رواية أكاذيب السوشيال ميديا – الفصل الثاني عشر
_ آه صح، الراجل دا خد بطاقتي أنا خايف يعمل بيها حاجة.
ردت عليه وهي بتقول بهدوء:
= لأ عادي متقلقش دا طيب جدًا مش هيعمل حاجة، حبيبي بقى وأنا أدرى بيه.
خلصت كلامها بضحكة واثقة وحماس على اللي جاي.
___________________________
أول ما طلعت الشقة بابا وماما اتفاجئوا بالشنطة وإتكلم بابا بتساؤل:
_ في إي يا ورد، إي الشنطة دي؟
إتنهدت وقولت وأنا بقعد على الكنبة وسطهم:
= مفيش حاجة بس أعصابي تعبانة شوية حابة أغير جو وأقعد يومين هنا.
إتكلمت ماما بعد ما بصت لبابا بشك وقالت بتساؤل هادي:
_ إتخانقتوا إنتِ ومعتصم يا ورد؟
رديت عليها بإبتسامة مغصوبة عشان ميفضلوش يسألوا كتير وقولت:
= لأ بس بجد حاسة إني عايزة أغير جو وعشان معملش مشاكل تاني من الزهق قولتلهُ آجي هنا يومين.
إتكلم بابا بتساؤل وإستغراب وقال:
_ وهو مخليكي تيجي لوحدك ولا إي؟
إتكلمت بسرعة عشان ميقلبش عليه ويتخانق معاه:
= لأ يابابا هو جابني ووصلني لتحت البيت وبعدين مشي على طول عشان وراه شغل مستعجل هو جه وصلني بس.
هِديوا الإتنين وإتكلمت ماما بتساؤل وهي بتقول:
_ طب قومي يا حبيبتي غيري وإرتاحي، متأكدة مفيش حاجة ها؟
بصيتلهم بإستغراب وقولت بإنفعال طفيف منفعل:
= في إي يا جماعة بقولكم لأ جاية أقعد معاكم يومين عادي مش عايزني أقوم أمشي عادي!
إتكلم بابا وهو بيهديني وبيقول وهو بيبص لماما:
_ لأ يا حبيبتي قومي أمك خايفة عليكِ مش أكتر.
إتنهدت وسيبتهم ودخلت وهما لسة مش متطمنين ولكن عدوا الموضوع بِما إني محكيتش حاجة وإنفعلت.
________________________
تاني يوم الصبح كان معتصم نازل للشغل بتاعهُ وأثناء ما هو راكب الأوبر كانت بنت هي اللي بتسوق العربية ولابسة كاب مخدش بالهُ منها وماسك الموبايل بيتابع الشغل.
ولكن هي لفتلهُ وشها بعد ما ركنت على جنب وهو إستغرب إن العربية وقفت فـ بص ناحيتها ولما شافها إتكلم بصدمة وإتساع عين:
_ ياسمين؟
إبتسمت وقالت وهي بتقلع الكاب:
= كل دا غياب يا معتصم، مفتقتدنيش ولا إي؟
إتكلم ولسة الصدمة مأثرة عليه وقال:
_ إنتِ بقيتي شغالة أوبر؟
إتكلمت بعبوس مصتنع ومرح وهي بتقول:
= بعد كل السنين دي دا سؤالك الأول ليا،
بدل ما تقولي وحشتيني ويارب تكوني مستنياني!
إتكلم بعدها بجدية وهو خلاص بيستوعب اللي بيحصل وقال:
_ أنا متجوز دلوقتي يا ياسمين.
إتكلمت بلا مبالاة وهي بتقول:
= معلومة قديمة، وفيها إي يعني، دا هيمنع إننا بنحب بعض؟
إتكلم بحِدة وهو بيقول بجدية:
_ كنا يا ياسمين، كنا، أنا دلوقتي راجل متجوز وبحب مراتي جدًا الحقيقة، هتكملي ولا ألغي الرحلة وأنزل؟
سكتت شوية وهي بتحاول تفكر في كلام تاني تفتح بيه كلام وقالت بإبتسامة ومرح وهي بتشغل العربية من تاني:
= إنت قفوش موت الحقيقة، أنا بهزر معاك يا معتصم في إي، إنت مش عارفني ولا إي!
إتكلم بهدوء وراحة أكبر وقال:
_ ماشي يا ياسمين بس مبقاش ينفع الهزار دا دلوقتي يتفهم غلط.
ردت عليه أثناء قيادتها وقالت بإبتسامة مرسومة بالغصب تخفي وراها غضب كبير:
= بتخاف على مشاعرها للدرجة دي، دا هزار يعني ولا بتحبها أوي كدا؟!
إتكلم وهو بيبص في الموبايل مرة تانية وقال:
_ أيوا بحبها طبعًا.
سكتت شوية من العصبية وبعدين قالت بإبتسامة:
= يعني مسألتنيش كنت فين ولا عملت إي في حياتي الفترة اللي فاتت، إحنا اللي بيننا كان هينّ للدرجة دي؟
بصيلها وهو ساكت لثوانٍ وبعدين قال بهدوء:
_ عادي يعني يا ياسمين مجاش في بالي وبعدين إنتِ كنتِ خطيبتي زمان ومحصلش نصيب عادي ليكي كل الإحترام مش أكتر من كدا.
إتكلمت وهي بتهز راسها لفوق وتحت وقالت:
= ماشي برضوا بيننا عشرة وعيش وملح ميتنسوش، إسأل عليا من بابهم حتى!
إتنهد وقال بهدوء:
_ عاملة إي في حياتك يا ياسمين دلوقتي؟
إبتسمت لنجاح خطتها وقالت بتنهيدة وأداء تمثيلي رائع عشان تكسب تعاطفهُ:
= زي ما إنت شايف كدا جبت عربية وشغالة بيها أوبر،
من بعد وفاة والدي الله يرحمهُ بقيت شايلة مسئولية أختي الصغيرة وأمي المريضة وبحاول أعيش شبابي على قد ما بقدر ولكن للأسف مش بعرف وأهو العمر بيتسرق مني.
قالت أخر جملة بضحكة ساخرة مسموعة ساحبة تنهيدة،
وفعلًا معتصم اتأثر وهو بيقول:
_ لا حول ولا قوة إلا بالله،
طيب ليه مشتغلتيش بالشهادة بتاعتك هتكسبي فلوس أكتر إنتِ معاكِ لغة مطلوبة جدًا دا لو كول سنتر هيطلعلك أكتر بكتير من الأوبر باللغة دي!
إبتسمت بسخرية وقالت:
= ما أنا دورت بس يإما ملاقيش يإما المواعيد متناسبش عشان مواعيد علاج والدتي أو أو أو، أعطال كتير بتقف قصادي الحقيقة.
إتكلم معتصم بهدوء وقال بعد تفكير:
_ طيب أنا ممكن أشوفلك في الشركة اللي شغال فيها.
إتكلمت بحماس حقيقي وسعادة عارمة وهي بتقول:
= بجد والله، طيب ياريت بجد.
إتكلم معتصم بإبتسامة طيبة وقال:
_ حاضر هشوفلك أول ما أروح وإنتِ إبقي فهميني المواعيد اللي إنتِ محتاجاها.
إتكلمت بسرعة وهي بتستغل الفرصة وبتديلهُ موبايلها أثناء ما هي سايقة:
= طيب ياريت بجد والله، إمسك إكتب رقمك الجديد عشان أتواصل معاك ومتنساش.
مسك الموبايل وهو متردد ولكن هي محتاجة شغل مش أكتر أكيد يعني ورد مش هتحسبها خيانة ودا اللي جه في بالهُ.
إتكلم بتساؤل وقال:
_ الباسوورد إي بتاع الموبايل؟
إبتسمت بخبث وقالت:
= 10/1/1996.
بصيلها بإستغراب وإستنكار وهو بيقول:
_ هو مش دا عيد ميـ…
قاطعتهُ وهي بتقول بسعادة وإبتسامتها وسعت:
= عيد ميلادك أيوا، إيدي خدت على الرقم دا ودايمًا بعملهُ في كل باسوورداتي.
مردش عليها ومحبش يتكلم أكتر في الموضوع دا عشان الكلام مياخدش منحنى تاني وكتبلها رقمهُ بسكات وإداها الموبايل.
وفي الوقت دا كان وصل قدام الشغل،
نزل وشكرها وهو بيديها الفلوس رفضت وقالت بإبتسامة:
_ إعتبر التوصيلة دي هدية مني ليك بعد السنين دي كلها وكمان أحب أشكر الصدفة دي، دا كفاية إنك هتدورلي على شغل معاك.
إتكلم برفض قاطع وقال:
= لأ يا ياسمين إنتِ عارفة كويس أوي إني مبحبش الحركات دي.
لما شافت إنهُ هيقلب بجد خدت منهُ الفلوس وهي بتقول بإبتسامة:
_ خلاص خلاص مالهاش لزوم القلبة دي، بس هستناك تكلمني متنساش.
إداها الفلوس وقال بإبتسامة:
= تمام إن شاء الله.
خلص كلامهُ وطلع الشغل، وهي كانت واقفة لسة متبعاه بعينيها اللي مليانة تخطيط كبير وخبث وقالت بينها وبين نفسها:
_ ما أنا مش هسيبها تاخدك بعد حب 3 سنين،
أنا أولى بيك دا إنت حُبي الأول والأخير يا معتصم.
______________________________
*في بيت معتصم*
كانت أم معتصم قاعدة في البيت وبتحضر العشا،
الباب خبط كذا مرة ورا بعض، راحت تفتح وهي بتقول:
_ ما خلاص ياللي على الباب في إي قاعدة ورا الباب أنا!
أول ما فتحت إتخضت وهي بتقول:
_ يانهار مش فايت على دماغك.
كان عم حسين اللي واقف قدامها مبتسم وساند على الباب برومانسية مش لايقة عليه وماسك حزبتين نعناع وقال:
= دا أحلى نهاررفي حياتي يا حياتي.
إتكلمت أم معتصم بإستغراب ممزوج بالخجل والفرحة المتدارية:
_ جرا إي يا راجل إنت بتعيش مراهقة متأخرة ولا إي؟
رد عليها وقال وهو بيمسك قلبهُ:
= ما لازم أرجع مراهق تاني، إنتِ اللي يشوفك وقلبهُ ميرجعش شباب تاني يبقى غبي.
إبتسمت إبتسامة جانبية وهي بتقول بعدم إعجاب للي بيحصل:
_ عجب والله، وإي اللي ماسكهُ في إيدك دا يا خويا!
رد عليها بعد ما شم النعناع وهو بيبتسم وبيقدمهولها كأنهُ بوكيه ورد:
= عرفت إنك مش بتشربي الشاي غير بالنعناع وصابح كمان،
نقيتلك النعناع دا ورقة ورقة عشان اتأكد إنهُ صابح وتشربيه بحب ومزاج كدا.
ربعت إيديها وقالت بإنفعال مصتنع:
_ إنت جاي لحد باب البيت وبتخبط، إنت عارف لو حد شافنا دلوقتي وقال لمعتصم إي اللي هيحصل؟
إتكلم عم حسين بغضب وقال:
= ما إنتوا اللي مش راضيين تردوا عليا لحد دلوقتي وأنا مسكين أعمل إي عاشق ولهان.
بصيتلهُ شوية من غير كلام وبعدين قالت وهي بتقفل الباب في وشهُ بعد ما نتشت منهُ النعناع:
_ ولهان لما يلهلهك، الرجالة بتكبر وتخيب ولا إي يا خواتي.
هو إبتسم من ورا الباب اللي لسة مقفول في وشهُ وقال بهيام حقيقي:
= خدت النعناع يعني قلبها مال بالـ أوي.
مشي وطلع السلم وهو مبتسم وبيكُح وياخد نفسهُ بصعوبة في نفس الوقت.
___________________________
كنت قاعدة على الكنبة بتفرج على مسلسل مع ماما،
كان معتصم عمال يبعتلي رسايل من الصبح بشوفها من برا ومش برد عليه.
جالي صوت 4 رسايل ورا بعض فكرتها منهُ،
ولكن فتحتها وكانت الصدمة…
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية أكاذيب السوشيال ميديا) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.