي روح ، الثار ماراح يداوي علّتج ود ،

 

– هه منو يداويني لعد أنت ؟

 

غياث :: اداويج و أنتِ تدرين بهذا الشي

 

دنكت راسي متهربه من عيونه ، همست :
– صعب و بيناتنا امك و جدك و اخوك ، حتى بنت اخوك ، انت مستوعب حجم الكارثة الواكفة حائل ما بيني و بينك

 

ميل راسه بمستوى وجهي و بعيون تلمع حجه :
غياث :: افهم من كلامج ، دربي طويل و مليان عثرات ؟

 

هزيت راسي بنفي و همست :
– مابيني و بينك اي طريق ، نهر واسع انت بضفة و اني بالضفة اللخ

 

قبل لا يحجي ، عفته و طلعت و حلفت بعد ما اجي لهنا ، گلبي ينزف و يئن من الوجع .

 

ماردت ابچي ، ما اكدر أبچي اساساً ، كل جزء بيه متوجع مذبوحة بصمت و ما عندي قطرة دم اذرفها .

 

بيومها مشيت مشي مخابيل جوه حرارة الشمس و الرطوبة الي متنطاق ، وصلت للمدرسة و قبل لا ادخل انصدمت بخنجر الي يتانيني بداخل السيارة و وياه كفاية كاعده بالصدر و ترمقني بنظرات توعد و كأنها تگلي انتهت اللعبة و أنكشفت كل اوراقج ،

 

مشيت بخطوات يائسة غير مهتمة الها و لا اي شيء بهذه اللحظة يهمني غير اني ، اهرب ، اتلاشى و اختفي ، صعدت بلا ما انبس بحرف واحد ، انطلقنا لبيتنا ، نزلت امشي بخطوات على غير هدى ، جسمي من التعب احسه خفيف فقدت توازني لكني حلفت ما اوكع هنا ، لا اني قوية ،، شرسة و راح اقاتل بعد …

 

لحظة بس اقاتل منو ؟

 

كفاية :: شبيج تحاجين نفسج ، وووين جنتي ؟

 

انداريت ، باوعتلها بعبوس ، همست و آني قاصدة افتعل مشكلة وياها صحت :
– شعليييج !

 

اجاني الرد اسرع مما اتخيل ، صفعة نزلت على وَجهي مثل الماء البارد و كنت اطمع بالمزيد ، شلت راسي لازمة صفحة وجهي و بنبرة مستفزة همست :
– چنت يمه ، بنص محله !

 

فتحت عينها مصدومة و بلا تردد فرت وجهي بصفعة اقسى ، انجرحت شفتي ، مسحتها بطرف اصبعي ، دنكت راسي و صعدت ، صاحت وراية بنبرة مكسورة :

 

كفاية :: شجاي تسوين بروحج فهميني ؟

 

ما جاوبتها ، فقدت كل امكانياتي عن الحديث و الشرح ، فقدت قدرة التعبير عن مشاعري ، محد راح يفهمني اساساً ليش احجي ؟

 

من بعد هذا الموقف انزويت بروحي ، اغلب وقتي بالغرفة و رجعتلي حالة الكآبة ، ، راودني شعور اثقل من الحزن ، خلاني بمعزل عن الحياة و عدم كل رغبة عندي بالاستمرار ، كفاية احتارت بيه شلون تطلعني من هاي الحالة ، جنت صامته رغم مساعيها الحثيثة انه تخليني احجي ، فقدت الشهية صرت اشوف الاكل مثل السُم اذا اتناولة اموت ، و آني اريد اموت بلا معاناة .
احتاجيت دواء قديم جنت اخذه قبل ، ايام مراجعاتي للعيادات النفسية و تم تشخيصي بـ ( المنخوليا او الكآبة السوداء ) وصيت خنجر يجيبه و المسكين ما خلى مكان ما دور بي و ما لگاه ، مثل ما معروف بوطننا الجانب النفسي مهمل و ان المريض نفسياً ما هو الا انسان يا اما يتدلع او ممسوس !

 

اندكت باب غرفتي ، توقعتها كفاية فأتظاهرت بالنوم لكني فوجئت بصوت ابويه :

 

سليمان :: ود ، اعرفن بيج كاعدة ، كومي عندي راس چلمة وياچ !

 

مجاوبته و استمريت اتظاهر لولا انفاسي و علو جسمي
وهبوطه كعلامة للارتباك فضحوني

 

سليمان :: عود عليش كاطعة الاچل ، شني هم تريدين تنتحرين
هنوب ؟

 

جنت محمله منه هواي ، استجمعت ما تبقى عندي من قوة للمشاجرة و شحذت كل قهرة و وجعة بداخلي وخرت الغطا بقوة و كعدت نصف كعده عالسرير ، تفاجئ هو من حركتي و صفن يتمعن بملامح المرض و العذاب الي ارتسمت على ملامح وجهي ، ابتسمت بزيف و ارحبت بي بطريقتي :

 

– هلااا، بـ الحنين الشمر لحمـه ؟

 

عگد حواجبة مستنكر و ماتوقعت راح يجاوبني هيج جواب

 

سليمان :: ما شمرتج ، جنت اخافن عليج منا وديتج لمكان يحلمن بي كل بنات الديرة ،عشتي و تدللتي و درستي ، و محد گالج على عينج حاجب ؟

 

ضحكت و طعم ضحكتي مُر
-لا محد كالي علي عيني حاجب ، شيسوون بالعين و الحاجب و جسمي بين ايديهم

 

رجفت صفحة وجهه و ارتعشن ايديه ، تساءل بخوف :

 

سليمان :: جسمج ؟

 

-انتهكوا عرضك بابا وانتَ الي جنت تدفعلهم ثمن انتهاكي ،

 

انتفض و كام وكف يترنح و عيونه جحظن بصدمة :

 

سليمان :: لچ ، تحجين عدل لو ادفنج هنا ، شمسوين وياچ ولد الگلب هذول ، احجيييي !

 

– شگد جنت مستمتعة بتعذيبه ، لكن اعترف بهاي اللحظة انقهرت عليه ، الشرف غالي و بهذه اللحظة ابويه ادرك هو انطاهم شرفه و فوكاه فلوس ، صرخ بصوت مكسور :

 

سليمان :: احجي ،، لچ راح اترس حلكج الفاهي فشگ

 

لميت رجلي لصدري ، احاول اسكن رجفان جسمي و خوفي بهذهِ اللحظة ، خوف من الرجوع لبقعة اكرهها بالماضي ، جنت ارتجف مثل السعفة و أَشهك بكلمات مو مفهومة ، جاني صوته بنبرة اقل تهديد :

 

سليمان :: ألج الامان ،، بس لزوم اعرف يا بنتي

 

لحظة كال ، بنتي ،، شلت راسي و باوعتله و رحت الومه بكل ما املك من لغة عتاب :
– ليش بابا عفتني الهم ، انت بأيديك ناوشتهم السلاح و گلتلهم اقتلوها !

 

نضحن دموعة و شقن طريقها على بُقاع وجهه المليء بشروخ تقدم العمر ، استرسلت بحديثي :

 

– من اول ليلة تركتني سلام ضربني و عاقبني بحرماني من الأكل و كوني مريضة و خرسة چان حتى صوت بچيي ما مسموع ، و ما كان عندي جريمة غير الانين عليك ، ردتك تجيني و ما اجيت ،

 

و جنت اعاتبك بصوت قلبي عسى ان يوجعك گلبك عليه و هم ما اجيت ، اكتفيت من العناد و أيست و استسلمت و صرت مثل ما يحبون ، خرسة هادئة ساكنة مثل الموت من يخطف على الانسان و جنت اظن هذا السكون وراه فرج و راح اكافئ بجيتك و هم ما اجيت .

 

استغلّوني و استغلوا مرضي و تدهور حالتي و حلّت بعينهم طفولتي ، و اشتهوا يتمي و ضياعي و نهشوني مثل الذيابه من تترصد اضعف نعجة بالقطيع ، هيچ ترصدوني !

 

چنت انادي ضميرك بصوت أَخرس ، يكولون الاباء تحسّ بأحتياج اولادها حتى لو بينهم مسافات و الي يغص بالاكل يكولوله عزيز گلبك جوعان ، ما غصيت بيوم بابا ؟
ما وجعك ضميرك عليه ؟

 

اني مو بس جعت اكل ، اني جعت امان ، جعت وطن و جعت وجودك تحميني منهم ، لكن الي صار انت جنت تكافئهم بمبالغ ماليه و تسكت صوت ضميرك عني هيج !

 

انهد حيلة و تهاوى كعد يم رجليه على حافة السرير و صار يشهك بعبرات مخنوكه و دموعة تنساب بسخاء

 

و اني سبحان الله مدري منين اجاني الهدوء يمكن لان رميت بحمل ظهري على ظهر قلبه ، صاح مخنوك :

 

سليمان :: كليلي ، ياهو منهم الي جاسج ، كليلي كلشي لا تضمين عليه

 

سندت راسي بهدوء على ركبي المضمومة لصدري و اختفى صوتي ، فقط دموعي يتهافتن سكتة

 

گام و افتر للجهة الثانية بحيث صار گبالي و لأول مرة يحجي بنبرة حنونـه

 

سليمان :: احجي بويه

 

فريت عيوني عليه بلا ما اشيل راسي ، همست :
– اذا حجيت هسه شراح تسويلي ، الصار صار و اني الخسرانة الوحيدة .

 

سليمان :: كليلي و ماعليج بالباجي ، بروح امچ تحجي ، صرخ بصوت هز المكان :
– احجيييي !

 

دخلت كفاية وجهها ممرود و عيونها مورمة الظاهر جانت تتسمع ورا الباب من حركة گلبها و هي تصيح بي

 

كفاية :: خلصص يارجال ، مجاي تشوف البت كضت ، دمرتها الله يسامحك ، هسه جاي تلوم بيها عليش

 

سليمان :: و منهي لامها ، ولچ انه وديتها من خوفي عليها من البدوية و مكايدها ، من ابنها المسودن من ذكرى چتلة امها بهالمچان ، البت خرست و تمرضت اجت تموت و انه انكسرت بأمها و بيها وببوي ، ردت تعيش و تدرس بمكان نظيف
و اجابس سواد وجهي لوحدي ، شدراني يطلعون گوا***د ناقصين غيرة و ناموس ، التفت الي و عيونه تتجادح قهر ودموع :

 

سليمان :: بس گليلي شني يعني انتهكوج و ياهو الجاسج

 

كفاية :: بسك عاد يا زلمة سودنت الفرخة تسودن ، مجاي تشوفها شحالها و شصاير بيها

 

سليمان :: جاي اشوف و راح يچتلني القهر يسبتها ،

 

كفاية :: انزل جوه يبن امي و ابوي انه اظلن يمها

 

باوعلها بقلّة صبر و همس :

 

سليمان :: احجي وياها يبنت ابوي ، اليوم ما اهود الا و انه طايح على علّتها .
هزت راسها بأسف و همست :
كفاية :: روح مالك شغل انه احاجيها ، بس روح و خلي خنيجر يقيسلك السكر

 

دنگ راسه بحزن و طلع ، بينما هي جلست بسدي مدت ايدها تبعد خصلات شعري الفوضوية عن وجهي ، نزلن دموعها

 

كفاية :: عسى ايدي بالچسر كون گبل لا امدنها عليچ

 

ابتسمت بزيف و جاوبتها
– چنت محتاجة ضربتج !

 

كفاية :: ردتي تصحين ، طحتي و طمستي بهمج اكثر

 

– قنعي ابويه ، اريد ارجع لبغداد

 

هزت راسها برفض و كالت :
كفاية :: بعد العرفه ابوج ما ظنتي يخليج ترحين

 

غمضت عيوني حيل ، احسّ حلكي نشف ، تناوشت بطل المي الموضوع عالكومدي الي يم راسي ، شربتني نصه ، خذت شوية بأيدها و مسحت وجهي ، همست :

 

كفاية :: كومي اسبحج ، غاديه فدنوب

 

هزيت راسي موافقه ، لان فعلاً محتاجة اغسل ومابيه قوة لهذا الشيء ، طلعتلي غراض السبح و ملا بس اخذت بأيدي و دخلتني للحمام

 

فكيت شعري ، باوعتلي بتأثر متحامله على نفسها متريد تبچي ، لزمت ثوبي رادت تنزعني امتنعت بالبداية بس هي أصرت :

 

كفاية :: اعتبريني امج ، لا تخافين عود ، غطي المكان التستحين منه بشعرج و انه ما راح اطول اغسلج بساع و اطلعج

 

اومأت براسي محرجة ، لزمت ثوبي و سلتته ، و اني بحركة سريعه جبت شعري غطيت روحي بي ، ابتسمت هي بحزن

 

بطبعهم يحطون وعاء كبير( طشت ) يملونه مي حتى يبرد شويه ، حركت المي بأيدها و تردد آيات قرآنية و صارت تشيل و تذب على راسي ، غمضت عيوني و استرخيت و هي مستمرة تقرأ و على صوتها الخافت و سكون الجو انسابن دموعي بلا شعور ، غمضت براحة و ماحسيت الا على صوت شهكتها

 

باوعتلها ، ايدها على حلكها و بصرها مثبته على خصري
هتفت بمرح : عبالي مدري ششفتي !

 

كفاية :: وچ هاي شلاعبة يمدهورة ، شني داكه على خصرج عربيد .

 

جريت منشفة لميت جسمي بيها و اخذت طاسة المي و بديت اغسل براسي المليان شامبو ، هي بعدها مبهوته، صحت :
– شنو مشايفة وشم

 

كفاية :: چا ما اعرفن وشم ، و اعرف حرام الدك لا ونوبه داكه حية ، ماعرف شحجي بعد

 

انهاريت من گالت حرام ، ضربت وجهي و صرخت :
– حرام ؟ و الي صار بيه موو حرام

 

اجتي قيدت چفوف ايديه و هي اقوة مني ، بس اريد اضرب روحي بعد حتى ارتاح

 

بچت ، تحاول تهديني
كفاية :: اهدي حبوبة ، ما يجوز البچي بالحمام مازين عليچ بنيتي

 

– اخذت راسي حطته بحضنها و همست :
كفاية :: حاجيني وينها العلّة ، شبيج يبعد هلي منهي القاهرج هيج

 

صرخت بداخل حضنها
– كلها كفاية كلها

 

كفاية :: يولون ، انسي يبعد عيني و عيشي اليوم و باجر
و الفات مات

 

بعدت من حضنها ، و هزيت راسي بعنف
– الفات ما مات ، الفات بعده عايش بروحي ، شأريد انسى كتل سلام الي ، يضربني لحدما تشنج ايده لو انسى فترة طفولتي من جنت غافلة عن عيون خبيثة تتربص ببرائتي ، الرجال الي المفروض يكون مصدر امان و ثقة بالنسبة اليه شدراني تطلع اكو نية سودة خلف ضحكته المقززة و لمسات ايديه الوضيعة

 

انحدرت دمعة على خدي و استرسلت :
خالي سليم ، الجان يستفرد بيه يخفي سواد نواياه خلف قناع اللطف ، يلزم اكتافي بحجة اللعب و عيونه تخترق جسمي الهزيل جنت ادري يبوك مني شي بس ما جنت اعرف شنو
جنت احسّ بضيقه چبيرة بصدري بس ما فهمتها ، لان ماعندي صوت و اسأل و لا عندي أم تتفقدني !

 

شهكت كفاية بدموع ثكلى ومن بين دموعها راودها اسم و الظاهر جانت شاكة بي
كفاية :: عزيز ؟

 

ارتجفن شفايفي و قشعريرة سرت بجسمي حسيت بالبرد رغم النار المتقدة جواية ، همست بكسّرة :
– عزيز اله النصيب الأكبر بحطامي ، جان توه مراهق و الكاع ماتشيله من مشاكله بالمنطقة ،حتى دراسته مو فالح بيها سنة ينجح و سنة يرسب الى ان بمرة من المرات ، مدري جان شمسوي بس الظاهر مشكلة جبيرة بحيث لزمة خالي سلام
وكتله كتله موت بالنطاق و حبسه بالبيت.
و الظاهر ، جان يحسّ بالملل و الوحدة ، فلكاله خوش لعبة ،
جنت افز تالي الليل على لمساته و اكعد مرعوبة ، يحاول يطمني و يفهمني انه ماراح يأذيني مثل سليم !

 

لطمت على صدرها و صرخت بذهول :
كفاية :: صخام الصخم وجهك سليمان ، ذوله منين جابهم علينا و شلون ذباج هالذبه دخيلك يالعباس ، گلبي راح يشك صدري و يطلع من مچانه ، يعني السافل چان يدري بعمه يتحارش بيچ ؟

 

– يدري و هو الي مهدد سليم يبعد عني ، حتى يصفاله الجو !

حاوطت اكتافي و بعيونها يعوم سؤال واحد ، سؤال خايفه تسأله و تُصعق بالاجابة ، لكن ما عدها سبيل غير انها تغامر وتسألني :

 

كفاية :: كوليلي يمه ، هالمنعول الوالدين ، تگَرّبلج ؟

 

– دنكت راسي و نشغت بصوت مسموع ، لزمت حنجي ورفعت راسي تباوع لعيوني و تحاول تطمني و تحثني اواصل

 

اومأت براسي و همست :
– لحد الان ما انسى ألم ذيج الليلة ، جانت مرعبة بكل المقاييس جنت ارافس جوه ايديه و أَحس خلص راح يكتلني ، مجنت اعرف النية شنو ، لكن حالته الي تبدلت بلحظة ، حمار عيونه
رجفته و اصرارة الي يزيد و يا مقاومتي ، بأيد كاتم على حلكي رغم ما يطلع مني بس أنين و ايده الاخرى تجردني من ملابسي ، دارني بحركة سريعة و راد يكمل الي بدأ بيه ، بس صارعته و كأن الله انطاني قوة عجيبة ، لحدما خلص صبره
واستل الجگارة من حلكه و طفاها بخصري ، من شدة الألم عيطت و بهاي اللحظة خرج صوتي مثل انتفاضة شعب ضد الطاغوت .

 

انبهت لونه و تراجع للخلف و ضليت ارافس و افرك بمكان الحرك و اصرخ : لييش ؟

 

چان اول مرة يسمع حسي ، تفاجئ بأن الطفلة الي امامه و الي ما عدها اهل شلون طلع عدها صوت ، عدها صرخة و عدها احساس بالوجع

 

لحظات و دخلت امه علينا شافت حالته شلون منزوي بعيد عني و يشاهدني بعين مصدومة بينما كنت مرميه على الارض و اتلوى من الألم .

 

صفعته أكثر من مرة ترزل بي و تصرخ بكتمة ::
– طفلة يا ظالم ششتهيت منها ؟!

 

مجان يگدر ينطق بشي ، دفعته برا الغرفة و اجتي شالتني ، سترت جسمي المفضوح ، بچت لمن شافت حالتي
و سبت اهلي الذبوني هاي الذبة ، ليلتها ما طلعت من يمي عالجت الحرق و للصبح تتوسلني ما احجي لخالي عن شيء مو علمود ابنها بس تدري خالي راح يذب اللوم بيه و احتمال حتى يكتلني .

 

كفاية :: و سكتي الهم ؟

 

– ليش عندي خيار ثاني غير اني اسكت ؟

 

دنكت راسها ما گدرت تجاوبني ، گمت من يمها تناوشت دشداشتي نشفت دموعي بيها قبل لا البسها ، لفيت شعري بالمنشفة و طلعت قبل لا اصعد منعتني :

 

كفاية :: احلفج بروح امج اكليلج لكمة ،

 

-هزيت راسي بلا بس اصرارها چان اقوى ، قلّصت عيوني عليها و لمعت بعقلي فكرة يائسة و حجيتها :
آكل ، بس تقنعين ابويه يرجعني لبغداد

 

لطمت على وجهها و صاحت :
كفاية :: بعد گل السمعته منچ تريدين ارجعج لبغداد؟

 

– لازم ارجع ، دكتوري هناك و علاجي مموجود هنا ، و اريد … سكتت !

 

كفاية :: شتريدين بعد ، شني البراسج يمفلوكة ؟

 

هزيت راسي بنفس و همست : و لا شي !

 

صعدت و لحكتني تتحرق فضول تريد تسمع بعد تريد تعرف شيء تخجل تسأله ، و اني مستمتعة بهذا فضولها رغم اعرف هي مالها ذنب بس ما اكدر امنع نفسي من السخط على العالم حتى لو كان معظمهم بريء من ذنبي ،

 

كعدت على ميز المراية ، اباوع لشكلي بضياع ، منتهية من التعب ، اخذت شعري بدت تمشطلي و عيونها بيهن حجي .

 

ابتسمت الها و همست : اسألي و لا تلوبين هيج

 

وكفت ايديها عن التمشيط و بتلعثم واضح همست :

 

كفاية :: كليلي انتِ بعدج ….

 

قوست شفايفي بسخرية و اعقبت
– بعدني بنية

 

بعد الي صار بيني بذيج الليلة ، سعاد جابتلي قفل لغرفتي و الموقف ما تكرر و عزيز التهى بدراسته و بالعلاقات عني و اني هم من بعد الي صار ما ظليت مهزوزة ، كبرت و اكتسبت الوكاحة و الفضاضة و الاحتقار لجنس آدم !

 

ايه و مشت الايام و انقتل سلام و ضاع دمة هدر ، و سليم قرر نسافر لسوريا و جابني لهنا علمود ابويه يطلعلي جواز و اسافر وياهم ،

 

احجيلج الصدك بداخلي فرحت ردت بس حتى اخش الديرة مرة لخ و جان عندي امل لمن يشوفني ابويه راح يتمسك بيه و يرفض يخليني اروح وياهم ، لكن الي صار اول ما شافني استنكر وجودي و رزل خالو سليم چيف جايبني للديرة و كأني موبوءة بفد مرض و راح اعديه !

 

من هاي اللحظة تولدت عندي الرغبة بالانتقام و الكراهية و الحقد على كل انسان ساهم بأذيتي اولهم اخوج ، بقيت احلم بيها ايام و ليالي شلون ادخل للديرة و شلون انتقم منهم و اني مجرد مراهقة صغيرة
و سعاد عززت كل مكنونات حقدي و وعدتني راح تساعدني بمبتغاي ، مثل ما ساعدتني على اخفاء هاي الندبة الي بخصري ، وشمتلي عليها افعى حتى كلما اشوفها اتذكر اني بهاي الحياة مجرد حية تلدغ و بس !

 

رجعنا و كملنا حياتنا طبيعي و كل ليلة تمر عليه احلم شلون ادخل لهنا وابلش انتقامي بس مجانت عندي اي خطة الى ان القدر قرر يخدمني و يسقط عزيز بشباكي دون اي جهد مني

 

اعتذرلي عن الي سواه بالماضي و اعترفلي بحبه ، لا مو حب انما هوس و تعلق جنوني ، شفتها فرصة ذهبية متتفوت ، واحد مثله و مثل منصبة يتخشخش و شاطر اكيد راح يخدمني
وسعاد ايدت الفكرة و كتله اني موافقة بس مهري غالي

 

كفاية :: مهرج ؟

 

– اي مهري جان ان احصل على انتقامي و هو الي يساعدني
و الا منين اكدر اتسلل للديرة وحدي و بأي صفة ، زورت اوراقي
و دخلت بصفتي اخت عزيز ، اجرلي مشتمل و سجلي بالمدرسة مال بنين بنت اخوه و جابلي كل معلومة احتاجها حتى ادخل لحياتهم ، لكن للاسف ما طولت الخطة و غياث كشفني ، توقعت راح يسكت و يستغلني حتى يشبع رغباته مثل اي معظم الرجال من يلگاله لزمة على مرة لكنه طلع رجال نشمي
و بلغ اخوج بكل مخططاتي و خلاه هو يحاسبني .

 

كفاية :: الله يصخم وجهج ، الله يصخمنا ، هاي الفلوك كلها ذابتها و انه ما ادري و لج فهميني عكلج وين من سويتي هالفاينه ، كليلي شراح يخلصج من عزيز و انه اكول الزلمة مالي ايده من يحجي ، طلعتوا متفقين و الماي يجري من جوانا

 

رفعت اكتافي بلا مبالاة و همست :
– هذا الي صار ، لكن اخر شيء جنت اتوقعه ابويه مخلي ايده بأيد عزيز و يشتغل وياه ، كمت من الكرسي وكفت بمواجهتها

 

– دا تتخيلين اخوج شسوه بروحه و بيه ، شجنتي متوقعه مني كفاية ، اعيش كل هذا المرار و اكول عفية زين سويتوا ؟

 

دنكت و اهتزن اكتافها تشهك ،

 

وكفت بمحاذاتها و شاورتها :
– اني لو الزم اخوج و بيت الشيخ يعقوب و أوج بيهم النار ما يرمشلي جفن !

 

رادت تحجي ، قاطعتها :
– اطلعي برا ، اريد انام و لا تجيني الا و انتِ مقنعه ابويه اروح لبغداد ، اجيب علاجي غيرها ماعندي اي كلام وياكم .

 

***

 

مرن كم يوم ابويه بعده ميبس راسه ، حالتي النفسية والجسدية انهارت ، صرت اتهاوى و اوكع بس اكوم من السرير ، جابولي مضمدة خلّتلي محاليل تعوض نقص الغذاء ، كفاية تباوعلي بيأس و ابويه يتهرب من شوفتي ، ما لكيت حل غير اني افتح تلفوني و اتصل بي بلكي يلكالي طريقة للهروب ، فتحت التلفون و انهالت عليه الرسائل من كل حدر و صوب
زينب و عزيز و سعاد و حتى غياث و مدري ليش رجف گلبي لمن لمحت اسمه فتحت المحادثة :

 

غياث :: وينچ ، ليش جهازج مغلق
– بيچ شي ؟
– ادزلج زينب ؟

 

بعدني اقرأ و جاني اتصال زينب ، ماردت اجاوب بس بالغلط جاوبتها

 

زينب :: صلوات عالنبي ، رحمة من فتحتي نقالج

 

بصوت مرهق جاوبتها :
مالي خلك اتلاسن وياچ ، تعبانه كلش زينب

 

زينب :: يااع اسم الله الزهرة شبي صوتج

 

– مريضة كلشش زينب ، و دكتوري ببغداد و علاجي ما موجود هنا و الوالد مسويلي اقامة جبرية

 

زينب :: عوينة ابوي ، دكتوريش شني يوجعج خية

 

– اااه يا زينب ، عقلي ،، دماغي الي يوجعني

 

زينب :: دخيلك يالعباس ، مجاي افهم عليج

 

– محد يفهمني اصلاً ، عوفيني زينب مالي خلك احجي اصلاً

 

سديته منها و طلعت رقم عزيز النذل ، اتصلت بي اجه صوته البارد و المستفز

 

عزيز :: هلاا

 

– عزيز ، ساعدني عفيه

 

عزيز :: خيير ، شصاير ليش هيچ صوتچ ؟

 

– رجعتلي الحالة القديمة ، مجاي اكدر انام و دماغي راح يوكف
محد غيرك يگدر يساعدني ، رجعني لبغداد بأي صورة

 

عزيز :: ارجعج و احميج بس الثمن شنووو ؟

 

-شنووو بعد يكفي اني سامحتك ع السويته بيه و اني طفلة

 

عزيز :: طايشش جنت و هسه مغرووم ، اموت عليج شوكت تفهمين؟
– اني شاردة من الزواج تريد تورطني بيك ، ساعدني الله يخليك مو وكت هذا الكلام

 

عزيز :: تزوجيني ود

 

– صفنت بكلامه و أشتعلت من الغيض ، صرخت بوجهه بكل ما املك من كراهية و غل و حقد دفين اله :

 

– لو تموت ، لو يشيلوك جنازة گدامي هم ما اربط اسمي بأسمك واحد منحط و خسيس و لك شنو عبالك نسيت ، لو سامحتك انت واحد غبي ، اضحوكة قشمرتك حتى اوصل لهنا بعد تحلممم تشوف ظفري يا قذر

 

سكت ثواني مثل المصدوم ويحاول يستوعب هاي اني لو غير انسانة ، اجاني صوته بنبرة تهديد :

 

-عزيز :: سهلة ، الما ربيتلچ علّة يا ود اطلع اني نغل مو ابن ابوي ، اني تگولين عليه قشمرتك و ضحكت عليك يا سافلة يا خبيثة صدگ لو كالوا العرق دساس و انتِ عرقج خبيث من شجرة خبيثة :

 

ضحكت بسخرية و اعقبت بتفاخر :
– الشجرة الخبيثة تشرفك يا جبان ، الشجرة هاي جانت حطب جاهز لكل معركة تسببوا بيها عارات و تنصلوا منها انذال مثلك
الشجرة هاي زفَّت العشرات من اولادها الخبثاء لمطاحن الموت حتى يحمون عرضك و شرفك و مالك يا رخيص !

 

عزيز :: ههه دخل يحمون عرضهم بالاول ، لو نسيتي شلون ذبوج علينا ذبة الچلاب ، تذكرين شلون جنتي ترافسين جواي

 

– ارتعشن شفايفي و مكدرت انطق بحرف زايد ، سديته بوجهه و انطيته حضر حقير منحط ، شكد ارتاحيت لان فشيت غلي بي شكدما انقهرت من كلامه بالاخير و اكول سبحان الله حب الارض غريزة فطرية تسري بدمائنا و لمن استفزني بأرضي لكيتني ادافع بكل ضراوة لكن ليش هاي الارض ما حوتني ؟

 

رجعت اتصلت زينب رنه و رنتين و الثالثة جاوبتها بيأس :
– گتلج مالي خلك احجي

 

زينب :: وديلي صورته بساع

 

بعبوس جاوبتها :
– صورة شنووو ؟

 

زينب :: صورة العلاج ، هارون يعرف صيدلاني مضبوط غاد منا

 

– لا تعبين نفسج زينب ، ما موجود هنا ، اساساً محد يعترف بي

 

زينب :: هسه وديلي الصورة و ما عليج ، ليش تلحين يا مرة

 

باوعت ، هاي راح تضل تلح عليه ، رحت طلعت صورته و ارسلتها الها بالواتساب
همست : دزيتها

 

زينب :: خوش يلا، باجر اجيج حبيبة بنين طاك گليبها على شوفت ركعة ويهج

 

ضحكت و اعقبت
– تعالوا هلا بيكم

 

***

 

ثاني يوم العصر اجتي زينب و وياها بنين ، و اني مثل الردت روحه لشوفتهم ، حتى كفاية تحبهن لان تشوف وجهي يورد لمن يجن
زينب :: يااع سوده بوجه ربحة شضال بيج يالمكموعة ؟

 

كفاية :: كليلها زنيبة بروح ابوچ ، يصير هَيج كاطعة الاچل فدنوب و عايشه عالمغذيات

 

باوعت لكفاية بعتب ، و عضيت شفتي

 

زينب :: چا انه ليش اجيت حتى اوچلها بأيدي و اذا عاندت انعنع ظلوعها تنعنع ، عاد هي لهسه ما مجربة ايدي بالطگ
روحي خالة زهبيلها الاچل اريد اشوف بنت ابوها الما تاچل اليوم

 

راحت كفاية و كعدنا اني وياها و بنين الي ما شالت عينها من ايديه ، عيونها تلمع بحزن اخذتها بحضني و سألتها
– شبيهن الحلوات منو مضوجهن

 

اخذت ايديه و باست مكان الكانيولا ، ارتعشن شفايفي من حركتها ، همست هي بعبرة مخنوگه
بنين :: هاي منو مسوي بيچ اوه

 

ضحكت و طفرت دمعه من عيوني ، صحت و اني اخذها بحضني
– يابعد الاوه و اهلها شو انطيني بوسه ، بوستها بكل مكان بوجهها

 

زينب :: فلك طرچن هسه انه شكو و دمعت عيني ، سوده بوجهك سليمان

 

عضيت اصبعي و صحت :
– اششش يمعودة ، جلدج حاكج لو شنو ؟

 

زينب :: يمه رجفت من الخوف ، اخافن ابوج يطكني

 

هزيت راسي بأسف و عضيت شفتي أأشرلها على بنين كاعدة تتسمع

 

زينب :: اطمني خية ، چا هي وين تشوف ابوج و تگله

 

بنين :: اريدن العب بشعرج ست

 

اومأت براسي و انطلقت وراي تفتح بالظفيرة

 

مدت ايديها زينب و طلعت كيس مال صيدلية من جنطتها ناوشته الي ، اخذته منها و تشكرتها بأبتسامة

 

فتحت الكيس و جانت بي اكثر من علبة ، باوعتلها بعتب ، همست :
– ليش هلكد مكلفة الرجال ، علبة وحدة تكفي و اساساً العلاج غالي
لوت شفايفها و صاحت
زينب :: و انه ياهو مالتي ، قابل من جيب ابوي ، كليله للزلمة الكلف الجابهن
بعبوس تساءلت :
– ليش مو هارون الي جابهن

 

زينب :: لا اخوه ، ماكو فرق بيناتهم ان شاء الله و ضحكت بخباثة

 

عگدت حواجبي و همست كازة على سنوني خاف بنين تسمع

 

– ليش سويتي هيج ، هاچ اخذيهن ما اريدهن شمرت الچيس عليها
زينب :: لااا حبيبه شلي غرض ، اخذي چيسج و روحي رجعيهن لصاحب الشأن انه مالي شغل بيكم

 

– اهاا هيج صارت ؟

 

تتغامز و تحجي بتخابث السفيهة
زينب :: اي هيج ، و بطلي تتعززين ، عكب صحتح محد يفيدج و انتِ عودين اتشكري منه بعدين

 

جابت كفاية الاكل و التمينا ناكل كلنا بسفرة وحدة جانت من اكثر اللحظات الفة بحياتي و الي ما جنت اتخيل هاي اللمة ما تكرر !

 

بعدما راحن صفنت بالعلاج ، حَسيت برفرفة بوسط روحي احساس حلو يصعب شرحه ، شعور انك مهم بالنسبة لاحدهم شي حلو بس الاحدهم ما جان شخص عادي و لا انسان عابر ، هذا بيني و بينه ثأر و دَم
هو طبيعي انك تشعر بالانجذاب لعدوك ؟

 

مشت الأيام ، و مع العلاج بديت اتماثل نفسياً للشفاء اختفت الكوابيس المزعجة و تخلصت من الافكار الجنونية بالانتحار ، جنت اتمنى ما ارجع لهذه الحبوب بعدما قطعت شوط كبير بالعيادات و لأن الدكتور نفسه حذرني من الادمان عليه لكن للاسف رجعت بعدما حكمت عليه الظروف الواجهتها و الجانت فوق قدرة تحملي .

 

محد تركني لا كفاية و لا زينب الي ما انقطعت اتصالاتها و جانت تلومني
لان ما تشكرت من غياث علمود العلاج !

 

وصلنا اواخر شهر الخامس من هذهِ السنة و الامتحانات النهائية على الابواب ، فكرت بحال بنين هسه لان اعرف شكد هي طفلة عنيدة و صعبة
بالاضافة لذلك محد مهتم بدراستها بالبيت ، تمنيت لو التقيت بيها بغير ظرف و صرتلها اخت كبيرة او ام و اهتميت بيها لكن شنگول تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .

 

بهاي الفترة اختفى عزيز و ماعد سمعت اخباره ، حتى سعادة بطلت تتصل بعد ما شافت تجاهلي لمكالماتها ، لكن الي لاحظته هو قلق ابويه المفرط ليل و نهار ما يطلع و يحرك بهالجكاير مبين عنده مشكلة و الي أكدلي هذا الشيء هو اقتراحه المفاجئ حتى نسافر برفقة خنجر فترة اني و كفاية لغير ديرة ،
و الي استغربته أَكثر هو عدم اعتراض كفاية الشيء الي خلاني استفرد بيها و احقق وياها ، نزلت لكيتها تلف كبة ، كعدت مقابيلها
– الله يساعدج

 

كفاية :: و يساعدج

 

– شالت راسها خزرتني و صاحت :

 

كفاية :: امشي لفي شعرج لا يطيح بالعجين

 

ضحكت ..
– اطمئني ماعندي تساقط شعر

 

قلصت عيونها عليه بتساؤل :
كفاية :: بحلجج حجي ، يو تذبينا يو تفارجين تا اكمل البيدي

 

– كوليلي عمتو العزيزة ، اخوج شعنده هالايام

 

ذبت العجينه من ايدها بخفة و باوعتلي بثبات

 

كفاية :: شبي ، چنة العافية

 

-هممم متأكدة شو احس عنده مشكلة عويصة

 

عوجت حلكها و صاحت :
كفاية :: عويصة شني ؟

 

– يعني صعبة ، چايدة على كولتكم

 

كفاية :: يتخيلج ، ماكو شي

 

– لعد منين طلعت السفرة هاي ؟ اول تالي

 

كفاية :: صدك مو وجه نعمة ، فوك ما يودينا نغير جو و انتنفس شويه

 

رفعت اكتافي بعدم اقتناع و همست :
– اتمنى يكون هذا السبب مو شيء آخر

 

تركتها و صعدت لغرفتي ، تناوشت تلفوني اريد اتصفح
و تفاجئت بالمسج الواصلني من عنده :

 

غياث :: العفو يابه .

 

قرأته بملامح معقوچة اريد افسره ما فسّرته ، اتصلت بي و رأساً فتح خط و گأنه التلفون بعده بأيده

 

همست محرجة : شلونك غياث

 

غياث :: هلا يابه ، بخير اذا انتم بخير

 

بتلاعب همست :
انتم ؟!

 

غياث :: أنتِ و گلبج و عقلج يعني أنتم

 

هسهست بخفوت :
خرب عقلك دائماً غالبني

 

غياث :: شگلتي ؟

 

– ولا شيء ،، سلامتك

 

جرله حسرة و استرسل :

 

غياث :: ليش ما اجيتي

 

– هممم و ليش اجي ؟

 

غياث :: تشكريني على سبيل المثال

 

– اشكرك ؟ ،، هاااه تقصد عالدوه اعذرني نسيت اسمحلي هسه اكولك شكراً

 

يتكلم بنبرة مرتخية مثل واحد منعس و كاعد جوه السبلت

 

غياث :: العفو يابه انت تآمرين خاتون

 

– ما يؤمر عليك ظالم

 

غياث :: اخ لو يحس الظالم

 

احسّ راح اموت من الخجل و من نبرته من يسولف ، باغته بسؤال حتى اطلع من ورطتي :

 

– بنين شلونها ، امتحاناتها اسبوع الجاي مو ؟

 

غياث :: زينه بنين جاي ادرسها والله بس مشتاكتلج چثير

 

– تشتاقلها العافية ، من رخصتك لازم اروح

 

غياث :: ود

 

– نعم

 

غياث :: اريد اشوفج شلون

 

بمكر رديت :
– شعندك تريد تشوفني ؟

 

غياث :: فهمتيني غلط ، انتِ الي عندج شي يمي

 

عگدت حواجبي افكر ، شنو الشي الي عندي يمه ، همست :

 

– ما اظن عندي شيء يمك

 

غياث :: عندج و انه هم عندي شي يمج ، شني رايج لو سوينا مقايضة ؟

 

– هممم حيرتني ترا ، مقايضة شنووو

 

غياث :: اردلج قامتج و ترديلي گلبي

 

.
.

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية ساقي الود) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق