رواية رحماك الجزء الثالث – الفصل الأول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله الذي تواضع كل شي لعظمته، الحمد لله الذي ذل كل شي لعزته، الحمد لله الذي خضع كل شي لملكة، الحمد لله الذي استسلم كل شي لقدرته. اللهم إني أدعوك وأسألك وأنا داخل إلي عملي هذا وأنا موقن بوجودك ، وأنك تراقبني أسألك أن تحف عملي هذا ببركتك ومغفرتك ورحمتك الواسعة ، ونظامك البديع..
اللهم آمين..
ـــــــــــــــــــــــ
(البدايه)
يقولون أن الحياه لا تقف علي أحد، تستمر،.. تمضي سريعا كما يمضي العمر، فلا الندم يغير من أقدارنا شيئا ولا الشوق لأحدهم يشفع لنا، ما إقترفناه، بأيدينا بحقهم..
كل بطريقه يمضي، لا أحد منا تقف حياته علي أحد..
نسير وتسير حياتنا كما كتبها لنا الخالق..
حياتنا رحله غير معلومه الوجهه، نذهب إليها بإرادتنا،وكامل قوانا العقليه..فلا عوده منها أبدا،رحلتك تختار وجهتها أنت بيديك، وتبرمج حياتك عليها..تسيرها حسب راحتك وأهواءك الشخصيه
لا عوده من طريقك التي أخترت، ورسمت.
فلتتحمل أنت نتيجه أخطاءك، وتهوراتك بنفسك.
الدنيا هذه،تشبه حجر مغناطيس، تجذبنا لما يتوافق معنا..لنلتصق به بقوه…
ننجذب لمن نشبه ويشبهنا، لمن يليق بنا ونليق نحن به، لمن نرتح له، ويرتاح لنا،من نجد بين يديه الراحه لأوجاعنا، ومن هموم حياتنا البائسه نختبئ به.
أحياناً نختار الفراق جبراً، حتي لانظلم أحباءنا، فنؤذيهم وقبل أذيتهم نؤذي أنفسنا..
نعتقد بأن البعد عنهم،راحه لهم منا..فنبعدهم
نظن بالبعد عنهم نعطي لهم سعاده الكون بأكمله بين أيديهم، ولكن..؟
لم نكن نعلم أننا نعطيهم للهلاك بأيدينا..
نلقي بهم باليم ولا نفديهم.
ويحسبون أننا لا نتأثر بدموعهم، وآااه لو يعلمو
كم نتمني لو يعود العمر، وبالروح نفديهم..
ـــــــــــــــــــــــــــ
إسبانيا..
خمس سنوات مرت هنا، بحلوها ومرها، هنا الحياه أصبحت، بلون آخر.
هنا لا قيود ولا حدود، هنا كبرت، وتعلمت
ومازالت تتعلم كل يوم، شيئا جديدا
هنا عالم مختلف أهداه لها، من أعطاها درسا جميلا في العطاء
هنا كل ركن بمنزلها يذكرها به، كل بسمه من شفتي أبنائها
تخبرها انه هنا بجانبها لم يتركها، كما كان دوما بجانبها.
هنا عالم جميل بطعم معتز، وطعم تضحيه معتز لها..
هنا بالقلب غصه، مازالت كما تركها..لم تشفي بعد.
هنا أصبحت، سولاف جديده واثقة الخطي، مطمئنه.
لا سلطان علي قلبها، إلا سلطان أبناءها..
هدية القدر الجميل لها..وهديته هو الغاليه، الأقرب إلي قلبها..
تجلس بحديقه منزلها الصغير الذي أهداهه معتز لها
يحاوطها أبنائها، ذو الاربع سنوات معتز ومياسين
يلهون بالحديقه..
وهي أمامهم تعمل علي حاسوبها..
الكثير من الاعمال المتراكمة عليها، يجب عليها أن تنجزهم الآن.
وفي الوقت نفسه، يجب أن تدرس للامتحان التي ستؤديه غدا، تراكمت الأعمال عليها كثيرا..
وضعت وجهها بين كفيها..
أعمل إيه دلوقت..أليكس هينفخني..ولازم أذاكر للامتحان..عااا
يدا صغيرا امتدت لتبعد يدها عن وجهها..
ـ مام..
أزاحت يدها سريعا..وابتسمت لطفلها الصغير الذي يشبه والده كثيرا حتي برفقه، وحنينه عليها..
ـ يا قلب مام..
حملته بيديها، ووضعته علي قدميها..
معتز بطفوله..
ـ هل تبكين مام..؟
ابتسمت، ومسحت بيدها علي شعره..
ـ وهل أبكي أنا، ورجلي هنا؟.، أنا بخير، فقط والدتك كالعاده لديها الكثير من العمل ، والدراسه.
إقتربت مياسين، ومدت يدها لتجلس هي الأخري علي قدمها..
سولاف بضحك..
ـ ها قد أتت، أميرتي.
مياسين بطفوله..
ـ نعم، أنا الأميره، أهبط، معتز أريد الجلوس وحدي..
معتز بغرور..وانا الملك..يحق لي أن أجلس هنا.
احتدّ الحوار بين الطفلين إلا أن صاحت سولاف.
ـ اصمتا، انتما الاثنين ..وهيا للطعام الآن ..انا جائعه..
استقامت ووضعت معتز أرضا..
فالتقت نظره مياسين ومعتز معا، بنظره طفوليه حاده..
كل ينظر للآخر بغضب..
استدارت سولاف بقلة حيله..
ـ هيا..للأمام..واتركا الحرب هذه الأن..
مشت مياسين بثقه أمامهم، وهي تزيح خصلات شعرها الطويله من علي عينيها..
ـ النساء أولا..
معتز بغيظ…
ـ إنظري أمي..ابنتك هذه سأقطع لسانها..
سولاف بضحك علي شجارهم الدائم..
ـ ألا يحق لنا..الدلع، وأنت ملكنا العظيم..
معتز بفخر..طفولي..
ـ بالطبع يحق..
بعد ساعه كانت تفترش الفراش هي، وأبناءها كالعاده تاركه كل شئ، ليذهب للجحيم..
ـــــــــــــــــــــــــ
القاهره..
بمطار القاهره الدولي..
يميل برأسه للخلف علي مقعد الطائره شاردا…
عاما يجر عام ..شاب شعره في عشق إمرأه أصبحت، أما من غيره.
حرم علي قلبه الحب من بعدها، وهل يتمني القلب غيرها؟.
وهل تبصر العين سواها؟
خمس أعوام مرت عليه..لم يجرأ يوما علي السؤال عنها.
لا يعلم أين هي؟
كيف حالها؟
هل يخطر علي بالها؟
ام أصبح صفحه قديمه باليه في مذكراتها؟
بالتأكيد نسته..أصبح لديها ولد وبنت…امتلأت بهم حياتها..
ونسته بالتأكيد..
مد يده يتحسس سلساله، المعلق بعنقه الذي انتصفه معها بأيام الصبا..
بالقرب من تلك البحيرة، تحت ظل شجرتهم التي نقشوها بأسماءهم..
مازال بعنقه..لكنها ليست هنا، رحلت، وبرحيلها رحلت بهجة الحياه، وزينتها..
أغمض عينيه بقوه، ينشد الراحه لعقله المنهك.
العمل لا يجهده، مثلما يجهده ذكراها.انفرجت شفتيه بابتسامه حزينة..
وهو يتساءل، كيف اصبح شكلها، هل كبرت وأصبحت ناضجة، أم مازالت تبكي علي قطع الشيكولاته كالاطفال..
مد يده يمسد علي قلبه، عله بذلك يطفئ جمر القلب المشتعل به، من شدة شوقه لها، إشتاقها، وإشتاق لكل شئ بها
لم يبقي له، إلا هذا السلسال الحزين، كحاله من رائحتها..
حتي هاتفه الذي، كان يحوي صورهم معا تخلي عنه وأودعه برفقة، شقيقته منذ زمن..
لقد وعد شقيقها بعدم البحث عنها..لمصلحته ومصلحتها
الوعد صعب، والشوق لها أصعب وأصعب
ووجع الفراق يهلك القلب ويجهده..لم يستطع كبت تلك الااه
التي تبعت سؤاله الذي عاد مره اخري ليؤرقه..
تري ياقلب هل ستجتمع دروبنا يوما؟
هل ستسامحنا من ببعدها لم يعد للدنيا طعما ولا لونا.؟
أغمض عينيه، وخرجت آاااه حزينه من فمه..
ـ مالك يابني في إيه؟ ، بقالي ساعه بكلمك مبتردش ليه، سرحان في إيه يامحمد.؟
إربط الحزام الطياره هتطلع..
محمد بغصه إبتلعها بمهاره..
ـ ولا حاجه، أنا بس تعبان، مطبق من إمبارح بجهز ورق الصفقه اللي هنتعاقد عليها ا..
نظر له معاذ بعتاب، ولكنه آثر الصمت، حينما طلت من عيني محمد تلك النظره الضائعه التي تعود لتطفو عليه من حين لآخر، حينما يشتد به الشوق..
هل يلومه..؟، وهو من يحترق شوقا مثله لها؟
تلك الأبيه العنيده، التي ابتلي بعشقها، خديجه..
ابتلع ضحكه كادت تفضحه، وهو ينظر لما أرسلته له..ردا علي رسالته لها..
لا يخطو خطوه قبل أن يرسل لها إلي أين؟ ومع من؟
إن ذهب لتناول الطعام أخبرها، وإن شعر بالنعاس، يرسل لها، وكأنها تنتظره..
ولكنها أبيه، عنيده، لا ترضي به، إن كان هناك بالماضي أملا أن تنسي ماحدث، وتنسي تلك الفروق اللعينه التي تسببت بفراقهم يوما، فالآن بعد خروج والدته من السجن ومكوثها معه، بات الأمل ضعيفا، بل وأد وإلي الأبد
ولكن، لن يكون هو إن ما أذابها عشقا به..وأصبحت له.
إبتسم وهو يعيد قراءه رسالتها..
ـ “مسافر أسبانيا، مش هتأخر عليكي، هتوحشيني”
ـ ” وأنا مالي،أف، عموما ماشي، متشوفش وحش”
أغلق هاتفه بعدما إستمع للمذياع يؤمرهم بغلق الهواتف
ألقي نظره خاطفه علي الجالس بجواره، وإبتسم بمراره علي حالهم..
الدنيا لم تريحهم يوما، وكأنها تستلذ بعذابهم..
” معاذ، صديق محمد من الاكاديميه الطبيه، ترك الاكاديميه وذهب خلف صديقه لإجراء العمليه، واكملا معا الدراسه بالخارج، درسا إدارة الأعمال، وعادو منذ عامان للقاهره، وافتتحا شركه صغيره للاستيراد والتصدير، طلعو الدرج من أوله إلا أن أصبحت شركتهم تنافس الشركات الضخمه وأصبحوا، خصما لا يستهان به أبدا..
خديجه، ابنه السائق الخاص بوالدته، عشقها منذ كان مراهقا، تصغره بثلاثة اعوام.. وحينما علمت والدته لم تترك بابا إلا أغلقته ببوجههم.، حتي هو ارسلته للدراسه بالاكاديميه الطبيه بالقاهره، طردت والدها وقطعت رزقه ، وعادو للقاهره، والدها يعمل كسائق تاكس ووالدتها بكشك صغير لبيع الحلويات، بالمنطقه التي يعيشون بها هنا بالقاهره، بحث عنها منذ عاد وعلم انها تدرس بآثار القاهره..
ومنذ ذلك الحين، وهو يذهب يوميا لها، يقف قبالتها ويحدثها، يعتذر ويعتذر، ورأسها يابس لا يلين،
لا تنفك تخبره، لا أريدك، مراهقه وانتهت…أي مراهقه وهي ترتجف كلما وقف قباالتها ”
أغمض عينيه، وعادت تلك الشعله بقلبه، كلما تذكر ذلك الذي يلتصق بها، زميلها بالجامعه، لقد حذرها مرارا، ولا تهتم به، ولا لكلماته، سيريها إذن..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه بسيطه بمنطقه عشوائيه
رغم اساسها البسيط، لكن أنيق، تجلس خديجه بصمت تتأمل هاتفها، وتعيد قراءه رسائله
تعشقه ولكن، لقد اقسمت ذلك اليوم حينما أهانت والدته والدها انها لن تطئ بقدميها أبدا ذلك المكان يوما، وان المكان التي تهان به، لن يكون مسكنا لها أبدا..
ما ذنب والدها ان كان ولد هكذا، بسيط الحال
والدها مثال حي، لأناس كثيرون، كم تفتخر به؟
ماذا فعل المال لهم، شتت عائلتهم، وسجنت من كانت تتباهي به، ماذا فعلت لها السلطه والنفوذ التي هددتهم بها، الجميع تخلي عنها، ولولا قرار العفو الرئاسي الذي صدر وكانت من بينهم، لما أبصرت نور الحريه يوما..
زفرت نفسا حارا من صدرها، وعادت تنظر لصورته، التي يضعها علي حسابه الشخصي، بملامحه العربيه، بشره خمريه ولحيه طويله بلون شعره الفحمي
كل مافيه يجذبها، تشعر بأنه حق مكتسب لها، شعور متناقض بداخلها، أن لايكون لها، ولا تأخذه اخري
اشتعلت غيره قلبها علي ذكر أخري، هل سيكون هناك أخري
يوما.؟
دفنت وجهها بالوساده بجانبها.
ـ انا اتجننت خلاص، يارب دبرها من عندك، يارب
انا بحبه أووي..
ياخديجه، يابت ياخديجه..
انتفضت من علي الفراش بسرعه تجيب والدتها
ـ ايوه ياماما جايه اهو.
ـ كنتي فين ياخديجه؟، أنا تعبت يبنتي، انزلي انتي بقي اقفي مكاني شويه علي ما أختك تيجي من الدرس، وتقف مكانك..
أحسن أنا تعبانه هريح شويه علي ما ميعاد الدكتور يجي يابنتي
أبوكي حجزلي عند الدكتور ومصمم نروح إنهارده
اقتربت خديجه من والدتها وقبلت رأسها..
ـ الف سلامه عليكي يازوزو، هحضرلك الغدا الاول عشان تاخدي الدوا..
ـ لا ياخديجه انتي عارفه مبكلش من غير ابوكي،هنام همسه كدا يكون جه، ونآكل انا وهو..
خديجه بمرح…
ـ ياسيدي، ياسيدي عالحب، طيب ياست ماما، اما اطير انا بقي
ضربتها والدتها بخفه علي رأسها…
ـ ماشي ياختي،إلهي وانت جاهي، ميفوت السنه الا وانتي في بيت عدلك ياخديجه..
خديجه بعبوس..
ـ ادعيلي انجح يازوزو احسن، الجواز مبيأكلش عيش، النجاح اللي بيأكل..، نفسي ابقي عالمه آثار كبيره كده، وتتفشخري بيا..
لوت والدتها فمها..
ـ عالمه آثار..
ـ الجواز ستره يابنتي،وأنا نفسي استركم، قبل مااموت..
إحتضنتها خديجه بسرعه..
ـ بعد الشر عليكي ياامي متقوليش كده بقي.
ازاحتها والدتها عنها، وتكلمت بجديه..
ـ اسمعي ياخديجه، لو جرالي حاجه.، خلي بالك من اختك، اوعي تتخلي عنها ياخديجه..
خديجه بحزن..
ـ ايه النكد دا بقي؟، هتعيشي وتربينا، بقولك إيه، هي قالبه نكد صح..
ضحكت والدتها..
ـ اظاهر كده، يالا روحي يختي.
قبلتها خديجه بقوه من خدها، وهرولت للخارج..
ـ ربنا يخليكي ليا يازوزو..احبك بقي..
ـ يابت الهبله، قولتلك مابحبش حد يبوسني كده..
ـ الله دا انا زي بنتك يازوزو..
خلعت والدتها نعلها، وقذفته بها..
خديجه ببلاهه بعدما اصطدم النعل بوجهها..
ـ تعيشي ياست حلويات..
لم تكمل جملتها، الا ولبس بوجهها الاخر..
خديجه بصدمه..وهي تنظر للحذاء التي التقطته بيدها..
ـ الام، وحنان الام..
زوزو بحده….يالا يابت.ال.. من هنا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إسبانيا..
صباحا..
بالكلاس حيث يؤدون الامتحان..
تجلس سولاف بالمنتصف وأمامها إدوارد وخلفها ميسم..
تدلك رأسها بإصبعها بتوتر، لقد غفت بالأمس بجانب اولادها ولم تراجع جيدا..
انتبهت لهمس ميسم من الخلف..
ـ سولاف، سولاف..انتي يابت
مالت برأسها قليلا للخلف..
ـ عاوزه إيه ياميسم، انجزي..
ميسم بسرعه..
ـ هاتي حل السؤال الاخير بسرعه.
سولاف ببلاهه.. أخير إيه، انا مش عارفه حاجه خالص..
مليني اللي كتبتيه..
ميسم بصدمه..أحييه اسألي إدوارد كده هنسقط
عادت مكانها بهدوء، ومالت برأسها للامام..وهمست
ـ إدوارد..؟
ـ ماذا سولاف؟. لا تتأملي لقد قضيت النهار بأكمله أمس، برفقه ابناؤك، لا أعلم من اين يذهب إلي اين؟
سولاف بصدمه..ماذا سنفعل الآن.؟
إدوارد بغيط..أتسأليني انا؟ أنت واطفالك سبب بلاءي، وسيكمل علي والدي
لمحت الملاحظ عليهم، ينظر بإتجاههم، فإبتعدت بسرعه، وهي تمتم بغيظ…
لا تتحجج إدوارد بأطفالي، أنت فاشل..
إدوارد بصدمه..
ـ ماذا؟
ــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
كانوا يهرولون للخارج، ليستطيعوا اللحاق بالاجتماع بشركه والده..
وتركوا ميسم مازالت بالداخل كالعاده….
بالسياره..
سولاف بصدمه
ـ إدوارد لقد نسيت ملف الصفقه، ولم أكمل ترجمتها بعد
إتسعت عينيه وأجابها..وهو يكبح فرامل سيارته فجأه
ـ ماذا؟
تمزحين أليس كذلك..سيطردنا أبي لا محاله..لا سامحك الله ياسولاف..
سولاف بسرعه…
ـ هيا إدوارد عد للبيت بسرعه، لم يعد هناك وقتا، لنحيبك هذا..
بعد نصف ساعة..
كان الاطفال يتشبثون بقدمي ادوارد بعدما تركته سولاف كالعاده، وخرجت لتلحق بالاجتماع
إدوارد بغيظ..سولاف سأقتلع عينك، صبرا
انتبه لمعتز الذي يتسلق الكرسي ليجلس بمكانه المفضل علي كتفه.
ـ هيا إدوارد، سنتأخر اريد الذهاب لأليكس..
مياسين..وأنا كذلك إدوارد، هيا سنتأخر..
حملهم إدوارد بقله حيله، كل علي ذراع وهو يتمتم..بتوتر.
ـ هيا، يأاعزائي لربما تشفعن لي عند والدي
معتز بثقه..
ـ لا تقلق لن يعاقبك أليكس، ونحن معك، هو يحبنا كثيرا..
مياسين..نعم لا تقلق سأقبله من وجهه الوسيم واخبره، الا يعاقبك..
فلتت ضحكه عاليه من إدوارد علي براءتهم..
ـ حسنا إذن إطمأنيت..هيا يارفاق..
معتز بسعاده…هيااا..هيا..
ـــــــــــــــــــــــــــ
نزلت من سيارتها تهرول بإتجاه المصعد، لتلحق بالاجتماع، لقد اخبرها اليكس بمدي أهمية تلك الصفقه لشركتهم..وكان يجب ان تهتم بها اكتر من ذلك..
لا تعلم لما باتت الأشياء من حولها لا قيمة لها، البارحه تركت كل شئ خلفها من اجل النوم، بأحضان اطفالها..
لم تكن كسوله يوما، اليوم كان آخر امتحان لها قبل التخرج
سنوات قضتها هنا، لم تشعر بذلك الخواء بقلبها وبالوحده إلا بالأمس
تشعر وأن هنا بداخل قلبها يحدث شيئا غير صحيحا، شئ غير معلوم ماهيته..
لم تستطع فعل شئ بالامس الا البقاء بجانب اطفالها، مهما اختلقت القوه، ليلا حينما تضع رأسها علي وسادتها، تذهب افكارها للكثير..
اخرجت نفسا حارا، من صدرها ومالت برأسها علي الحائط بجانب المصعد، منتظره إياه..
ــــــــــــــــــــــ
أمام الشركه..
هبطا معا من السياره، التابعه للشركه التي سيتعاقدا معها، قبضه قويه بقلبه، جعلته يقف مكانه ، ولم يصعد الدرح..
انتبه معاذ عليه..
مالك يابني فيك ايه؟ هي دي أول مره نتعاقد مع حد، انت من ساعه منزلنا الفندق وإنت مش علي بعضك
مالك يامحمد، في إيه؟
تحسس محمد جبينه بهدوء، لا يعلم ماذا يحدث له، هنا بداخل قلبه قبضه قويه، وقلب يخفق بسرعه، لا يعرف له مصدر..
زفر نفسا حارا، محاولا به أن يخرج التوتر الذي بات يتسلل لقلبه..
ـ مفيش يامعاذ، أنا بس مش عارف مالي، يمكن عشان نسيت الدوا مأخدتوش، حاسس إني مش مظبط كدا..
معاذ بصدمه… أنت إتجننت يا محمد مخدتش دوا السكر انت نسيت آخر مره، حصلك إيه مفيش فايده فيك أبداً..
محمد بصوت يائس مستسلم.. ياسيدي هيجري إيه يعني؟
طلت من عين معاذ، نظره معاتبه، فبادله بأخري متهكمه
ـ هموت.. وإيه يعنى ما أنا عايش ميت يامعاذ.
أغمض معاذ عينه بالم، وبحزن أكمل..
ـ يامحمد مش كده في وراك ناس بتحبك.. ياأخي إيه التشاؤم دا..
تحولت نظره محمد من التهكم للألم فجأه، علي ذكر الحب والمحبين..
فأكمل معاذ، مغتصبا بسمه مزيفه علي وجهه، ليخفف عنه
وبعدين دا إنت اللي فارسهم، وكايدهم وخصوصي بقي فهد وكيان..
عند ذكر فهد وكيان عادت الضحكه ترتسم علي وجه محمد
ـ اه انت هتقولي دلوقتي تلاقيهم، هيطقوا لأننا أخدنا الصفقه منهم.. لسه كيان مطلعهم عليا في التليفون وبيقولي انت كده مبتلعبش بنزاهه.. وعاوز يشاركنا الصفقه ديا.
معاذ بتفكير .. ههه فكره والله.. إيه رأيك؟
دفعه محمد بيده بإتجاه المصعد، طب يالا يااخويا نلحق الميعاد..
وخلينا نخلص من الصفقه دي وبعدين نفكر في الشراكه بتاعتهم
معاذ.. بضحك، يالا..
خطوتان وتيبست قدم محمد مره أخري، أمام المصعد الذي صعد
معاذ.. إيه وقفت ليه تاني..
هز محمد رأسه بقوه، وفي نفسه..
هي التهيؤات حصلت هنا كمان، أكيد بيتهيألي كالعاده
مش معقول تكون هي، أبدا
عاد معاذ ليلكذه..بعدما هبط المصعد مره اخري..
ـ يابني في إيه، إدخل يالا…
هز رأسه بآليه ودلف للمصعد، متمتما
ـ هي تهيؤات..انا اتجننت خلاص
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام الجامعه..
انتهت أخيرا، من الامتحان، كعادتها لا تترك الورقه قبل إنتهاء الوقت عكس سولاف وإدوارد، لا يستطيعون البقاء للنهايه.
لملمت أشياءها بحقيبتها، اليوم آخر إمتحاناتها، خمس سنوات مرت عليها هنا، لاتعلم ماذا ينتظرها بعد، لقد هربت بعدما أصبحت زوجه لأحدهم، لقد أخبرها عزالدين، أنه تم بالفعل كتب كتابها، ما فعلته كان جريمه، ومع مرور السنوات، تعلم انها أخطأت في حق نفسها قبل الجميع، ماكان يجب ان تلجأ للهروب ابدا كحل لمشكلتها
لن يشفع لها عند جدها القاسي، ما فعلته، سيدفنها حيه، إن وجدها، أكثر ما يقلقها هو صمتهم عنها للان، حتي والدتها
حينما تهاتفها سرا ، لم تعد تعاتبها، ولا تلومها، تحدثها بهدوء، حتي عز الدين لم ينفك يخبرها، انها بأمان، ولا تقلق أبدا..وأن مشكلتها لم تعد مشكله..
خطت بقدميها الحرم الجامعي، شارده تفكر بمن خطف قلبها، ماذا ستخبره؟، حجتها كانت أن تنهي دراستها، كيف ستهيأ له الموضوع وتخبره أنها زوجه لآخر
ارتعش جسدها وطفرت دمعه ساخنه من عينها، شهران مضوا ولم تلقاه تعلم أن طبيعه عمله تفرض عليه هذا؟
ولكن غصبا عنها بدأت تتسلل الافكار المتشاءمه لرأسها، أيأس منها؟، كيف إستطاع البعد عنها كل تلك الفتره، فقط يكتفي برساله ومكالمه كل بضعه أيام
مدت يدها وأخرجت منديلا، لتمسح به عينيها، فوقع ناظريها عليه..إتسعت عينيها بالفرحه، واطلقت قدميها للريح..
يقف مستندا بجسده، علي سيارته ينتظرها زوجته
وحبيبته التي لا تعلم أنه هو، من تركته منذ سنوات خلفها ولم تري حتي كيف شكله؟
هربت بليله عرسهم ، الجميع ينعته بالمجنون بعشقها
أي صعيدي هذا من يفعل، ما يفعله هو؟
تلك المجنونه التي يعشقها، عذابه وبلاءه الوحيد في الدنيا، ضحيه ثأر جدها، وأخيه اللعين..
أغلق عينيه شاردا، فيما حدث منذ سنوات.
flash back..
أنت اتجننت ياجدي، جواز إيه اللي هينهي التار، أنا مش هتجوز بالطريقه دي، والقاتل يتسلم للعداله ونخلص.
زفر الجد(متولي ) بحده لم يستطع إقناع حفيده
للآن..
ـ وأني قولت هتتجوز بتهم وننهي سنين التار ده بقي، حرام عليك يا ولدي بزياده، دم بقي.. عمك منتصر رايد يولعها نار.. وهيروح فيها شباب العيلتين ياولدي، وجد البنته عتمان اكتر من منتصرعمك، بمراحل
وهما من الأساس، ياولدي بيتربصوا لبعض من زمان أوي.
اعملها خدمه لوجه الله، زي ما بتخدم الوطن كده، ده آني قولت، أنت الوحيد اللي هتريحني يارائد، ياولدي منه لله خوك، موطرح ما راح، هو السبب بكل اللي بيجري ده..
لولاشي مكنشي بيجري، ورا بتهم مكنش وصلنا لإهنه.
رائد بهدوء إحتراما لجده.. أنت كدا بتحكم عليا بالإعدام ياجدي عمري، مااتصورت اني اتجوز بالطريقه دي، ومن مين من البنت اللي كانت السبب في قتل اخويا..
الجد بتريث وحزن.. البت ملهاش صالح، ياولدي متظلمهاش خوك اللي كان نجس، ويااما حذرته، ويااما اشتكالي منه أهل البلد، مكنش سايب بنت في حالها.. البت منقبه ومهتعرفش اللوع والخبث، يارائد
دي زينة بنته البلد ياولدي، الكل بيحلف بأخلاقها، وأي واحد دمه حر هيحافظ علي أهل بيته ياولدي.
وابن عمها مستحملش العفش عليها، أي حد مكانه كان هيعمل إللي عمله.
إستمع لكلمه نقاب، وسرح بعيون اخري جذبته من تحت نقابها، وتسلل الأمل لقلبه، أن تكون هي، وكم يتمني ان تكون هي سارقه النوم من عينيه.. بعينيها المزينه بالكحل العربي.
أفاق من شروده علي صوت جده..
الجد.. ها ياولدي قولت إيه؟
رائد.. بتنهيده.. أمرك ياجدي، ماعاش ولا كان اللي ينزل كلمتك..
الجد.. الله يرضي عليك ياولدي ويريح قلبك..
الليله هنكتب كتابك عليها.. وننهي التار..
رائد.. بالسرعه دي.. دا انت مجهز كل حاجه بقي
الجد.. خير البر عاجله ياولدي، أني كنت مراهن علي طيبة قلبك يا رائد.
رائد بتنهيده..ربنا يستر ياجدي
مساء..
ببيت العروس.
انتهي الثأر بالنسب، بزواج ميسم ورائد، وتم البدل بزواج إبن عمها الاخر، من إبنه عمه..
انتهي المأذون من كتب الكتاب،وانتهي المجلس وبقي فقط العائلتين معا، ليتفقا علي ترتيبات الفرح، حين جاءهم صوت زوجه عمها الذي مات ابنها، دفاعا عنها من الاعلي..
إبن عمها، الذي كانت موهوبه له منذ الطفوله..
شامته بهم..
تخبرهم بهروب العروس، ساد الهرج في القاعه..
ونقض الصلح، ولخوف جده من تكرار سلسال الدم
جاءهم رده، قوي، ان العروس الهاربه منذ الآن تخصهم هم، لقد أصبحت علي ذمه حفيده، وهو مسؤل عنها وعن ماحدث..وهو كفيل بتأديبها..
صدم في البدء، وود لو كانت أمامه وقتلها، وتحولت القضيه من الثأر إلي البحث عن العروس الهاربه..
وبعد التحريات عنها، كان من السهوله الوصول لها، وعلم من عز أنها لجأت له، وهو من سهل خروجها من البلاد قبل توثيق زواجها رسميا بالمحكمه..
لقد وعد عز بعدم أذيتها، وهل يجرؤ، لقد وقع أسيرا لها منذ ذلك اليوم الذي إلتقاها به علي طريق البلده، لم يستطع اذيتها، عشقها اكثر يوما بعد يوم..
لقد اخبر الجميع منذ اليوم الاول الذي وجدها به أنها معه، بصحبته، وكم أرسل لهم صورهم معا، حتي يقتنعوا..، ولكن مازال القيل والقال حول علاقتهم معا.
لقد وعد جده انه سيأتي بها، ويقيم عرسا كبيرا لها، حتي يصمت تلك النفوس الخبيثه التي تتربص بهم، وتتمني إشتعال الثأر من جديد، وأولهم جدها هي..
أكثر ما يرعبه ردت فعلها ، حينما تعلم من هو؟
الي الآن لم تثق به وتخبره أنها زوجه لأحدهم، يلمح دوما ترددها وخوفها بعينها، وكم تمني أن يخبرها الحقيقه
يخبرها أنه هو زوجها التي هربت منه ليله كتب كتابها، ومن تخشي أن تخبره عنه هو.
back..
انتبه عليها تأتيه مسرعه..
آاااه..كم إشتاقها..؟
بتلقائيه، فتح ذراعيه لها..فإرتمت بأحضانه..دائما ما يأتيها بوقته
يشعر بها، لقد حسمت أمرها، ستخبره، وإنتهي الأمر..
ميسم بخوف اكبر طغي علي شوقها له، إرتمت بأحضانه وشددت علي عنقه..وبغصه نطقت إسمه..
ــ رائد..
شدد عليها، يعلم مابها، وما يؤرقها، اكثر ما يؤلمه أنها للآن لم تثق به، وآااه لو تثق به.. لكانت زوجته منذ زمن..
شدد علي خصرها بيديه، يغرسها بأحضانه يطمئنها..
ـ قلب رائد وحشتيني اوي..
إبتعدت عنه قليلا.. وبعتاب..
ـ كل دي غيبه..انا زعلانه منك..
مد يده وأمسك بيدها، وشدد عليها واكمل مبتسما
ـ مقدرش علي زعلك يأاحلي ميسم في الدنيا
مقدرش أبدا..
ـ بجد..
ـ طبعا بجد، انتي عندك شك أني اقدر أزعلك، ولا أزعل منك..
ـ يعني مش هتزعل مني ابدا، ابدا.
ـ أبدا..
ـ طب أنا عاوزه أقولك حاجه مهمه أوي..
ـ إيه هي؟
نظرت حولها للمكان بقلق..وبنظرته الخبيره، إستشف قلقها، أيعقل ستخبره…اخيرا؟
إبتسم بحنان لها وسحبها من يدها، لتستقل السياره بجانبه
ـ تعالي نقعد بعيد عن هنا، بس الاول قوليلي..
ـ عملتي إيه في الامتحان.؟
ـ حلو..
ـ بس حلو.؟
ـ اه حلو..يعني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل..
بمكتب اليكس..
دخل محمد ومعاذ، واستقام أليكس سريعا، يرحب بهم..
(اليكس رجل وقور ب الخمسون من عمره، والد إدوارد)
القي محمد التحيه بالعربيه علي اليكس
فابتلع الرجل ريقه بخجل، ونظر لمديره بنظره وعيد..
هز أليكس رأسه بآليه، ليرد علي تحيه محمد، الذي لم يفقه منها شئ بهدوء، وبداخله يسب ابنه إدوارد، وصديقته علي تأخرهم عليه..
جلس محمد بوقار، علي طاوله مستديره وجاوره معاذ بثقه… أربكت الرجل ومساعده..
إقترب معاذ من محمد بعدما لاحظ توترهم
ـ حاسس ان أليكس متوتر.. في إيه؟
محمد بهمس.
ـ مش عارف.. دلوقت نعرف..ياخبر بفلوس..
إقترب أليكس من آلبرت، مدير مكتبه
وهمس بأذنه،..آلبرت..إتصل بذلك الغبي، وأعرف أين هو؟
هذه الصفقه مهمه جدا لنا.
ونحن من كان يجب ان نذهب لهم لا أن يأتو هم لنا
أقسم سأطردهم الإثنان، واتخلص منهم معا..
ومن الآن سأبحث عن غيرهم..
أخبرهم أن يأتوني فورا..هيا
آلبرت بقلق..لقد حدثتهم سيد اليكس، وأخبروني انهم بالطريق ..أنت تعلم أن اليوم، آخر امتحان لهم، بالجامعه..قبل التخرج..إهدأ
لا تقلق..
ابتلع أليكس، ريقه ومحمد يوجه حديثه لهم، ولا يفهم شيئا منه…
إبنه وصديقته، هم متخصصين بالترجمه، هنا..
لا مترجمين غيرهم..وكم تسببا له بكم هائل من الخسائر بسبب أفعالهم، اللامسئوله..
ولكن ماذا يفعل بهما..؟
لا غني له عنهم، ولا غني لهم عنه، اطفالها هم الأقرب لقلبه، تلك العنيده..
فتح الباب بقوه ودخل إدوارد، يحمل طفلا جميل الشكل، بشعر ناعم كثيف ، يغطي عينيه، وبشره بيضاء كوالده وعيون تشبه عيون والدته، علي كتفه..يضحكان معا بالأسبانيه..
معاذ بصدمه..ايه دا؟
محمد بهمس وثقل بلسانه، من شكل الطفل المألوف له، وكأنه يعرفه.. شئ ما بقلبه يؤلمه جدا..
ـ مش عارف..
أدوارد، بالانجليزيه الذي يجيدها.. أهلا بك سيد محمد..آسف علي التأخير..انا أدوارد نائب الرئيس هنا..وإبن ذلك الرجل..
رمقه أليكس بنظره حاده، غاضبه، وأشاح وجهه عنه
اطلق معتز الصغير ضحكه طفوليه، وقلد إدوارد
ـ أهلا بك سيد محمد..آسف علي التأخير..، مد يده مثل إدوارد ليسلم عليه..
أبتسم محمد ونسي كل ما يغص بقلبه، مع إبتسامه الطفل البريئه، ومد يده وأخذه من علي كتف إدوارد..
قبل خديه، وتمعن النظر بوجهه المألوف..
مألوف جدا له..، وهدأ الطفل بين ذراعيه..تماما…
أدوارد بدهشه….
ـ غريب..لأول مره، يهدأ مع أحدهم..أنه كتله مشاكل متحركه يا رجل..
عاود محمد تقبيله..
وعاودت الغصه بقلبه من جديد، تغص بحلقه، كم حلم بطفل مثله، منها يوما، كم سهرا الليالي يختاروا معا، أسماءا لهم، ولكنه القدر..
إغتصب بسمه علي وجهه.. وجلس وأجلسه علي قدمه..
ـ ماا أسمك؟
ـ إبتسم معتز بطفوله وأجابه
ـ ميزو..
محمد بعجب من إسمه.. ميزو..؟
مد أليكس يده وأخذ معتز الذي إرتمي عليه بسعاده من محمد
ونظر لإبنه بحده،
ـ هيا لنبدأ أيها الغبي، ساقتلك أنت، وصديقتك يوما بسبب أفعالكم الصبيانيه هذه …
محمد بإبتسامه علي الرجل وإبنه،هو يفهم الإسبانية..ولكنه يبقيها لنفسه، ليدعهم يخرجون ما بقلوبهم بلا خوف..
هذه، هي سياسته.. وهذا ما جعله من أصغر واشهر المستثمرين، في مده قصيره جدا..
بدأ الاجتماع وأليكس مشغول تماما، مع معتز الصغير
ويدير الأجتماع أليكس، الذي ينظر كل دقيقه لساعته..
إلي أن حان، وقت توقيع الأوراق، مرر إدوارد العقد لمحمد بالأسبانيه..
محمد..أريد نسخه بالعربيه…لأطلع عليها جيدا..
إدوارد..بهدوء،. بالطبع المترجمه تعمل عليه..
هلا انتظرت قليلا..
هم محمد بالتحدث بحده..فهو يلمح توترهم وعدم تنظيمهم منذ أتي..
محمد..موجها حديثه لأليكس،
ـ سيد أليكس هذا لم…
بتر كلامه الباب الذي فتح مره واحده، أفزعتهم جميعا..
دخلت تحمل مياسين علي يد، وبالأخري ملف الترجمه تتحدث بإنتصار.
ـ لقد انتهيت منه..وها قد أتيت أخيرا…
بسرعه أقترب إدوارد منها و حمل مياسين من علي يديها..
قائلا..بفخر..
وها قد أتت الأميره وابنتها..
ألتفتت بوجهها، ووقعت عينها علي من وقف ينظر لها بصدمه، بجسد متخشب، وعينين مفتوحتين علي وسعها من وقع الصدمه عليه، ويد بلا إراده منه، إرتجفت، وأسقطت، ما بهما..
ولسان، يهمس بإسمها، بآليه، سولاف،
لا يصدق أنها هنا أمامه..
بعد سنوات من الشوق والوحده والفراق.
هي بالفعل، وذلك الملاك الذي كان بأحضانه، وتلك الناعسه بين أحضان آخر، هما جوهرتها السمينه إذن
من أهداهم إياها غريمه، الذي سلمها له بيديه منذ سنوات طواعيه..
أغمض عينيه، وهو يستمع لأدوارد يناديها..بإسم دلعها الذي كانت تعشق أن يناديها به.
ـ هيا سولا، إجلسي لننهي الصفقه..مابك يافتاه، هيا
إنحلت عقده لسانه، وناداها بشوق،غلبه غصبا عنه لها
شوق حار بقلبه لها منذ سنوات..لم ينطفئ أبدا.
ـ سولاااف..
إقتربت منه بثبات، وكبرياء، حاولت أن ترسمه بصعوبه،
خانتها رعشه قلبها، قلبها اللعين..ستحاسبه وتعاتبه فيما بعد..
ستلومه، وتوبخه، هي لم تعد تلك الساذجه، هي سولاف..
أشهر كاتبه وصحفيه عربيه، بأسبانيا، وأشهر مترجمه صغيره لكل اللغات..
لم تعد تلك الصغيره أبدا
لقد أصبحت أما ناضجه، لا أحد له سلطه عليها، إلا نفسها..
هي سندا لنفسها وكفي..
سولاااف..
مشت بخيلاء مهما أجادته، مصطنعا، ومدت يدها ببرود مصطنع، لترحب به..
ـ أهلا بيك يامستر محمد، العقد جاهز إتفضل عشان نراجعه مع بعض..
لو كانت هي حقا حبيبته، لما تجرأت ورفعت يدها، وسلمت علي من لا يحل لها، ليست هي تلك الجامده، أهذا إذن نتيجه افعاله هو..؟
غصبا عنه غامت عينيه بغيبوبه، تشبه تلك التي تأتيه، كلما
إرتفع سكره فجأه، وإرتعشت يديه و بدأ يشعر بقوه تسحبه للأسفل، تدفعه للإنهيار..
قلبه لم يتحمل كل هذا، مد يده المرتجفه، يلمس يديها الواثقه..
يديه بارده كالثلج،شعرت بها سريعا، وهي بين يديها فأحكمت يديها بتلقائيه عليه، وخفق قلبها هلعا عليه
رفعت عينها تلقائيا، تنظر له، فوجدته يترنح للخلف ويديه تصارع لتفلت من يدها،
شهقت بخوف عليه، وبقوه اكبر تمسكت بيديه، و بدلا من أن يسقط للخلف
سقط بين ذراعيها..
صاحت بصوتها كله عليه..
ـ محمـــــــــــــــــد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أأخبركم سرا عني، وتحفظوه…
أنني حين رأيتها..إرتعش القلب، وعادت الذكريات فوق رأسي تحوم
عادت الذكري الجميله، تنعش القلب، وتزيح الهموم
لن تصدقوني، أعلم..
ستقولوا ضعيفا في هواها، أخشاها وتغلبني لغه العيون..
نعم…. محقون، ولكن أنتم لا تشعرون..
أخبروني، هل ينسي العشق الأول في يوم..؟
هل أنساها، وهي من علي ذكراها أصول وأجول..
تلك التي وقفت بكبرياء لعين، تتحدي عشقي المزعوم
حياتي، مهجتي، ومن تمنيتها بصلاتي كلما أسجد وأقوم..
من شاب شعري وأنا انتظرها، أن تسامحني بيوم..
ياأيها المحبون أخبروني
ألا أجد، لغلطتي التي ارتكبتها الغفران يوما
أخبروها..حني ياحبيبه العمر علي حبيبك المكلوم..
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثالث) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.