رواية فريسة غلبت الصياد الفصل الثامن والثلاثون 38 – بقلم منال سالم

رواية فريسة غلبت الصياد – الفصل الثامن والثلاثون

38. فريسة غلبت الصياد

38. فريسة غلبت الصياد

الحلقة السابعة والثلاثون :ج2

في شرم الشيخ ،،،،

في سيارة جاسر ،،،،

لاحظت نهى تغير ملامح وجه جاسر كثيراً الذي كور قبضتي يده في ضيق واضح وظل صامتاً وناظراً أمامه وعيناه حمراوتان من شدة الغضب .. حاولت نهى أن تعرف السبب منه وألحت عليه كثيراً لكي يتحدث ، ولكنه نهرها بحدة و..

-جاسر بنبرة حادة : يوووووووه ، مش وقتك يا نهى …!!!

تنحنحت نهى في حرج بالغ ، ونظرت هي الأخرى إلى جوارها ، و..

-نهى بصوت خافت : سوري

لم يعتذر جاسر إلى نهى ، وإنما أدار محرك السيارة ، وامسك بالمقود في عصبية ، وضغط على دواسة البنزين بكل قوة ثم انطلق بالسيارة …

……………………….

في شركة الصياد ،،،،

على مقربة من المرحــــاض ،،،،

مر الوقت كالدهــر على كارما وهي متواجدة في ذلك الموقع المهين لكرامتها ، لم تستطع أن تجلس على المكتب بسبب الرائحة والمياه .. و لم تفعل شيء طوال وقتها هذا سوى اعطاء المناشف الورقية لكل من يدلف إلى المرحــاض والاستماع إلى تلميحات مسيئة عنها .. ورغم كل هذا حاولت قدر المستطاع أن تتحمل في صمت وألا تعيرهم الانتباه …

حــــان وقت الانصراف بالنسبة لها بعد أن رحل غالبية الموظفين قبل ساعتين ، حمدت كارما الله في نفسها لأنه قد انتهى ذلك اليوم المشحون على خير .. وقضت ساعتين بمفردها دون أن تستمع إلى أي هراء فارغ ..

توجهت كارما إلى مكتبها المتهالك ، ثم أمسكت بحقيبة يدها ، وســـارت وهي تتوخى الحذر في خطواتها ، ثم انصرفت في اتجاه المصعد .. وكلن أوقفها صوت ناصف من خلفها ، فالتفتت إليه و…

-كارما وهي تزم شفتيها في انزعاج : عاوز ايه

-ناصف بنظرات شبه باردة : انتي هاتمشي من غير ما تتممي على عهدتك

-كارما بنظرات مندهشة : عهدة ايه دي كمان !!

-ناصف ببرود : ورق التواليت اللي لسه جاي

زفـــرت كارما في ضيق و..

-كارما بنبرة حانقة : استغفر الله العظيم ، طب ما أنا كنت فاية

-ناصف وهو يلوي فمه : أنا مالي ، ده شغلك يا أستاذة !! لو مش عاوزة تعمليه براحتك ، بس بلغي المهندس خالد بيه بده

أمسكت كارما بحقيبتها بكلتا يديها ، وهزت ساقيها في عصبية ثم عادت أدراجها مجدداً ناحية غرفة السعاة لتتم على عهدتها …

استغرقت كارما ما يقرب من الساعة في اتمام عهدتها ، وما إن انتهت حتى ركضت مسرعة نحو المصعد لكي تستطيع اللحاق بأختها الصغرى

-كارما بتوتر بالغ : دي أكيد هتولع فيا ، الحمدلله انها ملبوخة مع أصحابها وإلا كان زمانها طلعت جنانها عليا

……….

تابع الساعي ناصف كارما وهي تسير مبتعدة ، ثم اقترب من مكتبها وبدأ في تنظيف المكــان ..

وبينما كان ناصف مندمجاً في عملية تنظيف الأرضية ، رن هاتف كارما الملقى في سلة القمامة الموضوعة بجوار مكتبها ..

في البداية لم ينتبه ناصف للهاتف ، ولكن حينما تكرر الرنين ظل يبحث حوله عن مصدر ذلك الصوت .. وبالفعل وجد الهاتف ملقى في سلة القمامة ، فأخذه ، ثم مسحه بمنشفته القطنية و…

-ناصف وهو ينظر للهاتف بقرف : ده باينه موبايل الولية دي ، طب أعمل أنا فيه ايه ؟؟؟

فكر ناصف قليلاً مع نفسه ، ووضع يده على طرف ذقنه يحكها قليلاً و..

-ناصف بنبرة حائرة : ما هو لو أنا سيبته هنا يمكن يضيع وترجع البت تقول اني سرقته وتلبسني مصيبة ، أحسن حاجة اعملها اني أوديه عند خالد بيه ، هو بيعرف يتصرف مع الأشكال اللي زيها

وبالفعل توجه ناصف إلى مكتب المهندس خالد الذي كان مازال متواجداً في الداخل يباشر بعض الأعمـــال الهامة …

طرق ناصف الباب أولاً ، ثم سمع صوت خالد يأتي من الداخل و..

-خالد بنبرة جـــادة : ادخل

دلف ناصف إلى الداخل ، وســار بخطوات سريعة متجهاً نحو مكتبه ، ثم وقف وهو مطرق الرأس أمامه ، فنظر إليه خالد بطرف عينيه و..

-خالد متسائلاً : خير يا ناصف

-ناصف بتردد: آآ… يا خالد بيه

-خالد وهو يمط شفتيه في ضيق : عاوز ايه يا ناصف ، أنا مش فاضي !

مد ناصف يده وهو ممسك بالهاتف المحمول ، فنظر إليه خالد باستغراب و..

-خالد بنظرات متعجبة : ايه ده

-ناصف بصوت خافت : ده .. ده موبايل الموظفة الجديدة

-خالد وهو يرفع حاجبيه في استغراب : موظفة مين ؟؟؟

-ناصف وهو يشير بيده : البت الجديدة اللي حضرتك قولتلي أحطلها مكتبها جمب أوضتي

-خالد وهو يعيد رأسه للخلف : أهـــا .. وانت جايبهولي ليه بقى ؟؟

-ناصف مكملاً بنبرة قلقة : هي الظاهر انها نسيته ولا يمكن حطاه قاصدة ، يعني أنا مش عارف ، بس يمكن عاوزة تعمل مشكلة ولا حاجة .. فــ… آآآ… بصراحة كده أنا قلقت وقولت أجيبه لحضرتك تتصرف

-خالد وهو يشير بعينيه : طب حطه عندك

اقترب ناصف من طرف المكتب ثم أسنده فوق بعض الملفات ، وأشـــار له بعدها خالد بالانصراف …

ظل خالد يعمل على أوراق تخص صفقة جديدة الشركة بصدد الدخول فيها ، ولم يهتم كثيراً بما قاله ناصف …

………………..

في جراج الشركة ،،،،،

نزلت كارما إلى الجراج والذي كان شبه خالياً من السيارات ، وظلت تتلفت حولها في ريبة .. شعرت كارما نوعاً ما بالتوجس من وجودها بمفردها في هذا المكان ذو الإضـــاءة الخافتة ، فأسرعت في خطواتها ، واقتربت من سيارتها الحمراء ولكنها تفاجئت بـ ……….

…………………………..

في النادي ،،،،،،

ملت كنزي كثيراً من انتظار اختها الكبرى ، وخاصة بعد أن تمكن الجوع منها تماماً ، نظرت كنزي في ساعة هاتفها و..

-كنزي وهي تزفر في ضيق : اوووف ، لأ بجد كده كتير ، أنا هاكلمها، مش معقول يعني كل ده هي في الشغل

ضغطت كنزي على زر الاتصـــال باختها كارما وانتظرت أن تجيب عليها …

……………………….

في شركة الصياد ،،،،

في مكتب خالد ،،،،

رن هاتف كارما الموضوع على بعض الملفات أكثر من مرة .. كان خالد ينظر إلى الهاتف شزراً ، ثم يعاود الاطلاع على ما في يده .. ولكن حينما ظل الرنين متواصلاً ، شعر خالد بالضجر وأمسك بالهاتف وقرر أن يجيب على المتصل و…

-كنزي هاتفياً بحنق وبدون توقف : أخيراً رديتي عليا ، ماهو مش معنى انك اختي الكبيرة ، وعندك شغل تطنشي تعبريني بمكالمة حتى ، وبعدين انتي اتأخرتي اوي عليا وأنا بجد تعبت وزهقت من كتر الانتظار ، حاجة تغيظ وآآآ…

-خالد مقاطعاً بضيق وحدة: ابلعي ريقك شوية

صمتت كنزي لثوانٍ قليلة تستوعب ذلك الصوت الرجولي الخشن الذي أجابها ، في حين أكمــل خالد بـ …

-خالد مكملاً بنبرة منزعجة : اختك مشت من بدري ، فريحي نفسك

-كنزي بأعين متوترة : انت مين ؟؟ وموبايل اختي بيعمل ايه معاك وآآآ…

-خالد مقاطعاً بنبرة صارمة : انتي هتحققي معايا ، اختك نسيت الزفت بتاعها هنا في الشغل ، وهو معايا ، أما تشرفنا بكرة بطلعتها البهية هابقى اديهولها

ثم أنهى خالد المكالمة مع كنزي دون أن ينتظر أي رد منها .. وألقى بالهاتف جانباً وهو يزفر في ضيق واضح …

وضع خالد إصبعيه على عينيه ليدعك فيهما قليلاً ، ثم توقف عن فعل هذا لأنه قد طرأت فكرة ما بباله ..

أراد خالد أن يعرف بعض المعلومات عن كارما ، لذا لن يكون هناك فرصة أنسب من أن يتفحص هاتفها الملقى امامه ، لذا مد يده وأمسك به ولحسن حظه كانت كارما تاركة هاتفها المحمول بدون رقم سري مما سهل عليه مهمته كثيراً …

أول ما بدأ خالد في فحصه هي قائمة الأسماء ، تفاجيء خالد بأن القائمة ليست بالطويلة ، وظن أنها تستخدم هذا الهاتف في المكالمات الشخصية فقط ، ولكن ما لفت نظره هو وجود اسم والده مسجلاً بـ …

-خالد بنظرات مصدومة : Uncle Ra’fat ( عمي رأفت ) !!!

ثم أكمل خالد فحصه لمحتوى الهاتف ، وتفقد الصور الشخصية لكارما ولاحظ وجود صور ما قديمة لها مع شخص كبير ذو شارب كث ، ووجه مبتسم ومشرق ، ويبدو على كليهما السعادة في تلك الصور .. بالإضافة إلى صور أخــرى مع فتاة صغيرة وسيدة ما قعيدة ..

-خالد وهو يمط شفتيه في تعجب : مممم.. واضح ان دول معارفها

ظل خــــالد ممسكاً بالهاتف لفترة يتفحص كل ما فيه ، من رسائل وصور وأغاني ، وكل شيء موجود .. ولكنه لم يجد فيه أي شيء يدعو للريبة أو الشك

فكر خالد مع نفسه قليلاً ، وحاول أن يفهم طبيعة تلك الفتاة ، ولكنه وصل إلى استنتاج مقنع بالنسبة له و…

-خالد بوجه ممتعض : واضح أوي ان البت دي مش سهلة !! هي عارفة كويس أوي ومتأكدة ان الموبايل ده هيوصلي ، وأنا هاشوفه وهدور على اللي فيه …

أخذ خالد نفساً عميقاً و…

-خالد وهو يطرق بأصابعه على سطح المكتب الزجاجي : وطبعاً هي سيباه من غير باسورد عشان تلبسني العمة ومالياه أي هري على الفاضي ، بس الغريب انها مسجلة بابا باسم عمي .. مممم.. باين أوي اني بلعب مع أستاذة في الخداع …………..!!!!!

ألقى خالد الهاتف على سطح المكتب بعدم اكتراث ، وعـــاود مطالعة بعض الأوراق الموجودة على مكتبه و..

-خالد بنظرات متفحصة : الصفقة دي لو تمت هتفرق معانا كتير ، بس دي محتاجة دراسة بتأني وبال رايق ، أحسن حاجة أعملها إني أخدها معايا الفيلا واشتغل على رواقة ..

……………..

في الجراج ،،،،،

اقتربت كارما من سيارتها الحمراء وتفاجئت أن إطارها الخلفي خالياً من الهواء ، زفـــرت كارما في انزعاج بالغ ، و…

-كارما وهي تزفر في ضيق : أوووووف ، أل أنا كنت ناقصة العطلة دي كمان ، يا ربي ..!

فكرت كارما في أن تترك سيارتها في جراج الشركة ، وتستقل سيارة أجرة لكي تستطيع اللحاق بأختها وملاقتها في النادي، ولكنها خشيت ألا تستطيع المجيء إلى العمل في الصباح الباكر في توقيت عملها بسبب الزحام المعتاد للشوارع في مثل هذا التوقيت المبكر ، لذا حسمت أمرها بتبديل إطار السيارة كما عهدت أن تفعل هذا ..

خلعت كارما سترتها الرمادية ، ثم فتحت باب سيارتها الأمامي وأسندتها على المقعد ، وانحنت بجسدها قليلاً داخل السيارة لتتمكن من فتح الصندوق من الزر الخاص به ..

ثم اعتدلت بعد هذا في وقفتها ، ودارت للخلف ، وعبثت في الصندوق وأخرجت منه إطار إضافياً وأسندته بجوار السيارة ، ثم أخرجت المعدات التي ستمكنها من تبديل الإطـــار ..

حاولت كارما أن تبدل الإطــار كما تعودت أن تفعل هذا بأريحية تامة ولكنها للأسف لم تستطع بسبب ارهاقها طوال اليوم ، وخوفها من اتساخ ملابسها ..

لذا توخت الحذر كثيراً وهي تبدل الإطـار .. كما وجدت أنه من الصعوبة أن تبدل الإطــــار وهي ترتدي حذائها ذو الكعب العالي ..

لذا اعتدلت مجدداً في وقفتها ، واستندت بأحد يديها على السيارة ، وباليد الأخرى خلعت حذائها ، ووقفت حافية القدمين ، ثم مالت مجدداً على الإطــار الخلفي وبدأت في فكه …

……………………….

في مكتب خالد ،،،،

جمع خالد أوراقه الهامة في حقيبته الجلدية بعد أن نهض عن مكتبه ، ثم لمح هاتف كارما الملقى على طرفه ، فنظر إليه باشمئزاز و…

-خالد بضيق : ربنا يهون بالشهر ده ، بت تقيلة على القلب ، بس أنا ناوي أخليها تقول حقي برقبتي …!!!

دلف خـــالد إلى خارج المكتب ، ونظر حوله بنظرات مدققة ولم يجد أي أحد بالخــارج ، كان الجميع تقريباً قد غادر مقر الشركة ، رفع خالد يده قليلاً لينظــر في ساعة يده وأدرك أن الوقت قد تجاوز الساعة السابعة مساءاً بقليل …

توجه خالد نحو المصعد ، ثم دلف إلى الداخل ، وضغط على زر الهبوط إلى الجراج ….

…………………….

في ألمانيا ،،،

في الفندق ،،،،،

اتصلت إحدى الموظفات والتي تعمل بحجز مقاعد الطيران بهاتف أدهم الجوال ، وأبلغته بإتمام الحجز على الطائرة العائدة غداً إلى القاهرة ، شكرها أدهم ، ثم أنهى معها المكالمة وتوجه إلى يارا و..

-أدهم بنبرة سعيدة : وشك حلو يا مزتي ، بكرة ان شاء الله هنرجع مصر

-يارا بنظرات منبهرة : ايه ده بجد !!

-أدهم وهو يوميء برأسه : أينعم

وقفت يارا على الفراش ، ثم وثبت عليه بسعادة بالغة ، فنظر إليها أدهم بنظرات متوجسة و…

-أدهم بنظرات قلقة : بالراحة يا يارا ، انتي ناسية انك حامل

-يارا وهي تلتقط أنفاسها : أووبس ، مخدتش بالي ، الفرحة نسيتني

-أدهم باستغراب : أد كده مبسوطة انك راجعة

-يارا بنبرة جـــادة : أه طبعاً .. أنا كده هبدأ على أول طريق تحقيق حلمي ، فليه مكونش فرحانة

امتعض وجه أدهم قليلاً ، وجلس على طرف الفراش و…

-أدهم وهو يمط شفتيه في ضيق : هو انتي برضوه لسه مصممة على اللي في دماغك

-يارا بنظرات جادة : ايوه ، ده حلمي يا أدهم ، إني أعمل الحاجة اللي بحبها

-ادهم بنبرة شبه منزعجة : بس أنا خايف عليكي ، انتي عارفة ان حملك لسه في أوله وآآ…

مدت يارا كلتا يديها وأمسكت بقبضتي يد أدهم وضغطت عليهما قليلاً و…

-يارا بنظرات متأملة : متخافش عليا يا أدهم ، أنا مش هاعمل حاجة متعبة على فكرة ، يدوب بس هتابع الجيم في وقت فراغي

-أدهم بقلق : يا خوفي يا بدران تكوني بتثبتيني … !

-يارا بدلال وهي تغمز له : وهو أنا أقدر برضوه .. ده انت ادهم الصياد يعني مش أي حد يقدر يثبتك

-أدهم مازحاً : يدوب بتاخد على مشمي

-يارا بدلع : طب يالا بقى عشان نلحق نجهز الشنط بتاعتنا

نهضت يارا من على الفراش ، وبدأت تتحرك في اتجاه الدولاب ، ولكن أوقفها أدهم من ذراعها ، ونظر إليها بأعين مليئة بالشغف والعشق و…

-أدهم بنظرات حالمة : طب مش هانعمل لقاء الوداع

-يارا غامزة وهي تهز كتفيها : تؤ ..

-أدهم بنظرات متحدية : بقى كده ، طب تعالي بقى

نهض ادهم هو الأخـــر من على الفراش ، ثم أحاط يارا بذراعه من خصرها ، ورفعها قليلاً عن الأرض ، ثم وضعها برفق على الفراش وتمدد إلى جوارها ، وظل محيطاً إياها بأحد ذراعيه ، وباليد الأخرى أمسك قبضتي يدها وضمهما سوياً ، ظلت هي تتلوى أسفل منه ، لكنه أحكم قبضتها عليها ، فاستسلمت له و…

-أدهم بصوت هامس : بحبك يا أم الواد

-يارا هامسة : تؤ .. أنا عاوزة بنت

-أدهم مبتسماً ابتسامة عذبة : ربنا يرزقنا بأي حاجة ، أنا راضي ، المهم انها منك

-يارا بنظرات عاشقة : حبيبي .. بعشقك

أرخـــى أدهم قبضته عن يارا ، ثم ســـار بأطراف أصابعه على وجنتها يتحسسها برفق ، وانحنى برأسه على شفتيها و…

-أدهم بصوت خافت : وأنا بموت فيكي !

ثم ذاب الاثنين سوياً في عالم حالم خاص بهما ، تبادلا في العشق والغرام ، واستمتعا فيه بكل لحظة هما معاً فيها …

……………………………..

في شركة الصياد ،،،،،

في الجراج ،،،،

وصل خالد إلى الجراج ، ســـار بخطوات بطيئة ناحية سيارته ، ولكنه سمع صوتاً ما يصدر من الخلف ، توقف خالد على الحركة ، وأدار رأسه ناحية مصدره ، وأصغى قليلاً لهذا الصوت

إنه صوت آلات معدنية ترتطم بالأرضية الأسفلتية .. ظن خالد أن هناك لص ما بالجراج .. لذا تحرك بهدوء تام ناحية سيارته ، وفتحها بحذر ثم وضع حقيبته الجلدية على المقعد الخلفي ، وأغلق السيارة مجدداً بهدوء .. وبدأ يتحرك مجدداً وبخطوات شديدة الحذر ناحية مصدر الصوت …

لمح خالد – في ظل الإضاءة الخافتة للجراج في ذلك الجزء – وجود سيارة حمراء مصفوفة على الجانب وصندوقها الخلفي مفتوح نسبياً ، وشخص ما من الناحية الأخرى بجوارها ولا تبدو ملامحه واضحة له ..

اقترب خـــالد بحذر من السيارة بعد أن أخذ نفساً عميقاً واستعد نفسياً للانقضاض على هذا اللص ، ودار حول السيارة بحذر تام ، وهدوء محسوب …

في تلك الأثناء ضاقت كارما ذرعاً بالإطــار ، فقد كان الأمــر شاقاً عليها وخاصة أنها مرهقة ومتعبة وأعصابها لم تعد تتحمل فعل شيء ما ، لذا نهضت عن الأرض فجــأة وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة …

اعتدلت كارما في وقفتها ، والتفتت بجسدها لتتفاجيء بظل شخص ما يأتي في اتجاهها ، فانتفض جسد كارما فزعـــاً ، وصرخت في رعب شديد ..

ضمت كارما قبضتي يدها إلى صدرها ، ونظرت بأعين مفزوعة إلى ذلك الظل ، ثم شعرت بالدوار يجتاح رأسها فجأة فرفعت إحدى يديها لتمسك برأسها ، ولكن الرؤية بدأت تتلاشى من أمامها بسرعة رهيبة ، فإنهارت قواها ، وأغمضت عينيها ، وسقطت فاقدة للوعــي ..

كان خالد قد اقترب منها كثيراً ، وما إن تحقق من هويتها ، وأدرك أنها كارما حتى نظر إليها باستغراب شديد ، ولكنه تفاجيء بردة فعلتها لرؤيتها له ، فأسرع ناحيتها ليمسك بها بكلا ذراعيه قبل أن ترتطم بالأرض …..

……………………

في فيلا زيدان ،،،،

ظلت شاهي طوال اليوم تحاول التفكير في طريقة ما تمكنها من الهرب من الفيلا ، هي لن تتحمل البقاء مع ذلك الشخص الهمجي المتوحش أكثر من هذا ، وإن انتظرت أي أحد ليساعدها فلن تخرج من هنا أبداً ..

لذا عقدت العزم على الهرب الليلة مهما كلفها الأمـــر .. فوقوع البلاء أهون عليها من انتظاره ..

ارتدت شاهي بنطالاً من الجينز الأزرق السماوي ، ومن فوقه ( بادي ) من اللون البامبي ، وخبأت الحذاء الرياضي أسفل التسريحة حتى تتمكن من ارتدائه ، بالإضافة إلى تسهيل حركتها أثناء الهرب وعدم اصداره لأي صوت ..

كما وضعت فوق ملابسها تلك روباً حريرياً يغطي كل شيء من جسدها فلا تثير ريبة زيدان ..

ظلت شاهي قابعة في الشرفة وراقبت حركة الحرس الخاص الموجود بالأسفل ، وحددت المكان الذي ستتمكن من الهرب منه بسبب قلة المراقبة عليه …

دلفت بعدها شاهي إلى داخل الغرفة وهي تترقب وصول زيدان بين لحظة وأخرى ….

…………..

عـــاد زيدان إلى الفيلا بوجه غاضب حانق متجهم ، لم تتحدث شاهي إليه ، بل أثرت أن تتجنب اللقاء به ، وفضلت أن تظل منزوية على الأريكة في غرفة النوم ….

صعد زيدان إلى غرفة النوم ، وأمسك بمقبض الباب وفتحه بحدة وما إن رأى شاهي أمامه حتى رمقها بنظراته القاتمة …

أشاحت شاهي بوجهها إلى الناحية الأخــرى لتتجنب النظر إلى عينيه ، فاقترب هو منها بخطوات متثاقلة ، ومد يده وأمسك بفكيها بقبضة يده ، وضغط عليهما قليلاً فجعلها تتأوه من الآلم ، ثم أدار وجهها ناحيته و..

-زيدان بنبرة صارمة : لما أدخل أوضتى تفردي وشك قدامي ،أنا مش ناقص عكننة

-شاهي متألمة : آآآه .. سيبني

أرخى زيدان قبضة يده عن شاهي ، ثم ســار مبتعداً عنها بخطوات ، ثم التفت إليها مجدداً ، وتأملها بوجهه العابس وبنظراته القاتلة تلك و…

-زيدان بنبرة متهكمة : على فكرة البيه أخوكي .. اتصل بيكي النهاردة

انتبهت حواس شاهي إلى ما قاله زيدان للتو ، فنهضت عن الأريكة ووقفت خلفه و..

-شاهي بنبرة حماسية : جاسر ، اتصل بيا !! أكيد سأل عليا صح ؟؟ أنا عارفة إني مش هاهون عليه

-زيدان مبتسما ابتسامة وضيعة من بين أسنانه : ماتتعشميش كتير ، أنا كدرتهولك على الأخر

احتقن وجه شاهي غيظاً ، ونظرت إلى زيدان بعينين حمراوتين متوهجتين من الغضب و..

-يارا بصدمة : ايييه ؟؟ عملت ايه في أخويا !!

-زيدان بتوعد : لأ أنا لسه هاعمل فيه ، ده دوره جاي بعدين ..!

لم تدري شاهي بنفسها إلا وقد انقضت على زيدان ودفعته في صدره بكلتا يديها إلى الخلف بقوة ، فتراجع هو للخلف ، وتفاجيء بردة فعلها ،فنظر إليها بأعين محتقنة ، ولكنه لم ينتظر طويلاً حيث هجم عليها وأمسكها من ذراعها ، وقام بلويه خلف ظهرها وضغط عليه بقسوة قصرخت هي من الآلم و…

-زيدان بنبرة حادة : أنا هاكسرلك دراعك ده عشان تحرمي تتجرأي عليا

-شاهي بآلم شديد : آآآآآآه .. حرام عليك ، آآآآآه

أوقف زيدان عن الاستمرار فيما يفعل هو رنين هاتفه ، فأرخى قبضته عنها ، ودفعها بقوة لتسقط على الأرض وترتطم رأسها بطرف الأريكة .. فتتأوه مجدداً من الآلم .. وســـار هو مبتعداً عنها ، بينما أمسكت هي بذراعها وظلت تفرك فيه ..

أخرج زيدان هاتفه المحمول من جيبه ، ثم نظر إلى اسم المتصل ، وأجــــاب على المتصل

-زيدان بنبرة منزعجة هاتفياً : خير

-شاهين بلهفة : معلش يا باشا ، أنا أسف إني بزعج حضرتك

-زيدان بضيق : اختصر

-شاهين بنبرة جادة : الجماعة راجعين بكرة

-زيدان وقد أضاءت عيناه بالشر : انت متأكد ؟

-شاهين بصوت حماسي : ايوه يا باشا ، انا لسه عارف الخبر ده حالاً ، فقولت أتصل وأبلغ معاليك

-زيدان بابتسامة شيطانية : تمام أوي .. خليك متابع

-شاهين وهو يهز رأسه : علم وينفذ يا زيدان باشا

أنهى زيدان المكالمة مع شاهين ، ثم التفت بجسده ليرمق شاهي بنظرات صارمة و…

-زيدان بصوت خشن ومهين: حظك ان المكالمة دي رحمتك من شري يا بنت الـ…… !!!

نظرت شاهي إلى زيدان ورمقته بنظرات مميتة ، ولكنها لم تتفوه بكلمة ، فهي لا تريد أن تخطيء مجدداً حتى لا تفسد على نفسها فرصتها في الهرب .. ابتعد هو عنها ودلف إلى المرحـــاض وصفع الباب بقوة من خلفه .. فبصقت هي بتقزز في أثره بعد أن اختفى من وجهها

ثم نهضت عن الأرضية الصلبة ، وتوجهت ناحية الأريكة وجلست عليها وهي تضم ساقيها إلى صدرها …

عليها فقط أن تصبر و تنتظر حتى يغفل ، لكي تهرب من هذا الجحيم للأبد …………………………………….. !!!!

……………………………………………….

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية فريسة غلبت الصياد) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق