رواية المتنقبة الحسناء الفصل العشرون 20 – بقلم شيماء عفيفي

رواية المتنقبة الحسناء – الفصل العشرون

الفصل العشرون

الفصل العشرون

سبحان الله وبحمده

الفصل العشرون

المتصلة: “أنا يا بنتي والدة صفية الله يرحمها ويدخلها فسيح جناته”..

نهضت من سريرها وقالت بلهفة: “إزيك يا خالة.؟! حضرتك عاملة إيه؟”

-الحمد الله يا بنتي؛ أنا عارفة إنك مستغربة من اتصالي؛ وإزاي وصلت لرقمك؛ بس كان في رسالة كنت عايزة أوصلهالك؛ وسألت أصدقاء صفية في الكلية عليكِ؛ وبنت منهم ربنا يكرمها كان معاها رقمك أخدته منها!

حسناء وقد ظهر على ملامحها القلق: “لا عادي؛ حضرتك تتصلي في أي وقت”..

والدة صفية بابتسامة: “ربنا يكرمك يا بنتي ويسعدك؛ أنا عايزة أحكيلك يا بنتي على رؤيا شوفتها من كام يوم!”

حسناء بقلق واهتمام: “اتفضلي احكي؛ خير يا رب.؟!”

والدة صفية بابتسامة: “خير بإذن الله؛ بصي يا بنتي؛ صفية بقالها كام يوم بتجيلي في المنام وهي ماسكة فستان زفافها والنقاب الأبيض وطرحته وبتمد إيدها وتقولي ردي الجميل لحسناء يا أمي..!”

اغرورقت عينا حسناء بالدموع؛ ثم قالت بدهشة: “جميل إيه.؟!”

– سترك لبنتي؛ وخوفك إن حد من الرجال يكشف وجهها؛ ربنا يسترك دنيا وآخرة..

حسناء بحيرة: “مش عارفه أقول لحضرتك إيه؟! أنا مستغربة ومش فاهمة تفسير الحلم ده إيه؟!”

– بصي يا بنتي؛ تفسير الرؤيا واضحة؛ هي إن صفية عايزاني أعطيكِ فستان زفافها ونقابها؛ عايزة تسترك زي ما سترتيها وغطيتها بإسدالك؛ أرجوكِ يا بنتي ساعديني أنفذ طلب صفية حتى لو مش هترتديهم احتفظي بيهم على الأقل؛ ويبقى عندك حاجة تفكرك بصفية على طول؛ ولا أنتِ عايزة ما تفتكرهاش.؟!!

حسناء بحزن: “أنا مش قادرة أنسى وشها وهي مبتسمة؛ ولا أقدر أنساها مع إني ما أعرفهاش ولا عمري شفتها غير لحظة وفاتها؛ بس حاسة إني أعرفها من زمان أوي؛ والله وفاة صفية مأثرة فيا جداً”..

– طيب يا بنتي؛ طالما كده وافقي بالله عليكِ؛ ها قولتي إيه؟

حسناء بابتسامة: موافقة؛ حضرتك قوليلي العنوان وأنا هاجيب أخويا علي معايا يوصلني للمكان؛ بس بكرة بإذن الله لأن الوقت دلوقتي اتأخر..

والدة صفية بابتسامة: جزاكِ الله خيرا يا بنتي؛ ماشي هاتي ورقة وقلم واكتبي العنوان..

– حاضر؛ ثواني..

انتهت حسناء من كتابة العنوان وأغلقت الهاتف وهي شاردة الذهن؛ ظلت تكلمها مها ولم تلتفت لها؛ وبعد برهة من الوقت شد انتباهها كلام مها..!

أحست بأنها تائهة؛ وشعرت بصداع خفيف؛ ثم أمسكت رأسها وهي تقول: “ها؟! بتقولي إيه يا مها؟!”

مها بقلق: “إيه يا بنتي مالك رحتِ فين؛ بقالي ساعة باكلمك.؟!!”

حسناء بتنهيدة متعبة:  “أنا دايخة أوي ودماغي بتلف”..

تستكمل كلماتها وتتساقط من عينيها الدموع: “أنا تعبانة يا مها أوي؛ وأعصابي ما بقتش مستحملة؛ حاسة إن ربنا بيبعتلي رسايل كتيرة ورا بعض؛ منهم وفاة صفية وأحلامي اللي باشوفها تقريبا كل يوم وحلم والدة صفية؛ أنا ما بقتش فاهمة حاجة.؟!”

عقدت مها حاجبيها وربتت على كتفها: “اهدي يا حبيبتي بس واحكيلي أحلام إيه اللي بتحلميها دي؟! وإيه الحلم اللي حلمته والدة صفية؟!!”

(بدأت حسناء تحكي ما رأت في منامها وتحكي رؤيا والدة صفية.)

أمسكت مها برأسها: “أنا دماغي لفت!!”

حسناء بحيرة: “أومال أنا أعمل إيه بأه؟!”

مها بجدية: “بصي يا حسناء؛ اللي أقدر أقوله إن كل اللي بيحصلك ده رسايل من ربنا؛ عايزك ترجعي له وتتوبي عن أي معصية بتعمليها؛ ممكن لأنك عاقة بوالدك؛ وممكن عشان طريقة لبسك؛ بس اللي مش قادرة أفهمه ليه الفستان الأبيض والنقاب.؟! تفتكري دي رسالة من ربنا عشان تلبسي النقاب؟!!”

حسناء بدهشة: “نقاب.؟! وألبسه كمان.؟! أنتِ بتقولي إيه؟!! لا يا بنتي ما أعتقدش؛ ألبس إيه أنتِ كمان.؟! وبعدين ذنوب ومعصية إيه.؟! مها؛ بلاش شغل المصلحة الاجتماعية دلوقتي؛ مش نقصاكي هي يعني!!”

ابتسمت مها وقالت: “خلاص ما تزعليش؛ ادعي بس ربنا كتير يخرجك من حلق الضيق إلى أوسع الطريق”..

رفعت يدها داعية: “يا رب؛ اللهم ألهمني رشدي؛ وأعوذ بك من شر نفسي”..

نهضت مها وهي تقول: “آمين يا رب”..

حسناء: “أنتِ قايمة ليه؟! يا بنتي اقعدي شوية؛ أنتِ وحشاني أوي ملحقتش أقعد معاكي”..

مها: “وأنتِ كمان حبيبتي؛ بس الوقت اتأخر والجو كمان وحش أوي؛ أخاف تمطر علينا واحنا ماشيين”..

احتضنتها حسناء:  “ماشي حبيبتي؛ توصلي بالسلامة”..

******************

نهض والد مها: “هاستأذن أنا بأه يا أستاذ عبد الرحمن؛ وفرصة سعيدة بجد إني اتعرفت على حضرتك؛ وألف سلامة عليك”..

والد علي بابتسامة:  “أنا أسعد؛ وشرفتني معرفتك”..

قطع كلامهم أسعد: “نعم يا عمي.؟! بتنادي عليا.؟!”

عمه بابتسامة: “ما اتحرمش منك”..

ضحك الجميع ثم استكمل عمه كلامه: “بس مستعجل ليه كده.؟! اقعد شوية”..

سعيد: “معلش عشان الجو بس؛ ويمكن تمطر تاني”..

– ماشي؛ في رعاية الله..

أسعد: “عايز حاجة يا عمي.؟!”

عمه: أنت هتمشي أنت كمان.؟! ما تقعد شوية..

أومأ أسعد برأسه إيجابا؛ ثم قال: “أيوه إن شاء الله؛ هوصل عم سعيد وأستاذة مها وهروح على طول بإذن الله”..

سعيد بامتنان: “ربنا يكرمك يا ابني؛ ما تتعبش نفسك؛ احنا هنركب المترو وخلاص”..

أسعد: “لا يا عمي؛ ما ينفعش؛ وبعدين أنا كده كده كنت نازل”..

علي: “يا جماعة ما تقعدوا شوية”..

أسعد بسخرية: “يا عم روح نام؛ أنت عينك عمالة تغمض أصلا!!”

تثاءب علي: “آآه فعلا؛ صاحي من الفجر يا ابني”..

أسعد: “ربنا يعينك ويقويك؛ يلا مش عايزين أي حاجة؟!!”

عبد الرحمن: تسلم يا ابني؛ وتوصلوا بالسلامة؛ لما توصل يا أسعد البيت طمني عليك..

أسعد: “بإذن الله يا عمي؛ حاضر هاطمنك أول لما أوصل”..

سعيد بابتسامة: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”..

******************

(في صبيحة اليوم التالي مع إشراقة أمل وميلاد شمس يوم جديد، نزل علي وهو حامل والده ليصلي معه الفجر كما وعده كل يوم أن يأخذه؛ وبعد رجوعه ارتدى ملابسه وذهب لعمله؛ وهو في طريقه لعمله كان يفكر في تلك الفتاة كيف يساعدها في حل مشكلتها مع مديرهم (أستاذ منصور)..)

علي بابتسامة ونشاط: “السلام عليكم؛ صباحك سكر يا عم بدوي”..

-وعليكم السلام يا ابني؛ صباحك هنا وسعادة..

علي بابتسامة: “قولي؛ أستاذ منصور وصل ولا لسة؟!”

بدوي بابتسامة: “أيوة يا ابني؛ لسة واصل من شوية”..

علي بحماس: “كويس أوي”..

(طرق علي باب مكتب أستاذ منصور)

منصور: “اتفضل”

علي بابتسامة: “السلام عليكم”..

منصور: “وعليكم السلام؛ صباح الخير يا علي”..

علي: “صباح الخيرات؛ كنت عايز أتكلم معاك في موضوع كده؛ وعارف إن حضرتك مش هتكسفني إن شاء الله”..

منصور بابتسامة: “من غير ما تكمل؛ عايز كام؟!!”

علي بتعجب: “لا؛ حضرتك فهمت غلط!”

منصور باستغراب: “أومال إيه؟!! خير.؟!”

علي بابتسامة: “خير بإذن الله؛ في بنت بتشتغل هنا كنت حضرتك طلبت منها امبارح تخلص شوية أوراق”..

منصور يرفع حاجبه: “اسمها إيه طيب؟!”

علي بحيرة: “مش عارف بصراحة؛ بس هي بتلبس عباية وخمار!”

منصور: “آآه دي آنسة مريم؛ مالها؟!”

بدأ علي يحكي ما حصل لأستاذ منصور؛ ثم قال منصور بغضب: “وهي إيه اللي يخليها تاخد معاها الورق في البيت.؟! ماخلصتوش هنا ليه؟!”

علي بهدوء: “الوقت كان اتأخر والجو كان وحش جداً وما ينفعش إنها تفضل في الشركة لوحدها؛ أنا بس طالب من حضرتك إنك تسامحها”..

قال باستسلام: “حاضر عشان خاطرك أنت بس يا علي؛ اتفضل يلا على شغلك”..

علي بفرح: “ماشي؛ عن إذنك”..

اتصل منصور بالإدارة: “آنسة مريم وصلت ولا لسة؟!!”

الإدارة: “وصلت يا فندم.”.

منصور: “تجيلي حالا!”

الإدارة: “حاضر يا فندم”..

(ذهبت مريم وهي مرتبكة وقلبها يخفق بشدة من الخوف؛ طرقت باب المكتب.)

منصور: اتفضل.

مريم بارتباك: “السلام عليكم”..

منصور بمكر: “وعليكم السلام؛ خلصتي الورق اللي طلبته منك امبارح ولا لسة؟”

ارتبكت وتلجم لسانها عن الكلام: “بس؛ أصل؛ يعني؛ اللي حصل إن و…..

منصور بجدية: “ولا أصل ولا فصل؛ خلاص أنا عرفت اللي حصل امبارح؛ ومعلش حصل خير الحمد لله؛ المهم أنا هديكي أسبوع تكتبي الورق اللي اتبهدل على الوورد وتطبعيه؛ أظن أسبوع كافي تخلصي فيه الورق؛ ولا إيه؟!!”

مريم بفرح شديد: “أنا متشكرة لحضرتك جدا؛ وفي أقل من أسبوع بإذن الله هاكون خلصت الورق”..

منصور بابتسامة: “تمام؛ يلا اتفضلي على شغلك”..

(خرجت مريم وهي في قمة سعادتها؛ محدثة نفسها: أكيد علي هو اللي استسمحه؛ يااااه يا علي؛ أنت طلعت جدع أوي.)

بعد انتهاء العمل وعندما وصل علي إلى البيت؛ قالت له حسناء بملل: “اتأخرت كده ليه؟”

علي بدهشة:”ليه.؟! خير.؟! ولابسة ورايحة على فين كده؟!

حسناء: “رايحة مشوار مهم؛ ولازم تيجي معايا عشان ماعرفش العنوان”..

علي باستغراب: “مشوار إيه ده؟”

حسناء:  “يلا بس وهاحكيلك في الطريق..

قال والدهم باهتمام: “خدوا بالكم من نفسكم يا ولاد”..

علي بابتسامة: “حاضر يا والدي؛ ربنا يستر”..

نظرت له حسناء نظرة بغض وحقد؛ ثم التفتت لعلي وقالت بضيق: “يلا بأه”..

(في الطريق روت حسناء لعلي مكالمة والدة صفية؛ وأعطته العنوان؛ وبعد أن وصلوا طرقا الباب؛ وعندما فُتح الباب رأى علي ما لم يتوقعه أبدا!!)

******************

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية المتنقبة الحسناء) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق