رواية رحماك الجزء الثالث الفصل الثامن عشر 18 – بقلم أسما السيد

رواية رحماك الجزء الثالث – الفصل الثامن عشر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شيء في الأرض ولا في السماء..بسم الله الرحمن الرحيم…
~~~~~~~~~~~~
(المزرعه)
~~~~~~~~~~~~
اليوم التالي..
يهبط الدرج سريعا، بغضب.. حيث مكان ما صف سيارته تاركا إياها تأتي من خلفه ومعها عمتها..
بعدما غفلاه الاثنين، وأتوا للطبيبه النسائيه لتتأكد من صحة كلامه..
لقد إستيقظ من نومه، ولم يجدها بجانبه، جن جنونه وهبط يبحث عنها بشقة عمته..ولم يجدها هي الأخري..
هاتفها وأنكرت في البدء مكانها، ولكن مع علو صوته أقرت عمته بمكانهم..
وضعت نفسها بموقف لم يكن ليضعها به يوما، حتي لو أخطأت بالفعل..
دلف للسياره صدره يعلو ويهبط بغيظ..رن هاتفه، وسرعان ما أجابه..
ـ أيوا يا أفندم..
~~~~~~~~~
تعلم أنه حزين من فعلتها..لقد غفلته هي وعمتها بعدما راح بنوم عميق، وجاءت للطبيبه النسائيه لتتأكد من كلامه..لقد استغلت والدتها حقيقة معرفتها بنوع غشاء البكاره خاصتها واتهمت مراد زورا، بالأعتداء عليها..وهو ما أخبرت به زوجة عمها قبل ليلة زفافها..أي أم هذه، من تفعل بإبنتها ذلك..ولم تكترث بالعواقب..وماذا لو لم يكن عمرو زوجها، كيف كان سيتقبل غيرة الأمر..
زفرت وهي تهبط الدرج بجانب عمتها..وتشكر الله علي أجمل عطاياه التي تمثلت بعمرو..
وهتفت…
ـ عمرو شكله مضايق أوي ياعمتي، ربنا يستر علي إللي هيعمله فيا….
رمقتها عمتها بعتاب..وهتفت…
ـ وأنتي شايفه أن إللي عملتيه، وخلتيني اشتركت فيه ده ينفع يا كريمه..أش حال أني أقسمتلك إمبارح أن كل اللي قالته أمك كدب..
كريمه بحيرة..
ـ طب وإيه إللي خلاكي تتأكدي كده ياعمتو أصلا..
منيره بتنهيده وهي تميل لتستند علي الدرج تلتقط أنفاسها..
ـ أبوكي الله يرحمه مكنش بيخبي عني حاجه..طول عمرنا سرنا مع بعض..أنا فاكره اليوم ده كأنه إمبارح..
جه وهم الدنيا راكبه..سألته مالك..في الأول كان رافض يقولي لأن إللي ما تتسمي أمك كانت محرجه عليه..بس بالنهايه بعد ضغط مني قالي أنك بلغتي من يومين..وأنك كنتي بتتألمي بطريقه مش طبيعيه..ومن قوة الوجع ودوكي للدكتوره، والدكتوره أكدت لهم أنه دا عادي في حالتك..لأن غشاء البكاره عندك من النوع المطاطي..ومش هيتفض بسهوله ألا بالولاده الطبيعيه، أو علي أيد طبيب متخصص.
شهقت كريمه بتذكر..
ـ أيوا أنا فاكره اليوم ده..بس يومها ماما بعد الكشف قالتلي اخرجي استني بره..
اكملت منيره..
ـ ابوكي كان خايف عليكي من يوم زي ده..وأن إللي تتجوزيه ميكونش عنده علم بحاجه زي كده..ويأذيكي ويضيع سمعتك، وفرحتك..ووصاني يوم فرحك أكون جمبك وأحكي لجوزك..
ـ يعني أنتي حكيتي لعمرو..
منيرة بتنهيده..
ـ لا محكتلوش حاجه، ألا الصبح.. هو كان شاكك أصلا أنه يكون كده فعلا.. لأن عارف أن البريود بتجيلك بوجع، ولمار ومراد لما حكوله أللي حصل اتأكد أكتر، فتأكد أنه كده فعلا..بس هو ياحبة عيني زي أي شاب يابنتي، أنصدم ساعتها..أعذريه يابنتي.. ياريتني عرفته أمبارح..بس قولت أشوفه بيفكر أزاي؟..وياريتني عرفتك أنتي كمان..أنا غلطت يابنتي، وياريتني ما هاودتك ولا جينا هنا..اهو صحي وعرف وقلب الدنيا..ولسه أللي هيعمله فينا أما نروح..دا أنا مبخفش من أبني، زي ما بخاف منه…
كريمه بخوف..
ـ أنتي بطمنيني يعني؟
ـ ياريتنا ما جينا..أهي الدكتوره قالت نفس الكلام..
قلبت كريمه وجهها بإمتعاض..
ـ كان لازم ياعمتو….كان لازم أعرف السمع غير الحقيقه ياعمتي..
رمقتها عمتها بغيظ..وهي تعاود الهبوط..
ـ طيب يافالحه أنتي حره..أنتي وجوزك..أنا تعبت منك..ومنه..وشوفي هتراضيه ازاي..؟
وصلت للسياره وجدته ينظر للامام بشرود….
جلست بجانبه وبالخلف عمتها…
طوال الطريق تحاول فتح حديث معه وهو جامد صامت..
لم يتوقع ما اقدمت علي فعله..توقع ان تثق به وبحديثه..وأنه يصدقها وكفي..لقد وضعت نفسها موضع شك من قبل الطبيبة وغيرها…
كان خائفا عليها، كورده رقيقه..وهي ماذا فعلت بنفسها. تلك الغبيه.؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
ببيت معاذ
أماني بغيظ
ـ أيوا يامرتضي قلتلك جابها إمبارح..هتنفذ الخطه إمتا؟
ـ قريب..قريب اوي بس انتي خلي عينك عليهم..وخلي الممرضه تعمل اللي قولتلها عليه..
أماني بغل..
ـ الممرضه دي غبيه، وعلطول خايفه..ولولا إني بهددها كان زمانها كشفتني من زمان..
ـ ماتقلقيش عمرها ما تقدر تتكلم..عاوزك بس تأكدي عليها تحطلها جرعه المخدر بإنتظام، أسبوع، وهتلاقيها بقت زي الخاتم في صباعنا..وبكدا..
ـ بكدا أيه، أنا عاوزه أخلص منها في أسرع وقت..
مرتضي وهو يحتسي الشراب، وينظر لصوره خديجه بتقزز..
ـ متقلقيش كل شئ بأوانه حلو..
ـ أديني مستنيه..أما نشوف..
اغلقت الهاتف بحده..مردفه بغيظ..
ـ ماشي هنشوف يابت رضوان أنا ولا أنتي؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت رضوان..
ـ لا يا رضوان هروح لبنتي، يعني هروح..هيبقي لا فرح ولا صباحيه..
رضوان بتنهيده..
ـ ياوليه اتهدي هو دا أوانه..الناس مجروحين..وبعدين هتروحي فين، لبيت أمه..وهتدخلي إزاي من غير ما تسلمي عليها..إقعدي يا أم خديجه الله يرضي عليكي..وسيبي بنتك تعيش..
زينب بحزن..
ـ عندك حق..بس غصب عني كان نفسي أفرح بيها زي كل البنات..
رضوان بحنان..
ـ مين قال الفرحه بالصباحيه والفستان والكوشه..ما ياما ناس لبسوا وإتزوقوا وعملوا أفراح محدش عملها، وفي الآخر إتطلقوا ياأم خديجه..الفرحه بالقلب.. ادعيلهم بس أنتي بالهدايه..والذرية الصالحه…
زينب بإقتناع…
ـ عندك حق.. ربنا يفرح قلبك يا خديجه انتي ومعاذ يااارب
وقعت عينها علي ابنتها الشارده منذ البارحه…ولا تعلم السبب..
لكذتها بكوعها..
ـ مالك ياعملي الأسود أنتي..في عالم تاني ولاويه بوزك شبرين من ساعة ما جيتي من الفرح إمبارح ليه؟
نظرت خلود لها بهدوء ومن ثم..نقلت عينها لوالدها..
وهتفت بشرود..
ـ مفيش يا ماما أنا كويسه أهو..
لوت زينب شفتيها وهتفت..
ـ ماما..!
ودا من إمتا الادب ده…لا دا كدا الموضوع ده فيه أنه..
زفرت خلود وأردفت بغيظ..
ـ يعني لا ماما عجباكي..ولا زينبو عجباكي..أقولك أيه أنا بقي..متقولها يا سي بابا..
أبتسم رضوان علي شجارهم المعتاد بينما أشاحت والدتها وجهها عنهم بإمتعاض..
رضوان بحنان..
ـ مالك ياخلود..فيكي أيه..أمك عندها حق يابنتي..
رن جرس الباب فإستقامت والدتها، وهتفت بتأفف..
ـ أما أشوف مين أحسن القاعده معاك ومع بنتك تقصر العمر وأنا صاحبه مرض يا أخويا أنت وهي..
رمقتها خلود بغيظ وهتفت..
ـ شايف مراتك ياسي بابا..
قهقه رضوان عليهم وهدأ، مردفا بتريث..
ـ مالك ياخلود..من ساعة ما جيتي من الفرح وأنتي مش علي بعضك..في أيه بقي؟
نكست خلود رأسها بحزن وهتفت..
ـ مفيش يابابا..ما أنا كويسه أهو..
مد رضوان يده لها لتأتي بجانبه، فإستقامت وجلست بجانبه..فحاوطها بذراعه..وأردف بحب..
ـ ها قوليلي بقي..هو مراد ضايقك إمبارح..
هتفت سريعا..
ـ لا يابابا..مش مراد أبدا..
رضوان بحيرة..
ـ أومال أيه أللي مضايقك..
خلود بشرود..ولم تعي لمن دلف من باب غرفه الضيوف التي يجلسون بها..
ـ بابا أنا امبارح شوفت لمار أللي اتبلت عليا في فرح كريمه صاحبة خديجه، وبنت خالة مراد..
رضوان بصدمه بانت جليا علي ملامحه..كيف لم يعي لذلك..؟
رأت ملامح الصدمه علي أبيها، فأكملت..بلا خوف.
ـ وكمان طول الوقت كانت جنب كريمه وكأنهم أخوات..وكمان لما روحت الحمام وجيت لقيتها واقفة مع مراد..
جف حلق رضوان وحاول إبتلاع ريقة..ولم يعد يعرف كيف يجيبها..؟
ولكن خلود باغتته بالسؤال..
ـ بابا هو مراد اسمه مراد أيه؟
صمت رضوان..ولكن صوتا تعرفة جيدا..من أجابها..
ـ أنا اقولك أنا كل أللي عاوزه تعرفيه..
انتفض رضوان، وهتف..
ـ مراد..أنت هنا من امتي يا بني..
مراد بإبتسامه مضطربه..
ـ من أول ما خلود بدأت كلام يا عم رضوان..بعد إذنك ممكن أتكلم معاك شويه لوحدنا..
زينب من خلفه..بحزن لفشل خطتهم..ويبدو أنها لن تفرح بإبنتها أبدا..لقد أخبرها رضوان كل شئ منذ البدايه..
ـ ممكن طبعا..تعالي ياحاج عوزاك في كلمه بره..
هز رضوان رأسه ودلف للخارج وأغلق الباب خلفه..
انتظرت قليلا..وفتحت فمها لتتحدث ولكنه قاطعها بتساؤل..
ـ لما أنتي شاكه من إمبارح ليه مسألتنيش ياخلود..
نكست رأسها للاسفل، وهتفت بحزن..
ـ عشان كنت خايفه أللي في دماغي يكون صح..كنت شيفاك مبسوط..والكل مبسوط..وكريمه كمان متقلش عن خديجه بالنسبه ليا..خفت أبوظ فرحتها اللي إتمنتها من سنين..
هتف مراد بحيرة..
ـ طب وأحنا مروحين ليه مسألتنيش ياخلود..
أغمضت عينيها، ماذا تجيبه أنها خافت أن تصدم فتقتل فرحتها الوليده بقربه..خافت أن تنتهي الحكايه قبل البدأ بها وآثرت أن تعش الليله بأكملها بسعاده وبعدها لكل حادث حديث..
طالت بصمتها فهمس بالقرب منها.
ـ خلود رد عليا..
رفعت رأسها ونظرت بعينه..
ـ عشان خفت أسيء الظن فيك..أنا بطبيعتي مبحبش سوء الظن، ولا بحب أللي مبيفكروش..قولت أخد وقت وأفكر كويس..واسأل بابا..ممكن تكون قريبتكم من بعيد..أو أي حد..
زفر مراد بحزن..وجلس علي الأريكه خلفه واضعا وجهه بين كفيه..
بقي علي حاله قليلا..وهي تقف تنظر له بشرود. إلاا أن تجرأت وجلست بالقرب منه..تكاد تلتصق به..
وهتفت..
ـ مراد..
رفع وجهه ونظر لها بإبتسامه حزينه..فهتفت بتريث..
ـ أنت مخبي عني حاجه صح.؟
اجابها بوجع ينخر بقلبه..يشعر وأن الفراق آتيا لا محاله ولكنه عاهد نفسه أنه لن يكمل تلك الزيجه بالخداع أبدا..
لو لم تنتبه وتسأل والدها هي، هو كان آتيا بالفعل ليخبرها..
ـ خايف أحكيلك متفهمنيش..
أبتلعت ريقها..وهتفت بإبتسامه مصطنعه..
ـ هو الموضوع كبير أوي كده؟
ـ مش عاوز أخسرك، ومش عاوز إبني حياتي معاكي عالكدب والخداع..
شعرت بوجع بمعدتها فجأه، وهتفت..
ـ مراد، أنا خوفت احكيلي علطول..
أبتسم بوجع وهتف…
ـ أول مره تنطقي أسمي بالهدوء ده ياخلود..
صمتت فأكمل..
طب اقولك علي سر..
ـ تعرفي أني عمري ما حبيت أسمي أصلا..وكنت دايما أقول لابويا..ملقتش إلا اسم مراد ده أللي تسميني بيه..
كنتي سميني محمد ولا أحمد ولا أي أسم تاني..
كان يضحك ويقولي، وانت شايف اسمك وحش ليه؟
كنت اقوله..مفيش بنت هترضي تتجوزني بإسمي ده..
ساعتها كان يجي جمبي ويطبطب عليا..ويقولي..
أسمك اللي انت كارهه ده..بكره تيجي أللي تحببك فيه..
كنت أبصله بغيظ..وأفكر أنه بيريحني بالكلام..
لحد ما جيتي أنتي..وحببتيني في أسمي أللي فضلت عمري كله كارهه..
تلاقت نظراتهم معا…قليلا..هو بخوف..وهي بشرود تجمع خيوط الحكايه برأسها..
هتفت بهمس..
ـ أنت أخو لمار..مش كده؟
أغمض عينيه وغصبا عنه فرت دمعه وحيده من جانب عينيه..وهو يومأ برأسه..هاتفا بخوف من ردة فعلها..
ـ تحبي تسمعي الحكايه؟
أومأت برأسها بالإيجاب..فهتف سريعا..
ـ بس توعديني..
ـ بإيه؟
ـ تحكمي قلبك..وتلغي عقلك عشان خاطري أنا..
اومأت بصمت..فهتف برجاء..
ـ أوعديني عاوز اسمعها منك..
هتفت بهدوء..يثير الجنون به …
ـ أوعدك..
~~~~~~~~~
زينب بحزن..
ـ تفتكر هتسامحه وتمم الجوازه؟
رضوان برضا..
ـ اللي ربنا كاتبهلهم هيشوفوه ياام خديجه..مع أني لو عشت عمري كله مش هلاقي زي مراد لخلود..
ـ ما انا بقول علي كده ياحاج..وخصوصا أنه دخل البيت من بابه وجه دوغري..ومضحكش علينا..كبر في نظري أوي..ياريتنا طوعناه وقلنا ليها من الأول..وسيبناها تختار..
ـ عندك حق يا زينب..دي غلطتنا إحنا..كفايه أنه جه لحد هنا واخته اللي جت اتأسفت لينا..وشرحتلنا عملت كده ليه..
كل ما افتكر أن دعيت عليها، أقول يارب سامحني وأصلح حالها..دي مهما كانت عيله وطايشه..
ـ عندك حق يارضوان ربنا يهديها، ويصلحلها حالها وحال بناتنا يارب
ـ يارب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت رائد..
تجلس علي الفراش، واضعة يدها علي خدها بشرود..لما فعله بالأمس..
عينيها تذرف الدموع..عقلها يأتي ويذهب..لما فعل هذا.؟
ولما لم يصعد للأن؟
هتفت بغيظ..
ـ ماشي يارائد..ماشي أنا تعمل فيا كده..ال وأيه هاوديني..
اااه..
عضت كف يدها بغيظ….وهتفت..
ـ هتجنن…هتجنن..
flash back..
دلفوا للمنزل سويا..
رائد بهمس..أتسندي عليا، وأللي هقوله متعترضيش عليه..فاهمه..
هزت رأسها بالإيجاب..بلا فهم..وفعلت ما أخبرها به..
استقام الجد سريعا..
ـ قلب جدها..وروح جدها..سلامتك ياغاليه..
جز رائد علي اسنانه، متمتما..بهمس أخترق اذنها
ـ والله ما حد مخيبك ألا جدي ده..
صعقت ونظرت له بصدمه..فبادلها بأخري متوعده، فنكست راسها..
ـ مالك ياقلب جدك..
انتفضت علي صوته…وهو ينادي علي الخادمه..
الجد…بااااه في أيه يا واكل ناسك أنت فلجت البنيه..
رائد بغيظ..ماتنفلج ولا تروح في داهيه..اللي زي دي مينبكيش عليها..
شهقت زوجة أبيه بفرحه لم تستطع اخفاؤها…
ـ عملت أيه بوز الغم دي..
كانت ترمقه بصدمه..وهو يخبرهم ببرود أنها تسببت بقتل طفله، واجهضت نفسها بتناولها بعض الادويه كما اخبره الطبيب..
وحده الجده من أوقفه من الاسترسال..
ـ خبر أيه ده أللي هتقوله يا رائد..بجي في واحده هتموت ضناها بردك.
هنا بدأ بالصراخ عليها ونعتها بالقاتله..حتي أنه هددها بالطلاق وأرسالها لجدها..ولو ذلك الثأر اللعين لاعادهم لهم مطلقه..
لم تستطع الاستماع اكثر..وفتحت بالبكاء..وصعدت بوهن للاعلي والجد يعنفه..
ساعدتها الخادمه في الصعود..ومن وقتها ولم يصعد لها..
back..
جففت دموعها واستقامت من مكانها..تبحث عن أي شئ لتأكله..
ربتت علي بطنها..وهتفت بلا مبالاه..
ـ يالا ياقلب ماما..أكلك..ملناش إلا بعض..وخليه هو للحيزبونه أمه..تنفعه..
يدا قويه حاوطت خصرها بتملك، وضحكه رجوليه اثارتها..
شهقت وهو يتحسس جسدها بوقاحه..وهتفت بغيظ..شيل ايدك عني يارائد احسنلك..
ـ كدا يا ميسم اهون عليكي تسلميني تسليم اهالي للحيزبونه مرات ابويا..
أغتاظت من بروده ولكذته بكوعها في بطنه..فتأوه بتعب..
ـ أوعي أيدك دي عني..وليك عين كمان بعد اللي عملته إمبارح..
أبتعد عنها ورمقها بإمتعاض ومازال يمسك بيده بطنه..
ـ بقيتي ظك وهتفت باسف مصطنع..
ـ خلاص حقك عليا متزعلش..
أبتسم ببلاهه..
حاوطت عنقه..وقبلته من ثغره بهدوء..وهتفت..
ـ انا زعلانه منك..كده تسيبني أبات لوحدي إمبارح كنت فين؟
التهم شفتيها بعشق، وتملك، وهو يهمس من بين قبلاته لها..
ـ العبي غيرها ياميسم..أنا مصحصحلك اوي..
أتسعت عينبها وحاولت أبعاده عنها..وهمت بتنفيذ مخططها..
أثنت قدمها لتضربه بركبتها، ولكنه صدها بسهوله وهو يقهقه عليها..ويعاود تقبيلها من جديد..
ـ مش بقولك بقيتي عنيفه أوي..هااا.
افلتت نفسها أخيرا، وهتفت بصراخ، وهي تلكذه بصدره..
ـ أبعد يا رائد..أبعد..مش طيقاك..
أحكم حصاره عليها..
ـ ششش اهدي خلاص..يخربيت اللي يحبك ياشيخه..
هقولك وتهددي عشان اللي في بطنك..
جزت علي أسنانها..وهتفت بغيظ..
ـ أخلص..مبررك أيه، وسيب أيدي..
قبل خدها سريعا..وهتف وهو يحملها سريعا علي ذراعه
ـ رااائد..
رائد بخبث..
ـ الله ما تهدي بقي..مش عاوزه مبرر
ـ آااه..
ـ خلاص هقولك..بس اصبري..
ـ أف أهو…
~~~~~~~
امام شقه رائد..
أستمعت لصراخها وفرح قلبها.. معتقده أنها بخت السم بأذنيه من ناحيتها، معتقدة أنه يعاقبها الآن علي فقدانها للجنين عمدا بتناول أدويه لإسقاطه..
تسللت للأسفل كما صعدت إلي ان أصبحت خلف المنزل بالحديق..
رفعت هاتفها لتحدثها…
ساميه بفرحه..
ـ حصل يانوارس..حصل والجنين نزل..والعلاج أللي ادهولنا الصيدلي جاب نتيجه..وصدق أنها أللي نزلته..وسايباه حالا بيضرب فيها وعماله تصرخ..
نوارس بفرحه…يافرحة قلبي..يافرحة قلبي..أيوا إكده..ينصر دينك ياشيخه..أخيرا هطفي نار قلبي..عقبال ما تقيد النار من تاني بين العيلتين حريقه..
ـ هيحصل بس اصبري عليا..
~~~~~~~~
بالأعلي..
تفترش صدره بحب..ويديه تتغلغل شعرها بعدما قص عليها ما حدث ولما فعل ذلك..
تضحك بسعاده علي ما فعله الجد به بالأمس وكيف حكم عليه إلا يصعد لها عقابا له..وكيف إنهاال عليه بالضرب بالعصا من أجلها..
رائد بغيظ..
ـ بتضحكي؟
ضحكت أكتر وهتفت
ـ ااه.. بصراحه بتخيلك وجدك بيجري وراك بالعصايه زي العيال الصغيره.. جدو دا حبيبي..
جز علي أسنانه.. وهتف وهو يشدها من شعرها بغيظ..
ـ ميسم.. التمي احسن لك..
قهقت.. وهتفت..
ـ الله أنت متغاظ ليه.. عشان بقول أن جدو حبيبي..
قلبها سريعا واعتلاها.. هامسا أمام شفتيها قبل أن يخطتفهم بقبله عميقه جرفتها معه للهاويه..
ـ أنا هوريكي مين حبيبك أنا ولا هو؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمزرعة الرواي..
كل ما حولها يبهر العين ويشرح القلب.. يجدد الدعاوي والامنيات بالقلب..العمر رحله صغيره لما لا تتمتع أذن بها. وماذا ستتمني اكثر من ذلك….
ليلة غناء وضحك السيدات وقهقة الرجال..
وصوت غناء عدنان..وتشاركه فريده احيانا..
اغمضت عينيها تستمع لجمال الكلمات..
وعينيه تتطلع عليها، وكأنها ستخرج من محجريها..

 

أم العيون مكحله..مرت علي ربعنا..

 

شبه الورود ياهلا..لو كان بتسكن جنبنا..

 

كييف الغزال بمشيتها..تمشي علي خطوتها..

 

الله علي بسمتها…بسمه تداوي جرحنا…

 

أم العيون..مكحله..شبه الورود ياهلا..

 

تشبه ورود الندي..ماكيف عيونها حدي..

 

ياريت قلبي تسعده..ابنظره تجدد فرحنا…

 

الله عليها صغيره..هواها جلبي حيره..

 

وعاااه الليل وسهره…ياريت بتسهر زينا…

ام العيون مكحله

 

تغمض عينها وتفتحها، كل دقيقة لتتأكد ما أن كان ما حولها حقيقة أم خيال…وأنها هنا أخيرا بوطنها الغالي بعد سنين عجاف..وعشق الصبا مازال ينظر لها بنفس نظرة العشاق..
لطالما سمعت عن المزرعة..مزرعة العشاق ولكنها لم تتخيل أنها بكل هذا الجمال..
الليله هي الليله التي تسبق انطلاق السباق..والكل مجتمع من جميع أنحاء البلاد..
لقد تعرفت علي أناس لطالما سمعت عنهم وودت أن تلتقيهم..
كتلك التي تجلس ملتصقه بجانب زوجها غير مكترثه لشئ، ولا هو ايضا، يهمل حديث الرجال ويقترب بأذنه كل دقيقه يستمع لها ولضحكاتها بلهفه، كمراهق صغير
صبا الغجريه..زوجة أبن النوارس ألياس..عشاق المزرعه الصغار..
والشيخ قاسم وأمل..قصه عشق خلقت من قلب الكوارث والازمات..طارق وثريا وتوأمهم الصغار..وقصة عشقهم التي قصتها لها ثريا، وكيف عانوا ليصلوا لهنا، وكيف اخلص الغجري بعشقها طوال سنوات..
أخلاص يشبه أخلاص حبيبها الأحمق الذي ضحي بها..
عادت ترمقه بحزن..ودارت بعينها علي الجمع..لقد اخبرتها سليمه أن كل من هنا عشاق..المزرعه لا تضم الا العشاق..ولا تقبل إلا بالحب لا مكان للكذب والنفاق
لقد سمعت عنها حكايات وحكايات.. ولكن الحقيقه دوما غير الخيال..
انتبهت لصبا تغمز لها بعينها، وتشير لذلك البعيد الذي يجلس بجانب تلك السمجه، التي لو لم تكن هنا..لكانت أسعد اللحظات..وكانت الآن تستمع بالمكان بلا غصة بقلبها..
محمد ملك لها..حقها المكتسب لا اللمس ولا المساس..
العشاق حولها..اشعلوا نار الغيره بقلبها…
عاودت النظر لهم بإمتعاض وريتا تميل عليه تهمس له بشيء ما..
جزت علي أسنانها بقهر..تكتم غيظها وتتحكم بغيرتها قليلا..ستتسبب بفضيحه لنفسها..
ـ خليكي قاعده كده زي الخيبه لحد ما تاخده منك..والبت دي شكلها مش سهل..غبيه ياسولاف..
انتفضت علي كلام ياسمين زوجة عابد، وشقيقة فريده لها الذي لم تنقطع اتصالاتهم عن بعض يوما منذ رحلت..منذ تعرفت عليها وهم أصدقاء..ولم يمر يوم عليهم بلا أتصال..
رمقتها سولاف بغيظ، وهتفت..
ـ أف وأنتي عاوزاني أعمل أيه يعني يا ياسمين..
نظرت ياسمين لها بخبث واستقامت..وغمزت لها..
ـ أعملي زي ما أنا هعمل بالظبط..ولا أتنيلي أعملي أي منكش كده.. أتحركي يا بومه.. الواد بيضيع منك..
شهقت سولاف، وياسمين تشق مجلس الرجال لتجلس بجوار عابد الذي أبتسم لها، وبسط ذراعه لتحتمي به، محاوطا إياها بحب..ومال برأسه يهمس بأذنها بشيء ما..
أشاحت وجهها عنهم بخجل..وغصبا عنها عاودت لتخطف لمحه عليهم..وبقلبها بدأت الوحده والغيرة تتسلل لها..وهي تنظر للجمع أمامها..كل بجانب حبيبه..لا تعلم لما خطر معتز علي عقلها الآن..وتذكرت حنانه المفرط عليها..
نظرت لأطفالها الذي يثرثرون بأذنه بشيء ما..وسرعان ما أستقاموا يلهون بجوار الفرسان..إبتسمت بسعاده علي سعادتهم وفرحتهم..
لقد زاد وزن اطفالها، وتوردت وجنتاهم من الفرحه والسعاده منذ عادت للوطن..بدأو يتحدثون العربيه، وهي من حاولت عبثا ولم تفلح..لم يعاودا سؤالها عن والدهم، وأين رحل؟
لم يعنفوا بعض، ويتشاجروا بل بهتت روح الأسرة عليهم وأصبحوا أحن علي بعضهم البعض..
خانها تفكيرها، ورحل للماضي فاستقامت.. لتشتت ذهنها..
ساليمه بحب..أمسكت بيدها.
ـ لوين رايحه يا حبة القلب..
أبتسمت بحب..لتلك السيده الحنونه.
ـ هتمشي شويه..يا خاله ساليمه..
ساليمه بطيبه..
ـ متمشيش لحالك تتوهي إهنه بالمزرعة..نادي فادي..يوديكي مطرح ماانك عاوزه..
سولاف بتساؤل..فادي مين؟
قهقت ساليمه، فإقتربت سمر إبنة عمتها (زوجة راضي) منها وهتفت بخبث..
ـ بقي مش عارفه مين فادي ياسولا..؟
سولاف بحيره..لا معرفش..
حاوطتها ساجده من الخلف..وهتفت بنيه صافيه ولم تدري بالنار التي ستشعلها..
أني آجولك يا نور العين مين فادي..
فادي اللي هناك ديه..جمب القمر الأجنبي دي..
شهقت سولاف بصدمه وغيرة تملكتها..
فقهقت سمر بأعلي صوتها…فوصل صوتها لذلك الذي رمقها بغضب..وأشار لها أن تأتي بجانبه..
فكتمت ضحكتها، واقتربت من سولاف..مردفه بخبث..
ـ أنا شامه ريحة حد هينحرق من كتر الغيرة..
جزت سولاف علي اسنانها وهتفت بغيظ..
ـ سماااااااار..هولع فيكي..اسكتي بقي، وقومي روحي لجوزك..أف منك..
استقامت تتبعها ضحكاتهم عليها..تتأفف بغيظ كل ثانيه….
ـ ال فادي ال..ماشي يا محمد…
رآها تسير بعيدا فأنتفض سريعا من جانب ريتا، وهرول خلفها..
رأته آتيا خلفه..فشهقت وتقدمت سريعا..لتبتعد عنه..
تخطو ويتبعها..الا أن إبتعدا بعيدا عن الجمع.. وجدت نفسها وسط الجمال والأحصنه..فشهقت بسعاده..
ولكن سرعان ما اختفت، وهو يمسك بيدها..
ـ رايحه فين..؟
رمقته بإمتعاض وأفلتت يدها منه..
ـ أوعي يا فادي بيه..عاوزه أتمشي فيها حاجه دي؟
وبعدين.. أيه أللي جابك ورايا وسبت ست ريتا بتاعتك..
اقترب منها، وأمسك بيدها بقوه..وهو يود لو يخبرها أن ما بالقلب غيرك يا أغبي خلق الله…
نظرت ليده وهتفت..برجاء..
ـ محمد سيب أيدي..بقولك
هز رأسه بالرفض..وهتف بهمس..وهو يشير لحصان ما..
ـ تركبي؟
أبتسمت وتناست كل شئ بلحظه، وعادت تلك الطفله الذي كانت تتسلل ليلا لتركب علي ظهر الحصان..خلفه..
لمعت عينيها وأشاحت رأسها للجهه الأخري، وهتفت بحماس..
ـ لا عاوزه أركب ده..
اتسعت عينيه وهتف..
ـ جمل؟
رأت الرفض بعينيه فأقتربت تتوسله بطفوله..بذات النبرة التي دوما ما كانت تتوسله بها..
أمسكت بيديه الأثنين بيدها وهتفت برجاء..
ـ عشان خاطري يامحمد..بليز..
هز رأسه بالرفض…
ـ لا يا سولاف..هركبك حصان..جمل لا..
أقتربت منه أكثر وهتفت..
ـ طب عشان خاطر سولا..
عاود الرفض مستمتعا بتوسلاتها..ينتظر توسلا محببا لقلبه دوما ما كان يتعنت بالرفض لتتوسله به..
هتفت بحزن..
ـ محمد..!
زفر وهمس بحنان..
ـ لا يا سولاف..أنسي..يالاااا نرجع..وخلاص..
ألتصقت به..وهتفت بلا وعي..
ـ طب عشان خاطر سولا حبيبتك..
ـ لا رد..
ـ مش أنا حبيبتك يامحمد؟
ـ حبيبتي وروحي وكل حاجه في الدنيا..
ـ طب عشان خاطر سولا حبيبتك..ركبني الجمل..
أتسعت عينيه، ولمعت بفرحه لم يستطع إخفاءها وهو يجذبها من خصرها لتلتصق به..
ـ عشان خاطر سولا حبيبتي..الغالي يرخص..وكله يهون..
همست بخجل..حينما وعت علي نفسها..
ـ محمد أنا..
ـ أنتي أيه..ياسولاف..
همس بعشق…
ـ بحبك..
رفعت عينها، ووقعت علي عينيه، لمس الضياع بهم..
أغمض عينيه وسحبها من يدها، هاتفا بألم..
ـ ياالا تعالي اركبك الجمل..
تناست كل شيء وهتفت…
ـ بجد يامحمد..؟!
ـ بجد طبعا..سولا.. تؤمر..ومحمد ينفذ..
أنهي كلامه غامزا لها..وهو يجذبها لتجلس عليه..
شهقت بخوف..والجمل يعتدل..
ـ لالالالالا يامحمد….أستنااااا..قوله يستناااااا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة عمرو…
اتسعت عينيها، وهي تراه بزيه العسكري..وهتفت..
ـ عمرو؟
لم ينظر لها..وعاود إعداد حقيبته…
اقتربت منه وتمسكت بذراعه..
ـ أنت رايح فين ياعمرو..رد عليا…؟
نظر لها بخيبة أمل فيها..وهتف..
ـ راجع وحدتي..جالي استدعي ياكريمه..الكمين أللي بخدم فيه إنضرب عليه. نار..ولازم أرجع حالا..
وضعت يدها علي قلبها، ورجفت يديها..خوفا ورعبا عليه..
ـ لا متروحش ياعمرو….بلاش عشان خاطري..
رمقها بإستنكار..
ـ ليه متجوزه سوسن ياكريمه..أنا راجل، عارفه يعني أيه راجل..وهقف ادافع عن أرضي لاخر نفس..وأن موت هموت راجل..شهيد..
هطلت دموعها من تخيلها فقط…
اقترب هو من المرآه يغلق أزرار بدلته..
أقتربت وهتفت برجاء..
ـ أنت بتضحك عليا ياعمرو..عشان تسبني صح..عشان أنت زعلان مني..؟
رمقها بحزن منها..
ـ أنا مش زعلان منك.. قد ما أنا زعلان عليكي..قلة ثقتك في نفسك..حطيتك وحطتني في موقف مكنتش أتمني أبدا أحطك فيه حتي في أحلامي..حتي لو كنتي خاينه يا كريمه..
هتفت بندم..
ـ عمرو أنا مكنتش أعرف وأنت رفضت تقولي عرفت منين الكلام ده..شكيت أن كلام ماما يكون صح..وأنت مخبي عني، وقلت تستر عليا..شفقه عشان بنت عمك..
استدار لها ورمقها بغيظ..هاتفا..بحده
ـ شفقة..أنتي شايفه كده ياغبيه..وهو في راجل بيشفق علي ست وبينام طول الليل في حضنها، ولا يقربلها أصلا..؟
خجلت ونكست رأسها…فأكمل يجلدها..
بتسمي حبي ليكي..شفقه..مش بقولك غبيه….أوعي يا كريمه من وشي..بدل ما أزعل مني..عشان مش طايقك اقسم بالله..
حمل حقيبته ودلف لخارج الغرفه، جلس علي الأريكه بالخارج يرتدي بيادته، وهي ترمقه بحزن..ودموع تسيل بصمت..له كل الحق أن يكرهها..هي غبيه، وأضاعت خطط والدتها عليها ليله العمر..كما تمنت..
إنتهي وإستقام حاملا حقيبته علي ظهره..
أقتربت منه سريعا.. وحاوطت خصره من الخلف..وهي تشهق بالبكاء..
ـ عمرو..متمشيش زعلان مني أرجوك..
أغمض عينيه وأسقط حقيبته، والحنين لها كالعاده يتسلل لقلبه..لا يستطيع أن يقسوا عليها أبدا..عاشق أبله لها..
هي نقطة ضعفة الوحيده في الحياه..يعشقها بجنون..
أسندت رأسها علي ظهره، وقبلته بترو قبلا متفرقة، ببراءه، أثارته..وهتفت….
ـ أنا أسفه..
أغمض عينه وزفر بغيظ من أفعالها التي ستقتله يوما.. وسحبها من ذراعها لتقف أمامه..
مد يده ومسح دموعها بيده..
ـ ششش خلاص أهدي..أهدي ياكوكو..
رمقته برجاء..
ـ متمشيش ياعمرو..خليك معايا..
أبتسم وهو يحتضنها بتملك..
ـ ياريت بإيدي ياقلب عمرو..وأنا أفضل جمبك العمر كله..بس لازم أمشي دلوقت..خلي بالك من نفسك..وهكلمك أول ما أوصل..
ـ طب خليك معايا شويه الله يخليك يا عمرو، انا خايفه وقلبي مش مطمن.. شويه بس صغيرين..وأمشي..
ابتسم وهو يرفع وجهها… بيده..
ـ يعني الشويه دول هيطمنوكي..ومش هتخافي.
انفجرت ببكاء مرير.. وهي تختبئ بصدره..
ـ أنت زعلان مني مش كده..؟
عمرو بحنان..
ـ لا مش زعلان منك..وأكمل بتهكم..
ـ وهو أنا لو بعرف أزعل منك، كان ده بقي حالي..يابنتي دا بيعيروني بحبك في البلد..بيقلولي مجنون كريمه راح..مجنون كريمه جه..
رفعت وجهها وهي تحاول كبت ضحكاتها عليه..، وهمست..
ـ بجد ياعمرو مش زعلان..خلاص
اومأ برأسه، وهتف بهمس أمام شفتيها..
ـ لا مش زعلان..هو إحنا هنقضي الشويه اللي هقعدهم معاكي في البكا ولا إيه؟..
كريمه ببراءه..
ـ بجد هتقعد معايا شويه..
هز رأسه مردفا بهمس..
ـ لسه معايا ساعتين… أيه رأيك؟
كريمه بعتاب..كنت هتقعد الساعتين دول فين؟
عمرو بتأفف..ضيعي الساعتين في الكلام بقي..
كريمه بدهشه.
ـ أومال هنقضيهم في أيه؟
الصقها بلهفه بالحائط خلفها، والتهم شفتيها بعشق..
ـ أنا اقولك..أنا..هنقضيهم في أيه؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت رضوان..
خلود أنا..
خلود بهدوء..
ـ خلاص يادكتور..أنت قولت أللي عندك..وأنا من حقي أفكر..
ابتلع مراد ريقه وهتف…
ـ تفكري؟
ـ أه أفكر أذا كنت هقدر أكمل ولا لا؟
أغمض عينيه مردفا بحزن..
ـ عندك حق..مش هقدر أجبرك علي حاجه مش عوزاها..تمام فكري يا خلود..وأللي يريحك هعمله..
تقدم بإتجاه الباب..ومد يده ليفتحه..ولكنه توقف علي سؤالها..
ـ يعني لو طلبت منك نتفارق، وكأني مشوفتكش ولا عرفتك..توافق..
أستدار ورمقها بتهكم..
ـ لو حكمت العقل…أاه المفروض هوافق واقدر أدوس علي قلبي وأبعد لان المنطق بيقول مينفعش أفرض نفسي علي حد مش عاوزني….
أما بقي لو حكمت القلب..لو أنطقبت السما عالأرض هيقولك لا مش هتبقي لغيري، لا ضحكتك ولا إبتسامتك ولا حتي أنتي نفسك أقدر أسلمها لغيري..أنتي حقي ومهما قال عقلي..آااه..هو هيقوله ألف لا..
همست بتوتر..
ـ يعني أيه؟
أبتسم واثقا..
ـ يعني أنا كمراد شخص عاطفي جدا..وفي قراراته دايما عقله ملوش لازمه..وغصب عني قلبي بينتصر…
أبتلعت ريقها..وهتفت..
ـ تقصد؟
ـ أقصد أن خلود لمراد…ومراد لخلود..ولو مش هتكوني ليه..مش هتبقي لغيره أبداااا في حياتك….
هتفت بصدمه..
ـ أنت أناني أوي..
هتف قبل أن يدلف للخارج..
ـ أناني فيكي أنتي وبس، ودا حقي علي فكره…
ـ مش مسمحاك..
ـ هتسامحي غصب عنك..لأنك عاوزه أكتر مني ياخلود..أنتي بتحبيني لو كدب لسانك..عينك فضحاكي..وأنا بعشقك مش بس بحبك..وأستحاله هسيبك ألا وأن داخل قبري..
شهقت بخوف..
ـ بعيد الشر..
أستدار ورمقها بإبتسامه حزينه..
ـ الشر هو بعدك عني يا خلود..فكري تاني عشان خاطري..
عشان خاطر مراد أللي محتار بين أحب أتنين لقلبه. حبيبتي وأختي..
ريحيني ياخلود وشيلي همي الكبير من علي قلبي..عشان خاطر مراد..
دلف للخارج، وتركها..فهوت سريعاً علي الأريكه خلفها، وانفجرت بالبكاء..لقد مارست أمامه أقصي درجات الصبر، حتي لا يري رجفتها وخوفها..ما زال ذكري ما حدث يؤلم قلبها، ويرجف جسدها..
حاوطت ذراعيها بيدها بخوف..وصوت شهقاتها جلب والديها سريعا..
زينب برعب…
ـ مالك ياقلب أمك..خلود..
خلود بتوسل لوالدتها..
ـ احضنيني أوي يا ماما..
ـ ااه ياقلب أمك…. تعاالي..
ــــــــــــــــــــــــــــ
علي الهاتف..
ـ مصطفي؟
تهاتفه للمرة التي لا تعلم عددها ولا رد منه..يفتح الخط يستمع لصوتها ولا يجيب عليها..
لمار بتوسل له..
ـ مصطفي عشان خاطري رد عليا..أنت مش عاوز تكلمني..
أستمعت لصوت أنفاسه العاليه..فأكملت..
ـ عاوزاك تيجي توديني بيت خلود..عاوزه اتأسفلها..أنا غلطت، ومراد رفض يخدني معاه تاني..
أنا روحت من كام يوم مع مراد، وقابلت مامتها وباباها واعتذرتلهم وهما قبلوا الإعتذار ورحبوا بيا جدا..
بس خلود مكنتش هناك..
ومراد رفض أروح قبل ما يحكيلها هو، وزمانها عرفت كل حاجه…أرجوك يا مصطفي..تعالي وديني..
أغمض عينيه يستمع لنبرة صوتها، التي يعشقها ولتوسلاتها بإسمه..الذي يخرج من بين شفتيها كصوت ناي..
يعشقها وهل علي القلب سلطان..لو رجل آخر مكانه لتركها ولما ألتفت لها يوما..ولكنه هو الأبله في عشقها.
عشق متمرده خرقاء سيعيد تربيتها من جديد علي يديه..برحابة صدر..
صبرا لمار..صبرا…
انتفض علي صوت صراخها بأسمه وأبعد الهاتف من علي أذنه وبصق عليه…
وهتف بهمس..سافله..أصبري عليا.
لمااار بصراااخ…
ـ مصطفاااااااه..رد بقي..علياااا
جز علي أسنانه..وصرخ هو الآخر بها..متخليا عن صمته أخيرا…
ـ إخرسي يا زفته..واتكلمي بالراحة خرمتي ودني..نص ساعه، لو مجتش لقيتك لابسه لبس محترم مش هوديكي..
شهقت بفرح..بجد يا صاصا..
مصطفي بإستنكار..
ـ صاصا مين.؟.أنت بتنادي عالكتكوت بتاعك..ما تلمي نفسك..أحسن ما أجيلك ألمك أنا..؟.
تأففت بغيظ منه..
ـ أف منك..أهو اتلميت..الواحد ميعرفش يدلعك أبدا..
ـ وكمان بتتأففي في وشي..أصبري عليا أما أجيلك..أصبري..أن مظبطك ما بقاش أني..
ـ يوووه دي ما بقتش عيشه..سلااام..
نظر للهاتف بسخط، وجز علي أسنانه..هاتفا بصدمه..
بتقفلي التليفون في وشي..ماشي يا لمار أصبري عليا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمزرعه..
قبل أن يقف الجمل كان يقفز هو محاوطا لها من الخلف..
شهقت بخوف..محمد..لالالالالا..هقع..
محمد بهمس بأذنها، ويديه تحاوط خصرها..
ـ ششش أهدي أنا معاكي أهو…
قذف الجمال اللجام لمحمد الذي التقطه سريعا بيده هاتفا…
ـ تشكر يا عرب..
ـ في رعاية الله يا فادي..
بدا الجمل بالسير يشق أرض المزرعه..وهي ترتجف خوفا..
ـ محمد نزلني أنا خايفه أوي..
ـ شش أهدي، واستمتعي بالمكان حواليكي..أهدي وخدي نفس عميق..
فعلت كما أخبرها..وعاودت الهمس..
ـ خايفه لا نوقع..
ـ ليه أنتي مش بتثقي فيا..؟
سولاف بلهفه..
ـ بثق فيك طبعا..
ـ طب غمضي عينك كده..
أستسلمت لهمس صوته..وأغلقت عينيها..
ـ أتخيلي بقي أن أنا وأنتي ومعتز ومياسين، في مكان بعيد عن الدنيا بحالها..
سولاف بهمس..ومازالت تغلق عينيها وهواء الصحراء يضرب بوجهها..
ـ هنروح فين؟
محمد بعشق..وهو يشدد من أحتضان خصرها..
ـ مكان بعيد..عن كل الدوشه دي..قدامه نبع مايه..ووراه جبال رمله… والقمر معكوس علي المايه..ومعتز ومياسين بيلعبوا بالرمله..بيبنوا بيت كبير لينا وليهم..
أبتسمت وهتفت..بس لازم يكون في جنينه عشان معتز يربط فيها حيواناته..
محمد بإمتعاض..ما أنتش شايفه أبنك بيزعقلي ازاي، بيقولي روح هات مايه عشان نعمل الجنينه..
قهقهت..فأكمل..
ـ طب هناك..بعيد..في مورجيحه ماأللي بتحبيها..أنا عملتها بأيدي…
هتفت بحماس..
ـ الله..فين المكان ده يامحمد..
همس بجانب أذنها ولحيته تلمس وجهها..
ـ أفتحي عينك، وأنتي تشوفي يا قلب محمد..
فتحت أعينها بهدوء.. وشهقت من جمال المكان حولها..
ـ الله..أيه الجمال ده..؟
أبتسم هاتفا..
ـ قولي سبحان الله ياحبيبتي
ـ سبحان الله..
أنحني الجمل ليهبطا، فصرخت وهي تتشبث به..
أبتسم..مردفا بحنان….
ـ أهدي متخافيش..أهدي..
بعد قليل..ومحمد يربط لجام الجمل بأحدي الحلقات الحديديه..
سولاف بتساؤل..
ـ محمد أنت اتعلمت ركوب الجمال فين، الجمل كأنه عارفك….؟
أبتسم لها وأجاب بترو……
ـ أنتي ناسيه أني عشت عنها فتره، واتعلمت منهم كل حاجه ممكن تتخيليها..
دارت حول نفسها بالمكان..بإنبهار..
ـ روعه فعلا..
أقترب منها..متسع العينين والهواء الطلق قد أزاح حجابها عن عنقها..فظهر النصف الآخر من سلسالها جليا بعنقها..
أقترب منها، ووقف أمامها..ومد يده وأمسك به..وهتف بسعاده..
ـ كنت متأكد أن عمرك ما هتفرطي فيه؟
ابتلعت ريقها، وهي تحاول معه أن يتركها..
ـ محمد أبعد..
همس برجاء..
ـ قولي أنك لسه بتحبيني.؟
حاولت أخراج صوتها ولم تستطع.
فهمس..
ـ سولاا..
قاطعهم صوت أحداهن..
ـ أبين زين واضرب الودع..أبين زين أبين..
أبتعد عنها سريعا، والبدويه تقترب منهم..
ـ أقرا الكف، وأشوف الفنجان يا عشاق..
نظرت له سولاف بحماس..
فهز رأسه بالرفض..
فهتفت برجاء….محمد..
ـ لا يا سولاف..حرام..دا شرك..
ـ دا تسليه بس..هو أحنا هنآمن بيه..
محمد بحده خفيفه…
ـ قولت لا..
ـ طب وحياة سولا..
بعد نصف ساعه..
كانت تشهق البدويه بصوت عالي…
سولاف بخوف..
ـ في أيه؟
ـ أفتحي الرساله القديمه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل معاذ لمنزل والدته يخطف الدرج..سريعا..
الي أن دلف للغرفه..يصرخ عليها..
ـ خديجـــــــــــــة..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثالث) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق