رواية ابن الهواري – الفصل العشرون 20
كانت هبه بتنفخ بضيق وقالت منك لله يا بعيد كان
يوم اسود من قرن الخروب يوم شفت وشك النحس
وهو اصلا كان يوم نحس عامل زي التعبان فرصتك
والقبر بس فجاءه لمحت حاجه غربيه ونزلت تجري
كانت فريده قاعده في الجنينه وقررت تمشي
بس لمحت هبه جايه تجري عليها وبتنهج
قربت منها هبه وقالت
انتي مش عايزه تعرفي زيد فين دلوقتي
اكيد قالك انو عندو مشوار زي كل يوم
انتبهت ليها فريده وقالت قصدك اي
مثلت هبه الارتباك والتردد وقالت ممكن متصدقش
وقربت منها وقال بهمس بس الكلام اللي هقوله
محدش يعرف به واصل ولا انتي عارفه زيد بيطلع
منها زي الشعره من العجين
اتكلمت فريده بنفاذ صبر وقالت قولي علي طول
محدش هيعرف قربت هبه وقالت بنفس الصوت
وحده صحبتي شافته داخل عماره مع وحده
كان يعني لا مؤاخذه حضنها هو وطالع وبيضحك
معها بان علي ملامح فريده الزعل والقهر وعيونها اتملت
دموع وكمان ولصغر سنها وعدم أدركها صدقتها
وقامت بسرعه وقربت من هبه
بعيون كلها دموع وخذلان وقالت قولي علي
طول قصدك انو متجوز فعلا قبلي لا زيد ما يعملش
كده وكملت بتعثلم وقالت اكيد في سوء تفاهم
اتكلمت هبه بمكر وخبث وقالت انا كنت عامله علي
مصلحتك لو مش مصدقه انا ممكن اخدك هناك
فركت هبه ايديها بتوتر وكملت وقالت يعني لو عايزه
تعرفي الحقيقه وعايزه تكشفي الكدبه اللي بيضحك
عليكي بها ابن الهواري
ارتبكت فريده وقالت زيد ما يعملش كده فيا قولتلك
اتكلمت هبه بسخريه وقالت انتي عبيطه ولا اي
بقولك عند مراته الأولي يعني انتي اللي اخدتي جوزها
وانتي ضرتها اللي سرقت منها حب حياتها
بكت فريده بقهر وحزن وقالت فعلا عندك حق
انا لازم اكشف الكدبه دي وأخرج من حياته للابد
انا جايه معكي يلا بينا
ابتسمت هبه واتكلمت بمكر وقالت
انتي مجنونه انتي مش شايفه الحرس واقف علي البوابه
اكيد هبلغو زيد لو طلعنا من البيت
فضلت هبه تبص يمين وشمال وقالت احنا لازم نتنكر
بصت ليه فريده وقالت قصدك اي مسكتها هبه من
دراعها وقالت تعالي معايا واقولك هنعمل اي
كان زيد قاعد مع علي بيساعده يمشي ويحمل علي رجله
وفجاءه رن تلفونه بالرقم بتاع الشخص اللي بيراقب
هبه رد زيد وقال الطرف التاتي اهلا يا زيد بيه
اتكلم زيد وقال اهلا خير في جديد عندك طمني
اتكلم الراجل وقال في حاجه غربيه المره دي حصلت
ولازم ابلغك حالا لانه شكله في مصبيه
انتبه زيد ليه وقال بلهفه في اي اتكلم
كمل الراحل وقال هبه المره دي مش خارجه
وحدها دي معها وحده وكمان لبسه نقاب
زيها طلع زيد ناحيه البلكونه
وقال مقدرتش تعرف مين اللي معها أو تحدد رحين فين
اتكلم الراجل وقال لا يا زيد بيه بس هما
حاليا راكبين مواصلات وانا ماشي وراهم ليا ربع ساعه
كمل الراحل بلهفه وقال هما نزلو يا زيد بيه وبيعدو
الشارع كمل زيد وقال برضه مش باين
مين معها سكت الراجل وقال مش عارف بس
الست التانيه لبسه سلسله طويله فيها
حرف Z اتصدم زيد من كلامه وافتكر السلسله اللي جابها
لفريده هديه وهي اختارت تحط حرفه وقال قصدك
فريده بتعمل اي معها
كمل الراحل وقال هما دخلو عماره يا زيد بيه
وكمل بتعثلم وقال بس العماره دي معروف انها مش كويسه
جري زيد بسرعه ناحيه الباب ونزل وقاله
قولي هما فين اي العنوان بسرعه
قاله الراجل العنوان وجري بسرعه علي عربيته
وصلت فريد وهبه قدام شقه في الدور التالت
كانت فريده خايفه ومرتبكه رنت هبه الجرس
وبعد وقت فتحت ست كانت لبسه عبايه دايقه جدا
وحاطه لبانه في بقها بصت ليها فريده من فوق لتحت
بتقزز وقالت بخوف هو زيد هنا فجاءه طلعت الست
بخاخ ورشته في وشها بسرعه واغمي عليها
مسكتها هبه بسرعه وقالت لست
يلا بسرعه خلينا نخلص قبل ما حد يحس بينا
كان زيد وصل قدام العماره وشاف الراجل واقف جمب
عربيته جري عليه وقال بلهفه هما فين انطق
اتكلم الراجل بلهفه وقال الاسانسير وقف عند الدور
التالت وفجاءه زيد لمح الحارس بيتكلم في تلفونه
بصوت كله همس وقتها عرف أنه متفق معهم انو يبلغهم
بوصلوه
طلع زيد بسرعه علي الدور التالت كان واخد السلم جري
وصل وبقي يبص يمين وشمال فجاءه لمح
باب الشقه مفتوح ولمح هبه طالعه تجري
لفوق وقتها عرف انها بتهرب
بس كان عنده اهم انو يلحق
فريده دخل الشقه ولقي باب اوضه مفتوح دخل بسرعه
بس اتصدم من اللي شافه
كانت فريده نائمه علي سرير ملفوفه بملايه
وهدومها مرميه في الأرض جري عليها بلهفه
وبقي يفوق فيها ويقول
اصحي يا فريده اصحي ليها عملتي كده فوقي
ارجوكي ليه وقعتي في فخهم دول كلاب سعرانه
فتحت فريده عيونها ببطء شافت زيد حضنها
ولمحت الاوضه وغمضت
تاني كانت حاسه بيزيد وهو بيلبسها هدومها وحاسه
بغضبه وقهره عليها
فجاءه زيد وهو بيلبس فريده لمح الكاميرا اللي صوروها بيها
مرميه علي الارض شكلها وقعت من هبه لما هربت
وحطها زيد في جيبه بغضب وشال فريده ونزل
حطها في العربيه وطلع علي المستشفي اللي كانت قريبه
من المكان وصلها زيد وهو شيلها لغيت اوضه
الكشف وكان واقف كله غضب وبيخبط الحيط بغل
فضل واقف مستني الدكتور يخرج من عندها
خرج الدكتور وتكلم زيد بلهفه وقال طمني يا دكتور
مراتي عامله اي دلوقتي
اتكلم الدكتور وقال هي كويسه بس تفوق من المنوم
تقدر تاخدها معك البيت بص زيد لدكتور بعيون حمرا
وقال لا لسه لازم تعمل وكلم الدكتور بهمس
بص ليه الدكتور وقال حاضر يا زيد بيه الموضوع بسيط
تقدر تنتظر جمبها جوه لغيت أم اخلص ومشي من قدامه
بعد وقت كان زيد واقف علي احر من الجمر مستني الدكتور
خرج الدكتور واتنهد وقال كلامك كان صح يا زيد بيه بعد
التحليل
اللي عملنها كمان اثبت اللي قولته بالحرف
مسك زيد التحليل وضغط عليه
كمل بحزن وقال وحالتها اي دلوقتي
كمل الدكتور بحيره وقال هي كويسه وكله تمام
بس بعد ما تتحسن لازم بعدها تتابع معانا
كمل زيد وقال حاضر يا دكتور عن اذنك
مشي زيد ناحيه الاوضه كانت فريده نائمه علي
السريرملامحها مراهقه و المحلول متعلق في أيدها
لما حست بوجوه فتحت عيونها ببطء بص ليها
زيد بغضب وقال انتي عارفه معناها اي لما لقي مراتي
في شقه مشبوهة من غير هدوم برقت فريده عيونها
من الصدمه وقالت والله مش ذنبي وقبل ما تكمل
كلامها بص ليها زيد وقال بحسم
انتي طالق يا فريده
وسبها وخرج فريده كانت مصدومه
ازي طلقها بسهوله كده من غير ما يسمعها
كانت مرات خاله واقفه وراه وسمعت كلامه
جريت عليه وقالت انت اجننت يا زيد ازي تطلقها
هي دي امانه جدك ليك يا زيد
مشي زيد من قدامها بسرعه من غير ما يرد
وخرج من المستشفي وركب عربيته
وطلع علي المزرعه بتاعته
دخل المكتب بغضب وبقي يرمي كل حاجه قدامه
علي الارض بقهروغل وكلمه انتي طالق بتردد في
دماغه قاعد علي الارض وبقي يصرخ بصوت
مكتوم ويقول ليه كده ليه انتي عارفه في كلاب
عايزه تاكل لحمنا يا فريده تقومي تديهم الفرصه علي
طبق من دهب وكمل بعيون حمرا وقال
والله لدفعهم التمن واحد واحد الكلاب ومسك تلفونه
وعمل اتصال وقال أنا عايز الحارس اللي كان واقف
علي العماره بسرعه وحطه في المخزن وقفل تلفونه
كانت كل دقيقه ام مصطفي ترن عليه ورافض يرد
عليها مسك تلفونه وبص في الاسم وقال غصب عني
سامحني يا مرات خالي لازم اعمل كده
اتصال عليه السواق بتاع مرات خاله وقال
يا زيد بيه احنا طلعنا من المستشفى وام مصطفي قالت
أروحهم علي بيت الحاج ناصر
رد زيد بصوت حزين وقال اي حاجه تبلغني علي طول
كانت فريده حزينه لا بتأكل ولا بتشرب ولا حتي
بتصرخ ولا تتكلم وذكريتها مع زيد بتمر قدامها
عدي تالت ايام وزيد مش بيخرج من مزرعته
وحابس نفسه في المكتب ومش بيرد علي حد
كان نائم زيد
علي كنبه المكتب وحاطط أيده علي عيونه فجاءه
الباب اندفع كان زيد مش شايف مين ده لغيت ما ركز في
ملامحه
وقال الشخص بغضب وصوت عالي انت ازي ..
- يتبع.. (رواية ابن الهواري) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.