رواية متملك – الفصل الثاني والعشرون 22 – بقلم اية عيد

رواية متملك – الفصل الثاني والعشرون 22

أمام بيت محمد…
كان قاعد على الرصيف في الشارع، وجمبه نعمة بتعيط…
توقفت عربية إلياس أمامهم، ونزلت أسيل بسرعة وجريت على نعمة..
قالت أسيل بقلق:في إيه يا ماما؟!
بكت نعمة قائلة :شقتنا يابنتي…
رفعت أسيل رأسها ناظرة لشرفة شقتهم، لقتها محر.وقة ولونها أسود، والدُخان يخرج منها.
نظرت أسيل لنعمة قائلة :إيه إل حصل؟!..وحصل إزاي!!!
قالت نعمة بدموع:الجيران بيقولو إن انبوبة الغا*ز كانت مفتوحة، وحد رمى سيجارة من البلكونة لجوا…والشقة إتحرقت..
سِكتت أسيل بحزن،ونظرت لمحمج الذي ينظر للإرض ومش واعي حاجة حواليه..
نظرت لإلياس..الذي أومأ لها بهدوء…فهمت إنه موافق على أي قرار هتاخده..
نظرت لنعمة وقالت:متقلقيش ياماما، تعالو وعيشو معايا..
قالت نعمة بإحراح:لأ يابنتي، ا إحنا هنأجر شقة لحد ما شقتنا تتظبط.
قالت أسيل بعتاب:هتأجرو!..وأنا موجودة!!!
ردت نعمة:عيب يابنتي، عشان جوزك..
تحدث إلياس قائلا بهدوء :-مينفعش إل بتقوليه دا..وتعالو يلا مينفعش نقف في الشارع كدا…ولو على البيت، أنا هبعت حد يصلحه..
نظرت له أسيل،وبعدها نظرت ناحية محمد…قربت منه ونزلت لمستواه…إبتلعت ريقها، ومِسكت إيده قائلة :بابا..
أما إلياس قبض يده بحده، ولف وجهه ناظراً للأسفل.
رفع محمد رأسه ببطء ناظراً لها بوجه مهموم ومكسور..قامت وقفت بهدوء،وهي ماسكة إيده..وقربت نعمة ووقفت جمبه…
أخدوه وركبو إحدى سيارات الحراسة الخاصة بإلياس..وأسيل ركبت مع إلياس في عربيته…
أنطلقو بالسيارات تحت أنظار أهل المنطقة…
نظرت أسيل له قائلة :شُكرا.
مِسك يدها وهو يقود قائلا دون النظر لها بجمود:- تاني مرة إيدك متلمسش إيده..
إستغربت،وتذكرت إنها مِسكت إيد محمد وقالت:- بس دا با…
قاطعها بحده وهو ينظر لها قائلا:- بس يا أسيل…لإمتا هتفضلي تكدبي على نفسك!..دا مش أبوكي، وعيب أوي تمسكي إيد راجل غريب وجوزك واقف..
تضايقت، وشدت إيدها منه وعقدت زراعيها ناظرة للنافذة..
نظر لها بضيق،وبعدها نظر أمامه في الطريق دون حديث..
====================================
في بيت شمس___
كانت قاعدة في غُرفتها وهي تنظر في هاتفها…
فيديوا باعته سعد، لحالة محمد ونعمة، ولما جه إلياس وأسيل وأخدوهم..
حست إنها مضايقة…مكانتش مُتخيلة الحكاية توصل لحد كدا..
فجأة…إتفتح باب أوضتها بقوة لدرجة الكسر…إتخضت لما لقت والدها داخل وفي يده عصا وعلى وجهه الغضب، ووالدتها بتجري وراه عشان تمنعه…
وقفت شمس وهي خايفة ومستغربة دخوله بهذا الشكل…ولسة هتتكلم، لقت والدها قرب منها وضر.بها صفعة قوية على خدها…
لدرجة إنها وقعت على السرير…إتصدمت واضعة يدها على خدّها بصدمة وهي تكاد على البكاء…
قرب منها والدها ومِسك شعرها بيده لدرجة كاد على خلعه بيده…
وقومها صارخاً في وجهها بغضب: يا عديمة الشرف، يا و*sخة..
إتصدمت وإستغربت أكتر حديثه، وهو مش سامح لها حتى تتكلم…
قالت والدها بخوف :بس يا مُصطفى مش كدا…
صرخ بها غاضبا وقال:غوري من هنا دلوقتييي.. أنا مش هرحمها النهاردة إل حطت وشي في الطيييين..
ونزل بكف تاني على وجه شمس إل صرخت من الألم…
دخل أخويها الإثنين ناظرين لها بقر*ف وبجمود..
قبض والدها على شعرها بقوة وغضب قائلا :إيه إل عملتيه دا يابنت إل****…بتبيعي نفسك يارخي.صة…وصلت معاكي لكدااا، ومن وراااانا!!!
عيطت قائلة بصوت مبحوح:ا أنا عملت إيه بس يابابا؟!..م ما انا قاعدة أهو ومعملتش حا…
قاطعها تاني بقلم يضر.ب خدها مِما أوقعها أرضاً…
قال بغضب وقر.ف منها:ولسة ليكي عين تتكلمي بعد المُصيبة إل هببتيها!!!
رمى بوجهها الهاتف، ووقع أرضاً بجانبها…إتصدمت لما نظرت للهاتف وشافت صورة ليها وهي عا*رية في حضن سعد…
قلبها توقف عن النبض، الصدمة ضربت عقلها خلتها تثبت مكانها…
شدها والدها من شعرها بقوة وقوّمها جاعلها تنظر له، بنظرات خوف وكسرة..
قال بحده قاسية:-عمري ما كُنت شايفك بنتي، كُنتي مُجرد مسؤلية…بس إنت دلوقتي جبتيلي العا*ر…أرف وشي في وش الناااس إزاييييي!!!
رمعها على السرير، وبدأ يضر.بها بالعصا، وهي بتصرخ بعلو صوتها ودموعها مغرقة وشها…وأمها بتحاول تمنعه لكن إخوات شمس مسكوها ومنعوها من مساعدتها…
صوت شمس إختفى من كثرة الصراخ، ووالدها إبتعد عنها وهو بينهج بعدما أصبح جسدها أحمر…
فضل يبص حواليه بغضب وهو حاسس إنه لازم يطفي ناره…شاف مقص على التربيزة…وقرب ومِسكه،إتصدمت شمس وحاولت تقوم وتبعد لكن مقدرتش…
وكاد والدها على طعنها، لكن أخوها مِسك إيده ورفعها للأعلى قائلا بحده:إهدى يابا..دي متستاهلش تدخل فيها السجن..
نظرت شمس لوالدها ولأخوها وهي تبكي…مكانتش شايفة نظرة شفقة في عينهم..كانو قاسيين والجحود مسيطر عليهم..
رمى والدها المقص…وقرب منها ومِسك شعرها وقوّمها..وجرها للخارج وهي تبكي بصوت عالي وبتحاول تبعد شعرها إل هيتقطع في إيده…
فتح باب الشقة ورماها على الأرض قائلا بغضب وكره:إياكي أشوف وشك هنا تاني…إياكي ألمحك…إنسي إنك تعرفينا يا معف.نة…أنا معنديش بنات،وبنتي ما*تت خلاص…
عيطت أكتر وجريت عليه ومِسكت قدمه قائلة :لأ والنبي يابابا…متعملش فيا كدا، أنا ماليش غيرك…والنبي إرحمني، والنبييي.
زقها برجله بقوة خارج البيت قائلا بغضب:غوري من هنا يا زباااااا.لة..
نظرت ناحية أمها إل نظرت للأسفل بضيق وهي مش في إيدها حاجة تعملها وبنتها غلطتت فعلاً…وأخويها إل ملامحهم مُتجمدة وجاحدة..
أبوها قفل الباب في وشها، لدرجة إنها إتخضت وهي بتشهق بدموعها…كانت متبهدلة ولابسة بيجامة بيتي…ومش معاها حاجة…لا فلوس ولا أيّ شيء..
وضعت يدها على ترقوتهاّ وهي تُلملم طرف بيجامتها للإعلى، وقامت وقفت وهي تبكي…خافت تخبط على الباب ليطلع ويضر.بها تاني…
نظرت حولها ولقت الجيران خرجوا وهم ينظرون لها ويتهامسون…إتحركت بسرعة وإنكسار ومشيت من العمارة…
مشيت في الشارع وهي تنظر للأسفل باكية…كانت عارفة هتروح فين الأول…لكن مش عارفة هتروح فين بعدين، دي بقت قليلة الحيلة…
فضلت ماشية على قدمها الحافية…وظلت ماشية ييجي نصف ساعة…رجلها وجعتها ودموعها لا تجف..
وقفت قدام عمارة، وفي نفس الشارع الذي كانت تعيش به أسيل…نظرت ناحية شقة محمج ولقتها متفحمة…
طلعت على السلم وهي تستند على السور بألم من جسدها الكي يؤلمها من الضرب، ومن أقدامها..
وقفت قدام بيت عُلا…ضغطت على الزر وسمعت صوت الجرس…
لم يمر ثواني، وفتحت عُلا التي إندهشت من رؤية شمس، وواضح إنها تعرفها..
تحدثت شمس بحده وسط دوعها قائلة :فين إبنك الوا.طي!
ردت عُلا بحده:إتكلمي عِدل عن إبني يا…
ونظرت لها من أعلى لأسفل رافعة حاجبيها بسخرية…
خرج سعد قائلا :مين ياما؟!
وشاف شمس، ولم يندهش أو يستعجب…بل نظر لها ببرود..
قربت منه ومِسكت في ياقة قميصُه بعصبية قائلة :أه يا وا.طي يا مُقر.ف…إزاي جالك قلب تعمل كدا يا….
قاطعها سعد بغضب عندما مسك معصميها بحده وأبعدها عنه قائلا :إحترمي نفسك يابت!..إنتي فاكرة نفسك مين يا رخي.صة..
ردت بعصبية قائلة :أنا إل رخي.صة يا قذ.ر يابتاع النسون…إزاي تغدر بيا وتعمل فيا كداااا!!!
إبتسم بسخرية قائلا :غدر!!!..إنتي مثال الغدر أصلاً…ولا إنتي فاكرة نفسك بريئة وإنتي عملتي نفس الحكاية مع صاحبتك..
ضر.بته على صد.ره بقوة..وهي تقول بدموع وصوت مبحوح:حرام عليك ياخي…أبويا طردني وهزقني، ومبقاش طايق يبص في وشي بسببك..
رد عليها بسخرية وإستهزاء:-طب ما دا نفس إل حصل لأسيل..يبقى متجربيش إنتي كمان ليه!!!
بكت أكتر وبعصبية وضر*بته في كتفه قائلا بحده: طب ما إنت إل كُنت السبب…إنت إل صورتها يا و.sخ..
رد عليها ببرود قائلا :طب ما إنتي كُنتي السبب في خطفها، ولا نسيتي إنك لعبتي على أخوها..
قالت بدموع وكسرة، وصوت مبحوح :إيه إل خلاك تعمل كدا؟!..إيه إل خلاق تتقلب عليا…إستفدت إيه بكدا؟!
سِكت قليلا، بعدها قال بهدوء:أنا مُجرد ألة..بسمع الكلام وبقبض عليها، ومش أنا إل بعت الصور..بس أنا إل صورتك..
إنفعلت من بروده، ورفعت يدها وكادت على ضر.به بالقلم، لكنه مِسك معصمها بحده قائلا :لمّي نفسك، وإمشي عشان متتفضحيش أكتر من كدا..
وزقها للخارج ووقعت على الأرض…قفل الباب في وجهها وهي قامت وجريت على الباب وخبطت عليه بقوة وعصبية
قائلة :إفتح يا سعد…إفتح يا وا.طي،لازم تيجي وتطلب إيدي من أبويا وتصلح غلطتتتك.
سمعت ضحكاته الساخرة هو ووالدته من الداخل…
قعدت على الأرض وهي تبكي…مكانتش عارفة تشهق من جفاف حلقها…وضعت يدها على فمها وهي تكتم صوت بكاءها…
كُل حاجة إتقلبت عليها…ونفس إل حصل لأسيل، حصل لها…لكن أوجع أكتر..وأذل..
رفعت عينها ناحية شقة محمد…كسرة حاوطت ملامحها بقهر..لاحظت نزول أحد الجيران على السلم وهو ينظر لها بإستغراب…قامت وقفت وهي تُلملم ما تبقى من كرامتها، وإتحركت وميشت وهي لاتعلم أين ستذهب…ومش معاها فلوس، ولا معاها حتى تلفونها…
خسرت كُل حاجة، ومش قادرة ترفع وشها حتى وتبص على الناس..إل حاسة إنهم بينهشوها بعينهم الثاقبة..
======================================
في قصر الألفي_وتحديداً في المطبخ..
واقفة أسيل وهي تُقطع بعض الخيار، بعدما ما أمرت الخدم بالخروج لغرفهم قليلاً..
دخل إلياس واقفاً خلفها…إحتضنها،وهي تركت السكين بحنق وضيق ولم تلتف..
نظر لجانب وجهها قائلا بهدوء وتعجب:-في إيه؟!
مردتش عليه…
وهو إتنهد بضيق قائلا ببعض الحده:إنتي عارفة إني مش غلطان..
لفت رافعة رأسها ونظرت له قائلة بضيق:عارفة..ب بس متنساش إنه هو إل رباني، و وهو مش غريب..
وضع يديه على حواف الطاولة جانبيها، قائلا بجمود :-يعني إنتي مُقتنعة إنه مش غريب!!!
أومأت بثقة…وهو وضع إحدى يديه على جانب خصرها مُمسكاً به..قائلا :وعادي يلمسك؟!
إرتبكت،ولكنها أومإت بتردد..
ضغط على خصرها مع جزه على أسنانه بحده قائلا :- وجوزك واقف يا مدام!!!
تأننت ببعض الألم قائلة :بطّل يا إلياس..
رد عليها بحده:مش لما تبطّلي إنتي الأول..
نظرت له قائلة بضيق ونبرة مُختنقة:-ب بس ا انا مش شايفة غيره أب مُناسب ليا..
رفع حاجبه بحده قائلا :بعد ما طردك من البيت!
نظرت في أعينه بنظرات غريبة غير معروف إن كان هذا حزن أم أسى..
وتحدثت بصوت مختنق شِبه حاد وبحنق:وإنت مالك!!!..على الأقل إنت عارف أنا أتربيت فين، مش زيّك..
إحتدت ملامحه ناظراً لها…وهي إرتبكت مما قالته..
رد عليها قائلا بحدته المُعتادة: ولله!!!..طب أهو، ما هو موثقش في تربيته ورماكي ولا كإنه يعرفك..
إرتجف جسدها بحزن،وأنزلت نظرها للأسفل…ولكنه مِسك فكها، جاعلها تنظر له..
كان شايف لمعان دموعها داخل عينيها الحزينة…إتنهد ناظراً للأسفل قائلا بصوته الرجوليالبحت:الكلام دا غلط..مينفعش نتكلم مع بعض كدا..
رفعت عينيها ناظرة له…إتنهد،ونظر لها…وقف مُستقيماً وأخدها في حضنه..واضعة رأسها على صد.ره..
قالت بحزن وتوتر:-ه هو إنت مضايق إنهم هيقعدوا معانا فترة؟!
أبعد وجهه ناظراً لها قائلا بهدوء:-مش مضايق..أصلاً كُنت عايز أجيبلهم بيت، بس على ما أظن…
وأكمل ساخراً:والدك..مش هيقبل..
ضر.بته على صد.ره بخفة وغيظ…وهو حاوط إحدى وجنتيها بيده…مِسك إيدها ورفعها طابعاً قُبلة على ظهر يدها…نظرت له وإبتسمت بخفة وخجل من رومنسيته..
نظر لها ومال بوجهه قليلاً ليقُبلها…لكن فجأة دخلت نعمة المطبخ..
إتخضت أسيل وزقت إلياس…
إندهشت نعمة ولفت واقفة تنظر للأمام، وتعطيهم ظهرها…
نظر إلياس لنعمة، وبعدها نظر لأسيل وإقترب منها…
إندهشت من جرأته وبِعدته فوراً ناظرة له بشدة وتحذير…حاوط خصرها برفعة حاجب وتحدي وشدّها لعنده…
لكِنها بِعدته وهي تنظر له برجاء بألا يحرجها…نظر لها قليلاً بهدوء دون حديث..ومال بوجهه طابعاً قُبلة على خدها بسرعة، وإبتعد عنها،فتحت عينها بتعجب وبعض الدهشة…وهو إتحرك وخرج من المطبخ بجمود أمام نعمة…
لفت نعمة ونظرت لأسيل قائلة بإحراج: معلش يابنتي، بس كُنت جاية أخد كُوباية مياة لإبوكي..
حمحمت أسيل بإحراج وجريت جابت كوب ماء قائلة :ل لأ ولا يهمك ياماما..قوليلي بس بابا عامل إيه؟!
ردت نعمة بحزن:قاعد مهموم وساكت…بيبص للأرض ومش بيتكلم، وكأنه مش واعي للحصل ولله..
قالت أسيل بشفقة:متقلقيش، كُل حاجة هتتصلح إن شاء الله…إلياس قال إن العمال وصلو على الشقة وهيشوفو لو هيتصلح ولا لأ..
قالت نعمة بشكر: ولله ما عارفة أقول لجوزك دا إيه!..لولاه كُنا ضعنا..
قالت أسيل وهي تبتسم:ولا يهمك، إلياس طيب..وبيعمل كُل دا عشاني..
إبتسمت نعمة وغمزت بخفة قائلة : واضح إنه بيحبك..
سِكتت أسيل بخجل وهي تُحضر بعض المُقبلات من الثلاجة..
قربت منها نعمة قائلة بهدوء:- بتحبيه يا أسيل؟!
إنتفضت بتوتر ولفت قائلة :ا إيه؟!..ا اه،لأ..ا اقصد..
إبتسمت نعمة وأخدت منها صينية المُقبلات قائلة :-يبقى بتحبيه…بس لسة مش عايزة تصدقي نفسك…أقعدي وإهدي، ولو ضحكتي…يبقى بتحبيه..
ولفت وخرجت، تاركة تلك في حيرة…أنزلت نظرها للأسفل، واضعة يدها ناحية قلبها،تتذكر…
إفتكرت كُل كلمة،وكُل لمسة، وكُل شعور حست بيه معاه…إفتكرت عصبيته عليها، وحنيته إل بتخفي أيّ زعل منه…إفتكرت إهتمامه بيها وكأنها حتة منه…إفتكرت همساته، وقلقه، وهدوءه..إل بتشوفها بالنسبة ليها حُب…
ومع كُل تلك الذكريات، ظهرت إبتسامتها الرقيقة على ثغرها وهي غير واعية…وكأن قلبها هو من يتحكم بها، وبحواسها…
رغم إنها مش عارفة عنه حاجة…ومكانتش مُتوقعة تُعجب بيه بالسرعة دي…لكنه يستحق الإعجاب والحُب…حبته فعلاً قلبها أعلن إعترافه بحُبه…وبريق أعينها يلمع بالحنان..
لمست بيدها خاتم الزاوج الذي أهداه لها..دا كان أول دليل بحبه ليها…لكن دون إعتراف..
عقدت حاجبيها قليلاً ببعض الإستغراب…هي عارفة إنه جريء، ومش بيتردد..بس ليه معترفش بحبه ليها؟!..يمكن مش بيحبها؟!..دي مُعتقدات في عقلها هي بس!..يا ترا هل بيحبها أم…غير ذالك؟
=====================================
__في إيطاليا_في قصر الألفي…
دخلت جوليا بحقيبة سفرها…ووجدت ريناد قاعدة في الصالة..
لمحتها ريناد ووقفت بإستغراب وترحيب قائلة :جوليا!!!..عاملة إيه؟!..رجعتي يعني بسرعة؟!..معقول مصر معجبتكيش!!!
نظرت لها جوليا بغموض وقربت منها قائلة :إلياس يبقى إبنك ولا لأ يا عمتو؟!
إستغربت ريناد قائلة :في إيه يا جوليا؟!
ردت جوليا:جاوبيني الأول..إلياس يبقى إبنك إنتي وأُنكل رفعت ولا لأ؟!
سِكتت ريناد قليلاً بإرتباك ونظرت للأسفل..
قربت منها جوليا قائلة بقلق:إلياس دا مش طبيعي يا عمتو…ا انا أول مرة أشوفه كدا…ا ارجوكي جاوبني..ا انا حاسة إنه مش مننا،دمنا مش بيجري في دمه..
إتنهدت ريناد ناظرة لها قائلة بهدوء:-الكلام إل في عقلك يا جوليا..مينفعش حد يسمعه…وأه،إلياس مش إبني..إبن صاحبتي..
إندهشت جوليا قائلة بدون إستعاب:ا إيه؟!..م مش إبنك!!!ي يعني إلياس مش مننا!!!..ط طب ليه هو عايش هنا؟!..وفين أهله؟!..و وليه كنيته الآلفي؟!
سِكتت ريناد قليلاً، وبعدها إتنهدت قائلة:- أيوا مش إبني..وأهله مش موجدين..وكنيته الألفي،لإن دا كان طلب من رفعت جوزي…وبابا وافق على كدا…ومن وقتها إلياس إل مِسك شُغل العيلة، وبقى الحفيد الأكبر لعيلة الألفي..
إستغربت جوليا أكتر قائلة وبإنفعال :وعمو رفعت يعرفوا منين؟!..وليه جبتوه هنا؟!..وليه كمان مقولتوش الحقيقة لحد…
ردت ريناد بهدوء:إهدي يا جوليا..
قالت جوليا بحيرة:ط طب جاوبيني..
وأكملت قائلة ببعض التوتر:ه هو إلياس مُنفصم شخصياً؟!
إندهشت ريناد من معرفتها…قائلة :إنتي بتقولي كدا ليه؟!
قالت جوليا:عشان أنا شاكة فيه…وحاسة إنه مش شخص طبيعي..
إتنهدت ريناد وقربت منها واضعة يدها على كتفها قائلة :في حاجات مينفعش تتعرف…ولازم تفضل مستخبية، دا هيكون أفضل للكُل..
إستغربت جوليا ناظرة لها، وكادت على الحديث…لكن أوقفتها ريناد قائلة بأمر:-كُل إل عرفتيه أو شاكة فيه!..إياكي حد يسمعه،وإقفلي على الموضوع..
قالت جوليا:ليه؟!..ليه أخبّي..ا انا كُنت عايزة أقول لأسيل بس متكلمتش عشانه وعشانك..رغم إنها تستحق إنها تعرف..
قالت ريناد بحدهة:بس ياجوليا…أسيل لما تعرف، هتعرف من إلياس نفسه…إهدي.
سِكتت جوليا بضيق..وإتحركت صاعدة للأعلى، لكن أوقفتها ريناد قائلة بجمود:زيّ ما قولتلك..مينفعش حد يعرف..
إتنهدت جوليا بضيق،وأكملت صعودها للأعلى لترى والدتها…
إتنهدت ريناد بحزن، ونظرت للأسفل…لكنها لمحت أحد…نظرت ناحية غرفة والدها ووجدت والدتها تنظر لها بهدوء غامض…وكأنها تعلم كُل شيء… ولفت بهدوء ودخلت غرفتها..
=====================================
بعد مرور أسبوعين تقريباً___في مصر_في قصر إلياس..
_في غرفة إلياس…
كان نائم بهدوء،مُستلقي على السرير عا.ري الصد.ر..
إستيقظ على بعض اللمسات الخفيفة على فكه…فتح عينه بهدوء ناظراً لها وهي تُحرك إصبعها على مُنحنيات وجهه بإعجاب..
شدّها من خصرها لعنده حتى وقعت عليه…إبتسمت بخجل قائلة :صباح الخير!
رفع حاجبه بتعجب قائلا :إيه الإحترام إل على الصبح دا؟!
نظرت له بغيظ وبِعدت عنه جالسة، ومِسكت الوسادة…ولسة هترميها عليه…لقته مسك معصمها وإتعدل جاعلها تستلقي على السرير وهو فوقها، مُمسك بيدها جانب رأسها..
ثبتها وإقترب ليُقبلها، ولكنها وضعت الوسادة بينهم وهي تبتسم بطفولية..
قالت بمزاح:بتخونّي مع المخدة يازوجي العزيز!!!..لأ وكمان بتبوسها!
قامت إتعدلت، وزقته بخفة جاعلته هو من يستلقي على السرير وهي فوقه…وقلت الطاولة..
نظرت له بإغراء وهي تُحرك إصبعها على كتفه تدريجياً نزولا لصد.ره الصلب…
رفع حاجبه بخفة من جرأتها، وتركها تفعل ما تشاء…ليرى ما تسطيع فعله..
نظرت له قائلة بطريقة مُغرية: هو إنت فاكر إنك الوحيد إل بتقدر تأثر على الغير!
وأنزلت حما*لتها للأسفل ظاهراً كتفها بشدة…مالت عليه ناحية رقبته..وطبعت قُبلة صغيرة..
إبتسم بجانبية خفيفة قائلا :دا مش في مصلحتك..أنا بحذرك أهو..
تعندت أكثر، وعضته بخفة..شعر بعضتها الصغيرة وإبتسم بخبث أكتر..
نظرت له وشعرها مُلملم على جانبها…حركت إصبعها على فكه وهي تُميل عليه أكثر..مِما جعل أعلى نهديها شبه ظاهر..
نظر في أعينها الساحرة،الذي جعلته يتوه فيها وفي رائحتها الهادئة، ورفع يده واضعها على خصرها الذي بحجم كفه…
فجأة الباب خبط، وهي إتخضت بخفة، وكادت على الإبتعاد…لكنه شدها لعنده،ووقعت عليه…دفن وجهه بعنقها ليستنشقها، هامساً بصوته الرجولي البحت:-إيّاكي..
إرتجفت ناظرة للباب بشدة، وتوقف الطرق..
وضعت كف يدها على ذراعه قائلة بإرتباك:ا إلياس..
نظر لها ،ورد عليها قائلا بسخرية :- مش كُنتي عاملالنا فيها جريئة من شوية!
إتكسفت، وحمحمت قائلة :م ما أنا تعبت بقى..
شدد على خصرها أكثر قائلا :تعبتي من إيه؟!..هو إحنا لسة عملنا حاجة!
إحمرت وجنتيها بخجل…وحاولت تبعد، لكنه قربها مِنه أكتر…
عكس الوضعية، وهي بالأسفل…وهو فوقها…
نظر لشفتيها،وإبتلع ريقه…وإقترب منها طابعاً قُبلة عميقة ليروي ريقه منها…أغمضت عينيها وهي تُبادله، ولكن….
فجأة حست بشعور غريب في معدتها، وشعرت بالغثيان…حر*كت إيدها على كتف إلياس بسرعة الذي إبتعد مُستغرباً من حالتها…
قامت وقفت بسرعة وهي تضع يدها على فمها…وجريت على الحمام..
قام وقف خلفها، وإتحرك وراها…لقها بتستفرغ في الحوض…
إستغرب، وإقترب منها ورفع شعرها، ليساعدها…خلصت وهي بتتنفس بتعب…وهو مسح وجهها بالماء…وقفت مُستقيمة وأعادت بظهرها علي صد.ره لتستند..
وهو جفف وجهها بالمنشفة بهدوء…لم يشعر بالقر.ف،رغم أن ليه وسواس…ولكنه معها مُختلف..
شالها بين يديه، وهي إحتضنت رقبته…وطلعو للخارج..
أجلسها على حافة السرير، وهي تُحرك يدها أعلى نهديها بخفة..
أحضر كوب ماء من على الكُمود، وجلس بجانبها…وهو يساعدها على الشرب بنفسه..
نظرت له قائلة بإحراج: أسفة، مكُنتش أقصد..
حاوط خدها بيده قائلا :ششش..إرتاحي وأنا هتصل بالدكتورة..
مِسكت إيده بسرعة قائلة :لأ…ا انا بقيت كويس، بس يمكن عشان كلت حاجة…
وبعدها نظرت للأسفل بإحراج طفولي قائلة :ا أصل أنا كُنت جعانة في نُص الليل..وأكلت زيادة حبتين..
إبتسم بخفة جداً على لطافتها،وقال بهدوء:مُتأكدة؟!
نظرت له وأومأت..وهي إتنهد وقام وقف قائلا :- إشربي حاجة سُخنة عشان معدتك ترتاح..
أومأت بسلاسة…وهو حرك يده على شعرها بخفة ولطف…وبعدها إتحرك للحمام..
نظرت عليه وإبتسمت بخفة، وقامت لتُغيّر ملابسها..
_______________________________في الأسفل..
نزلت أسيل وهي ترتدي هودي زيتي، وجيبة واسعة لونها إسود..
لقت نعمة واقفة بتتكلم مع محمد، وهو ينظر للأسفل بضيق..
نزلت ونظرت لنعمة بإبتسامة خفيفة قائلة :صباح الخير يا ماما!
وبعدها نظرت لمحمد بتردد وإرتباك قائلة :ص صباح الخير..
نظر لها محمد، وهي نظرت للأسفل مُتوقعة عدم رده عليها،لكن..
إتنهد مُبتسماً بخفة وقال:-صباح الخير يابنتي..
إندهشت، ورفعت عينيها ناطرة له بعدم تصديق..
إبتسمت نعمة قائلة :أبوكي عايز يفطر قبل ما يروح شُغله يا أسيل..
إبتسمت أسيل بسعادة وحماس قائلة :ا أكيد، ثانية واحدة والأكل هيكون جاهز…تعالو أقعدو، ت تعالى يابابا..
أتحركو معاها جالسين على السفرة وهي دخلت المطبخ وبتجيب أطباق الفطار للخارج، وبتجيب الأطباق المُفضلة لمحمد تحديداً..
نزل إلياس ببدلته الرسمية السوداء..وشاف الوضع، جلس على كُرسيه الرئيسي بهدوء…
لكن قابض يده بحده وهو شايف مراته مُهتميه بغيره وتضع أمامه الطعام..
قالت نعمة:صباح الخير يابني!
إبتسم لها بخفة وإحترام..قائلا :صباح النور..
وضعت أسيل الأطباق،وجابت طبق لإلياس بإفطار له خصوصي..ووضعته أمامه ،ووقفت جمبت قائلة وهي تنظر لمحمد بإبتسامة:عايزاك تاكل لحد ما تشبع يابابا..
إبتسم محمد بخفة وهو ينظر للطبق، وأومأ..
إبتسمت نعمة عليهم، وبدأت تتناول فطورها هي أيضاً…
رفع إلياس رأسه ناظراً لها بجمود..وهي شافته،ونظرت له وعرفت إنه مضايق..ملّست يدها على شعرها وأعطته قُبلة في الهواء لتُرضيه..
وإتحركت وجلست بجانبه على الكرسي الأخر…نظر لها بشدة ورفعة حاجب…وهل تُعامله كأنه طفل تُراضيه هكذا..
عض شفتيه السُفلية بتوعيد لها على تلك الحركة…قام وقف قائلا وهو ينظر لها:-نوّرتونا..
إبتسمت نعمة قائلة :تسلم يابني.
نظرت له أسيل وإبتسمت لأنها تعلم ما يشعر بِه..
قام بعدها محمد قائلا :أنا هروح الشُغل..إجهزي يانعمة..
إستغربت أسيل قائلة :هتجهز لإيه؟!
قالت نعمة بإبتسامة:أصل الشقة إتظبتطت…وكُل حاجة بقت أحسن من الأول ودا بفضل إلياس..
قالت أسيل:طب والعفش؟!
ردت نعمة قائلة :أبوكي قرر إن هو إل هيجيبو…مش عايزنا نكون تُقال عليكم..
سِكتت أسيل،وإتحرك محمد وخرج…
قالت أسيل بحزن وهي تُمسك يد نعمة:طب خليكم معايا شوية..
إتنهدت نعمة قائلة : مينفعش ياحبيبتي…وبصراحة دا هيكون أفضل لينا..وأشتقنا لبيتنا…وأبوكي إنتي عارفاه،حاسس نفسه تقيل.
سِكتت أسيل وإتنهدت ناظرة للأسفل..
نظرت نعمة لأسيل قائلة :ما تاكلي يا أسيل!
نظرت لها أسيل قائلة :مليش نفس، تعبانة..
قالت نعمة بقلق:ليه فيكي إيه؟!
قالت أسيل وهي تُبعد الطبق عنها بقر.ف:مش عارفة مبقاش ليا نفس، والأكل ريحته وحشة..
قالت نعمة بشك:في حاجة تاني؟!
قالت أسيل بسلاسة : بقالي فترة بستفرغ..وأحيانا بيكون نفسي في الأكل الحادق كتير.
إبتسمت نعمة بسعادة وقامت وقفت قائلة :يامإنت كريم يارب…شكلك كدا بتتوحمي..
إندهشت أسيل بإستغراب قائلة :أتوحم!!!
ردت نعمة وهي بتمسك إيدها وبتقومها:-شكلك حامل ياضنايا..
إتصدمت أسيل وقامت وقفت…معملتش حسابها نهائي في موضوع زي دا…بل كانت ناسية خالص..
قالت نعمة بتحدي:لو مش مصدقاني!..تعالي نروح للدكتورة ونكشف..
سِكتت أسيل ومشاعرها متلخبطة، مش عارفة تقول إيه أو تعمل إيه؟!..مش عارفة تفرح ولا تحزن…لكنها مُتوتر.
قالت نعمة:ها!..هتيجي ولا إيه؟!
إتنهدت بتوتر، وأومأت لها بتردد…وبعدها قالت:ه هقول لحد من الخدم يروح يجيب إختبار..
قالت نعمة بساعدة:ويروح حد منهم ليه!..أروح أنا، دي سعادة متتوصفش..
ولفت وخرجت،وأسيل واقفة تنظر للأسفل وقلبها بينبض بقوة..
___________________بعد مرور ساعة_في غرفة إلياس..
خرجت أسيل من الحمام وإيدها بترتعش..
نظرت لها نعمة قائلة :إيه يابنتي..بقالك نُص ساعة جوا!!!
نظرت لها أسيل بتوتر ومشاعر متلخبطة…ورفعت يدها قليلاً…أخدت نعمة الإختبار ناظرة به…إبتسمت بفرحة، وفجأة…
زغرطت…إتصدمت أسيل وجريت عليها ووضعت يدها على فمها..
نظرت لها نعمة قائلة بساعدة:هتبقى أم يا عيوني…هتبقي أُم..
سِكتت أسيل بتردد،وإبتسمت بخفة..
قالت نعمة وهي تُعطيها الإختبار:خُدي، أنا وأبوكي هنمشي النهاردة العصر…وبليل فاجئي جوزك بالخبر دا..
أسيل مسكت إيدها بخوف قائلة :لأ ياماما..متسبنيش،أنا خايفة..
إبتسمت نعمة وهي تُربت عليها قائلة :إهدي يا أسيل…دا أكيد هيفرح بالخبر، وهيشيلك من على الأرض شيل..
سِكتت أسيل،وقربت منها نعمة وبا*ست رأسها قائلة :متخافيش..أكيد هيفرح.
إبتسمت أسيل بخفة وأومأت لها…
====================================
في شركة الألفي…
دخلت شمس وهي تنظر للأسفل، ملامحها متغيرة، تحت صونها إسود..وتنظر للجميع بشك وقلق..
طلعت على القسم بتاعها…ووضعت حقيبتها على المكتب..
لقت إيد بتتحط عليها، لفت وكانت لطيفة.
قالت لطيفة بحده:كُنتي فين يا شمس؟!..بقالكأسبوعين مش ظاهرة..
ردت بتوتر وهي بتشهق بخفة قائلة :ا أسفة ولله يا مدام…ب بس حصلت معايا ظروف كتيرة و وإنشغلت بيها..
قالت لطيفة :هيتخصم منك الأسبوعين دول..
سِكتت شمس بحزن، فاهي بحاجة النقود…وكُل هذا الوقت كانت في بيت صحبتها…مِسكت طرف بلوزتها الذي هي ملك واحدة صحبتها أيضاً..
:هيتخصم منها العمر كُله..
نظر الجميع لذالك الصوت الرجولي…وكان رئيسهم..
وقف الكُل بإستقامة ناظراً للأسفل بإحترام…
نظرت له لطيفة بإحترام قائلة :أهلا يافندم..
إتحرك إلياس واضعاً يده في جيبه، واقفاً امام شمس بمسافة..
وتحدث قائلا بجمود:ملهاش شُغل عندنا..
أومأت لطيفة فوراً قائلة :أوامرك يا فندم.
قالت شمس بتوتر وتعجب:ب بس ليه؟! ا انا عملت إيه؟!
نظر لها إلياس…قائلا بصوت رجولي حاد:-إنتي عارفة إنتي عملتي إيه!..فا لمي الباقي من كرامتك وإمشي..
سِكتت شمس بإرتباك، وحزن، وهي تكاد على البكاء..
أكمل إلياس قائلا بصوت هادي، ولكنه رصين:-من غبائك..إنك إتصلتي من تلفون أبوكي..
إتصدمت ناظرة له، فهمت قصده…علم ما تفعله..موضوع الخبر..كان رقم والدها..
نظرت له قائلة والدموع في عينها:ا إنت إل بعت الصور لبابا..ا إنت؟!
مردش عليها، ولف بجمود ومشي من المكان…إتصدمت وهي تبكي…كان هذا إنتقاماً..غلطة واحدة دمرت حياتها للأبد…ضيعت نفسها…وفي النهاية لا أحد خسر غيرها..
====================================
في ذالك الفندق…في المساء
تجلس فيتوريا بهدوء، وفي يدها كوب مشروب خمر…واليد الأخرى بها الهاتف وهي تُحدث أحد على الواتس..
وإرتشفت القليل من المشروب، ولكنها بصقته بشهقة وصدمة على ملامحها..
إتصدمت فيتوريا…قائلة من بين شفتيها:-Incinta!!! _ حامل!!!
نظرت للهاتف مُجددا…وأرسلت رسالة لشخص مكتوب بها:هيا إستعد…حان الوقت، جهّز الأوراق..
وبعدها نظرت أمامها بحده، لم تكن تعابير ملامحها تدل على الإنتقام أو الكره…بل الغيرة،والضيق..والإشمءزاز.
====================================
في قصر الألفي___
دخل إلياس القصر، وهو يُمسك بجاكت بدلته، ويضع يده على رقبته من الخلف يُدلكها…فا اليوم كان طويلاً والعمل كثير..
لاحظ السكون الذي في القصر…لكن الخادمة أخبرته بذهاب محمد ونعمة..
طلع لفوق بهدوء مُتجهاً لغرفته…فتح الباب ولقى أسيل قاعدة على السرير وترتدي بيجامة حرير، توب بنصف كُم…وشورت..لونهم وردي.
كانت ماسكة كوب عصير برتقال في إيدها، وحاجة تاني..وهي تنظر للأمام بتوتر ولكن بإبتسامة خفيفة ومُرتبكة..
وضع الجاكت على الأريكة، وإقترب منها واقفاً أمامها، أخد منها الكوب…وهي أستوعبت وجوده ونظرت له..
رفع حاجبيه بحركة سريعة لها ليعلم ما بها، وشِرب من كوب العصير..
قامت وقفت وهي تُنزل حرف التوب للأسفل لترتبه، وخبت إيدها خلف ظهرها…أخدت نفس وإبتسمت بحماس..
أنهى الكوب ناظراً لها بإستغراب…وضع الكوب على الكمود قائلا بصوته الرجولي :-عايزة حاجة؟!
أومأت بخجل…وهو رفع حاجبه بإستغراب:قولي..
أخذت نفس، وقربت منه وحضنته بقوة واضعة رأسها على صد.ره وتلف يدها حوالين خصره..
إستغرب واضعاً يده على شعرها من الخلف..
أبعدت رأسها ورفعتها ناظرة له قائلة :في مُفاجأة عايزة أقولها..
قال بهدوء:إيه هي؟!
رجعت خطوة للخلف..وتنفست الصعداء…ورفعت إيدها بسرعة وهي مُبتسمة حتى ظهور أسنانها..
نظر لكف يدها بهدوء…ولكن الصدمة ظهرت على ملامحه…لكن صدمة حادة..
نظرت له وهي مُبتسمة بخجل قائلة:ا أنا…
قاطعها بحديثه قائلا :-حامل!!!
إبتسمت أكتر وأومأت بحركة سريعة وخجل..
ومِسكت إيده واضعة بها الإختبار، وهز ينظر للإختبار بشدة وغرابة…ومسكت اليد الأخرى وقلبها بيرفرف من السعادة والخجل…وشعور غريب يُدغدغ معدتها..
وضعت يده على معدتها الشِبه عا.رية من التوب…
أنزل نظره ناحية معدتها بشدة وهي غير مُستوعب ما قالته…بالنسبة له هذا كارثة..
قائلة بسعادة:ياترا هيكون إيه؟!..ولد ولاّ بن…
فجأة إنتفضت يده بحده، وأبعدها عن معدتها…ناظراً لها بحده..
إستغربت ناظرة له بشدة وعدم إستيعاب لما فعله…لكنها إنتفضت بخصة عندما صرخ بها غاضباً:-إزاي دا حصصصل؟!
نظرت له بشدة وهي مش مصدقة إنفعاله، وخوفها بيتغلغ داخلها…
نظر لإختبار الحمل…ورماه بغضب على الأرض..نظرت للإختبار الذي الذي نفضه من يده وكأنه شيئا مُلوثاً..
مِسك دراعها قائلا بحدة:معملتيش حسابك ليه لوقت زي دا؟!
ردت قائلة بتوتر وشدة:ا إنت بتقول إيه؟!..ا انا م مكُنتش أعرف ا انا..
قال بحدة وسخرية:-نعم!!!مكُنتيش إيه؟!..ليه عيلة صغيرة!!!
ردت عليه بصيق ونبرة شِبه عالية:ا إنت بتكلمني كدا ليه؟!..ق قولتك مكُنتش أعرف، مكُنتش مجهزة نفسي…ووأصلاً بتكلمني أنا كدا ليه؟!..طب ما تسأل نفسك إنت…ل لو مش عايز أطفال كان لازم تقولي الأول..
رد بغضب وإنفعال:-ما أنا كُنت فاكرك عقيييمة!
إتصدمت ونظرت له قائلة :ع عقيمة؟! ل ليه؟!..جبت الكلام دا منين!!!
إتنهد بحده قائلا :إسألي الراجل إل فاكراه أبوكي..
سِكتت وهي مش قادرة تستوعب أو تفهم حاجة…ونظرت ناحية إلياس إل عطاها ظهره وهو يمسح على شعره بضيق وحده، ورعشة…
تحدثت بصوت شِبه باكي ومبحوح قائلة :-ا إنت مش عايز مني أطفال…م مش عايزنا نكون زي أي عيلة؟!
لف ناظراً لها بحده ورفع إصبعه السبابة أمامها قائلا :إحنا عمرنا ما هنكون زي أي عيلة…عمرنا ما هنكون شبهم..
تساقطت دمعة من عينها قائلة :ل ليه؟!
نظر لدمعتها..قلبه إنتغز…ولكن حاجة جواه جعلته يغضب ويشتعل غضباً…شيء غامض..
عاد خطوتين الخلب ناظراً للأسفل وهو يُمسك رأسه بحده ومغمض عينه…
منظر قدامه مُظلم لكن واضح…شاباً صامتاً يأنأن من الألم بحده، واقفاً خلفه رجل عريض يضربه بشيء حاد…ويقول بصوت خشن…صوت يكرهه بشدة، صوت بكره لدرجة المو*ت…
“إنت فاشل…مينفعش تكون طيب، مينفعش تكون إنسان…إنت واحد مريييض…مكانك مش في البيت…مكانك في بين الجثث والدم”
فتح عينه بسرعة وهو يتنفس بحده…الغضب عماه، وضر*ب على زجاج المرآه بقوة لدرجة إنه كثر الزجاج بالخضب الذي خلفه..
إتخضت أسيل ورجعت خطوة للخلف بخوف.. نظر لها وقرب منها ومِسك دراعها بحده قائلا :- لازم تنزليه…مينفعش يعيش،المو*ت أفضل ليه…مينفعش يندم في يوم إنه إتولد…مينفعش يطلع زي أبوووه..
إنكمشت خوفاً منه وهي تبكي بشهقات مُرتجفة…وشدها للخارج بحده وهو مش طبيعي، ومُستعد يخلص من جُزء منه عشان شيء غير معروف، لكن….

يتبع.. (رواية متملك) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق