رواية حمام كليوباترا الفصل العاشر 10 والأخير – بقلم سعاد سلامة

رواية حمام كليوباترا – الفصل العاشر والأخير

بعد مرور أسبوعين تقريبًا،بعد يومين
عُرس ثلاث شباب وثلاث صبايا من عشيرتي
الزيانى والعبيدى،لابد من مراسم خاصه وإحتياطات خاصه أيضًا
…..
بعشيرة العبيدى
بخيمة جلال دخلت قبل قليل عوالى ومعها إحدى الخادمات تحمل طعامً له،لكن لم يجدنه وكادتا الخروج من الخيمه لولا
دخل أن الى تلك الخيمه مُلقيًا السلام
ثم قال: لو سمحتِ، ممكن تنادي على
الشيخ جلال العبيدى،قولى له القائد محمد سليم.

ردت وهى مازالت تُعطى له ظهرها:
فى ميعاد سابق بينكم.

رد عليها: لأ، بس محتاجه لآمر خاص لو سمحتِ وقتى محدود.

إستدارت وكشف ذالك البُرقع عن وجهها قائله بنبرة دلال مُهلكه: بس للآسف الشيخ جلال مش موجود،
تقدر تقولى الآمر الخاص اللى محتاج والدي فيه يا سيادة القائد “سيزار” ٠٠٠مش ده لقبك ولا أنا غلطانه؟

إنشرح قلبهُ نادمًا جاء لهنا أكثر من مره وكانت قريبه وكان يبحث عنها ، وهى ذات صيت واسع بين قبائل مرسى مطروح… لكن القليل من رأى وجهها من الجيد إنها تُخفيه خلف ذالك البُرقع، حتى لا تصنع فتنه بين نساء القبائل وأزواجهم…
نظر لوجهها الفتان قائلاً: فعلاً “سيزار”
وبصراحه مقدرش بعد ما وثقت بيكِ مره وغدرتى بيا أقولك محتاج الشيخ جلال ليه لآنه أمر خاص بالرجال…. بعيد عن….. غدر عوالي.

تسمعت تلك الخادمه هذا الحديث، بينما قالت لها عوالى:
إتركِ الطعام هون والدى بيصلى وزمانه راجع وإرجعى إنت للدار.

وضعت الخادمه الطعام وغادرت نحو الدار

بينما تبسمت عوالى له قائله:
الخدامه مشيت تقدر تقولى سبب حضورك لهنا ولا لسه فكرة إنى غداره مأثره عليك يا سيادة القائد.

تبسم سيزار قائلاً:
لو كنت لسه مصدق إنك غداره بعد لقائتنا الايام اللى فاتت يبقى العيب مش منى يا عوالى، أنا هنا مش فى مهمه رسميه أنا جاي أخطب النداهه من الشيخ جلال… وأعلن خطوبتنا بالعُروس اللى هيبقى بعد بكره.

مهما كان تحرُر المرأه لكن الخجل صفه مُلازمه لها
أنصهر وجه عوالى وهربت من أمامه،وكادت أن تتصادم مع جلال الذى يدخل الى الخيمه لم تنظر له واكملت فِرار .

ضحك سيزار
بينما تعجب جلال قائلاً:
مالها عوالى ليش عم تركض.

تبسم سيزار ومد يدهُ لمُصافحة جلال
الذى رحب به قائلاً:
أهلاً سيادة القائد،سعيد إنى شوفتك اليوم،مشان أشكرك،أنت كنت السبب الرئيسى إن عشيرة العبيدى وعشيرة الزيانى،يعود بينهم الصفا،عامر حكى لى إنك إنت اللى شجعته،وأثبت إن الجيش المصري
زى ماله يد بتضرب من نار،لكن كمان له يد ممدوده للسلام والمساعده.

تبسم سيزار قائلاً:بصراحه بعد مدحك ده انا مش عارف أتكلم فى الآمر اللى كنت جاى عشانه وهتفهمنى صح ولا…

قاطعه جلال قائلاً: إجلس الاول نتحدث
ولا تخاف أنا عندى من الخبره آنى أفهم نوايا اللى قدامى.

جلس جلال أولا ثم خلفه جلس سيزار.

رحب جلال به مره آخرى ثم قال:
خير يا سيادة القائد.

رد سيزار بشجاعه:أنا النهارده جاي بشآن خاص بعيد عن كونى من العسكريه المصريه..أنا عارف كويس اعرافكم وعوايدكم،بس معتقدش العوايد والاعراف دى تنطبق على….عوالى.

تعجب جلال قائلاً:
ما آنى فاهمك.

رد سيزار:أنا جيت اليوم أطلب يد عوالى.

تفاجئ جلال قائلاً:
عوالى…

أعاد سيزار قوله:أيوا عوالى بنت حضرتك.

تعلثم جلال قائلاً:.بس فى أعرافنا بنت العشيره ما بتتزوچ من..

قاطعه سيزار قائلاً:
بعرف أعرافكم، بس الاعراف دى لازم تتغير زى ما كل شئ بيتغير، وعوالى اكبر دليل عالتغير ده، عايشه بين هنا وبين إيطاليا، وزواجى منها ما بقلل من شآن عشيرة العبيدى.

إبتلع جلال لعابه قائلاً:
إعطنى مُهله يا وليدى وبرد عليك، بعد العُرس.

كاد سيزار ان يقول له من الأفضل أن يكون الرد قبل العُرس ويكون إعلان الخطبه يوم العُرس، لكن دخل حيدر الى الخيمه، مما جعل جلال ينظر الي سيزار قائلاً بتوريه:
بالنيابه عنى وعن عشيرة العبيدى إشكر لينا سيادة اللواء وهنتظر يشرفنا بالعُرس.

فهم سيزار أن جلال لا يود الحديث فى ذالك الآمر امام حيدر، فنهض قائلاً:
يوصل يا شيخ جلال، وإن شاء الله يتمم بخير…
هستأذن أنا.

اماء له جلال برأسه.

غادر سيزار الخيمه،
لاحظ حيدر شرود جلال بعد مغادرة سيزار وقال:
ليش كان هضا القائد هون الحين.

إنتبه جلال له قائلاً:
ولا شئ كان بيهنى بالعُرس.

شعر حيدر بالبُغض منه قائلاً:
هضا شخص حشري ما بعرف ليش بتسمح له يدخل بشؤنا الخاصه… بيكفى إنه كان المرسال بينا وبين عشيرة الزيانى،وبين بقية عشاير مرسى مطروح هضا عطاه مكانه كبيره…ما بيستحقها.

كلمة حيدر عن سيزار رنت برأس جلال، فعلاً سيزار أصبح له مكانه كبيره بين عشائر البدو فى فتره وجيزه، أصبح يحصل على إعجابهم وتقديرهم له كشخصيه قويه ومُحنكه… كما أن عوالى ليست كبقية بنات البدو، الأمر الآن لها، لكن لن يقول لها قبل ان يتنهى ذالك العُرس المُرتقب بسلام.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين
بيوم العُرس
ظهرًا
بسبب أن العُرس يجمع بين عشيرتين،كان الزفاف بساحه كبيره بأرض بين العشيرتين
نُصبت بخيام خاصه لإستقبال وفود العشائر الأخرى
ولطبيعة أعراس تلك المنطقه التى تُقام ظُهرًا
كان الجو صيفى هادئ
وعلى مسافه قريبه كانت هنالك وحده عسكريه بقيادة سيزار وماهر أعين مثل الصقور تراقب، فهنالك من يود إفساد ذالك اليوم، منهم هؤلاء الجبناء.

كانت مراسم عُرس بدويه بعز النهار

بعد قليل نهض الثلاث عِرسان كل منهم ذهب الى مكان عروسهُ وأخذها معه الى منزله بقبيلته.

لكن لم ينتهى العُرس ولا الولائم بين بقية الحضور.

لاحظ سيزار تلك التى تسللت من بين النساء وإبتعدت عن مكان العُرس… همس لـ ماهر بشئ ثم تتبع أثرها.

بينما حيدر ذالك الحاقد اليوم كان يشعر بأنه مثل المُكبل عليه الرضا بما يحدث لم يعُد يستطيع فعل شئ، خابت كل محاولته بإفساد ذالك العُرس، عليه التسليم بالأمر الواقع.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بقليلة العبيدى
بغرفة عامر وسالمه.

دخل عامر الى الغرفه
مُبتسمًا
وقفت سالمه، الى ان إقترب منها وازاح عن وجهها ذالك الوشاح ونظر لوجهها ثم إقترب منها وامسك يديها بين يديه وإنحنى يُقبلهما قائلاً:
كنتِ حلم بعيد المنال كنت فى كل لحظه بدعى ربنا تكونى من نصيبى…يوم ما جسور شافنا عند الشط كان عندى أهون أنه يقتلنى ويرحمنى من الخوف اللى فى قلبى إنى أفقدك…حتى لما حدد مهله يوم واحد روحت له وانا مش هاممنى أنى ممكن اتقتل،كنت حاسس إنى بتحرر من قيود كانت مكبلانى،أنا بعشقك يا سالمه يا حوريتى اللى إتسحرت بها.

تبسمت سالمه بحياء تبعد وجهها عن عين عامر قائله:
أنا غبت عن الوعى وسلمت أمرى لربى وهو له
شآن، حبنا هو اللى جمع شمل القبيلتين من تانى يا عامر.

تبسم عامر قائلا: ربنا رايد نكون سبب فى لم شمل وأكيد هتدوم محبتنا لبعض اللى جمع الشمل هو القلوب السالمه.

أنهى قوله بقُبله عاشقه ولمسات شغوفه كانت تُسطر طريق عامر بالأمل السالم.
……..ــــــــــــــــــــــــــــــ
بعرفة فهد
فتح باب الغرفه بعصبيه وعصف الباب خلفه مما جعل غنوه تنهض من على الفراش بفزع لكن برائتها الشقيه نهضت وكشفت عن وجهها الوشاح وكادت تتحدث
لكن نظرا الأثنان لبعضهما وقالا بفزع:
إنت العريس!
إنتِ العروس!
هضا مستحيل!

صمت الإثنان ينظران لبعضهما بغيظ
الى ان قال فهد يعنى كمل حظى،أتزوچ غصب عنى،ومن مين من اللى لسانها أطول من جسمها.

عبست غنوه بوجهها قائله:
وإيش غصبك على الزواچ،كنت بنته؟

نظر لها فهد بغيظ قائلاً:لو ما اليوم يوم عُرسك والمسا هيجوا يمسوا عليكِ كنت قطعت لسانك لأ مش بس لسانك كمان نسلت جسمك هضا وطعمت بيه سحالى الباديه.

نظرت له غنوه قائله:
سحالى الباديه،ليش شايفنى ذبابه…حديثك ماسخ يا متعالى يا فحل.

للحظه كان فهد يشعر بالغضب لكن تغير ذالك ونظر لها بمكر يُرهبها قائلاً بنظرة وقاحه رسمها غصبًا فهى بنظره لا يوجد بها أى أنوثه مجرد جسد طفله رغم انها إقتربت من عمر التاسعه عشر أصبحت صبيه…
وأقترب منها وبدأ بخلع ثيابه،وغمز بعينيه قائلاً:
إحنا هنقضى الوقت فى الحديث وذم بعض ولا أيه انا الشرع محللى أربعه، مفيش مانع أبدئهم بسحليه.

إبتعدت غنوه عنه سريعًا وبظرف ثوانى لا يعرف كيف تسلقت الدولاب وجلست فوقه.

ذُهل فهد نفسه من ذالك وقال:
طبعًا سحليه فى ثوانى كنتِ فوق الدولاب،إنزلى.

ردت غنوه بعناد:لاه مش نازله إنت قليل الادب ونوياك خبيثه غير إنك بتقول عليا سحليه وأنا مقبلش زوچى يتزوج عليا.

ضحك فهد قائلاً بتهديد: خليكِ عندك عالدولاب عشان لما يجوا المسا اقول لهم السحليه لازقت عالدولاب وقالتلى إنى منفعكش إتزوچ عليا بس المره الجايه إبقى إتزوج ست بجد مش سحليه… هى السحليه كده دايماً لسانها خارج بره شفايفها.

نظرت له غنوه بغضب ساحق لكن قالت:
وماله إتزوچ،هتلتزم تجيب لى هدايا ودهب متل العروس اللى بجد اللى هتتزوچها وهتبقى زوچ الاتنين وشوف بقى مكر الضراير..ميغركش إنى چسمى صغير،لاه خد بالك كل قصير بيبقى ماكِير.

تهكم فهد بغيظ قائلاً:
وإنتِ ماكِيره إنتِ، إنتِ شكلك عملى الرضى كان يوم أسود لما شوفتك عالطريق ياريتنى دعستك إنتِ وعنزتك يومها مكنتش هتصدم إنك زوچتى.

تحدثت غنوه بلذاعه سُرعان ما تصَعبت بطفوله:
الله يسامحك، انا هكبر عقلى ومش هعمل عقلى بعقلك اللى بيسخر منى… أنا صحيح جسمى صغير خلقة ربنا، لكن وإنت مش بس فحل لأ كمان عاوز تستقوى عليا.

فتح فهد عينيه بإتساع قائلاً:
أنا بستقوى عليك،أنا اللى طلعتك عالدولاب.

تصَعبت غنوه بطفوله قائله:
أنا طلعت عالدولاب خوف منك،ودلوقتي هنزل إزاى.

تنهد فهد قائلاً:
منك لله يا حيدر يا خوي إنت السبب كنت بعرف إن نيتك سوء واهو أنا وقعت فى السوء هضا.

إقترب فهد من الدولاب ورفع يديه قائلاً:
تعالى أنزلك متخافيش أنا قبل كده إصتادت تعابين وعقارب من الباديه مش هخاف من سحليه.

تدمعت غنوه قائله:لا مش نازله طول ما انت بتقول عليا سحليه.

شعر فهد بوخره فى قلبه من دمعة عينيها وقال بمهاوده:
خلاص متزعليش مش هقول سحليه يلا إنزلى.

فكرت غنوه قائله:.هنزل بس إبعد إنت عنى عيب لما تلمسنى.

أنزل فهد يديه وتنهد بزهق قائلاً:
اقولك زى ما طلعتى عالدولاب إنزلى يا سحليه.

ردت غنوه بعصبيه وهى تنزل ساقيها:
متقولش سحليه.

فجأه إختل توازن غنوه وكادت تسقط أرضًا صرخت بخفوت،فى نفس اللحظه تلقفها فهد بين يديه قائلاً بوقاحه:
حلوه الصرخه دى يا سِحليه،زمانهم سمعوها بالخارج وهيقولوا الفهد أكل السحليه.

حاولت غنوه الفلاص من بين يديه،لكن لصغر حجمها سيطر فهد على جسدها بين يديه وذهب بها نحو الفراش ووضعها عليه،ونظر لوجهها ليست جميله،لكن تحمل ملامح صغيره بلون خمري بريئ
كل شى بها صغير عدا شئ واحد

تبسم وهو يقترب من شفاها الصغيره قائلاً:
كل حاجه فيكِ صغيره ماعدا حاجه واحده بس حجمها قد جسمك مرتين وأنا لازم أحجم لسانك ده يا سحليه.

كادت أن تسبه لكن أغلق فمها بقُبله يخترق مشاعرها البريئه التى سُرعان ما تخلت عن التمنُع وأصبح بالغرفه صوت شدو غنوه الذى روض الفهد.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بذالك الشاطئ

إنحنت عوالى وإلتقطت إحدى الاصداف الكبيره ثم جلست على إحدى الصخور
تنفض الرمال عن تلك الصدفه وتنفخ من عليها بعض الرمال العالقه بتجويفها.

تبسمت حين سمعت من يقول:
بتوشوشى الصدف تقولى له أيه؟

رفعت وجهها ونظرت إليه تضحك عينيها وشفتيها قائله:
سيادة القائد ساب مهمته وجاى ورايا عشان أقراله الطالع.

قهقه سيزار وذهب يجلس جوارها قائلاً:
أنا راجل عسكرى مش بآمن غير بالواقع اللى عايشهُ…والطالع أفضل يكون فى علم الغيب.

نظرت له عوالى تستشف من ملامحه الجواب،الذى وصل إليها وقالت عكس ما ترى من شجاعه واضحه على ملامحه وتسألت:
ليه خايف، تعرف أيه هيحصل فى المستقبل.

إنفرجت شفاه بضحكه قائلاً:
لأ…بس أفضل إنى أعيش اللحظه،من غير ما يكون عندى عِلم بحصولها قبل كده،كمان مش بحب الإنتظار.

تعجبت عوالى وتسألت:
قصدك أيه بالإنتظار.

نظر سيزار الى عين عوالى التى تُشبه أمواج البحر قائلاً:
إنتظار اللى هيحصل فى المستقبل،أنا قائد عسكرى وروحى على كفي زى ما بنقول فى لحظه ممكن رصاصة غدر تنهى حياتى،تفتكرى لو عرفت إن أمتى الرصاصه دى أمتى هتصيبنى هقدر أغير الطالع وبدل الرصاصه ما تنهى حياتى أنهى بيها حياة غيرى.

إزداد إعجاب عوالى بـ سيزار كل لحظه وقالت:
طب وبالنسبه للـ الحب فى حياة القائد،مش عاوز تعرف بختك فيه؟

إبتسم سيزار قائلاً: أنا طول عمرى بآمن بالقدر، رغم إن
الحب عندى كان شئ مُستبعد قبل ما أجى لهنا وأدخل جبل النداهه.

إبتسمت عوالى قائله:عاوز تفهمنى إنك مكنتش فى يوم هتتجوز…كنت هتتجوز بعقلك.

تنهد سيزار قائلاً:العقل بيريح صاحبه ولا ليكِ رأى تانى يا عوالى،لكن القلب لما بيدخل بتعب صاحبه
بالذات لو وقع فى عشق نداهة الجبل اللى أختفت فى لحظه وسابته للحِيره هى حقيقه ولا خيال بيتمنى يشوفها تانى.

نهضت عوالى وتوجهت ناحية البحر تقول بدلال:
أكيد خيال زى كل شىٕ مميز فى حياتنا تحسه درب من الخيال.

نهض خلفها سيزار وبدأ فى حل أزرار زيهُ العسكرى وقام بخلع الجزء العلوى منه، ليصبح عارى الصدر، لكن هنالك شئ زرع الرُعب فى قلب عوالى…
حين رأت تلك اللمعه على صدرهُ بسبب إنعكاس الشمس على تلك القلاده التى يضعها حول عنقهّ…
هى قلادتها الضائعه، أين ومتى وجدها، والسؤال الأهم، هل تتحقق نبؤة العرافه وتقع أسيرة من يجد تلك القلاده
كان الجواب
بالفعل إنتِ أصبحتِ أسيرة غرام ذالك القائد.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة جسور
فتح باب الغرفه ودخل بهدوء يُلقى السلام.

نهضت دانه من فوق الفراش وردت عليه السلام.

إقترب جسور منها ومد يدهِ يُزيح الوشاح عن وجهها،
كانت تُخفض وجهها بحياء، رفع جسور رأسها ونظر الى تلك الاهداب السوداء التى تحد عينيها تبسم وهو يقترب بشفاه من جبينها ثم قبله قائلاً:
دانه”اللؤلؤه العاليه”
اللى خرجت من بين شقوق الجبال.

نظرت دانه لعينيه للحظه ثم أخفضت راسها قائله بهمس:
الجسور اللى أنقذنى من مصير معتوم… وكان نبيل رغم النزاع اللى كان بين قبايلنا، كنت الشهم الجسور.

تبسم جسور ولثم جبينها مره أخرى هامسًا، إنتِ اللؤلؤه العاليه، وهتفضلى عاليه وغاليه.

إبتعد جسور عنها قائلاً: انا هروح أتوضى.

تبسمت دانه بحياء.

بعد قليل إنتهى جسور من إمامة دانه للصلاه
نهض أخذًا يدها بين يديه، الى أن وصلا أمام الفراش إقترب جسور منها ونزع عنها ذالك الحجاب عن رأسها، ونظر الى اهدابها الذى عشق النظر لها من أول وهله، قائلاً:
إنتِ كنتِ السبب اللى خلانى اوافق على الصِهر بين قبيلة الزيانى والعبيدى، من أول ما وقعت عيونى على رموشك وقلبى دق، قلب الجسور اللى عمرهُ ما كان يتوقع إنه يخالف الأعراف خالفها عشان يفوز باللؤلؤه العاليه”دانه”

شعرت دانه بأختراق أنفاس جسور الساخنه التى تشعر بها على عُنقها،تشعر كآنها تُذيب دمائها وتمتزج مع معسول قُبلاته التى نالت من شفاها، يهمس بإسمها، ليسود الصمت وتتحدث لغة عشق
جسور الذى فاز بـ دانة بنات البدو اللؤلؤه العاليه.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بين شقوق الجبال
بأحد الاوكار التى تفوح منها رائحة الدنس والفساد الاخلاقى بكل المُحرمات والمُجرمات ، واشخاص تتخذ من الدين ستار لها لأهوائها.
بينما هى بالحقيقه جماعات مُرتزقه بلا هاويه تتشعب مثل السرطان أصبح لابد من إبادتها
وها هو بداية الإباده

كان هؤلاء الاوغاد يجلسون بتعالى وغطرسه غافلين عن خير جنود الأرض التى لا تهاب من خسيس، التى تتسلل بين تلك الشقوق وتُهاجم تلك الاوكار…
صوت الرصاص تعالى بين
خير الجنود، وبين الاوغاد اللذين يدعوهم كبيرهم الى الجهاد ويعدهم بأنهم سينالون الشهاده وهم يقاومون الخارجين عن الدين بينما تُزلزل الأرض من تحت اقدامهم وترتفع أسفل اقدام رجال الحق وهم يتبادلون معهم الرصاص،
تسلل سيزار خلف كبيرهم هذا الذى يدعوهم للجهاد وهو يهرب من بين الشقوق يدعهم يتساقطون كى ينجو هو بحياته، فهو القائد الذى يرشدهم للهدايه، لكن الى أين وخلفه من يُريد تطهير المنطقه من هؤلاء المُدنسين…
حملة تطهير شنها الجيش على غفله منهم، بدأت
كان سيزار وماهر يقودنها
الغلبه للحق،لكن لابد أن تنال أيدى الخِسه،كان هنالك شهداء من الجيش وإصابات،بالمقابل قتلى من هؤلاء الاوغاد وأسرى منهم،لكن رصاصه غدر اصابت كتف سيزار الذى تحملها الى أن إنتهت حملة التطهير

إستيقظت القبائل صباحًا على خبر تلك الحمله وصل ايضًا خبر إصابة سيزار،وإشاعه أن إصابته خطيره
وصلت تلك الإشاعه الى عوالى التى إرتعبت وقررت الذهاب الى ذالك المشفى الذى يرقد بها سيزار
من خلف زجاج أحد الغرف رأت عوالى رقدته وذالك الضماد حول جذعه، تدمعت عينيها، حسمت امرها من خوف إمتلك قلبها أن تفقده فى يوم من الايام عليها الآن إتخاذ قرار الفِرار من هنا قبل أن تفقد ما تبقى من قلبها.
……… ـــــــــــــ
بعد مرور يومين
بـ مطار الأسكندريه
باالطائره المُتجه الى روما
توقف أحد المسؤلين بالمطار جوار مقعد عوالى بالطائره قائلاً:
مدام “عوالى جلال العبيدى”

تعجبت عوالى من نعته لها بلقب مدام لكن قالت:
أيوا أنا.

رد المسؤول:
للآسف حضرتك ممنوعه من السفر ولازم تنزلى من الطياره، عشان موعد الإقلاع.

ذُهلت عوالى قائله بثبات: وأيه سبب منعى من السفر.

رد المسؤول فى المطار أكيد هتعرفى السبب بس بستأذن حضرتك فى ميعاد للإقلاع وإحنا ملزمين بيه.

تضايقت عوالى ونهضت وترجلت من الطائره، تريد معرفة سبب منعها من السفر فهذه أول مره تحدث لها.

بعد قليل بأحد غرف المطار، نهضت عوالى حين دخل عليها احد المسؤلين وقالت:. ممكن أعرف سبب منعى من السفر أيه بقالى اكتر من ساعه هنا فى الاوضه.

رد الذى فتح باب الغرفه ودخل بهيبته قائلاً:
ممنوعه من السفر بأمر من زوجك، يا مدام
“عوالى محمد سليم”

نظرت عوالى ناحية باب الغرفه ونظرت لمن يتحدث بتفاجو، ليس فقط من نعتهُ لها بإسمها مصحوب بكنيته، لكن من وقوفه أمامها يبدوا بصحه جيده، فقط حامل طبى يضع به ذراعه وعرجه بسيطه بساقيه.

تحدث المسؤل: إتفضل يا سيادة القائد هستأذن أنا.

إستأذن المسؤل وغادر وأغلق خلفه الباب…
نظر سيزار ناحية عوالى قائلاً:
مصدقتى إنى إنصابت وكنتِ هتختفى زى عادتك، يا نداهة الجبل.

تبدلت نظرة عينيها تنظر له ببسمه وراحه تشعر بإنشراح فى قلبها وهى تراه يتقدم منها الى أن اصبح أمامها مباشرةً…

تحدث سيزار: أكيد ساكته مكنتيش متوقعه إنى أقدر اوصلك فى أى مكان يا عوالى.

تبسمت عوالى بدلال قائله بإستفسار:
أكيد إستخدمت سُلطتك كقائد وكذبت وخليتهم يمنعونى من السفر.

ضحك سيزار قائلاً:
ومين اللى قالك إنها كذبه،إنتِ فعلاً زوجتى والدليل…

نظر سيزار نحو باب الغرفه ودخول الشيخ جلال ومعه عامر وماهر وشخص آخر يبدوا عليه الوقار بزى إسلامى…من منظره شكت انه مأذون شرعى.

إستغربت عوالى حين قال سيزار
أهلاً يا شيخ جلال
انا سبق وطلبت من ايد عوالى
وإنت النهارده رديت عليا بالموافقه،وأنا بقول خير البر عاجله والمأذون موجود والشهود وكمان حضرتك والعروسه كمان لحقناها قبل ما تهرب.

رد جلال وهو ينظر لـ عوالى قائلاً:بيشرفنى اضع يدى بيدك يا “محمد”

كادت عوالى ان تعترض لكن قال سيزار:إتفضل يا حضرة الشيخ نقعد مش معقول هنكتب الكتاب وإحنا واقفين.

لا تعلم عوالى كيف إستسلمت بتلك السهوله وليتم عقد القران وتصبح بالفعل أسيرة قلب سيزار.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
ترجل سيزار وعوالى من تلك السياره امام جبل النداهه،تركهم السائق وغادر

أشار سيزار لـ عوالى بيده ان تدخل الى سفح الجبل.

دخلت عوالى الى سفح الجبل بمجرد أن دخلت إستنشقت رائحه عطر ورقات تلك الزهور المنثوره بألارض، كذالك تلك الشموع المصفوفه حول
مرتبه بأعمده حولها ستائر شفافه باللون الأبيض

إستدارت عوالى وكادت تتصادم مع سيزار، لكن توقفت أمامه قائله بإنبهار:
ليه جينا هنا.

رد سيزار برومانسيه: هنا كانت أول لقاء ليا مع نداهة الجبل.

مش خايف من غدر النداهه مره تانيه.

ابتسم سيزار وهو يضع يدهُ حول خصر عوالى يجذبها لجسده قائلاً:
مفيش حاجه إسمها نداهة الجبل دى خُرافه، فى “عوالى” ودى حقيقه مش خرافه.

إنهى سيزار قوله بقُبله كان يشتهيها منذ اول لقاء له بها هنا بسفح الجبل.

ترك شفاه ليتنفس الإثنان،لكن نظرات أعينهم كانت مُسلطه على بعضهم تبوح بعشق بدأ هنا بليله مثل هذه الليله القمريه،لكن الاختلاف الليله
القمر يتعامد نورهُ على وجهيهم الاثنين.

تركت عوالى غرورها وإستسلمت للقائد
وهو يجذبها من يدها لتسير جواره الى ان وقف امام تلك المرتبه،ازاح سيرار تلك الستائر قليلاً،ونظر الى الداخل،نظرت عوالى هى الأخرى
وتبسمت وهى ترى إسمها على تلك المرتبه مكتوب بأوراق زهور صناعيه لامعه وبوسط الفراش كانت تلك القلاده الخاصه بها.

عادت عوالى بنظرها الى سيزار ببسمة خجل
سحرت لب سيزار تلك الجميله جذبها عليه وقبلها ثم ترك شفاها وازاح عن يده ذالك الحامل الطبى وإنحنى يحمل عوالى بين يديه،رغم شعوره بالآلم لكن تلك القُبله انسته له،دخل بيهم الى داخل تلك الستائر وضع عوالى على الفراش
عوالى التى تركت المهمه ليد سيزار تنزع عنها ملابسهابعد قليل،كانت تآن من لمسات وهمسات عشق.
الى أن هدأت تلك الهمسات
وساد الصمت بالمكان
حتى صوت الرياح كآنه إختفى

تنهدت عوالى تتنفس على صدر سيزار قائله:
ساكت ليه؟
رفع وجهها عن صدرهُ قائلاً:
وعاوزانى أقول أيه، مش بيقولوا الصمت فى حرم الجمال جمالًا.
تبسمت عينيها قبل شفتاها، وامسكت تلك القلاده ووضعتها على صدر سيزار.

تبسم سيزار قائلاً: بسبب القلاده دى عرفت إن نداهة الجبل حقيقه مش خرافه.
ضمها بين يديه أقوى كآنه يود أن يسكُن جسدها بين ضلوعه.

نظرت عوالى لعين سيزار بتسأول: تعرف إن القلاده دى لها قصه خُرافيه إنى هبقى أسيرة اللى معاه القلاده…
هو العشق خُرافه.

جاوب سيزار:
إنتِ آسيرتينى وآسيرتى،
وهو أما أعشق”عوالى ” نداهة الجبل ده ميبقاش خُرافه٠

::::::::تمت:::::::::::

الفهرس كاملاً بجميع الفصول.. (رواية حمام كليوباترا) اضغط على اسم الرواية.

أضف تعليق