رواية فريسة غلبت الصياد الفصل الثلاثون 30 – بقلم منال سالم

رواية فريسة غلبت الصياد – الفصل الثلاثون

30. فريسة غلبت الصياد

30. فريسة غلبت الصياد

فريسة غلبت الصياد

الحلقة الثلاثون ،،،،،

في فيلا زيدان ،،،،،،،

بعد برهة من الوقت ، وصلت سيارة زيدان إلى فيلته ..

ضغط السائق على بوق السيارة لتفتح البوابة الحديدية المدعمة بألواح الزجــاج السميكة ، ويدلف للخـــارج عدداً أخراً من الحرس الخاص إلى خــارج الفيلا ..

قـــاد السائق السيارة ببطء عبر الممر الحجري إلى أن وصل إلى بوابة الفيلا الخشبية العريضة ، تم إغلاق البوابة الحديدية ، ثم انتشر الحرس مجدداً كل على حسب موقعه …

أوقف السائق السيارة ، ثم ترجل الحارس الخاص منها ، وفتح باب زيدان أولاً الذي ترجل من السيارة هو الأخــر ، ثم دار حول السيارة ليتوجه إلى باب زوجته ويفتحه لها …

وقف زيدان في مكانه ، ظل يتأمل الفيلا لبرهة ، ثم أدار رأسه فجــأة ناحية شاهي التي كانت تنظر إليه بتوجس ، ثم رمـــقها بنظرات حــادة ومخيفة و..

-زيدان بلهجة آمــرة : انزلي

امتثلت شاهي لأوامــــر زيدان ، وترجلت من السيارة ، ورغم أنها كانت تحتاج لعون خاصة فيما يتعلق بذيل فستانها الطويل إلا أنها خشيت أن تطلب من زيدان المساعدة فينهها أمام حراسته …

ســـار زيدان أولاً ، ثم توجه ناحية باب فيلته ، حيث وقف أحد الحراس وفتح له الباي على مصرعيه ، التفت زيدان برأسه فوجد شاهي تسير خلفه وهي مشغولة بفستان زفافها .. فلم يعبيء بها ، ودلف إلى الداخل ..

لحقت به شاهي وقلبها يرتعد خوفاً مما هي مقبلة عليه ..

أخذت نفساً عميقاً ، ثم زفــرته بقوة ، ودلفت إلى الداخل ..

وما إن وطأت قدميها الفيلا حتى سمعت صوت إغلاق بابها ، فالتفتت برأسها للخلف في اضطراب واضح ..

بحثت شاهي بعينيها عن زيدان ، ولكنها لم تجده أمامها ، عقدت حاجبيها في اندهــاش تام ، وظنت أنه ربما يكون قد سبقها إلى غرفتهما الموجودة بالطابق العلوي، لذا توجهت نحو سلم الدرج ، وأمسكت بالدرابزون وبدأت تصعد الدرجـــات ، ولكن أوقفها عن اكمــال صعودها للأعلى صوتاً مخيفاً جـــاء من خلفها ، أدارت شاهي رأسها ببطء ناحية مصدر الصوت ، لتجد زيدان – وقد خلع سترته – ينظر إليها بأعين شرسة و…

-زيدان بصوت جهوري مخيف : أنا قولتلك تطلعي

-شاهي بصوت مرتعد : أنا .. أنا فكرت انك آآآ….

-زيدان مقاطعاً بحدة : إنتي متفكريش أصلاً

نظرت له شاهي بأعين خائفة ، وفغرت شفتيها في خوف و..

-شاهي بخوف شديد : هــه .. آآ…

صمت زيدان للحظـــات ، ثم نزع رابطة عنقه وألقاها بعدم اكتراث على أرضية البورسلين اللامعة ، وفتح أزرار قميصه ، ثم أمسك بسيجارة كوبية أخرى وأشعلها بولاعته الذهبية ، ثم ظل يدخنها لثوانٍ قبل أن يكمل بـ…

-زيدان بنبرة قوية : إنتي عارفة أنا اتجوزتك أصلا ليه ؟

-شاهي بنظرات مترقبة : آآ.. عشان انت .. انت بتحبني

ضحك زيدان عالياً بطريقة مخيفة وهيسترية ، فتسمرت شاهي في مكانها ، ثم ســـار لبضع خطوات في اتجـــاهها ، فنظرت هي إليه بتوجس شديد ..

ثم توقف زيدان فجـــأة عن الضحك ونظر إليها بنظرات حـــادة وباردة و…

-زيدان بصوت رجولي مخيف : أنا عمري ما حبيتك أصلاً !

صعقت شاهي من عبارة زيدان الأخيرة ، وعقدت حاجبيها في دهشة بالغة و..

-شاهي بنبرة خائفة : اومــال .. اتـ.. اتجوزتني ليه ؟

اقترب زيدان أكثر من شاهي حتى صــار على بعد خطوة منها ، ثم نظر إليها بنظرات قاسية و…

-زيدان بنبرة جافة ونظرات شرسة : عشان أدمرك ، وأدمـــر عيلتك كلها

فغرت شاهي شفتيها في صدمة ، ونظرت إليه بأعين جاحظة غير مصدقة لما قال و..

-شاهي بنظرات مصدومة : إيييييه ؟؟؟

نظـــر زيدان إلى شاهي بنظرات أكثر شراسة و حقد ، ثم أكمل بـ ..

-زيدان بنبرة مخيفة وهو يجز على أسنانه : عشان أجيب حق عمي اللي كلكم دمرتوه

-شاهي بعدم تصديق : هـــه .. عــ.. عمك !

-زيدان بنبرة أكثر شراسة : أيوه عمي .. عمي عدلي الباشا ….!!!!!

لم تستطع شاهي أن تتحمل الصدمة أكثر من هذا ، حيث نظرت إلى زيدان بأعين زائغة ، ثم شعرت أن رأسها يدور بها ويدور ولم تعد تقوْ على الاستمــرار ، فإنهــارت على الفور ، وفقدت وعيها ، فأمسكها زيدان بذراعه ، ومالت هي بجسدها للخلف .. ثم نظر إليها بعدم شفقة و…

-زيدان والابتسامة الشيطانية تعلو ثغره : هو انتي لسه شوفتي حاجة !

ألقى زيدان بسيجارته على الأرضية اللامعة ثم دهس عليها بحذائه الأسود اللامع ، وانحنى قليلاً بجسده ، ثم وضع ذراعه الأخـــر أسفل كبتيها وحملها بين ذراعيه ، وتوجه بها نحو غرفة الصالون ، وألقاها على الآريكة العريضة ، ثم جلس على الأريكة المجاورة ، وأخرج سيجارة أخرى من العلبة المزخرفة والموضوعة على الطاولة الصغيرة ذات اللوح الرخامي اللامع ، وأشعلها بولاعته الذهبية ، وبدأ في تدخينها … ثم أدار رأسه في اتجــاه شاهي ، ونفث دخـــان سيجارته نحوها ….

……………………………..

في سيارة المهندس رأفت الصياد ،،،،

أوصــل السائق المهندس رأفت وعائلته إلى فيلتهم .. ترجلت فريدة من السيارة أولاً ، ثم لحق بها عمــر ، بينما ظل رأفت ماكثاً في السيارة ..

استغربت فريدة من بقاء رأفت في السيارة و..

-فريدة بتعجب : انت مش هتنزل من العربية ولا ايه يا رأفت ؟

-رأفت بنبرة جادة : لأ .. ورايا مشوار

عقدت فريدة حاجبيها في اندهــاش ، ونظرت إليه من زاوية عينها و..

-فريدة بنظرات جادة : أفندم ؟؟؟؟ مشوار ايه السعادي ؟؟؟

-رأفت بنبرة حادة : حاجة تخص الشغل ، الله !

-فريدة وهي تعيد رأسها للخلف : حاجة تخص الشغل ، ولا عاوز تروح للهانم اللي انت كنت بترغي معاها في الفرح

-رأفت بضيق : نعم ؟؟ برضوه مصممة تقولي الهبل ده

-فريدة بنبرة عالية : لأ ده مش هبل ، كون انك تسيب الفيلا في الميعاد ده ، وتقولي عاوز تروح الشركة الوقتي ، يبقى الموضوع فيه إن ..

تدخل عمــر في الحوار ، وحاول أن يخفف من توتر الأجواء بين والديه و..

-عمــر وهو يشير بيده : طب خلاص يا ماما ، أنا هاروح مع بابا

-فريدة بحدة وهي تشير بإصبعها : بس يا ولد ، متدخلش بيني وبين باباك

-عمر وهو يلوي فمه : ده أنا عاوز أحل المشكلة ، مغلطتش يعني

صمتت فريدة لتفكر قليلاً فيما قاله عمــر ، فربما وجوده مع والده قد يفيدها نوعاً ما في معرفة نواياه الخفية

في حين أســرع رأفت بالموافقة على اقتراحه ، فعمــر وجوده لن يضيره في شيء ، فهو بالطبع يعلم بأمـــر زيجته الثانية لذا …

-رأفت على مضض: اطلع يا زفت العربية

-عمــر مبتسماً : حاضر

رمقت فريدة زوجها رأفت بنظرات ثاقبة وكأنها تريد أن تستكشف ما بداخله ، في حين أشــــار هو للسائق بيده لكي يتحرك بالسيارة و..

-رأفت بنبرة آمــرة وهو ينظر أمامه : اطلع على الشركة يا بني

انطلقت السيارة خـــارج الفيلا ، بينما ظلت فريدة واقفة في مكانها تتابعها بنظرات غير مقتنعة و..

-فريدة بصوت خافت وهي تلوي شفتيها في انزعــاج : ماشي يا رأفت ، أما أشوف أخرتها ايه معاك !

……………………..

في فيلا زيدان ،،،،،

انتهى زيدان من تدخين سيجارته الكوبية ، ثم وضع ما بقي منها في منفضة السجائر ، ثم نهض عن أريكته ، وأمسك بكوبٍ زجاجي موضوع فيه بعض الماء البارد ثم التفت بجسده ناحية شاهي الغافلة عن الوعي ، ونظر إليها للحظــات يتأمل سكونها ، ثم اقترب منها مجدداً حتى صــار ملاصقاً لها ، ورفع الكوب عالياً في الهواء بيده ، ثم سكب ما فيه على وجهها …

انتفضت شاهي فزعــاً ، وشهقت في خوف ، ثم نظرت إلى زيدان الذي تراجع للخلف ليضع الكوب الفارغ في مكانه باعين خائفة ..

اعتدلت شاهي في جلستها ، وحاولت تجفيف وجهها ، بينما ظل زيدان يوليها ظهره ..

التفت إليها زيدان مجدداً ، ثم نظر إليها ملياً و…

-زيدان بتهكم : أخيراً حنيتي علينا وفوقتي

-شاهي بنظرات مرتعدة: آآآ….

ظنت شاهي في البداية أنها تحلم ، وما تراه ماهو إلا كابوس سوف تفيق منه ، ولكن للأسف كان الأمــر حقيقياً …

استند زيدان بمرفقه على الطاولة الرخامية ، وظل ينظر إلى شاهي بنظرات بـــاردة خالية من الحياة …

نهضت شاهي من على الآريكة وظلت تنظر حولها ، بينما هو مازال مسلطاً نظره عليها و…

-زيدان بلهجة باردة : هتفضلي ساكتة كده كتير

-شاهي بنظرات متسائلة : انت … انت مين بالظبط ؟؟؟؟

-زيدان بابتسامة عريضة : ما أنا قولتك ، عمي هو عدلي الباشا ، وأنا ابن أخوه

-شاهي وهي تبتلع ريقها : يعني .. يعني عدلي هو ..آآآ.. هو .. آآآ

-زيدان وهو يوميء برأسه في ثقة : أيوه هو عمي

-شاهي متسائلة : وانت .. وانت اتجوزتني وانت عــ.. عارف بـ.. آآآ..

اعتدل زيدان في وقفته ، ثم ســـأر بخطوات واثقة ناحية شاهي التي تراجعت للخلف و..

-زيدان بنظراث ثاقبة : مش أنا لوحدي اللي عــارف الحقيقة دي

-شاهي بعدم فهم : تقصد ايه ؟

-زيدان بنظرات حادة : أقصد ان خالتك الست فريدة هانم المحترمة عارفة كويس انا مين ، وبالعكس هي بنفسها اللي أشرفت على ان الجوازة المشؤومة دي تتم

صدمت شاهي فور سماعات لتلك الحقيقة الصادمة ، ونظرن إليه غير مصدقة لما يقول ، و..

-زيدان مكملاً بتهكم : الشهادة لله مقصرتش معايا ، واضح انها بتحبك أوي دي مصدقت تبيعك ليا في أقل من ربع أعدة ، بس منكرش انها كلفتني كتير ، لكن مش فارق معايا ، المهم اني عمــلت اللي أنا عاوزه

-شاهي وهي تشير إلى نفسها : أنطي فريدة تعمل كده فيا ؟؟ مش ممكن !

-زيدان مبتسماً في خبث : ومش هي بس ، ده كمـــان الست المصون أمك !

-شاهي بنظرات مشدوهة: انت بتقول ايه ؟؟؟

-زيدان وهو يشير بإصبعه : كانت مفكرة إني هاموت على بنتها ، ومع أول إشارة من صوباعي ركعت تحت رجلي

خفق قلب شاهي بقوة ، وتسارعت أنفاسها و..

-شاهي بنبرة منزعجة : استحالة مامي تعمل كده ، انت .. انت اكيد بتكدب

دار زيدان حول شاهي ، وظل يرمقها بنظرات باردة و…

-زيدان وهو يلوي فمه : لأ عملت وبمزاجها وافقت تبيعك ليا ، بس برضوه براحتك تصدقي ماتصدقيش، مش هتفرقي معايا ، المهم إني بدأت أول انتقامي من عيلتكم

-شاهي بحدة : طب وأنا ذنبي ايه ؟؟ هــه ذنبي ايه ؟؟ ليه تعمل فيا كده

توقف زيدان عن الدوران ، ثم نظر إلى شاهي بحدة و…

-زيدان بنبرة قاسية : ذنبك انك بنت الست اللي دمرت عمي ، ذنبك انك وقعتي تحت ايدي ، ذنبك ان ناهد هانم أمك باعتك ليا ، وأنا هعرف اخد حق عمي منك

بدأت العبرات تتجمع في مقلتي شاهي ، ورغم أنها حاولت جاهدة ألا تذرف الدموع ، ولكن الأمــر اكبر من طاقتها على الاحتمــال ..

-شاهي بصوت شبه باكي : انا .. انا استحالة اقبل بالوضع ده

-زيدان وهو يلوي فمه في تهكم : هــه ..

-شاهي بنبرة شبه جادة : انا .. انا مش عاوزة أعيش معاك ، أنا .. أنا عاوزة أطلق فوراً

ضحك زيدان مجدداً عالياً ، ثم دار حول شاهي وهو واضع كلتا يديه في جيبي بنطاله و..

-زيدان بسخرية : لأحسن تكوني مفكرة أن الموضوع بالساهل ، ده انتي بتحلمي

-شاهي بنظرات غاضبة : استحالة أكمل معاك بعد اللي عرفته ده ، أنا أبقى مجنونة لو قبلت اني أفضل هنا ثانية واحدة …

ثم سمع كلاهمـــا صوتاً أنثوياً قوياً يأتي من الخلف ، فانتبه كلاهمـــا إليه و……..

……………………………………..

في منزل كارما هاشم ،،،،،،

استقلت السيدة صفاء وابنتيها سيارة أجرة لتوصلهن إلى منزلهن ، وبالفعل وصلن بسلامة الله إلى المنزل …

وما إن دلفت السيدة صفاء إلى داخل المنزل حتى بدأت بتوبيخ ابنتها الصغرى كنزي على ما فعلت و..

-صفاء بنبرة حادة : ازاي تسمحي لنفسك يا كنزي تقابلي شاب غريب هنا لوحدك في البيت ؟

-كنزي بنبرة شبه جادة : والله أبداً يا مامي ، ده هو اللي خبط عليا وأنا مردتش اخليه أصلاً يدخل

-صفاء بنبرة حانقة : مهما يكن ، انتي بنت ، وده شاب ، عاوزة الناس تقول ايه عنك

-كنزي بأعين مشدوهة : محصلش والله حاجة يا مامي

-صفاء بضيق واضح : انتي بتعاقبينا عشان مش موافقة على موضوع جوازي من المهندس رأفت ، ماشي ، بس مش هاسمحلك تسوءي سمعتك

-كنزي بنظرات مصدومة : مامي ايه الكلام اللي بتقوليه ده ، أنا معملتش حاجة غلط

-صفاء : كون انك تسمحي لشاب يوصلك ويفضل رايح جاي وراكي في الفرح وملازمك قصاد الناس ، يبقى كده انتي بتشوهي سمعتك ، وده أنا استحالة اسمح بيه أبداً

-كنزي بصوت شبه باكي : بابي لو كان عايش مكنش هيخلصه اللي بتقوليه ده

-صفاء بحدة : وأبوكي مش عايش معانا عشان يشوف المسخرة دي

-كارما بنبرة راجية : مامي خلاص بليز ، كنزي أكيد آآآ…

-صفاء مقاطعة وهي تشير بيدها : جوازي من المهندس رأفت مش معناه إني هاسمح بالتسيب مع ولاده ، وأظن كلامي واضح

-كنزي بصوت غاضب : أنا بكره العيلة دي ، بكرهها .. بكره اليوم اللي شوفتهم فيه

ثم ركضت كنزي إلى داخل غرفتها وهي تبكي بحرقة …

زمت كارما شفتيها في انزعــاج ، ثم التفتت إلى والدتها و..

-كارما بنبرة خافتة : مامي ، مكنش فيداعي إن حضرتك تزعقي لكنزي بالشكل ده

نظرت السيدة صفاء إلى ابنتها كارما و..

-صفاء بجدية : لأ لازم ، عشـــان تعرف كويس إن أي غلط مهما كان صغير ومش مقصود ممكن يتفهم غلط ، والناس مش بتسكت !

-كارما معترضة : بس آآ…

أشـــارت صفاء بيدها إلى ابنتها كارمــا لكي تصمت ، ثم وضعت كلتا يديها على عجلتي كرسيها المدولب وبدأت تحركهما واتجهت نحو غرفتها …

………………………..

في أسفل البناية ،،،،

وصل المهندس رأفت بسيارته أسفل البناية التي يوجد بها منزل زوجته ، ثم طلب من عمــر أن ينتظره في السيارة و…

-رأفت بلهجة آمــرة : تترزع هنا وماتنزلش

-عمــر بضيق : أومــال انا جاي معاك ليه آبابا ، مش علشان أتجسس عليك

-رأفت بحدة : اتنيل اسكت خالص ، أنا اخدك معايا بار وعتب

-عمــر : يا بابا أنا عاوز برضوه أطلع أطمن على الجماعة معاك

-رأفت محذراً : والله لو اتحركت من مكانك ماهيحصلك طيب

-عمــر وهو يلوي فمه : اكتر من كده

-رأفت : ايوه ، وقد أعذر من أنذر

-عمر على مضض وهو يزم شفتيه : حاضر ، اديتي هاتنيل أترزع هنا

ثم ترجل رأفت من السيارة ، وتحرك ناحية مدخل البناية .. بينما ظل عمــر جالساً في السيارة وهو يستند بوجنته على يده و..

-عمــر بنبرة حزينة : أل جات الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح

………………..

سمعت كارما صوت رنين جرس الباب فتوجهت ناحيته لتعرف من الطـــارق و…

-كارما متسائلة : ده مين اللي هيجيلنا السعادي ؟؟؟

فتحت كارما الباب لتجد المهندس رأفت متواجداً أمامه ، فنظرت إليه بدهشة و…

-كارما بنظرات مندهشة: عمــي رأفت

-رأفت مبتسماً : ازيك يا بنتي

-كارما وقد اطرقت رأسها : الحمدلله

-رأفت بصوت خافت : أنا .. أنا أسف يا بنتي على سوء الفهم اللي حصل النهاردة في الفرح ، والله أنا آآآ…

-كارما مقاطعة وهي تشير بيدها وبصوت خافت : ششش .. خلاص يا عمي ، مافيش داعي تحكي في الموضوع ده ، أنا أصلا مجبتش سيرة بيه لحد

-رأفت بنبرة آسفة : حقك عليا يا بنتي ، أن شاء الله هعوضك

-كارما مبتسمة : ولا يهمك .. بس حضرتك جاي ليه الوقتي ؟ مش المفروض تكون عند آآآ…

-رأفت مبتسماً : مش برضوه صفاء هانم مراتي

-كارما وهي تتنحنح : احم .. اه ..

-رأفت : مش هتقوليلي أتفضل

-كارما وهي تشير بيدها : اتفضل .. ثواني وهنادي مامي

-رأفت مبتسماً: شكراً يا بنتي

صاحبت كارما المهندس رأفت إلى غرفة الصالون ، وقامت بضيافته على عجالة ، ثم أسرعت إلى غرفة والدتها لتبلغها بوجوده في الخـــارج ….

………………

في فيلا زيدان ،،،،،

سمع كلاً من زيدان وشاهي صوتاً أنثوياً قوياً يأتي من الخلف ، فانتبه كلاهمـــا إليه والتفتا نحوه و…

-زيدان مبتسماً : اهلا يا مرات عمي .. تعالي

اقتربت السيدة رحـــاب المتشحة بالسواد من زيدان الذي توجه ناحيتها ، ثم مال بجسده قليلاً وأمسك بكف يدها ورفعه إلى فمه وقبله و…

-زيدان وهو يبتسم نصف ابتسامة : ازيك دلوقتي

ربتت السيدة رحـــاب على كتف زيدان ، ونظرت إليه في امتنان و..

-رحــاب : الحمدلله ، أنا جاية اطمن عليك قبل ما أرجع فيلا عمك

-زيدان وقد اعتدل في وقفته : انا بخير

رمقت رحـــاب شاهي بنظرات احتقار و..

-رحاب وهي تنظر إليها شزراً : ها ؟ عرفت ؟

-زيدان وهو يوميء برأسه : أهـــا

نظرت شاهي إلى رحـــاب بنظرات استغراب ، فهي لا تعرف تلك السيدة ، بينما بادلتها رحاب نظرات الاستنكار و..

-رحــاب بنبرة جادة : مش هوصيك .. حق عمك لازم يرجع

-زيدان بصوت هاديء مخيف : اطمني

أدركت شاهي أن تلك السيدة ماهي إلا زوجة ذلك الرجل الذي وقعت هي ضحية انتقامه مرة أخــرى ، ولكن تلك المرة على يد ابن أخيه .. نظرت شاهي إلى كليهما بحنق و…

-شاهي بنبرة حـــادة : انتو بقى مطبخينها سوا ، وطبعاً حضرتك جاية تطمني ان كان ابن اخوكي نجح في انتقامه مني ولا لأ

اغتـــاظ زيدان من لهجة شاهي الحــــادة مع زوجة عمه ، فنظر إليها بنظرات مرعبة و…

-زيدان بصوت عالي : اخرســـــي ، انتي ماتتكلميش إلا بإذن مني

-شاهي بحدة وهي تشير بيدها : لأ هاتكلم ومش هاسكت ، الوضع ده كله غلط وأنا هاصلحه

-زيدان بنبرة تهديد : انتي مفكرة انك هتخرجي من هنا حية ، تبقي بتحلمي

-شاهي بنظرات واثقة : لأ هاخرج ، وهتطلقني غصب عنك ، انت متعرفش أنا مين ، ولا بنت مين ، وعيلتي تقدر تعمل معاك ايه

-زيدان بتهكم : لأ خوفت الصراحة .. حصالنا الرعــــب

اشتعل وجـــه شاهي بالغضب ، ونظرت إلى زيدان بنظرات متحدية ، هي تعلم أنها ترتعد في قرارة نفسها ، ولكنها لا تريد أن تبدو أمامه تلك الفتاة الضعيفة البائسة ، فهي لن تقبل أن تكون ضحيته التالية ، أو الفريسة السهلة التي وقعت في شباك صائدهــا دون عناء يذكر منه ..

أخذت شاهي نفساً عميقاً ، واستجمعت به شجاعتها الغائبة ، ثم …

-شاهي بنظرات حـــادة ونبرة متهكمة : ماهو لو انت راجل أصلاً كنت قدرت تتشطر على الرجالة بدل ما تلف وتضحك على واحدة زيي

احتقن وجــه زيدان بالدمـــاء الملتهبة ، وغليت الدمـــاء في عروقه ، ثم نظر إلى شاهي بعينين حمراوتين كالجمرتين ، و..

-زيدان بنبرة مخيفة : أنا هاعرفك أنـــا راجل ازاي ……………………… !

………………………………….

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية فريسة غلبت الصياد) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق