رواية تمرد عاشق – الفصل السابع عشر
البارت السابع عشر
عجبت منك أيها الحب . .
كيف تكون من حرفين و تغمرنا بمشاعر بلا حدود . .
أولك حرارة و آخرك برود . .
أولك حلاوة وآخرك بكاء وشرود .
في صباح آخر لاح في الافق يعلن عن شروق شمس جديدة بعدما ذهب الليل بوجعه وحزنه على البعض وشماتة البعض الآخر
هناك من نام مرتاح البال وهناك من لم ينم يؤرقه العذاب.. عذاب فراق… عذاب الحب.. عذاب المرض..
استيقظ جواد بعدما داعبته اشعة الشمس فتح عيونه الذي تشبهها كثيرا.. شعر بألم في رأسه.. سحب نفسا عميقا وزفره ببطئ وظهرت علامات الأسى على وجهه عندما تذكر أحداث ليلة أمس.. تنهد بحزن ووقف اتجه الى مرحاضه… نظر لنفسه بالمرآة وتذكر ما صار من متيمة قلبه
فلاش باك
وقف الجميع في حالة ذهول عندما ضــمت غزل جواد…. أرتجـ.ـف قلبها عليه حينما وجدت قطرات الدماء على قميصه.. صرخت بكل مالديها من قوة.. حينها فقدت نجاة وعيها وهي تصرخ باسم إبنها.. أسرعت لها ليلى ومليكة التي دخلت للتو ولا تفهم مالذي يصير
أشفق جواد عليها ناظرا لها
-حبيبتي إهدي أنا كويس الرصاصة مأذتش إهدي.. بدأت تصرخ وكأنها لم تسمعه..زوزو أنا كويس.. أغمض عيناه بألما ناظرا لصهيب أن يسنده حتى يقف
ضـ.م حسين ولده وهو يبكي
-حبيبي إنت كويس… الرصاصة صابتك فين..
– أنا كويس يابابا الرصاصة جت في دراعي الموضوع مش مخيف.. انتفـض قلب مليكة على أخيها عندما وجدته مصــاب اسرعت إليه وضـمته لأحضـانها
-إيه اللي حصل ياحبيبي إزاي اتصبت
إتصل صهيب بالطبيب بعدما فاقت والدته.. اتجهت والدته بقلب أم مفطور على ولدها
انتفــض قلبه متأثر بدموعها وحالتها
-ماما أنا كويس الحمدلله.. الحمدلله يابني ظلت ترددها.. بينما تحركت ليلى حتى وصلت أمام غزل التي تقف ترتعش وتبكي ضــمتها
-خلاص حبيبتي هو كويس… ينفع كدا ياغزل كان ممكن تموتيه
نظرت ليـ.ـديها وهي ترتعش وعيونها تغشاها الدموع… كنت هقتـ
ـله ياخالتو.. كنت هقتل جوزي وحبيبي.. كان الجميع منشغلا بجرح جواد الذي ينز ف.. أما هو نظراته مصوبة عليها وحدها يؤرقه روحه على وضعها الذي وصلت له بسببه.. أغمض عيناه بألم قلبه..
“غزل ” أردف بها وهو ينظر لها بهدوء.. ولكنها ظلت كما هي تنظر ليديها وتبكي.. آتجه صهيب لها عندما وجد حالتها هكذا
-اسكتي هو كويس..!!
صمتا مقتولا ساد بين الجميع عندما كرر جواد النداء مرة آخرى
سارت بخطوات واهنة وتيه محدقة بجرحه الذي ينـزف.. جلست أمامه وهي ترتعش وتحدثت بصوتا باكي
“مكنش قصدي والله انا كنت بهددك بس”
جــذبها من ذراعه السليم مقربا رأسها وقبل جبينها
“عارف ياقلبي مكنش قصدك” ولكنها انتفضت سريعا عندما شعـرت بسخونة شـفتـاه على جبهتها.. مسحت دموعها بعنف
ونظرت له نظرات قاتمه ووجهها يغمره الحزن والغضـب منه
-” ورغم كدا ياجواد لسة عند رأيي وعايزة أطلق منك مبقتش عايزاك… نظر الجميع إليها بذهول.. وقف صهيب سريعا
-البت دي جبتلي العصبي ولازم تنضـرب
حاول إمسـكها عندما أختبأت خلف حازم
صهيب اردف بها جواد… إنت اتجننت عايز تضرب مراتي قدامي
اذداد توترها عندما تحدث جواد.. ولكنها كلما تذكرت حديثه يغـلي داخلها
واشتـعل دواخلها… انا ليا لسان وأعرف أرد وآخد حقي أما البشمهندس او اللي عاملي دكتور وهو اصلا شبه الكتكوت المبلول دا ميقدرش يعمل معايا حاجة
لأول مرة تنظر لها نجاة بوجع
-ازاي جايلك الجرأة ياغزل توقفي وتتكلمي بعد اللي عملتيه؟… قوليلي شعورك هيكون إيه لو لا قدر الله الرصاصة جت في مكان خطر… كنتي هتعيشي إزاي!!.. ثم أكملت إسترسالا حديثها
– جواد مغلطش كنتي عايزاه يعمل إيه وجاسر موصيه عليكي.. متعرفيش ان وصية الميـت واجبة التنفيذ ثم استطردت قائلة:
: جواد لغى كتب كتابه من ندى علشانك إنتي.. علشان عارف غلاوتك تفوق روحه.. وشوفي رمى سعادته في مقابل إنك تكوني سعيدة
جحـظت عيناها مما استمعت… يعني كنت بتضحك عليا ياجواد.. يعني محبتنيش.. طيب ليه هو لدرجة دي أنا عيلة ينضحك عليها… نظر صهيب لوالدته بقـهر من حديثها وحدث حاله
“ليه بس ياماما بتقولي كدا؟”
أما هي ظلت تنظر له بوجع وهو مغمض عيناه لا يتحمل ألما آخر فوق الالآمه لقد كسرت والدته قلبها بحديثها ”
وصل الطبيب للاستخراج الرصاصة ولكن لقد فلتت رصاصة رحمة قلبها به
خرج من ذكريات ليلة الأمس
❈-❈-❈
نظر لنفسه لاعنا حظه الذي ادى به لهذا كله.. ظل ينظر بأعين دامية مشتتة لايعلم كيف يواجه القادم ولكنه تذكر إنه ليس بالضعيف ابدا… نعم صـدره يختـنق من كلماتها ولكنها محقة.. ظل على تلك الحالة لفترة ليست بالقليل ثم نهض ببطئ وخرج ليجهز استعدادا للمغادرة… سمع طرقات هادئة على باب الغرفة تمنى أن تكون هي… ولكن خُيب امله عندما دخلت مليكة بالطعام والأدوية… أغمض عيناه بقـهر عندما أعتقد إنها
ابتسمت له مليكة
“صباح الخير حبيبي” عامل إيه النهاردة
جلس وأشار لها للجلوس
-أنا كويس حبيبتي الحمد لله.. نظرت له عندما وجدته جاهز للخروج
-جواد إنت هتخرج وإنت تعبان
-أنا مش تعبان يامليكة.. فيه مشوار مهم لازم اعمله.. فركت يديها وهي تنظر للارض
-“مالك يامليكة؟ “فيه إيه
: في موضوع عايزة اكلمك فيه بس متتعصبش.. زفر بغضب
-مليكة قولي عايزة إيه متعصـبينيش
” غزل ” اردفت بها سريعا
ارتجـف قلبه لمجرد سماع إسمها.. حاول يهدئ من دقاته السريعة.. ثم تحدث بهدوء رغم نـيران قلبه في بعدها
“مالها “؟
قافلة على نفسها ومش راضية تفتح الباب لحد.. وصهيب اتخانق معها
انتفــض قلبه من مكانه..
-وصهيب يتخانق معها ليه وهو هيفضل مندفع كدا على طول.. تحرك خارجا..
-مش هتفطر ياجود؟
وقف أثناء خروجه من غرفته.. ملــس على وجهها: مليش نفس ياملوكة.. ممكن تعمليلي القهوة بتاعتي.. اشربها قبل ماامشي… تحركت مغادرة
-حاضر ياحبيبي هعملها قبل مااخرج مع صهيب..” مليكة” .. أردف بها جواد
نظر بشرود ثم تحدث:
: بلاش جود دي إنتِ عارفة دي مميزة لغزل… ألقت نفسها بأحضانه تبكي على أخيها الذي آلمه الحب… وضعت يديها على جانب وجهه
: إنت عاذرها مش كدا ياجواد، عارف إنها غصب عنها
قبل جبينها- روحي أعملي القهوة هشربها تحت… أومأت برأسها وتحركت عندما وجدته لا يريد الحديث
دخل غرفته مرة أخرى وأحضر متعلقاته الشخــصية للمغادرة..استمع لرنين هاتفه:
في غرفة غزل التي تجاوره قبل قليل
تجلس على فراشها وعيناها ذابلتين من كثرة البـكاء..تذكرت عندما حاولت الدخول لتطمئن عليه…ولكن منعها صهيب بقوة
تذكرت حديثها مع حسين
توجه حسين إليها عندما وجدها متمسكة برأيها سحبها لداخل المكتب” تعالي معايا”
ملس على رأسها وأردف لها بهدوء
-اقعدي ياغزل عايز أتكلم معاكي شوية، واللي إنتِ عايزاه هنعمله.. قاطعهم دخول صهيب وهو يرمقها بطرف عيناه:
-بعد إذنك يابابا سؤال واحد بس هسأله وعايز إجابته.. استـشاط داخلها من طريقته.. ورغم ذلك تطلعت إليه بهدوء:
: إزاي عرفتي حوار جواد دا؟
زفرت بوجع وحزن والتفتت إليه:
– دا كل اللي هامك.. انا فين من دا كله.. ليه ضحكتوا عليا… ليه خدتوني لعبة بين ايدكم قولي ياآبيه عملت إيه… ثم توجهت بنظرها إلى حسين ودموعها سقطت رغما عنها
-انا حبيته ياعمو والله.. لكن أبنك كسـر قلبي.. جلس صهيب على عقبيه امامها
-والله جواد بيحبك يامجنونة هو قال كدا بعد موت جاسر بيوم.. كان لسة خاطب.. تخيلي محبش يخون خطبيته حتى بالكلام.. إهدي يازوزو مفيش أغلى منك عند جواد مضيعش حبك له بعقل عيلة
وقفت وبدأت تتحدث بعصبية
-وانا عيلة ومش عايزة الجوا زة دي
حدجها بنظرات نا رية وقال:
-تمام ياغزل براحتك.. يفوق ويشوف هيعمل إيه.. يارب مترجعيش تعيطي تاني
أردف بها صهيب ثم خرج سريعا عندما وجد نفسه فقد السيطرة على نفسه
❈-❈-❈
ربت حسين على يـديها
-صهيب مضايق على أخوه… ثم استرسل :
أنا معرفتش بموضوع الوصية دي اللي قريب.. لكن عرفت إن جواد بيحبك فعلا يابنتي… وطبعا عمره ماكان هيوافق الجواز منك غير وهو عارف ومتأكد إنك حركتي قلّبه بجد… نظر لها واستطرد:
-القلوب يابنتي مش لعبة.. اللي عايز أقوله.. فيه حاجات اللسان يعرف يرسمها كويس.. لكن في الحب اللسان مبيعرفش
علشان الحب بيحرك أعضاء جـسمك كله.. زي نظرة عين، لمــسة ايــد، كلمة من الشـفايف.. دقة قلب في بعد او قرب.. تنهد بألم لذكريات أخرجها أبنه
– اكيد فهمتي قصدي ياغزل
نظرت إليه بذهول وكأن لسانها انعقد ولا تستطيع الحديث
-لا مش فاهمة حضرتك… وضع يـديها بين راحتيه وتحدث:
-يعني إنتِ اكتر واحدة تفهمي جواد إنه ضحك عليكي ولا لا… غدر بيكي زي مابتقولي ولا لا… ماهو الحب زي ما قال صهيب مواقف… وقفت متجهة للنافذة
وآهة خفيضة خرجت من قلبها قبل فمها
: انا حاسة إني تايهة وغرقانة ومش عارفة الصح فين والغلط فين… بس اللي أعرفه إن قلبي بينزف من شخص جعلته الدنيا كلها… فهمتني ياعمو
وقف بجوارها ممسـدا على ظهرها بحب أبوي- حاسس بيكي حبيبتي وعلشان كدا بقولك إهدي ومتتسرعيش إنت لسة صغيرة ياغزل متعلمتيش كويس
استدارت له وابتسمت – شكل حضرتك كنت بتحب ماما نجاة قوي قبل الجواز
رغم إنها قالتها بعفوية إلا انها اختـرقت جدران قلبه لينز ف على جراح الماضي
-ماما نجاة مفيش أحن منها في الدنيا.. زي مفيش أحن من جواد في الدنيا مش كدا ولا إيه… رفع ذقنها عندما نظرت للأسفل… فكري في كلامي ولازم تقعدي معه وتسمعي الأول وبعد كدا قرري تمام
أومأت برأسها وهمست:
-تمام… دخلت نجاة إليهما وهي تتلاشى النظر إليها
-ياله ياحسين علشان تاخد علاجك وتقيس الضغط… تحركت ووقفت أمامها
-متزعليش مني أنا آسفة.. رفعت عيناها وقالت:
-أعمل إيه بأسفك لو إبني حصله حاجة..
-ماما نجاة… رفعت سبابتها أمامها
-اسكتي ياغزل مش عايزة أسمع صوتك دلوقتي.. ثم اشارت جهة الباب
اللي فوق دا ابني من شوية كان ممكن تقتــليه.. وليه ياترى.. قال ايه علشان اتجوزك بوصية… امال إنت مفكرة مجوزك ليه؟ علشان بيحبك صح!!
طيب ماهو بيحبك وبيمـوت فيكي كمان… مستنية ايه.. لحد دلوقتي متعرفيش ان جواد ممكن يمـوت نفسه علشانك… انا مصدومة فيكي الصراحة…
قاطعها حسين خلاص يانجاة بنتنا عاقلة ومهتغلطش تاني.. روحي حبيبتي شوفي جوزك وسبيني مع ماما نجاة شوية… متخرجيش من باب البيت دا ياغزل لو بتحبيني فعلا
خرجت بهدوء متجهة لغرفته… وجدت صهيب خارجا من عنده… وقفت امامه
: هو عامل إيه دلوقتي
عقد ذراعيه فوق صدره بعدما أغلق الباب وهتف بسخرية:
-لسة عايش الحمدلله.. ثم نزل بجـسده لمستواها ايه الحلوة جاية تخلص المهمة؟
جحظت عيناها من كلماته الجارحة لها
وضعت يـديها على مقبض الباب لتدخل.. أزاح يــديها بعــنف
-مش من حقك… جاية تشوفي مين… وضع ابهامه على ذقنه علامة للتفكير
-ياترى جاية تشوفي اخوكي ولا جوزك اللي حاولتي تقتليه ياغزل هانم
صوب نظرات ناريه وهتف بصوت غاضب مرتفع
-روحي نامي مش عايز أشوف وشك قدامي… وهعرفك الكتكوت المبلول دا هيعمل فيكي ايه!!
لم تتحمل الضغط على أعصابها أكثر من ذلك وتوجهت بهدوء لغرفتها بجوار غرفته
خرجت من شرودها عندما استمعت لصوته بالخارج
كان يتحرك متجها للأسفل يتحدث في هاتفه
-أيوة ياباسم لا مش هجي النهاردة.. ايوة اتكلمت مع نشأت… لا أنا خارج رايح لندى
أيوة هروحلها البيت مش الشغل
وقفت خلف الباب تستمع لحديثه
شعـرت بنصل سكين طـعن قلبها المغدور كما خيل لها.. جعلها ترغب في البــكاء لا بل بالصر اخ.. ضغطت على يــديها بغضـب حتى ادمتها دون وعيها
-كدا ياجواد تلعب بمشاعري.. ماشي والله لأعرفك إزاي تكــسر قلبي ياخاين
نزلت درجات السلالم سريعا… وجدته يجلس بجوار صهيب ومليكة يتناول قهوته وهو شاردا حزينا
وقفت أمامهم وتحدثت غاضبة لما استمعت له قبل قليل
❈-❈-❈
-عايزة أتكلم معاك في موضوع مهم حالا
وقف وارتدى نظارته ولم يعطيها إهتمام
-صهيب هعدي عليك عندي مشوار مهم
عايزك في موضوع.. عندك إجتماعات النهاردة؟
-لا بس عندي غدا عمل الساعة خمسة كدا..
-تمام.. قبل رأس مليكة وابتسم بهدوء،
-يوم عمل ناجح ياملوكة… الولا حازم هينزل معاكم هو كمان بابا قالي امبارح
استـشاط داخلها من بروده وعدم مبالته لها
تحركت إلى أن وقفت أمامه:
-أنا بكلمك وبقولك عايزة اتكلم معاك… امســك سلاحه وفتح يـديها
-خدي كملي مهمة إمبارح ياغزل هانم.. أنا قولتلك عندي مشوار مش فاضي.. وقف كلا من مليكة وصهيب وتحركا مغادرين المنزل لعملهما… أما هي أمســكته من ملابسه بعنـف
-مش هتمشي غير لما نتكلم… سمعتني
أنزل يـديها بهدوء:
-لا مسمعتش ومش عايز أسمع… عندي اهم منك..
اتسعت حدقيتها شيئا فشيئا وصـدمة قويه ظهرت على ملامح وجهها
-هي أهم مني مش كدا… أيوة صح أنا اللي هبلة صدقت واحد مخاد. ع زيك
لم يعلم عن ماذا تتحدث ولكنه ارجعه إلى خيالاتها… تركها ولم يرد عليها… أسرعت خلفه..”. جواد ” اردفت بها بغضب
وقف أمام سيارته مواليها ظـهره
-قولتلك لما أرجع نتكلم دلوقتي أنا مشغول
-“طلقني ياجواد ” ابتلع غصـة مريرة استدار لها ونظر إليها بإستخفاف لحديثها رغم أنها شقت قلبه.. ولكنه وعد نفسه ألا يضعف امامها مرة آخرى
-حاضر لما ارجع… ترنح جـسدها واحــست ان ساقيها فقدت القدرة على حملها فبدأت تقول بشفـتين مرتعشتين
-هطلقني… أقترب منها بعدما وجد حالتها
– عايزة مني إيه ياغزل… عايزة تطـلقي حاضر هطلقك واعملك كل اللي إنتي عايزاه… اتجه لسيارته ودون حديث آخر تحرك بسرعة جنونية أمامها مما ادى إلى إرتطدام لصوت عجلات السيارة
وضعت يـديها على قلبها وهي تنظر لمغادرته بشروده
-ليه توجع قلبي ياجواد… دا جزاة حبي
اتجهت لمنزل حازم حتى تجلس مع ميرنا وليلى
في فيلا يحيى
كانت تتفحص ها تفها ولكنها وقفت فجأة وهي تصرخ-
لا مستحيل اتجوزها
اتت والدتها سريعا عندما استمعت لصرا. خها
: فيه إيه يانجلاء… وجدتها تجلس وتبــكي… نظرت لوالدتها
-جواد اتجــوز غزل…
-” مستحيل ” هذا ماأردف به عاصم بعدما وصل واستمع لحديث إخته
نظر لهاتفها ووجد الصور والفديوهات وكلمات ندى.. أمســك الهاتف والقاه في الحائط حتى تهشم بالكامل وبدأ يصرخ ثم خبط كوب الماء الموضوع على الطاولة فسقط مهشـما وهدر بصوتا مرتفع:
-إزاي اتجو زته بعد ماسمعت كلامه دي غبية… جلست منال واضعة رأسها بين يــديها… شوفوا عملنا إيه علشان نهربها وتبعد عنه وفي الاخر راحت اتجو. زته
دار كالمجنون في حاجة غلط ولازم أعرفها… التسجيل دا من إمتى… ولكنه وقف فجاة.. دا بعد ماساب خطيبته علشان قايل إنه لسة بيحبها… جــذب شعره بعنـف
وصرخ: وبعدين معاك ياابن الالفي
في فيلا عزيز والد ندى
وصل جواد وتحدث للعاملة:
-بلغي عزيز بيه اني عايزه في موضوع مهم… بعد قليل وصلت هدى والدة ندى
-إنت جاي هنا ليه لو مفكر علشان تتحايل على بنتي بتكون غلطان… أنا بنتي جالها اللي أحسن منك مليون مرة… قاطعها بالحديث…
:- لا يامدام أنا جاي أتاسف.. رفعت حاجبها ونظرت له بارتياح
-برافو عليك إنك عرفت غلطك… أقترب منها ووقف بمقابلتها ينظر بهدوء مخــيف
-“لا ..انا إنتِ فهمتي غلط أنا جاي أتأسف لنفسي علشان فكرّت في يوم إني حبيت او اعتبرت بنتك بني أدمة… تدخل عزيز بالحوار عندما استمع لحديثه
-ليه يابني كدا… دا كنت بقول عليك إنك راجل وابن ناس… استدار ينظر له بغــضب
-وانا حصل مني إيه علشان بنتك تفضــحني كدا قولي… كنت معها بما يرضي الله جت وخيرتني بين شغلي وبينها بحجة إنها مش عايزة تترمل.. في وقت كنت محتاجها توقف جنبي وتقولي كله هيعدي.. بنتك دبحتني وفضحتني بمراتي
ضيق عيناه متسائلا:
-إنت اتجو زت ياجواد؟
-ايوة يابابا وتخيل أتجــوز مين الباشا… حتة العيلة اللي مربيها… أسرع إليها ب خطوة كالعــاصفة التي تهـ.دم كل مايقابلها :
-عارفة إنتِ لو راجل وحياة ربي لكنت دفـنتك حية
“جواد” انت جي تهـدد بنتي في بيتي
-لا جي أقولك ربي بنتك وعرفها اللي عملته مش هسكت عليه وهعرف أخد حقي كويس منها… أصلها طلعت غبية.. تعرفي ياحضرة المذيعة المحترمة حتى الصور لو حقيقية دي مراتي يعني إنتِ المتضررة… وريني هتعملي إيه لما ارفع عليكي قضية رد شرف وسب وقذف…وقف والدها مذهولا…استدار ينظر لإبنته
-عملتي إيه ياندى؟
أيوة قولي لباباكي يامحترمة إزاي ركبتي صور شاذة زي عقلك المريض لمراتي وطلعتي فضـحتيها على أساس إنك إنسانة سوية…. أمسكه عزيز من يـديه
انا لحد دلوقتي عاذرك وعارف إنك مستحيل تغلط إلا إذا الموضوع كبير… لكن راعي ان دي بنتي
نظر له بتعمق : ماهي بنتك قدامك اسألها
صرخت بوجهه : كنت مستني مني إيه وانت بتخـوني مع حتة عيلة وتضحك عليا
-اخرصي ياندى وبطلي تقذفي الناس بكلامك اللي هعرف أحاسبك عليه
شوف بنتك معملتش اعتبار للعيش والملح لا بكل جبروت اتهمتني في شرفي… وأنا معنديش أغلى من شرفي ياعزيز بيه وشر في دا متمثل في مراتي قالها
و تحرك مغادرا ولكنه وقف أمام باب المنزل
-نسيت أقولك العيلة اللي بتقولي عليها عرفت تعلّم جوايا حاجات إنتِ معرفتيش عنها حاجة… واه تعرفي أنا متجوزها من امتى؟ ،- تاني يوم ماسبتك… يعني حتى مزعلتش عليك… قالها وهو ينظر لها بسخرية ثم تحرك مغادرا للشركة.
❈-❈-❈
بعد قليل وصل للشركة… دخل لنهى
ممكن اتكلم معاكي شوية
وقفت واتجهت له
-طبعا حضرتك بتسأل… حاول تمالك اعصابه والسيطرة على غضبه
– ايه اللي حصل امبارح؟
– قصت له كل ماصار… تنفس بتثاقل عندما علم كم تألمت صغيرته مما رأت بالأمس
أمسك مقدمة رأسه بيـد واحدة عندما شعـر بألما يفتك به
– يعني عاصم هو اللى وصلها الفيديو..
دخل صهيب ونظر لكلاهما
– فيه إيه ياجواد… مسح وجهه براحتيه.. وقف مغادرا
“نهى ” أردف بها صهيب بهدوء… رفعت نظرها إليه ‘
– عاملة إيه دلوقتي؟
ابتسمت بهدوء “الحمد لله شكرا لحضرتك”
أنا مردتش أتكلم معاكي في حاجة.. مين اللي كان هنا.. وعايز منك إيه
وقفت وتغضن جبينها بعبوس وأردفت متسائلة:
“وياترى دا لازم تعرفه حضرتك”؟
اقترفت شفـتيه بسمة عذبة وجلس بمقابلة وقوفها
-: مقصدش ابدا اللي وصلك من تفكير… أنا قصدي حالتك مكنتش طبيعية بعد مامشي ونظراتك له… قاطعته
: فهمت حضرتك بتتكلم على إيه يابشمهندس آسفة دي حياتي ومبحبش اشارك حد فيها مهما كان.. وحضرتك مفيش اي صلة بينا مش كدا ولا إيه
جحظت عيناه وذهل من ردها واحتقن وجه بدماء الحرج
” آسف”اردف بها وخرج سريعا عندما شعر إنه تمادى في الحديث… صعد إلى اعلى مبنى الشركة.. خطى بخطوات هزيلة ووقف وأخذ نفسا عميقا وطرده بهدوء عندما شعر بإختـناقه… نظر للسماء فاليوم أولى أيام شهر الخريف المتقلب التي اصبحت قلوب العاشقين المتألمه كورقة خريف ساقطة لا معنى للحياة لها
نظر وذهب بذكرياته الى معشوقته الراحلة
فلاش …
وقف أمام منزلها… نزلت درجات السلالم تتهادى بخطواتها متوجهة إليه… نظر لطلتها الخاطفة لأنفاسه وصلت إليه وقبـلته على خـديه
– مساء الحب على زوجي المستقبلي
ضـمها لأحضـانه ورفع ذقنها
– مساء العشق على زو جتي الحاضرة والمستقبلية وجنتي في الدنيا والاخرة
تقابلت عيونهما في تناغم موسيقي للعاشقين… وضع جبينه فوق جبينها متنـفسا أنفاسها
“بحبك قوي ياجنتي”… وضعت يـديها على جانب وجهه-
” صهيب” أردفت بها بهدوء محبب لقلبه
نظر لداخل صفاء عيونها البنية
– حياته إنتِ ياجنتي… حاولت التملص منه
– صهيب إحنا في الشارع مينفعش كدا
داعب أنــفها بأنفه ثم أمسـ. ـك يـديها مقبلا لها
وتحرك باتجاه سيارته
– تحبي تروحي فين أي مكان تحت امر جميلة الجميلات
وضعت رأسها على كتفه واردفت بحب
: أي مكان ياحبيبي معاك مش هتفرق.. ولكنها رفعت رأسها واضعة ذقنها على كتفه..
-نفسي أروح اسكندرية وأركب يخت وألف البحر
نزل لمستوى كرزيتها يتذوقها بلوعة حبيب.. رفع رأسه ينظر لعيناها المغلقة
لازم أمشي حالا قبل مااتمسك في وضع فاضح.. وضعت رأسها في حضنها تتمسح به.. حبيبي إمشي من فضلك وانا كمان فاضلي تكة
قهقه عليها بصوتا مرتفع
– وأنا اللي كنت فاكرك مؤدبة.. لكزته في جنبه… والله أنت رخم وفصيل.. يخربيت فصلانك..
رفعت حاجبها من عاشر القوم ياقلبي دا إنت ماشي تحبني على نفسك
جــذبها بقوة حتى أصبحت بأحضـانه
– بطلي كلام اصل وحياة الشيخ البسيوني اخدك واطلع على شقتي في المهندسين وقابليني لو حد رحمك… رفعت رأسها ونظرت داخل عيونه “بحبك على فكرة وهفضل أقولها طول عمري” وهعلم ولادنا ازاي بيكون الحب.. وهعرفهم قد إيه ابوهم علمني الحب لحد ماكبر وبقى عشق
فك رابطة عنــقه
– والله يابنت بسيوني شكلك ماهتجبيها لبر الليلة.. استهدي بالله ياجنى باقي شهر على فرحنا خليني مؤدب يابنتي أنا بحاول أوريكي أدبي بلاش تشوفي التاني
ضحكت عليه: طيب ياله هنروح فين
-” اسكندرية ” قالها وهو يرسل لها قُبّـلة في الهواء.. دلوقتي يامجنون الساعة ستة
حبيبي يؤمر بس.. حضـنت ذراعه وألقت برأسها على كتفه
❈-❈-❈
قام الاتصال بجواد
– جواد أنا هسافر اسكندرية وهبات هناك
وقف كالملسوع
– دلوقتي اسكندرية ياصهيب إنت مجنون يابني.. نظر لمتيمته
– ايوة لازم أروح النهاردة.. هقفل وأشوفك بكرة حبيبي باي باي
رفعت نفسها- حبيبي اللي مالي مركزه وهو بيدي قرارات
رفع حاجبه متزامنا مع شفـتيه العلويه
– عارف بتتريقي.. كان لازم أعرفه علشان ميقلقش.. جواد على قد مفيش غير سنتين بينا لكن بحـسه أبويا مش أخويا… يعني تقدري تقولي توأم روحي وتالتنا حازم بس حازم سافر فجأة في ظروف غامضة لازم أبحث وأتناقش مع السادة المحامين ونعرف سبب هجره ايه هيجي يوم أكيد وتتعرفي عليه…
نظرت له بحب وتحدثت:
-ان شاء الله حبيبي اكيد هيكون راجل زي حبيبي
– لا كدا كتير عليا والله.. قاطعهم رنين هاتف جنى: ايوة يابوسى
– لا ياقلبي صهيب واخـدني اسكندرية تقولي ايه مجنون.. ضيقت عيناها وأردفت متسائلة:
– مالك يابوسي صوتك متغير ليه
معرفش لسة هنروح فين بس إحنا على الصحراوي بعد القاهرة بنص ساعة.. تمام هطمنك وقت مانوصل…
توجهت بنظرها لصهيب
– ماتشغلنا ميوزك ياحبيبي.. إستنى أشوف حاجة كدا لعمرو دياب… قامت بتشغيل الكاسيت: ب.. وح. وب وك.. بحبك لو قصادي دا ودا هحبك.. لو يعيد وعمري برضو احبك وهحبك أضعاف
ظلت تردد مع الأغنية وهي سعيدة وتنظر بسعادة للذي يجلس بجوارها… رفعت نظارته وأخذتها وظلت تدندن.. فجأة
قاطعت سيارة طريقهم بها بعض المسلـحين.. وقفت أمام السيارة فجأة
فتح هاتفه عندما علم هويتهم
وارسل فويس ” جواد انا محاصر على الصحراوي ” ثم اغلق الهاتف سريعا
نظر لجنى التي انكمشت وضـمته برعب
– حبيبتي ممكن تهدي ومهما يحصل إياكي تخرجي من السيارة ياجنى سمّعاني… نظر في ساعة يديه وهو محاصر والطرق فوق سيارته المفخخة الذي أمنه بها جواد بعد انتهاء القضية التي سقط بها الكثير من كبار رجال الاعمال.. حاول يغير مسار السيارة ولكنه محاصر… استمع لرنين هاتفه بعد لحظات من ارساله الرساله
– خليك واقف متتحركش وإياك تفتح العربية وتنزل سامعني ياصهيب إياك تغامر أنا وجاسر على الطريق قدامنا ربع ساعة ونكون عندك… صر خت جنى عندما قاموا باطلاق طلقات نارية عليهما.. صرخ جواد في صهيب
: صهيب متخرجش من العربية سامعني.. ظل يتحدث والوضع صار اخـطر مما توقع حيث وقف رجل بقناع امامه ووجه سلاحه لجنى .. وتحدث لو مخرجتش هموت الأمورة… ارتجفت اوصاله وبدأ الر عب يتسلل لقلبه.. ضـ.، مها لأحضـانه
: أنا هنزل اشوفهم عايزين ايه.. إياكي تخرجي سامعاني ياجنى إياكي حتى لو مو توني.. قبّل جبهتها لازم إحميكي… جواد على الطريق.. جــذبت يـديه بقوة
– لا ياصهيب علشان خاطري لوبتحبني متخرجش.. ظلوا يطرقوا بقوة فوق الباب الذي باتجاه جنى… أخرج الرجل سلاحه ووجه على جنى التي صر خت عندما كسر بعض الزجاج اتجاهها.. دفعها صهيب وخرج لهم
– انتوا مين وعايزين ايه
-” روحك “هذا مااردف به الرجل.. لازم نخلص عليك علشان يكون أخوك عبرة لمن لا يعتبر.. رفع صهيب سلاحه إتجاه الرجل الذي أمسـكه… هتتحرك همـوته.. أردف بها عندما وجده متجها لجنى
رفع الرجل ســلاحه اتجاه الذي يمسكه صهيب وأطلق عليه رصاصته وقع قـتيلا في الحال.. اقترب الرجل من صهيب ونظر بسخرية للذي يغرق بدمه.. الدور على مين عليك ولا على الامورة اللي عاملة فيها محامية ومخدتش تهدينا على محمل الجد
أمسـكه صهيب من تلابيبه والشـرر يتطاير من مقلتيه قائلا:
: قرب منها وانا افعصك تحت رجلي
قام احدهما بضربة على ظهره عندما حاول التوجه لسيارته… صرخت جنى باسمه بعدما فتحوا السيارة
بدأت تلكـمه في ظـ.هره وتسّبه… وقف الرجل أمام صهيب وريني ياحضرة البشمهندس هتعمل ايه وإحنا بنســتمتع بجمال الحلوة مراتك… بدأ يهـجم على الرجل كأسـد مفـترس.. هجم الرجال يربحونه ضربا حتى غرق بدمائه… صرخت جنى بأعلى صوتها عليه.. صفعها الرجل بكل قوة وجـردها من ملابسها أمام صهيب الذي يكاد يفتح عينيه.. وقف يترنح متجها لها ولكن
رفع الرجل سلاحه باتجاهه وصوب رصاصته التي استقرت بصــدر صهيب… ثم جـذبها
– بقى إنتِ ياحقيــرة ترفعي قضية على أسيادك.. وصل جواد وجاسر وبعض القوة في ذلك الوقت وتبادل إطلاق النار… أسرع جواد اتجاه جنى التي لايستــرها سوى ملابسها الداخلية وقام بخــلع قميصه ووضعه على أكتافها… وضمها” جنى اهدي فين صهيب؟
ظلت تصرخ وجـسدها ير تجف
موتوه ياجواد.. ثم أشارت خلف سيارته وجـسدها يرتعش
انتفـض قلبه وصاعقة هوت عليها وشعـر أن الأرض تميد به نظر إليها وعينيه تغشاها الدموع وهمس:
أخويا فين ياجنى مش شايفه… صر خ جاسر إلحق ياجواد صهيب.. أسرع بها اركبها السيارة بعدما ضـ ـم وجهها بين راحتيه..
-خليكي هنا هشوف صهيب…جاسر واخده لازم اطمن عليه.. رفعت رأسها وشهقت شهقة عندما رأت أحدهما يضع سلا حه على رأس جواد
نزل سلاحك إحنا خلاص خلّصنا مهمتنا مكناش نعرف أسد الغابة هيجي… برافوا يابن الألفي لا الصراحة مش عارف أشكر الظروف ولا أشكر بثينة هانم اللي وقعـتلنا.. الملك تحت رجلينا.. نظر جواد بتشتت ورأسه تعمل في كل الاتجهات “بثينة!!
❈-❈-❈
وجه نظره لجنى التي ترتعش ولا يعرف مالذي يجب فعله.. في غضون ثواني أستدار له وبعض رجال العصابة
“احنا محاصرين يامحروس استدارللرجل أثناء ذلك انقــض عليه جواد كالثور الهائج وقامت معركة دامية كانت الغلبه بها لرجال الشرطة النجباء
خرج صهيب من ذكرياته على رنين هاتفه:
– ايوة ياحازم جم تمام دقايق وهقابلك
بعد نصف ساعة توجهت مليكة لمكتب حازم.. وقفت أمام السكرتيرة
– البشمهندس عنده حد جوا
وقفت السكرتيرة ترحب بها باحترام
” اهلا بحضرتك يابشمهندسة “ثم استرسلت حديثها:
– لا البشمهندس عنده اجتماع مع البشمهندس صهيب وحسين بيه مع الشركة الايطالية..
– تمام هستناه في مكتبه ممكن فنجان قهوة مظبوطة
❈-❈-❈
-طبعا حضرتك تؤمري
خطت بهدوء للداخل.. تنظر للمكتب بأعجاب فمكتبه راقي.. منظم كعادته.. تحركت متجه لمكتبه وبعض اوراقه الموضوعة بجانب جهازه المحمول.. اخذها الفضول لفتحه عندما تذكرت حديثه بالامس” انا عملت تصميم مبدأي عايزك بكرة تشوفيه في المكتب لما تفضي ”
فتحت اللاب واذا بصا عقة تضـرب جـ.سدها
هوت جالسة على مقعده وهي تنظر لصورها الموجودة على اللاب ويكتب تحت كل صورة
ومالعشق لسواكي غير الموت… وهناك الاخرى أحببتك وليت حبك يشفع لي ”
والاخرى “اكاد اذوب عشقا لكِ ثم أناجي ربي ليأخذ روحي ولا أرى أحد سواكي ينقش نبضات قلبي” وأخرى يافاتنتي لمتى أُجزى على بعدك وما لبعدك إلا هلا. كي ” خواطر حازم الالفي
ارتـجف قلبها وشعـرت بنبضاته السريعة كأنها تحارب اعداء كثر… لامسـت صورته التي توضع على مكتبه وهوت دمعة من عيناها عندما تذكرت حديثها الاخير قبل سفره بيوم
” انا ميهمنيش تسافر ولا تقعد ياحازم وجودك زي عدمه.. إنت ولا حاجة في حياتي ” ذهبت لذكرى اخرى
خرجت للحديقة تصـ.يح بأعلى صوتها
– زومي مبرووك يابشمهندس الأول على دفعتك عقبالي ادعيلي اجيب محموع الهندسة علشان ابقى زيك
نصب عوده الفارغ متجها لها، ينظر لها بنظرة العاشق
– ياترى حبيبي عايز يدخل هندسة ليه
نظرت للارض وتوردت خـدودها… خلاص بقى ياحازم متبقاش غلس وترخم عليا… رفع ذقنها ونظر لجمال عيونها السوداء التي تشبه عيون الغزال
– انا هكلم عمي النهاردة بما اني اتخرجت.. ثم استكمل حديثه… مليكة إنتِ موافقة تكوني نصي التاني ومهجة قلبي ونبني عشاً صغير ليا وليك وتكوني مليكة الحازم
توجهت بنظرها إليه وابتسامة أنارت ثغرها كما أنارت يومه
” اكيد مش هلاقي احسن منك يابن عمي.. ضـم يـ.ـديها بين راحته ثم قـبّلها…
-ووعد مني يابنت عمي لأخليكي ملكة قلبي وحياتي كلها… حمحم جواد الذي دخل عليهما
-ايه يااخويا انت وهي أجيب اتنين ليمون.. ماتحترم نفسك إنت وهي دا أنا لو تبع بوليس الآداب كان زمان معملوكوا ملفات تهذيب في القسم… قهقه حازم عليه ثم رفع حاجبه متزامنا مع شفتيه وتحدث قائلاً:
– اللي غيران مننّا يعمل زينّا مش كدا ياملاكي قالها ضـ.، اما اكتافها برعاية
رفع جواد حاجبه:
– ماتحترم نفسك يابغل أخوها الكبير واقف وانتِ ياهبلة دا بيضحك عليكي ماشوفتيش رسايل الحب والغرام من البنات… لكمه حازم في بطنه
– اسكت ياله ملاكي دي هتفضل ملكي لوحدي وملكش حكم عليها.. خرجت من ذكرياتها عندما دخلت السكرتيرة بقهوتها
تنهــدت بحزن وآه خفيضة محملة بحزن ووجع واردفت قائلة
“ياترى ياحازم ايه الحكاية وإيه اللي سمعته دا.. طيب لو صحيح ليه الصور دي موجودة” وضعت رأسها بين أيـديها عندما شعـ. ـرت بصداع يفتــك برأسها عندما لاحت ذكرياتها لعقلها
اخذت فنجانها وجلست مكانه ورائحته العبقة بالمكان كأنه يحضـ.ـتنها أغمضت عيناها من صداعها الذي يداومها ومن رائحته التي بدأت تستنــشقها باستمتاع… فتح الباب وهو يضحك لصهيب ويناغشه كعادته… انتفــض قلبه من مكانه وباتت دقاته في الارتفاع.. ونيـران عشقه الجارف لم تخـمد بل تتزايد عندما رأها بهذه الطلة التي خطـفته.. مغلقة العينين مبتسمه وكانها ملاكا يسبح في ملكوت الله
خطى للداخل بهدوء ووقف بجانبها وهي لا تشــعر.. هي فعلت عالما لحالها تسبح بخيالها به مما جعلها لم تشــعر به.. جلس أمامها على مكتبه.. يشبع قلبه قبل نظره من جمالها الذي يخــطفه في كل وقت وحين
-“مليكة “أردف بها بصوتا هادي رزين مبحبوح بكم المشاعر التي بدأت في عصيانها لتخرج علنا أمامها… فتحت عيناها سريعا
شهــقة خافته إنفلتت منها عندما وجدته بهيئته هذه أمامها وبقربه الذي لأول مرة يكون به عندما رجع..
– آسفه ياحازم استولت على مكتبك وقعدت مكانك
حاول تمالك نفسه.. رد عليها بلوم واستنكار:
– ايه اللي بتقوليه دا المكتب وصاحب المكتب تحت أمرك طبعا
سكنت لثواني تتأمل قسمات وجهه التي لم تلاحظها منذ رجوعه فقد فقد بعض الوزن لحيته النابتة التي اعطته جاذبية أكتر عيونه التي تشبه عيون غزل كثيرا ووالدته.. نظر لنظراتها المشتتة
وأردف بهدوء مبتعدا بنظره عنها
– مالك بتبصيلي كدا ليه فيه حاجة ولا إيه؟
– إنت ليه ماتجو زتش البنت اللي كنت واعدها ياحازم؟
ضيق عيناه ولا يعلم عن ماذا تتحدث.. قاطعهم دخول صهيب
– غزل دي هتمو تني بسكـ.تة قلبية ماما لسة مكلماني وعاملة حر يقة ومصرة تروح تقعد في بيتهم لوحدها… ولكنه وقف عن الحديث عندما وجد صمتهم
❈-❈-❈
في فيلا يحيى
دخل كالأسد الجــائع.. يحيى بدأ يصـيح بها خرج عاصم والشــرر يتطاير من عيناه
وقف جواد أمامه كأسد الغابة.. ينظر له بمقت واشم ـئزاز… رفع سبابته
– حذرتك كتير وإنت مااخدتش تهديدي في الإعتبار تلقى وعدك مني يالا أنا جبت أخري منك لكن لحد كدا واكتفيت توصل لمراتي يبقى حفــرت قبـرك بايــدك
استــشاط داخل عاصم من طريقته المستفزة لرجولته وأردف ببرود
– هتعمل ايه يابن الألفي وريني اخرك دا انت مفضــوح في القنوات وعلى السوشيال ميديا كلها… استدار عاصم حوله وهو يستفزه
” ياترى كنت بتعمل إيه مع عيلة طول السنين دي وياترى هي اللي لبت لرجـ. ـولتك احتياجتك علشان كدا رافض الجو. از… ماهو ما خفي كان اعظم ويمكن اتجو زتها علشان تداري فضيــحة عملتها معها بس ايه جواز في السر اهو مسكينة محدش يعرف من جهة ومن جهة تانية أحقق رغـباتي
لم يكمل حديثه عندما أنقـض عليه جواد وقام بخـنقه حتى كاد أن يمـ وت بــيـديه لولا دخول يحيى وافراد أمنه عندما صرخ بجواد… هاج جواد عليه..
” ورحمة جاسر ماأنا سايبك.. اقسم برب العزة ياعاصم إنت ويحيى لتكون اخر تكم سودة على ايـ. ـدي… ثم توجه ليحيى والشــرر يخرج من مقلتيه ثم رفع سبابته…
اقسم بربي لأطلع الجديد والقديم ومكنش إبن الالفي اللي ماخليتك تترحم على عمره… اقترب منه حتى لم يصبح بينهما سوى أنفاسهما الغاضبة وأردف بصوت ممـيت ” انت وابنك حفرتوا قبركم.. عند مراتي اللي هي بنت اخوك وأهد معبدك إنت والعتال وناجي والكل كليلة … اه قبل ماانسى فيديوهاتك الو. (✪‿✪) سخة كلها عندي.. ثم خرج كالعاصفة… وقف يحيى ينظر لخروجه بصدمة
الواد دا بيقول ايه يابابا مش فاهم
: عاصم الولا دا لازم يموت النهاردة قبل بكرة كدا تخطيطنا كله ضاع… كنا بنقول هنقتل غزل ونورثها بما مفيش ورثة… لكن الولا دا طلع لحـمه مر وطلع متجوزها لازم نتخلص منه قبلها طول ماهو عايش مش هنوصلها
وصل جواد بعد عدة ساعات
قابلته والدته- بابا عامل ايه ياماما النهاردة
– باباك سافر الفيوم ياحبيبي قال قدامه إسبوع لما يخلصوا المستشفى اللي بنينها على رو ح ماجد وجاسر… مسح وجهه بعنـ. ـف ولم يراعي جرحه
– تمام ياماما.. غزل فوق.. ولته ظـهرها-
هو صهيب مكلمكش..؟
ضيق عيناه مستفسرا
– انا كنت عنده من ساعتين كدا ليه فيه حاجه… فركت يـ.ديها وتحدثت سريعا
– غزل نقلت بيتها ثم أمسـكت ذراعه، وحياتي عندك ياجواد ماتقسى عليها أنا امبارح قسيت عليها وجر حتها ومن ساعتها وانا زعلانة من نفسي يابني علشان كدا خليك حنين معها… هي هبلة ومكنتش تقصد تضر بك بالنار ولا حتى تطلب الطـ.، لاق.. باباك حكالي هي معذورة ياحبيبي
قـ.بّل رأسها: تمام ياماما.. أنا هروحلها
تحرك مغادرا.. نادته: جواد وحياتي يابني ماتقسى عليها
تنهد بحزن
– خلاص ياماما… عارف هعمل إيه
كانت تجلس بمكانها المعتاد بغرفتها بوجه يكسوه الحزن وتبدو كأنها فاقدة لروحها كلما تذكرت حديثه عن زو. اجه بها… وإنه ذهب إليها وتركها.. استمعت لخطوات بالخارج اعتقدت العمالة ولكنها تفاجات به وهو يفتح الغرفة ويطل من خلف بابها كالقمر الذي ينير حياتها العتمة.. ولكنها تشعر بعتمتها معه اليوم… جلس جوارها
ملـس على شعرها بحنان.. ضامماخصـرها.. واضعا رأسه في عـ.نقها
– أنا مش زعلان منك على فكرة… عايزك تعرفي اللي سمعتيه دا من زمان قوي من قبل مااعرف إني بحبك… كنت مفكر حبي وارتباطي بيكي ماهو إلا أخوة زيك زي مليكة… لحد ماجيتي وقولتي إنك بتحبي واحد… أنا إتجننت حسـيت بنا ر في قلبي.. رفع رأسه ناظرا لعيونها بعدما أدارها لوجه… مقدرتش أقاوم حبك.. عشقت حتى نفسك كنت بغرق في حبك وأنا مش حاسس
وقفت عاقدة ذراعيها فوق بعضهما
– عارفة الكلام دا كله
تنهد بحزن وحاول تمالك أعصابه حتى لا يغضـبها
– جيتي هنا ليه ومن غير إذني… إنتِ عارفة الست اللي تخرج من بيت جوزها من غير إذنه بيعمل فيها إيه
وقفت وصرخت بوجهه
إنت مش جو زي سامعني وهطلق منك علشان اصحح غلطتي بجوازك واعيش حرة من غير تحكماتك المقرفة دي
كلماتها مازالت تصــعقه كالكهرباء مازالت تذبحه بدون رحمة
زفر بغضب وحاول السيطرة على أعصابه
– كنتي عايزاني ليه ياغزل موضوع ايه؟
نزلت بجـسدها إليه وتحدثت ضاغطة عليه بكل جبروت حتى شقّـت قلبه لنصفين
عايزة اتخلص منك ياجواد قربك مني بيموتني.. بقيت اكره شــفايفي اللي لمــستها اتمنيت اتجو ز سامح ولا عاصم ولا أكون مراتك.. هنا فقد أعصابه بالكامل.. جذ بها بقوة من خصـرها حتى أصبحت بأحضانه ونظر لها نظرة لم تراها قبل ذلك… ضـ. ـم شعرها يستـ.نشقه وهي تحاول التملص منه… هخليكي إزاي تعرفي تجيبي سيرة راجل تاني
– عايزك تكرهي جــسمك كله ياغزل لما ألمـسه كله وريني هتعملي.. انقــض على ثغرها بقوة لأول مرة بكل غضـب داخله.. قلبه ينزف بشدة من كلماتها ظل يقبــلها بقوة مما تذوق دمائها… وبيـد واحدة قام بتمــزيق كنزتها الحريريه التي ترتديها ونزل بشـفتيه يُصك ملكيته بقوة تاركا علاماته وهي تحاول ان تتملص من تحته… ولكنه لايرى أمامه ولايسمع غير صوتها “بكره كل حاجة لمستها” ظل على حالته وكأنه تحول لشيطان يتخلص من مؤمن يقضي يومه أذكار وليله صلاة
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية تمرد عاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.