رواية سر في قلوبنا الفصل السابع عشر 17 – بقلم همس كاتبة

رواية سر في قلوبنا – الفصل السابع عشر

17

17

17

عمار بخبث : امم .. قولتلك انا ما بفرطش بممتلكاتي

شيرين : يعني انتي دلوقتي خط..فتني ؟

ابتسم عمار و هز رأسه بايجاب

ضحكت شيرين و قربت منه و قالت : حركة قديمة بس حلوة .. عجبتني بصراحة … و يا ترى مدة الاقامة قد ايه ؟

عمار بخبث : هتشرفينا لغاية ما انا اقرر امته تروحي

شيرين بابتسامة : اوك ….يعني خط.فتني قولنا ماشي بس جايبني الفيلا بتاعتك دي حاجة غريبة … مش خايف اهلي يبلغو عنك ؟

رفع عمار حاجبيه و قال بابتسامة : هأ … ما بخافش من حد … قولتلك مليون مرة انتي بتاعتي و مفيش حد يقدر ياخدك مني

انشرح وجهها بابتسامة تظهر سعادتها

شيرين : اوك … جميل

صفقت بيدها و اشارت الى السيدات

شيرين : انتو .. طلعولي شنطتي لاوضة عمار بيه .. عشان بقت بتاعتي … و انت ابقى شوفلك اوضة تانية

اطلق عمار ضحكة رجولية صاخبة زادت من وسامته … سرحت فيها باعجاب شديد …. و لكنها انتبهت على نفسها سريعا فهربت للطابق العلوي

اشار عمار للخادمة ان تنفذ أوامرها

لاحظ عمار تغير ملامح وجه شيرين فابتسم … علم انه امتلك قلبها و لكنها تكابر …. كان يفكر بمدى ثقتها بنفسها … لم تخف منه ابدا … بل على العكس كانت سعيدة

دلفت الى غرفته بعد ان ارشدتها الخادمة اليها و اغلقت الباب على نفسها

تأملت الغرفة بانبهار … كأنها تحفة فنية … توجهت الى سريره … و سحبت البطانية … تمددت مكان نومه و اخذت نفس عميق … لتغمرها رائحة عطره الفواحة …. اخذت الوسادة الاخرى و حضنتها … ابتسمت بسعادة و تشعر بقلبها يخفق بجنون .. تكاد تسمع صوت نبضاته بأذنها … فأدركت انها وقعت بغرامه

قامت بسرعة و اتجهت الى حقيبتها .. اخرجت هاتفها و بعثت رسالة الى داليدا

” حصلت معايا مشكلة و مش هينفع اجي .. و ما حدش يبعتلي عشان مشغولة اوي ”

اغلقت الهاتف تماما و وضعته في الحقيبة مجددا … اخذت نفس عميق و ابتسمت … اخيرا .. وجدت فارس احلامها المتهور

***********************

بعد منتصف الليل

كان نديم متمدد و يشبك يداه خلف رأسه و ينظر الى السقف بسرحان بينما غزل تنام بهدوء تام

كان يفكر و يحلل من المسؤول عن ما حدث مع زوجته … كانت تختلط الافكار برأسه

” مين الي بيحاول يفرق بينا .. الموضوع مش هيعدي بالساهل … الي عملها لازم يتحاسب … معقولة بابا ؟ … لا بابا اصلا كان قافل على نفسه و مش بيكلم حد … يمكن مروة ؟ … لا لا مروة اتفه من كدة بكتير دي بنت ساذجة ما تعرفش تعمل حاجة ….. و ادهم شهم مستحيل يبص لغزل بعد ما عرف انها مرات اخوه ….عمار ؟ …. ما اعتقدش .. عمار مش كدة ….مستحيل يفكر ياذي غزل بالشكل الحقير ده … و رجب مريض مش هيقدر يفكر بخطط و هو بالحالة دي … بس ما اقدرش استبعده …. بس الشقة باسم لميس … و البنت دي لا انا و لا غزل نعرفها كويس … هية صاحبة شيرين …و هي اضعف من انها تخطط لحركة زي دي … ثانية وحدة … هي ازاي عندها شقة غير شقتها ؟! ….. طول عمري اعرف ان وضعها زي الزفت …بس هيا عايزة مننا ايه ؟ ليه تفرق بيني و بين غزل و هيا ما تعرفناش ؟ .. شيرين مستحيل تعملها هي واقفة معانا من اول ما عرفت بعلاقتنا …. بس ايه علاقة لميس ؟؟ انا هتجنن ”

قام و عدل جلسته

نديم : لميس هي طرف الخيط … لازم اعرف ايه علاقتها بالموضوع ده … ايه الدافع الي يخليها تعمل كدة ؟ … في حاجة مش مفهومة

استيقظت غزل على كلماته

غزل بنعاس : حبيبي ايه الي مصحيك دلوقتي ؟

قرب منها نديم و ملس على شعرها برفق

نديم : انا اسف يا حببتي اني صحيتك… كنت بفكر شوية

رفعت نفسها قليلا و قالت باستغراب: بتفكر بايه ؟

نديم : ما تشغليش بالك يحببتي .. يلا ارجعي نامي و ارتاحي

شدها لحضنه و هي عادت لنومها بينما هو استمر بالتفكير

نديم بتمتمة : لازم ارجع لبيت اهلي باسرع وقت … لازم اكلم شيرين و اعرف تفاصيل اكتر عن صاحبتها

**********************

دلف عمرو في وقت متأخر من الليل الى غرفته .. وجد منى تجلس و تقرأ كتابا عن الامومة و لكنها بالحقيقة كانت تنتظره لتعطيه صورة طفلهما على امل ان يرق قلبه

عمرو : منى … عايز اتكلم معاكي

تركت كتابها و قالت بأمل و لهفة : اتفضل

عمرو : انا هسمحلك تحتفظي في البيبي بس بشرط

منى بصدمة : شرط ؟! … ده ابنك .. هتساومني على حياة ابنك ؟

عمرو : قولتلك مليون مرة مش عايز عيال … و بما انك ما سألتينيش قبل ما تاخدي الخطوة دي … استحملي النتيجة

منى بقهر : و المطلوب مني ؟

عمرو : هتحتفظي في البيبي مقابل اني اتجوز

ارتجف جسدها بالكامل …. شعرت و كأن روحها تصعد الى السماء

منى بصدمة : تتجوز ؟ … عايز تتجوز عليا ؟؟

عمرو بجمود : اه … انتي عارفة جوازنا كان بالاجبار .. و انا من حقي اعيش مع وحدة بحبها

منى بانكسار و دموع : ليه تتجوز عليا ؟ … انا قصرت معاك بايه ؟؟ … انا حبيتك اكتر من نفسي يا عمرو … عملتلك كل حاجة عشان ارضيك … و قبلت على نفسي الاهانة بس عشان افضل معاك … لي تعمل معايا كدة حرام عليك

عمرو : عشان انا عمري ما قدرت احبك … حاولت كتير بس ما قدرتش … انتي اتفرضتي عليا و انا ما قدرتش اعترض وقتها … و انتي شاهدة على كل لحظة جيت على نفسي عشانك … بس كفاية لحد كدة .. مش قادر اضيع من عمري اكتر من كدة … انا محتاج لحاجات كتير ملقيتهاش عندك … عشان كدة بايدك الخيار يا تقبلي يا ترفضي

جلست على السرير بارتخاء و قالت بوجع : ماشي … اتجوز يا عمرو …. بس اوعدك الي بتعمله بيا ده هيجي يوم و يطلع كله عليك … انا هستنا من ربي يجيبلي حقي

عمرو ببرود : هجيب البنت و اعرفها على اهلي و انتي هتقولي قدام الكل انك موافقة

منى بغضب : مش هسمحلك تجيبها البيت .. ما تحاولش تذلني اكتر من كدة …. روح جبلها شقة بعيد عني … مش عايزة اشوفها هنا

عمرو : طيب خلاص .. بس هجيبها تتعرف ع العيلة

منى بحقد : لو جات هنا اوعدك مش حيصل كويس

لم يعطي كلامها اي اهتمام .. و خرج من الغرفة

منى بدموع : حسبي الله ونعم الوكيل … يا رب انا مليش غيرك … ارحمني برحمتك و خفف عني

***************

في اليوم التالي

في شركة نديم

كانت غزل تجلس بحانب نديم و تعمل على اللابتوب .. بينما هو يوقع بعض الاوراق المهمة

غزل : تفتكر هنلحق نجهز كل حاجة قبل موعد الافتتاح ؟

نديم و هو يقرأ بتركيز : اممم … طول ما احنا بنجتهد هنلاقي نتيجة ترضينا … و النموذج جاهز مش فاضل غير كام حاجة نخلصها و نبقا جاهزين

نظرت له غزل و قالت : بحبك

ابتسم نديم و ترك الورقة و امسك يدها و قبلها

نديم : و انا بعشقك اكتر مما تتخيلي

قرب شفتيه منها ليقبلها … و لكن قاطع لحظتهم الرومانسية صوت طرق الباب

نديم : ايه الفصلان ده … ادخل

دلف السكرتير علي و قال : نديم بيه ده الملف الي حضرتك طلبته

نديم : تمام … هو بالمخزن مش كدة

علي : ايوة .. و مستنيك

نديم : ماشي .. كمان شوية هاجي

خرج علي بينما غزل نظرت الى الملف باستغراب

غزل : ايه الملف ده ؟

نديم : حاجة خاصة يحببتي .. هقولك عليها بعدين … انتي بس تخلصي روحي لبيت بابا و انا هاجي بس اخلص شغل

غزل : اوك

قام و جلس على الاريكة بعيدا عنها … و بدأ يقرأ بالمعلومات التي طلبها عن لميس

***********************

استيقظت من نومها بعد الظهر … ازاحت شعرها عن وجهها و رفعت نفسها قليلا و هي تفرك عيناها … و لكنها انفزعت عندما رأته يقف امامها و يغلق ازرار قميصه

شيرين بصراخ : اعااااااااااااااا… انت بتعمل ايه هنا يحيوان

نظر لها بابتسامة و قال : بلبس هدومي … انتي الي قررتي تستولي على الاوضة بتاعتي و هدومي فيها

قامت من الفراش بعنف و اتجهت له و قالت بغضب : تقوم تدخل الاوضة و انا نايمة فيها ؟ ما سمعتش عن حاجة اسمها ذوق و احترام ؟

قرب منها و ازاح خصلات شعرها للوراء و قال بهمس : بالعكس … انا من كتر ما عندي ذوق سمحتلك تاخدي اوضتي و تنامي على سريري .. و تحضني مخدتي

شيرين بتوتر : طيب ابقى قول للناس الي هنا ينقلو هدومك على اوضة تانية … عشان ما تفضلش رايح جاي عندي

عمار : اوك … مستنيكي على الفطار اجهزي بسرعة

ابتسمت و قالت : حاضر

بعد دقائق قليلة

اقتربت من طاولة الطعام ى جلست بجانبه

شيرين : صباح الخير

عمار : صباح النور

امسكت شيرين الشوكة و بدأت تلعب بها

شيرين بتوتر : انت بجد مش قلقان ان حد من اهلي يبلغ عنك ؟ هما لما يعرفو اني ما رحتش مع صحابي اول حد هيشكو بيه هو انت

عمار بابتسامة : مش فارق معايا

شيرين بقلق : بس انا خايفة عليك … انت كدة بتجازف

ركز نظره في عيناها و قال : مستعد اجازف بكل حاجة عشانك

ابتلعت ريقها و هي تشعر ان قلبها يكاد ينخلع من سرعة نبضاته .. حاولت التهرب من نظراته حتى لا تضعف امامه

شيرين بتعلثم : انا … انا هروح اعمل قهوة

همت لتذهب و لكنه امسك يدها و قال : في خدم هنا ممكن تطلبي منهم

قام من مكانه … قفل زر البدلة و قال : انا رايح الشغل .. لو احتجتي اي حاجة كلميني

ابتسمت شيرين له و اخذت نفس عميق بعد ان ذهب

**********************

في فيلا فريد

جوري بدموع : بس انا عايزة غزل

ماجدة : اهدي يا حببتي .. غزل هتيجي بعد كام يوم

ادهم لجوري : جوري .. احنا اتفقنا ما نعيطش مش كدة ؟

هزت جوري رأسها

جوري و هي تقوس شفتيها : بس غزل كانت تلعب معايا كتير … و دلوقتي محدش بيلعب معايا خالص

ماجدة : اوعدك يحببتي اني هكلمها و اقولها تيجي تلعب معاكي و تجيبلك لعبة جديدة كمان

دلفت غزل و قالت بابتسامة : و انا ما اقدرش اتاخر على جوري ابدا

جوري بشهقة و سعادة : غزلللللللل

ركضت لها و تشبثت في احضانها بينما غزل تدغدغها بلطف

ماجدة : كل دي غيبة يا بنتي و الله ليكي وحشة

سلمت غزل على ماجدة و قالت : و الله و حضرتك وحشتيني اوي يطنط …بس اعمل ايه هيا الظروف كدة

ماجدة : طب فين نديم ؟ هوا ما اجاش معاكي ليه ؟

غزل : يحبيبي مسحول في الشغل … مش بيفضى حتى ياكل

ماجدة بشهقة : يا انهار اسود .. انتي ما بتأجليش الراجل يا بت ؟

غزل بضحكة : ما تقلقيش عليه يا طنط .. انا واخدة بالي منه كويس اوي

ماجدة : ايوة طمنتيني … هروح انا بقا اعمله الاكل الي بيحبه عشان لما يجي تتفتح نفسه

ذهبت ماجدة و تركتهم

ادهم : ازيك يا غزل

غزل انتبهت لوجوده و قالت بهدوء : الحمدلله … و انت ازيك ؟

ادهم : الحمدلله بخير … غزل انا كنت عايز اعتذر منك على تصرفاتي الفترة الي فاتت .. انا غلطت بحقك .. و غلطت بحق اخويا من غير ما اخد بالي

غزل بابتسامة : انا مش زعلانة منك .. هو صحيح كنت بدايق جدا من حركاتك بس بنفس الوقت كنت عاذراك … انت مكنتش تعرف اني مرات اخوك … و احنا الي غلطنا من البداية لازم قولنالك انت على الاقل

ادهم : معلش نديم كان عنده حق يخبي جوازكم … هنا مفيش حد برتاح من المشاكل .. و انتي خودي بالك من نفسك .. بابا مش هيسيبك تعيشي براحتك بعد ما عرف انك بنت اخو عد.وه

غزل بستغراب : الا صحيح ايه سر العد.اوة دي ؟ كل ما بسأل نديم بقولي مش عارف

ادهم : فعلا محدش يعرف … احنا كل الي نعرفه انها شوية مشاكل في الشغل .. بس ما اعتقدش ده السبب الوحيد

غزل : حاجة غريبة فعلا .. اونكل فريد كان من اعز اصحاب بابا الله يرحمه و هما عملو الشركة مع بعض .. بس عمي استغل وفاة بابا و عمل مشاكل كتير

جوري بعبوس : غزل انتي هتسيبني و تكلمي بابي ؟ انا مخاصماكي

غزل بابتسامة : لا ما اقدرش على زعلك … خلاص هنسيب بابي لوحده و نروح نلعب انا و انتي

***********************

وصل نديم الى المستودعات التابعة لشركة والده و لكنها خارج الخدمة مؤقتا

اخرج مسد.سه من صندوق السيارة … رفع الزناد و نزل من سيارته باتجاه المستودع الاول

كان المكان محاط بحراسة مشددة … استمر بالمشي بخطوات سريعة حتى وصل الى شاب مكبل بالعامود و عيناه مغطاه

اشار بيده لازالة قطعة القماش عن عينيه .. لينظر ريكو الى نديم برعب شديد… وضع نديم المس.دس بين عينيه

نديم : انت عارف انت عملت ايه ؟

كان ريكو ينظر لنديم بخوف و يظهر على وجهه انه لم يفهم

تحدث نديم بالايطالية

نديم : انت هنا لانك اجر..مت بحق زوجتي .. و يجب ان تتعاقب

ريكو : ارجوك لا تق..تلني .. انا مستعد ان اخبرك الحقيقة … و لكن لا تق..تلني

نديم : تحدث انا اسمعك

ريكو : اتصلت بي صديقتي لميس و طلبت مني المساعدة .. قالت انها تريد ان تنتقم من عشيقة حبيبها

رفع نديم حاجبه و هو متأكد ان هذا الكلام غير صحيح

نديم : من الفتاة التي كانت معك ؟

ريكو : لا اعرفها جيدا … و لكن اعرف ان اسمها ريهاب

عقد نديم حاجبيه و قال بتمتمة : الاسم ده مش غريب عليا

نديم لريكو : و هل لديك صورة لها ؟

ريكو : نعم … في هاتفي … عندما التقيت بها اول مرة ذهبنا الى المطعم و التقطنا العديد من الصور

نديم : اين هاتفك ؟

ريكو : في جيبي

اشار نديم لاحد رجاله بان يخرج الهاتف و فك الشاب

بدأ ريكو يبحث في معرض الصور و استخرج الصورة و اعطاها لنديم

امسك نديم الهاتف

نديم بصدمة : دي البنت الي كانت بالمستشفى مع عمرو … ايه علاقتها بلميس .. حاجة غربية جدا … اكيد دول عصا..بة

نظر الى رجاله و قال : اعملو معاه الواجب و بعدين سيبوه يمشي

و اعاد نظره لريكو .. قرب منه و امسك ذقنه بيده و قال : و انت .. عندما تخرج لا اريد ان اراك في مصر ابدا

هز ريكو رأسه بخوف بينما نديم افلته بعن…ف و ذهب

***************

امام فيلا فريد

امسك عمرو يد رحاب .. كانت قد فكت الجبس عن قدمها و لكنها لا زالت تستخدم العكازات

دلف معها الى وسط الفيلا .. كان فريد يجلس في الليفنغ و يتصفح هاتفه … التفت الى عمرو و قال باستغراب و صدمة : مين دي ؟

عمرو : رحاب

فريد : ايوة مين رحاب ؟

عمرو : خطيبتي ……………….. يتبع

سِر في قلوبنا

همس كاتبة

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية سر في قلوبنا) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق