رواية القرية – الفصل التاسع
التحذير على الباب مكنش هزار، لقيت نفسى متحاصر، بس البيت من الداخل رجع هادى مره تانيه كأنه بيقولى ارجع اقعد متخفش ،رجعت قعدت فى الصاله لحد الصبح، اشرب شاى وادخن سجاير ،لم يغمض لى جفن ،روحت الشغل وانا مصمم اكتشف سر القرية دى ،او على الاقل إلى بيحصل معايا
فى الشغل قابلت زمايلى إلى مكنتش مهتم اعرف حاجه عنهم
اكتشفت حاجه غريبه ،كلهم مش متجوزين ،والاغرب من لحظة قدومهم إلى القريه مفيش إجازات، يعنى محدش منهم خرج من القريه
سألت طيب ازاى ؟ مفيش حد فيكم فكر يزور اهله ؟
ولما سمعت الاجابه اتصدمت ،غالبية العاملين داخل مكتب البريد مقطوعين من شجره ولما فكرت شويه صدمتى بدأت تقل ،انا كمان مقطوع من شجره..
طيب ليه محدش حاول يغادر القريه ؟ إيه السبب إلى يجبرهم يتحبسو جوه القربه
مدير مكتب البريد راجل أربعينى يتمتع ببعض الحكمه
قالى هو انت يا استاذ عونى مخدتش بالك من عقد الشغل إلى وصلك؟
فى عقد التعيين فيه بند انك لا تغادر القريه الا لما يوصلك خطاب رسمى من الجهه الحكوميه ينهى فترة شغلك هنا
وعلى مدار السنين إلى فاتت مفيش حد وصله الخطاب ده
مقدرتش استحمل كل الهرى ده
دا مش معقول يا استاذ عبد الجواد ، مش ممكن يكون كده
انا فعلآ مقرأتش اخطار التعيين لكن إلى بتقول عليه يشبه الجنون !! هو فيه مراسلات بتوصل هنا غير لمسعد عبد الدايم ؟
صمت عبد الجواد دقيقه، كأنه بيفكر يقول سر
بص آخر شخص فكر يسيب القريه يا استاذ عونى مقدرش
القريه رفضت خروجه
رفضت خروجه ازاى بقا يا استاذ عبد الجواد؟ وقفتله غفر ؟
ولا عساكر النوبه ضربوه بالكرابيج ؟
ابتسم عبد الجواد، من حقك تسخر يا استاذ عونى طبعا
لكن لو مش مصدقنى اسأل فى القريه شوف اخر شخص خرج منها كان مين؟ وامتا ؟
تنهدت بضيق ،وانا إلى كنت فاكر هلاقى هنا اجوبه على اسألتى ،اسمع شوية قصص خياليه وخزعبلات ؟
اخدت بعضى ومشيت كده كده مفيش شغل والبوستة اشبه ببيت العيله إلى بيجمع الموظفين….
كانت نظراتى لأهل القريه مختلفه تلك المره ،انهم يمارسون حياتهم الطبيعيه خلال النهار ،يزرعون ويحصدون ويتزاورون كأن لاشيء غريب فى حياتهم ،بينما يغلقون بيوتهم مع غروب الشمس.
عرجت على منزل السباك، لم أكن احتاجه فى شيء لكنه اول من القى إلى الأسرار
لم أجد السباك، بل وجدت زوجته وكان على ان اختلق اى حديث فقلت بلا تفكير
طلب منى زوجك ان امر عليه لأخذ تميمه اعلقها على منزلى
لقد وصلت القريه حديثآ ولا امتلك تميمه
دلفت المرأه داخل البيت واحضرت قطعه نحاسيه صغيره على هيئة قزم وفراشه فعلت ذلك كأنه امر عادى لا غرابه فيه
علق هذه على باب بيتك لن يصلون إليك ،انهم يحترمون عهودهم القديمه
شكرت المرأه ومشيت تجاه منزلى ساخرا من نفسى ،وقفت دقائق على مدخل حديقة المنزل ارمق الحقول البعيده
هناك يقبع منزل مسعد عبد الدايم الشخص الوحيد الحقيقى فى هذه القريه..
لم تكن لى رغبه فى دخول منزلى، جلست على مقعد اتابع الشمس حتى الغروب
بعدها وعندما اقفلت كل بيوت القريه أبوابها انطلقت بين الحقول بلا غايه محدده تاركًا الرعب والخوف خلف ظهرى
قابلنى نقيق الضفادع فى الحقول والسكون الرهيب الذى يعم كل ارجاء القريه ،مررت على حقل ذره وبعد عشرين دقيقه من المشى لاح منزل مسعد عبد الدايم
كان غارقا فى الظلام مثل قلعة مصاصى دماء من تحته تنساب مياه النهر بين ضفتين نمت عليهم حشائش الحلفه والغاب والغبيره ،بين الحشائش تقبع فلوكة مسعد عبد الدايم
وقفت بلا حركه اراقب المنزل والدخان يتصاعد من سيجارتى
وبدا لى أننى انتظرت إلى ما لا نهايه حتى هيئ لى اننى سمعت صوت داخل منزل مسعد عبد الدايم
ما اعرفه ان مسعد عبد الدايم غير متزوج بينما الصوت الذى سمعته كان صوت انثوى.
ثم توقف الصوت فجأه وخرج مسعد عبد الدايم واحترت اذهب خلفه ان ادخل المنزل
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية القرية) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.