رواية سفر كرياتور “نوح الباشا” – الفصل التاسع والعشرون 29
-نوح بيه الحقنا مُعتصم باشا في المستشفى اضرب عليه نار
تجمّد نوح مكانه، وكأن الزمن وقف للحظة ،عيونه اتسعت، وملامحه تتحد بين ذهول وخوف حاول يستوعب الحديث، لكن قلبه سبق عقله، يدق بسرعة كأنها بتدفعه إنه يتحرك قبل ما يفهم
شعر بحرارة شديدة في صدرهُ، خليط بين القلق والصدمة مع الغضب من نفسه انه كان بمفرده ،صوت أحمد يُردد في اذنه كصدى صوت .
سأل بصوتٍ منبوح يكاد يُخرج من حلقه
-امتى؟وإزاي؟؟ حالته ايه طيب؟؟
كان أحمد يلقط انفاسه بصعوبة وهو يضع يده على صدره ،ثم قال
-كان في تسليم بضاعة انهارده بين مُعتصم بيه وسليمان بيه
وقع الخبر بصدمة أكبر على نوح ، وكأن الكلمات تذبحه بسكين تلم بارد الحواف ،وهو يظن أن مُعتصم له يد في تلك العمليات المشبوهة .
جاءت موج من الخلف وهى تقفل ردائها الشتوي بإحكام ،وقالت وهى تمسك بذراعه
-نوح ؟؟ صدمتك دلوقتي ملهاش لازمه لازم تلحقه يلا ؟؟ مُعتصم محتاجك دلوقتي .
هز رأسه لها عدة مرات وأخد مفاتيحه وخرج وخلفه أحمد ،لم ينتظر المصعد كان يهبط على الدرج كُل درجتين في خطوة واحدة .
******************
في مُستشفى الألماني بالأسكندرية …..
داخل غُرفة العمليات ….
كانت الإضاءه البيضاء الساطعة تسقط عموديًا على الفراش الذي يتوسط الغُرفة وجميع الأطراف الأخرى مُظلمة .
رائحة المُطهرات القوية تملئ المكان ، أجهزة منتشرة حول الفراش ،ألوان شاشاتها المتوهجة تتحرك بنبضات ثابتة
شاشة للمؤشرات الحيوية تعرض خطوطًا خضراء ترتفع وتهبط بإيقاع منتظم ،جهاز تنفس آلي يصدر صوتٍ خافتًا مع كُل نبضة هواء يرسلها .
المُعدات المعدنية تُضع على التربيزة صغيرة تتحرك بسهولة .
ينام مُعتصم على الفراش بلا حيلة ،جسد ساكن كأنت غائب في عالم آخر ،لا يشعر بمن حولة .
همسات الأطباء حوله،احتكاك القفازات،صوت الأجهزة ،كُل شيء يوحي بأن كُل ثانية في غاية الأهمية .
فوق رأس مُعتصم كانت تقف أحدهم تضع قناع التنفس لتوصيل الأكسجين.
الحركة محسوبة لكن الدقة كانت المسيطرة على الموقف ،كان الطبيب يقف بحذر بجانب زراعه الأيمن ،كُل التركيز على كتفه لأن الرصاصة قريبة من عظمة الترقوة ،حرك الطبيب الملقط ببطء داخل عظمه ،الزمن أصبح أبطء ،ثواني معدودة وخرج الملقط يمسك بالرصاصة ،تنهد الجميع براحة عند هذه اللحظة .
^^^^^^^^^^^^^^
مر الوقت ببطئ كانك تقف بجانب لوحًا من الثلج الصلب تنتظره يذوب هكذا يمُر الوقت …
يقف نوح أمام الغرفة ينتظر بفارغ الصبر لا يعرف حالته ،لكن يدعي من كُل قلبه أن يكون بخير وغير ذلك لا يُهم .
سمع خطوات سريعة بإتجاهُ ،رفع نظره إلى الصوت وجد ليلى وموج قادمين إليه والقلق يظهر عليهم .
اقتربت ليلى تمسح بذراعه وتقول باستعطاف
-مُعتصم يا نوح ؟؟ مُعتصم فين ؟ضربوه بالنار
رتب نوح على كفيها وهو يُحاول تهدئتها وقال
-أهدي يا ليلى أنا قاعد معرفش حاجة ،لسه الدكتور مطلعش
ثم استطرد وهو يُحاول أنها تجلس على أحد المقاعد
-أقعد بس وارتاحي وخير يا ليلى خير
كان القلق يتسلل إلى قلب ليلى كغصنِ جافّ يرتطم بصدرك بقوة ،يشتد بها الزعر كُلما فكرت في احتمالية فُقدانه ،لا تمتلك شيء سوا أن ترفع يدها تدعي ربها، وأن يطمئن قلبها برؤيته ….
وقفت موج كجدار يحمي نوح من الانهيار ،تسنده كتف بكتف ،كأنها تخشى أن يفلت من بين يدها .
كان يضغط على معصمها بقوة ظهر فيها عروق يده .
وقفت تُتمتم له ببعض الكلمات المعبرة ” متخافش، هيكون كويس”……”اطمن..”
ثوانٍ وجاء الطبيب من بعيد ،اعتدل نوح عن الحائط وسال بكُل لهفه وخوف
-طمني يا دكتور ،هو كويس صح، عايش؟؟
ابتسم الطبيب ابتسامة هادئة وقال
-اطمئن عدينا مرحلة الخطر الحمد لله وهو دلوقتي نقلوه الغرفة بتاعته ،وحالته مستقره،بس حابب اقولك إن الجرح هياخد وقت شوية علشان يلمّ،لإن زي ما أنت عارف مريض السكر بيكون عنده التئام الجروح أبطأ من الطبيعي الإصابة كانت في الكتف اليمين،قريب من عظمة الترقوة،واشتغلنا كويس والحمد لله الأمور مستقرة ،المهم دلوقتي إننا نتابع حالته والجرح أول بأول والف سلامة عليه .
أثناء حديث الطبيب وجد الشرطة تأتي من بعيد ،اقترب رجل ومعه اثنان ،وقفت ليلى ثم وقفت بجانب نوح وهى تهمس له
-هما هيخدو مُعتصم يا نوح .
رتب على كفيها وقال بنفس نبرة الصوت
-اقعدي مكانك وأهدي .
ثم اتجهه إليهم وقبل الحديث كان الضابط يُحدث الطبيب وقال الطبيب نفس الحديث .
وعلم أن مُعتصم سوا يفيق من أثر المُخدر بعد ساعة .
كان يقف نوح كانه يقف على جمر ،قلق للغاية ،لكن لم يصبر اتجه ناحيه الضابط وقال وهو يُقدم نفسه
-نوح الباشا صاحب شركات الباشا جروب للتصميم،صاحب مُعتصم
صافحه الضابط بكُل احترام وقال بصوتٍ حازم
-أهلاً بيك يا نوح بيه.
قبل ما تتكلم أو تسأل، أنا عارف كويس حضرتك ناوي تقول إيه بس لازم أوضحلك إن مُعتصم اتقبض عليه متلبّس في العملية أثناء تهريب مواد مخدّرة،وكمان سليمان اعترف عليه فور وصوله للقسم ومتنساش إن سليمان مش مصري يعني أجنبي، وده يسهّل خروجه من القضية ويتلبّس الاتهام لمعتصم،فنصيحتي ليك شوف محامي كويس ،غير كده هتتعب نفسك من غير فايدة، لأن التهمة ثابتة عليه.
أومأ له نوح شاكرًا بنبرة متماسكة، ثم التفت وغادر ما إن ابتعد قليلًا حتى عاد ليقف بجانب البنات ،واضعًا يده على كتف ليلى مطمئنًا إياها وهو يقول بصوت منخفض لكن حاسم
-ما تقلقيش… أنا مش هقف ساكت هبدأ أكلم كل الناس اللي أعرفهم، وهستعين بأكتر من محامي،اللي حصل لمعتصم مش هيعدّي كده، وهعمل اللي أقدر عليه لحد آخر نفس،أنا واثق إن معتصم ميعملش كده ،العيش والملح ميهونش غير على ولاد الحر*ام ومحدش فينا ابن حر*ام .
أخرج نوح هاتفه من جيب معطفه بملامح ثابتة تُخفي ما يعتمل داخله من قلق، ثم ابتعد خطوة عنهم كي لا يرهقهما بما سيقوم ويسمع . رفع الهاتف إلى أذنه وبدأ يتحدث بنبرة رسمية واضحة ،مع أكثر من مُحاميِ ويقص ما يعرفه من معلومات ،ويقول أنه يريدهم في الوقت الحال في ظرف ساعة وسوف يدفع كل ما يريده .
^^^^^^^^^^^^^
بعد مرور ساعة …..
قامت الممرضة تبليغهم بأن مُعتصم فاق من أثر المُخدر ،فرح الجميع وبالأخص نوح كانت روحه عادت إليه من جديد،أخبرهم الطبيب أن ينتظروا قليلًا حتى يقوم بالكشف عليه .
مرت الثواني والدقائق …..ثم فتح الباب وأذن لهم بالدخول
دخلت ليلى وموج أولًا .
كان مُعتصم ممدّدًا على الفراش، شاحب الوجه، أنفاسه هادئة لكنها مُرهَقة، وكأنه ينام بعد معركة طويلة
وقفت ليلى عند طرف السرير، تبلع ريقها بصعوبة،أول ما لفت نظرها هى ضمادة سميكة تلتف حول كتفه الأيمن ، تحيط بها آثار احمرار وكأن النار ما زالت تتشبث بجلده.
المحلول بجوار الفراش يُقطر قطرات بسيطه تسير في الأنبوبة الطوية لتستقر في جسده ،كان يوجد أيضًا بعض الكدمات .
اقتربت موج ببطء، تنظر للأسلاك المتصلة بصدره وذراعه…
يظهر ضعيفًا رغم كل القوة التي تعرفها عنه.
لكن حتى بهذا الضعف… كان يبدو كمن انتصر على النار.
-نوح…..نووح…عاوز ..نوح!!!
كانت هذه كلماته من وقت الإفاقة ،خرجت موج سريعًا وجدت نوح يقف أمام الباب ،عبراته مُتحجرة داخل عينه،يُقدم خطوة ويؤخر خطوة .
-نوح ،ادخل واقف ليه ؟ مُعتصم عاوزك ؟
هتف بكُل حُزن
-قلبي بيقولي إنه معملش حاجة لكن العقل يوزن برده ،كل الدلائل ضده .
-ادخل يانوح ،نفهم منه كُل حاجة هو عاوزك .
دلف نوح وخلفه موج ،خطواته متردده كأنه يدخل على جرح يخشى فتحه وليس باب ،ما إن اقترب حتى تلاقت العيون حزينة ،صامته ،ثقيله كان مُعتصم ينظر إليه بحزن شديد،كان الأخر ينظر بعتاب واشتياق ، وكأن كُل الكلام العالق بينهم يتكدّس في صدورهم ولا يجد طريقه للخروج ،حاول مُعتصم يرفع يده السليمة لنوح ،مد نوح يده له على الفور وأغلق مُعتصم على يده بكُل قوته .
نوح شعر بالحرارة الخفيفة في يد مُعتصم، حرارة تعب… وحرارة خوف،
صوته اختنق، لكنه تمكّن بصعوبة أن يقول
-حمد لله على السلامة .
ابتسم مُعتصم ابتسامه باهته وقال
-الله يسلمك،جيت ليه يا نوح؟ وأنت عارف إني مذنب؟
هدر نوح به بكُل ما في صدره من حديث يولمه
-جاي اتأكد وعندي يقين إنك معملتش كده ،قولي يا معتصم إنك معملتش كده إنه كابووس قول يا معتصم إنك محطتش إيدك في ايد عدوي علشان تدمر جيل كامل .
كانت عيناه ترتجف، وصوته يخون قوّته، وكأن كل ما دفنه لوقت طويل خرج دفعة واحدة
معتصم لم يستطع رفع رأسه، أخذ نفسًا مُنهكًا ثم قال
-ليلى البوليس بره ،خليه يدخل .
خرجت ليلى صامته تُبلغهم أنه فاق ويُمكنهم الدخول،دلفوا جميعًا وجلس الجميع وبدأ مُعتصم في أخذ نفس عميقًا وقال
-عارف إن المفروض تقبضوا عليا
هتف الضابط قائلًا
-معتصم يوسف ،قدامك محضر رسمي بتوجهه التهمه إليك،ايه ردك على كُل ما هو منسوب إليك إنك شاركت سليمان بن سالم في إدخال ونخل مواد مُخدرة داخل البلد؟ وإنك على علم بالعمليه وشريك فيها بأمضتك على كُل الأوراق وساهمت بشركت نوح الباشا سابقًا …
سكت الضابط لحظة، يراقب ملامح معتصم المتعبة، ثم أكمل بصرامة
-عاوز اسم أقوالك بكُل وضوح وبدون لف ولا دوان وخلي بالك إن كان المفروض التحقيق يكون في القيم لكن علشان ظروفك الصحية وهتخرج من هنا على القسم .
أخذ نفس عميق وقال
-دلوقتي أقدر اتكلم .
أومآ لو برأسه دلالة على الموافقة .
بدا مُعتصم بالحديث وقال
-الحكاية بدأت لما نقلت كل أملاك نوح بأسمي بس أنا هحكي من الأول .
“عـــــودة للمــــاضــــي”
في أحد الأيام ….
وجد مُعتصم أحد العملاء يخرج من مكتب نوح وهو يلتفت حوله كأنه فعل جريمة ،فتقدم منه وقال
-خير يا صبري في حاجة .
هتف بكُل توتر
-هاا لا ابدا يا مُعتصم بيه دا كان الباشا بيمضي علم شوية ورق ،استاذن أنا
اقترب مُعتصم وقال وهو يرتب على كتفه
-لا تستأذن على فين وريني الورق كده ابص بصه هو دا ورق المكن الجديد
بلع صبري ريقه بصعوبه وقال
-ماتتعبش نفسك يا مُعتصم بيه أنا خلصت الدنيا
امسك مُعتصم الملف وشده بكُل قوة وهو يقول
-ايه مالك متبت عليه كده ليه فستان أمك وأنا معرفش ولا اي .
أخذ الملف وضعه على الطاولة وبدأ يلقي نظرة على كُل ورقه ،حتى وقعت بيده ورقة عقد تنازل عن كُل ممتلكات نوح الباشا إلى سليمان بن سالم .
رفع الورقه أمام عينه ودهش أكثر عندما وجد توقيع نوح على الورق ،كان سوف يكون طعم في شيباك سليمان ،قام بتقطيع الورقه إلى مئة قطعة حتى تأكد أن لا يوجد كلمة ترتبط بالأخرى
ثم التف لصبري الذي يصب عرقًا من جميع انحاء جسده ويتمنى الأرض تنشق وتبتلعه ،وضع يده على عنقه وكان الأخر يشعر بالأختناق وأن نفسه ينسحب منه
رفع الورقة أمام عينيه، وما إن وقع بصره على التوقيع في أسفلها حتى اتّسعت حدقتاه بدهشة أكبر وهو توقيع نوح
تجمّد لثانية، وكأن الهواء انقطع من حوله،لو كانت الورقة قد وصلَت لسليمان لكان نوح الآن مجرّد طُعم في شِباكه.
لم يتردّد لحظة مزّق الورقة بعنف قطعة بعد أخرى، حتى تحوّلت بين يديه إلى ما مائة قطعة صغيرة لا يمكن تجميعها أو فهم حرف واحد منها،ألقى بقاياها على الطاولة، متنفسًا غضبًا مكتومًا.
ثم استدار نحو صبري كان الرجل يصب عرقًا من كل موضع في جسده، كتفاه ترتجفان، وعيونه تبحث عن أي مهرب، كأن الأرض لو انشقّت للحظة كان سيقفز إليها دون تفكير.
اقترب منه ببطء ووضع يده على عنقه.
لم يضغط لكن مجرد اللمسة كانت كافية ليشعر صبري وكأن الأكسجين ينسحب من رئتيه وكأن قبضته على الحياة بدأت تتراخى حلقه ينقبض وأنفاسه تتقطع.
حاول الحديث وكان وجهه أحمر من ضغط مُعتصم الذي يزداد بالتدريج لكن سبقه معتصم قائلًا
-هطلع بروحك دلوقتي يا ابن *** ،بتستغفل الراجل اللي فاتحلك بيتك وبتطعنه في ضهره ، دا أنا هدفنك مكانك
هتف بصوت متقطع
-يا معتص…معتصم …بيه طب …. سبني وأنا اقولك
تركه معتصم ،وقع صبري أرضًا وظل يسعل بقوة من شدة الألم وقال بخوف
-أنا عملت …كده علشان خايف ..عليه
-خايف عليه من اي يا ***
-اسمعني يابيه ،يا اسلم الورقة يا رقبة نوح باشا قصدها وأنا خوفت على الباشا ،وأنا راجل معنديش ضهر أنا عندي عيال
-هتقبل عليهم الحرام ،قوم أمشي يا صبري واللي حصل دا محدش يعرفه ولا الجن الأزرق ،وقول لسليمان إنك لسه معرفتش تمضي نوح
أومآ له صبري وفر هاربًا من أمامه وقف معتصم يسبهم جميعًا وقال
-ماشي يا نوح … الحب عمااك لازم تفوق علشان هتغرق
“عـــودة للــــحاضــــر ”
-ودا كان أول الحديث يا حضرة الظابط
كان نوح يستمع والصدمة تحتله ،كان ينظر إليه بصمت .
هتف الضابط
-كمل يا معتصم،لأن لسه احنا مدخلناش في الموضوع
-حاضر ،بعد كده حصل اللي حصل حولت كُل حاجة من اسم نوح لأسمي بتوكيل من نوح كان عامله ليا .
وبعدين سليمان عرف ولما عرف
“عــــودة للمــــاضـــي”
رن هاتفه، وكان المُتصل سليمان رفع معتصم الهاتف، وبمجرد ما قرأ الاسم على الشاشة، ابتسم ابتسامة واسعه صوته كان عالي وهو يضحك وقال
— كنت حاسس.
ضحكته استمرت وهو يحس بشعور غريب بين المفاجأة والارتياح، وكأن كل شيء صار متوقع رغم أنه لم يكن متأكد،لكن الهدف الأن في مرماه.
فتح الخط وقال
-الو
جاءه الرد بهدوء مألوف
-إزيك يا معتصم
رد معتصم وكأنه لا يعلم من المُتصل، وهو يلوّح بعصبية طفيفة على الهاتف
-مين؟
ضحك الصوت الآخر ساخرًا
-مش عارف صوتي؟
رد معتصم بحدة مع لمسة من المزاح
-ليه خطبتي وأنا معرفش؟؟ مين؟
ابتسم الصوت من الطرف الآخر قبل أن يعلن هويته
-أنا سليمان
اهتف معتصم بتعجب وفضول
-ليه اصطبح بيك يا سليمان؟ خير؟
رد سليمان بسرعة، وكأن لديه خطة جاهزة
-شغل، وقبل الاعتراض متحسسنيش إنك ماشي بالحلال اي رأيك ننضم لبعض ونشغل ونعمل الشغل اللي كان نوح رفضه؟
تردد معتصم لثانية، لكنه سرعان ما قرر
-موافق، بس النسبة ففتي ففتي.
ضحك سليمان
-أنت عاوز النص؟
أجاب معتصم بحزم وجرأة
-جدع، نص التورتايه.
وبينما أنهوا المكالمة، جلس معتصم على أريكته، يشعر بمزيج من الحماس والخطر، وكأن الباب إلى عالم جديد قد فتح للتو أمامه، سوف تكون جهنم.
يتبع.. (رواية سفر كرياتور “نوح الباشا”) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.