رواية مخابرات خلف الاسوار الفصل العاشر 10 – بقلم أسماء جمال

رواية مخابرات خلف الاسوار – الفصل العاشر

الحلقه العاشره

الحلقه العاشره

الحلقه العاشره

#رواية_مخابرات_خلف_الاسوار

بقلم / اسماء جمال ( Soma Ahmed )

**********

يونس إتكلم بغموض : و الله انت عارف طريقى فلو طريقنا واحد خدنى ف سكتك و لو مش واحد ف انا بردوا هستناك تجيلى تطمنى عليك اما تفوق

مالك متكلمش بس خد فرامل فجأه و وقف من غير ما ينطق و يونس نزل : هستناك يا صاحبى

مالك كل حاجه و كل لحظه غلّه بيزيد و يتملك منه .. لحد اللحظه دى كانت الدنيا هى اللى معلنه عصيانها عليه .. بس من النقطه دى هو اللى قرر يعلن عصيانها عليها ..

شيطانه إتملك منه و مبقاش عارف يلجّمه و كإنه خرج عن سيطرته خلاص ..

صفوت كلّم سالم المحامى اللى حكاله تفاصيل اللى حصل و اللى حصل لمالك جواه و يومين و كلّم مالك يقابله و فعلا راحله ..

صفوت إبتسم : حمد الله على سلامتك

مالك : متشكر

صفوت : لاء فوق كده مش هنقع من اول خبطه .. اللى حصل كان طبيعى و متوقع و لازم تبقا عارف

مالك بجمود : مفيش حاجه تتم من ورايا اياً كانت

صفوت : و عشان كده طلبت اقابلك .. محتاج شحنة سلاح هتتوزع على حبايبنا ف السوق .. بس عايزها تدخل بإسم المجموعه ..

ملك سكت كتير بيصرخ من جواه يحاول يستنجد بحاجه تشده بس الدوشه اللى جواه كانت اكبر من صوت صريخه اللى مطلعش اصلا : مترخصه يعنى و طبعا هتدخل على اساس شغل الحراسه و تخرج للى عايزينها

صفوت : اه

مالك هز راسه ببرود : يومين بالكتير هخلص و اكلمك

صفوت إبتسم : المهم شد حيلك ف تدريبات الحراسه اللى تحت إيدك .. عايزك تختارلى مجموعه منهم بدقه

مالك إنتبه : فى حاجه و لا ايه ؟

صفوت : وقت التنفيذ هقولك هيعملوا ايه

مالك ببرود : خلاص إتفقنا يومين و هكلمك

مالك مشى من عنده و فعلا قدّم على طلبيات سلاح مرخص محتاجهم لشغله و كلّم اكتر من حد من علاقاته يخلّصهومله و فعلا إتوافق عليهم و إستلمهم و عشان الحراسه كانت مجرد وجهه ف مكنش محتاجهم ف كلم صفوت و بلّغه إنه خلص ..

صفوت إبتسم : لاء انا كده كنت صح فعلا .. انا مكنتش متوقعها بالسهوله دى و لا بالسرعه دى

مالك ببرود : و صعبه ليه ؟ احنا عندنا مجموعه من اضخم شركات الامن و الحراسه زائد إنها مفرّعه من شركات تانيه ف جميع انحاء العالم ف اكيد شغلنا كتير و متوسّع ف اما نطلب ده يبقا طبيعى و بحابيبنا تعدّى بسرعه

صفوت : كويس

مالك ببرود : يبقا إتفقنا بس انا عايز اواصل معاك لأخر الليله

صفوت إتردد شويه و مالك لاحظه : انا مبحبش حد يخوّنى.. بعدين هخونك لصالح مين ؟ اللى رمونى من مكانى بعد كل اللى قدمته ؟ و لا لاخويا اللى وصل لإنه يمد إيده عليا ؟

صفوت بص ف عينيه قوى بترقّب و مشافش فيهم غير الصدق بجد جنب القهره و الغل ..

صفوت : إتفقنا

صفوت إستلم منه السلاح و إتفق مع اللى هيستلموه منه و مالك فعلا حضر الاتفاق معاهم و إتفقوا على مكان التسليم ..

مالك مط شفايفه ببرود : انا بقول صحراوى اسكندريه هيكون احسن

محامى صفوت بصّله بقلق و صفوت بص لمالك : دى منطقه سياحيه و مشددين الرقابه عليها و اللجان هناك يمكن اكتر من الناس نفسهم

مالك ببرود : و عشان كده بقولك هناك افضل

صفوت إستغرب و مالك وضّح  : الحتت المقطوعه بيبقا باينه للكل إنها متداريه عن الحكومه و مش متشافه مع إنها اكتر اماكن بيبقا عين الداخليه عليها بس ف الخفى و مترقّبه اى حاجه مريبه و ف اى لبش او حاجه غريبه المخبرين هناك بتبلّغ و ف لحظه هتلاقيهم فوق راسك .. انما الاماكن الواضحه دى مبتبقاش متوقعه ان يكون فيها لبش .. يعنى من تفكيرهم مجنون مين اللى هيهرب سلاح ف مكان فيه اكتر من لجنه و العين عليه ؟

صفوت إبتسم اما فهم : و ف نفس الوقت بعلاقاتك تعدّى من اللجنه

مالك هزّ راسه و صفوت إتحمس : واضح إنى هستفيد منك اكتر بكتير من اللى كنت عايزُه و كفايه تفكيرك حتى لو مش هتعمل حاجه

مالك : يبقا سيبنى ارتبهالك

صفوت وافق و مالك فعلا رتب مع الناس اللى هيستلموها و إتفق هيتقابلوا فين و راح مع رجالة صفوت و المحامى و فعلا عدّى من اللجان اللى هناك و قدر يوصل للناس و سلمهالهم و رجع ..

مالك كان عنده خلاص من الغل و القهره من كل حاجه حواليه اللى يخليه يعمل اى حاجه ايا كانت .. كان اشبه بالآله اللى بتتحرك حتى من غير ما تتلمس من مجرد إشاره تنفذ و بس ..

مالك قاعد مع صفوت و شارد بتفكير ..

صفوت : فى حاجه ف دماغك ؟

مالك : احنا ممكن ندخّل كميات اكبر بكتير من كده و هتعدى

صفوت إبتسم : صح بس خلينا ناخدها واحده واحده عشان العين عليك

مالك بتفكير : عشان كده عايز اوسّع المجموعه و اعملها فروع تانيه محليه .. يعنى جوه البلد بس ف المحافظات المتطرفه دى .. منها بعيده عن العين و منها تبقا اكبر و اكتر و بإسمها نطلب اللى عايزينه و اديك شايف كله بيعدّى

صفوت إبتسم بحماس : خد خطواتك يلا و سالم معاك و كامل و اى حاجه انا جاهز

مالك فعلا إبتدى ينفذ و يتوسع ف شغله و شركاته و يعملها فروع تانيه ف اسكندريه و الاقصر و السويس و الاماكن دى ..

كل مدى بيغرّق نفسه ف شغله اكتر و اكتر و كإنه بيهرب من حاجه و من كتر ما بيهرب كإنه بيجرى ..

حلم طول الفتره دى بتحاول تقابله بس هو مقفل كل الابواب على نفسه و كإنه بيقفل قدامه اى سكه للرجوع ..

لحد ما قررت تواجهه و تفهّمه او يمكن هى اللى عايزه تفهم حتى لو مش عارفه هى محتاجه تفهم ايه ..

حلم : بلغ مالك إنى عايزه اقابله

كامل : مالك باشا مش

حلم قاطعته : جوه و موجود و انا عارفه ده كويس ف لو سمحت ادخل إديله خبر إنى عايزه اقابله

كامل إستغرب إصرارها : بس هو مش عايز يقابل حد و مش دلوقت بس

حلم إتأكدت فعلا ان الإحتياج اللى شافته ف عينيه كان صح بس ليه ده اللى محتاجه تعرفه .. او يمكن لإنه ملقاش الحضن اللى يسد كل بيبان الاحتياج ده ف قفل على نفسه !!

حلم بصّتله بطرف عينيها : انا بس و لا انا و اى حد ؟

هنا جاه صوت المالك : هتفرق معاكى يعنى ؟

حلم بتلقائيه لفّت له و ظهر ف عيونها لمعه نورت وشها كله و عشان كانت واضحه هو قراها بسهوله ..

مالك رفع حاجبه و حلم إنتبهت : هاا ؟

مالك ضحك بصوت عالى و هى إبتسمت برقه : انت مش عايز تقابلنى ليه ؟

مالك ببرود : طب مانتى عارفه اهو ؟

حلم لهجتها غريبه : عارفه ايه ؟

مالك كلامه بطئ : إنى برفضك مره ورا مره و ف مكان غير التانى و مع ذلك مصممه

حلم إرتبكت : هاا؟ مكان ايه انا مجيتلكش غير هنا ؟

مالك إتكلم براحه : و ف السجن ؟

حلم إتوترت : يعنى كنت عارف إنى بروحلك ؟

مالك : كل يوم و لا يوم زهقتى ؟

حلم غصب عنها إبتسمت : و ده مقالكش حاجه ؟ مش يمكن محتاجالك ف حاجه مثلا ؟

مالك مط شفايفه ببرود : و مش يمكن انا مش هعملهالك فرفضتك بشياكه ؟ و بردوا جيتى مش خايفه ؟

حلم بتتكلم بتلقائيه معاه كإنه حد تعرفه من سنين : انت ميتخافش منك يا مالك هخاف من ايه ؟

مالك نطق بلهجه غريبه : ائذيكى مثلا .. انا واحد شوفتيه بعينك بيقتل و لمجرد إنه خرج عن شعوره

حلم سكتت كتير : لا مش خايفه .. و اللى جاى مالهوش دعوه باللى فات

مالك : بأمارة بلاغك و اللى إتبنى اصلا ع اللى فات و نظرتك للبلطجى اللى عنده إستعداد لأى حاجه غلط لمجرد إنه غلط مره

حلم ردّت بسرعه : انا على فكره

مالك قاطعها و هو راجع مكتبه : انتى على فكره صح

حلم و هى رايحه وراه : لاء مش صح

مالك كان دخل المكتب و هى وصلت بردوا للمكتب بس برا و الباب بينهم ..

مالك : لاء صح

حلم بصّت ف عينيه قوى : عينيك بتقول مش صح

مالك بيتكلم و هو بيقفل الباب بينهم : يبقا متلومنيش لومى نظرتك انتى

مالك قفل الباب بينهم و سند راسه ع الباب بضهره كله و غمض عينيه بألم و هى حست بده ف ركنت ع الباب ف نفس مكانه و سندت نفس السنده و كإنها بتديله وعد ملموس ..

بس كان مالك خلاص خد قرار مع نفسه مش هيمد إيده تانى بالإحتياج مهما كان هو و مهما كان التمن ..

عدّى يوم و اتنين و هى بتحاول مع مالك و هو زى ما يكون تعب من قفل الابواب على نفسه ف حط نفسه بين اربع حيطان مقفله ..

لحد ما صفوت طلبه و مالك راحله ..

صفوت : اخبار الناس اللى خصصتهم للعمليه الجايه ايه جاهزين؟

مالك : جاهزين فعلا على إشاره و بتدريبات خاصه و فى منهم قنّاص و نشّان دول تدريبى و الباقى استعدادت عسكريه

صفوت إبتسم : فى محاكمه ف برج العرب و هيحضرها كتير من كبار شخصيات المجتمع و قادة الداخليه و السياسين و ده غير التجمهر اللى هيبقا موجود .. ف هنهوّش بس عليهم

مالك سكت لحظه اه كانت صغيره بس ظهرت فيها فلاشات لكل حاجه حصلت و عدّت معاه : ع الداخليه قصدك ؟ حد معين ؟

صفوت : هتفرق معاك ؟

مالك بجمود : بعيدا عن فهد و يونس لاء ميفرقش بس مبحبش المفاجئات

صفوت : لا ده و لا ده حد هيجى جنبهم و انت عارف بس فعلا محتاجين نهوّش على حد و الرساله هتوصل على طول ..

مالك مط شفايفه ببرود : خلاص إتفقنا هبعتلك الناس و تقرّيهم الحوار

صفوت : و هتبقى موجود معاهم عشان تأكد عليهم و تتمم ع الليله

مالك إبتسم غصب عنه إبتسامه خفيفه : مبقيناش بنخوّن هاا ؟

صفوت ضحك : خلاص بقا المصلحه بقت واحده .. انت اللى لقيت اللى يقدّرك و انا لقيت اللى يشيلنى و بعدين هى صعوبتها ف اول خطوه ف اى مشوار حتى الغلط و اما الخطوه دى بتتاخد كل اللى بيجى بعدها بيجى تباعا فبيبقى سهل

مالك فجأه و بدون تمهيد رنت ف دماغه كلمة حِلم لما قالها انتى شايفانى البلطجى اللى بقا عنده استعداد لأى حاجه غلط طالما غلط مره و هى وثقت فيه و قالتله لاء مش انت ..

إتضايق مش عارف ليه !!

يمكن عشان هو بقا كده فعلا و كلام صفوت اكد ده و لا يمكن عشان هى إدته حاجه هو مش قدها و هى الثقه .. مش عارف و مش عايز يعرف !!

صفوت لاحظه و بصّله بإستفهام و مالك حاول يبتسم : خلاص ساعات و هكلمك نتقابل بيهم

مالك مشى من عنده و راح الساحه اللى خصصها لتدريبات رجالته و اللى المفروض خاصين بالمجموعه للحراسه او واجهتهم كده ..

اخد المطلوب منهم و كلّم صفوت و إتقابلوا ف فيلته ف المنصوريه و صفوت إبتدى يشرحلهم المطلوب بالظبط منهم و هيتنفذ ازاى ..

صفوت : ليه نبدّل الحراسه بتاعة حد من هناك بالناس تبعنا و من خلال وقفته للحراسه ينفّذ ؟ كده قلق عليك

مالك بغلّ وشه قلب شر : هما مش شايفين إنهم قد إنهم يحموا البلد و مش هيسيبوها للى زيى ؟ خلاص بقا يبقا يورونى و مش هاخدهم على خوانتهم لاء هاخدهم على غبائهم ..

صفوت ضحك : يااه ده انت شايل منهم كتير قوى بقا

مالك وشه إتجمد : هما صنّفونى من البلطجيه و قالوا قادرين يحموها من اللى زيي و إتهمونى إنى خونتهم و إستغليت شغلى و انا إتهمتهم ان هما اللى اغبيه خلاص خلينا نشوف .. و زى ما قولتلك مش هتبقى على خوانه و حد يهجم .. لاء اللى هينفذ هيدخل ف وسطهم عشان بس يكشفلهم غبائهم لإن بعد التنفيذ هسيبلهم حراستهم متربّطين زى الغنم و ساعتها هيعرفوا إنهم مش محتاجين خاين عشان يقعوا كفايه غبائهم

صفوت : يبقا تمم ع الليله و رتب امورك

مالك : كده تمام قوى .. خطوة إستبدال الحراسه دى عليا .. انا هدرس المكان كويس و اشوف مين من الشخصيات اللى هتبقا موجوده ندخل عن طريق حراستها و هسحبلك الحراسه و اخدّرهم و اشوف هيتحطوا فين و منها هشوف هدخل برجالتى ف اللحظه المناسبه ازاى

صفوت : خلاص إبتدى

مالك كان قافل عقله نهائى مشى من عنده و هو معندوش ادنى إستعداد إنه حتى يفكر مش يتراجع عن سكته اللى اقنع نفسه ان كل حاجه حواليه هى اللى رسمتهاله و زقّته فيها ..

راح الاسعاف و لفّ المكان بعينيه و إبتدى يتنقّل ف المكان بخفه و يدرسه و بمهاره قدر يدخل دار القضاء ف الخفا .. فضل كذا ساعه لحد ما بعينيه قدر يستجمع نقاط القوه و الضعف للمكان و المخارج و المداخل و الثغرات اللى فيه ممكن تفيده و بعدها مشى ..

حط خطته و إبتدى يدرّب رجالته لحد ماجاه يوم المحاكمه ..

إجتمع بيهم ف الشركه تمم على ادوارهم بعدها إتحرك بيهم للمحكمه ..

المكان كان إبتدى ياخد إستعداداته و يتجهّز للمحاكمه و اللى كانت فعلا بمثابة تجمهر ف المكان و فعلا مالك كان محدد خطواته بالظبط ..

مالك إتحرك للمبنى المقابل و ده كان مول و دخل من الامن .. بسهوله قدر يحط حاجات بشكل خفى حوالين المكان و بحيث تبقا قريبه ..

بعدها طلّع جهاز معاه و ظبطه و قدر من خلاله يثبّت فيديو العرض بتاع الكاميرات المحطوطه خاصه بالمحكمه و كل كاميرا ف المنطقه المحيطه بحيث ماتبانش متعطله و بتنقل فعلا الوضع برا لكن الفيديو اللى بتعرضه بيتعاد من الدقايق السابقه للحظة التشويش عليها ..

بعدها إنسحب بهدوء طلع لأخر دور ف المول و منه إتسلق المبنى اللى جنبه و منه دخل نزل جوه قاعة المحكمه ..

مالك الوضع قدامه مكنش سهل ابدا لكن هو كان بيستخدم كل مهاراته و إمكانياته كظابط عشان يعدّيه .. كان بيعتبرها مهمه او يمكن تار شخصى ..

قدر يدخل جوه المحكمه و إتخفّى ف المكان اللى كان حفظ تفاصيله سابق و بجهاز رصد معاه قدر يراقب الوضع من برا بحذر لحد ما وصل الهدف بتاعه اللى كان محدده بالظبط إنه هيستبدل حراسته برجالته و بمجرد ما وصل مالك إتحرك ف الخفا ف الساحه اللى برا قاعة المحكمه لحد ما لمح حراسة الهدف بتاعه بتقف حواليه ..

مالك إدّى تليفون لرجالته برا يستعدوا بالخطوه الجايه و طلّع ريموت زى شريحة الموبايل من جيبه و فعّله و خلال ثوانى كان الغاز بينتشر بكثافه حوالين المحكمه و يعبّق الجو ..

الوضع إتوتر و الاصوات عليت و حصلت حاله من الهرج برا إتحرك على اساسها رجال الامن من جوه المحكمه لبرا يشوفوا اللى بيحصل و معاهم اغلبية الحراسه اللى تبع الكل ..

مالك هنا كان الوضع اسهل ما يمكن عليه إنه يستدرج الحراسه اللى محددها و يخدرهم و يخرّجهم من باب الطوارئ و معاه حد من رجالته بينقلهومله لحد ما سحبهم و بشكل متفق عليه كان رجالته دخلوا المكان بلبس الحراسه و خدوا وضعهم ..

الوضع برا هِدى نوعا ما و إبتدى يرجع لطبيعته و ف الوقت ده كان مالك إنسحب من المحكمه و خرج من المكان كله بعد مكّن رجالته من الدخول و هما عارفين اللى هيتعمل بالظبط ..

مالك اخد عربيته و مشى قعد يتحرك بيها بعشوائيه مش عارف يروح فين لحد ما راح المجموعه ..

دخل مكتبه و قعد ع الكرسى و رجّع راسه لورا و غمض عينيه بإرهاق و مش عارف ده ارهاق من اللى عمله و لا من التفكير ف اللى عمله !!

فجأه سمع دوشه برا و إبتسم بتلقائيه ع الصوت اللى كل ما بيسمعه بيشدّ قلبه ..

حلم برا بغيظ : يا بنى ادم انت مبتفهمش ؟ بقولك شغل .. عايزاه ف شغل

كامل : لو فى اى حاجه بخصوص الشغل انا هفيدك اكتر هو مبيعملش شغل بنفسه .. هو بس بيدى اوامره و انا بنفذ

حلم بعِند : طيب معلش هقابله و انت ابقى نفّذ

كامل بضيق : يا استاذه قولتلك و هو رافض .. رافض يقابل حد و إنهارده بالذات

حلم قلقت : إشمعنى انهارده ؟ هو تعبان و لا فيه حاجه ؟

كامل بنفاذ صبر : لاء بس عشان كان عنده شغل و لسه راجع

حلم ضيّقت عينيها : شغل ايه اللى لسه راجع منه ؟ انت مش بتقول إنه مبيقابلش حد بنفسه و لا بيعمل هو و بيدّى الاوامر و بس ؟

مالك جوه عض شفايفه بغيظ و خرج : بتعاندى كتير انتى

حلم إترسمت على وشها نفس الابتسامه اللى بقت ملكيه خاصه له و بس : قصدك نَفسى طويل

مالك حس بكلامها راح لسكه تانيه : هيتقطع نَفسك ده من غير فايده

حِلم عرفت إنه فهمها : مهما كانت سكتى طويله مبعرفش استسلم

مالك بغموض : مش يمكن مفيش سكه اصلا ؟

حلم قرّبت منه خطوات بطيئه لحد ما بقت قصاده قوى : نشوف

مالك مط شفايفه ببرود قدر يصطنعه بمجهود خرافى خاصة قدامها و خاصة مع ضربات قلبه اللى إبتدت تحرّك صدره كإنه بينهج : ياريت عندى وقت كنت قعدت معاكى شوفت

سابها و إتحرك لمكتبه و هى لحقته وراه بنفس سرعته : يا بنى ادم انت انا جيالك ف شغل

مالك بلهجه ناشفه : معنديش

حلم بغيظ : هو انا جايه اشحت منك ؟ انا هنفّعك

مالك وصل لباب مكتبه و لفّ وشه لها : يفتح الله

حلم بغيظ : عايزه حراسه .. هو مش ده بردوا شغلك و لا دخلت عند كبابجى بالغلط ؟

مالك ضحك بصوت عالى : و دى بقا حجتك المرادى ؟ ممم و عايزه تحرسى ايه بقا ان شاء الله ؟

حلم بغيظ من إستفزازه : انا .. عايزه حراسه ليا عشان

مالك قاطعها بضحك اعلى : انتى ؟ ده بجد ؟ انتى اخرك معزتين و كلب يمشوا يهوهوا وراكى يحرسوكى .. و لا على ايه انتى بس برّقى كده و محدش يجى جنبك

حلم بغيظ ضربت برجلها ف رجله : يا بنى ادم انا رايحه جلسه مهمه و

مالك إتحرك خطوه لجوه المكتب و قفل الباب بينهم و هو بيهز راسه ببطئ لاء : معنديش

قفل و دخل خطوات لجوه و إستنى على وشه إبتسامه مترقّبه يشوفها هتعمل ايه .. معرفش ليه كان عايز يشوفها هتستنى و لا هتنسحب ؟

حلم فضلت كتير واقفه و المرادى هى اللى سندت ع الباب كتير ..

مالك من جواه متضايق من إصرارها او مبسوط او مستغربُه او عاجبه .. مش عارف بالظبط اللغبطه دى ايه ؟ و بيتمنى لو يخرج يرميها برا و يرجع يشدها يتبّت ف حضنها و يترجم لغبطته دى عليها !

حلم فضلت كتير لحد ما لاحظت كامل بيبصّلها بإستغراب ف إتحركت تمشى ..

كامل : لو عايزه حراسه ممكن تسيبى ورقه بطلباتك و هنرد عليكى

حلم كانت لسه هترد بحاجه بعدها إتراجعت و مسكت ورقه كتبت فيها حاجه و طبّقتها : معلش ياريت الطلب ده يدخل لمالك مع اى شغل و انت داخله من غير ما تقوله

كامل : ماشى

مشيت و مالك جوه سامعها .. خرج شاور لكامل اللى إداله الورقه و هو اخدها و دخل ..

حدفها ع المكتب من غير اهتمام او هو إصطنع ده .. كل شويه يبصّلها من وقت للتانى بعِند و يلهى نفسه بأى حاجه لحد ما نفخ بغيظ و فتحها : و دى عايزه ايه دى ؟

فتحها و إتجمّد مكانه للحظات ..

حلم كتبتله ف الورقه : عايزه حرس خاص ادخل بيه محاكمة إنهارده .. انا مش مترافعه بس رايحه احضرها مع استاذى و فى لبش و بلطجه و مظاهرات كتير هناك لو هتخاف عليا انا جيتلك انما لو مفرقش خلاص ..

مالك للحظه معرفش يفكر .. محاكمة ايه و جلسة ايه ؟ اكيد اى حاجه غير محكامة إنهارده و لا اللى هيحصل فيها .. اكييد .. خوف مُبهم سيطر عليه عليها مش عارف سببه و مش عايز حتى يعرف ع الاقل دلوقت .. المهم دلوقت هى و إنه يلحقها ..

حاول يشوف اى رقم موبايل هى سايباه بس مفيش .. خرج لكامل برا : هى سابت رقمها ؟

كامل : لاء هى

مالك زقّه بنرفزه و خرج : ازاى يعنى مسابتش رقمها ؟ واحده جيالك ف شغل متطلبش رقمها ؟ ع الاقل هترد عليها ازاى ؟

مالك خرج و اخد عربيته بسرعه و مشى راح ع المحكمه قدام كامل اللى مستغرب الموقف كله على بعضه بعدها اخد موبايله و كلم صفوت بلّغه ..

مالك وصل و المكان كان إتملى ناس حوالين القضاء .. بص ف ساعته و إتنفض و عقله عمال يهيّئله الف حاجه و حاجه ..

حاول يتلفّت حواليه بس ملمحهاش ف فهم إنها جوه و ده رعبه اكتر ..

هنا مقدرش يستنى تانى دخل بنفس الطريقه اللى دخل بيها قبل كده لجوه المحكمه و شاف الوضع عن قُرب و فعلا لمحها ..

حاول يتواصل مع حد من رجالته و لو بإشارة عينيه بس معرفش و هو كان مانعهم من اى موبايلات عشان محدش يوصلهم من خلاله شبكات التليفونات اللى كانت موجوده ..

الوضع بيتأزّم و مش عارف يتصرف .. لمح الرائد محمد ف المكان و معاه كذا حد و بيباشر مع عساكره و بيتابع الوضع ..

مالك إتردد للحظات و قبل ما ياخد اى خطوه كان صوت ضرب نار هزّ المكان بعنف .. الكل إتفزع ع الصوت اللى عمال يزيد و يزيد و بينضرب بعشوائيه ف اماكن متفرقه ف المكان و ف المقابل رجالة الامن إبتدت تتحرك بحذر و تضرب هى كمان بعشوائيه و الحراس اللى مع كل حد من الموجودين مسكوا سلاحهم و الرصاص بقا طايش ف كل حته ..

مالك حط إيده ضرب جبينه بعصبيه و رجّع راسه لورا بعنف و هو مغمض و بيحاول يفكر بشكل سريع ف الموقف ..

ثوانى و لمح فهد مع اللوا مدحت و كذا حد معاهم بيتحركوا ف المكان .. هنا مالك مقدرش يستنى تانى .. حلم هنا و اهو فهد كمان هنا .. السؤال اللى رن زى الجرس جواه ، هل مستعد لخسارة حد فيهم ؟؟

و عشان سؤاله كان من جواه إجابته طلعت لوحدها من جوه جواه و بمجرد ما وصلت افكاره للنقطه دى عرف إنه لازم يتدخّل حتى لو معرفش يوقّف اللى بيحصل فهيقدر يتصدّى له و بالتالى هيمنعه ..

مالك نزل من مكانه و خرّج مسدسه و إتحرك بسرعه ف المكان و عينيه بتلفّ الكل ..

و هو بيلتفت بضهره خبط ف فهد اللى إتصدم : ماالك ؟

مالك بتلقائيه حط إيده على وشه : حبيبى .. انت كويس ؟

فهد بصّله قوى و بص لمسدسه اللى ف إيديه و مع اللى بيحصل حواليهم افكاره كلها راحت ف إتجاه واحد ..

مالك فهمه ف نفخ بغيظ من الموقف : فهد انا

فهد زق إيده بعنف : انت هنا بتعمل ايه ؟

مالك معرفش يتكلم او يقول ايه : مش وقته .. المهم دلوقت انا كنت

فهد بحده : لاء وقته

مالك لسه هينطق شاف العساكر بتنقل الكل برا المكان و من وراهم لمح حِلم بتتحرك بحذر وسطهم .. نقل عينيه بينها و بين فهد اللى كان معاه قوه و عساكر تبعه ف ساب فهد اللى شدّه بحده و قبل ما ينطق مالك زقّه و راح ناحيتها ..

قبل ما يوصلها مالك لمح حد من رجالته بيضرب نار ف الجهه اللى هى فيها .. للحظات مش عارف يستوعب و بسرعه إتحرك ناحيتها و شدّها بعنف و إنضربت ناحيتهم رصاصه ف حركتهم هو و هى الرصاصه حادت عن هدفها بس ثوانى و كانت طلعت رصاصه تانيه راحت لصاحب نصيبها اللى هيتشقلب و يشقلب الدنيا كلها معاه ..

بس ياترى الرصاصه دى كان متحدد مكانها كويس و صابته !! و لا جاتله ف التهويش قدر ؟؟

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية مخابرات خلف الاسوار) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق