رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل السبعون
الفصل السبعون
انا عايزاكم تصحصحوا معايا والتفاعل يعلى كدة والفصل يوصل لـ ١٠٠٠ فوت علشان اخلصلكم الرواية وعايزة اعرف البنات اللي بتسال الرواية فاضلها قد ايه دول زهقوا من الرواية ولا مش عايزنها تخلص عشان افهم بس😂😂😂❤️
**************
أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل
السبعون
:
-خد ياض يا خليل رايح فين الساعة
تمانية
يا مجنون ويا
هتتشتم
يا
هتتشتم
….واد يا خليل هو يا كدة يا كدة معندكش وسط؟؟؟؟
نطق «جابر» كلماته وهو يحاول اللحاق بأخيه الذي جن تمامًا…..
خرج خليل من المنزل وقبل أن يصفع الباب من خلفه كان جابر يمنعه متمتم بنبرة سريعة
مترجية
:
-هدي روعك الله يباركلك بلاش جنان على الصبح.
لم يجيب أو يعقب وكأنه
لايسمعه
…فقد صم أذنيه.. مثلما ثار قلبه وحثه على التحرك وفعل شيء قبل فوات
الآوان
وخسارتها
للأبد…
وبخطوات
سريعة تابع طريقه…لا يفكر إلا بها…
مسح جابر على وجهه وتوقف يلتقط أنفاسه لثانية..
أثنان
..وقبل الثالثة كان يركض يلاحق أخيه..
مر خليل من البوابة ثم وصل أمام باب المنزل الداخلي
طارقًا
عليه
بطرقات
حاول جعلها هادئه قدر المستطاع….
لحظات وكان يصل جابر بجواره قائلًا تزامنًا مع فتح الباب بواسطة «ثراء».
-يا عم هو انت معندكش وسط..يا بارد اوي زي لوح الثلج…يا مندفع أو زي
الثـ
توقف عندما التقطت عيناه «ثراء» و رغمًا عنه تناسى أمر غض بصره….متابعًا ما توقف عنده:
-زي القمر…
لم تفهم ثراء اي شيء واستمعت لسؤال خليل والذي كان يطرق رأسه للاسفل يتحاشى النظر إليها:
-لو سمحتي يا آنسة ثراء…عمي بسام صاحي؟؟ ولو صاحي ممكن تناديه؟
حركت كتفيها
مجيبه
بعدم إدراك:
-مش عارفة بصراحة صحي ولا لا بس هشوفه ثانية واحدة..اتفضلوا..
دخل
الأثنان
واغلقوا
الباب من خلفهم وبعد غيابها كي تبحث عن بسام…التفت جابر إلى خليل
ينهره
على
تسرعه
:
-ايه
السربعة
دي يا عم…مش تهدأ كدة
وتستنى
لما الناس تصحى…
أطلق خليل زفيرًا طويلًا يجيبه بخوف لمع بعينيه:
-مش قادر استنى.. خايف تضيع مني يا جابر..مش قادر اتخيل أو أتصور أن واحد تاني
هياخدها
مني…..انت فاهمني مش كدة؟؟ فاهم أنا حاسس بـ إيه…
هدأ جابر وتذكر أمر زاهر وكيف جن جنونه مثل أخيه تمامًا عندما أدرك بذهابه لطلبها والزواج بها…
وللتو
أدرك بأن رد فعلهم مماثلة ولكن الاختلاف الوحيد هو أنه ادرك
بالمساء
وذهب
مساءًا
.. أما خليل فأدرك
بالصباح
الباكر……
ابتسم جابر له ورفع يديه يربت على كتفيه متمتم:
-فاهم…
ومتقلقش
إن شاء الله هتبقى ليك…بس بلاش جنان قدام أبوها…ارجع خليل القديم معاه..وفهمه انت ليه كنت ساكت
ومتكلمتش
لحد دلوقتي…تمام؟
زفر خليل بتوتر وهو يهز رأسه، متمتم:
-تمام.
ثواني وكان يأتي «بسام» رفقة ثراء والتي أخبرته بتواجد خليل و رغبته في لقائه والحديث معه..
حافظ بسام على قسمات وجهه..فلم يكن يبتسم أو
يعبس
…بل كان
طبيعيًا
مغمغم بهدوء ونظراته تارة تسقط على جابر وتارة على خليل..
-خير يا شباب في حاجة؟؟
أشار جابر
بأصبعة
نحو أخيه متمتم بمرح:
-هو اللي عايز حضرتك مش أنا…انا كنت بوصله بس بدل ما يتوه…
لم يهتم أحد
بمزحه
سواها..بل وابتسمت بسمة بسيطة..مستمعة لطلب خليل الهادئ:
-ممكن اخد من وقت حضرتك خمس دقايق بس؟
اماء له بموافقة وتحرك الاثنان معًا نحو حجرة المكتب..تاركين جابر رفقة ثراء والتي بدأت بالحديث تستفسر منه:
-هو في إيه؟ خليل عايز ايه من عمي !
وببساطة شديدة رد عليها ببسمة واسعة:
-ملناش دعوة..
يعوز
اللي
يعوزه
…بقولك إيه؟
-ايه؟
وببسمة ازدادت
اتساعًا
قال:
-صباح الخير بقى..
وببسمة مماثلة له علقت على حديثه:
-صباح النور بقى.
-الله !! ده أنتِ
بتقلديني
بقى.
نفت برأسها
وزاغت
نظراتها وقالت راغبة بالفرار:
-لا…وعلى العموم أنا طالعة اوضتي سلام…
وقبل أن تفعلها صاح مازحًا معها:
-بقولك ايه متعرفيش شارع يا واحشني ازيك سلامات
اروحله
منين؟؟؟
وقبل أن تعلق على كلماته نما إليهم صوت «مروان» مغمغم باستهجان:
-انت بتعمل ايه هنا ياض..وبتقول لـ بنتي إيه؟!
منحه جابر بسمة كبيرة صاحبها بفتح ذراعيه مغمغم:
-حبيب قلبي..يا صباح الفل على عيونك…
تجاهل حديثه وأصر على كلماته راغبًا في الحصول على جواب:
-بقولك بتعمل ايه هنا..وبتقول لـ بنتي إيه؟
وببسمة بريئة للغاية قال:
-جاي مع خليل…
-ايوة كمل وكنت بتقول إيه لبنتي؟
-لا مش فاكر الحقيقة..
ارتفع حاجبي مروان من رده وصاح:
-بجد والله مش فاكر؟؟ بت يا ثراء الواد ده كان بيقولك ايه؟
ردت عليه بصعوبة
لكبحها
لضحكتها
:
-كان
بيسألني
على شارع يا واحشني ازيك سلامات يروحوا منين.
ارتفع حاجبي مروان وصاح بعلو صوته:
-شارع يا واحشني ازيك سلامات!..لا بص في شارع يا
مفارقني
ازيك الله يرحمك تعرفه انت؟
وبصراحة مطلقة وأسلوب هزل رد عليه:
-ولا عُمري شوفته..اقولك لو عرفت الشارع بتاعي
اروحه
ازاي ابقى قولي..ولو عرفت الشارع بتاعك
بيتراح
ازاي هقولك برضو مش
هخبي
عليك..
حل صمت عقب انتهاء جابر من كلماته…صمت لم يقطعه إلا صوت مروان الآمر مغمغم:
-اطلعي فوق يا ثراء.
-حاضر يا بابا..
وبالفعل غادرت…ابتلع جابر ريقه وصاح مروان من بين أسنانه وبكره واضح و صريح:
-انت مهزق ليه ياض؟؟
ازدرد
ريقه للمرة الثانية ورد باحترام:
-لا أدري بصراحة..انت تدري السبب؟
-لا..
ابتسم جابر وقال وهو يطوق عنقه:
-احسن عننا ما عرفنا..بقولك ايه انا عايز
اعترفلك
بسر صغير..
رمق مروان ذراعيه
باشمئزاز
وابعده
عنه بسهولة..قائلًا بوجهه
مشمئز
:
-ارغي…
عاد
مطوقًا
عنقه راغبًا في إصلاح الأمور بينهم كي يتقبله فيما بعد..ويقبل بزواجه من ثراء:
-انا من اول ما شوفتك وانا بحبك…
ومضايقتي
ليك
وخناقي
معاك كانوا من حبي فيك..اصل انا كدة لما احب حد احب اعمل معاه كدة..متزعلش مني بقى..وادي بوسة اهي…
أنتهى
مقبلًا
إياه على وجنتيه بحركة مباغتة جعلت مروان
يتسمر
….وتتسع عينيه…
نظر لجابر وصاح
متيقنًا
من شكوكه السابقة:
-انا كنت صح….وعشان كدة انت عامل فيها نسوانجي! بتبعد الشكوك عنك…
لم يفقه جابر عما يتحدث وقبل أن ينطق باي شيء…وجد مروان ينفض يده
ويركض
من أمامه…ويده لا تكف عن مسح وجهه مكان قبلته………..
ضرب جابر كف بآخر متمتم مع ذاته:
-لا حول ولا قوة الا بالله
اونكل
مروان
اتجنن
…
*********************
في ذات الوقت داخل حجرة المكتب..جلس خليل على المقعد المقابل للمكتب و بالمقعد المقابل له جلس بسام والذي عقد حاجبيه وتساءل :
-خير يا خليل؟
رد عليه بهدوء شديد ينافي حقيقة ما بداخله وما يشعر به الآن:
-كل خير بأمر الله…اول حاجة انا آسف اني جيت في وقت زي ده..بس اعذرني
رجاءًا
…
واسمعني
للآخر..
عقد بسام ذراعيه أمام صدره ومنحه فرصته:
-اتفضل
سامعك
.
-انا عايز حضرتك تعرف أني لسة عندي رغبة وأمل أن آنسة فجر تبقى ليا..كل الحكاية أن الأمور
اتلخبطت
من بعد طلاق عابد و وئام…وبقيت مشتت..مش عارف اعمل ايه..اجي اتكلم مع حضرتك
ونتمم
اللي اتفقنا عليه..ولا لا..
كنت محرج ومش عارف رد فعل حضرتك هتبقى ايه…وكمان راعيت مشاعر عابد…
لزم الصمت مطالعًا بسام..فوجده يركز معه ويظهر عليه تقبله لحديثه
وإقتناعه
به..بلل شفتيه واضاف
ندمًا
:
-عارف اني غلطت وكان المفروض اجي اتكلم مع حضرتك
وافهمك
أن لسة عندي الرغبة بأن الموضوع يكمل..بس سامحني انا معنديش خبرة وجاهل في الكلام ده..
واقسملك
أني
مشلتش
الموضوع ولا لغيت الفكرة..كل الحكاية اني قولت
هأجلها
تكون الدنيا هديت وبقت تمام..
بس لما عرفت أن فجر في واحد تاني متقدملها مقدرتش اسكت اكتر من كدة…….
وبحاجب معقود ودهشة تملكت من بسام قال:
-عرفت منين دي فجر لسة معرفتش !!
أخبره بصدق:
-جابر قالي.
-جابر عرف منين؟؟؟
-مش عارف بصراحة……
قالها بعدم إدراك..ثم سكت للحظات يترقب تعقيب من بسام..سواء كان
بإبداء
موافقته أو رفضه والذي لن يقبله وسيحاول معه بشتى الطرق كي يقنعه به…
ضاقت عين بسام رغم حدوث ما كان
يبتغيه
وهو إدراك خليل ومحاولته فعل شيء لايقاف تلك الزيجة..ولكن من اين علم بتلك السرعة؟؟؟؟
فتساءل
بحيرة بينه وبين نفسه:
-الله!!! وجابر عرف منين ؟
طال انتظار خليل
لرده
…..مما جعله
يتململ
في جلسته
ويسعل
بخفة، مغمغم:
-حضرتك موافق اجي مع بابا
ونتمم
الموضوع بليل ولا لا..
لم يبدي اي رد فعل وظل
جامدًا
..مما جعل قلب خليل يهوى بقدميه..ويشعر بأن قلبه على وشك التوقف عن النبض
والخفقان
….
لكن جاء جوابه مسببًا في سعادته حيث قال وهو يطلق ضحكة عالية:
-طبعا موافق
نتمم
ومستنيكم
….قوم هات حضن يا جوز بنتي………..
*******************
يقتطف
«حسن» النظرات من حين لآخر إلى والدته القابعة أمامه
ويفطران
سويًا……
ولنكون
أكثر دقة هي فقط من تتناول طعام الإفطار التي أعدته…فهو كان مشغول الفكر بها ويشعر
بالاسف
حيالها
وحيال
ما فعلته «زينة» معها……..
انتبهت
لشروده
وعدم تناوله شيء….
فأبتلعت
ما بفمها وقالت بقلق:
-مالك يا حسن مش بتاكل ليه؟؟؟؟
فاق من
شروده
على صوتها
وسؤالها
فتحدث ينفي ما تقوله:
-لا باكل يا ام حسن..تسلم ايدك الاكل طعم أوي..
قالها
ملتقطًا
يدها يقبلها بحنو شديد…
فربتت
على كتفيه وهي تخبره ببسمة واسعة:
-الف هنا وشفا يا حبيبي مطرح ما يسري
يمري
….
عقب انتهائها ابتعد وبدأ بتناول الطعام رغمًا عنه كي لا يضايقها……..لكنه فشل بهذا
فالطعام
كان يقف بحلقه
شاعرًا
بمرارة
وغصه
تعيق
تلذذه
وابتلاعه
للطعام…..
لم تغفل مرة أخرى وقالت:
-لا كدة
هتقلقني
مالك يا واد..انت كويس
متقلقنيش
الله يباركلك….
هنا ولم يصمت…أجبر ذاته على بلع ما بفمه ملقيًا عليها ما يجعله يشعر بالحنق
ويعكر
صفوه:
-لا ياما مش كويس..انا مضايق من اللي حصل امبارح…
ورغم إدراكها عما يتحدث الا أنها عقدت حاجبيها و رسمت عدم الفهم على وجهها وقالت بحيرة زائفة:
-اللي حصل امبارح؟!! هو كان إيه اللي حصل امبارح يضايق..ده اليوم كان جميل و زي العسل…..
-لا ياما مكنش جميل انا شوفت زينة عملت ايه معاكي وعارف انك
اضايقتي
….
للمرة الثانية تصر على الإنكار واظهار عدم الفهم متمتمة بدهشة:
-انا مش عارفة انت بتكلم على ايه بصراحة..البت معملتش حاجة ولا انا اضايقت..انت عايز تضايقني بالعافية…وبعدين حتى لو انت شوفت حاجة هي عملتها يمكن من غير قصد..
ومتقصدش
حاجة..
سحب نفسًا ثم زفره على مهل فلا يجد كلمات يعقب بها على كلمات والدته…..نهض من جلسته وقبل أعلى رأسها يخبرها بحنو ونبرة دافئة:
-طيب حقك عليا لو حصل حاجة زعلتك أو حتى لو محصلش زي ما بتقولي..
وعايزك
تعرفي اني بحبك اوي ياما ومش
هسمح
لاي مخلوق مين ما كان يكون يضايقك ولو بحرف مش كلمة…………..
في ذات الوقت بمنزل «زينة» والتي كانت تقف أمام المرآة
تهندم
ملابسها
وتتأكد
من هيئتها قبل هبوطها و ذهابها لعملها..
انفرج الباب ودخلت عفاف وهي تخبرها بهدوء:
-يلا الفطار
اتحط
على السفرة..تعالي
كُليلك
لقمة قبل ما تنزلي.
وببرود
وهي تتأمل
دبلتها
التي باتت تزين يدها ردت عليها:
-لا مش
جعانة
افطروا
انتوا.
ارتفع حاجبي عفاف باستهجان
واخبرتها
بدهشة:
-في ايه يا بت مالك
سايقة
العوج
ليه على الصبح؟
التفتت إليها قائلة بذات البرود:
-انا لا
سايقة
العوج
ولا عملت حاجة..انا صاحية
مقريفة
بس مش اكتر ومش عايزة افطر فيها مشكلة دي؟؟؟؟
ابتسمت لها
بغلاظة
متعمدة وقالت:
-لا يا قلب أمك مفيهاش حاجة..
وبكيفك
….
تركتها وانسحبت من الغرفة…فتحركت زينة
وانتشلت
حقيبة يدها من أعلى الفراش
وتحركت
للخارج مفارقة المنزل بل البناية بأكملها……
التقطتها عين حسن والذي كان يهبط بذات الوقت من
بنايتة
قاصدًا متجره..
لاحت شبه بسمة على وجهه واسرع من خطواته كي يلحق بها…وبالفعل نجح
بملاحقتها
حتى بات جوارها متمتم بهدوء:
-صباح الخير.
توقفت تطالعه بذات الملامح
المرتسمة
على وجهها
مجيبة
عليه:
-صباح النور.
-رايحة المستشفى مش كدة؟
وقبل أن تجيب
وتستهزء
من سؤاله الساذج كان هو يسبقها ضاربًا على جبينه يجيب على سؤاله:
-اكيد طبعا رايحة الشغل…طب ايه رأيك اوصلك..
وبنبرة رافضة قالت:
-لا شكرا مش عايزة
اعطلك
خليها وقت تاني…يلا سلام..
لم يرغب
بالإلحاح
عليها وتركها تفعل ما تشاء وقبل أن تغادر من أمامه اوقفها طالبًا منها:
-طب ممكن رقمك عشان ابقى اكلمك؟؟ انا لحد دلوقتي مش معايا رقمك….
اماءت له بموافقة
واملت
عليه رقمها ثم تابعت طريقها لعملها…أما هو فابتسم
مسجلًا
رقمها…..
********************
تهلل وجهه «دلال» والتي استقبلت كلا من جابر وخليل
واخبرها
خليل
بذهابهم
مساءًا
للتقدم إلى «فجر» مرددة بعدم تصديق:
-انت بتهزر صح؟؟ أخيرًا
اتحركت
يا واد…ده انا كنت فقدت فيك الأمل….
هز خليل رأسه يؤكد لها:
-لا مش بهزر يا أمي والجماعة
مستنينا
بليل.
هنا واطلقت الزغاريد
المهللة
…بينما احتضن أشرف اخيه
مباركًا
له:
-الف مبروك يا حبيبي..ربنا يتمملك على خير…
بادله
خليل
عناقة
وقال ببسمة لا تفارق وجهه:
-حبيبي…
هبط نضال..عابد..وسلطان على صوت الزغاريد وتساءل ابيهم بدهشة:
-في ايه يا ولية
بتزغردي
ليه ؟؟؟
وبسعادة
كبيرة أخبرته:
-ابنك اتحرك يا سلطان..الجبل اتحرك…
عقب جابر مازحًا:
-والتلج ساح ياما.
تساءل سلطان بعدم فهم:
-مين اللي اتحرك
وتلج
ايه اللي ساح؟
نطق خليل يوضح لأبيه وإخوته:
-قصدها انا يا بابا..انا طلبت فجر تاني من والدها وبامر الله
هنروحلهم
بليل
ونتفق
على كل حاجة…
انفرجت
اسارير
سلطان ولم يتردد بإظهار سعادته وعناق ابنه
مباركًا
له:
-يا الف نهار مبروك…مبروك يا حبيبي…
هنا ونظر عابد بساعة معصمه وعلق بدهشة:
-طلبتها امتى؟؟! دلوقتي !
كاد جابر أن يتدخل وخرجت بعض الحروف لكنه توقف بعد أن تقابلت عينيه مع عين عابد المظلمة متذكرًا ما فعله جابر وكيف خدعه….
ابتلع جابر ريقه واقترب مع ابيه تزامنًا مع تأكيد خليل
وسرده
ما حدث وما جعله يجن ويذهب بهذا الوقت..
استغل انشغال البقية مع خليل واستماع ما لديه..هامسًا لابيه:
-بابا.
اجابه سلطان بهمس مماثل:
-نعم يا روح أبوك.
-انا امبارح خليت عابد يشتغل على الترابيزات..اكيد حضرتك خدت بالك..
أكد له بذات الهمس وبسمة بسيطة:
-اكيد…وكنت عايز اقولك
عفارم
عليك يا بن
اللئيمة
..عجبتني الحركة…وعلى فكرة عابد سألني وانا
اكدتله
أن كلكم
اشتغلتوا
زيه..
ارتفع حاجبيه وأخبره:
-طب على فكرة نضال فتن وقاله اني ضحكت
وكدبت
عليه..
وطلعني
كداب..
حول سلطان نظراته نحو نضال والذي كان يهنئ خليل وتساءل:
-بقى هو فضحك؟
-اه والله..
اماء سلطان براسه
تفهمًا
وانتظر انتهاء الجميع من مباركة خليل ثم صاح بحسم:
-يلا يا جماعة نفطر بقى عشان نشوف شغلنا.
وقبل أن يتحرك اي منهم..ثبت
حدقتاه
على نضال وقال:
-نضال انهاردة
هتشتغل
على الترابيزات مع اخوك عابد مفهوم؟………..
تهلل وجه جابر
وحدق
بنضال
والذي
بادله
نظراته بأخرى حاقدة فلم يغيب عنه همسه مع والده………
****************
انسحب «أشرف» من حجرة السفرة…
منهيًا
إفطاره..مبتعدًا عنهم كي يستطع الرد على تلك المجنونة التي
تهاتفه
..
جاءه صوتها بعدما وضع الهاتف على أذنيها متحدثة برقة:
-جود
مورنينج
أشرف..
ورغمًا عنه ابتسم
محركًا
رأسه
بيأس
..معلقًا بهدوء:
-لا أنا خلاص مش
هتعصب
……
قالها
ملتقطًا
أنفاسه…مضيفًا بعد لحظات لا
تُحسب
أو
تُعد
:
-جود
مورنيج
مدام
كركدية
..
أطلقت ضحكة
خافضة
معلقة على هذا اللقب:
-شوف انت
بضايقني
بس والله مهما عملت مش
بضايق
منك ولا بزعل…
كبح بسمة هادئة كادت ترتسم على محياه متمتم بهدوء وصدق:
-ولا أنا..مش عارف إزاي ببقى مضايق منك ومش
طايقك
وفي لحظات
بتخليني
اتحول….على فكرة لما بتعصب عليكي أو
بزعلك
بيبقى غصب عني..واكيد أنتِ عارفة انك
تعصبي
بلد…
أكدت له متمتمة بأسلوب مرح:
-أيوة ايوة فعلاً مروان
مأكدلي
ده..المهم أنا مش عايزة نفضل زعلانين من بعض..
وعايزاك
تصالحني
عشان انت مزعلني
وبتتعصب
عليا كتير..
-ماهو أنتِ السبب انا مش مجنون يعني ولا غاوي نكد..وعلى العموم حقك عليا مبسوطة كدة؟
تحدثت بحماس زائد متمتمة:
-جدًا جدًا…
-لا طالما جدًا جدًا يبقى أنتِ كمان
تصالحيني
..
-طب ما أنا
صالحتك
بـ أشرف ألا صحيح هو عامل إيه..
رد عليها بغيظ وسخرية:
-كويس الحمدلله
وبيسلم
عليكي
تأخدي
تكلميه؟
ضحكت للمرة الثانية مغمغمة:
-لا شكرا..مش عايزة اكلم غيرك..قولي عايزني
اصالحك
ازاي…
وبجدية
شديدة اخبرها:
-متقوليش على هديتك
المهببة
دي أشرف تاني…ولون شعرك الحلو ده
تغيريه
وترجعيه
للونه
الأصلي..
هنا وصاحت مزيفة عدم
استماعها
:
-ايه بتقول ايه !!! مش
سامعة
..الصوت
بيقطع
…يا أشرف..يا أشرف….
أدرك ما تفعله وصاح:
-أنتِ
هتستعبطي
!!
-لا
هستهبل
……يا أشرف
متهزرش
لون شعري جميل والله أوي..
رد بغيرة واضحة
متناسيًا
أمر النسناس:
-ما هو المصيبة أنه جميل اوي
فعلًا
…
تنهدت مرددة:
-طيب سيبك من شعري دلوقتي وكل الكلام ده..قولي مش
هشوفك
انهاردة؟
بلل شفتيه بطرف لسانه يخبرها:
-لا
هتشوفيني
… بليل
هنكون
عندكم خليل كلم عمك بسام من شوية
وهيتقدم
لفجر وعمك موافق…
اتسعت عيناها وصاحت بصدمة:
-بتكلم جد؟!
أكد لها هذا فأسرعت
بالاغلاق
معه والانطلاق من حجرتها نحو غرفة فجر…..
اقتحمت الغرفة واقتربت منها مرددة بكلمات سريعة:
-طبعا لسة
معرفتيش
فحبيت
اعرفك انا
وافهمك
قبل اي حد…خليل من شوية كلم
ابوكي
وطلب إيدك
وابوكي
وافق يجي…وبليل
هيكونوا
هنا……….
*******************
-اشتغل يا بابا..اشتغل يا حبيبي انت وهو…مش
هتقعدوا
ترغوا
وسايبين
الشغل…..
كانت تلك كلمات «جابر» الذي ألقاها على مسامع كلا من نضال وعابد
المتذمرين
من عملهم ومما فعله والدهم معهم وجعل جابر يتحكم بهم..
تجهم وجه نضال وهو يعقب:
-ولا انت خليك في حالك..وملكش دعوة بينا…ومتفتكرش نفسك حاجة الله يخليك احنا هنا زينا زيك… ماشي؟
نفى جابر برأسه متمتم:
-لا مش ماشي… أبوكم قالي اخلي عيني عليكم عقبال ما يجي..فـ يا تشتغلوا بـ التي هي أحسن ياما اجبلكم بابا ومنه ليكم بقى..وعشان تبقوا عارفين انا اهون من ابوكم كتير..
تأفف عابد وصاح:
-يا مصبر الوحش على الجحش….
ارتفع حاجبي جابر وقال مستنكرًا :
-انا جحش يا ثور……اقولك الله يسامحك…انا مش هرد عليك عشان أنا محترم بس…لكن انت مهزق بترد على اخوك الكبير..
وبنبرة أثارت رعب جابر ردد عابد:
-لا أنا ممكن امد ايدي كمان تحب تشوف..
وبخوف طفيف رد عليه:
-لا محبش..انا مش فاضي أصلا…انا هروح المطبخ ادوق الاكل..متعرفوش انتوا دوق الاكل صعب قد إيه…يلا مش مهم……كتكم القرف..
قالها وهو يتحرك نحو المطبخ…تاركًا نضال وعابد خلفه…..
وقبل أن يتفوه نضال ويقول أي شيء صاح عابد:
-روح يا عم شوف شغلك خلينا نخلص…
عاد كلا منهم لعمله…ولعالمه الخاص من الأفكار…فـ عابد كان يفكر فيما عليه فعله اليوم..
ترى هل عليه الذهاب…ام يعتذر ولا يحضر معهم فرؤيتها تسبب له الكثير من الفوضى بمشاعره…ويأنبه قلبه على تركها…بينما يحثه عقله على اظهار القسوة والتجرد من الرحمة أو الشفقة مثلما فعلت معه…
بينما شرد نضال بـ جابر الذي لا يتوقف عن ابتزازه ويساومه من أجل فعل ما يريد والتقرب من ثراء…..
كما شرد بـ داليدا الذي خدعها وكذب عليها وقلب الطاولة على رأسها…فرغم عدم خيانته لها وعدم استجابته مع أي فتاة إلا أنه أخطأ و كذب عليها بذهابه وكبرت كذبته رويدًا رويدًا دون أن يشعر…..تمامًا مثلما فعلت وئام فـ رغم عدم خيانتها لـ عابد إلا أنها أخطأت وكذبت عليه ولم تخبره بأنها تحادث وتجيب على رجل آخر بأسلوب مهين وفظ…….ورغم تشابه الموقف بين وئام ونضال إلا أنها هي من تعاقب الآن وانفصلت عن حبيبها أما نضال فقد خرج منها بسهولة وتمكن في تحويل الأمور لصالحه بعد أن قام بدور المظلوم..والآن ينعم بتواجد زوجته بجواره…..
**********************
حل المساء…وذهبت عائلة سلطان بأكملها إلى منزل الحلواني لطلب فجر والاتفاق على كافة الأمور…..
رحبت العائلة بهم…وتحاشى عابد مروان والذي تعامل بأريحية وكأنه لم يحدث شيء…..
بحثت عين عابد عنها وتلهف لرؤيتها..مما جعله ينعت قلبه ويلقبه بالاحمق….
وللحق فهو لم يخطأ فهو حقًا أحمق.. اعمى بصيرته ورفض تصديقها رغم ندمها واعترافها بخطأها…متحليًا بعقلية صارمة تمنعه من تصديقها والتغاطي عن هذا الخطأ……….
جلس الجميع متبادلين الكلمات المعتادة.. التقليدية والتي تطرح بمثل تلك المواقف دائمًا….
وبعد وقت ليس بكثير حضرت فجر بفستانها الداكن الواسع ونقابها المماثل بلونه للون فستانها….متلقية الترحيب الحار من دلال والتي أثرت على جلوسها بجابنها….
كذلك ظهرت الفتيات…فوقع بصر أشرف على وعد…وجحظت عيناه من فستانها التي ترتديه وذلك الكعب العالي..وخصلاتها المتحررة والذي كلما رآها يشعر برغبته في اخفائها عن الجميع….
فلم يكن عليها أن تحسن باختيار هذا اللون الذي لاق ولائمها لتلك الدرجة …….
ابعد عينيه عنها خاصة بعد البسمة التي منحتها له…..
كذلك ارتكز بصر عابد مع وئام ومع تأمله لها لثواني كاد يحن ويعلن قلبه العصيان….فـ لحق ذاته وذكر نفسه بفعلتها وأن كرامته و رجولته لا تسمح له بالعفو عنها…واجبر ذاته وقلبه على اظهار القسوة فقط…
أما جابر فكان يطرق رأسه مغمغم مع ذاته وبدون صوت:
-متبصش عيب..اتقى الله…اتقي الله ومتبقاش مهزق…………
وبالفعل صارع رغبته بالنظر إليها واشباع عينيه من رؤيتها..وظل مطرقًا الرأس كطفل تم معاقبته من قبل والدته……
بينما ابتسم نضال لـ داليدا و ارسل لها قبلة سريعة بالهواء لم يراها احد جعلتها تبتسم وتلقبه مع نفسها بالـمجنون.
فعل خليل مثلما فعل جابر وتحاشى النظر إلى عروسته….وانتظر حديث والده والذي استأذن منهم بجلوس خليل مع عروسته لإتمام “الرؤية الشرعية” والذي يستطع ويباح خلالها رؤيه العريس لوجه عروسته…والحديث معها…
استجابوا لطلبه وابتعدوا عنهم بالفعل جالسين بمكان قادرين على رؤيتهم..ولا يستطيعوا الاستماع إليهم…
أما اشقائه فأولهم ظهره كي لا يرى أحد من بينهم وجهها…..
ظلت «فجر» جالسة مكانها….ابتلع خليل ريقه و رأى كل تلك المسافة الفاصلة بينهم..فنهض من مكانه وجلس على مقربة لكنه حافظ على تواجد مسافة كافية بينهم….
فركت يديها وكساها الخجل والحرج فها هو على وشك رؤية ملامحها…والحديث معها…
وبصوت هادئ طلب منها:
-ممكن ترفعي النقاب..
زاد توترها كما زاد فرك يديها وانتبه هو لهذا….
فقال يعرض عليها يزيل عنها حرجها:
-لو مش حبه خلاص…براحتك مـ
لم تدعه يتابع مستجمعة قواها وتحلت بالجراءة رافعة النقاب بهدوء شديد عن وجهها….متجنبة تقابل عينيهم أثناء فعلتها…
سلبت أنفاسه و وجدانه بجمالها الهادئ الناعم والذي يشبه نبرتها الذي بات يحفظها عن ظهر قلب….
ورغم جمالها البسيط..المشابه لـ وعد مقارنة مع باقي فتيات عائلتهم إلا أنه رآها الأجمل من بينهم..بل الأجمل بهذا العالم…وأجمل ما رأت عينيه.
تسارعت نبضاته ولم ينطق لسانه الا بتلك الكلمات:
-بسم الله ماشاء الله….تبارك الرحمن فيما خلق.
شعرت بالخجل يغمرها فلم تنتظر وسارعت باخفاء وجهها مرة اخرى..كي تخفي خجلها وما حدث معها من توتر مخيف….
لم يعارض أو يخجلها وتفهم سبب فعلتها فقال يستفسر منها:
-قوليلي موافقة عليا وموافقة تبقي مراتي على سنة الله ورسوله ولا لا…
ردت عليه بنبرة هادئة:
-لو مش موافقة كان بابا بلغك…
-طيب مش عايزة تصلي صلاة استخارة؟؟
رفعت رأسها هنا وطالعته بنظرة سريعة..وعجزت عن الرد عليه..فهل تخبره بأنها بالفعل قامت بها عقب عودتهم من السفر لادراكها بطلبه و رغبته…وانها كانت تنتظره ليأتي متفهمه موقفه وعدم إتيانه لما حدث بين وئام وعابد…ولكن طال انتظارها ولم ياتي…..
ابتلعت غصتها وتحدثت بهدوء شديد تستفسر منه :
-انت ناوي على إيه؟ انت عارف أني لسة فاضلي الترم ده..كمان مش عايزة نبقى مع اشرف و وعد و نضال و داليدا..انا حبة فرحي يبقى فرح إسلامي..
تهلل وجهه وقال بحسم وسعادة:
-وانا كمان حابب اعمل كدة…واحنا مش هنستناهم..احنا هنتجوز علطول..وتكملي عندي وفي بيتي… موافقة ؟
لو مش موافقة قوليلي أنتِ حبة إيه وهعملهولك…
ردت عليه توافق على ما تفوه به:
-وانا موافقة معنديش مانع….
-طيب أنتِ موافقة نقعد مع اهلى زي اشرف ونضال ولا حبة نعيش برة..
لم تبدي أي اعتراض وقالت:
-لا معنديش مشكلة..
وبعد لحظات كان يدعو اهلهم لمشاركتهم الجلسة من جديد..
وبدأ حديثهم للاتفاق..فقال خليل مصوبًا حديثه لأبيها وجدها:
-انا وفجر حابين نتجوز علطول وفرحنا يبقى إسلامي..واتفقنا نعيش مع أهلي يعني كل الحكاية هنضبط الاوضة بتاعتنا…وبما أن مفيش داعي نستنى والاوضة هتجهز علطول…احنا نحدد ميعاد الفرح دلوقتي…
تساءل بسام ببسمة:
-طيب حابب يبقى امتى..
وببسمة واسعة وحماس اردف خليل:
-بعد اسبوعين يناسبكم؟
وقبل أن يبدي بسام ومحمود موافقتهم…صاح نضال متذمرًا كالاطفال:
-لا معلش…ليه اسبوعين…يعني إحنا نكون كاتبين قبلك ومستنين كل ده..وانت جاي عايز بكل سهولة تجوز بعد اسبوعين..لا دي كوسة بقى…وانا اعترض..ويا نتجوز احنا الكل…يا نستنى احنا الكل….
جذبه جابر من ذراعيه يهمس له:
-يا عم اتنيل اقعد أبوك هيهزقك..…
جلس بالفعل على مضض خوفًا من نظرات والده المخيفة المصوبة نحوه…مستمعًا لموافقة بسام وهو يربت على قدم خليل بسعادة:
-وانا معنديش مانع يلا نقرأ الفاتحة……..
يتبع.
فاطمة محمد.
يارب الفصل يكون عجبكم..وعايزة اقولكم ان في رواية جديدة كوميدي ليا مشتركة مع رحمة نبيل وفاطمة سلطان هتنزل يوم الجمعة وهبقى انزلكم اللينك بتاعها قبلها يعني يوم الخميس بأمر الله. 🫂❤️❤️❤️❤️
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.