رواية سر في قلوبنا الفصل الثاني والعشرون 22 – بقلم همس كاتبة

رواية سر في قلوبنا – الفصل الثاني والعشرون

22

22

22

غزل بصدمة : انت … انت محمد ؟!

محمد وهو يوجه المس..دس عليها : اه انا محمد ….و لو ما بعدتيش عن نديم  هق..تلك .. مش هسمحلك تبقى معاه .. انا مش عايز أذيكي … ابعدي عنه عشان تعيشي

غزل ابتلعت ريقها بصعوبة  و قالت : اقت.لني احسن .. بس ما تطلبش مني ابعد عنه .. المو..ت اهون عليا من اني اسيبه

اغمض عينيه بقوة … لقد سمع هذه الجملة من قبل … بدأ يمر في مخيلته هذا المشهد عندما نطقت والدته هذه الكلمات … صرخ بها باعلى صوته تزامنا مع اطلاق رصا..صة من المس..دس باتجاه الحائط الاخر

محمد بصراخ : نفس الجملة الي قالتها … هيا قالت كدة عشان فريد شاهين و كان نهايتها المو..ت … هي قت..تلت نفسها بسبب حبها ليه … و هو كان مبسوط بحضن مراته الاولى … و انتي دلوقتي عايزة تعيشي نفس عذابها

غزل و هي تحاول السيطرة عليه : محمد .. اسمعني .. انا كمان ماما ان..تحرت .. ماما ما..تت قدام عنيا … و عارفة احساسك دلوقتي … انا كنت عارفة المجر.. م الحقيقي الي تسبب بمو..تها بس ما قدرتش انطق … دفنت السر ده جوايا و اتعذبت سنين بسببه  … عشان كدة بقولك مامتك ما قت.. لهاش الحب … اكيد في سبب واقعي يخليها تعمل كده … اونكل فريد عمره ما حب غيرها .. و حتى مش بيبص بوش طنط ماجدة و لا عمره حبها …. ده تعب اوي و هو بيدور عليك عشان انت من ريحتها .. انت كدة بتأذي ناس بريئة .. و اولهم باباك الي ما عملش حاجة غير انه عشق مامتك و اتجوزها … و انت عارف ان مامتك كانت بتحبه اوي … فكر شوية اكيد في سبب انت ما تعرفهوش يخليها تن..تحر

وقع كلامها في قلبه … بدأ يشعر بعدم توازن … و جسده يرتجف .. رمى المسد..س من يده بارتخاء … تحسس جيبه لاخراج علبة الدواء … و ما ان اخرجها حتى وقعت ع الارض … لم يكن قادرة على التقاطها …. توجه عند الحائط الاخر و جلس على الارض .. ضم ركبتيه الى صدره و رفع رأسه … اغمض عينيه و بدأ يعصرها بألم

قربت غزل من علبة الدواء و حملتها و حملت المسد..س … وضعته في مكان بعيد … امسكت علبة الدواء … لم تعرف ما هي بالزبط او لاي مرض تستخدم  … و لكنها ادركت انها نوع من انواع المهدئات

قربت من محمد و جلست بجانبه

غزل : محمد … ايه الدوا ده ؟

محمد بتعب واضح : معرفش .. بس لميس بتديهولي على طول لما اتعصب

اتسعت عيناها من الصدمة .. لميس … كل شيء حدث بسبب لميس .. حتى انها كانت تخفي محمد عن اهله كل هذه السنوات

غزل بهدوء : محمد … انت ليه سبت اهلك و روحت معاها ؟

محمد بوجع : دول مش اهلي … دول ناس معرفهمش … لميس هيا الوحيدة الي ساعدتني و فتحت عنيا ع الحقيقة

غزل : هيا الي قالتلك ان باباك سبب مو..ت مامتك ؟

محمد و لا زال يغمض عينيه : ايوه … هي وعدتني انها هتنتقم منهم كلهم .. و عملت كل حاجة تقدر عليها … بس انا مش قادر افضل محبوس …  عشان كدة هربت منها

غزل : محمد … لميس استغلالية .. دي بتستغل ضعفك  عشان تخليك تأذي اهلك و الدليل انها حبستك عندها و تصرفت هيا  … محدش من اهلك ليه علاقة بمو..ت مامتك … و الله كلهم بيحبوك .. و بيدورو عليك من سنين … و اونكل فريد مكانش بينام غير و هو حاضن صورتك انت و مامتك … ما تظلمش باباك عشان وحدة زي لميس .. مامتك ما ماتتش من الحب … اكيد في سبب تاني

محمد و هو يمسح دموعه  : طب ليه سابتيي بدري كدة … انا مش قادر اكمل من غيرها … كانت هي كل حياتي … كنت بحلم اتخرج بسرعة و ابقى دكتور قد الدنيا عشانها … هي الي كانت عايزاني اتجوز لميس …. ما كانش في حد بحنيتها .. كانت بتشتغل ليل و نهار علشاني .. فضلت تحب فريد شاهين حتى بعد ما طلقها … عمرها ما قالت عليه كلمة وحشة .. دي كانت دايما بتحكيلي عنه بالساعات … بس هو سابها و هي مقدرتش تعيش من غيره

غزل : بس هي الي طلبت الطلاق … هي الي اختارت تسيبه مش هو .. اونكل فريد تحدى عيلته كلها عشانها .. و ساب طنط ماجدة و اولاده فترة طويله … بس تفتكر طالما مامتك كانت بتحبه اوي ليه طلبت الطلاق ؟

محمد بحيرة و الم : مش عارف .. ماما بالفترة الاخيرة كانت كل تصرفاتها غريبه … حتى انها بقت تطلب مني اتجوز لميس بسرعة و ابعد عنها … كل ده و انا لسا سنة تانية بالجامعة …. ما كانتش عايزاني اكون جنبها … يمكن كرهتني

غزل بتفكير : مفيش ام بتكره ابنها … و مامتك كانت بتحبك جدا … و باباك كمان بيحبك و اخواتك كلهم مستنينك … بص يا محمد … انت لو فكرت كويس هتلاقي ان في حد كان عايز يبعد مامتك و باباك عن بعض .. فكر كويس … انت مش مريض … انت عشت صدمة اثرت عليك ..ا نا عشتها كمان .. فضلت شهور في حالة اكتئاب حاد و انا شايفة المج…رم قدام عنيا و مش قادرة اعمل حاجة

محمد بوجع : ازاي قدرتي تنسيها … ازاي قدرتي تسكتي و ما تجبيش حقها

غزل بغصة : انا عمري ما نسيتها … بس لو اتكلمت كنت هأذي حد تاني من عيلتي … انا خسرت بابا و انا عندي 11 سنة و لما بقيت  15 سنة خسرت ماما … ما كنتش هستحمل اخسر اخويا الوحيد كمان

محمد بغضب : مين المجر..م ؟ قوليلي و انا اجيبهولك متكفن تحت رجليكي

خانتها دموعها و فرت على وجنتيها

غزل بحرقة : المج.رم الحقيقي ربنا حاسبه و ابتلاه بمرض خطير … انا مكنتش عايزة انت..قم منه … عشان عارفة ان ربنا هيحاسبه

محمد نظر في عينيها المحمرة و قال بخنقة : سبتيه يعيش و هو الي كان السبب ؟؟ ازاي قدرتي تكوني قوية للدرجادي ؟

غزل بدموع : مش قوة و لا حاجة … بس هو  هد.دني انه هيق..تل اخويا … كنت لسا صغيرة و ما اعرفش اتصرف … سمعته و هو بيبتز ماما

فلاش باك

دلفت الى البيت و هي تحمل حقيبتها المدرسية … سمعت صوت في غرفة الضيوف .. توجهت اليها و لكنها وقفت مصدومة وراء الباب  عندما رأت رجب يمسك معصم والدتها بقوة

رجب بنظرات شهوة : مش حابب اخد الي عايزه منك بالعافية … انتي الي هتسلميني نفسك يا مرات اخويا .. معاكي مهلة لغاية بكرا بالليل … لو ما جيتليش و انتي على زنقة عشرة اعرفي ان اولادك التنين هيبقو عند الي خلقهم

صرخت سونا بصوت عالي : ده لما تشوف حلمة ودنك يا سافل يا بتاع الستات … مش هسمحلك تأذي ولادي .. دول ولاد اخوك يا ابن الحر…ام … اعمل خاطر لاخوك المي..ت على الاقل

رحب : اديكي قولتيها مي..ت … و هو الي اتجوز وحدة حلوة ده ذنبه مش ذنبي …و بعدين اعتبري نفسك من الورث الي سابهولي

سونا بدموع : ابعد عني يا حيوان … انت انسان مريض .. مش هسمحلك تمس شعرة مني

رجب : ماشي هنشوف يا سونا هانم .. لما اولادك يمو..تو قدام عنيكي هتبقي انتي السبب

سونا : و الله لاكون مبلغة البوليس … هخليك تعفن بالسجون يا زبالة

رجب بضحكة ماكرة : و لا يهمني … دنا هخرج منها زي الشعرة من العجين ..  و هرجعلك تاني .. بس وقتها هاخد كل حاجة بالعافية .. و حتى بنتك مش هسيبها تتهنى بالدينا دي    .. اديني قولتلك معاكي لغاية بكرا بالليل

كانت تنظر له بخوف و تبكي بحرقة … نفض يدها بقوة حتى وقعت على الكنبة … بينما غزل ذهبت بسرعة للخارج

شعر رجب بحركتها و سمع صوت الباب … ركض لها بسرعة قبل ان تخرج و امسكها بقوة … اخرج من جيبه مطوة و وضعها على عنقها … و امسك ذقنها بيده

رجب بتهديد : لو قولتي حاجة من الكلام الي سمعتيه همو..تك و امو..ت امك معاكي بنفس الوقت

ارتجف جسدها و بدأت تنتفض من شدة الذعر .. تركها و خرج من البيت

اتجهت بسرعة الى والدتها التي تبكي بانهيار… حضنتها و ملست بكفوفها الصغيرة على شعرها

بااااك

غزل ببكاء و شهقات : بعدها بساعتين دخلت عليها الاوضة لقيتها شاربة حباية غلة  … شوفت الشريط بالاوضة مرمي على الارض …. وقتها انا معرفتش اعمل ايه غير اني اصرخ و اعيط و احاول اصحيها … و لما جيه نزار اخويا كلم الاسعاف و كانت ماما خلاص ما..تت … وقتها جالي شعور اني اخد حبة انا كمان و اروح معاها … بس ما قدرتش … يومها قررت اقول كل حاجة لنزار اخويا و اخليه يكلم البوليس .. بس عمي كان اسرع مني …  جيه و قالي انه هيخلص على اخويا لو نطقت  .. اخويا كان الحاجة الوحيدة الي فضلتلي من ريحة ابويا و امي … ما قدرتش اضحي بيه …. دفنت السر ده جوايا سنين و محدش يعرفه غير نديم هو الوحيد الي قدرت اقوله و انا مش خايفة   … اخترت اني ابعد عن اذى عمي و اضمن ان اخويا يعيش بسلام و انا اعيش مع الانسان الي حبيته و الي يقدر يحميني من عمي

بدأ محمد يتنفس بسرعة و يبكي … كانه استعاد كل ذكرياته يوم حادثة والدته … شخص اخر في هذه الحياة عاش ظروفه .. لكنها كانت اقوى منه رغم انها فتاة

محمد : ازاي … ازاي ما قت..لتيهوش بايديكي … انا قلبي محروق من سنين على امي و عايز اعرف هيا ليه انت..حرت عشان اجيب الي كان السبب و اطلع قبله بايدي

بدأت تتشابك الافكار في ذهنها شعرت انها قادرة على مساعدته … مسحت دموعها و اقتربت منه اكثر

غزل : محمد .. انت قوي … و هتجيب حق مامتك .. كلنا هنوقف معاك … اونكل فريد هيتجنن عشان يعرف الحقيقة .. انت لازم ترجع لاهلك .. و كلنا هنبقى ايد وحدة و ندور على الحقيقة … و نعاقب الي كان السبب

بدأت ملامحه بالتحول من الانكسار و الألم الى الغضب و الحقد … كور يده و ضغط عليها الى ان برزت عروقه

محمد بصوت غليظ : اديني الدوا

استغربت غزل من تغيره السريع .. اخرجت حبة من الدواء و اعطته اياها … ابتلعها بسرعة و هو ينظر للامام بنظرات مرعبة

كانت تتابع تعبيرات وجهه باستغراب شديد جدا … كيف تحول من حالة الى حالة بلمح البصر .. و ما زاد صدمتها عندما شاهدت ملامحه و هي تهدأ تدريجيا بعدما اخذ الدواء

*****************

عاد نديم و ادهم الى البيت بوقت متأخر .. كان فريد و مروة  بانتظارهم بينما ماجدة اعطتها مروة  حبة منوم حتى تهدأ و تنام

فريد بقلق واضح : لاقيتوها ؟

توجه نديم الى هاتفه الموضوع على المنضدة .. التقطه و شاهد كم المكالمات الفائتة من غزل

ادهم : قدرنا نحدد موقع لميس .. و كلفنا الرجالة يجيبوها

قاطعم نديم و قال باستغراب  : فين غزل ؟

مروة : خرجت من الصبح تدور على شيرين عند صحابها و لغاية دلوقتي ما رجعتش

نديم بصدمة و غضب : ازاي ما رجعتش يعني راحت فين ؟؟

مروة : مش عارفة كلمتها كتير و مش بترد

بدأ يشعر بنغزات في صدره .. حاول الاتصال بها و لكن لم ترد

نديم بجنون : ازاي تسيبوها تخرج و انتو عارفين ان شيرين مختفية ؟

مروة بخوف  : محدش كان هنا غيري انا و منى و احنا فضلنا مع طنط .. و كلمنا عمي عشان يفصل معانا و هي قالت هتروح تدور على شيرين

نظر نديم حوله و هو يكاد يفقد صوابه … صعد للاعلى بسرعة .. فتح باب الغرفة التي تمكث بها رحاب و لكن لم يجدها … نزل بسرعة للطابق السفلي

نديم بغضب عارم : رحاب مش موجودة .. و غزل مختفية … انا هتجنن

ادهم بصدمة : اييه راحت فيين يعني …. ايه الي بيحصل معانا ده .. هو في ايييه ؟؟

فريد : طب كلم الامن يدورو عليهم بسرعة

قاطعهم دخول شيرين و هي تحمل حقيبتها .. نظر لها الجميع بصدمة شديدة … كانت تنظر لوجوههم بخوف من المواجهة

اقترب منها ادهم بسرعة و قال : شيرين … كنتي فين ؟!

التزمت الصمت و لم تنطق بحرف واحد

نديم بعصبية : قالك كنتي فين ما تردي ؟

شيرين بتوتر : طب ممكن تسمعوني شوية ؟

قرب منها فريد و اشار الى نديم و ادهم بالابتعاد عنها … امسك يدها و توجه الى الكنبة

فريد بهدوء : قوليلي يا حببتي .. كنتي فين كل ده ؟

ابتلعت ريقها و هي تتابع نظرات اخوتها الغاضبة و تراجع السيناريو الذي رسمته في عقلها

شيرين : و الله يا بابا انا كنت بطريقي للعين السخنة من كام يوم .. بس حصلت معايا مشكلة … و قررت ارجع البيت … بس و انا في الطريق عملت حادثة و محسيتش بحاجة حواليا  …. و لما فوقت ما لقيتش تلفوني عشان اطمنكم عليا … و حتى فلوسي كلها اتسرقت مع الفيزا … لقيت نفسي عند ست طيبة هي الي ساعدتني اروح

كانت نظرات نديم مليئة بالشك .. شيرين لا تكذب ابدا .. كذبتها مكشوفة له .. و لكن الغريب ان فريد يتابع حديثها و يصدق كل كلمة

ادهم  : يا سلام ؟ و ما عرفتيش طول الفترة دي تلاقي موبايل تكلمينا فيه ؟؟

شيرين : منا كنت تعبانة و ما قومتش غير النهاردة الصبح … و الست كتر خيرها خدت بالها مني كاني بنتها

حضنها فريد بحنان و قال : الحمدلله المهم اني اطمنت عليكي .. اطلعي اوضتك ارتاحي يلا

قامت و اتجهت الى غرفتها و لكن امسكها نديم من معصمها و همس في اذنها : اوعي تفتكري اني هصدق الحوار الي عاملاه ده .. بس مش فاضيلك دلوقتي..  حسابك بعدين

ابتلعت ريقها بخوف شديد و نظرت له

ادهم : على كدة كل تحرياتنا عن لميس كانت ع الفاضي

عقدت شيرين حاجبيها باستغراب

نديم : لا مش ع الفاضي .. بكل الاحوال احنا عايزينها … نسيت هيا عملت ايه ؟  … هروح دلوقتي ادور على غزل .. و انت دور على رحاب

شيرين بصدمة : هو فيه ايه ؟؟  عايزين لميس في ايه ؟؟ و مين رحاب ؟ و غزل راحت فين ؟

نديم : مش وقتك دلوقتي … كنت محتاجلك اوي الفترة الي فاتت و انتي مختفية .. بس خلاص لقيتها

شيرين : لقيت مين !؟ ما حد يفهمني في ايه ؟؟

مروة : تعالي انا هشرحلك كل حاجة .. بس سيبيهم يدورو على غزل .. دي مختفية من الصبح

ارتجف جسدها من الخوف … غزل كانت قبل ساعات قليلة عند عمار .. كيف اختفت … ذهبت مع مروة بسرعة لتخبرها كل ما حدث

خرج نديم و ادهم بسرعة و التقو بعمرو على الباب

ادهم : عمرو رحاب هربت

عمرو بصدمة : ازاي ؟؟ راحت فين ؟؟

نديم : محنا كمان مش عارفين … المهم انت وقف الاجراءات مع البوليس شيرين رجعت

عمرو  : بالراحة عليا وحدة وحدة … شيرين رجعت ؟؟ كانت فين ؟

نديم  : يووه هو انا هقعد اشرح لواحد واحد .. ما تدخل تسألهم .. انا هروح اشوف غزل راحت فين

عمرو كاد ان يصاب بالجنون : و غزل مش لاقينها كمان ؟؟ ايه الي بيحصل ده ؟؟

ادهم : محدش فاهم حاجة .. انت اعمل الي قالك عليه نديم .. و انا هروح ادور على رحاب .. و هو هيروح يشوف مراته راحت فين

عمرو : طيب و لميس لقيتوها ؟

ادهم : ايوة .. روح انت بس

افترق كل منهم الى طريق …. صعد نديم الى سيارته و هو يشعر بقلبه يكاد ينخلع من شده القلق ..  حاول الاتصال بها و لكن لم تستجيب …  شعر بلخبطة شديدة .. اين سيبحث عنها

قاطع تفكيره اتصال من رقم غريب .. لم يتردد ثانية واحدة بالرد

غزل بصوت خافت  : نديم

نديم بلهفة ممزوجة بقلق عظيم : غزل .. انتي فين ؟؟ انتي كويسة ؟؟

غزل : نديم اسمعني كويس مفيش وقت .. انا بمكان مش عارفة اسمه .. هبعتلك شير لوكيشن دلوقتي … تعالا بسرعة .. محمد معايا بس مش واعي لنفسه .. مش هعرف اسيطر عليه لما يصحى

شعر بقشعريرة رهيبة …ابتلع ريقه بصعوبة … لم يصدق ما تقول … لكن سرعان ما اختفى صوتها و وصلته رساله تحتوي على موقعها

انطلق بسرعة البرق … كان يقود كالمجنون .. لا يصدق لقد ظهر اخاه بعد غياب سنوات … كان يراجع احداث الفترة الاخيرة كلها …. ادرك ان غاية لميس كانت الانت..قام لمحمد .. ظهوره بهذا التوقيت يؤكد افكاره  .. فهي كانت تحبه جدا … ربما كانا يخططان معا لاذية الجميع

وصل المكان بسرعة خيالية … نزل و وقف امام العمارة .. كانت قديمة و بحالة سيئة و يبدو انها غير صالحة للسكن .. اتجه للداخل بسرعة و صعد السلم … بدأ يبحث عنها في كل مكان

شعرت بحركته في الشقة .. بدأت تمشي على رؤوس اصابعها كي لا يستيقظ محمد …خرجت مسرعة من الباب … تتلفت حولها بخوف وارتباك ..حتى وقعت عيناها على عينيه … الزمن توقف بينهما … وتلاقت نظراتهما المليئة بالشوق والذعر والحنين … ركضت اليه بسرعة و تشبثت في احضانه … شدد على حضنها لدرجة انه كاد يكسر عظامها

نديم بعشق : انتي كويسة ؟ طمنيني عليكي

هزت رأسها بايجاب … و اشارت الى باب الغرفة التي خرجت منها

غزل : محمد جوة … لازم توديه لدكتور .. حالته صعبة جدا

نديم بلهفة  : هروح اشوفه

غزل : لا استنا … هوا خد الدوا و نام على طول .. انا حاسة ان عنده مشكلة نفسية بسبب وفاة مامته … تخيل ان لميس كانت مخبياه كل السنين دي

نديم بغضب : لميس سبب كل المصايب الي حصلت .. و ربنا لادفعها التمن غالي اوي … بس انتي ازاي لقيتيه ؟

غزل : انا ما لقيتهوش اصلا  .. ده هو الي خط..فني …. صحيت لقيت نفسي هنا

نديم بصدمة : خط..فك ؟؟ لييه ؟؟ هو يعرفك منين ؟

غزل : ده كله من تخطيط لميس .. كل الي حصل معانا بسببها .. هي كانت بتحرضه عليكو .. و مفهماه ان باباك السبب بمو..ت مامته … عشان كدة بقولك لازم نوديه لدكتور بسرعة

اخرجت من جيبها علبة الدواء

غزل : بص لقيت دي معاه … اول ما خد الحباية نام على طول … عشان كدة لازم ناخده للدكتور قبل ما يصحى و نشوف ايه الدوا ده  … لو فاق دلوقتى يمكن يتجنن اكتر لما يشوفك

نديم : ماشي .. ثواني بس هكلم عمرو و ادهم يجولي بسرعة

******************

دلف الى غرفته وجدها تضع ملابسها في حقيبة

عمرو بجدية : منى … رحاب فين ؟

منى بنظرات حادة : معرفش

عمرو بغضب : بقولك ايه .. مش عليا الحركات دي .. انا عارفك كويس .. عملتي ايه في البنت ؟

منى بسخرية : ليه حنيت ؟؟

عمرو : اخرسي و ردي على قد السؤال … فين رحاب ؟

منى بابتسامة : صعبت عليا من كتر ما عيطت و ترجتني اخرجها … فسبتها تروح لمامتها

عمرو بغضب : انتي اتجننتي … ازاي تسيبيها تخرج ؟ هقول ايه للي تحت ؟؟ دي الشاهدة الوحيدة على عمايل لميس … هيا فين دلوقتي ؟؟

منى بخبث : قولتلي الشاهدة الوحيدة ؟ يعني مش عشان لما الاوضاع تهدا شوية هترجع لحضنها ؟ مش دي الي كنت هتتجوزها يا بيه ؟؟ اهو شوفت زوقك الحلو ودانا لفين ؟

عمرو : لا زوقي بان من يوما اتجوزتك و قبلت اعيش مع وحدة زيك … انتي تحمدي ربنا انك لسا عايشة معايا … غلطتك دي انتي الي هتصلحيها بنفسك و هتجيبي رحاب زي ما هربتيها

منى : اسفة .. مش فاضية … هروح اقعد عند بابا يومين تلاتة … اصل انا حامل و مينفعش اعيش بضغط نفسي زي ده … لما مشاكل اهلك تخلص هبقى ارجع

عمرو : يلا بداهية .. اهو نستريح من قرفك كام يوم

تركها و خرج … بينما هي وقفت تنظر امامها بسرحان .. فهي عزمت على اتخاذ اصعب قرار في حياتها … قرار لم تفكر به ابدا من قبل … و لكنها هذه الطريقة الوحيدة المتبقية لديها … لا مجال لتضحيات اكثر

*******************

كانت تجلس في غرفتها تراجع ما قالته مروة في عقلها بصدمة …. قاطع سلسلة افكارها اتصال هاتفي من عمار

ردت بسرعة

شيرين بضيق : عمار  انا مدايقة اوي … رجعت لقيت البيت مقلوب .. مليون مشكلة حصلت في غيابي

عمار باستغراب : طب اهدي يحببتي و احكيلي الي حصل بالتفصيل

شيرين : بص اول حاجة لميس صاحبتي طلعت واطية و عملت خطط كتير و اذت الكل  … دي اذت غزل و عملتلها مشكلة و بعتت وحدة من طرفها لعمرو و خلته يحبها على مراته … و كانو شاكين فيها انها هيا الي خط..فتني … و فوق كل ده كانت مخبية محمد اخويا عندها حسب كلام ادهم من شوية .. و دلوقتي محمد خط..ف غزل عشان تسيب نديم … هففف انا تعبت من القرف ده يا ريتني ما رجعت دلوقتي

عمار بصدمة : ايه المسلسل الهندي ده .. يعني غزل دلوقتي مخ..طوفة !؟

شيرين : لا .. نديم لقيها و راح يجيبها هي و محمد … و من شوية كلم ادهم و عمرو عشان يروحوله

عمار بشك : شيرين … محمد اخوكي من ست تانية مش كدة ؟؟

شيرين : اه … بس مامته ان..تحرت من 6 سنين

شعر عمار بصدمة و كأن الدم انسحب من وجهه …فصار شاحب اللون في لحظة

عمار بقلق : مامته اسمها شادية ؟ ………يتبع

سِر في قلوبنا

همس كاتبة

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية سر في قلوبنا) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق