رواية رحماك الجزء الثاني الفصل الرابع 4 – بقلم أسما السيد

رواية رحماك الجزء الثاني – الفصل الرابع

ر

ڤيرولين
الجزء الثاني، من روايه رحماكي
أسما السيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(رحله اللا عوده،والضياع)
بسوهاج..
انتي بتقولي ايه؟
انا استحاله أكون قاصد كدا،انتي ليه مش فاهمه اني عاوز مصلحه محمد قبل مصلحه اختي
مسحت سلمي دموعها بحده وهي تجلده بكلامها
ـ انت كدا بدمرهم مش بتساعدهم ابدا،مانت كنت بتعمل اكتر من كدا،ايه المشكله.
فهد باستنكار،أنا ياسلمي.؟
أنتي بتشبهي حكايتنا بحكايتهم بعد السنين دي كلها..
فاكره انه صعب عليا اشوف اختي بتتعذب كدا
سلمي بحده،مش اختك بس اللي بتتعذب،اخويا كمان بين الحياه والموت،لولا فريده انقذته،كان راح فيها
اقسم بالله يافهد لو كان جراله حاجه،لكنت سبتك وللابد
مين عينك حاكم ليهم،كان في مليون طريقه تبعدهم عن بعض بيها.،غير كسره القلب دي…
أغمض عينيه بحزن وهو يعلم ان حديثها به بعضا من الحقيقه ولكنه لم يحسب حسابا لان يكون محمد استمع لحديثه مع جده
اقترب منها وهي تجلس علي الاريكه تبكي اخيها بحسره
جلس القرفصاء امامها ومد يده يمسح دموعها،وحياتك ياسلمي متعملي كده،كفايه عذاب ضميري،انا مكنتش متخيل ان محمد هيتعب كدا…
بس صدقيني اللي عملته دا في مصلحتهم..
نطرت يده وهي تدير وجهها للجهه الاخري،لو سمحت سبني لوحدي،واعمل حسابك انا هسافر مع ماما الصبح..
فهد بصدمه،وهتسبيني؟
سلمي،بتهكم،وانت عيل صغير يعني،ولا كمان هتحرج عليا اروح لاخويا.
ابتلع ريقه،واستقام من امامها،قائلا
اللي انتي عاوزاه اعمليه ياسلمي،انا عمري مااقدر احرمك من اخوكي
تركها بمكانها وخرج بلا كلام أخر
نظرت لاثره بحزن وانفجرت بالبكاء..
ليه كدا يافهد،ليه حرام عليك..
استمع لنحيبها العالي،اغمض عينه
وهبط للاسفل
دخل عليها وجدها كما تركها،باحضان والدته،تبكي بصمت..
نظرت له عمته ناديه،بحزن ونكست راسها..
اقترب منها وامسك يدها،هامسا عمتي.. انا
وضعت يدها علي فمه،متكملش يافهد،انا عارفه كل حاجه،انا مش صغيره يابني..
غمزت له بعينها انها هنا…اخته..
سبقته للخارج واقترب هو من اخته،يطبطب عليها بحنان..
وتركها وخرج لها
جلس مقابلا لها علي الاريكه،وصمت
ناديه،بحزن،متحملش نفسك فوق طاقتها يافهد اللي حصل حصل،وبدموع اكملت
هو صحيح حصل بأقسي طريقه وكان ابني هيروح فيها،بس كان لازم يحصل
متحملش علي نفسك يافهد..
اقترب منها وقبل يدها،والله ياعمتي ماكان قصدي،انا خايف عليهم
مسحت علي راسه بيدها،عارفه ياحبيب عمتك،عارفه
المهم انه كويس وحسه في الدنيا
ولو ليهم نصيب في بعض،هيتجمعو..
فهد بوجع،حقك عليا ياعمتي
ناديه بحنان،قوم ياقلب عمتك ناملك شويه،ورانا سفر الصبح.. ولا انت مش ناوي توصلنا..
فهد،بحزن، هوصلكو طبعا، بس هنام هنا،سلمي قايمه عليا الحد.
ناديه،بحسم،قوم يافهد خد مراتك في حضنك،متنيمهاش زعلانه منك يابني،الجرح لو مدواش في ساعتها،هيلتهب ويبوظ،وهياخد وقت علي ميشفي
وهيسيب اثر..
انما لو عالجته في اوله،هيبقي كأنه مكان..
فهد بابتسامه،ربنا يخليكي لينا ياعمتي،طول عمرك حكيمه..
ناديه بمرح مصطنع،ضربته علي راسه بخفه
طب قوم ياابو طويله صالح بنتي،لحسن اخدها عندي ومتشوفهاش تاني
في لمح البصر كان يصعد الدرج
نظرت له بابتسامه حزينه وانهمرت دموعها من جديد..علي حال ابنها..ووجعه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالقاهره
بالمشفي الحكومي
تهاني ببكاء مصطنع..
للظابط..
والله يابيه هو دا اللي حصل،مسكت ابني ضربته وفتحت راسه،لحد مادخل في غيبوبه زي ماانت شايف، وهو عنده السكر ياكبد امه..
رفع الظابط عينه لتلك التي تبكي بلا توقف.. بلا صوت وتشير بيدها وراسها
ب لالالالالا..
تهاني بغيظ،
دي خرسه يابيه،بس بتسمع زي الطلقه..
الظابط،بأمر للعسكري خلفه،خدوها..
تهاني بفرحه مستتره،اه يابيه عاوزه حق ابني،منك لله يانغم،منك لله..
لمحته قادما من بعيد نحوهم..
فصاحت بولوله،الحقنا يابو عبدالرحمن،الحق بنتك قتلت ابني،ياما قولتلك دي مجرمه،مسمعتش كلامي
ارتعش جسدها وهو يندفع نحوها كالعاده،امسكها من شعرها،يابت 🐕
قتلتي اخوكي يابت 🐕
الظابط بحده،سيبها ياراجل انت،انت اتجننت.
وبعدين كل اللي بتقولوه دا ملوش لازمه..
ابعدها الظابط بحده من يدهم واحتجزها خلفه..
تهاني،بصدمه،ازاي يعني.؟
الظابط بتهكم،يعني ابنك لسه عايش يامره ياخرفانه وبكره يفوق مش هيخليه في غيبوبه العمر كله..
واكيد هيقول اللي حصل..
تهاني بخوف بان علي وجهها،لمحه الظابط بعين خبيره…
ازاي،وحق ابني؟
تكلم مكرم الذي حضر للتو،في ايه ياحضره الظابط،انتو هتاخدو نغم ولا ايه؟
الظابط بحده للعسكري،يالا ياعسكري خدوها..
ابعد ياروح امك،خلينا نشوف شغلنا..
مكرم بصوت مرتفعو،متخافيش يانغم،مش هسيبك..
ـــــــــــــــــــــــــ
في قسم الشرطه
جلست حيث امرها بخوف ودموعها لم تجف منذ صعدت لعربه الشرطه..
تبكي حالها وحال اخيها..
خبط الباب، ودخل احدهم….
الظابط احمد بترحاب،اهلا اهلا بحضره المقدم نورتنا والله..فينك يابني من زمان..
راضي،بابتسامه،انت عارف من يوم مااتنقلت للمخابرات،ووقتي مش ملكي..
كنت هنا في مصلحه قولت اعدي عليك.
ايه الاخبار..؟
وقعت عينه عليها منكمشه علي نفسها،تبكي،بصمت
راضي باهتمام،مالها دي يااحمد؟
أحمد،بتنهيده،شكلها حكايتها حكايه،اصلها بعيد عنك خرسه مبتتكلمش
راضي بحنان،بقي الملاك دي مبتتكلمش،ياسبحان الله
احمد بابتسامه،مسمعتكش سمر كانت خلصت عليك
راضي بضحك،ياعم مش القصد،بس البنت فعلا شكلها غلبان
هتكون جايه في ايه دي؟
حكي احمد الموضوع له في عجاله..
احمد والمشكله ان الواد دخل في غيبوبه ياعالم هيفوق منها امتا؟
عشان كدا مفيش حل غير ان مرات ابوها تتنازل عن المحضر..
نظر له راضي،طب بقولك اطلبلها واحد لمون وسبنا لوحدنا..
احمد،هتعمل ايه؟
راضي،اسمع بس الكلام…
فعل احمد،وتركهم
اقترب منها وجلس بجانبها.
مد يده لها بدفتر وقلم كان علي مكتب صديقه
نظرت له بتردد،ولكنه اومألها،خديه عشان نعرف نتواصل..
اومأت والتقطته برعشه..
راضي،اكتبيلي بقي اللي حصل ومتسبيش فتفوته….
وبايد مرتعشه كتبت،ماحدث.
قرأه راضي بذهول..
وانتي ساكته ليه كل العمر دا،مجتيش قدمتي فيهم بلاغ ليه؟
اهتز جسدها بنوبه بكاء جديده وهي تكتب له،انا مش عاوزه غير اطمن علي اخويا ارجوك.
مسح علي وجهه،بقله حيله..
الموضوع صعب يانغم لازم مرات ابوكي تتنازل عن المحضر عشان تخرجي،واظاهر ان ابوكي هيشهد معاها
بصي مقدمكيش غير حل واحد..
نغم باهتمام،نظرت له.
مفيش غير ان انتي تهاوديها في اللي هي عايزاه مؤقتا لحد ماتخرجي من هنا..
يعني هي عاوزاكي تتجوزي اللي اسمه مكرم دا،تمام هاوديها لحد ماتخرجي..
هزت راسها بلا لالالالالا
راضي،متخافيش،امسكي دا الكارت بتاعي،ولو حصل اي حاجه كلميني،بس انتي اعملي اللي بقولك عليه
فاهمه..
اقتنعت بكلامه،وهزت راسها له بالايجاب
راضي،تمام،لو احتجتي اي حاجه كلميني وانا ان شاءالله مش هخذلك ابدا،انا للاسف مش هقدر اعملك اكتر من كدا،أنا مش مسئول هنا،بس لما تخرجي من هنا،ان شاءالله لو عوزتي اي حاجه كلميني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه
ها ياكارم،عملت ايه.؟
كارم،تمام يامعلم،علي ندهه بقي الليله او بكره.
خليك انت مستعد..
المهم باقي المبلغ،عشان اديه لصاحب الطلعه
اخرج عيسي من جيبه ظرفان..
بقولك ياكارم،امسك دا بقيه المبلغ اللي اتفقنا عليه…
والمبلغ دا ياصاحبي وصله امانه لامي بعد مااركب البحر،انت عارف انا مش عارف مستنيني ايه.؟
ادهولها بعد مااركب بساعه او ساعتين وقولها تدعيلي،انا مش هعرف اقولها،خلي بالك من امي واخواتي ياكارم..
كارم بغصه،ولاا ياعيسي احنا لسه عالبر يالا،انا مش مطمن،بالله عليك ماتسافر وتقهرنا عليك..
رب هنا رب هناك،بلاش ياصاحبي،الهجره غير شرعيه دي وركوب البحر مش امان
وخفر السواحل مفتح عينه اليومين دول..
عيسي بوجع،ياريت بايدي ياكارم ماانت عالم بالحال..
مش هقدر اشوفها مع غيري،ولا ايدي طايله،عشان تبقي ليا
انا زهقت من الحوجه والفقر،فكرك يعني ببقي مبسوط وانا بمد ايدي اخد يوميتي من الشيخ قاسم
انا ببقي مكسور وهو بيقولي خد هات حاجه حلوه لاخواتك
غصب عني،انا عارف ان الشيخ قاسم مش مقصر معايا،بس غصب عني صعب عليا
الفقر وحش ياكارم،والفقير ريحته وحشه
كارم بحزن وهو يحتضنه،المهم حسك في الدنيا ياعيسي بكره تتخرج وتبقي مهندس كبير يالا،متمشيش،كمل دراستك ياعيسي واصبر..
مضيعش اللي بنيته
ربت علي كتف صديقه وسالت دموعه
وبحلقه قهر العالم كله..
ـ من بعدها،مابقاش فارق
عن اذنك ياصاحبي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بألمانيا
نظرت حولها لا احد،هنا
نادت بعلو صوتها لا احد يستمع لها،رات نفسها وحيده،الجميع ينظرون لها ويخرجون السنتهم بغيظ لها،ينعتونها
متحوله..
اقتربت شقيقتها منها تمسك شعرها وتشده بغلظه
ـ مهما عملتي بردو متحوله
ـ لمحته يقترب منها،ينظر لها بلا رد فعل
مدت يدها له لينقذها، وهمست،
سيف..
الحقني منهم..
نظر لها بحزن وتركها ورحل
صرخت بعلو صوتها وهي تنادي عليه ان ينقذها من ايديهم التي تنهش بجسدها،سيف الحقني ياسيف
ياااااسيف
فجأه امتدت يد قويه وانتشلتها من ايديهم
ابعدو عنها،ابعدو كلكو
فجأة،ابتعدو عنها وبقت هي وحدها..
جذبها لاحضانه،متمتما،متخافيش،انا هنا
رفعت راسها له،وجدته هو..
همست،عز انت هنا؟
عز بابتسامه،ڤيرا الجميله،أيوا هنا
شهقت وهي تستقيم مفزوعه من حلمها،
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
مسحت وجهها المتعرق بكم ثوبها
وهي تردد،ايه البي جابك علي بالي ياعزالدين
ابتسمت بحزن،وهي تتذكر وعده له،وكلماته الجميله لها
ڤيرا الجميله..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل مترنحا مصابا بقدمه،تنزف بشده..
دار بعينه عليها،خلع جاكيته ورماه ارضا..
تحامل علي قدمه ووجعه وهو يبحث عنها
نادي عليها بتعب..
ديما
أين انت؟
ـ لم تجده باي مكان،صرخت وصرخت ولم يسمعها
ولا مجيب،انكمشت علي فراشها وجلست واضعه، راسها بين قدميها تبكي بخوف وحزن،لا تصدق انه رحل وتركها.
يأست ويأس الصبر منها
علت شهقاتها وشعرت انها عادت لتلك الطفله الصغيره،تبكي لترك والدتها لها..
هي طفله،مازالت تلك الطفله الصغيره،أمس بين يديه عادت لطفولتها
لا يمكن ان يكون الامان التي شعرت به بين احضانه أمس وهما، وكذبا ما اصبحت تؤمن به انه يخفي عنها الكثير،ولا تعلمه..
ارتفع صوت بكائها وصرخت بوجع،مرواااااان
أين انت؟
استمع لبكائها باسمه..
بكاء اهتز له قلبه،مؤكد استيقظت ولم تجده
رد عليها بتعب ووجع ينخر بجسده
أنا هنا ديما؟
لا تبكي ياجميله..
استمعت،لصوته،فقفزت من مكانها
مرووووان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن اذهب ميرا،لما لا تفهمين؟
ميرا بحده.،ڤيرا اطفله انت؟
لما لا،يجب ان تقوي ڤيرا،خوفك من الجنس الاخر،ليس جيدا.
ڤيرا،لا اخاف منهم ابدا،لا تتوهمين..
ميرا،باستنكار حقا؟
ڤيرا،بحزن،وتنهيده،اتركيني قليلا ميرا،لست مستعده لذلك..
ميرا،حسنا ولكن ستذهبين.؟
ڤيرا،حسنا..
ابتسمت ميرا،اذن هيا بنا؟
ڤيرا،الي اين؟
ميرا،الي التسوق
ڤيرا بعبوس،لالااااا الا تملين؟
ميرا،بسعاده وهي تجرها خلفها.،لااااااا،ابدا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمركز الشرطه..
وصي راضي احمد ان يتركها الليله لتبيت بمكتبه ولا يرميها وسط المسجونات
فتركها احمد ووصي العسكري عليها
بعد ساعتين،كان مكرم وابيها يرشيان العسكري ليدخلا لها
شهقت وهي تراهما امامها وانكمشت علي نفسها
مكرم،متخافيش يا نغم،دا احنا.
نغم بخوف،انكمشت علي نفسها
اقترب منها ابوها بحده،انت لسه هتتكلم هات القسيمه دي،امضي يابنت 🐕 والا هسيبك تتعفني هنا
وانتي عارفه انا ممكن اعمل ايه.؟
هي علقه ولا قلمين لما اخوكي يفوق ويقر عليكي..وتروحي فيها..
نغم،بقهر،هزت رأسها ب لالالالالا
ضربها والدها علي خدها..بكف يده فسالت دماء انفها
مكرم بحده،لا لا اوعي ايدك عنها مسمحلكش
دي مراتي،اااااه
وبابتسامه كريهه،امضي يانغم،خلي مرات ابوكي تتنازل عن المحضر
امضي واتجوزيني،دانا هنغنغك يابت..
امسكها ابيها مره اخري من شعرها،اخلصي ياروح أمك،قبل ماحد يجي
أغمضت عينها بقهر وشعور العجز يتملكها،لا مفر
امسكت القلم برعشه ومضت صك عبوديتها بيدها..
خطف مكرم القسيمه من يدها..
ورفع يده ولكم ابيها،دي عشان مديت ايدك عليها يا روح امك
انكمشت بخوف علي نفسها،وهي تري والدها ممدا علي الارض
مكرم بسماجه،متخافيش يانغومه،دي بس عشان مد ايده عليكي..
انكمشت اكثر علي نفسها وصدرها يعلو ويهبط من كبت شهقاتها..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

بألمانيا
ماهذا؟
لا رد
صرخ والده بحده،عز الدين..
افاق بخضه،علي صوت والده..بابا..
الاب بصدمه في ابنه الوحيد،اشار لماجدولين التي تداري جسدها العاري من زوج خالتها ولم يلمحها عز الا الان؟
الاب،مع بنت خالتك ياوسخ…
في بيتي..
عز بصدمه، وهو ينظر لما يشير أبيه
ـ ماجدولين،لما انتي هنا؟
استقام مسرعا،فوجد نفسه عاريا لا يرتدي شيئا،نظرت له بخبث،وهي تراه يجلس مره اخري يداري نفسه بخجل من ابيه؟
تمتم،بخجل،بابا انا
الاب باشمئزاز،متتكلمش،غير هدومك يامحترم وتعالي ورايا
نظرت لخالتها التي تختبئ بالخارج وغمزت لها بنصر
ابتسمت خالتها ولكنها اخفتها سريعا،وهي تجري خلف زوجها مصطنعه الحزن
امسكها من شعرها بحده ماذا فعلتي ايتها المنحله؟
لما انتي هنا؟
ماجدولين بغيظ منه،لا شئ،وضعت لك مخدر بكوب القهوه،وخلعت عنك ثيابك،لتثبت التهمه،والان لنتزوج عز؟
عز بغيظ منها،ايتها المجنونه،ألا تهتمين لمنظري،لن اتزوجك مهما فعلتي،لما لا تفهمي انتي كشقيقه لي
ماجدولين بغيظ،لست شقيقتك،والان بعدما رآنا والدك،سيزوجنا،ومجبر انت علي ذلك وكلامي امام كلامك عز
ارتدت ثيابها،وخرجت من امامه، وجلس هو حزينا شاردا،يسبها بسره
بعد ساعه
كان يقف كالطفل المذنب امام والده،مهما قال لا يصدقه والده ووالدته تزيد من الامر اشتعالا
الاب بصرامه،خلاص خلصنا كتب كتابك علي ماجدولين الاسبوع الجاي
عز بصدمه،بابا..
الاب،قولت خلاص،كل واحد يشيل شيلته
تركه وغادر وتبقت كلتاهما يضحكان بسعاده..
الام بفرحه،مبارك عز
عــز بحده وقهر،لن اسامحك ابدا امي
ابدااااا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بورشه
الشيخ قاسم..

 

الاسكندريه..

 

قاسم بحنان، وهو يري علي وجهه هموم العالم

 

مالك، ياعيسي..

 

ـ خفض نظره لما يفعله أكتر، يخبي دموع عيناه، ورد بحزن، مفيش ياشيخ انا كويس اهو..
ابتسم قاسم، ووضع ابنه الصغير ذو العامين أرضا ليحبو ، عليا بردو ياعيسي، وبعدين احنا مش بطلنا نقول شيخ من زمان، زي مانا بطلت اقولك يادقدق..
وبعدين ايه مفيش دي،عليا بردو..
رفع راسه مبتلعا غصه حلقه،وترك مابيده وجلس ارضا،اقولك ايه بس ياابو يحيي،أقولك ان انهارده اسوا يوم في حياتي،انهارده كتب كتابها ياشيخ،عارف يعني ايه،حلمك يضيع قدامك،وانت لا عارف تمد ايدك وتخطفه،ولا عارف تفوض امرك لله وتسيبه….
أنا قلبي وجعني اوي ياشيخ،معندكش دوا،لتعبي..دا..لو عندك،بالله عليك قولي عليه،أنا تعبان اوي ياشيخ،تعبان اوي..
قاسم،بحنان،وطب وانت متأكد انك عملت اللي عليك ياعيسي..
عيسي بوجع،مفيش حاجه معملتهاش،العين بصيره والايد قصيره،هي عالم وانا عالم،امبارح روحت لخالتي،كان ناقص ابوس ايدها،تعرف ردت قالت ايه،روحي ربي اخواتك يادقدق،انت اه ابن اختي،بس مصلحه بنتي،فوق كل حاجه
قولي ياشيخ،فين الرحمه اللي بتنادي بيها،فين صله الرحم،هي مش بنت خالتي انا اولي بيها..
صمت،والصمت احتراما،حين تري من امامك،تسيل منه الاوجاع..
ــــــــــــــــــــــــــ
لندن..
دموعها تسيل بلا توقف وهي تضمد جرح قدمه
راقدا بلا حراك..
امس
اشتعلت ثوره مشاعرهم ولم تلحظ تلك الندوب
علي جسده
تري ماذا يخبي عنها.؟
انتحبت بصوت مرتفع وهو يأن ويهزي باسمها
لقد انهار عالمها من بضع ساعات غاب عنها فيها
لقد وصلت لدرجه الجنون بعشقه
مدت يدها تتلمس جروح بطنه البارزه..
ارتعش هو وأن باسمها،ديما،ياعشقي
ـ انتحبت واقتربت تقبل موضع ندوبه
مابك مروان؟
ماذا تخفي عني؟
اين كنت ياعمري،ومن فعل بك هذا؟
مروان بتوهان،احبك ديما،لا تتركيني ابدا..
لا تتركي يدي..
ـ ابتسمت من بين دموعها وهدأت لوعتها
ألم يقولو ان الانسان بتعبه يهذي بما في قلبه
وان اصدق مشاعر هي من تخرج بمرضنا واوجاعنا
أغلقت الاناره،وخلعت عنها مئزرها
واقتربت حاوطت خصره،دفنت رأسها بين ثنايا
عنقه
تنشد الامان،الراحه عن الدنيا وأوجاعها
تجبر نفسها علي النسيان..
لا شئ،يضاهي عندها،عشقها له،وان يكن من يكون،لا يهم
لتغمض عيناها الان، لترتح وترتاح لوعه قلبها
ولكل حادث حديث..
رفعت رأسها وقبلت فمه بهدوء،تبث شوقها الذي لا يظمأ له ابدا
واقتربت تهمس بأذنه
ـ كم اعشقك مروان،ولتكن من تكون،لا يهم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرجت من القسم ليلا
تمشي بلا هويه،هائمه،لقد توسلت الظابط بعدما تنازلت زوجه ابيها عن المحضر،ان يبقيها حتي يذهبو
حل الليل واخرجها
نظرت للكارت الذي بيدها
قرأت الاسم،وطبقته ورمته بلا مبالاه
لم يعد له قيمه،انتهت حياتها وللابد
وجدت نفسها بالقرب من المشفي التي بها أخيها
سألت الاستقبال عن اخيها فطمأنوها انه استفاق وبخير
وصلت لغرفته ودخلت جلست بجانبه،بكت وبكت وهي تلمحه امامها بخير
يتململ يمينا ويسارا
جلست كثيرا بجانبه الي ان اشبعت عيناها من رؤياه
اقتربت واشبعت يديه تقبيلا وراسه واستودعته الله
ورحلت..
خرجت تمشي بشرود لا وجهه لها،ولكنها وجدت نفسها بمنطقه مقطوعه..
هاجس آتاها انها في الحالتين ميته،اذن لما لا تنهي حياتها بيدها وتنتهي،منها
وقفت علي جانب الطريق،ويبدو ان السماء هي الاخري حزينه مثلها،فاعلنت تمردها لتشاركها دموعها
انهمرت بضع قطرات من المطر علي وجهها
ولكنها لم تعبأ بها..
لم يعد يهم،لا احد سيبكي عليها
يتيمه،وما اصعب اليتم ولديك ابا علي قيد الحياه وجوده كعدمه،يهدمك لا يبنيك..

 

كان عائدا من الشركه ليلا بوقت متاخر
كيان وعابد كالعاده يتركون له عبأ العمل وكلةيجري ليختبئ باحضان زوجته ليلا
لا هم يرحمونه ولا اولادهم
تنهد وهو يسبهم بسره..
الوقت تأخر ويبدو ان الجو سيمطر
استدار لجانب الطريق بالصدفه..
لمحها، تقف علي حافه الطريق، تلك المجنونه ماذا تفعل هنا بثيابها، الغارقه، بهذه الليله العاصفه، دخل الشتاء والجميع يختبئ بمنزله..
خفق قلبه بشده، لا يعلم لما، هناك شئ بتلك الفتاه يجذبه لها،
اوقف سيارته بعيدا قليلا، ونزل ينظر بقلق لما تفعله..
طال الوقت هنا، بمنتصف الليل، وسط مدينه مزدحمه تعج بالذئاب البشريه، ليلا..
لا آتي ولا ذاهب
هطل المطر مره واحده، ولا رد فعل منها واقفه بلا حراك..
غرقت ثيابه،وارتعشت هي من البرد،ومازالت علي وقفتها..
لمح سياره آتيه من بعيد،مسرعه،تشق الليل بسرعتها
لم يكترث،واستدار باتجاهها،وجحظت عيناه،وهو يراها تستعد للقفز امامها..
صرخ بها،حاسبي يامجنونه،ابعدي
في عالم أخر،هي،لا تسمع،ولا تتكلم..
لا مفر اطلق قدمه للريح،وبلحظه بدلا من احتضانها للموت،احتضنها هو..
ابعدها بحده عنه،صارخا بها..
انتي ايه اللي موقفك هنا،مبتسمعيش،عاوزه تموتي كافره..
ازدادت القطرات علي وجهها،اهي دموعها ام قطرات المطر،لا يعلم..
صمت ناظرا لعيناها،الحزينه الشارده،طال الوقت،الي ان اشارت بيدها له..
صدم وجحظت عيناه،تلك الجميله الباكيه،
لا تتكلم
علت الصدمه علي وجهه وفهمت هي سبب صدمته
انسابت دموع القهر من عيونها علي حالها
ودفعته بيدها بحده
واطلقت قدمها للريح..
صدمته فعلتها، وجحظت عيناه
وصرخ
لاااااااااا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه..
وقفو المهزله دي فورا..
التفت للصوت الذي تعرفه عن ظهر قلب وهل تخطاه ابدا
جرت هي بفرح وسعاده
بابا..
التقطها حسين بحنان بين ذراعيه،حبيبه بابا،انا جيت متخافيش..
سادين،بفرحه،مش هتخليها تجوزني مش كدا يابابا.؟
حسين،كدا ياقلب بابا
أماني بحده،انت ايه اللي بتعمله دا.؟
انت اتجننت،عاوز تفضحنا قدام الناس
صفعها بحده علي وجهها،طول عمرك انانيه،ميهمكيش غير كلام الناس
علت الهمهات والغمزات واللمزات،من حولهم
اقترب العريس،من حسين،يهدأ من حده الموقف
تامر،اهلااهلا حسين بيه،نورتنا
حسين بحده،مش مكسوف علي نفسك،ياتامر بيه عاوز تتجوز عيله قد بنتك
تامر بحده،انت بتقول،انت مش عارف بتكلم مين؟
حسين،بسخريه،عارف وميشرفنيش،برااا
معنديش بنات للجواز،براا..
هرول الجميع واحدا تلو الاخر..
وامام حده حسين جري تامر هو الاخر..
وهي تصفق بيدها بسعاده،يحيا العدل..يابابا ياجامد
اماني بحده،انت بتضربني ياحسين،بتضربني انا..؟
حسين بهدوء قاتل،واطلقك كمان،طول السنين اللي فاتت كنت محافظ علي جوازنا بس عشان الولاد ميشتتوش،فرقتيني عن احب انسانه ليا في الدنيا وكرهتيني في عيشتي عشان غرورك وانانيتك
وقولت يمكن تتعظ وتتعلم،انما توصل انك تنكري وجودي وتدوقي بنتي من نفس الكاس اللي دوقتيه ليا وليها
تبقي بتحلمي
صرخ بها،فوقي،انا لسه عايش مموتش،فااهمه
انتي طالق يااماني،طالق بالثلاثه..
مش عاوز اشوف وشك تاني ابدا..
ملعون ابو اليوم اللي شفتك فيه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل والدته،وودع اخوته وداعا مستترا،ملأ عينيه منهم
ورحل،لرحله الموت..

 

علي شط البحر

 

كارم بحزن ودموع،ارجع ياصاحبي،ارجع بالله عليك
انت شايف المركب عامله ازاي
ملهاش امان ياصاحبي البحر غدار،ملوش امان
عيسي بغصه،معدش ينفع ياصاحبي
وصيتك امي واخواتي،لحد ماالف وارجع،انت عارف ابويا ايدك منه والارض..
المراكبي..
يالا ياجماعه،اركبو قبل ماخفر الساحل يشوفنا
جحظت عيناه وهو يري ذلك الكم الهائل من الاطفال والنساء والرجال
كارم،ايه دا،هي المركب هتشيل دا كلهو،ارجع ياعيسي
ارجع،دي رحله الموت،ارجع ملعون ابو الحب،عاللي بيحبو
عيسي،بحسم،خلاص معدش ينفع،سلام ياصاحبي
قفز للمركب
وعلي لسانه،متنساش الامانه اللي امنتهالك،ياصاحبي
وقول لسادين لو مرجعتش اني بحبها..
وان عملت كل دا عشانها..
قولها،مكنش بايده..
كارم،بجنون،ارجع ياعيسي،ارجع..
شقت السفينه البحر وعلي وجهه ابتسامه،ابتسامه امل ممزوج بالالم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عيسي..

 

ايمان بجنون، انت بتقول ايه؟
انت بتقول ايه ،ياكارم؟
ابني فين؟
بقاله ثلث ايام غايب،وجاي دلوقتي تقولي كدا
ابني أنا….
كارم بدموع والله قولتله،ارجع مسمعش كلامي
كانت تصعد الدرج بفرحه لبيت خالتها..
لتخبره ان والدها وافق به..
وياليتها أخبرته،وياليتها أتت مبكرا.
استمعت لصراخ خالتها الملتاع،ولما قاله كارم
شق قلبها نصفين وصرخت صرخه شقت سكون المنزل المتهالك
عيســــــي
لاااااااااا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدمه،وصدمه،وجرح جديد
يرحل شهر ويجي جديد
وانت ياهمي ليه مبترحش
وانت ياوجعي ليه بتزيد
واخد وقتي وكل حياتي
واخد عمري وابتساامتي
واخد اغلي حبايبي،واحلي أياامي
يارحله بعيده واخده حبايب
حافظي عليهم دا القلب لفرقاهم دايب
يا عمر راحل،ومهوش راجع،إرئف بيا وباحوالي..

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثاني) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق