رواية متملك – الفصل الثاني عشر 12
دخل المستشفي وهو يحملها بين أحضانه، وكأنها قطعة مِنه يفقدها…لم يستطيع إخفاء تعابير القلق على ملامحه…دي بالنسبة ليه حياه..
دخل مكتب الدكتورة من غير حتى ما يستأذن..
وبِما إن الطبيبة عارفاه سِكتت بإحترام، ووضع أسيل على سرير الكشف.
نظر لها وتحدث قائلا بضيق مِن نفسه:-..شوفيها
أومأت له قائلة وهي بتعدّل أسيل على السرير جيداً للكشف :- حصلها إيه؟!
عقد ذراعيه، واضعاً نصف إصبعه السبابة على ذقنه وأتنهد قائلا وهو ينظر لأسيل:- تِعبت بعد العلاقة.
أندهشت الطبيبة..وقالت:-مراتك!!!
نظر لها بحده ورفعة حاجب قائلا :أُمال أنا جايبها هِنا ليه؟!
حمحمت ونظرت لأسيل مُجددا وهي تُمسك معصمها قائلة :-أول مرة؟!
همهم بضيق :-إممم..
قالت:طب مُمكن تقف برا لحد ما أخلص كشف عليها.
خرج وقف جمب المكتب، وهي قفلت الستارة وبدأت تفحص أسيل.
قعد على الكرسي بعد ما لفه، ناظراً للستارة مُنتظر إزالتها…يُدبدب على الأرض بقدمه مِن قلة الصبر واضعاً مرفقه على قدمه، ويده على فكه..
كان بيرتجف بحده…قبض إيده بغضب مِما فعله…الغريب إن عينه رجعت لون طبيعي زي الأول…كان بيأنب شيئا داخله…
أنفتحت الستارة، وخرجت الطبيبة بعد دقائق مرت عليه وكأنها ساعات…
قام وقف وأقترب بضع خطوات قائلا :-..مالها؟!
ردت بهدوء قائلة وهي تكتب شيئا في الروشتة الطبية :- بسبب إنها أول علاقة…فا أكيد تم فض الغشاء…وسبب الإغماء كان بسبب القلق والخوف من العلاقة الأولي…
أبتلع ريقه ناظراً للأسفل، وهو يضع يده على رقبته…فا كيف يقول بأن كُل ما حدث كان بدون إرادتها..
أكملت قائلة وهي تُعطيه الوصفة الطبية:- الألم الغير مُتوقع بيحفز رد فعل عصبي، بيسبب الإغماء.
أخذ الوصفة،وقالت الطبيبة:-حاليا مش هتقدر تقف شوية…وهتحس ببعض الألم الخفيف، فا دا دواء يخفف عنها الألم.
نظر ناحية أسيل، وأندهش بخفة…كانت صاحية ومفتحة عينها…لكنها بتبص للجهة الأخرى بملامح باهتة، وصمت.
قالت الطبيبة:أيوا…هي فاقت من شوية.
قرب مِنها…تعابير وشها ثابتة، لكن مُتعبة…ملامحها هادية وباهتة.
مِسك إيدها الصغيرة بين يديه…معملتش أيّ رد فِعل…ساكتة وتنظر فقط للفراغ.
قلبه أنقبض على حالتها، كان عايزها تتكلم، تزعق، تتعصب عليه، لكنها ساكتة، ومتجمدة.
نظر للطبيبة وقال:-في حاجة تاني.
ردت قائلة :-لا مفيش…تقدر تاخدها البيت، وترتاح.
قرب مِن أسيل…وشالها،كان فاكر إنها هتبعده لكنها مُستسلمة خالص..واضعة رأسها على صدره، وتضم يديها على صد.رها..
نظر للطبيبة قائلا:-حسابك هيوّصلك.
أومأت له الطبيبة…وهو إتحرك بأسيل الناظرة للأسفل بدون تعابير وجه.
خرج وهو يضمها أكثر له، ويدفنها داخل صد.ره أكثر فأكثر..
فتح باب السيارة، وأجلسها على الكرسي الأمامي ناظراً لها…لم تنظر له حتى، ولم تعاتبه.
قفل حزام الأمان ليها كويس..وقفل باب السيارة، ولف وركب مكان القيادة..
نظر لها،لاقاها ساندة رأسها على النافذة، تحتضن نفسها بأذرعتها، ناظرة للأسفل…للفراغ.
أخذ تنهيدة قوية بضيق، ونظر أمامه ضاغطاً على الفرامل…وأنطلق
_____________________________في قصر الألفي.
دخل وهو يحملها بنفس حالتها الساكنة….طلع على جناحه..
لكنه وقف لما دخل الغرفة وشاف بقع الدماء..
نظر لها…وبعدها لف وأخدها للخارج….أتجه لإحدى الغرف الموجودة.
دخل ووضعها على السرير…أستلقت،وهو ناظراً لها…ضيق ظاهر على ملامحه الباردة..نِدم.
غطاها بالبطانية…لكنه وضع يده أسفل معدتها…ناظراً لها، لكنها لم تبادر بأي رد فِعل…وكأنها جُثة حيّة.
بعدها مسح على شعرها بهدوء، يُعيد خُصلات شعرها للخلف.
غطاها كويس، وبِعد عنها واقفاً.
لف مُعلناً خروجه…وهي أغمضت أعينها ببطء و بإستسلام..
_____
دخل جناحه….ناظراً للسرير،قبض إيده بغضب مكبوت… أتحرك وقرب من السرير وشد الملاءة بقوة، وأوقعها أرضاً..
ترجياتها وصوتها المبحوح مِش قادر يفارق عقله…كانت بتترجاه يرحمها…لكن الغضب عماه…الغضب!
أستوعب…كان غاضب، يعني إيه سبب غضبه….غِيرة.
أفتكر مازن وهو بيحضنها….بيلمس مُمتلكاته،مُجرد الافكير في إل حصل بيخلّي قلبه يتحرق تاني….وكأن نيرانه تريد شرارة فقط لتشتعل.
نظر لدماءها المُلتصقة على الملاءة…مازالت شِبه دافئة، لم تجُف بَعد…
أفتكر كلامه السخيف معها”مِش بنت مثلاً!”
وضع يده على رأسه ضاغطاً عليها بقوة…مكانش يقصد ما قاله، لكنه قال كلام غير محسوب.
كان قصده يفكرها بيوم الملهى…وإنها كانت فاكرة إنها مش بنت بسببه…
قعد على حافة السرير، يتذكر صرختها وهي بين يديه…صرخة أحتلت قلبه قبل مسامعه…ألمها إل مش مفارق عينه وعقله، وكأنه كان بيق.تلها…
مكانش عايز ياخدها غصب عنها…لكنه فَعل،وكأنه أتحول قدامها…فكرة إنها كانت في حضن حد غيره جننته…فكرة إنها مُمكن تكون بتحب شخص تاني وهي على زمته بتقت.له..
عارف ماضيها وكُل حاجة تخصها..فا ما هو مِلكه يعلم عنه كُل شيء…قعدتها مع ذالك الفتى، بتخليه يشُك في كُل حاجة..مش فيها هي وبس…
لكِنه غِلط…ومُعترف بخطأه، مكانش لازم يقرب منها بالطريقة دي…كان لازم يتحكم في غضبه زي كُل مرة…لكن ذالك الوحش بداخله أستيقظ..
قعد طول الليل يأنب نفسه، وغضبه على ما فعله بِها…لم يَنم حتى وهو بيفتكر سكوتها في المستشفي…وكأنها فقدت كُل شيء، فلماذا ستُحارب أكثر.
لاحظ ضوء النهار وهو يسطع مع الهواء،وينتشر.
أتنهد وهو يمسك وجهه…وقام وقف، وغير ملاءة السرير بنفسه…لا يُريد لأحد من الخدم أن يروا دماءها الشريفة.
دخل الحمام وغسل وجهه…خرج بعدما غيّر قميصُه، لهاي كول رجالي أسود.
خرج مِن الجناح، مُتجهاً لغرفتها…
دخل ولقاها قاعدة على السرير…رجلها متغطية،وعليها وسادة…تنظر للأمام ببهتان وثبات..
أخد نفس خفيف، وأتحرك لعندها بخطوات هادية…
قعد جمبها على حافة السرير..ناظراً لها قليلاً…أبتلع ريقه، وقرب يده من وجنتها…واضعاً كف يده عليه يستشعره ببطء.
لكنها رفعت إيدها ببطيء دون النظر له، وأبعدت يده بهدوء..
نظر لعينها ولقاها جافة…لكن مُتعبة.
مِسك إيدها بين كفيه، قائلا بصوت رجولي..ولكن ببعض البحة:-أسيل.
لم ترد عليه…لم ترمش حتّى..
أتنهد قائلا بضيق:-عارف إنك زعلانة منّي..وإل حصل!مكانش لازم يحصل كدا…أنا مُعترف بغلطي.
مردتش…فضلت ساكتة،غير معروف مشاعرها.
نظر للأسفل بإختناق ضاجر…وبعدها نظر لها قائلا وهو يقف:-قومي أستحمي..هساعدك.
كاد أن يُمسك دراعها عشان يقوّمها…لكنها أنكمشت ببطء،مُعبرة له بأنها لا تُريد أي مُساعدة مِنه…ترفض قربه.
تحدث بنبرة يخرج منها الضيق والأسى:-خليني أساعدك.
وقرب مِنها تاني وشالها غصب عنها، وخرج للخارج…أتجه ناحية جناحه..فتح الباب ودخل…وأتحرك للحمام، قعدّها على حافة حوض الإستحمام ببطء وهدوء…لأنه كان سامع أنين ألمها الخفيف.
عينها جت على سلة لوضع الملابس المتسخة بِها….شافت الملاءة والدم إل عليها.
أتجمعت دموعها في عينيها ببطء،وأنكمش قلبها،عندما تذكرت البارحة…ليلة لن تُفارق ذهنها.
نظر للسلة، وشاف هي بتبص فين…
قبل ما يفكر، قاطعته بصوتها الرقيق المبحوح المُتألم:-إرتحت!
نغزة آحتلت قلبخ فوراً…كانت تقصد بأن هذا دليل عذارتها…دليل شر*فها، إل إتهمها فيه..
مقدرش يبصلها…مقدرش يرفع عينه قدام عينها، إل بتندمه أكتر…
دمعة دافية تساقطت من على رموشها السفلية..
قام وقف،وخرج مِن المكان…كان عارف إنها مش هتقبل وجوده، لكنه أحضر لها تيشرت واسع مِن عنده عشان ترتاح فيه…سابه في الحمام وخرج.
=====================================
في إيطاليا_روما_قصر الألفي_وتحديداً في غرفة جوليا…
قاعدة على الأريكة، وسماعة الإيبورد في أذنها، والهاتف في يدها.
ردت قائلة :I’ll go tomorrow, and I’m not going to postpone the topic ___سأذهب في الغد…لن أغير رأيي.
:………
قالت جوليا بحده:-Do what I say, Sofia._إفعلى ما أقوله فقط يا صوفيا.
:…..
قفلت جوليا وهي تنظر للأمام بحده قائلة :مش هسمحلك يا ماما..مش هكون نُسخة منك.
وقامت وقفت ومِسكت شنطتها وبتضع فيها ملابسها، وكُل أشيائها الشخصية…
بعد ما خلصت، شالت الشنطة…ووضعتها أسفل السرير كي لا يراها أحد..
رن هاتفها وكان أخوها توماس.
ردت بضيق قائلة :عايز إيه تاني؟! مش مشيت خلاص.
رد قائلا:بلا مشيت بلا زفت…الطيارة حصل فيها عُطل والرحلة إتأجلت.
أندهشت قائلة :بجد!!!طب كويس.
رد وقال:بتصل بيكي عشان تهوني عليا…وانتي تقوليلي كويس!!!
ضحكت بخفة وقالت:خلاص إهدى…ما أكيد هتمشي بكرا.
رد قائلا :لما الطيارة تتظبط ياختي.
وقفل الخط…وهي أستلقت على السرير براحة، ناظرة للإهلى بإبتسامة خفيفة….تتذكر أيام ما كانت في الجامعة…وقت وجود إلياس…بارد وساكت دايماً، وملامحه متجمدة…إلا إنها وقعت في حُبه…رغم إنهم عارفين إن ممنوع لمسه بسبب عصبيته، إلا إن حُبها ليه كان بيزيد يوم عن يوم…لدرجة إنها كُل ليلة بتتخيل نفسها في حُضنه…رغم عدم تعاملهم مع بعض، وعدم نظراته أو إهتمامه بيها،إلا إنها مهتمتش غير إنها تحبه..
=====================================
في مصر__في قصر الألفي_وتحديداً في جناح إلياس.
خرجت من الحمام على غرفة الملابس وهي تتسند على الحائط بتعب ناظرة للأسفل…كانت ترتدي تيشرت خاص بِه لونه زيتي…واسع عليها وواصل للركبة تماماً..
كان واقف يتحدث في الهاتف عاطيها ضهره…لكنه سِمع صوت أنينها…لف وشافها مُستندة على الحائط، وإيدها التانية على معدتها.
قفل الهاتف فوراً دون تردد…وقرب منها بسرعة، حاوط خصرها، ومِسك إيدها…قلبها وجعها،وحست إنها هتعيط، ومقدرتش تبصله حتى…
شالها وأخدها ناحية السرير….وضعها عليه بخفة، وهي نظرت للجهة الأخرى.
أتنهد بهدوء قائلا :-كويسة دلوقتي؟!
مردتش عليه، وتعابير الديق تحولت على ملامحها…
سِكت،والباب خبط…سمح بالدخول، ودخلت الخادمة تحمل صينية متوسطة الحجم، عليها بعض الطعام الصحي وكوب عصير فريش.
وضعتها على الكمود، وأومأت ناظرة للأسفل بإحترا، وبعدها لفت وخرجت.
قعد على حافة السرير ناظراً لها وقال:-كُلي يا أسيل..
لم تجاوب أو ترد…فقط أستلقت على السرير ناحية الجهة الأخرى، دون النظر له…وضمّت نفسها، حاضنه صد*رها بيديها..
ضغط على أسنانه، ثُم نفسه وقام وقف…لف ودخل غرفة الملابس وأحضر جاكت قطني لونه أسود، وإرتداه.
خرج ناظراً لها…قرب مِنها ومال قليلا، واضعاً يده على شعره يمسح عليه ببطء…مال بوجهه أكثر، وطبع قُبلة على جبينها…
لم تتحرك ولم تفعل أيّ رد فعل…وكأنها مش واعية لل بيحصل أصلاً.
أتنهد بضيق،وأخد هاتفه فوراً وأتحرك للباب مُعلناً خروجه من الغرفة، ذاهباً تاركها تهديء، أو تحاول التقبل…تاركة هامدة، وغير قادرة على الحراك…حتي لسانها، كُل خطوة بيخطوها بيأنب ضميره أكتر…مكانش عايزها تبقى كدا..مش عايزها تُسكت على الأقل، لكنها ساكتة مش بتنطق.
أحضنت نفسها أكتر لما سمعت صوت الباب يُغلق…سمحت لنفسها تبكي أخيراً، عيطت وهي تشهق شهقات مكتومة…تُمسك التيشرت بقوة ناحية صد.رها،تُكمشه وتضم يدها أكثر فا أكثر،فا كُلما مرّت ثانية، ينقبض قلبها معها..
صد.رها يرتعش قبل شفتيها…أغمضت عينها بألم بسبب ذالك الصداع الذي ينتشر بعقلها من قلة النوم…وتعب معدتها المُستمر، وعدم إستطاعتها على الوقوف جيداً..
كانت عارفة إنها غلطتت لما قعدت مع مازن، وهي عارفة عصبية ذالك الوحش…لكن كانت فاكرة إنها هتسيطر عليه زي كُل مرة…لكن المرة دي مُختلفة، كان شخص آخر معاها…
مكنتش متوقعة كلام مازن…لكنها لم تتوقع وجود إلياس في المكان…قاعدة تسأل نفسها…يارترا قرب منها ليه؟!…عشان يثبت ملكيته…ولاا عشان مضايق، ولاا عشان غيران..ولاا عشان يتأكد من شرفها…ولكنها لا تعلم الحقيقة…لا هي، ولا أنتم×_×
=====================================
في بيت محمد…
فتح علي الباب وهو غير مُتزن عقلياً، ولا جسدياً..
نظرت له نعمة الخارجة من المطبخ ،وشهقت واضعة يدها على صد.رها.
قربت مِنه بحده قائلة :-أنت ليك عين تيجي هنا إزاي!!!
رد عليها قائلا بدون إتزان:-سبيني ونبي ياماما..عايز أنام.
ضر.بته على كتفه بقوة قائلا بحده:لو أبوك شافك بالحالة دي هيقت.لك.
ضحك علي بسخرية وصوت عالي قائلا :-اههه..هيعمل معايا زي أسيل مش كدا!!!
وقرب وجهه من والدته هامساً وقال بدون وعي:-بس أنا مش زيها…أنا راجل، والراجل مش بيعيبوا حاجة..
زقته نعمة بحده قائلة:إطلع برا يا علي…مش عايزة أشوف وشك.
مردش عليها وأتحرك ناحية غرفته….مِسكت دراعه بحده قائلة:-مسمعتش أنا قولتلك إيه!!!
بِعد إيدها بعصبية قائلا :-سبيني بقىىىى.
زقها بقوة،لدرجة إنها أتصدمت…فماذا سيفعل أكثر من هذا.
وأكمل صارخاً بها بغضب:سبووووني في حالييي بقىىى…عايزين مني إيه أكتر من كدااا…خليكم مع حبيبة القلب، إل بتفضلوها على أبنكم، إبنكم إل من دمكم ولحمكم…جايبين واحدة من الشارع…أُمها كانت رقاااا….
فجاة ،قلم قوي وقع على خده…وضع يده على خده وحرك عينه ناظراً لوالدته الذي تنظر له بحده.
رفعت إصبعها السبابة في وجهه بحده قائلة :-إياك أسمعك بتقول عليها كدا تاني…فاهههم!!!دي بنتي أنا، لما أُمك تبقى كدا يبقى أُمها كدا…فاهمممم؟!
نظر لها بحده وعيون حمراء من الغضب والضيق…لف وأتجه لأوضته فوراً، غالقاً الباب خلفه بقوة.
ناظرة نعمة ناحية الباب بحده وعصبية، من تصرفاته وتفكيره وغيرته…قعدت على الكنبة وهي تُفكر ماذا تفعل مع هذا الشاب الطائش..
====================================
_بعد مرور 4 ساعات أو أكثر_في ذالك المقر الخاص بِه….مصنع للذهب.
قاعد في مكتبه بعدما أنتهى مِن إجتماع طويل…قعد على كُرسيه، مُعيداً ظهره للخلف بإرهاق…واضعاً يده على جبينه يُدلكه بخف، وهو مُغمض العينين..
طُرق الباب ودخل يامن ناظراً له بإحترام وقال:-عندنا إستلام شُحنتين سلا*ح بعد ريع ساعة.
فتح إلياس عينه ناظراً للأسفل قائلا :-أهتم بيهم إنت…انا راجع البيت.
قال يامن:-حضرتك كويس؟!
أومأ إلياس بخفة ناظراً له وقال:-خلي بالك من طرق التسليم…ولو حصل حاجة غلط كلمني.
قال يامن: أول مرة متحضرش التسليم.
أتنهد إلياس قائلا :-مش فاضي النهاردة…عندي مشاغل.
أومأ له يامن قائلا :-تمام يا فندم…أنا هروح وهستلم مكانك، بس محتاج إذن..
قام وقف إلياس قائلا وهو يُمسك هاتفه :-تمام، إمشي وأنا هبعته.
أومأ يامن بإحترام،ولف وخرج فوراً..
أما إلياس أخد مفاتيحه وأتحرك للخارج، وهو يُفكر في تلك الصغيرة…يُفكر كيف سيُعيد إصلاح علاقتهم للأحسن مُجدداً.
=====================================
في قصر الألفي_في وقت ما قبل المساء.
دخل من باب القصر، ولقى الخادمة نازلة بصنية الطعام…نظر للصينية ولقها نفس صينية الفطار…ومش واكلة منها غير حاجات بسيطة جداً.
نظر لها وقال:من الصبح ومأكلتش؟!
ردت الخادمة وهي تنظر للأسفل:-لاء يابيه…مكانتش عايزة تاكل،وإتحايلت عليها تاكل حاجة عشان الدواء..ومأكلتش كتير،ورفضت نجبلها العشا.
أتنهد بضيق وهو ينظر للسلم قائلا :-روحي إنتي.
أومأت الخادمة،ومشيت فوراً…وهو أتحرك بخطوات ثابتة، وطلع لفوق.
دخل الجناح،والغرفة…نظر لها ولقاها قاعدة على حافة السرير، ناظرة للإسفل بتعب، وجمبها على الكمود الدواء وكوب ماء..
أقترب بخطوات هادية ناحيتها وقعد جمبها…
شافت أقدامه…ولم ترفع رأسها للنظر له، ظلت هكذا…
وضع يده على وجنتيها يقيس حرارتها قائلا :-لسة تعبانة؟!
مردتش عليه، وبعدت وجهها عنه للناحية الأخرى…نظر لها ومِسك إيدها قائلا بصوت رجولي مختنق:-بُصيلي يا أسيل.
مردتش عليه…وهو أتنهد بضيق، وحاوط فكها بيده بلطف مُحركاً وجهها لناحيته…ولكنها تنظر للأسفل إيضاً.
إنكمش فكه ببعض الحده، وقال بهدوء:- بُصيلي.
لم ترد عليه، ولم تنظر له…أتنهد قائلا بضيق:-طب إتكلمي، قولي حاجة!…بس متفضليش ساكتة كدا..
ساكتة برضوا،لكنها بعدت إيده عنها ببطيء…وقامت وقفت عشان تروح الحمام، لكن…أتعصب من سكوتها وبرودها معاه…مِسك دراعها قائلا :-أسيل..
رفعت رأسها ناظرة له بضيق، وعينيها تلتمع بالدموع قائلة بصوت مبحوح لكن حاد:-نعم!..عايز إيه؟!
ضغط على ذراعها قليلاً، وقال بحده:-إتكلمي معايا عِدل.
بِعدت دراعها عَنه بسخرية وحزن قائلة:- بجد!..تمام،إنت عايز إيه بقى؟!..ها!
وعادت خطوة للخلف قائلة بألم في قلبها :- أهه..قول بقى إنك عايز تعيد الليلة…يمكن ترتاح أكتر.
وأكملت بصوت باكي من الوجع:-تمام..دا حقك،وأنا مش همنعك… أتفضل أنا قُدامك أهو..
نظر لهت بشدة…ومن تفكيرها فيه،مكانش مصدق إنها شايفاه كدا…مجرد شخص شهو.اني بيلجء ليها..لدرحة إنها خلاص، سابتله نفسها…ومُستسلمة لما حدث…وكأنها مبقتش قادرة تدافع خلاص، ملقتش آمل..
فردت ذراعيها قائلة بحدة و بتلك الدموع التي تتجمع في عينيها:-أتفضل…خُدني بنفس الطريقة تاني.
ومِسكت ياقة التيشرت بقوة ونزلته للأسفل، لتظهر نفسها له…حتى ظهر أعلى نهديّها…وكادت على إنزاله أكثر، لكنه مِسك إيدها فوراً بحده، ناظراً لها…
نظرت ليده التي تُمسك بيدها التي على مُنتصف صد*رها…تساقطت دموعها بكسرة وحزن..
ورفعت عينها ناظرة في عينه…شافت ضعف وندم وضيق، ظاهرين على ملامحه..
ناظراً في أعينها…وهو مش مصدق إنها بتديله جسدها كدا، رغم عدم إرادتها…إيه الفايدة لما ياخد جسم داخله روح مكسورة، مش متقبلة الحياه.
فجاة….شدها لحضنه فوراً،ورأسها على صد.ره،وهو يضمها له أكثر…
إنهارت بكاءاً وهي داخله…إحتضنها بقوة،وهو يعلم ضعفها ويستشعره.
سامع صوت شهقاتها الصغيرة وبكاءها الظاهر…
لكنها إتكلمت قائلة وسط دموعها، بصوت باكي ومبحوح:-ل ليه؟! ل ليه عملت كدا؟! ك كُنت هدّيك إل أنت عايزه، د دا حقك…ب بس مش كدا..م مش بالطريقة دي!
صوت صعقه هو شخصياً من الداخل…نبرتها زي سكاكين ذايبة في نار ،بتطعن فيه…نغزة خانقة نغزت قلبه بقوة…شعور ألم لم يُجربه من سنوات، مثل اللمسة.
ضمها أكتر لعنده،وهو يُعيد خصلات شعرها المتناثرة على وجنتيها المُبتلة للخلف…
بِعدت عنه بدموع وحده قائلة :-إبعد…مش عايزة منك شفقة.
وحاولت تخطوا خطوة لتتحرك، لكن شعرت بذالك الألم وكادت على الوقوع، لكنه حاوط معدتها..
مِسكت في دراعه بتلقائية، وعيطت أكتر بشهقات مبحوحة وغير واضحة، وأنفاس متقطعة.
سندها كويس،وقعدها على السرير جالساً بجانبها….حاوط وجنتيها بيديه وهو يمسح دموعها بإبهاميه قائلا :-إهدي.
رفعت نظرها له وهي ترتعش ببكاءها…إبعدت يديه عنها ببطيء، وأستلقت على السرير وهي تضم نفسها قائلة :-سيبني يا إلياس…إمشي.
مردش عليها،وقلع جاكته وقرب منها….جلس بجانبها،وأحتضنها من الخلف.
إتنهدت…وبدأت تهدى،رغم إنها مش متقبلة قربه…لكن مش قادرة تبعده.
وضع يده على معدتها يُدلكها بخفة وبطئ…ضمت ساقها أكثر، وهو يحتضنها أكثر.
وضعت إيدها علر يده المحاطة بمعدتها، لتبعده..ولكنها كانت مُتعبة بالفعل…ضمها أكتر لعنده…طابعاً قُبلة خفيفة خلف أذنها.
تحدث بنبرة رجولية دافئة ومختنقة:-أسف…كلمة مش هتغير حاجة من شخص زيي…بس دا كُل إل أقدر أقولهولك حالياً…أنا غلطان، ومُعترف أني خليت غضبي يتحكم فيا.
مردتش عليه، وظلت صامتة…إشتَمّ رائحتها الهادية، الذي أصبحت كهواء له…ومغمض عينه..
شعرت بهدوء أنفاسه…وكإنه مصدق يلاقي حضن يرتاح فيه…رغم أنه هو الحاضن، إلا أن رائحتها هي من أثرت عليه…كا منوّم هاديء يُرضي صاحبه.
نظرت لضوء القمر المُشع مِن الشُرفة….ضوءاً أبيض صافي…لا يشوبه ما في الأرض..يسير براحة، فا هو ضوء بالنهاية.
أغمضت عينيها الأخرى بتعب، غير مُستوعبة متى وأين، ولكن النوم والهدوء هو من أحتل المكان…
شيئا جميلاً بأن تنسى ما حدث للحظات…ولكنه بالنهاية يعود ليذكرك أين أنت، ويجبرك إن تقع في بحر خيارت وقرارات… لاتعلم بدايتها من نهايتها..
=====================================
في الصباح_في إيطاليا_في المطار الدولي.
واقفة جوليا وفي يدها حقيبة سفرها وهي تنظر في هاتفها، ترى إتصالات والدتها لها…ولكنها لم تهتم وترد.
أتحركت لما سمعت بإن طائرتها أوشكت على البدء في الإنطلاق.
مشيت بخطوات ثابتة رافعة رأسها للأعلى بتعالي.
ركبت الطيارة، ورن هاتفها برقم “توماس”.
ردت قائلة :نعم!
سمعت ضحكاته قائلا :يابنت اللعيبة…عملتيها إزاي دي؟!
قالت وهي تنظر لأظافرها:أنا مش قُليلة يابني.
رد وقال:أنا أصلاً شوية وهلحقك…على بليل كدا.
أبتسمت قائلة :تمام.
قفلت، بل قفلت فونها خالص، ونظرت للأمام بثقة وإبتسامة هادية.
=====================================
في مصر_في قصر الألفي.
مُستلقى على السرير واضعاً ذراعه على رأسه، ونايم..
لكنه حرك رأسه ببطء، وفتح عينه تدريجياً..
نظر بجانبه وملقهاش…أستغرب إنه مشعرش بحركتها، قام قعد ناظراً في الساعة…الوقت11:20
أندهش بخفة، مِن إنه نام كُل الفترة دي ومحسش بنفسه…
قام وقف وهو بيبحث عنها بعنيه…أتحرك ناحية غرفة الملابس وملقهاش..
أتنهد وكاد على الخروج لكنه سمع صوت تكسير جاي من الحمام…
لف وجري لهناك بسرعة وفتح الباب فوراً، وبدون تفكير…وجدها واقعة على الأرض،وجمبها سائل لونه أحمر…..
مم ا تتش، مما ت تش… إهدوا، ولا أنت حرت برضوا.
يتبع.. (رواية متملك) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.