رواية رحماك الجزء الثاني – الفصل التاسع
يارب… زي مافرقتنا قادر تجمعنا..
بدعيك وكلي تعب من شوق بيوجعنا
تقرب البعيد وعالحب تجمعنا
يـــــارب
ـــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه..
مسحت يدها من الالوان العالقه بها..
وهي تدور حول نفسها..وحول الكم الهائل من الرسومات التي انهتها..
ابتسمت بفخر واخيرا….
اشترت ذلك المرسم..منذ انفصلت عن والدتها..
ساعدها أبيها..في شراءه
واليوم..تعد الايام لافتتاح مرسمها..
سيكون الاضخم..
لقد استطاعت ان تجمع العديد من الفانز حولها برسوماتها المبهره التي تعرضها علي البيدج الخاص بها..
واصبح الرسم موهبه ومصدر دخل لها..
وأصبح الكثير يطلب أعمالا منها..
تنهدت ونظرت للوحه المغطاه..بركن الغرفه..
اقتربت ورفعت الغطاء عنها..
ابتسمت بحنين وشوق..لها..
صورته هو…عيسي. رفيق الطفوله وعشق الصبا..
اخبرتها مريم..كم يسأل عنها..؟
وماأخبرته به خالتها ايمان.ان يبتعد عنها..
لقد عذرت خالتها..وعذرته..وعذرتهم جميعا..ولكنها اكتفت..
اكتفت عمرا ضائعا واحلام.لا تتحقق
اكتفت من ان تبقي مهمشه..
ضعيفه..خاضعه..
لن تكون ايمان اخري..ولن ترضي بالظلم..
والحقيقه طعم النجاح…جميل..جميل جدا…
تخبرها مريم..انها لم تشتاقه..لذلك تبتعد عنهم..وتجافيهم وتقطع خيوط القرب بينهم.
فتتنهد وتكبت حزنها بداخل قلبها..
تخبرهم ان لا احد يعلم..
لا احد يعلم..كم تبكي ليلا لشوقها له..؟
كم تدعو له بالتوفيق والنجاح ليلا ونهارا بصلاتها.؟
كم تتمني سعادته..؟
كم تشتاقه، بتفاصيل حياتها؟
من قال ان الحب ينسي بليله وضحاها..
من اخبركم ان تحكمو علي قلوبنا،وتنصبوا الاحكام..؟
تنهدت ومسحت دمعتها التي فرت منها..بلا حول لها ولاقوه..
ولكنها انتبهت..علي
يدا حنونه،ربتت علي كتفها..
حبيبه بابا..خلصت..
ارتبكت وهي تغطي صورته مثلما كانت..
فضحك والدها بحنان..
ومد يده وازاح الغطاء عن الصوره…
متخجليش من عشقك ياسادين..ومتضعفيش وتتخلي عنه..
متغلطيش غلطتي…لو كل الناس قالولك عيسي اتخلي عنك متصدقيش
اسمعي بس لصوت قلبك واللي بيقوله..
هو عارف الحقيقه..
عبست وارتعشت شفتيها بنوبه بكاء…
وحشني اوي يابابا..
انا عارفه انه لا يمكن يتخلي عني…بس انا مش قادره
مش قادره يابابا..
عارف لما تحس انك معدش فيك طاقه لاي حاجه..
مش قادر تدي ولا تاخد من حد..
اهو دا احساسي يابابا..
انا مش عارفه..ايه هو بالظبط..بس حاسه ان الوحده
والبعد عن الناس غنيمه..
اه بحبه..وواثقه..بس انا حاسه اني اتصالحت مع نفسي..
بابا..انت عارف..خالتو ايمان..لما قلتلي بلاش تغضبو ربنا في بعض..
ساعتها مفهمتش كلامها…وزعلت اوي منها…
بس دلوقتي بعد ماقربت من ربنا وخصوصا بعد مارجعنا من العمره..
حسيت اد ايه كان كلامها صح..
انا مش عاوزه اغضب ربنا يابابا…لو لينا نصيب في بعض هيرجع..؟
مش كدا يابابا…
حسين بفخر ممزوج بوجع من سيره حبيبته..
صح ياحبيبه بابا..صح..
ياريت الزمن يرجع وانا مكنتش غضبت ربنا فيها..
يمكن مكناش اتعاقبنا العقاب القاسي دا..
ياااريت..
سادين بدموع..بابا..
حاول مع خالتو ايمان..هي تستاهل..
حسين بوجع..مينفعش..ياريت ينفع
سادين..ليه يابابا؟
ماهو يجوز..
حسين..اه يجوز شرعا..بس خالتك ايمان..قفلت كل البيبان..
فكرك محاولتش..بس الحب اتحول لكره..
حتي لما روحت ارجعلها حقها من ميراث ابوها..
رمته في وشي..وقالت مش عاوزه حاجه..
سادين..بحزن علي حاله والدها وخالتها..
لسه بتحبها زي الاول يابابا.؟
حسين بتهكم… وهو يمد يده يمسد قلبه الضعيف
أكتر من الاول والله…
انا عارف اني غلط زمان..رميتها بايدي للنار..
بس انا بعد ماعرفت الحقيقه..روحتلها واترجيتها اطلقها من جوزها واساعدها..
بس في كل مره كانت بتقفل في وشي البيبان وتقولي نار جوزي ولا جنتكم..
كانت بتقيد فيا النار بكلامها..
مستحملتش..هربت منكم ومن امكم ومن الدنيا بحالها..
امك شيطان رجيم..بثت السم في ودانا كلنا عنها..
ربنا ينتقم منها…
سادين بوجع..شوفت عملت ايه يابابا؟
ضحك بسخريه…اه اتجوزت عيل فرفور قد عيالها..
سادين بحزن..مرتضي اللي اتجوزته دا.ادي يابابا..
حسين بلا مبالاه..كبري دماغك..دي ديون ولازم تتسدد ياسادين..هو ربنا بيسيب يابنتي..
دي بقت مخلصه عليه نص ثروتها…
ثروتها اللي هي في الاساس حق خالتك..
المهم..سيبك بقي انتي ويالا لاني هموت من الجوع وزمان معاذ علي وصول
وستك بقي عملالنا حله محشي ايه.؟
ورق عنب..
سادين..بحماس..الله..هو دا..
قهقه عليها..طفسه ياسادين..
سادين بحماس..دانا كنت بخلي خالتو ايمان تعملهولي كل اسبوع وتعبيه في علب واخده اخبيه تحت السرير من ماما..
حسين بحنين..لها..طول عمرها حنينه وكل حاجه بتحط ايدها فيها..بيبقي ليها طعم..
سادين..بمرح..لا بقي احنا كدا هنتأخر يالا يابابا مش وقت ذكريات
حسين..يالا ياختي..
ــــــــــــــــــــــــ
بأرض البدو..
جزيره العشاق..
مدت يدها تتحسس بطنها المنتفخه..
بحنان..
هامسه..بشوق..طب تفتكر بابا راح فين؟
طب هو عدو ولا حبيب..؟
ابتسمت بحزن..حتي لو عدو هيفضل حبيب..
ساجده من خلفها..
جنيتي ياديما.
بتكلمي حالك..وااه.
ديما بمرح وهي ترتدي مئزرها الطبي..لتبدأ كشفها اليومي..
بنفس الغرفه التي تركتها فريده..
يابت اسكتي..هيبقي لا الواد ولا ابوه..مش كفايه خيبتي التقيله..
ساجده..بسعاده.وهي تتنهد..الحب بهدله ياخايتي…
بس قوليلي ياديما..يعني اكده..لو مروان طلع فعلا من المافيا..زي ماحكيتي..
هتكرهيه يااك..
ديما بتنهيده..عارفه ياساجده..انا عشت عمري كله ادور عالامان..
عرفت ناس كتير..وكلهم مراكز عاليه..
محستش مع حد ابدا بالامان زي اللي حسيته مع مروان..
اه يمكن يكون مافيا…تاجر مخدرات..وقرب مني عشان الفلاشه اللي وقعت تحت ايدي..
بس بردو في شئ هنا واشارت لقلبها..
في شئ بيقولي هو امانك..
حياتك الضايعه..
نزلت دموعها..هو وطني..وأهلي..
غصب عني مش قادره اصدق..
حكاياتنا وحكاوينا وحنيته والامان اللي ادهوله في ليالي الغربه..
محفوره جوايا..
انا بدعي من ربنا لو ترجع الايام، و كنت رميت كل حاجه ورا ظهري ومضيعتش الوقت بعيد عنه..
انا كنت ازاي عايشه من غيره..
ساجده..وااه داحنا غرجانين للشوشه..
بس خابره ياديما…الحب عذابه حتي حلوو..
لمحت عدنان من شباك الغرفه ذاهبا باتجاه المنزل..
فهرولت له…
افوتك اني ياديما هرجعلك بس اما أشبع من عدنان..
خرجت مسرعه وتبعتها ابتسامه ديما الحزينه..
مدت يدها وأخرجت سلسالها من رقبتها..
فتحتها واخرجت ذلك الكارت الذي وضعه بدلا عن الكارت المشئوم
مدت يدها ووضعته بهاتفها..
ابتسمت بحنين..وهي تفتح احدي الفيديوهات الموضوعه به..
لقد اجاد تعويضها..لقد بدل الدمار بالسعاده والذكريات الجميله، ذكرياتهم..معا..
رحلت بذاكرتها ليوم ما، التقطو الفيديو هذا..
flash back..
باحدي الكافيهات حيث يتجمع الجاليات العربيه..
حيث المرقص والمغني..
وليالي الحنين لبلادهم..
جذبها من يدها بسعاده وعيون ماكره تغمز لها..
جحظت عيناها وهي تنظر له بحده ان يتركها…
ماذا تفعل مروان اتركني…؟
مروان بابتسامه لعوبه وهو يمد يده لها لتراقصه علي دقات الطبول…
لا، ديما.لنرقص معا ياحلوتي..
ديما بقهقه..ايها الفاسد..هل تستطيع الرقص علي الطبله؟
مروان بخبث..سترين بنفسك.
تركت نفسها لها ووجدت نفسها كالمغيبه ترقص ويشاركها الرقص بالعصا…
كالراقصات المحترفات..
يميل هنا وهنا يشاركها الرقص..
ضحكت وهي تري براعته وهو يرقص..
أنت بارع بالرقص مروان..من اين تعلمته..
اقترب يهمس باذنها…أنتي البارعه ديما…ااه.. كم اعشقك يافتاه..؟
ديما بخجل..وقح مروان..ابتعد، دعني ارقص
ابتسم وهمس..يوما ما سترقصين لي وحدي..
بغرفه نومنا..
سأشتري لك كل بدل الرقص في العالم..وسأجبرك ليلا علي ارتدائها..لترقصين لي يافتاه..
دفعته بيدها. بحده..ارتد للخلف بقهقه..عليها
وهي تهمس له…وقح..
كم انت وقح يارجل..
back..
انتهي الفيديو وهي تدفعه بيدها..
مدت يدها ولم، تعد تري من كثره الدموع..والحنين بقلبها يزداد له ولم يعد لها حيله..
تريده بجانبها..اشتاقته بجنون
وحشتني اوي يامروان..اوي
هنت عليك..
للدرجادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلندن..
علي الهاتف..
ما اخبارها..؟طمني بالله عليك..
تنهد..صديقه..انها بخير مروان…انتبه انت لحالك فقط..القادم صعب..والموعد اقترب كثيرا..
لم يعبأ لترهات صديقه..
وبنبره باكيه اكمل..
هل كبرت بطنها..؟
هل تراها؟
هل اخبرتك شيئا عني؟
هل كرهتني؟
تنهد صديقه…
هون عليك مروان..هي بخير اقسم…لك..
مروان بخوف..هل هي بأمان؟..لقد آمنتك فيها..
لن اسامحك ان لم تكن بخير..
تنهد صديقه…واقسم..
اقسم لك هي باأمن مكان..علي وجه الارض..
فقط دعنا من كل ذلك..واعتني بنفسك..
لم يصمت واكمل..
هلا بعثت لي بصوره لها..لما يارجل تبخل علي..؟
لقد.طلبتها.منك مرارا..
بالله عليك أجبني…وارسل لي..
صوره لها…اشبع عيني منها
واروي شوقي لها..
تنهد بلا فائده منه..
لا فائده منك مروان…لقد جننت تماما..
مروان بحزن.ارجوك..طمأن قلبي عليها..ألم تعشق يوما..ياصديقي؟
تنهد..قائلا..وهو ينظر لمن بجانبه بابتسامه عاشقه..
بلي عشقت..وانت تعلم…
حاضر مروان….انتظر بعض الوقت..
سأجلب لك ماتريد..
مروان بفرحه..حقا..ستريني اياها…؟
تنهد الاخر بابتسامه..نعم.اهدا قليلا..
وسأبعثها لك..
مروان بلهفه..ارسل لي مقطعا فيديو يارجل
جز الاخر علي أسنانه بغيظ…لا تأمل مروان..هذا خطر..
مروان بترجي…من اجلي..ارجوك..
تنهد الاخر بزهق منه…حسنا..اغلق
انت حمله يارجل..
ــــــــــــــــ
بعد نصف ساعه عادت ساجده بيدها الهاتف..
تلعب به يمينا ويسارا وديما تنظر لها بعجب
بتعملي ايه ياساجده..
ساجده بخبث..
بلعب.. المزرعه السعيده..بلعب ياخيتي..
ديما وهي تبتسم عليها وتقوم من مكانها..
مجنونه والله..
ساجده بخبث سحبتها بالكلام لتتحدث اكثر..
بعد دقائق..كانت تهرول للخارج..
بانتصار.
ديما..بتعجب..مجنونه..والله.
ــــــــــــــــــــــــ
بعد نصف ساعه..
كان يجلس يبكي وهو يتأمل هيئتها المهلكه..
يعيد بالفيديو مرارا وتكرار..
يشبع عينه منها…قبل ان يحذفه..
قبل صورتها مرارا وتكرارا..
يقبله تاره ويقربه لاحضانه تاره..
يهمس لها كم اشتاقها …وكم يعشقها..وكأنها تسمعه.
يبتسم بحزن..كلما ظهر بروز بطنها بالفيديو..
ارتعشت يده وهو يمد يده يتخيل أنه يتحسس طفله..نبض طفله..
هل هي بنتا ام ولدا..؟
اااااه.. موجوعه خرجت منه وهو يميل علي الارض يبكي كالاطفال..متقوقعا علي نفسه
وهو يفكر هل سيتقابلا يوما..مره اخري..
ام سيطول الفراق..
شهق بحزن وهو يمسح الفيديو بيده..
ااااه..ديما..
كم اشتقتك يافتاه..
بعدك لا وطن ولا حنان..
ديما ياوهج مشتعل يبث بيا الامان..
سأكون علي عهدك
لو طال بيا الزمان
ديمااااا..
✍️أسما السيد✍️
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثاني) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.