رواية فريسة غلبت الصياد – الفصل الخامس والعشرون
25. فريسة غلبت الصياد
فريسة غلبت الصياد
الحلقة الخامسة والعشرون :
في منزل كـــارما هاشم ،،،،
عـــاد عمــر ليجلس مع والده وعلى وجهه ابتسامة رضــا وفرحة .. تعجب رأفت من حال ابنه ، فهو كان قبل قليل ممتعض الوجه ، وعاقد الجبين ، وها هو الآن ذو ملامح مبتهجة وابتسامة عريضة ..
مـــال رأفت قليلاً بجسده على عمــر و..
-رأفت هامساً : مين اللي كان بيتصل ؟
-عمــر مبتسماً : ماما
اضطربت ملامح رأفت ، وتوتر فور سماعه لاسم زوجته الأولى و…
-رأفت بقلق : هــا ، وقولتلها ايه ؟
-عمر بابتسامة بلهاء : ولا حاجة ..
-رأفت باستغراب بصوت خافت : يعني ايه ولا حاجة ؟
-عمــر : يعني مردتش عليها أصلاً
-رأفت متسائلاً وهو يرفع أحد حاجبيه : ليه ؟
-عمر بعدم اكتراث : مكونتش فاضي
-رأفت وهو يزفر في ضيق : اوووف ، استغفر الله العظيم يارب ، قلبي حاسس انك عملت مصيبة !
-عمــر بنبرة مازحة : عيب عليك آوالدي ، ده أنا نزمــة هواء
نظرت السيدة صفاء إلى ابنتها كارما ، وأشــارت لها بعينيها لكي تأتي إلى جوارها .. وبالفعل وقفت كارما بجوار والدتها ، ومالت عليها بجسدها و..
-كارما بصوت خافت : أيوه يا مامي
-صفاء بصوت هامس : شوفي اختك فين ، خليها تطلع تسلم على البشمهندس رأفت ، مايصحش اللي بتعمله ده
-كارما وهي تنظر إلى والدتها بتوجس : بلاش يا مامي ، بدل ما تعمل مشكلة وتحرجنا مع الضيوف ، انا هتكلم معاها بعد ما يمشوا
-صفاء على مضض وهي تلوي فمها : طيب ..
استأذن رأفت بالانصراف ، ووعد السيدة صفاء بالعودة باكر للاطمئنان عليها وتناول الغذاء بصحبتها هي وابنتيها .. فأومــأت السيدة صفاء برأسها ايجابياً .. فابتسم لها رأفت وأمسك بكف يدها ، وقبله ، ثم صافح كارما وانصرف ، ولحق به عمــر ..
……………..
أمسك عمــر بذراع والده وهو يتجه إلى المصعد و..
-عمر بلهفة : وأنا جــاي معاك بكرة صح
-رأفت وهو يزيح يده : لأ طبعاً
-عمر على مضض : ليييه بس ، ده أنا عموورة حبيبك
-رأفت : بس يا ولد ، أنت مهمتك انتهت لحد كده
-عمــر بحدة : والله أبداً ، أنا فيها لأخفيها
-رأفت بنظرات جادة : عمــــــــــــــر …!
-عمــر بنبرة هادئة : يابابا ، ده أنا هابقى ستر وغطى عليك ، وبعدين عشان تعرف تاخد راحتك مع المزة الكبيرة ، وأنا أقعد مع المزة الصغيرة على راحتي ، يعني نفع واستنفع
-رأفت وهو يلوي شفتيه بقرف : ايه الألفاظ دي ، اتكلم كويس عن صفاء هانم وبناتها
-عمر : ماشي يا بابا ، بس أنا معاك في الليلة دي ..
-رأفت بضيق : ربنا يسهل
أمسك عمــر رأس والده بكلتا يديه ثم قبله بحدة في وجنته و..
-عمــر وهو يقبل والده : آحبيبي آبــــابا
-رأفت وهو يحاول الابتعاد عنه : ابعد بقى …… !
……………..
توجه رأفت ومعه عمــر إلى السيارة الخاصة بهما ، ثم ركبا في داخلها ، وانطلق بهما السائق إلى الفيلا ..
أخــرج رأفت هاتفه المحمول من جيب سترته ، وحـــاول مجدداً أن يهاتف ابنه الأكبر خالد ، ولكن للأسف كان الهاتف مغلقاً .. توجس رأفت خيفة من ردة فعل خالد ، فهو يخشى أن يرتكب جريمة ما في حال أن يعرف من غيره عن هذا الأمــر … لذا قرر أن يمهد له الأمــر أولاً قبل أن يخبره بأنه قد تزوج بالفعل حتى لا تحدث أي كــارثة …
نظــر عمــر إلى هاتفه الذي تحطمت شاشته عقب إلقائه له حينما رأى كنزي ، وظل يعبث به محاولاً إعادة تشغيله ولكن كانت حــالة الهاتف غير مبشرة على الإطلاق .. أدار عمــر وجهه في اتجاه والده ، ونظر إلى هاتف أبيه ثم عاود النظر مجدداً إلى هاتفه المحطم ، وطرأ في باله فكرة ما و…
-عمر بنظرات متفحصة : بابا
-رأفت وهو يمط شفتيه وينظر في هاتفه : هــا
-عمر مكملاً : بابا ، أنا كنت عاوز موبايل جديد
نظر رأفت إلى ابنه بنظرات حـــادة وجادة ، فابتسم له عمــر وأمسك بهاتفه المحمول المحطم ورفعه في يده وأراه لوالده و…
-عمر مبتسمًا : ده المرحوم ، وزي ما حضرتك شايف ، معدتش ينفع ببصلة
-رأفت على مضض : خلاص هابقى أجيبلك واحد عادي كده بزراير تمشي بيه حالك
-عمر بنظرات مصدومة : نعم ، موبايل بزراير ؟؟ ده أخره يا بابا يطلب خدمة العملاء ، أنا عاوز آيفون 6+
-رأفت وهو ينظر له شزراً : بس ياله .. وترجع تكسره وتقولي معرفش ايه ، ده أخرك معايا
-عمر بتهكم : ليه معاملة اللاجئين دي معايا بس يا بابا ، ده أنا ابنك حبيبك ، شريك السوء
-رأفت هو يزفر في ضيق ويشير بيده : اوووف ، استغفر الله العظيم ، بعدين بعدين
-عمــر مبتسماً : ماشي يا بابا ، افضل انت ثبتني كده
……………………
في ألمانيا ،،،،
في الفندق ،،،،
عـــاد خالد إلى الفندق ليجمع بعضاً من متعلقات أدهم ويارا الشخصية ليوصلها إليهما في المشفى ، حيث رفض أدهم أن يترك يارا بمفردهــا ..
أخرج خالد هاتفه المحمول من جيبه ، فوجد أن الهاتف قد اغلق بسببنفاذ شحن البطارية ، فزفر في انزعـــاج ، ثم ألقاه على الفراش ، واكمل تجهيز ما يريد .. وقام بتبديل ثيابه ، ثم عــاود النزول مجدداً ، واستقل السيارة وتوجه إلى المشفى …
………………………
في مديرية الآمن ،،،،،
قدم جاسر طلباً لكي ينتقل من عمله إلى مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء ، ورغم أن هذا سوق يقلص فرصه في الالتقاء بعائلته إلا أنه ظن أنه الخيار الأفضل في تلك الفترة
حصل جاسر على الموافقة ، ثم توجه خــارج مبنى المديرية ليركب سيارته حيث تنتظره بها نهى و…
-نهى بنبرة ناعمة : كده أحسن
-جاسر وهو يوميء برأسه : أهـــا
مدت نهى كف يدها وأمسكت بكف يد جاسر الموضوعة على المقود و..
-نهى مبتسمة : انت محتاج تبعد عشان تفكر وتشوف هاتعمل ايه الفترة اللي جاية ، وبرضوه في نفس الوقت متظلمش أختك
-جاسر بنبرة هادئة : أيوه
صمتت نهى قليلاً ، وأطرقت رأسها في تردد ، ثم رفعت رأسها مجدداً ونظرت إلى جاسر و..
-نهى بتردد : جاسر .. انت .. انت
-جاسر بنظرات جادة : أنا ايه يا نهى ؟
-نهى مكملة بنبرة أقل خفوتاً : انت .. مش هاتكلم اختك شاهي
زفــر جاسر في ضيق ، ثم أشــاح بوجهه الناحية الأخرى وظل صامتاً ولم يعقب ..
نظرت إليه نهى بأعين حانية ، ثم أخذت نفساً عميقاً و..
-نهى بنظرات حانية : دي اختك يرضوه يا جاسر ، ع الأقل كلمها وحاسسها انك موجود معاها وآآ…
-جاسر بنبرة منزعجة : هي أصلاً مش معتبراني موجود في حياتها
-نهى : معلش هي برضوه لسه صغيرة ، وأكيد بتدلع عليك وآآ…
نظر جاسر في اتجاه نهى بنظرات جـــادة و..
-جاسر بحدة : متحاوليش يا نهى تدوريلها على مبررات
-نهى بنظرات راجية : عشان خاطري ، بليز جاسر ، at least ممكن تكلمها في الفون حتى ..
-جاسر وهو يزفر في ضيق : اووووف
-نهى برجاء اكثر : بليز جاسر
-جاسر على مضض : طيب ..
أخــرج جاسر هاتفه المحمول ، ثم بحث عن اسمه شقيقته في سجل الأسماء ، وضغط على زر الاتصــال بها ، وانتظر أن تجيب على اتصـــاله الهاتفي ..
……………………………
في فيلا زيدان ،،،،،
كانت فريدة وناهد مشغولاتان مع بعض الخدم في ترتيب ثياب شاهي في دولاب الملابس الخاص بها ..
تمعنت ناهد فيما اشتراه زيدان لشاهي بنظرات اعجاب .. وظلت تمط شفتيها في انبهار ..
وقفت فريدة هي الأخرى وعلى وجهها علامات الاعجــاب ، ولكن في داخل نفسها تشعر باقتراب نشوة الانتصــار ، خاصة أن الرد سيكون صادماً لأختها ..
……………….
في أحد مراكز التجميل الكبرى ،،،،
أصــر زيدان أن يرافق شاهي أثناء ذهابها إلى مركز التجميل ، وبالفعل أوصلها إلى هناك ، وظل ينتظرها في الخــارج ..
تركت شاهي حقيبتها الصغيرة ذات اللون الفيروزي وما بها من متعلقاتها الشخصية مع زيدان على الآريكة الجلدية ريثما تنتهي من ( حمــام الساونا )
سمع زيدان صوت رنين هاتف شاهي ، فنظر إلى جواره ، وتحديداً إلى الحقيبة الفيروزية ، ثم مد يده وأمسك بالحقيبة ، وفتح السحاب الخاص بها ، وظل ينظر بعينيه داخل الحقيبة إلى أن وجد الهاتف فأمسكه وأخرجه منها ..
وضع زيدان الحقيبة جانباً ، ثم أمسك بالهاتف في يده ، حاول زيدان أن يعرف من المتصل ، ولكن كان الهاتف مغلقاً برقمٍ سري .. فنظر إليه بأعين ضائقة .. وكان على وشك أن يضعه مجدداً في الحقيبة ولكنه رن مرة أخرى ..
نظر زيدان إلى اسم المتصل بأعين جاحظة مشتعلتان بالغضب و..
-زيدان بنبرة مرعبة في نفسه : ممم.. جــاسر !
سلط زيدان نظره على الإسم وكأنه يريد احراقه ، ثم ضغط على زر رفض المكالمة بكل غـــل و…
-زيدان بنظرات قاتلة ومتوعدة : الدور جاي عليك قريب يا جاسر .. متستعجلش ..
………………………
في سيارة جـاسر ،،،،،
تعجب جاسر من إصرار شاهي على رفض مكالمته رغم اتصاله المتكرر بها ، وحينما ضاق ذرعاً بهذا ، ألقى بهاتفه المحمول على ( تابلوه ) السيارة ، فنظرت له نهى باستغراب و…
-نهى بعدم فهم: في ايه ؟
-جاسر بضيق : الهانم مش عاوزة ترد عليا
رفعت نهى حاجبيها في اندهــاش ، ونظرت إلى جاسر بعدم فهم و..
-نهى متسائلة : طب ليه ؟
-جاسر بنبرة منزعجة : مش عــارف ، بس أنا كده عملت اللي عليا !
-نهى بقلق : يعني ايه ؟
-جاسر بعدم مبالاة : يعني أنا مش هاكلم حد تاني ، هي لو حابة تكلمني ماشي ، غير كده هي حرة في حياتها ..
-نهى بنبرة آسفة : بس .. بس كده غلط
-جاسر بحدة : هي اللي اختارت ، مش أنا !!
وضع جاسر كلتا يديه على مقود السيارة بعد أن أدار محركها ، ثم ضغط على دواسة البنزين ، وانطلق بالسيارة ….
أشفقت نهى على حـــال جاسر وعلى شقيقته ، هي أرادت أن تعيد الود والوصـــال بينهما ، ولكن يبدو أن الأمــر مستحيل حالياً …
………………………..
بعد مرور يومـــــان ،،،،
في ألمانيا ،،،،،
في المشفى ،،،،،،
ظل أدهم مرافقاً ليارا في المشفى جالساً إلى جوارها ، يحاول أن يشد من أزرهــا ، طمأنه الأطباء على حالتها الصحية ، ورغم أنها لم تفق بعد إلا أن الخطر قد زال تدريجياً عنها ..
أوضح شرودر لأدهـــم أن الأطباء أبلغوه أن حالة يارا النفسية هي التي تؤثر بالسلب على رغبتها في التماثل التام للشفاء ، وأن عليه أن يبذل جهداً مضنياً في أن تستعيد ثقتها مجدداً به خاصة وأنها في مراحل الحمل الأولى والتي من الممكن أن تؤدي إلى فقدان الجنين إن استمر الوضع هكذا ….
تعهد أدهم لنفسه ألا يترك يارا مهما حدث ، وأن يعوضها عمــا فات ، وألا يجعل الظنون مهما كانت أن تعرف الطريق إلى حياته الخاصة و تدمرها …
دلف أدهم إلى داخل الغرفة الخاصة بيارا في المشفى ، وجلس على المقعد المجاور لها .. ثم مد يده وأمسك بكفها وظل يفرك فيه براحتي يديه .. ثم قربه من شفتيه وقبله قبلة مطولة ، ورفع بصره إلى يارا ، ونظر إليها بأعين نادمة آسفة على ما ارتكب في حقها ..
ظل أدهم ممسكاً بكفها بيد ، ثم مد يده الأخرى على شعرها ، وظل يمسد بحنية بالغة على شعرها ..
تململت يارا قليلاً في فراشها ، وأدارت رأسها ناحية أدهم ، ثم بدأت تفتح عينيها ، فانتبه أدهم لها و…
-أدهم بصوت هامس : يـــارا .. حبيبتي .. يارا
-يارا بصوت ضعيف: أهـــا ..
-أدهم وهو قابض على كف يدها: سمعاني يا حبيبتي
ذرفت يارا الدموع لا إرادياً ، ونظرت إلى أدهم وهي تبكي ،ثم أغمضت عينيها مرة أخرى و…
-يارا بصوت ضعيف: انت هـ… هاتسبيني ؟
نهض أدهم من على مقعده ، ثم انحنى بجسده على يارا ، ومال ناحية رأسها وقبلها في جبينها و…
-أدهم بصوت خافت : أنا أسف يا حبيبتي ، أنا عمــري ما أقدر أسيبك أبداً
-يارا وهي تحاول فتح عينيها مجدداً : أنا .. أنا معملتش …حــ.. حاجة .. أنا آآآ….
-أدهم هامساً وهو يمسح على جبينها بكف يده : شششش .. متكلميش أنا عارف يا حبيبتي
غفت يارا مجدداً وعلى وجنتيها عبراتها ، فمـــد أدهم أطراف أصابعه ومسح عنها دموعها ، وانحنى برأسه على وجنتها وقبلها قبلة صغيرة و…
-أدهم بصوت خافت: بحــبك ..!
……………………..
في الفندق ،،،،،،
تولى خـــالد جميع المعاملات المالية ، وقام بدفع تكاليف إقامة يارا في المشفى ، وظل يتابع ما بين المشفى والمصالح الحكومية مع مستر شرودر …
حمد الله خالد أن العطلة التي أخذها الموظفون قد جاءت في صالحهم ، وإلا ربما تعطل انجاز الكثير من الأوراق ، وخاصة تلك التي تحتاج إلى توقيع يارا ..
أبلغ أدهم خالد بعدم رغبته في الافصاح عن أمـر حمل يارا حالياً حتى تسترد هي عافيتها من جديد ، كما أنه يخشى أن تفقد الجنين ، وربما تتحمل هي اللوم وخاصة من والدته التي لن تتأخر في أن تشعرها بالذنب … فوعده خالد بألا يخبر أحد مهما كان ..
دلف خالد خارج المرحاض وهو يحمل منشفته في يده ، ثم ألقاها بعدم اكتراث على الأريكة ، وجلس هو على طرف الفراش ، وأمسك بجهاز ( اللاب توب ) الخاص به وبدأ يتابع بعض الأعمـــال …
قطع انشغاله رنين هاتفه المحمول، فأمسك به في يده ونظر إلى المتصل فوجده والده ، فأجـــاب على اتصاله و…
-خالد هاتفياً : ألوو … ايوه يا بابا
-رأفت هاتفياً : ازيك يا خالد ، عامل ايه ؟
-خالد بنبرة هادئة : الحمدلله
-رأفت متسائلاً : أخبــار أدهم ويارا ايه ؟؟
صمت خالد قليلاً وتردد في اخبار والده بما حدث مع يارا ، وخاصة أن أدهم قد أوصــاه ألا يخبر أي أحد بأمـر حالها حتى تستعيد عافيتها تماماً ..
-خالد بتردد: آآآ..
-رأفت بقلق : في ايه يا بني ؟ طمني ؟؟ حصل حاجة
-خالد بنبرة مترددة : آآ .. لأ .. اطمن .. آآ.. كلنا كويسين
-رأفت بعدم اقتناع : اومــال صوتك ماله متغير كده ليه ، اوعى يا بني يكون في حاجة حصلت وانت مش عاوز تقولي ؟
-خالد بنبرة هادئة نسبياً : لأ يا بابا ، اطمن ، ده بس يارا كانت أخدة دور برد تقيل شوية
-رأفت بتوجس : يا ساتر يا رب ، طب وهي عاملة ايه الوقتي ؟
حافظ خالد على نبرة حديثه الهادئة حتى لا يثير شكوك والده و…
-خالد بنبرة متروية : الحمد لله أحسن
-رأفت بارتياح : يستاهل الحمد ، المهم أنا كنت عاوز أبلغك بحاجة
-خالد متسائلاً : حاجة ايه ؟
-رأفت : فرح شاهي بكرة ان شاء الله ، فأنا كنت عاوز اعرف ان كنت هاتعرفوا تيجوا ولا لأ
-خالد وهو يمط شفتيه بضيق : هايبقى صعب يا بابا ، احنا لسه أصلاً مخلصناش اللي جايين عشانه
-رأفت وهو يزم شفتيه : مممم..
-خالد : معلش يا بابا باركلها بالنيابة عننا ، وان شاء الله أما نرجع بالسلامة هانروح نزورها ونعمل الواجب وزيادة
-رأفت : ان شاء الله
صمت رأفت قليلاً .. هو يريد أن يمهد لأبنه مسألة أمــر زواجه من السيدة صفاء ، ولكنه لا يزال متوجساً من ردة فعله ..
شعر خالد أن والده يريد أن يخبره بأمر ما .. فصمته هذا غير مبرر ، فبدأ هو بالحديث و…
-خالد متسائلاً : في حاجة يا بابا ؟
انتبه رأفت لابنه ، وحاول أن يجد على عجالة الطريقة التي يفتح بها الحديث معه و..
-رأفت وقد انتبه: هـــه
-خالد بقلق : بابا أنا حاسس انك عاوز تقولي حاجة بس متردد تقولي
-رأفت بتردد: آآآ… بس يا خالد … أنا .. أنا كنت عاوز أقولك .. آآآ..
-خالد بترقب : ها ؟
أخذ رأفت نفساً عميقاً ليستجمع به شجاعته ، ثم زفره ببطء شديد و..
-رأفت بنبرة شبه قلقة : آآ… أنا هاتجوز
نزلت جملة رأفت الأخيرة على مسامع خالد كدلو مـــاء بارد ، و…
-خالد فاغراً شفتيه بصدمة : ايييييه ؟؟
-رأفت وهو يتنحنح : أنا .. أنا هاتجوز يا بني
-خالد بحدة : اوعى يا بابا تعمل كده ، اوعى
-رأفت باستغراب : ليه يا بني
تملكت العصبية المفرطة من خالد ، وضع يده على رأسه يحكها بحدة و…
-خالد بحدة : ليييه يا بابا لييييه ؟؟؟
-رأفت وهو يعقد جبينه: يعني مش عارف ليه ؟ هو انت مش عايش معانا في البيت ده ولا ايه ؟؟؟
-خالد بضيق : لأ عايش ، بس آآآ…
-رأفت مقاطعاً بنبرة حادة : انا مش هاعمل حاجة غلط ولا حرام ، أنا هاتجوز على سنة الله ورسوله
-خالد بضيق : تتجوز ايه بس يا بابا ، هي البت دي أكلت بعقلك حلاوة ولا ايه
-رأفت بلهجة حـــادة : احترم نفسك يا خالد ، وماتنساش إن أنا أبوك ، مش عيل صغير
-خالد محاولاً التحكم في نفسه : أسف يا بابا مقصدش ، بس اللي اسمها كارما دي آآآ…
-رأفت مقاطعاً : وانت مالك ومال كارما أصلاً
-خالد بحدة : يا بابا انت متعرفش البت دي آآآ….
-رأفت مقاطعاً من جديد بلهجة قوية ومهددة : لأ عــارف كويس هي مين ، وإياك تفكر تجي جمبها ولا تتعرضلها يا خالد ، ماشي ، أنا بحذرك
شعر خالد من حديث والده الجــاد أنه قد نوى بالفعل على الزواج مجدداً من تلك الفتاة ، لذا لم يكن أمامه سوى أن يهديء الأجواء المتوترة قليلاً و…
-خالد وهو يجز على أسنانه : يابابا .. طب .. طب أصبر لحد ما أرجع الأول وبعدين نتكلم
فكر رأفت هو الأخر ملياً أنه لا داعي لكي يتجادل أكثر من هذا مع ابنه حتى لا يفقد دعمه له و…
-رأفت على مضض : ربنا يسهل
-خالد بضيق واضح : ماشي يا بابا ، أتمنى ان حضرتك متستعجلش ، أنا لازم اتكلم معاك الأول
-رأفت بهدوء : ان شاء الله
أنهى خالد المكالمة الهاتفية مع والده وهو يأمل أن يتريث ريثما يعود حتى يتمكن من كشف حقيقة الموظفة الجديدة أمامه ويطردها من العمــل …
-خالد وهو يزفر في ضيق : اووووف ، ربنا يسهل وأتنيل أرجع القاهرة قبل ما تحصل بلاوي ……………………………. !!!!!
………………………………
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية فريسة غلبت الصياد) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.